كامل التضامن مع البسطاء من شعوب السودان الذين تعرضوا لكارثة السيول و الفيضانات في بعض من ولايات السودان : في كسلا ، نهر النيل ، و الخرطوم..و كامل التضامن مع شباب السودان الذي هب للمساعدة و التجاوب مع حاجات المنكوبين بالقدر البسيط المستطاع في وقت صمتت فيه الحكومة السودانية بكل مستوياتها من ادني معتمد ..مرورا بوالي .. الى غاية رئاسة الجمهورية التي سولت نفس رئيسها و طفاسته بالمجازفة للسفر لحضور تنصيب رئيس ايران المنتخب وتناسي ما يحدث في السودان..
نعم هي كارثة ان يكون انسان السودان ضحية للمآسي المستمرة منذ بداية حكم الجبهة الإسلامية في السودان ، و لكن الكارثة الأكبر ان يصل الإنشطار السوداني الى اعلا مستوياته..و تنقسم الناس انقساما فصيحا تجاه الكوارث السودانية اللامتناهية..تختار الإحساس و التضامن مع بعضها و تغض الطرف عن بعضها الآخر..و الأنكي في بعض الأحيان تصفق لحدوث الموت وسط البسطاء.. فأي بشر نحن و الى اين نذهب؟..
كبر
08-12-2013, 06:36 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
كان شهرا عسيرا للغاية على شعوب السودان ، حدثت كوارث النزاع الدموي القبلي بين الرزيقات و بين حسين (عدد الضحايا فوق الثمانين فرد) ، و النزاع الدموي بين المسيرية السلامات (عدد الضحايا فوق المأئة و ثلاثون فرد) ، حادث الطريق بين الدبيبات و الدلنج (عدد الضحايا قرابة الستين فرد) ، ضحايا السيول في نهر النيل (قرابة الأربعين فرد) ، ضحايا السيول في ولاية الخرطوم (قرابة العشرين فرد)..و هنا نحسب من ماتوا فقط ، غض النظر عن المقدرات الإنسانية و الخراب و الدمار و التشريد .. كنتائج طبيعية لمثل هذه الكوارث..و كل هذا و نحن نهز اكتافنا بلا مبالاة..و احيانا اخرى نختار الصمت المتواطئ..!!
نعم كثيرون مارسوا احساس الشماتة الصامت و هم يرون البسطاء في ضواحي الخرطوم يجدون انفسهم في وضع لا يحسدون عليه..نعم تحدث البعض مذكرا بحالة التشوه التي انتابت ضمير السوداني الذي يخرج و يهتف حد الزبد تضامنا مع ضحايا غزة و الصومال و مصر المؤمنة..و لا ينتابه احساس بالذي يحدث لمواطنيه و اخوته في الوطن في اطراف السودان في دارفور و كردفان و النيل الأزرق..نعم كل هذا حدث و الغبن في ذوات البعض منا لا يوصف..و لكن ماهو دورنا؟.. هل دورنا أن ننفصم في بعضنا البعض و نصفق لمآسي بعضنا البعض؟..هل دورنا ان نكون مثل مشجعي كرة القدم كل منا ينتظر ان يحرز فريقه هدفا في الفريق الآخر؟..
كبر
08-12-2013, 06:38 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
محزن أن يكون التفريق في المآسي بلغ هذا الأمر.. مآسي نتدافع تجاهها..و مآسي نتجاهلها كأنما هي تحدث في كوكب اخر..!!
البعض.. قالها صراحة أن مساعدة المنكوبين هو دعم للحكومات التي لا تريد أن تلعب دورها.. بمعنى الحكومات لا تفعل ماهو مطلوب منها للأستعداد لكوراث معروف و يمكن لأي فرد التنبوء بحدوثها..وان تفريج كربة الحكومة بالتطوع و التدافع للمساعدة سيجعل الحكومة اتكالية و لا تقوم بدورها المطلوب..و هذا حديث مشروع و منطق معقول..و لكن هل الإنسان الضحية يفهم مثل هذا المنطق؟.. هل الحياة عندنا مجرد حكومة و معارضة.. أم الحياة عندنا أن نكون انسان غض النظر عن الظروف التي نمر بها؟..
البعض الآخر.. يمارس ابتزاز خجول لأهل الهامش.. و يحدثنا بان سكان المناطق المنكوبة في ولاية الخرطوم سكانها ينحدرون من تلك الهوامش..و ان الواجب يحتم الوقوف معهم لأنهم مهمشون هنا و هناك..و هذا هو خطر الكارثة الذي نتحدث عنه.. فانسان السودان هو انسان السودان..و المآسي هي المآسي لا تفرق بين هذا هامش و هذا مركز..و انما كلنا نتعرض لها..لكن مثل هذه التقسيمات هي التي تقتلنا و تسلبنا معنى سودانيتنا..و من يقولون بمثل هذا الخطاب نقول لهم بكل وضوح: ما تساعدوهم اذا كان فهمكم ليهم انهم مجرد ناس هامش..دعوهم لوحدهم يا هداكم الله..!!
مشروع الجبهة الإسلامية سلبنا الكثير الكثير.. بالرغم من الجرائم الكبيرة الخطيرة..مثل الإبادة العرقية و الجرائم ضد الإنسانية و جرائم الحرب و التشريد و التنكيل و تقسيم البلد ، الإ انه نجح في ان يسلبنا انسانيتنا و سودانيتنا.. فان هزمنا بالقوة و البطش.. فيجب ان لا نهزم في ارادتنا و نمرر للنظام ما يريده..!! نفس المسئول الذي يتندر الناس بحديثه عن تعريف الكارثة (بقوله تعني موت اكثر من نصف السكان).. قاله مسئول من نفس الملة عند بداية احداث جنوب كردفان و جاء بمقولة يندى لها الجبين خجلا (حينما قال من قتلوا في جنوب كردفان لم يصل عددهم لحجم الإبادة العرقية)..و ايضا من شاكلة نفس المسئولين معتمد مدينة الدلنج.. الذي فات عليه الواجب الإنساني العادي بالذهاب لبيوت العزاء (المدينة في كل حي كان فيه بيت عزاء بسبب احداث السابع و العشرين من يوليو2013)..
كبر
08-12-2013, 06:45 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
الكارثة أي كارثة كانت لا تحل بالتدافع العاطفي و التجاوب العابر معها..لأن مثل هذا الأمر هو نوع من الحلول الهروبية و دفن الرؤوس في الرمال.. الكارثة تواجه بتحديد اسبابها..و معالجتها من جذورها حتى نضمن عدم تكرارها.. نفس السيول التي يتدافع شباب السودان النقي اليوم لمجابهتها.. واجهناها نحن ايضا حينما كنا شبابا غر في بداية الحياة الجامعية (1988).. نفس المناطق المتأثرة في ذلك الوقت هي المناطق المتأثرة اليوم ، و ستكون هي المناطق المتأثرة في أي سيول قادمة.. ذهبنا وقتها في فرق التطوع و كان نصيبنا في اليوم الأول مناطق الحاج يوسف..و في اليوم الثاني مناطق الحزام الأخضر..و في اليوم الثالث في امدرمان (منطقة مرزوق)..و المأساة التي اراها اليوم.. انني في 1988 ذهبت لمساعدة منكوبي السيول و الأمطار في تلك المناطق..و اليوم ابنتي في عمر هذا الشباب تذهب لتقديم نفس المساعدة و لنفس السبب..و غدا حفيدي أو حفيدتي منتظر منهم أن يلعبوا نفس الدور.. أليست هذه كارثة في حد ذاتها؟..
كبر
08-12-2013, 06:47 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
علينا بازالة التشوهات التي انتابتنا.. فالنخبة التي تصفق لموت المسيرية و السلامات.. او الرزيقات و بني حسين أو الرزيقات و المعاليا..بحجة انهم جنجويد..هي نفسها النخبة التي تشحد الشعب السوداني اليوم و تتسول رضاءه حينما تتدافع لنجدة المنكوبين من ضحايا السيول في ولاية الخرطوم فقط..لقد سقطت اوراق التوت تماما..و لم يبقى هناك ما يستر عورة الوعي السوداني المشوه..و لكن..!!!
فلنعيد سوداينتنا بانفسنا..و لنتعلم من هذه المصائب العابرات..لأن الإنسان القويم هو من يستفيد من تجاربه..و يبني مستقبله..فليكن تضامننا مع الإنسان السوداني اينما كان و كيفما كان.. دون الحاجة للمتاجرة بمآسي اهلنا.. علينا تجنب التمييز المعوج.. الذي يرى مآسي البعض و يتفاعل معها.. و يغض الطرف عن مآسي الأخرين.. السيول سينتهي امرها..ستعود الناس لحياتها الطبيعية..و قد تكون هي نفس الناس التي ستذهب اليها حكومة الجبهة الإسلامية و تسألها الخروج في مسيرات لدعم نفرة الشريعة الإسلامية أو اخوة الإسلام في غزة أو الصومال أو مالي..و حتى لا يحدث هذا مجددا.. علينا التوحد.. فان لم يوحدنا السودان بقيمه السمحاء النبيلة فلتوحدنا المأساة..و علينا بالمبادرة و لا ننتظر أن نتعلم الإحساس بالمأساة الإ حينما ينتابنا بعض من رشاشها..!
ماحدث في ولايات السودان هو مسئولية الحكومة السودانية من اكبر مسئول فيها الى غاية اصغر مسئول فيها..و الذين ينتخبون مثل هؤلاء المسئولين أو يصفقون لهم عليهم أن يساءلوهم الآن لماذا حدث ما حدث؟..و الذين يذهبون الى صناديق الإقتراع للتصويت عليهم أن يسألوا الحكومة لماذا الحرب تستمر حتى الآن؟.. لماذا يموت الناس في دارفور بسبب النزاعات القبلية؟.. لماذا تشريد ربع اهل السودان ، و هم الذين بان عطاءهم في الكارثة الماثلة الآن؟..
اما النخبة السودانية نقول لها.. كونوا سودانيين حقيقين.. تشعرون بمآسي شعوب السودان بالتساوي..حتى نزيل التشوه الذي انتابنا جميعنا..الذي يموت بسبب الحرب و النزاعات القبلية..هو مواطن سوداني مثله و مثل الذي يموت بسبب السيول و الفيضانات..مجرد التضامن و تقديم العزاء و رفض فعل الموت المجاني. هي امور بسيطة و لكنها تحدث الفرق..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Kabar
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست