كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
و أخيرا ظهر البرادعي...الطريق لعلمنة مصر(واضحة جدا)
|
خطوة بلا شك نحو علمنة مصر وأكيد الإنقلاب بمباركة من أميركا بعد إستشارتها لاحظتوا البرادعي وظهوره التلميعي ليه يعني البرادعي؟؟ برضو ظهوره عقب سقوط حسني دائما يظهر في مثل هذه الأوقات والبرادعي هو ابن امريكا المدلل ورغم ذلك سقط في الإنتخابات وليه شيخ الأزهر رضي ان يظهر معهم نظام داير يمشي حالو السيناريو محبوك بعناية بغياب الشعب المصري الاصيل وكيزان مصر هم نفسهم الشعب المصري الاصيل وليس هذه الفئات التي احتلت ميدان التحرير أين بقية الشعب؟؟تهميش لناس الريف والقري والنجوع وناس تمرد بصرفهم السخي موجودين في كل مكان كأنهم سرطان نبت فجأة إمكانيات هائلة ورائها ما ورائها والنتيجة بلد بلا رئيس حتي الان
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: و أخيرا ظهر البرادعي...الطريق لعلمنة مصر(واضحة جدا) (Re: الشفيع وراق عبد الرحمن)
|
والمؤلمني يا الشفيع شتائمهم في الميدان مثل:إرحل يا ابن سنية لله دره من رجل من غمار الناس
Quote: مصر خلاس ببح المصريين طبزوا عيونهم بأياديهم اول ما فعله العسكر بعد الانقلاب هو قفلهم للعديد من القنوات الفضائية اولها قناة الجزيرة والجزيرة مباشر وكل القنوات التابعة والمؤيدة للاخوان اين وعودهم بعدم اقصاء الآخرين ها قد تم اقصاء صوت الاخوان لا حرية فى مصر بعد اليوم الفاااااااتحة وقوموا الى صلاتكم يرحمكم الله |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: و أخيرا ظهر البرادعي...الطريق لعلمنة مصر(واضحة جدا) (Re: محمد جلال عبدالله)
|
Quote: والبرادعي هو ابن امريكا المدلل ورغم ذلك سقط في الانتخابات
|
حليل ابوى ومتى ترشح البرادعي حتى يسقط ومتى كان فتى مصر المدلل ميدان التحرير هو ابذى انتدب البرادعى انريكا مكرهة يا رجل امريكا تدعم اهل الاسلام السياسي للوصول للحكم في بلدانهم لانهم الاكثر قدرة على تمزيق بلدانهم وتطليع دين شعوبهم ودعم امريكا للبشير ابلغ دليل
ياخ خليهم يعلمونها هم احرار في بلدانهم مصر كانت فرعونية قبل ان يدخلها ابي السرح ثم كانت مسيحية ياخ كرهتة الناس بالدولة الدينية وكرهتوها بوسطن ذاتو ياخ انت مسمى نفسك ودبوسطن وبرضه مسمى البرادعي فتى امريكا المدلل ياخ المسريين دينهم طلع من الاخوان سنة كاملة في الشارع ياخ ارحموهم نحن دينا طالع اربعة وعشرين سنة في السودان وناس الشفيع مصرين يعملوها 48 سنة اللهم طلع دين الكيزان زى ما طلعوا دين الشعب السوداني جنى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: و أخيرا ظهر البرادعي...الطريق لعلمنة مصر(واضحة جدا) (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
|
Quote: الديمقراطية والشرعية الثورية والشرعية الدستورية
مصطلحات .. يكثر ترديدها .. من وحى الازمة المصرية المضحك والمبكي .. لم نعرف حتى الآن أين العدل ؟
وضح لي تماما وامكن للكتبر من المتابعين .. انو المواقف من الازمة المصرية نابعة من المصالح المذهبية والحزبية ولو اخدنا المشاركات فى المنبر هنا كمقياس نجد أن :
معظم المدافعين عن حركة الجيش هم من الناشطين ضد الاسلام السياسي ويحركهم العداء التاريخي بين الاحزاب اليسارية والاخوان ومعظم المدافعين عن حركة الجيش من جهه اخرى هم من السلفييين الذين تتبع مواقفهم مواقف الدول الداعمة للسلفية وهى ايضا فى عداء تاريخي للاسلام السياسي .. ومعظم المدافعين عن حركة الجيش هم من الداعمين للحركات المسلحة فى السودان نكاية بحكم الاخوان فى السودان ..
فى مثل هذه المواقف تتساقط أوراق التوت .. حيث يظر تأييد الجيش فى الانقلاب على الحكومة المنتخبة وتتساقط أوراق التوت .. لنرى تجويز الخروج على الحاكم المسلم الذى أتى بمبايعة أغلب شعبه
والمضحك والمبكي ايضا .. الاستغراب من أخونة الدولة .. وما اليه ... الم يسمع من قبل قادة الاحزاب فى مصر والجيش فى مصر عن برنامج الاخوان وعن نهجهم ؟ \ وعن مرجعياتهم ؟ هل كان هؤلاء القوم فى سبات حين نزل الاخوان الانتخابات ؟ تسرع المجلس العسكرى المصري .. فى تسليم السلطة للاخوان .. عشان يتخارج من المسؤلية ما صبرو على بناء المؤسسات بطريقة كاملة (زى البرلمان والمحاكم وووووو) واتاحو للاخوان الحكم بدون مؤسسات قوية تردعهم واتاحو لمرسى الانفراد بالحكم والان بقولو الاخوان دكتاتورييين ؟
الاخوان تنظيم متماسك من عشرات السنين وجاهز فى اى وقت للعمل وسط الجماهير ومنافسيهم بقايا احزاب تريد ان تتماسك بعد سيطرة نظام مبارك عليها .. ولم يكن لهم حول ولاقوة لمواجهه الاخوان
والان لما أراد الجيش وبقية الاحزاب تدارك الموقف انقلبو على الشرعية ... وذبحوا الاخوان جهارا نهارا ... وقسموا المجتمع المصري تقسيما لن يلتئم مرة اخرى كان بالامكان حل الازمة بدون ذبح الاخوان وبدون ذبح مصر ... وضاح عبدالرحمن جابر-منبر سودانيز اونلاين |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: و أخيرا ظهر البرادعي...الطريق لعلمنة مصر(واضحة جدا) (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
|
Quote: نحن دينا طالع اربعة وعشرين سنة في السودان وناس الشفيع مصرين يعملوها 48 سنة اللهم طلع دين الكيزان زى ما طلعوا دين الشعب السوداني |
Quote: نحن دينا طالع اربعة وعشرين سنة في السودان وناس الشفيع مصرين يعملوها 48 سنة اللهم طلع دين الكيزان زى ما طلعوا دين الشعب السوداني |
آمين يا رب العالمين ،يستجيب لدعوتك يا جني نسأل الله ان يعذب الكيزان كما عذب اليهود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: و أخيرا ظهر البرادعي...الطريق لعلمنة مصر(واضحة جدا) (Re: Mutaz Hussien)
|
انا لست تابع لأي تنظيم سياسي نحن مع الحق بس شفيق يا راجل ده لو كان فاز كنت حأحترمو وبالمناسبة لاعجابنا في الاسرة بسلفادور الليندي سمينا ود أختنا :الليندي تخليدا لرئيس منتخب مات دون مبادئه وبقي جلاديه حتي ذهبوا لمزبلة التاريخ وبصق عليهم الشعب وحاكمهم الطاغية بينوشيه بتاع شيلي لو تتذكروه وما اشبه الليلة بالبارحة مع اختلاف التوجه الايدولوجي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: و أخيرا ظهر البرادعي...الطريق لعلمنة مصر(واضحة جدا) (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
|
Quote: لعب بالكاميرات واعلام احترافي يعرف كيف يغيب من يريد |
أسه زول يكتب زي الكلام الفوق دا تشرح ليهو كيف...وتبدأ معاهو من وين؟؟ يا سيف اليزل برعي ياخي كلامك البتكتب فيهو من أول البوست دا يدل على أنك لا تدرك ذرة من الذي يحدث فعلاً في الشارع المصري...ويدل أيضاً على عدم إلمامك بأبجديات التحليل. لكن الكلام الفي الاقتباس الفوق دا ضحّكني..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: و أخيرا ظهر البرادعي...الطريق لعلمنة مصر(واضحة جدا) (Re: Adil Ali)
|
Quote: قبل سنوات في الجزائر الغيت الديمقراطية باسم العلمنة تذرعا بالخشية على الديمقراطية الملغاة . والآن مصر ام الدنيا كما يقولون تعيد نفس التجربة .
حقا لا يصلح في العالم الثالث عشر نظام للحكم سوى Guided Anarchy |
صدقت يا عم جعفر .. البرادعي نائبا للرئيس الان يعني رئيس مصر من وراء الكواليس والله دي حاجة تفقع المرارة والشعب المصري لا يستحق ذلك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: و أخيرا ظهر البرادعي...الطريق لعلمنة مصر(واضحة جدا) (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
|
Quote: خطوة بلا شك نحو علمنة مصر |
شفتو!
دا دجلكم الكره فيكم خلق الله.
قال، علمنة مصر،
كانما مصر طول عمرها كانت غير علمانية وهناك محاولة لعلمنتها الآن.
الحديث الصحيح يدور الآن عن منع ((أخونة)) مصر.
وهذا هو إنجاز شباب مصر العظيم.
لقد منعوا الأخونة ودمروا الأخوان ليوم الدين.
لقد فعلوا ما فشل فيه عبدالناصر.
والسبب بسيط:
محاولة عبدالناصر كانت محاولة سلطوية قمعية - من فوق - لهذا فشلت.
المحاولة التي نجحت الآن، نجحت لأنها نابعة من الشعب بقيادة قواه الحية.
قال تمكين في مصر!!
كفاية الشافو العالم من التمكين في السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: و أخيرا ظهر البرادعي...الطريق لعلمنة مصر(واضحة جدا) (Re: حامد بدوي بشير)
|
الانقلاب العسكري في مصر: درس للأخوان المسلمين .. و درس للعالم الديمقراطي ..
أحمد كمال الدين
كان حدثا كبيرا مثيرا للتفكير أكثر منه للفعل، و إن كان السيف قد سبق العزل في مصر فسالت دماء ولا زالت تسيل في أعقاب الانقلاب ..
سارع الكتاب الليبراليون العرب إلى نفي صفة (الانقلاب) عن مبادرة الجيش المصري في 30 يونيو الماضي، في رغبة متعجلة لتجميل وجه الحدث، الذي جرى على منوال التوجه الليبرالي و على حساب الاتجاه الآخر .. الذي منه الرئيس المنتخب ديمقراطيا لأول مرة في تاريخ مصر منذ ما قبل عهد الفراعنة الأول.
أما الليبراليون الغربيون من الكتاب فلم يمنعهم الحرج المصلحي الواضح لساستهم من الوقوف مع المبادئ .. فقالوا صراحة إن هذا انقلاب عسكري .. ثم تفرقوا مذاهب في تقويم هذا الانقلاب و ما إذا كان (إنقلابا مفيدا) أم لا .. و في هذا فقد انهزمت الليبرالية العربية و انتصرت أمها الغربية .. لا بأس، العرجا لي مراحها كما يقول أهلنا في السودان. العقدة الغربية أو الحرج المصلحي للساسة بصفة أخص يكمن في أن تعريف ما جرى بمصر على أنه (انقلاب عسكري) يستتبعه من الاستحقاقات ما سيفتح لأمريكا خاصة و للاتحاد الأوربي "صندوق باندورا".. حيث يصعب على أمريكا تطبيق سياساتها و قوانينها بقطع الدعم العسكري عن جيش مصر (بسبب انقلابه على رئيس منتخب ديمقراطيا) هكذا دون التفكير في عواقب العلاقة المعقدة في المنطقة، و ذاك مبحث يطول.
الذي حدث في مصر باختصار هو أن الجيش المصري استغل الاحتجاجات الشعبية الكبيرة من قبل المعارضة ذات الطابع الليبرالي ضد الرئيس محمد مرسي و حكومته، فقام بانتهاك الدستور المقسم على حمايته، واستلام سلطة رئاسة الدولة من الرئيس المنتخب شعبيا، و منعه من إكمال حمل أمانة الجماهير .. و هذا هو تعريف الانقلاب العسكري بعيدا عن العواطف العقائدية أو الغرائز الدنيا .. و العجيب أن هذا الاختراق المنتهك للدستور تم تقديمه إلى رئيس المحكمة الدستورية ليس لمباركته فقط بل (الاشتراك) فيه بتولي منصب الرئاسة!! و هو ما فشلنا معه في السكوت عن التشبيه بين هذا و بين الوصف الفقهي المعروف، عندما يؤتى برجل ليتزوج طليقة رجل آخر ثم يقوم بتطليقها حتى تحل له من بعد .. الفقهاء يسمون هذا الثاني بالتيس المستعار .. و المقاربة في أن الجيش لم يجد أفضل من رئيس المحكمة الدستورية لـ (تحليل) انتهاك الجيش للدستور .. و يا له من خيار!!
هذا الحدث المزلزل الذي ضرب عميقا في عقيدة الليبراليين العرب، و الذين سيعودون إلى (المراح) قريبا و يعترفون بأن ما حدث كان انقلابا، يدعو هذا الحدث الكبير إلى التفكير العميق بشأن (الديمقراطية) و بالأخص حول (قواعد اللعبة) الديمقراطية و كيفية سيرورة دينامياتها من بعد إقامة النظام الديمقراطي.
معلوم أن الديمقراطية شعبتان .. الأولى هي شعبة (إقامة النظام الديمقراطي) نفسه في البلد المعني .. و يشمل هذا قواعد الانتخاب (صوت واحد لكل شخص واحد) بما يحقق العدالة و ينتج عنه استلام السلطة بواسطة الشخص الأكثر تمثيلا للشعب .. و هذه مجرد مرحلة ..
الشعبة الثانية .. شعبة (حرية التعبير والحراك السياسي) و هي التي تمثل التحدي الأكبر أمام الدول حديثة التجربة بالديمقراطية .. فهي مرحلة السيرورة الدينامية و التعاطي الواقعي مع الحياة العامة تحت ظل النظام الديمقراطي .. و تشمل هذه العملية أساسيات مهمة على رأسها حرية التعبير و حرية الحراك السياسي تعبيرا و فعلا في إطار القانون و النظم الديمقراطية لا يحدها في ذلك إلا هذه الحدود.
و يبدو أن مصر نجحت في تحقيق الشعبة الأولى بإقامة النظام الديمقراطي .. و وصل الرئيس المنتخب من قبل الشعب إلى سدة الحكم، كما يبدو أنها نجحت جزئيا في بسط الحريات للجميع تعبيرا وحركا سياسيا .. و هذه الجزئية كانت من جانب الدولة .. إلا أن طبيعة و محتوى الممارسة الجماهيرية لحرية التعبير هذه، والرسالة الصادرة عن الصفوة الاعلامية، لم توفق في تقديم النموذج الأمثل في بلد ملئ بالقدرات الابداعية في التعبير الاعلامي و الجماهيري .. و قد تبدى هذا الفشل – لسوء الحظ – في المستوى الأخلاقي للمادة الاعلامية .. إذ كانت في كثير من الأحيان مبتذلة و رخيصة .. لا تضع حدودا مهنية أو أخلاقية في التعبير عن رفض الآخر .. و أدى ذلك بدوره - في بلد نشأ و ترعرت ثقافته على احترام الرئيس الحاكم – أدى إلى زعزعة النظام الاجتماعي من حيث لم يشعر المتسببون في هذا الانفراط المدوي لنظام التعاطي الموزون في السابق بين هيئات المجتمع المصري، دعك من احترام هيبة الدولة و سلطانها .. الدولة التي تمثل كيانا أكبر من مجرد الرئيس أو الحكومة أو حزبها .. فأدخلوا مصر بذلك في نفق جديد غريب على الثقافة المجتمعية التي كانت سائدة في مصر، و مساهمة في تماسك عراها كأمة و دولة للجميع ..
لكن بجانب شعبة (إقامة النظام الديمقراطي) وشعبة (حرية التعبير والحراك السياسي) كان الليبراليون يتطلعون، و من حقهم هذا التطلع، إلى شعبة ثالثة .. هذه الشعبة الثالثة ليست من استحقاقات الديمقراطية بوصفها واجبا قانونيا على الحاكم .. إلا أنها من قبيل السياسات الضرورية في أي مجتمع شديد الاستقطاب .. و هي إن لم تكن حقا مستحقا على الحاكم، إلا أنها أفضل ما يمكن أن ينصح به للحاكم لمجابهة التنوع الشديد في المجتمع، بل و استيعابه .. هذه الشعبة هي شعبة (تمثيل المعارضة في المشاركة) .. المشاركة في الحكم بواسطة رموز الأقلية .. و هذا من شأنه إستكمال مستلزمات الدينامية الديمقراطية، بتوسيع قاعدة الشعور بالرضى بين أوساط الجماهير، و زيادة نسبة التمثيل الانتخابي التي تمخض عنها اختيار الرئيس أو نواب البرلمان إلى نسب أخرى يتقدم بها الحاكم طائعا مختارا لصالح الطرف الآخر .. الذي لم ينتخب الرئيس في صناديق الاقتراع .. و لا تكون الفائدة من وراء هذه العملية مقصورة على الأقلية التي لم تنتخب الرئيس، بل تعود الفائدة أيضا للحاكم و حزبه، و هي فائدة (سياسية) و فائدة (وطنية) من شأنها أن تدفع بوتيرة الوحدة الوطنية للأمة، و تتنزل خيراتها على أكبر عدد ممكن من المواطنين .. بل إنها ستكون صمام أمان لعملية (الحوار السياسي التفاعلي) الذي سيجري تلقائيا عبر مختلف قنوات التواصل و التفاعل خلال فترة ولاية الحاكم الحالي إلى حين اختيار الحاكم التالي في انتخابات قادمة .. حيث تؤدي المشاركة الإضافية في الحكم بواسطة رموز الأقلية إلى التخفيف من حدة الاستقطاب، والتقليل من حدة الكراهية إن وجدت (و لسوء الحظ ظهر هذا في مصر)، و زيادة الاستعداد النفسي للاستماع للطرف الآخر، مما يعين على إنجاح عملية الحوار .. و في كل ذلك خدمة للتوجه الوطني الشامل لمصلحة الأمة بكاملها دونما تحيز إلى الأغلبية أو إلى الأقلية ..
الحق الذي يمكن أن يقال بشأن هذه الشعبة الثالثة هو أن الرئيس محمد مرسي و حزبه و جماعته لم ينجحوا في تقديم هذه الشعبة الثالثة من شعب الديمقراطية .. شعبة (تمثيل المعارضة في المشاركة) .. والمقصود هنا بالطبع تمثيل الأقلية في الحكم بالمقدار المناسب و بالطريقة المناسبة التي يختارها الرئيس و حكومته .. حتى و لو كان هذا من الناحية الدستورية و القانونية الفنية أمرا اختياريا و ليس إلزاميا على الحكومة، لكونه ضربا من ضروب السياسات، و يدخل ضمن السلطات التقديرية للسلطة القائمة .. لقد فشلت حكومة الرئيس محمد مرسي في انتهاج هذا النهج المفيد لها هي أولا و للوطن كله بما فيه المعارضة أو الأقلية .. و هذا هو الدرس العملي الذي يجب أن يستفيده الأخوان المسلمون من هذه التجربة .. ذلك أن الدروس النظرية وحدها في السياسة لا تفيد .. إلا إذا شفعتها التجربة و الممارسة .. و قد وفر الانقلاب العسكري المصري هذه التجربة وهذا الدرس .. و حتى و إن كانت التجربة لا تخلو أحيانا من دماء نراها اليوم تراق على طرقات مصر .. إلا أن دروس التجربة للأوطان و للأجيال عبر تاريخها الطويل تكاد تستحق مثل تلك الدماء الشريفة ..
تكون الفوضى حينئذ عندما لا تكون هنالك قواعد ثابتة يحترمها ممثلوا كيانات الشعب و صفوته .. من هذه القواعد احترام (النظام الديمقراطي) و احترام طريقة اختيار ممثلي الشعب، و احترام العهد الدستوري بأن يستمر خيار الشعب حتى نهاية ولايته ما دام ملتزما بالقانون و الدستور .. و إن لم يلتزم بغير ذلك .. حيث يجوز للحاكم المختار شعبيا أن (تختلف) سياساته عن سياسات المعارضة .. بطبيعة الحال .. إذ لو كانوا متطابقين في السياسات لما اختلفوا في الاقتراع له أو عليه .. كل رئيس يأتي ببرنامجه الذي عليه جرى انتخابه وينفذه .. و له أن يعدل فيه ما شاء في إطار الدستور والقانون .. أي حرية في السياسات مع التزام صارم بالقانون و الدستور .. و هنا تأتي النصيحة التي فاتت على جماعة الإخوان المسلمين، أو فاتت على (المدرسة القطبية) كما سماهم الأستاذ المحبوب عبد السلام في مقال كاشف لمفاصل الخلل في الأداء التنظيمي السياسي للجماعة.
أما الدرس الآخر .. فهو درس للعالم الديمقراطي كله .. غربيّه و عربيّه و اسلاميّه .. من وقف منهم مع مبادئه من اللحظة الأولى، كما فعل جل الغربيين من غير الساسة، وبعض الساسة، و من حاد منهم عنها لخدمة مصالحه و رغباته الآنية و سيعود إلى المبدأ بعد قضاء الوطر .. كما فعلت بعض الأقلام العربية و بعض الساسة .. و ذكرنا الاسلاميين و هؤلاء أمرهم عجب .. كانوا يعيبون عليهم أنهم لا يحتكمون لصناديق الاقتراع و أنهم ليسو ديمقراطيين .. و بعد أن ازدادت أعدادهم في بلادهم و أخذوا يفوزون في الانتخابات قالوا لهم لا نريدكم حكاما .. و خلعوهم بعصا الانقلاب لا بصناديق الاقتراع .. أي فضلوا في إبعادهم عن الحكم ضياع مصداقيتهم (الديمقراطية) على قبول التجربة و التعايش مع حكام إسلاميين .. و من هنا تأتي أهمية الدرس الآخر .. أن الأفضل لدعاة الليبرالية التمسك بمبادئ الديمقراطية و قواعد لعبتها سواء كان الناتج النهائي ليبراليا أو إسلاميا أو كائنا من كان .. لأن هذا الناتج له وصف آخر أهم أيها الديمقراطيون .. الوصف الذي لا يرفضه أحد و يجتمع عليه الجميع .. إنه وصف (خيارالشعب الحر) .. و الحديث عن الشعب يعني الحديث عن (أغلبية الشعب) و هذا هو الناتج المتوقع من أي عملية اختيار ديمقراطية عبر صناديق الاقتراع .. لأن أي عملية حرة و نزيهة ستأتي بخيار يسنده العدد الأكبر من الشعب .. على الديمقراطيين أن يثبتوا على هذا المبدأ من مبادئ (اللعبة الديمقراطية) و إن لم يفعلوا فستكون تلك دعوة للفوضى ..
و ها قد قدمت مصر شاهدا عمليا على هذا الدرس .. احتجت (المعارضة) على سياسات الرئيس مرسي، وهو احتجاج مشروع و مقبول، فانتهز الجيش هذه الفرصة، و أغمض عينا عن الاحتجاج المضاد للمعارضة، و فرض سلطته هو أي الجيش على السلطة الدستورية .. معطلا بذلك قاعدة مهمة من قواعد اللعبة الديمقراطية .. و هي قاعدة التداول عبر صناديق الاقتراع، لا فوهة البندقية .. و لولا البندقية لما تمكن الجيش من الانقلاب ..
ما هو البديل إذاً؟ و في الاجابة فتح لباب التفكير في الدرس الأهم ... ما هو الخيار الأفضل من الانقلاب العسكري؟ و بعبارة أخرى: ما هو الحل لمشكلة الاحتجاجات الشعبية المعارضة الواسعة ضد رئيس منتخب ديمقراطيا بخلاف الانقلاب العسكري الذي يعتبر انتهاكا للدستور و للنظام الديمقراطي؟
يرى هذا الكاتب أن خيار الانقلاب خيار خاطئ .. لأنه يعتمد على خرق (قوانين اللعبة) أثناء استمرار النظام الديمقراطي .. أي أثناء سريان اللعبة نفسها التي بدأت على أساس قوانين متفق عليها بين الطرفين .. فلا يجوز أثناء اللعبة تغيير القوانين .. و لكن لا غبار من حيث المبدأ أن يسعى المفكرون و من خلال حوار و تفاعل فكري و أكاديمي واسع البحث عن بديل آخر غير خرق قوانين اللعبة لانقاذ الوضع المتأزم الذي ينشأ من اتساع الاحتجاجات الشعبية من قبل المعارضة ضد رئيس منتخب ديمقراطيا .. و أعتقد أن هذا الحل موجود ضمن أخطاء جماعة الإخوان المسلمين التي سبقت الإشارة إليها .. مع شئ من التفصيل ..
ربما يكمن الحل في إشراك المعارضة في الحكم .. إلا أن هذه المشاركة لا تزال وفقا للنظم الديمقراطية أمرا اختياريا للحاكم الراهن .. لا يجبر عليها لا بالقانون و لا بالدستور .. فهي لا تزال مسألة خيار سياسي للحكومة فيها مطلق الحرية .. فليكن الحل حينئذ في كيفية تقنين هذه المشاركة .. وصولا للأهداف المذكورة و منها امتصاص الغضب و تقليل الاحتقان و منع الاستقطاب الشديد الحاد المؤدي إلى الاشتباك و ربما إلى إراقة الدماء .. و هذه مسائل يتولى أمرها القانون الجنائي و لكن الوقاية كما يقولون خير من العلاج، فضلا عن أن الشعبة الثالثة المقترحة و هي (تمثيل المعارضة في المشاركة) سيكون لها مردود (سياسي و ديمقراطي) بخلاف الحلول الجنائية التي ينتج عنها تدوير الخصومة واستدامتها مما يمزق عرى المجتمع.
الدعوة إذاً لجميع المفكرين الأمناء .. ليبراليين أو اسلاميين أو غيرهم .. من الشرق و من الغرب .. للتوجه إلى النهج الأفضل وهو (تطوير قواعد اللعبة الديمقراطية) بدلا من القبول بالانقضاض أو (الانقلاب) على قواعد اللعبة أثناء سريان النظام الديمقراطي .. أو أثناء اللعبة ذاتها .. و ذاك ما كان يفعله بعض الاطفال الذين يصيبهم الحنق من كثرة الهزائم في لعب الاطفال مع أقرانهم الصغار .. حيث يلجأون إلى العض و الصراخ .. و من العيب أن يعيد الكبار مثل هذه الأخطاء بعد أن شبوا عن الطوق، و في ماذا؟ في شأن هو من أخطر شئون أي دولة و أي أمة لا سيما و إن كانت من الأمم الناهضة التي لا تزال تتلمس طريقها سبيل الديمقراطية و التداول السلمي للسلطة و التعايش الفكري والثقافي المستدام.
و ليكن الحل في تقنين (مشاركة المعارضة في الحكم) بصورة متوازنة تحفظ حق الرئيس المنتخب في تقديم رأيه على آراء المعارضين، وهو حق ناتج عن استفتاء الشعب على المشروع الانتخابي للرئيس، و موافقة الشعب باختياره للرئيس وفقا لتلك البطاقة .. و تحفظ الموازنة في ذات الوقت حق المعارضة، و هم مواطنون محترمون، أو هكذا يفترض فيهم، و يستحقون تخفيف تبعات حبس آرائهم عن التنفيذ طوال مدة ولاية الرئيس المنتخب ديمقراطيا .. أي أن هذا الحل من شأنه أن يحقق بعضا من آرائهم المعارضة و يضعها موضع التنفيذ أثناء ولاية الرئيس الذي لم يختاروه .. و سيؤدي هذا إلى نتائج تخدم الوحدة الوطنية و تخدم مؤسسة الديمقراطية .. و على الرغم من أن هذا الحل موجود اصلا إلا أنه موجود بصورة اختيارية لم يستفد منها في تجربة مصر الأخوان المسلمون، و تقنين الحل هو السبيل لادخال الطمأنينة في نفوس المعارضة منذ بداية العملية الديمقراطية، و تحقيق بعض ثمار الحل أثناء الولاية الراهنة، بما يمتص الشحنات العدائية، و ينهي الاستقطاب الحاد، و يضخ في جسم الديمقراطية دماء وطنية قومية شاملة تفيد الوطن في الحال و المآل.
8 يوليو 2013
| |
|
|
|
|
|
|
|