|
الارباب صلاح ادريس يكتب بعنوان بلغت الحلقوم... يا سيِّدي الرئيس
|
بلغت الحلقوم... يا سيِّدي الرئيس للسيد المشير عمر حسن احمد البشير مقولة شهيرة لم يجاف فيها الحقيقة أبداً وقد خلت تماماً من كِّل فيروسات الرياء والتملُّق والنفاق وكانت صادقة لا يناطح فيها السيد الرئيس أحد وإن ناطحه أحد ما كان مصيره ليكون إلا مجندلا ليس إلا. والمقولة تقول بأن الهلال والمريخ هما أكبر حزبين في السودان... قالها السيد الرئيس وهو رئيس الجمهورية ورئيس الحزب الحاكم وهو يعي ذلك ويعلمه تماما... قالها ولم يضف عليها بأنَّ ما قاله يستثني حزب المؤتمر الوطني من الدخول في مقارنة مع هذين الحزبين الكبيرين الهلال والمريخ ولم يورد أيَّ تأكيد بأنّ هذا الحزب الحاكم هو الأكبر. ولكنَّ البعض في القيادات الوسيطة في المؤتمر الوطني يرون غير ذلك ويؤمنون بأن كل الاتحادات الأندية السودانية رياضية وثقافية واجتماعية وغيرها تدخل في عباءة المؤتمر الوطني ... أولم يقل السيد الرئيس ، نفسه ، ونوابه ومساعدوه بأن حزب المؤتمر الوطني هو الوعاء الجامع لأهل السودان ؟؟ كيف يكون وعاءً جامعاً إن لم يحتو ويحتضن كل هذه الاتحادات والأندية والكيانات وهلمجرا. وبناء على هذه القناعة فهم ، وأعني تلك القيادات الوسيطة وتحديداً أمانة الرياضة في المؤتمر، يتدخلون في كلِّ شؤون تلك الاتحادات والأندية والفعاليات الشبابية والرياضية والثقافية وهلمجرا.... أيضا. والغريب بأن أمانة الشباب والرياضة الاتحادية أو فرعياتها ، مثلها مثل كل مكونات المجتمع السوداني ومثلها ومثل كل أسر وبيوت السودان، تضم خليطاً غير متمازج أو متوافق من أنصار الفريقين الكبيرين الذين ما أستطاع الزمان ولا الأعوان ولا الأخوان من تغييره فهذا واقع موروث غير مدسوس وسيبقى زمناً طويلاً دون أن يتأثر حتى بعد ظهور بعض الظواهر الكونية مثل البرير. والديمقراطية التي تهفو لها القلوب وتصدح لها كل المدائن والبوادي والدروب .... والانفتاح الذي جاء خجولا ثم وهادراً ... رمادياً ... ثم أحمر قانٍ وأزرق زاهٍ يسر الناظرين... كل ذلك وبعد كل الخطوات السياسية والقيادية في هذا الطريق قابلته علاقة عكسية فيما يخص الرياضة. أمَّا الأغرب والأعجب والأرهب فهو أنّه وفي الوقت الذي لا توجد فيه قيود دولية على أنظمة الحكم ، فهناك الأنظمة الملكية ، الأميرية ، السلطانية والجمهورية برلمانية كانت أو رئاسية ، ولا قيود سوى قيود وقتية كتجميد العضوية في المنظمات القارية والإقليمية والدولية في حال حدوث إنقلاب عسكري يطيح بنظام حكم منتخب، في هذا الوقت الذي لا توجد فيه تلك القيود فإن الشأن الرياضي تحكمه قيود صارمة لا تهاون ولا لجلجة فيها ولا تقبل أنصاف الحلول ولا مساومة في أهلية وديمقراطية الرياضة. وكلُّنا قد تابع في إشفاق ووجل تلكما التجربتين المرَّتين المتعلقتين باللجنة الأولمبية السودانية واتحاد كرة القدم السوداني وجمع بين الأمرين شأن واحد وهو انتخابات تلكما الهيئتين وتدخُّل السلطة الحكومية سواء كان ذلك التدخل عبر قوانين تسلب الرياضة أهليتها أو ديمقراطيتها أو الاثنين معا أو التدخل مباشر ، بقرارات فوقية ملزمة أو غبر مباشرة من خلال ما يماثل هذا الذي ظلّ يجري دون وازع أو (رقيب). أمامي خبر يقول خطه الأول: «أكَّد التزام وزارة الرياضة بأيِّ قرار قضائي». ويقول خطه الثاني: «محمد عثمان خليفة : الوزارة اختارت لجنة التسيير الهلالية». أما تفاصيل الخبر فقد جاء فيها :- « أوضح الأمين العام لوزارة الشباب والرياضة بولاية الخرطوم مولانا محمد عثمان الخليفة عن تحركات قادتها وزارته لإعلان لجنة تسيير نادي الهلال لتولي قيادة النادي الأزرق خلال الفترة المقبلة موضحا أن المفاوضات مع عدد من الشخصيات الهلالية قطعت شوطا بعيدا منوِّها إلى أن وزارته رغم ذلك ملتزمة بأي قرار قضائي يصدر عن أي جهة عدلية مختصة «. وإن جاز لي أن اعلِّق فإنني أقول بداية بأن الالتزام بأي قرار قضائي يستوجب عدم التعجل في تعيين لجنة تسيير وإن عمل الأمانة العامة لوزارة الشباب والرياضة كان يستوجب تحري صحة تلك التوصية الكسيحة والقبيحة التي جاءت من المفوضية دون أن تستند على نص في قانون أو لائحة ثم أن تحركات الوزارة ومفاوضاتها مع (النفر) من الأهلة يجب أن تكون في الضوء وعبر ما هو معلوم من تنظيمات أو تكتلات لا أن تكون كلاماً يطلق في الهواء ليحمله الهواء . والأخ محمد عثمان الخليفة صاحب سوابق في التعيين والتسيير والذين هو بهما جدُّ شغوف لكن ذلك يجب أن لا يكون نتيجة دفع هوائي رباعي أو خماسي . لن يبقي ولن يذر . وفي جانب آخر فإن الاتحادات المحلية لكرة القدم ما زالت تحت تخدير الانتخابات الماضية وما صاحبها من تدخُّل سافر من أمانة الرياضة في الحزب الحاكم ، لا أقول هذا القول ولا أرمي به لأنني قد كنت الخاسر في تلك الانتخابات ولكنني أقوله قول الواثق والملم بكل ما حدث من غرفة عمليات في الرياض أعرف من كان يأتيها وفيهم من مثَّل مجيئه جرحاً غائراً في القلب ثم من تصريح تلفزيوني أكَّد التدخل وباهى به صاحبه ومن تعليمات تطايرت وتكاتفت وتكاثفت ليكون الحريق الذي جاء بفاسد لم يأت فساده بعد اختياره رئيساً بل إنه فساد قد بدأ منذ دخوله المنظومة. وأزيد أكثر بأنني على علم بما وزِّع من هبات تحت بند الترحيل ولي في ذلك أكثر مستند ودليل.. ثم أزيد أكثر بأن الوزير قد خرق القانون وداس على الأهلية والديمقراطية ليُبقي على مغتصب رئيساً بأمر وزاري رغم أنفنا وأنف القانون. يا أخي الرئيس.... يا قائد الأمة ويا مسئولاً عن ما تعثر في كل البلاد فما بالك إن لم تكن العثرة من شاة أو بغل ولا من بقرة أو جمل وإنما من أكثر شباب الأمة التي تعدَّهم الأمة ليومها وغدها فيجعل البعض منكم إحساس كل هؤلاء الشباب ملحاً وحنظلاً وعلقماً ليصل الأمر مداه وتبلغ الروح الحلقوم . ويا أخي الرئيس.... سمعتك تقول ألا تدخل من الحزب الحاكم في الشأن الرياضي ولا في انتخاباته وسمعت نائبك الأول يقولها ويزيد فيها بأن « أهل الرياضة أدرى بشعابها وصفائها وضيائها فاتركوهم « وسمعت مساعدك في الحكومة ونائبك في الحزب يقول ذلك ويزيد فيه بأ مكتبه مفتوح لأي شكوى لإي أي تجاوز أو تدخل يحدث. لكن ذلك يا سيدي الرئيس لا يكفي.. فكل ما قلتموه يضيع أدراج الرياح لأنها تصريحات تحتاج إلى قرار صريح ومعلن وإني أثق بأنك فاعله نقطة أخيرة هامة جداً هل يفعلها البرير فيستقيل ليبقى للهلال مجلسه وديمقراطيته أم أن ذلك مستحيل.
هذا جزء من صفحة اسبوعية يكتبها الارباب صلاح ادريس بصحيفة المشاهد والدار وسودانا فوق الالكترونى
|
|
|
|
|
|
|
|
|