قبل ثلاث سنوات بدأتُ هذه اليوميات ولكن لم نواصل فيها لأسباب عدة نعود على أمل إستنفار الذاكرة وإستفزازها لنبش تلك الأيام
*** كنا قد قلنا :
في الثمانينيات و التسعينيات من القرن المنصرم ، كنا ( نجهجه ) رمضان بالسفر في بلاد العم ( سام ) و بلاد الفرنجة أيام العملات ما قبل ( اليورو ) و لكن مع بداية الألفية الثالثة ، ضربنا مرة أخرى أوتاد خيمتنا في ( صحراء نجد ) نتقي حر القيظ و سمومه بأشياء لو رآتْها و عاصرتها ( الخالة صفية رحمها الله ) لقالت بلسان نوبي صميم: ( إن شاء الله الجنة مضمونة بصيامنا دة ) ، رغم أنها كانت تضع سفة ماكنة في فمها و هي صائمة ، و عندما قلت لها أن هذا لا يجوز شرعاً ، قالت لي و هي ترمقني شذراً :
ربنا قال ما تاكلوا و ما تشربوا ، حسع جاي تدينا فتوى جديدة ؟ شن دخل الكيف مع الأكل و الشراب ؟
أما عمنا عبد الجليل الذي كان لا يصوم أبدا شهر رمضان ، فقد قال لي بعد أن عاتبته : ربنا ليه فرض الصيام؟ فقلت له متماشياً مع مجريات واقعه : عشان نقدر نتعلم الصبر و عشان نحس بجوع الناس الغلابة. فقال : الله يفتح عليك و ينصر دينك ، أها أنا صمت يوم واحد و أنا صبي و عرفت معنى الصبر و عرفت تعب الناس الغلابة ، فما لازم أعرف كل سنة القصة دي فبُهِتَ الذي ظن أنه قد أفحم الرجل.
لكم أن تتخيلوا الصوم في الستينيات من القرن المنصرم في قرانا بالشمال.
في ذلك الحر القائظ كنا ننزل للنيل ونمكث فيه فترة العصر ( الرويس بس برة وباقي الجسم معطون جوة الموية زى فرس البحر ) أما المائدة فكانت عبارة عن جك من موية الزير وصحن سلطة وصحن ماكن به قراصة معطونة في الملاح وصحن تمر ( وكان الله يحب المحسنين )
والسحور عبارة عن فطير بالحليب وكباية شاي ..
نفس السيناريو يتكرر كل يوم من أيام الشهر الفضيل ... وقلنا الجنة إن شاء الله ما تقسى دروبا على
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة