|
ما كتب محمد لطيف عن السائحون !#
|
إنت وين ناس سائحون ديل ..؟ هم بس دايرين يحكموا طوالى ..؟ ما ينزلوا يشوفو معاناة الشعب دا
الخميس, 15 آب/أغسطس 2013 (الغريبة هم فطروا)... كانت هذه إجابة عفوية صدرت عن وزير الدفاع حين سأله ذاك الصحفى حول تفاصيل ما تردد عن أن (السائحون )قد قاطعوا الإفطار السنوى الذى نظمه فى مطلع رمضان الأخير .. وبغض النظر عن حقيقة ماجرى .. فقد كان المطلوب قد تحقق .. زخم إعلامى .. ضجة كبرى .. أقرب الى الإنفجار .. إنفجار لا يميت .. ولكنه يخلف مزيدا من الهالة الإعلامية حول الإسم ( سائحون).. ويصبح الإسم لدى البعض لغزا .. بل يمثل لدى بعض هذا البعض رعبا .. والمراقب يحار .. وهو لايدرى .. ولا يجزم .. ما إذا كان ثمة ممسك بهذه اللعبة يدرى ما يفعل .. وفق خطة مدروسة .. أم هى الظروف والملابسات .. وتعقيدات المشهد هنا وهناك تساعد فى .. تكبير .. كرة ثلج .. إسمها سائحون .. وواقعة منزل وزير الدفاع التى صورت المشهد .. أو أريد لها أن تقرأ أن .. سائحون تواجه وزير الدفاع .. لم تكن مشهدا معزولا .. ولم يكن منزل وزير الدفاع اول بيت يرتاده السائحون .. أو ممثلين لهم .. فأيما موقع يصلح أن يصنع ضجة إعلامية .. أو منصة يمكن أن تطلق فرقعة .. إرتاده السائحون .. بدءا بمنزل غازى صلاح الدين ..أيام مؤتمر الحركة الإسلامية .. مرورا بمنزل ودابراهيم أيام الحركة الإنقلابية .. وإنتهاء بمنزل صلاح قوش فى خاتمة التصحيحية .. ! ثم إحتل السائحون .. إختاروا هم .. أم وضعتهم إجتهادات المراقبين ..لا أحد يجزم .. موقعا متقدما قى قاطرة إسمها .. الإصلاح .. وهى الأخرى أقرب الى حالة ذهنية إفتراضية متصورة .. منها الى واقع ملموس .. يمشى بين الناس .. فالكل يتحدث عن الإصلاح .. والكل ينشد الإصلاح .. والكل يلوح بالإصلاح داخل الحزب الكبير .. ولكن .. لا أحد يقدم تصورا قابلا للتعاطى .. أو حتى للنقاش .. أو للتنفيذ .. وانتهى الأمر فى نهايته الى .. إنتظار الجميع .. بمن فيهم .. السائحون .. تصورا يعكف على إعداده .. من يفترض أن رايات الإصلاح مرفوعة فى وجهه ..! والذى دفع بكل هذا الى هنا .. وحتى لا تذهب التأويلات بعيدا .. حدثان وقعا بالأمس .. وكنت طرفا فى كليهما .. الأول بالإستماع .. والثانى بالمشاهدة .. فصباحا إتصل بى صديق .. معلقا على تناولنا لدور شباب نفير فى مؤازرة منكوبى الأمطار والسيول ..ثم سألنى بغتة .. إنت وين ناس سائحون ديل ..؟ ثم أضاف .. هم بس دايرين يحكموا طوالى ..؟ ما ينزلوا يشوفو معاناة الشعب دا .. ولم أعلق فلم يكن لدى ما أقوله .. وإن كنت افكر فى حضور الحس التاريخى هنا .. وغيابه هناك .. وأن الإستثمار الصحيح للفرص المتاحة على وجهها الصحيح .. وفى إتجاهها الصحيح .. ليس عيبا فى العمل العام .. حتى جاءت الواقعة الثانية .. فقد إنطلقت عصر الأمس مسيرة فى الخرطوم .. ويبدو أنها تزامنت مع إنتهاء مهمة الجيش المصرى بإخلاء ميدان رابعة العدوية ..عليه .. لم تكن لها صلة بدعم متضررى السيول والفيضانات فى السودان .. كما لم تكن ذات صلة بالتنديد بغياب دور الدولة .. أو ضعف الأداء الحكومى فى مواجهة الأزمة .. بل فى الواقع كانت المسيرة لدعم إخوان مصر .. وكانت مفاجأتى عظيمة وأنا أتمعن لوحة تصدرت مشهد الموكب .. وقد تزينت بصورة الرئيس المصرى المخلوع محمد مرسى وكتبت عليها .. بسم الله الرحمن الرحيم – مبادرة السائحون – من أجل إستعادة الديمقراطية والشرعية .. أما المفارقة المذهلة فهى أنه وفى ذات اللحظة التى كان فيها السائحون يغبرون أقدامهم دفاعا عن الشرعية فى مصر كان رجال من الجيش المصرى .. ذات المتهم بتقويض الشرعية .. يغبرون أرجلهم بتراب السودان حاملين مساهمتهم فى تخفيف آثار الكارثة على الشعب السودانى .. !!! محمد لطيف
|
|
|
|
|
|