|
|
 المنبر اليوم أو نادي سوق تلاتة
|
سلامات
قبل عام أو إتنين لا أذكر وفي نفس الحي الذي أسكنه بمدينة الأبيض وبحكم موقعه الجغرافي (هامش المدينة) كان على أن أتابع مباراة ريال مدريد وبايرن ميونخ في أبطال أوربا. الحقيقة لم تمض على إقامتى في هذا الحي سوى بضعة أشهر فإستعنت بشقيقي الذي يكبرني ويعلم مخابئ الحي بأن يدلني على نادي لمتابعة الكورة.
تلفون تلفونين ما بيني وبينه ولف يمين في شمال حتى وصلت النادي (مكان النادي صعب الوصول إليه فهو عبارة عن منزل تم تأجيره ليكون نادي للمشاهدة).
النادي عبارة عن مظلة كبيرة وطويلة من الزنك الأمريكي ومزود بوابورين جالدونق وأربعة شاشات كبيرة الحجم حددت إثنتان في المنتصف لمشاهدة الكورة والأخريات واحدة للفيلم الكوري أو الصيني لم إتبينه والأخيرة للفيلم الهندي حتى إذا ما إنقضى تخصص لمتابعة مسلسل نيجيري بحكم أن غالب الرواد من عرقية الهوسا.
بصعوبة تسللت من بين الكراسي لأصل لأخي الذي دفع لي مقدما جنيه الدخول وقد حجز لي مكانا قريب من الشاشة أما هو فإستلقى في (فرشة) من البلاستيك محجوزة خصيصا للرواد
قبل بداية المباراة استغلت أحدى الشاشات التي في المنتصف لمشاهدة مصارعة يبدو أنها من الإسبوع الفائت ولم تمضي ثواني حتى هاج كل من في النادي
دقوا آي
ال.........ول
أديهو في حنانو
قلت في نفسي لا بأس إنه جون سينا فعادة ما يتعاطف معه الكثيرون بحكم أنه من المصارعين المحترمين ولكن لم استطيع هزيمة الخيبة بداخلى خاصة من أخي الذي يقف أحيانا ويحرك يديه ذهابا وجيئة!
- يا ولدنا الزول دا أكبر مني وماف داع أشوفو في الحالة دي أحسن أرجع شوية
وشوية شوية إلى أن صرت بالقرب من تربيزة الضمنة تماماَ
نسيت الإشارة لتربيزتي الضمنة والكشتينة فبإمكانك أن تدفع خمسمية جنية زائدا الجنية العمومي لتحجز لك كرسي وتلعب وهؤلاء لا يهمهم من يفوز ولا يهتمون بشئ إلا على سبيل الإستغراب.
بدأت المباراة فحمدت الله في سري بأن النادي سيهدأ نوعا ما
وليتني لم إتمنى ذلك
فقد أضعت على نفسي فرصة التمنى من الأيام ما ليس بالإمكان أن يحدث وما هي إلا دقائق حتى إنفجر النادي مرة أخرى
أخى كتلونابي ورفقاء (الفرشة) جزء منهم يشجع الريال ولم ينقضي الشوط الأول حتى كانت (الفرشة) خالية بأمر صاحب النادي نتيجة العراك الذي تسبب في كسر إحدى الشاشات.
تسمرت في مكاني
الجُبن أول مراحله التعقُل
في الحقيقة لم استطيع المشاركة بالرغم من أنني صرت إرتعش
البيتشاكلوا معاهو دا أخوي يا جماعة
لميت لي كرسي قريب وشوية وإتنين والنادي إنقسم بين كتالونيا ونادي الملك
وكل يتحدث بفخر عن ناديه
تسمرت ثانية لأني لم أعرف إلى أين إنتمى ؟؟
هل إنتمى إلى أخي وجمهرة إنفصاليي كتالونيا؟
هل سأنتمى إلى النادي الملكي
وبين هذي وتلك حتى إنتصف الليل فرجعت خيبانا أسفا
على شقيقي وحركاتة (الأرعه) على قول المصريين
على جنيه شقيقي الذي ضاع
على تعقلي الذي صار جُبنا
على شعبي الذي يتقاتل في لا شئ
وعلى أنني لم أنتمي !!!
إشارة : بعد عام وأكثر لم أجد سوى أن أتذكر بأنني مرة أخرى لا استطيع الإنتماء
فالمنبر كلو شغال آي ودقوا
ما يحدث في المنبر الآن هو بدرجة أقل يجذب إهتمام المواطن العادي في السودان فلا أحد يأبه في وضع لا تستطيع اللحاق به إلا إذا لم تغفو
فكل صباح مطالب جديدة
وكل صباح خرق جديد
وكل صباح يفقد المواطن أقل ما يحتاجه لعيش كريم
والنُخبة تتصارع
كل يبكي على ليلاه
الإسلامي يدعو للجهاد وأن الذي يجري ما هو إلا إسرائيل والأقباط والفلول
الديمقراطي يدافع عن ديقراطية تدخل الجيش لحماية الديمقراطية
حتى جنابو لقى ليهو موضوع عن الشرطة (وش أخدر)
وأخشى أن الأثنين سيودعون البطولة كما ودعها برشلونة وريال مدريد ذاك العام
|
|
 
|
|
|
|
محمد حامد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست