|
هل الخاتم عدلان مفكر؟؟!
|
اعبر في هذا البوست عن مكنون رأيي في تجربة المرحوم الخاتم عدلان السياسية. أنني من أشد المنادين بعدم تقديس الأشخاص بعد موتهم،،فلا غضاضة في مناقشة تجارب الأشخاص الذين ظهروا في الحياة العامة،أحياء كانوا أم اموات،،لن نتقدم شبراً إن لم نتخل عن النظرة المقدسة لتاريخنا القديم والحديث،،، بالرجوع الي عنوان البوست،،فإنني اعيد السؤال،،هل كان المرحوم الخاتم عدلان مفكراً؟؟ ولتحديد ما إذا كان الشخص مفكراً،،فإنني أقدم المعايير أدناه: المعيار الأول: إنتاج أفكار ومفاهيم جديدة كليةً المعيار الثاني: تطوير أفكار موجودة وذلك بتقديم شئ جديد لم يكن موجود في هذه الافكار. المعيار الثالث: المقدرة علي التنبوء الصحيح وإفتراض أحداث تقع في المستقبل نتيجة لتفاعل هذه الافكار مع الواقع الحياتي المعيار الرابع: رؤية أشياء لا يراها الآخرون المعيار الخامس: الافكار والمفاهيم المنتجة يجب ألا تكون وليدة للتكتيكات السياسية اللحظية المعيار السادس: الأفكار المنتجة يجب ألا تكون نتيجة تنافس مع آخر أو محاولة لتغطية النقص عند الفشل. وكل هذه المعايير يجب أن تعمل داخل إطار كبير هو الصدق والتصالح مع النفس. ولنبدأ بقراءة تجربة الخاتم عدلان وفق المعايير أعلاه،، المعيار الأول: إنتاج أفكار ومفاهيم جديدة كليةً الرجل كان قارئاً نهماً لمنتجات الماركسية،،مؤمناً متبتلاً بإفتراضاتها، ثم،من بعد ذلك، ناقلاً حرفياً لهذه الأفكار من خلال ندواته وكتاباته؛ مدافعا عن الطبقة العاملة جازماً بسياديتها حسب فرضيات الماركسية. فأعطي الخاتم عدلان صفراً في هذا المعيار. المعيار الثاني: تطوير أفكار موجودة وذلك بتقديم شئ جديد لم يكن موجوداً في هذه الافكار. لم يقدم الخاتم عدلان اي جديد للفكر الماركسي،،فقد فشل ،مثل رصفائه الشيوعيين، في تطويع الماركسية لتلائم الواقع السوداني البدائي. نشأت الماركسية في جو إنتاج صناعي وطبقة عاملة مبدعة ومنتجة مع وجود بيئة علمانية بعد إندحار الكنيسة،،،لكن طبقتنا العاملة نفسها أنتجها الإستعمار،،والمجتمع نفسه لا يخلوا من قبلية وإنتماءات تناسليه فرضت نفسها في نهاية المطاف ؛وكان لابد من إعمال العقل لإيجاد تخريجات لهذه المعضلة ،،وفشل الخاتم كما فشل معه كل المنتمين للحزب الشيوعي. وأيضاً نعطيه صفر في هذا المعيار. المعيار الثالث: المقدرة علي التنبوء الصحيح وإفتراض أحداث تقع في المستقبل نتيجة لتفاعل هذه الافكار مع الواقع الحياتي كل تنبؤات الخاتم عدلان إستندت علي تبوءات الماركسية في حتمية سيادة الطبقة العاملة،هزيمة الرأسمالية وإندحار الإمبريالية العالمية. لكن الذي إندحر هو الماركسية نفسها،والذي إنهزم هو المعسكر الإشتراكي،،فاسحا المجال لغريمته الرأسمالية لتسرح وتمرح،،ولم يخلو سرحانه ومرحانها من تقديم المفيد للبشرية مثل هذه الشبكة الساحرة:الإنترنت. إندحرت الماركسية وإندحر معها مبشروها من أمثال الخاتم عدلان،،ولا شئ غير أن نعطيه صفراً كبيراً هذه المرة. تطاير الشيوعيين الي اشلاء كثيرة،،فمنهم من بقي مدافعا عن الماركسية معلنا أن السقوط نتيجة تآمر،، ومنهم من كفر بالأمر جملةً وتفصيلاً وذهب الي أعداء الشيوعية،، ومنهم من سار علي درب تقديس نفسه محاولاً التكسب من هذه الأشلاء التي تطايرت من بيت الأب،،،وهذا نهج الخاتم عدلان،،، ولنواصل مع بقية المعايير: خاتم عدلان ما بعد الماركسية...! المعيار الرابع: رؤية أشياء لا يراها الآخرون لم ترعوي الشخصية الطموحة للخاتم عدلان بعد تكشف فشل النظرية الماركسية،، فظهر علي شاشات التلفاز معلناً أن الماركسية هي نظرية فاشلة وانه قد كفر بها. وحدث هذا عام 1994 بعد إنهيار المعسكر الإشتراكي بثورات جماهيريه من داخل الدول الإشتراكية. هذا الإكتشاف المثير يذكرني بحكاية "قطعة من جزار وقطعة من نجار،،وهي طار،،والما بعرفا يبقي حمار"..! فأين كانت هذه الرؤية الثاقبة قبل 1990،،حينما كان الخاتم يردد مقولات الماركسية بكثير من التعالي والثقة المفرطة،،أين هي الرؤية الجديدة التي رآها الخاتم عام 1994؟!! كم تعطون الخاتم في هذا المعيار؟؟ المعيار الخامس: الافكار والمفاهيم المنتجة يجب ألا تكون وليدة للتكتيكات السياسية اللحظية الإعلان عن تنظيم حق في ذلك التاريخ هو تكتيك سياسي أكثر من كونه فكري،،،فقد ظن الخاتم ومن معه أن الكثير من الجماهير لابد أنها ستنفض من حول الحزب الشيوعي بعد إنهيار المعسكر الإشتراكي،،وانه لابد من تحرك سريع لإستيعاب تلك الجماهير،فكان المؤتمر الصحفي في ذلك التوقيت هو بمثابة تكتيك لتكوين حزب علي انقاض الحزب الشيوعي يكون هو زعيمه. فكم تعطون الخاتم في هذا المعيار؟؟ المعيار السادس: الأفكار المنتجة يجب ألا تكون نتيجة تنافس مع آخر أو محاولة لتغطية النقص عند الفشل. بدا لي أن كل المعالجات التي قدمها الخاتم عدلان عند إعلان حركة حق،،بدا لي وكأنها بوابة النفي المنطقية(Not Gate)، تلك البوابة التي يدخل اليها ال0 فيخرج 1،، ويدخل اليها ال1 فيخرج صفراً..! وبدا لي أن الطبيب يعالج مريض الملاريا بشوال من الكلوروكوين،،، فكان الهبوط الحاد،، لا أتبين شيئاً جديدا في الأمر،،فقط قانون نيوتن للسياسة السودانية: لكل فعل رد فعل مساوٍ له في الفشل ومضاد له في الإتجاه..! فكم تعطون الخاتم في هذا المعيار؟؟ الإطار العام لشخصية المفكر من التصالح مع الذات، لم المسه ،أيضاً ،في شخصية الخاتم عدلان؛ فالذي ظل يدافع عن فكر ثم يكتشف فشله بعد أن إكتشفه كل العالم،، كان جدير به أن يعلن فشله أيضاً وانه كان علي خطأ ويكلل إعترافه ذاك بشئ من الأعتذار للجماهير التي ظل يخدعها بخطبه العصماء وكتاباته المبشرة،،الإعتراف بالفشل والإعتذار هي من شيم الشجعان المتصالحين مع انفسهم،،لكنني لا أظن أن ذلك قد حدث. لا ألوم الخاتم لوحده،،فالنسخة السياسية من الشخصية السودانية هي الأفشل علي الإطلاق،، هو فصل عالي الصوت لكن لم ينجح فيه أحد،، فلنتجرد من تقديس هذه الأصنام الميت منها والحي،، وإن كانت من ثمة نجاح قدمته الشخصية السودانية فهي عبر الإنتاج الأدبي والفني علي قلته،ثم النجاحات المهنية هنا وهناك،، وما قدمه أمثال التجاني الماحي وجعفر إبن عوف فشل في تقديمه جميع الساسة السودانيين. وإن كان من ثمة تلمس للمستقبل فالأمر يحتاج للمهنيين البارعين والأعمال الخيرية لسودان المستقبل علنا نستطيع إنتشال هذا الوطن الجريح،، وكفاية يا ساسة لي حدي كدة!
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: mekki)
|
نعم ولا شك ؛ كان الاستاذ الراحل المقيم الخاتم عدلان مفكرا ؛ ومفكرا كبيرا .
Quote: ولتحديد ما إذا كان الشخص مفكراً،،فإنني أقدم المعايير أدناه: المعيار الأول: إنتاج أفكار ومفاهيم جديدة كليةً المعيار الثاني: تطوير أفكار موجودة وذلك بتقديم شئ جديد لم يكن موجود في هذه الافكار. المعيار الثالث: المقدرة علي التنبوء الصحيح وإفتراض أحداث تقع في المستقبل نتيجة لتفاعل هذه الافكار مع الواقع الحياتي المعيار الرابع: رؤية أشياء لا يراها الآخرون المعيار الخامس: الافكار والمفاهيم المنتجة يجب ألا تكون وليدة للتكتيكات السياسية اللحظية المعيار السادس: الأفكار المنتجة يجب ألا تكون نتيجة تنافس مع آخر أو محاولة لتغطية النقص عند الفشل. |
ليس هناك اتفاق على هذه المعايير ؛ وحقيقة ان المعيار الاول غير ممكن عمليا؛ فمعظم القضايا الوجودية والفلسفية والفكرية الضخمة تم طرحها منذ يداية التاريخ وهناك كثير من المفكرين لم يفعلوا غير اعادة طرح بعضها من زاوية مختلفة او تفصيل ما كان معمما الى اخر .. ولننظر للفكرة المادية في التاريخ فنجد ان فيورباخ وماركس قد كانا من اكبر دعاتها ولكن قبلهم كان هناك ماديون حتى في زمن الاغريق مثل ابيقور الخ . لذلك ارى ان المعيار الاول وتالثاني يمكن ان يفصلا بكلمة (أو) .
المعياران الثالث والرابع لا اعتراض لي عليهما؛ ولكن المعياران الخامس والسادس عليهما اعتراض؛ فالافكار لا تطرح من فراغ او في فراغ؛ وانما في جو اجتماعي وفكري معين؛ مملوء بالتناقضات والصراع. والحقيقة انه لا يمكن ان نجد مفكرا اصيلا واحدا؛ طرح افكارؤه بمعزل عن نقد افكار الاخرين. غاليلو وكوبرنيك طرحا فكرتهما عن دوران الارض حول الشمس في معارضة ونقد ونقض نظرية مركزية الارض في الكون ودوران الكون حولها. داروين طرح نظريته في التطور في مواجهة - غير مباشرة - لنظرية الخلق الاستاتيكية ونظريات اللاهوت المسيحي التوراتية . ماركس طرح افكاره اعتمادا على افكار فيورباخ وهيجل وفي نقض لهما في نفس الوقت؛ وتصدى لبرودون ولاسال ودوهرنج وباكونين الخ .. محمد باقر الحكيم طرح مجلداته الضخمة في الاقتصاد الاسلامي في معارضة واضحة للاقتصاد السياسي الليبرالي من جهة والماركسي من جهة اخرى .. محمود محمد كه طرح وانتج افكاره في مواجهة مع التيار السلفي - الطائفي من جهة والماركسي المادي من جهة اخرى .
أيضا ازعم ان الخاتم عدلان كان يتبنى مفهوم المثقف العضوي والذي ابتدعه او طوره غرامشي ؛ ويقصد ذلك المثقف المرتبط بالقضايا الحية والذي ترتبط افكاره ومنتجاته الفكرية بقضايا ملحة يجب اجابة السؤال عنها ؛ وليس اشياء متخيلة في المستقبل البعيد . . في هذا يقول الخاتم عدلان :
(( . وقد انتهت بالتالي الحقبة التاريخية التي يقوم فيها عبقري ما بصياغة مشروع كامل للتحرر الإنساني ، تمسكه الإنسانية ككتابٍ مقدّس ، يهدي مسيرتها منذ هذه اللحظة الماثلة الآن وحتى آخر لحظة متصوّرة في الزمان . إنّ تطوّر المجتمع وتراكم العلم والمعرفة ، يضعُ في أيدي الأجيال اللاحقة مقدرات ووسائل وأدوات وإمكانيات تجعلها أقدر بما لا يقاس من كل الأجيال السابقة في رسم أهداف أبعد مدىً وأكثر إنسانية . وسيتـّضح للجميع أن المعنى الذي أشار إليه أبوالعلاء المعرِّي حين قال : وإنّي وإن كنتُ الأخير زمانه لآتٍ بما لم تستطعه الأوائلُ هو في الحقيقة معنى مقلوب يمكن استعداله على النحو التالي : لأنِّي ، كنتُ الأخير زمانه ، أتيتُ بما لم تستطعه الأوائل إنّ الأجيال الحاضرة عليها أن تكون أكثر تواضعاً ، لأنّ الفضاء التاريخي والمستقبل الإنساني مسكون بكائنات أكثر ذكاء وأطول باعا ))
كما يقول : ((- التقدّم الإنساني لا يطرح نفسه بصورة عامة أو مجرّدة ، بل بصورة خاصّة ومحددة في شكل قضايا ومهام ومشاكل تخصُّ هذا المجتمع بالذات ، في هذه اللحظة التاريخية بالذات . القوة الإجتماعية، والحزب السياسي الذي يريد أن يخدم التقدّم الإنساني ، هو الذي يقدّم الحلول الواقعية للمشاكل الحقيقية . ويتوجّه بها بلغة واقعية الى هذا الجيل من البشر الذي يعاصره ، ويبيّن له الطريق ، ويمدّه بالوسائل والأدوات لحلِّها. وعندما يتمكّن هذا الحزب من نقل المجتمع ، ولو درجات قليلة على سُلَّم التطور ، فإنّه يكون قد أدّى ما يتوجّب عليه تجاه الإنسانية ، وتجاه التقدّم الإنساني . فالإنسانية ليست شيئاً آخر غير هؤلاء الناس ، الأفراد والمجموعات والطبقات ، بلحمهم ودمهم ، بقيودهم وحدودهم وتناقضاتهم ، بأمانيِّهم وآمالهم وصبواتهم ، الموجودين هنا ، الموجودين الآن .))
| |
    
|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: Abdel Aati)
|
Quote: ((- التقدّم الإنساني لا يطرح نفسه بصورة عامة أو مجرّدة ، بل بصورة خاصّة ومحددة في شكل قضايا ومهام ومشاكل تخصُّ هذا المجتمع بالذات ، في هذه اللحظة التاريخية بالذات . القوة الإجتماعية، والحزب السياسي الذي يريد أن يخدم التقدّم الإنساني ، هو الذي يقدّم الحلول الواقعية للمشاكل الحقيقية . ويتوجّه بها بلغة واقعية الى هذا الجيل من البشر الذي يعاصره ، ويبيّن له الطريق ، ويمدّه بالوسائل والأدوات لحلِّها. وعندما يتمكّن هذا الحزب من نقل المجتمع ، ولو درجات قليلة على سُلَّم التطور ، فإنّه يكون قد أدّى ما يتوجّب عليه تجاه الإنسانية ، وتجاه التقدّم الإنساني . فالإنسانية ليست شيئاً آخر غير هؤلاء الناس ، الأفراد والمجموعات والطبقات ، بلحمهم ودمهم ، بقيودهم وحدودهم وتناقضاتهم ، بأمانيِّهم وآمالهم وصبواتهم ، الموجودين هنا ، الموجودين الآن .))
|
وقديما قال جيرانا المصريين في مثلهم الشعبي: (نحنا أولاد النهار دا)
وسبقهم إمرؤ القيس بقوله: اليوم خمر وغداً أمر
وكلها تعطي نفس المعاني إذا تمعنا فيما قاله إمرؤ القيس عندما ورده نبأ مقتل والده الملك حينذاك
وكان حينها رافعاً راية الخمر هو وأصدقائه بعد رحلة صيد نالوا فيها صيداً ثمينا فكان حق عليهم أن يحتفلوا بصيدهم ويتسامروا
فلم يخرب على نفسه وأصدقائه تلك السهرة بل رد على الرسول الذي أتى بالخبر أن قال: اليوم خمر وغداً أمر
.. ياخي التاريخ دا غايتو فيها جنس جحور وملفات إذا تمعنتها لوجدت كثير من التكرار في الأحداث أو كما الرؤى التي تفسر بعد حين !
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: Abdel Aati)
|
كما ان الخاتم قد طرح اعادة طرح جديدة لقضايا الاقتصاد والقضايا الاجتماعية في السودان؛ وذلك ليس بالتركيز على الصراع والطبقي وعلى الطبقة العاملة كما تفضل استاذ مكي ؛ وانما بمواجهة المشكلة الاساسية التي تعيق تطور السودان ؛ وهي مشكلة التخلف. وفي الحقيقة إن هذه الفكرة ليست بجديدة في السودان؛ فقد طرحها - بصورة جنينية - بعض المفكرون اليساريون والليبراليون؛ بل طرحها عبد الخالق محجوب نفسه في وثيقة " حول البرنامج" ؛ الا ان عبد الخالق لم يحسم موقفه بشدة من الجارقون الماركسي . بينما نجد ان الخاتم قد طرحها بدون لبس؛ وبذلك حقق التغيير في مستوى التظير لاساس المشكلة الاجتماعية : هل هو التخلف ككل والذي يجب ان نواجهه معا بسياسة للتعاون الطبقي؛ ام هي الصراع الطبقي وقيادة الطبقة العاملة وضروؤة القضاء على الراسمالية كما يطرح الشيوعيون ؟ او طرح السؤال بصيغة اخرى : هل يجب التركيز على تطوير قوى الانتاج ام حل علاقات الانتاج ؟
الخاتم هنا يبتعد عن الحتمية الماركسية ؛ ويرفض مقولات الصراع الطبقي الرثة ؛ بل انه يقول ان تحويل علاقات الانتاج ونفى نمط انتاجي بعينه ليس هدفا في حد ذاته؛ وأنه لا يأتي قسرا ولا جبرا ؛ اي أنه ليس عملية اقتصادية فحسب ولا عملية سياسية فحسب؛ وانما هو عملية ثقافية في المقام الاول ؛ تنضج بنضج الناس وتتطور بتطور معارفهم وتنجز برغباتهم ونضالهم؛ ولا يقوم بها حزب رائد ولا طبقة قائدة .
يقول الخاتم في ذلك :
الداء العُضال ، والآفة المعيّنة التي يعاني منها مجتمعنا هيَ التخلُّف ، وما يصاحبه ويتمخّض عنه من فقرٍ وجهلٍ ومرض، على المستوى الإجتماعي. ومن تخلُّف مريع في قوى وعلاقات الإنتاج ، على المستوى الإقتصادي ، ومن قهر وطغيان على المستوى السياسي . فالقوى السياسية التى أمسكت بزمام الحكم منذ الإستقلال لم تفشل فقط في التّصدِّي لقضية التخلُّف ، بل زادتها تفاقماً واستعصاء على الحل . الحزب الذي نحن بصدده هو الأداة الجماهيرية المناسبة لإخراج شعبنا من وهدة التخلف، وتخليصه من براثنه ، ونقله إلى مشارف القرن الحادي والعشرين . ووسيلته في هذه النُّقلة التي تطوي العقود والحِقَب، هي التطوير العاصف لقوى الإنتاج بما فيها ، وعلى رأسها، الإنسان . وأدواته السياسية هي توظيف مكتسبات الثورة العلمية التكنولوجية بصورة واسعة وشاملة في كل الحقول الإقتصادية، زراعة وصناعة وتعليماً وصحة وإتصالات ومواصلات. وإذا كان الحصول على الاكتشاف الأخير في هذه المجالات صعبا وبعيد المنال ، فالإكتشاف قبل الأخير يكون كافياً ، وسيكون الحصول عليه ميسوراً بفضل المنافسة الشرسة بين الإقتصاديات الرأسمالية المتقدمة، التي تجعل الأخذ بآخر مقـتنيات العلم و التكنولوجيا مسألة حياة أو موت، وفي هذه المنافسة ، تصبح المعارف والتقنيات التي كانت حتى الأمس مثاراً للعجب ، قليلة القيمة جدّاً ممّا يضعها في متناول أيدينا لأنّنا نكون كَـمَـن يشتري ملابس الصيف على مشارف الشتاء! وبالعكس .
لقد نادى حزبنا بطي مراحل التخلف عن طريق تخطِّي الحقبة الرأسمالية . وتبنَّى طريق التطور غير الرأسمالي لهذا الغرض . ومع أنّ الهدف يبقى كما هو – أي نقل المجتمع إلى مشارف القرن القادم – إلا أنّ الوسائل ستختلف ، فالتركيز الوحيد الجانب على علاقات الإنتاج سيحل محلّه تصوّر شامل يركِّز في نفس الوقت على تطوير قوى الإنتاج ، وعلاقات الإنتاج بالتالي . تُراعي فيه بِدقة المصالح الإجتماعية لكل القوى المشتركة في هذا البعث الإقتصادي الإجتماعي الحضاري الشّــامل . وفي حين يشـن هجوم كاسح على كل أعمدة التخلّف ، فإنّ كل القوى الإجتماعية القادرة على المساهمة في بناء السودان الجديد ، سيفسح أمامها المجال . وسيسمح بأشكال مختلفة لملكية وسائل الإنتاج مثل مِلكية الدولة ، الملكية الرأسمالية بأشكالها المختلفة ، والملكية التعاونية، والملكية الأُسَـرية ، والرِّفاقيات الإنتاجية التي تقيمها طلائع القوى المنتجة الأكثر تقدماً ، وذات التخصُّصات المتكاملة ، والمستويات الثقافية الرّفيعة ، ومهما كان حجمها ضئيلاً في البداية . إنّ تخطِّي أي شكل من أشكال المِلكية ليس هدفاً مُسبَقاً ، بل هو أمرٌ يتعلّق بتطوُّر القوى الإنتاجية ، وحَفْز العلاقة الإنتاجية الدافعة لتطور الإنتاج أو كبح هذا العلاقة . إنّه أمرٌ ثقافي ، بالإضافة الى كونه اقتصادياً وسياسياً . وهو لا يتمُّ إلا بِرٌضى المنتجين أنفسهم وبنضالهم
| |
    
|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: Abdel Aati)
|
كما اعاد الخاتم النظر حول دور وحجم الطبقة العاملة ؛ سواء على المستوى العالمي او المستوى السوداني. واخرج التفكير السياسي حولها من الرومانسية الحالمة من جهة ؛ والادعاء الكاذب بتمثيلها من طرف حزب و وتمثيلها هي للمجتمع ؛ من الجهة الاخرى ؛ الى حيز التعامل العلمي والواقعي معها باعتبارها واحدة من طبقات المجتمع؛ ليست الافضل فيه ولا الاسؤا فيه؛ وانها عمليا تتضائل مع تقدم الثورة العلمية ولا تزيد ؛ كما زعم ماركس؛ كما اوضح ان الطبقة الوسطى تكبر وتتضخم ولا تضمحل؛ كما زعم ماركس - وهذا امر في الحقيقة لم يكن المبادر في طرجه الخاتم؛ ولكن في السودان فإن الخاتم قد عبر عنه أفضل تعبير - كما تطرق لعلاقة ماركس بالطبقة العاملة واوضح انها علاقة رومانسية ؛ وهذه فكرة لم يسبقه عليها احد؛ حسب قرائتي. فبينما كان الناس يفصلون ما بين كتابات ماركس الشاب وماركس الشيخ؛ رأي الخاتم في افكار الشيخ امتدادا لرومانسية الشاب - ودحض الفكرة الاساسية - الخيالية والرومانسية - للماركسية والماركسيين حول الدور التاريخي والطليعي والقيادي للطبقة العاملة ؛ وحزبها المزعوم بالضرورة .
واذا كان الخاتم قد رفض الصراع الطبقي ؛ ثم رفض دور الطبقة العاملة واعادها لحجمها الطبيعي؛ فإنه قد رفض ما يتمخض عنهما من "ديكتاتورية البروليتاريا" . لقد كان الخاتم منسجما فكريا ووجدانيا في ذلك؛ وهو لم يمارس الاستهبال ولا دغدغة المشاعر . من جهته نجد الحزب الشيوعي يمارس الاستهبال الفكري والسياسي ويفتقد للاصالة والمصداقية الاخلاقية؛ عندما يزعم انه تخلى عن مفهوم ديكتاتورية البروليتاريا؛ في نفس الوقت الذي لم يتخلوا فيه عن مفهوم الصراع الطبقي او طليعية دور الطبقة العاملة . ان من يؤمن بأن هناك صراع طبقي وانه صراع عنيف وان البرجوازية طبقةى مستغلة قهرية وان جهاز الدولة هو جهاز قهر طبقي؛ لا بد ان يمضي لديكتاتورية البروليتاريا . والعكس صحيح.
لقد كتبت قبل ايام لصديق سألني عن هل الشيوعيين متناقضين عندما يرفضون ديكتاتورية البروليتاريا ويتمسكون بالماركسية واللينيية ومفهوم الصراع الطبقي ؟؟ واجبته ان نعم . وذهبت أكثر وقلت إن ( الحزب الشيوعي لم يرفض بشكل رسمي ومعلن ديكتاتورية البروليتاريا ابدا .. واذا تم رفض دكتاتورية البروليتاريا فعلى اي اساس ؟؟ هل تم رفض الصراع الطبقي معها ؟؟ هل تم رفض كل النظرية الليبنية عن الدولة والمبنية على اساس ديكتاتورية البروليتاريا (راجع كتب الدولة والثورة وكتيب الدولة وكتاب الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي الخ ) - اذ لا يكفي ان يقول الشيوعيين انهم تخلوا عن ديكتاتورية البروليتاريات وفي نفس الوقت هم متمسكون باللينينية)
للنظر ماذا يقول الخاتم عن هذا : إن مآلات و مصائر الطبقة العاملة هامة جدا بالنسبة لحزب كحزبنا. فمشروع حزبنا قائم بجوهره على صيرورة الطبقة العاملة، القوة الأساسية القائدة في المجتمع. و هذا الموقع لن يتحقق لها إلا إذا صارت المنتج الأساسي لثروة المجتمع، وتحققت لها الغلبة العددية. و لكن هذه الأهداف التي هي أهدافنا لم تعد أهدافا للتاريخ. فقد كف التأريخ عن السير في هذا الاتجاه.
إن كل هذه المعطيات تجبرنا على النزول على أرض الواقع، وتحملنا على الكف عن التعامل مع الطبقة العاملة كمقولة ذهنية خيالية، و كمستودع خيالي لكل ما هو خير و نبيل، والتعامل معها كما هي في الواقع، دون مديح كاذب أو هجاء مغرض، دون أنوار باهرة أو ظلال قاتمة، و تحدِّد مكانها ومكانتها، وفق معطيات موضوعية، ومقدمات حقيقية، فالطبقة العاملة جزء من المنتجين، ولكنه ليس الجزء الأساسي. ومع أخذ المجتمعات بمنجزات الثورة العلمية التكنولوجية ستتأكد هذه الحقيقة اكثر فأكثر والطبقة العاملة في بلادنا ضئيلة الوزن بالقياس إلى مجموع السكان و هي محصورة في قطاع حديث محدود و هي غير نقية في تكوينها الطبقي، لأن عددا كبيرا من أبنائها يجمع في الانخراط بين العمل المأجور و الاحتفاظ بالملكية الصغيرة، كما أن جزءا كبيرا من العمال ينضم إليها في هذا الموسم ويهجرها في الموسم الذي يليه. ومعنى ذلك أن موقعها في الإنتاج ليس المحدد الوحيد لأيديولوجيتها، هذا إذا كان الموقع في الإنتاج محددا وحيدا لأيديولوجية الطبقات، و هو قول بعيد جدا عن الحقيقة. و من هنا يصعب الحديث عن أيديولوجية للطبقة العاملة السودانية إلا إذا تعاطينا مع التلفيق، وحددنا بصورة مسبقة و تحَكْمية، أن الماركسية اللينينية هي تلك الأيديولوجية و على الطبقة العاملة أن تتبناها رغم أنفها وفي هذه الحالة لا يكون هناك أي فرق بين أن تتبنى هذه الأيديولوجية أو ترفضها، لأننا لم نضع أي اعتبار لهذا القبول أو الرفض، في وصف الماركسية بأنها أيديولوجية الطبقة العاملة. ونحن قد فعلنا ذلك وما زلنا نفعله، و لكن الوصاية المبثوثة في هذا القول لم تعد محتملة اليوم. فالوعي الديمقراطي قد تنامَى بصورة تجعل مثل هذه الادعاءات فادحة الثمن على المروجين لها.
يضاف إلى ذلك التناقض الأساسي في بلادنا و في بلدان العالم الثالث على وجه العموم ( و الذي أصبح اليوم عالما ثانيا) ليس هو التناقض بين الطبقة العاملة و البرجوازية، بل هو التناقض بين المجتمع ككل و الشرائح الطفيلية السائدة و الحاكمة ؛ بين المجتمع ككل و التخلف؛ بين المجتمع ككل ودوائر الاستغلال الإمبريالي. و ستشترك مختلف الفئات و الطبقات بأدوار متفاوتة في المعركة الطويلة و الشرسة ضد الفئات الطفيلية الحاكمة و السائدة، أو تلك التي يولدها باستمرار تطور المجتمع، و ضد التخلف، و ضد الاستغلال الإمبريالي. و ستلعب الطبقة العاملة دورها في تلك المعركة، و لكن ذك الدور لن يكون الأساسي في الغالب، و ذلك بحكم وزنها السياسي و الاقتصادي و الثقافيو البشري. وغالبا ما يذهب الدور الأساسي بصورة تدريجية، ولكنها مؤكدة و وطيدة، إلى الفئات المرتبطة بالثورة العلمية التكنولوجية من المثقفين والفنيين والتقنيين والطلاب. وسيكون محتوى هذه العملية كلها محتوى ديمقراطيا عميقا، على كل المستويات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية، و سيكون أعداؤها الأساسيون هم دعاة الدكتاتورية بكل صورة وأشكالها، بما في ذلك دعاة "دكتاتورية البروليتاريا". إن أحدا لا يمكن أن ينكر الدور الهام الذي ستلعبه الطبقة العاملة في تطور المجتمع وترسيخ الديمقراطية، وهي لها إرث مجيد في ذلك. و لكن الزعم بأنها وحدها تملك المفاتيح السحرية للأبواب المفضية إلى التحرر الإنساني الشامل، زعم لم يؤكده الواقع، و لم يشهد له التأريخ.
إن أزمة المشروع الماركسي تتمثل في هذه النقطة بالذات. فقد راهن هذا المشروع على حصان بدأ جامحا و لكنه أصيب بالوهن في منتصف الطريق.
| |
    
|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: Abdel Aati)
|
نلاحظ مما ذكرناه اعلاه؛ ان الخاتم قد طرح بالضبط؛ ما انكره عليه مكي الاحمدي؛ وانه لم ينظر للطبقة العاملة كما ينظر لها الماركسيون والشيوعيون؛ وانه طرح تنظيرا بديلا لدورها؛ وتجاوز الماركسية ومقولاتها؛ وطرح اعادة تقييم جديدة تماما لمآلات التغيير في السودان؛ ووضع قضية التخلف والقضاء عليه كالقضية الرئيسية في السودان؛ وليس قضية الصراع الطبقي المزعوم او دور الطبقة العاملة المتخيل. كما انه خرج من اقتصادوية الماركسين الى تناول الدور الثقافي المركزي في التغيير . ليس من الغريب في هذه الحالة ؛ أن الخاتم في سرير الموت؛ اعتبر ان مهمته الرئيسية في الحياة كانت في نشر الاستنارة؛ وليس في نشر الماركسية او تأجيج الصراع الطبقي الخ .. حيث قال لاصدقائه ومن كانوا معه في تلك اللحظات: "اشهدوا مني ..وانشروا عني .. أني عشت حياتي كلها أنشر الاستنارة وأحارب الخرافة ولو تبقى من عمري يومين أو ساعتين أو دقيقتين وأنا قادر لنشرت فيهما الاستنارة"
اذن مما وثقناه اعلاه؛ يتضح لنا ان المعيار الثاني ينطبق على الخاتم؛ وان ما قاله مكي الاحمدي ليس صحيحا الا بقدر انطباقه على الحزب الشيوعي. فقد طرح الخاتم طرحا مغايرا تماما لما ذكره مكي الاحمدي؛ وكان في كل هذا الوقت عضوا قياديا في الحزب الشيوعي . فقد كتب الخاتم ((آن اوان التغيير )) في عام 1990 ونشرت في عام 1991 ؛ كما كتب وثيقته النقدية حول تكتيكات الحزب الشيوعي في 1989 ؛ وكان هذا كله قبل ان يسقط الاتحاد السوفيتي بصورة حاسمة في 1991 - وكتب الخاتم كل هذا تحت ظروف الحصار والمطاردة ؛ وحينما كلان حكم الاعدام غيابيا مسلطا على رأسه؛ ولم يكن حينها بالخارج ولا متوفرا على اخر تطورات الفكر الاجتماعي والسياسي؛ مما يدلل على اصالة افكاره وانها كانت تختمر فترة طويلة في عقله؛ قبل ان يخرجها بهذا الوضوح وتلك الصرامة التي لم يقدر عليهما الحزب الشيوعي ابدا حتى يومنا هذا .
نخلص لأن ما قاله مكي الاحمدي ؛ من ان Quote: ،،وفشل الخاتم كما فشل معه كل المنتمين للحزب الشيوعي. وأيضاً نعطيه صفر في هذا المعيار. |
هو قول لا يسنده واقع؛ وان العكس كان هو الصحيح في تلك الحالة ؛ فالخاتم فعلا كان قد اعمل العقل لحل معضلات التطور الاجتماعي في السودان؛ واعاد النظر كليا في دور وطبيعة ومهام الطبقة العاملة وحزبها المفترض؛ فكيف نعطيه صفرا ؟؟ بل يجب ان نعطيه عشرة من عشرة
ونواصل غدا ...
| |
    
|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: كمال عباس)
|
شكراً استاذنا مكي .. بوست دسم ومعرفي .. وقد اثرت موضوع يتنازع عليه الكثيرين .. شكراً للاستاذة الاجلاء .. ونحن في انتظار الكثير .. أرجو ان يكون بدون شخصنة وعلى نفس هذه الطريقة التي بدأتم بها .. ونحن حضور
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
وفي خواتيم حياته، لفى صينية .... ولم تعد لديه اي فكرة مركزية يدافع عنها، له او لغيره.... للرجل مواقفه السياسية الناصعة والقريبة دوما من الشعب، ومن نبضه... لن ينسى الشعب له ابدا ذلك، ولمن تعب من السكة والمشوار، لم تتوقف مسيرة الشعب ابدا نحو البحث عن افاق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، لان مشروع التحررالوطني والانعتاق والتنمية، والدولة الديمقراطية، مرتبطة بواقع موضوعي اكتر من ارتباطها بشخص، وان علا... قرأت معظم ما كتبه الاستاذ قبيل انعطافه الاخير، ولم اختلف معه ابدا؛ ولا شك ان كتاباته الرصينة اثرت بطريقة او اخرى في تكويني المعرفي والفكري، ولكني لم اجد مفكرا ابدا..... ولروحه الوثابة كل السلام والراحة.....................
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: عبدالمنعم الطيب حسن)
|
سلام يا مكى وعادل وبقية المتداخلين لفتت نظرى المداخلة الاخيرة التى يقول صاحبها ان المرحوم الخاتم كان لافى صينية وهو يقصد كان صايع بعد ان فقد بوصلة المشروع الفكرى ذو المنظور الواحد الذى كان يتبناه الحزب الشيوعى. أعتقد ان هذا التعليق يوضح مدى تغلغل الثقافة السياسية التى تتأسس على المنظور الواحد او الايدولوجيا وهو شاهد على الازمة التى تناولها الخاتم لان الخاتم كان صاحب مشروع ديمقراطى واستنارة تنهض على تعدد المناظير ولذلك طالب فى وثيقة ان اوان التغيير بالاصلاح والانتقال من حزب الكادر الى حزب البرنامج وفى هذا مصدر عميق للعزاء فيما لو إستعرنا تعبيره من الاقتباس ادناه: (عندما ينظر المرء الان ويجيل النظر داخل الحزب الشيوعى السودانى ، فانه يرى مظاهر الشيخوخة قد دبت فى كل شىء، وتخللت خلاياه . ولكنه يرى مع ذلك امكانيات هائلة للنهوض بالاستناد الى جديد ينبت من بين الانقاض ، وحياة تتمخض عن كوم الرماد. هناك امكانيات حقيقية لبناء مشروع جديد ، عادل وخير ، ولكنه اكثر تواضعا مما كنا نحلم ونتمنى ، واكثر واقعية وراهنية ، واكثر التصاقا بالارض ، واكثر اهتماما بانسان اليوم ، وقضاياه الحقيقية، ومشاكله الطاحنة ، واماله القريبة ، منه بانسان خيالى ، لا يعدو ان يكون مقولة ذهنية ، لا ننكر جمالها ، ومقدرتها الهائلة على الجذب ، كما انها يمكن ان تتحقق فى يوم قادم من ايام الانسانية . ولكننا فقط ، فى لحظتنا هذه من الزمان ، فى بقعتنا هذه من الارض ، فى مرحلتنا هذه من تطور المجتمع ، نتركها للاجيال القادمة. فهى ، ويا للاسف الشديد ، ليست فى متناول اليد ، ليست فى مستطاعنا. كما ان الاجيال القادمة لن تتمكن من الوصول اليها الا على اساس من هذا البناء المتواضع الذى نحاول ان نقيمه لانفسنا . وفى هذا مصدر عميق للعزاء..)
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: طلعت الطيب)
|
التحية للاخ مكي صاحب؛ وبقية الاخوة المتداخلين..... صاحب المداخلة اعلاه فصل المداخلة، واخذ منها فقط كلمة واحدة وفسرها تفسيرا لم اقصده ولن، وباقي مداخلتي هي لب المداخلة لا لاي صينية، وبعدين والله (صائع) دي كلمة -غير شوارعيتها- فانا اربى ان اصف بها الاستاذ الخاتم عدلان، فقد كان الرجل استاذي، وواحدا من ارقى الناس الذين شكلوا وجداني وفكري، بعميق الكتابات والتحليل القريب من نبضي والشارع، قبيل انعطافه الاخير، اي كان سبب مغادرته فهذا من حقه تماما، ولكنه لم يقدم مشروعا بديلا، ولا فكرة بديلة، ولا رؤية، هذا كل ما في الامر لا اريد ان اكرر ولكن رغم تاثير الرجل الواسع في جيلنا بُعيْد انتفاضة مارس ابريل المجيدة، ولكنه على الاقل بالنسبة لي لم يكن مفكرا، انا لا اراه كذلك،
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: عبدالمنعم الطيب حسن)
|
الاخ عبد المنعم تحية واحترام اعتذر ان كنت قد فهمت من المداخلة اننى اسخر منك او اى شىء من هذا القبيل صدقنى لم اقصد ان استخدم مفردة صايع ولا هى تشبهنى فى مخاطبة الاخرين الواقع انها خطأ مطبعى فقد قصدت كتابة ضائع ولكنى ضغطت على حرف الصاد بدلا عن الضاد بقية المداخلة التى يمكن ان نتستنتج منها انك من مؤيدى المشاريع الايديولوجيا فقد استندت فيها على عبارة (فكرة مركزية) مع خالص الود لان الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: طلعت الطيب)
|
شكرا جزيلا كل الإخوة المتداخلون وقد اثريتم النقاش ايما اثراء واشكر الاخ عادل علي اللغة العالية التي تداخل بها،،، واعتذر كثيرا علي تأخري في الرد،،،نظرا لان البوست قد بدا لي (بائرا) ولم اهتم بمتابعته،،والحقيقة انني كتبت الكثير من البوستات،وكان مصيرها البوار،،، شكرا جزيلا مرة أخري،،،احترم كل آرائكم،،سأقرأ ردودكم بهدوء،،أستفيد،،ارجع للنقاط الخلافية إن وجدت مع شكري
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: mekki)
|
الاخ مكى تحياتى موقف المرحوم الخاتم من التغيير والاصلاح الديمقراطى كان موقفا مبكرا حتى قبل سقوط الاتحاد السوفيتى والكتلة الاشتراكية ولكنه اعلن عن موقفه بشكل متكامل فى ان اوان التغيير. القضية الاهم من محاولات تقييم الخاتم ووضعه فى خانة مفكر او غير ذلك هو فهم نصوصه بالعمق المطلوب وهذا ما لم يحدث عند كثير من منتقديه بل ارتبطت سيرة الرجل بكثير من الاساطير التى لا علاقة لها بطرحه منها على سبيل المثال : - ان الخاتم يرى ضرورة القاء بكل ما طرحه ما ركس الى مزبلة التاريخ مع انه كان قد دعا الى اعادة دفنه على جنبيه فى تواضع مع بقية الفلاسفة والمفكرين وان طرحه اشد اتساقا من مواقف الحزب الشيوعى بعد الخامس التى اجازت موقف متناقض يعترف بالتعدد ويعلن فى نفس الوقت عن هويته الماركسية !! - يعتقد من اصحاب التفكير الرغبوى ان المرحوم كان قد ثمن من الوثائق المقترحة للخامس الواقع ان كل ذلك مجرد هراء فالخاتم كان يرى استجابة من الحزب الشيوعى للنقد الديمقراطى ولكن على ساس انها استجابة سالبة يجاول الحزب من خلال الصياغة اللغوية التهرب من الاصلاحات الحقيقية . فالمركزية الديمقراطية تحولت الى الديمقراطية المركزية واخطر من ذلك انها اصبحت تمارس ( حياة سرية ) داخل الحزب. - القول بأن الخاتم صار يرى ان برنامج الجبهة الوطنية الديمقراطية قد مارس إستقلالية عن بقية الحلقات التى يمسك بعضها برقاب بعض (اشتراكية ثم شيوعية) ايضا هى الاخرى هراء لان الخاتم كان يرى ان الحزب الشيوعى لا يمكن ان نسميه حزبا شيوعيا لان كلمة شيوعية اصبحت مجرد (رقية) فالحزب اسقط الشيوعية من برنامجه ولكنه ابقى على الاسم! الاخطر من ذلك هو ان وثائق المؤتمر الخامس تحدثت عما اسمته ب (إستشراف الافق الاشتراكى ) وفشل المرحوم محمد ابراهيم نقد فى تعريف ما يعنيه بإسنشراف الاشتراكية وما يعنيه بمفردة اشتراكية وهل هى شىء آخر غير احتكار الدولة لوسائل الانتاج ؟ وان المرحوم نقد هرب من الاجابة على التساؤلات الكبيرة الخاصة بمفهوم الاشتراكية الى توجيه تساؤلات حولها . تماما مثلما كان قد تهرب من تفادى قضايا المنا قشة العامة التى كان قد طرحها الحزب منذ بداية التسعينات علىاثر سقوط ما كان يعرف بالمنظومة الاشتراكية حينما بدأ بحسم العديد من القضايا (لائحيا) وقبل مناقشة البرنامج !!!!!!! ولذلك رأى المرحوم الخاتم ضرورة اعادة نقد وتقييم الحزب لمرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية على ضوء ذلك ، وقد كتب فى ذلك ما يلى: ( قيادة الحزب "الشيوعى" الحالية ، وانا اضع الشيوعى بين قوسين للدلالة على تنظيم قائم حالياولا اسم له، لا تملك اى تعريف للاشتراكية ، كما يمكن للجميع ان يعرفوا من كراسة الاستاذ محمد ابراهيم نقد حول " مبادىء وموجهات لتجديد البرنامح" انه وقف حائرا حيرة مطلقة فى الاهتداء الى تعريف مجدد للاشتراكية ، لانه نفى، وهو محق ، ان الاشتراكية ليست هى ملكية الدلة لوسائل الانتاج، بل هى الملكية الجماعية لوسائل الانتاج ، ونسبة الن الملكية الجماعية لوسائل الانتاج ليس لها اى معنى اقتصادى ، عيانى، محدد ليس لها شكل معروف، اذا لم يكن هو ملكية الدولة ، فقد توقف الاستاذ نقد عن محاولة التعريف كلية واكتفى بطرح الاسئلة .) ثم أضاف الخاتم ( والواقع ان البرنامج الوطنى الديمقراطى نفسه يحتاج الى اعادة صياغة، لان ذلك البرنامج كان حلقة دنيا من برنامج شامل به مرحلتان لاحقتان هما الاشترالكية فالشيوعية. وما دمنا قد تخلصنا من " مناة الثالثة" واكتفينا من احتها بالافق، ونجن نجهل مغزاها ، فإن علينا ان نعيد تعريف البرنامج الوطنى الديمقراطى لانه لم يعد عتبة نحو حلقات اخرى بل اصبح غاية فى ذاته، والبرنامج المتحرر من التبعية ليس كالبرنامج التابع لحلقات اخرى تزعم انها ارقى منه. إعادة التعريف هذه كان يمكن ان تطرح لو كانت البداية كما اسلفنا القول بالبرنامج وليس بالدستور واللوائح. وربما يكون من المناسب ان ان اعود هنا الى ما ذكرته سابقا من ان البداية بالدستور ليست اعتباطية. وألاحظ هنا ان الاستاذ محمد ابراهيم نقد افتتح اوراقه الثلاث التى نشرت فى مجلة "الشيوعى " عام 1991 ، بمناقشة اللائحة. وقد كان ذلك استهلالا غريبا بالنسبة لى . ولكنى استبنت مغزاه لاحقا. وهو ان الكاتب يريد ان يحسم كثيرا من القضايا الفكرية التى يدور حولها الحوار بصورة ضمنية وليس بمواجهة صريحة. وليس صدفة ان مساهمته تلك طرح فيها اكثر من مائة سؤال دون ان يقدم سوى اجابات مبتسرة على بعضها.) المصدر : (ما المنفى وما هو الوطن) ص 228- 229
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: طلعت الطيب)
|
كتب السيد طلعت الطيب
Quote: يعتقد من اصحاب التفكير الرغبوى ان المرحوم كان قد ثمن من الوثائق المقترحة للخامس الواقع ان كل ذلك مجرد هراء فالخاتم كان يرى استجابة من الحزب الشيوعى للنقد الديمقراطى ولكن على ساس انها استجابة سالبة يجاول الحزب من خلال الصياغة اللغوية التهرب من الاصلاحات الحقيقية . فالمركزية الديمقراطية تحولت الى الديمقراطية المركزية واخطر من ذلك انها اصبحت تمارس ( حياة سرية ) داخل الحزب. - القول بأن الخاتم صار يرى ان برنامج الجبهة الوطنية الديمقراطية قد مارس إستقلالية عن بقية الحلقات التى يمسك بعضها برقاب بعض (اشتراكية ثم شيوعية) ايضا هى الاخرى هراء لان الخاتم كان يرى ان الحزب الشيوعى لا يمكن ان نسميه حزبا شيوعيا لان كلمة شيوعية اصبحت مجرد (رقية) فالحزب اسقط الشيوعية من برنامجه ولكنه ابقى على الاسم |
لا أدري من هم أصحاب الاتجاهات الرغبوية الذين أشار اليهم طلعت ? فأنا من كتبت عن أن الخاتم قد ثبت علي ما رأي أنه إيجابيات في مشروع برنامج الحزب الشيوعي المقدم لمؤتمره الخامس-وأنا من تحدثت عن تأمين الخاتم علي برنامج مرحلة الثورة الوطنية الديموقراطية مع ضرورة إعادة تعريفه وصياغته ! كتبت كل هذا لأدلل علي الخاتم كان في حالة حراك وبحث وأنه وبعد إنهيار مشروع حق واصل الخاتم رحلة بحثه عن الحلول والإجابات وقلت أن الخاتم تجاوز مرحلة الوثوقية في مشروع حق منطلقا في رحلة البحث والاكتشاف .... الخاتم لم ينغلق في محطة مطلع التسعينات- وإنما ما واصل رحلة بحثه عن قواسم مشتركة -مع الشيوعيينوغيرهم مثمنا علي الايجابي من طرحهم وناقدا للسلبي وسا أقوم بإيراد بعض المقتطفات من أقوال الخاتم -وأرشيفه تدعيما لقولي هذا- وبطبيعة الحال فإن هذه الاقوال والتصريحات لم تعني أصلا أي إتجاه لعودة الخاتم لحزبه السابق وإنما تعني تفتحه وعدم إنغلاقه علي المرارات أو تحويل كل طاقته للصراع مع الحزب الشيوعي
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: كمال عباس)
|
الاستاذ الخاتم عدلان حول مشروع برنامج الحزب الشيوعي المقدم لمؤتمره الخامس
حسنا استاذ خاتم ..دعنا نبدا اذن
Quote: النقطة الأولى هي أن الدستور تخلص من جزء كبير من الحمولة الأيديولجية التي كان ينوء بها ظهر الحزب الشيوعي، فاسقط من أهدافه البعيدة إقامة المجتمع الشيوعي. وهذا بعض مما كنت أنادي به. وهذا معناه باختصار شديد أن الحزب الشيوعي لم يعد حزبا شيوعيا، ويمكنك أذا شئت الإثارة أن تقولي: لا يوجد في السودان اليوم حزب شيوعي. ليس في السودان اليوم برنامج شيوعي. فالمادة2-2 بعنوان " طبيعة الحزب وأهدافه العامة" تنص فقط على " تنفيذ البرنامج الوطني الديمقراطي واستشراف الافق الإشتراكي". أقول أن تخلي الحزب عن الشيوعية خطوة ضخمة نحو الإصلاح، واقتراب حقيقي نحو مفهوم الحزب كأداة سياسية لخدمة الناس، وليس لخلق الإنسان الجديد. فالإنسان الجديد سيرورة معقدة لا تمثل فيها الأحزاب، بل لا تمثل فيها السياسة نفسها، سوى بعد واحد ضمن أبعاد متعددة، وفيها أولا إرادة الفرد نفسه ليحدد ما يريد أن يكونه بمحض اختياره، مع وجود إمكانيات حقيقية للإختيار. وإذ يتحرر الحزب من هذا الوهم الطوباوي الذي سرنا في دروبه كل سنوات عمرنا الخضراء، فإنه يسدي للأجيال القادمة خدمة جليلة، ليوجهوا طاقاتهم نحو تحسين واقعهم الماثل، ويميزوا بين الأحلام المشروعة والكوابيس. وربما يمثل إسقاط الشيوعية مشكلة "للشيوعيين" داخل الحزب، من أصحاب العقيدة الماركسية اللينينية الذين لا تغشاهم " الإهتزازات "، وأمام هؤلاء عدة خيارات: إما أن يغادروا هذا الحزب الوطني الديمقراطي المستشرف لآفاق الإشتراكية، ويكونوا حزبهم الشيوعي الأصيل وأمميته الرابعة والنصف، وإما ان يبقوا داخله باعتباره " جبهتهم الديمقراطية " ويقيموا بناءهم داخله، ويواجهوا حراب وسيوف " التكتل "، أو يحنوا رؤوسهم " للإنحراف اليميني " عل الرياح تهب في أشرعتهم في يوم قريب أو بعيد فيعود الجميع إلى جادة الطريق!! |
-------- ثم عاد الخاتم ليتحدث عن إعادة صياغة برنامج مرحلة الثورة الوطنية أوإعادة تعريفه
Quote: والواقع أن البرنامج الوطني الديمقراطي نفسه يحتاج إلى إعادة صياغة، لأن ذلك البرنامج كان الحلقة الدنيا من برنامج شامل به مرحلتان لاحقتان هما الإشتراكية فالشيوعية. وما دمنا قد تخلصنا من " مناة الثالثة " واكتفينا من أختها بالأفق، ونحن نجهل مغزاها، فإن علينا أن نعيد تعريف البرنامج الوطني الديمقراطي لأنه لم يعد عتبة نحو حلقات أخرى بل اصبح غاية في حد ذاته، والبرنامج المتحرر من التبعية ليس كالبرنامج التابع لحلقات أخرى تزعم أنها أرقى منه. إعادة التعريف هذه كان يمكن أن تطرح لو كانت البداية كما أسلفنا القول بالبرنامج وليس بالدستور واللوائح. *لكن.. هناك جوانب أيجابية أخري في الدستور يمكن استصحابها و..و |
(مقاطعا)
Quote: النقطة الإيجابية الأخرى هي " اختفاء " المبدأ الجوهري في بناء الحزب الشيوعي ، وهو " المركزية الديمقراطية". وكنت قد سميتها في مساهمتي في المناقشة العامة بعنوان " آن أوان التغيير" بداء الحزب العضال. وكان السؤال الإستنكاري الذي واجهني به الكثيرون، هو التالي: " و لكن كيف نضمن وحدة الفكر والإرادة والعمل"؟ وكنت أجيب على هؤلاء بأن الديمقراطية لها مركزيتها الخاصة، ضمن ما تنطوي عليه من مبادئ سامية أخرى. وكانت الاسئلة توجه إلى على خلفية ما ذكره الأستاذ نقد في أوراقه المشار إليها والتي ذكر فيها أن " المركزية الديمقراطية " من الثوابت الفكرية التي لا يغشاها التغيير ( إنظري ورقته الأولى بعنوان " نظرية بناء الحزب الثوري في السودان" صفحة 8. " إختفاء" المركزية الديمقراطية من دستور الحزب الجديد، إيجابي ويجب أن يشاد به. |
...........
Quote: _هناك المرجعية الفكرية للحزب وهذه دخل عليها التعديل أيضا. فبدلا عن المرجعية الماركسية اللينينية القديمة صيغت مرجعية الحزب في المادة الرابعة من الفصل الأول على النحو التالي: " هو حزب سوداني يسترشد بما توصلت إليه البشرية من معارف، لمصلحة السودان ، وكل ما هو خير من الموروثات المتجذرة فينا كسودانيين وما هو نابع من إنتمائنا العربي والإفريقي. وفوق ذلك كله مستندا إلى تجارب الواقع السوداني واضعا في الإعتبار كل مستجدات العصر ومتغيراته ومستعينا بالماركسية في استقرائه واستنتاجاته لمعرفة الواقع" وبصرف النظر عن أية نقائص في الصياغة، فإن مرجعية الحزب الحالية هي مصلحة السودان، ويخدمها بكل الأفكار والمستجدات على نطاق الفكر العالمي كله، سياسيا كان أو غير ذلك. وإذا كان الأمر كذلك، وهو أمر حسن وممتاز، فإن الإشارة إلى ما توصلت إليه البشرية من معارف، تجعل كل تخصيص آخر أمرا لا ينطوي على أهمية كبيرة. ومن نافلة القول أن الماركسية نفسها جزء مما توصلت إليه المعرفة البشرية. |
*
اعجبتني المادة 6 في باب طبيعة الحزب وأهدافهوكيف ذلك؟
"Quote: يرفض الإرهاب ويتصدى له كفكر وممارسة، كما يرفض الوسائل الإنقلابية المدنية أو العسكرية للوصول (إلى) السلطة. ويعمل على ترسيخ مبدأ التداول الديمقراطي الدستوري للسلطة والإحترام المتبادل بين الأحزاب والقوى السياسية الأخرى ويرفض التعاون مع تلك التي لا تقر الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وحق الشعب وحريته في إختيار الطريق الذي يرتضيه" (ص 23) وكذلك المواد 7، 8 و9. ولكن ما دام الدستور يصاغ في ظل نظام دكتاتوري، كالسلطة القائمة، كان لزاما عليه أن يشير إلى أن استعادة الديمقراطية من خلال النضال الشعبي، والمساهمة في إقامة تظام حكم ديمقراطي بديلا للنظام الحالي، يمثل بوصلة اساسية لنضاله وأولوية مقدمة من أولوياته. كما يمكن أن ينص على تعطيل هذه المادة تلقائيا، بعد زوال الدكتاتورية. .......... |
ثم يشير الخاتم عدلان الي عدم تميز فيئة معينة بإعتبارها ديموقراطيين لأن دستور أصبح يخاطب مجتمعا ديموقراطيا أي بمعني أن البرنامج المطروع ليس شيوعيا ولا إشتراكيا
Quote: كما أن الحديث عن " ديمقراطيين" متحالفين مع الحزب، اصبح من نافلة القول، لأن المجتمع الذي يفترضه دستور الحزب، كله من " الديمقراطيين" ومن قبيل التشويش المحض، حصر " الديمقراطيين" فقط في أولئك الذين يتعاطفون مع الحزب دون أن يدخلوه. وإذا أراد الحزب أن يتحدث عن " متحالفين" معه على أهداف جزئية، فله أن يتحدث عن حلفاء وليس عن " ديمقراطيين" لأن المتحالفين مع الأحزاب الاخرى يمكن أن يكونوا ديمقراطيين ايضا، إن لم يكونوا كذلك بالضرورة. |
*استاذ خاتم.. اخيرا..هل هناك سؤال كنت تتوقع مني ان اسألك اياه ولم افعل؟
_لا..لا..لا اظن ذلك, لكن اسمحي لي ان أحيي اللجنة التي صاغت اللائحة، وأرجو أن تستمع بصدر رحب للإنتقادات التي توجه إلى مشروعها، حتى إذا كانت عنيفة، وأن تفيد منها دون حرج في تجويد نصها، وأن تعمل وفق القاعدة التي كثيرا ما يرددها السيد الصادق المهدي: " ما لا يقتلني يقويني ". وأعضاؤها يعرفون، كما أعتقد، أن زمن التمجيد الأجوف للمشاريع والبرامج، قد تخطته الحركة السياسية السودانية، كما تخطت إحتكار الحكمة لطرف من أطرافها مهما يكن. وهذا ميسم بارز في السير نحو الديمقراطية
Quote: ............ الشيوعيون دائماً من الغيِّريين الذين يفكرون في مشاكل الناس وحلها عكس الأنانيين الذين يفكرون في أنفسهم فقط، وهذا ليس بشكل مطلق، أنا أتحدث بصورة عامة .......... |
.....Quote: إذا كان الحزب خالياً من الأيدويولوجيا وموجهاً لخدمة الناس كما هم وفق احتياجاتهم الماثلة يمكن أن أدعوا كل الناس ويدخلوا ذرافات ووحداناً في هذا الحزب، ليتحوّل الحزب إلى قوى جماهيرية كبرى كما كان يحلم عبد الخالق محجوب ...
|
وعن آفاق التعاون بينه وبين الشيوعيين والبحث عن قواسم مشتركة قال والخاتم ة
Quote: . من الناحية النظرية البحتة يمكن أن يكون هناك تعاون إذا تخلى الحزب الشيوعي عن مشروعه بابعاده التي أشرت إليها، وتبنى مشروعا للنهضة الوطنية برؤية يصوغها معه الآخرون، على هدي الورقة التي قدمتها له قبل أكثر من عشر سنوات بعنوان " آن أوان التغيير"، وإذا قررت أنا نفسي ممارسة دور سياسي فاعل داخل السودان. والأمران مشكوك فيهما جدا. وأرجو أن يطمئن الكثيرون من هذه الناحية. فقد توصلت فعلا إلى أن نقد السياسة السودانية، بصورة لا رحمة فيها للأحزاب والقوى السياسية، وفيها الرحمة كلها للشعب ومستقبله، هو المهمة الاساسية للمثقفين في الوقت الحالي. وهذه مهمة يصعب تماما ممارستها من مواقع سياسية. لأن ذلك سيكون بمثابة الدخول في الجب، بدلا من مساعدة الآخرين على الخروج منه. إنما يمكن ممارستها من مواقع فكرية لا مكان فيها لاعتبارات الصداقة والعداء، ولا سعي فيها لإرضاء فلان، ولا هيبة فيها من إغضاب علان |
...........
والخاتم يعلن بصراحة
Quote: نقاط الإتفاق مع الحزب الشيوعي هي الوطن، الديمقراطية، الحداثة، الغيرية والتضحية |
.............
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: طلعت الطيب)
|
وقال طلعت
Quote: فى تقديرى ان محاولات خلق تصالح بين مشروع الخاتم ومشروع الحزب الشيوعى reconciliation هى محاولات إغتيال مميتة لمشروعه الديمقراطى |
** لاأدري عن أي محاولة للمصالحة أوتصالح بين الخاتم والحزب الشيوعي يتحدث السيد طلعت الطيب ? فخلافات الاستاذ الخاتم مع حزبه السابق قائمة ومعروفة الا أن هذا لا ينفي أن الأستاذ الخاتم عدلان قد صرح وبشكل موثق بوجود قواسم مشتركة بينه وبين الحزب الشيوعي-وقد عددبعضا من تلك القواسم وأشاد وبصورة موثقة أيضا ببعض ما ورد في مشروع الحزب الشيوعي وقتها- هذا بالاضافة لتثبيته علي برنامج مرحلة الثورة اللديموقراطية - إذا ما أعتبارناه برنامجا مستقلا وليس حلقة في سلسلة -مع دعوته لإعادة صياغة البرنامج وتسميته ! إذا ليس هناك إي محاولة للتوفيق والمصالحة بقدر ما أن الموضوعية تقتضي أن بسط ماقاله الخاتم بعد إنشطار حق - وعدم الانكفاء علي كتابات مطلع التسعينات حتي وإن كان في إيرادها إزعاجا للرغبوين ومن يرفعون قميص الخاتم علي أسنة الاقلام ,بالعكس فإن إغتيال مشروع الخاتم تم عبر فشله في المحك العملي حيث سقط في مضمار المؤسسية والديموقراطية وتشطي وتناحر رواده . ولكن وللأسف فإن حركة حق قدمت نموذجا شائها وديكتاتوريا- عج بالتناحر والإتهامات بالتخوين والطعن في الظهر وتقويض الديموقراطية وتجاوز المؤسسية ,وإغتيال الشخصية والسباب التناحر الصبياني - بشكل موثق في بيانات وإصدارات -ووصل الامر لإغتيال شخص الخاتم عدلان معنويا والتقليل من شأنه من حركة حق الأخري التي كان * المهم في هذا الامر أن نموذج حق ورث كل تشوهات الحركة السياسية القائمة وتمسك بكل علل المجتمع - " وتطور" هذه الأمراض السياسية وضخمها بشكل ورمي وفشل في ذات الوقت في أن يرث إيجابيات القديم فكانت النتيجة إنشطارات أمبية وصراعات عبثية ومزيدامن الإحباط مع غياب للنشاط والسياسي والفكري في أرض الوطن وصيام عن مصارعة الديكتاتورية الانقاذية - مما أدي لتكلس حركة حق بل وإندثار كافة المشروع الذي سعي الخاتم ووراق لتأسيسه - بعد أن غابت الديموقراطية والمؤسسية في أروقته وساد نقيضها وطغي التناحر والضرب تحت الاحزمة والطعن في الذمم المالية وإنشغل أصحابه بالصراع الداخلي عن الصراع الفكري مع الآخر وعن تقديم رؤي جديدة!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: كمال عباس)
|
...........نعود للاخ طلعت القائل
Quote: فى تقديرى ان محاولات خلق تصالح بين مشروع الخاتم ومشروع الحزب الشيوعى reconciliation هى محاولات إغتيال مميتة لمشروعه الديمقراطى )) |
الحقيقة أنا شخصيا أجد صعوبة في التعامل بجدية وصرامة فكرية فيما يطرحه الاخ طلعت حول مشروع الخاتم عدلان وحركة حق وذلك إنطلاقا من هذه الإفادة الصادمة للاخ طلعت الطيب Quote: احد اسباب بقائى فى الحركة من خلال الحديثة ارتبط بالعلاقة الشخصية مع الحاج وراق والمرحوم نزار واخرين بحكم اننا تعاصرنا فى الجامعة وكانت تربطنا صداقات حميمة )) |
إذاإختار طلعت جانب العلاقات الشخصية وإعتبارات الصداقة لينضم لحق الحديثة المصادمة للخاتم والتي قامت بالاساءة للخاتم عدلان إساءات موثقة سا أورد بعضا منها في هذا البوست ! إذا كان قرار الإنتماء الفكري والسياسي عند الاخ طلعت تحكمه العواطف وإعتبارات الصداقة فكيف نضمن الا تكون كتاباته عن الخاتم عدلان ضربا من التعويض عن وقوفه ضد تنظيم الخاتم ?أو لم تكن مجردتوظيف لإسم الخاتم وأرثه في صراع طلعت مع آخريين ? لاعلينا فلنعرج الان للأسباب الجوهرية التي أدت لهزيمة مشروع الخاتم عدلان
أولا قال المرحوم الخاتم عن حركة حق جناح طلعت الطيب
Quote: ((نعم.. تغير الواقع وتغيرت الوقائع لكن لم تعد الثقة موجودة بيننا.. يعنى انت عندما تعملين في تنظيم سياسي لابد ان تكون هناك ثقة وحسن نية واحتكام لأساليب معروفة ليس منها الطعن في الظهر والتآمر وتخطي التنظيم للتعامل مع تنظيمات أخرى.. عندما تحدث مثل هذه الامور تضرب الثقة القائمة بينك وآخرين وتضرب الثقة في الحقيقة بين المشاركين المباشرين.. «يصمت للحظات عن الحديث ليرتشف قليلا من فنجان الشاي الموضوع امامنا ثم يعود للحديث» يعني يمكن ان تكون هذه القيادة وتلك القيادة لكن يكون هناك مجال واسع وسط العضوية لاعادة التقييم واعادة المواقف وهذا امر مفتوح حدث تدمير للحركة «رددها ثلاث مرات» انا اسميه تدميرا واضحا للحركة. حدث اغتيال للشخصية بشكل جماعي كما حدث في الجامعة الاهلية.. اتهامات جزافية بالانتماء للجهات الامنية وغواصات للحزب الشيوعي داخل الحركة.. يعنى تدمير فروع كاملة للحركة دون أي حيثيات او تحقيق او استيقان من صحة المعلومات، دون اية عملية ديمقراطية او حتى محافظة على حقوق الافراد: ...........
|
أواصل وسأمدكم الان بمفتطفات من بيانات رسمية في بيان رسمي عن حركة حق الجناح الذي كان ينتمي له طلعت القيادة الوطنية – المكتب التنفيذى حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق)
:ا لخرطوم 10 فبراير 2000م وردالاتي عن الخاتم ومحمد سليمان
Quote: (( نظم اللامركزية المعتمدة فى العلاقة بين رافدى الحركة فى الداخل و الخارج تعيقنا من اتخاذ اى اجراءات انضباطية فى حق الخاتم عدلان و محمد سليمان فاننا نوصى مناطق الحركة بالخارج بمواصلة عقد مؤتمراتها و عقد مؤتمرها العام للنظر فى تجاوزات المذكوريين و السعى بجدية و حزم لاقتلاع مضغة القديم التى تنقض على صدر الحركة والى غسل طابعها الديمقراطى المتواضع و المتسامح بالماء و البرد)) |
وورد عن الخاتم شخصيا الاتي
Quote: ((/ فالخاتم عدلان بخصائصه النفسية و مزاجه و عوائده ظل عائقا من عوائق نماء الحركة لم يوفر احدا فى التجريح , و استعدى على الحركة المجال السياسي كله بالهتر و فجور الخصومة)) |
وورد الاتي وصفا لبيان أصدره الخاتم عدلان ومجموعته : Quote: ((: ان ازمة بيان لندن المحشو بالاكاذيب و الافتراءات ان وثيقة المؤتمر مبذولة لعضوية الحركة و على صفحات الصحف و عند المجال السياسي كله كما ان فعاليات المؤتمر تمت فى شفافية بحضور اعداد من عضوية الحركة و اصدقائها و مراقبين و صحفيين , و لذلك فان ادعاءات البيان الكاذبة لا تصمد امام اى فحص جدى.)) : إن الإعتصام والإضراب عن الطعام في جامعة أمدرمان الأهلية، وخروج الأمين العام من الاختفاء ونشاط ومعارك جمعية التنوير الثقافية، ومظاهرة طلاب الأهلية رفضا للحكم علي الأخ يس جودة، ومعركة حملة المليون توقيع وما تبعها من إعتقال ومحاكمة، هي المعالم التي جعلت للحركة صيتا وذكرا، ولأن هذه كلها لا ترتبط إرتباطا مباشرا بالخاتم عدلان، فقد سعى إلي تحطيمها كلها وصوب كامل جهده إلى الإغتيال المعنوي للحاج وراق، فهو لا يسمح بأن تشرق شمس الحركة دون أن تشرق شمسه هو شخصيا! فأي "مركزية" وأي اخلاق بعد هذا؟!)) (( انحدر البيان بخلافات فى الرؤية السياسية الى الشتائم و السباب , فأضر بصورة الحركة و سمعتها و قدم خدمة ممتازة لاعدائها و الشامتين عليها.)) )) ( ألا ما أسهل المزايدة عند من خفت موازينهم الأخلاقية، ما أسهل الوعظ المتعالي ومن بعيد عن سبل المقاومة وأشكالها، و ما أسهل إلغاء المحضرات الجوفاء عن المقاومة في فيلا هادئة في ضواحي لندن ـ هادئ البال، رجلا علي رجل، و علي المنضدة صحيفة المساء، والفم يرشف قهوة المساء ويلقي بالكلمات "العبقريات" : ((كيف تساومون وتشتكون إلي اللجان))! إن الخاتم عدلان يسخر من المقاومة المدنية، و ليس له باع في المقاومة المسلحة، ولذلك فإننا مجاملة له نعترف بشكل جديد من أشكال المقاومة (المقاومة بالتهريج والشعارات)! ============== : ((الجدير بالملاحظة أنه في ذات الوقت الذي تساقط علينا نعوت النكوص والردة، فإن الترابي يطلق ذات النعوت علي تيار القصر وقد أضاف إليها مؤخرا )من نكث فاقتلوه!( و إذ يأنف الخاتم عدلان عن فتوي القتل في مواجهتنا، فإنه لا يكشف في ذلك عن سماحة و إنما عن واقع كونه لا يملك حاليا و لا طبنجة واحدة! إن آليات اشتغال الذهن الأوصولي واحدة مهما تعددت شعاراتها أو اختلفت يافطاتها. القيادة الوطنية لحركة القوى الجديدة الديمقراطيية(حق) |
وكتبت اللجنة التفيذية لحركة القوى الجديدة الديمقراطية(حق) فبراير2000 -المجموعة التي كان يقودها الخاتم عن حق الاخري الجناح الذي كان الاخ طلعت عضوا به : Quote: ((اتخذت هذه المجموعة اسما جديدا للحركة وبنية تنظيميه لا تعترف بوجود الحركة في الخارج ,ولا بالمعارضين لخطها بالداخل .
كيف حدث كل ذلك- وما هي اسبابه؟ نستطيع أن نجيب على الشق الأول من السؤال بيقين مدعوم بالحقائق . فقد استطاعت مجموعة الحاج وراق أن تفعل بحركتنا ما فعلت مستنده إلى خطه من شقين : أ– خداع الحركة في الخارج بأن ما يتم هو في إطار ما اتفقنا عليه من مبادئ وبرامج , وأنهم يتصرفون في حدود الصلاحيات المتفق عليها وان كل الخطوات التي يقومون بها تتم بعد التشاور الواسع مع كل عضوية الحركة, وأنها تجاز بما يشبه الإجماع . ب– تكميم أفواه المعارضين لخطهم , وإنزال مجازر تنظيميه بهم, بفصلهم من الحركة بدعوى العمالة للأمن أو الجبهة الإسلامية أو العضوية في أحزاب أخرى. إن لدينا الآن المئات من الأسماء ممن تم فصلهم بهذه التهم والدعاوى, دون التحقيق معهم أو السماح لهم بالدفاع عن أنفسهم , بل دون إبلاغهم حتى بالعقوبات التي اتخذت بحقهم , والتي يسمعونها مثلهم مثل غيرهم كإشاعات يسعى بها قاذفون. لقد أشاع كل ذلك جوا مريضا في أوساط الحركة بالداخل جعل الناس يفرون منها بنفس درجة الاندفاع التي جاءوا بها إلى صفوفها, وجعل نشاطها يتدهور وبريقها يخبو مع أنها سجلت خلال ثلاثة أعوام اكبر وتائر للنمو حققها تنظيم سياسي في الشمال. ومن الحقائق الدامغة على حدوث هذه المجازر التنظيمية إن لقاء الأحد الذي سمي مؤتمرا حضره 27 شخصا هم كل العضوية الباقية تحت قيادة وراق, مع أن المؤتمر التأسيسي للحركة بالداخل عام 1996 حضره ثلاثون عضوا. و بالإضافة إلى الفصل الجماعي وسط الطلاب من أعضاء الحركة الذين عرفوا باستقامتهم و صداميتهم وعدائهم للطغيان ورفضهم للاستسلام , حدث تجميد لعضوية مدن بكاملها كانت رافضة لمناهج القيادة ولخروج الحركة للعلن باعتبارها خطوه متعجلة تعرض كيان الحركة الطري لضغوط من قبل السلطة لن تستطيع تحملها فضلا عن أنها ليست ضرورية في تلك المرحلة من تطور نضالات الحركة الجماهيرية. - أما الشق الثاني من السؤال حول الأسباب فالإجابة اجتهادية ومفتوحة. هناك القراءة الخاطئة لمؤشرات الساحة السياسية, وموقف القوى المختلفة, هناك صعوبات المواجهة مع نظام باطش شرس لا يتردد في الاغتيال والاغتصاب والتشويه. وهناك الإغراءات التي يقدمها هذا النظام نفسه لمن يصالح ويستسلم ويرضى. هناك إخفاقات المعارضة وعدوانها تحديدا لحركتنا. وهناك نوازع النفس البشرية وأوهامها. هذا كله كتاب مفتوح لمن يحب أن يبحر فيه, ولكن الذي يهمنا هو الحقائق التالية : - هذه المجموعة أخرجت نفسها من حركة (حق) وتبنت موقفا سياسيا سينتهي بها نهاية مؤسفة وهي حرة في خياراتها, ولكن يجب ألا تفعل ذلك باسم (حق). - إننا منذ اليوم نعلن باسم (حق) براءتنا الكاملة من مجموعة الحاج وراق ويجب أن نقول في نفس الوقت إننا لسنا مدفوعين نحوهم بأية ثارات, فليذهبوا في طريقهم ولنذهب في طريقنا. إن (حق) باقية بالداخل تجمع صفوفها, وتضمد جراحها وتستعيد بناءها من جديد مثلما فعلنا في البداية بالعزيمة والإصرار, وبالغالي والنفيس, بالجرأة والإقدام وبالحيلة والبصيرة وبالتضحيات الجسام , وستكون (حق) واضحة للعيان ومقدامة في المعارك ساعية وسط الناس , ومعتمدة لكل أشكال النضال لإسقاط الجبروت الديني والطغيان السياسي للجبهة الإسلامية مع كل جماهير الشعب وقواه الحية ومن اجل بناء السودان الجديد وإنجاز النهضة الوطنية الشاملة)) |
أتيت بمقتطفات موثقة هاجمت فيها حركة حق الجناح الذي كان ينتمي اليه الاخ طلعت- هاجمت الخاتم ووصفوه بكل نقيصة وسلبية كان أقلها قولهم( فالخاتم عدلان بخصائصه النفسية و مزاجه و عوائده ظل عائقا من عوائق نماء الحركة لم يوفر احدا فى التجريح , و استعدى على الحركة المجال السياسي كله بالهتر و فجور الخصومة)) (المقاومة بالتهريج والشعارات)! ووصفوه بخفة( خفت موازينهم الأخلاقية) ثم صنفوا كل نضاله بأنه مقاومة ( ( بالتهريج والشعارات)! الخ وقد وصف جناح الخاتم حق الاخري التي كانت تضم طلعت الطيب بأنها Quote: ت– خداع الحركة في الخارج بأن ما يتم هو في إطار ما اتفقنا عليه من مبادئ وبرامج , وأنهم يتصرفون في حدود الصلاحيات المتفق عليها وان كل الخطوات التي يقومون بها تتم بعد التشاور الواسع مع كل عضوية الحركة, وأنها تجاز بما يشبه الإجماع . ب– تكميم أفواه المعارضين لخطهم , وإنزال مجازر تنظيميه بهم, بفصلهم من الحركة بدعوى العمالة للأمن أو الجبهة الإسلامية أو العضوية في أحزاب أخرى. إن لدينا الآن المئات من الأسماء ممن تم فصلهم بهذه التهم والدعاوى, دون التحقيق معهم أو السماح لهم بالدفاع عن أنفسهم , بل دون إبلاغهم حتى بالعقوبات التي اتخذت بحقهم , والتي يسمعونها مثلهم مثل غيرهم كإشاعات يسعى بها قاذفون. لقد أشاع كل ذلك جوا مريضا في أوساط الحركة بالداخل جعل الناس يفرون منها بنفس درجة الاندفاع التي جاءوا بها إلى صفوفها, وجعل نشاطها يتدهور وبريقها يخبو مع أنها سجلت خلال ثلاثة أعوام اكبر وتائر للنمو حققها تنظيم سياسي في الشمال. |
** قلنا أن الاهم من هذا أن تلك الوثائق تكشف أن حركة حق بمجملها مشروع مناقض للدبموقراطية والمؤسسية ! ** ثم تواصل إغتيال الديموقراطية والمؤسسية - بعد وفاة الخاتم في حركة حق جناح طلعت - وفي حركة حق الموحدة بقيادة هالة والمنشقة بعدها! * إذا تمخض جبل التجديد ومشروع والتنوير والديموقراطية ليلد تنظيم ديكتاتوري ت يفتقر لأبجديات الديموقراطية والمؤسسية والغرق في الشخصنة والتناحر وإغتيال الشخصية والطعن في الذمم المالية ...... المرجع لكل الإقتباسات هذا البوست الذي يحوي وثائق لاتقبل التشكيك (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع )
(عدل بواسطة كمال عباس on 10-19-2014, 03:07 AM) (عدل بواسطة كمال عباس on 10-19-2014, 03:34 AM) (عدل بواسطة كمال عباس on 10-19-2014, 03:40 AM)
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: كمال عباس)
|
الاخوة ، مكي ، وكمال وطلعت.. ارجو مواصلة هذا الطرح بكل هدوء .. شخصياً كنت اتوق الى معرفة اكثر للخاتم و (حق ) نريد طرح نخبوي .. فقط ارجو منكم عدم المضي في هذا السياق الرائع بدون ما يعكر صفو البوست .. حافظوا على هذا النسق .. لكم التحية .. وشكراً كثير لصاحب البوست وباقي الاخوة
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
http://www.sudaress.com/alrakoba/1047375http://www.sudaress.com/alrakoba/1047375 http://www.sudaress.com/hurriyat/147649http://www.sudaress.com/hurriyat/147649
الاعزاء صاحب البوست مكى على عبد الوهاب وبقية القراء اعلاه وصلة توضح اسباب فشل تجربة حق، وهو فشل لا علاقة له بالتهريج السياسى واحرص على توثيق التجربة لقناعتى التامة بأن نهاية حق لا تعنى نهاية المشروع الوطنى الديمقراطى فى السودان والذى ظلت تحلم به قوى متعددة منذ استقلال البلاد. اختلفت مع المرحوم الخاتم فى مسألة تقديم طلب لانضمام حق للتجمع بعد تأسيسها بإعتبارها كانت شرك لمحاصرة حق من قبل احزاب التجمع التى لن تقبل بحق وبالتالى تستطيع ان تستفيد من الاعتراف ماديا ومعنويا من خلال الدعم الذى يأتى للتجمع. طيلة هذا الخلاف لم اتعرض للخاتم عليه رحمة الله بالإساءة او التجريح لان الخلاف فى الرآى من صميم العمل السياسى الديمقراطى وبالتالى لست مسؤولا عن المراشقات التى تمت بين قيادة الحاج وراق بالداخل والمرحوم الخاتم بالخارج وقد كان نشاط فرع حق فى كندا مجمدا عند تصاعد الخلاف بين الطرفين. بعد وفاة المرحوم الخاتم عملت مع المرحوم بشير بكار وآخرين على اعادة توحيد حركة حق ورأب الصدع وقد نجحنا فى ذلك ولكن تصاعد الخلاف مرة اخرى بين د الباقر العفيف مدير مركز الخاتم عدلان والاستاذه هالة عبد الحليم رئيسة اللجنة التنفيذية والتى كالت الاتهامات له بفساد مالى وادراى مزعوم. اتمنى اكون قد اوضحت حتى يستطيع البوست ان يتجه الى الغوص فى افكار الخاتم ومشروعه الديمقراطى.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: طلعت الطيب)
|
محطات فى مسيرة حق March 25, 2014 طلعت الطيب نشأت حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) على خلفية عدد من الأحداث السياسية كان اهمها على الإطلاق هو قدرة حركة الإسلام السياسى على الوصول إلى السلطة عن طريق إنقلاب الإنقاذ العسكرى فى يونيو1989م. أما اهم الاحداث خارجيا فقد تمثل فى سقوط حائط برلين الشهير وإنهيار ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتى والكتلة الإشتراكية وزعزعة القناعات السائدة فى إمكانية تحقيق التنمية والعدالة الإجتماعية بمعزل عن تطبيق التعددية الديمقراطية وبسط الحريات العامة. ولذلك جاءت حركة حق كإستجابة طبيعية من المثقف السودانى تجاه التغييرات العاصفة التى إجتاحت العالم والتى كان من أبرزها على الإطلاق إنتشار مفاهيم الإسلام السياسى فى المنطقة وتدشين عصر العولمة الذى بدأت ملامحه تتشكل بنهاية الحرب الباردة حيث سيادة القطب الواحد وهو امر ضار بالشعوب حتى لو كان ذلك القطب يطبق مبادىء الديمقراطية الليبرالية مثل الولايات المتحدة التى ظلت تميل بإإستمرار الى تحقيق مصالحها اولا. فمن المعروف ان الديمقراطية لاتتوقف مبادئها على سيطرة الاغلبية بل لا تكتمل دون صيانة الحقوق الأساسية للإنسان وممارستها وتأتى الحقوق الإقتصادية على رأسها، وذلك فى عالم يتجه ببطء وان كان بثبات نحو التطور الأخلاقى والقانونى بدلا عما كان سأئدا من معتقدات سياسية قبرت مع الشيوعية تعتقد أن القيم والاخلاق مجرد بناء فوقى تابع. ولذلك لم يكن من قبيل الصدفة ان تأتى القيادات التى تنادت لتأسيس حركة حق فى أغلبها ممن كانوا ينتتمون إلى حركة اليسار السياسى وعلى الاخص من الحزب الشيوعى السودانى ومن حركة الإصلاح الدينى ممن كانوا فى صفوف الاخوان الجمهوريين الذين شهدوا تآمر حركة الإسلام السياسى مع المؤسسة العسكرية فى إغتيال زعيمهم الشهيد الأستاذ محمود محمد طه على ايام الدكتاتور السابق الجنرال نميرى، وذلك قبل تامرها على النظام المدنى الديمقراطى الذى اعقب انتفاضة مارس ابريل التى كانت قد وضعت حدا لذلك النظام العسكرى. كانت حركة حق تطمح لتأسيس اول حزب ديمقراطى حقيقى فى السودان يكون ملتزما بمبادىء التجديد القيادى الدورى والمؤسسية بإتباع الاجراءات الديمقراطية بصرامة حتى يستطيع أن يملأ خانة الوسط أو يسار الوسط. كان على رأس العناصر القيادية الشابة التى إرتبطت بحركة اليسار المرحوم الأستاذ الخاتم عدلان والمرحوم د خالد الكد والأستاذ الحاج وراق سيد احمد، وكان من اهم العناصر التى ارتبطت بحركة الإصلاح الدينى فى إطار الفكر الجمهورى المرحوم الاستاذ بشير عيسى بكار ود. الباقر العفيف. وكان الأستاذ الخاتم عدلان عليه رحمة الله أول من إستقال من الحزب الشيوعى بعد سنوات طويلة من العطاء السياسى فى اكتوبر 1994م وذلك خلال مؤتمر صحفى أقيم فى مدينة الضباب أوضح فيه أن الماركسية اللينينية لم تعد تمثل قناعته والمنظور الذى يمكن ان يطل من خلاله على العالم من حوله ، وكان الرجل قد صاغ قبلها ورقة إصلاحية داخل حزبه الشيوعى تحت عنوان “آن أوان التغيير” تدعوا للإصلاح الديمقراطى الشامل فيه نظريا وعمليا. تتابعت الإستقالات بعد ذلك من الحزب الشيوعى ممن كانوا يتبنون نفس دعوة الإصلاح الديمقراطى وكان على رأس هؤلاء الاستاذ الحاج وراق فى ديسمبر 1995م، وجدير بالملاحظة هنا أن الإستقالات كانت قد تمت وفق تقديرات سليمة حيث تأكد فيما بعد مدى إستحالة تحقيق الإصلاحات المطلوبة بسبب جملة إرتباطات للحزب فكرية واخرى اجتماعية لا يمكن الفكاك منها. أسس المرحوم الخاتم عدلان ومن معه بالمملكة المتحدة الحركة السودانية للديمقراطية والتقدم التى إندمجت مع المنبر الديمقراطى فى ذلك البلد الذى صار قبلة للمهاجرين السودانيين وذلك فى يوليو 1995 فى مؤتمر لم يكن موفقا فى إقناع الجميع بخطوة الإندماج خاصة فى اوساط عضوية المنبر الديمقراطى، ولكن وعلى اية حال كانت حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) هى حصيلة المخاض المتعثر بين التنظيمين. تم بعدها بشهر تقريبا أى فى أغسطس من نفس العام اندماج آخر مهم فى واشنطن دى سى بحضور الخاتم عدلان تم فيه إعلان عن إندماج كل من حركة القوى الحديثة بالولايات المتحدة برئاسة المرحوم بشير بكار وحركة القوى الديمقراطية بكندا فى حركة حق. الجدير بالذكر ان كاتب هذه السطور كان مسئولا تنظيميا للقوى الديمقراطية بكندا . تشكل بعد ذلك جناح لحركة حق داخل السودان بقيادة الحاج وراق والمرحوم نزار ايوب وهشام عمر النور وآخرين. عقدت حركة حق اول مؤتمر لها فى العاصمة الإريترية اسمرا فى ديسمبر من العام 1996م. تم فى ذلك المؤتمر الاول الإعلان عن ميلاد الحركة وتوحيد الداخل والخارج، وأجاز المؤتمر البرنامج السياسى للحركة وبرنامج عمل يعتمد النضال المسلح فى مقاومة إنقلاب الإنقاذ. لكن من الملاحظ ان أحد أهم إخفاقات المؤتمر تمثلت فى عدم قدرته على مواجهة الاوضاع القيادية فى الحركة بين الداخل والخارج حيث إستمرت الحركة برأسين احدهما داخلى بقيادة الحاج وراق وآخر خارجى تحت قيادة الخاتم عدلان، ولم يعلن بوضوح عن قيادة موحدة ومدى تمثيل قيادات الداخل فيها، بل إعتمد المؤتمر نهجا يقوم على حسن النوايا والإريحية السودانية المعهودة بدلا عن المواجهة لحل التعقيدات الإدارية التى تتهدد وحدة التنظيم خاصة وانه كان فى بداية الطريق لترسيخ ثقافة ديمقراطية حقيقية وما يكتنف ذلك من صعوبات كبيرة تمثلت فى تربية ابوية متوارثة ومتأصلة فى النفوس وعقلية شمولية وجدت من يتعدها لحقب بحكم إنتماءات سياسية سابقة. فى العام التالى للمؤتمر الاول اى فى 1997م بدأت الخلافات تدب بشكل واضح بين قيادة الحركة داخل السودان وقيادة الخارج حيث تجسدت أهم تلك الخلافات حول التاكتيك السياسى فى مواجهة نظام الإنقاذ، إذ تمسكت قيادات الخارج بمقررات المؤتمر الأول التى ترى أن عملية إسقاط النظام لا يمكن ان تتم إلا بالعمل المسلح، بينما عدلت قيادة الداخل موقفها فى مؤتمرها الداخلى المنعقد عام 1998م وهو المؤتمر الذى كان قد خرج بإستنتاجات مختلفة عن مؤتمر الحركة الأول فى أسمرا حيث اصبح الداخل يرى أن المواجهة الشاملة مع نظام الإنقاذ تتضمن عدة وسائل ، أبرزها الكفاح المسلح للقوميات المهمشة، والمقاومة المدنية للقطاع الحديث إضافة إلى الضغوط الدولية. ورأت قيادة الداخل أن المقاومة المدنية هى الأقرب إلى طبيعة المنطلقات النظرية للحركة وقاعدتها الإجتماعية وليس الكفاح المسلح. تطورت الخلافات الى تنظيمية وفكرية وسياسية وإتهامات وإدانات لتنشق الحركة فى مارس 2000م إلى جناحين منفصلين . إستمر الخارج تحت إسم حركة القوى الجديدة الديمقراطية حق بقيادة الخاتم عدلان بينما قامت قيادة الداخل بتمييز نفسها وغيرت إسم التنظيم إلى حركة القوى الحديثة حق بقيادة الحاج وراق. فى أبريل 2005 غيّب الموت الأستاذ الخاتم عدلان وهو بعد فى قمة العطاء وقد كان حدثا محزنا ومفاجئا لجميع القوى الديمقراطية بلا إستثناء وتقدم الحاج وراق الامين العام ونائبه هشام عمر النور وهادية حسب الله بإستقالاتهم من الحركة بسبب إعتقادهم بأن الإستمرار فى قيادة الحركة تكتنفه شبهة أخلاقية تتمثل فى محاولة إستثمار غياب الخاتم عدلان والانفراد بقيادة الحركة. تولى الاستاذ قرشى عوض الامانة العامة للحركة على أثر تلك الإستقالات المفاجئة فى المؤتمر الإستثنائى الذى عقد فى مايو 2005، وهو نفس المؤتمر الذى شهد استقالات جماعية للقيادة. فى أعقاب تلك التطورات والتغيرات العاصفة فى قيادة حركة حق بسبب الموت والإستقالات بدأت القناعات تتزايد بضرورة إعادة توحيد الحركة ليس بغرض تفعيلها فحسب بل كان الدافع المعنوى المتمثل فى الحزن على الخاتم كبيرا وعملية إعادة التوحيد نفسها كانت بمثابة وفاء لذكراه الطيبة ومحاولة للتعويض عن الخسارة الفادحة التى تجسدت فى ذلك الغياب الابدى العظيم. لكن الامين العام الجديد فاجأ الجميع بإشتراطه إستقالة عناصر قيادية من الجناح الآخر فى حق الذى كان يتزعمه المرحوم الخاتم عدلان وذلك بحجة ضرورة ان تتم عملية إعادة توحيد الحركة فى مناخ خالى من أى عداءات سابقة. لم تجد شروطه تلك موافقة داخل حركة القوى الحديثة نفسها ناهيك عن الجناح الاخر لتعارضها مع مبادىء ديمقراطية أساسية ولذلك تم تجاوز الامين العام الجديد. وقد ساعد على ذلك النظام الاساسى لحركة القوى الحديثة آنذاك وطابعه الديمقراطى الذى اتاح للعضوية حركة التحرك الافقى وبناء لوبى موازى للقيادة تأسس على الحوار والشفافية فى مقابل سياسة الصمت والابواب المغلقة التى كانت تتبعها قيادة الاستاذ قرشى عوض. توج ذلك المجهود الجماعى بإنعقاد المؤتمر العام الخامس والاخير لحركة القوى الحديثة الذى تم فيه إصدار عدد من المقررات كان اهمها الإعلان عن حل حركة القوى الحديثة فور التوصل الى إتفاق بإعادة توحيد حركة حق والشروع الفعلى فى ذلك. وقد تم ذلك فى يوليو 2009م بعد تشاور وتنسيق كبير بين قيادتى حق الحديثة والجديدة وبذلك أصبحت الحركتين حركة واحدة تحت إسم حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق). كان الامل كبيرا فى أن تضيف عملية إعادة التوحيد لحركة حق بعض الزخم والفعالية ولكن ذلك لم يحدث حين واصلت حركة القوى الجديدة الديمقراطية حق بقيادة الأستاذة هالة محمد عبد الحليم قيادة الانشطة السياسية من خلال اللجنة التنفيذية بالتنسيق مع بعض الافراد دون التقيد بموجهات المجلس القيادى، والاهتداء بتلك الموجهات حسب ما نص عليه النظام الاساسى مما دفعنى الى تقديم استقالتى بعد اشهر من تاريخ اعادة توحيد الحركة. ترافق تهميش المجلس القيادى مع احداث سياسية مهمة بالبلاد مثل الانتخابات العامة وغيرها من احداث سبقت انفصال الجنوب حيث كانت اجندة الحركة وانشطتها لا تمر عبر بوابة المجلس القيادى لمناقشتها، مما افقد الحركة طابعها المؤسسى وجعل المجلس مجرد تابع لنشاط الرئيسة حيث افتقد القدرة على ضبط إيقاع الحركة وتوجيه مسارها مما اصاب الحوار الديمقراطى الداخلى بأضرار بليغة. فى اكتوبر 2010 انفجر الخلاف بين رئيس مركز الخاتم عدلان للإستنارة والتنمية البشرية د. الباقر العفيف ورئيسة الحركة التى ظلت تتهم المركز ورئيسه بالفساد المالى والادارى وهو خلاف كان ممتدا لاكثر من عام ولكنه لم يدخل مداولات المجلس القيادى إلا بعد ان فشلت الوساطات والجودية فى حله. ساهم الخلاف فى تنشيط الحوار داخل المجلس القيادى حول قضايا مهمة مثل مسلك القيادة وموقف الحركة من منظمات المجتمع المدنى وكان يمكن ان يكون مفيدا جدا فيما لو تقيدت العضوية بمؤسسات الحركة وتمسكت بها . ورغم ان المجلس انقسم على نفسه تقريبا إلا ان الكفة بدأت تميل لصالح رئيس مركز الخاتم عدلان لعدة إعتبارات كان اهمها قناعة بدأت تفرض نفسها داخل المجلس القيادى تمثلت فى ضرورة المحافظة على إستقلالية منظمات المجتمع المدنى من تغول الاحزاب السياسية وعدم الرضا عن مسلك رئيسة الحركة أبان الخلاف خاصة وان اجهزة امن الانقاذ ظلت تتربص بالمركز مما دفع الأستاذة هالة عبد الحليم لتقديم إستقالتها للمجلس. فى مقابل تنشيط المجلس القيادى تقدمت بطلب أعلن فيه عن رجوعى عن الإستقالة من عضوية المجلس التى كنت قد تقدمت بها قبل اشهرنظرا لانتفاء اسبابها بعد ان عاد المجلس ليقوم بدوره الطليعى فى مناقشة اجندة الحركة ولم يعترض احد فى المجلس على ذلك الاجراء مما مكننى من المساهمة فى كل مداولات المجلس المتعلقة بالخلاف حول مركز الخاتم عدلان. عادت رئيسة الحركة آنذاك عن قرارها بالإستقالة فى خطاب موجه للمكتب التنفيذى الذى قبل قراراها بالعدول عن الاستقالة وهو اجراء غير لائحى لان قبول الاستقالات على المستوى القيادى هى من اختصاص المجلس القيادى وليس المكتب التنفيذى. لكن يبدو ان الرئيسة كانت تعلم ان قرار المجلس بقبول استقالتها كان قرارا نهائيا لا رجعة عنه!. فى خطوة مفاجئة قامت رئيسة الحركة وقتها وعدد من العضوية على المستوى القيادى بالاعلان عن اجتماع بالخرطوم فى 13 نوفمبر 2010م تمت فيه اصدار عدد من القرارات المصيرية مثل الغاء المؤتمر العام الذى كان مزمعا عقده فى ديسمبر من نفس العام وفصل عدد من عضوية الحركة والاعلان عن تجميد عضو فى خطوة انتقامية ممن كانوا على خلاف مع الرئيسة وفى محاولة لاعادة السيطرة على المجلس القيادى بتعديل توازن القوى داخله . ولكن كان اهم ما عاب ذلك الاجتماع هو عدم تمتعه بالنصاب القانونى الذى يؤهله لاصدار مثل تلك القرارت، إضافة الى ذلك فقد اوضح عضويين قياديين ممن حضروا الاجتماع حقيقة ان مقرراته لا تمثلهما وان الاجتماع كان مجرد أداة فى يد الرئيسة ومن يقف معها لتنفيذ اجندتهم الخاصة. كان اجتماع 13 نوفمبر بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير اذ انشقت الحركة مرة اخرى الى مجموعتين .تحت نفس الاسم . المجموعة الاولى تقودها الاستاذ هالة وكانت قد عقدت مؤتمرها فى العام التالى للانقسام كان من اهم مقرراته اعادة انتخاب الرئيسة وتعديل النظام الاساسى بإلغاء المجلس القيادى كهيئة قائدة بين المؤتمرين. اما المجموعة الثانية التى عقدت مؤتمرها بنهاية العام 2011 والتى ما يزال يقودها مجلس قيادى فقد قام بإنتخاب الاستاذ عبد العزيز بلة رئيسا. المتأمل لخلافات حق يستطيع ان يلحظ بجلاء ان المؤسسية والاجراءات الديمقراطية عادة ما تكون هى الضحية فى المنعطفات المهمة فى تاريخ الحركة وان ذلك يجسد آفة الحركة وربما تكون حركة حق هنا تمثل نموذجا مصغّرا لعيوب كبيرة فى الشخصية السودانية فيما يتعلق بالعمل العام. كان اول خلاف فى حق بين الداخل والخارج حول التاكتيك السياسى فى مواجهة الانقاذ قابل للتعاطى والحل من خلال عقد المؤتمر الثانى بدلا عن بيان الفصل الشهير الذى اصدرته قيادة الخارج. وكان فى المقابل يمكن لقيادة الداخل الاعلان عن مقررات مؤتمرها مع التأكيد على تمسكها بمقررات المؤتمر الاول فى اسمرا لحين عقد المؤتمر الثانى. أما الانقسام الاخير فقد كان واضحا ان السبب فى حدوثه يعود فى الاساس الى تهميش المجلس القيادى من قبل رئيسة الحركة ومن يقف معها ، بالاضافة الى عدم الالتزام بمقررات المجلس القيادى فيما يخص قضية الخلاف حول مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية وقيام الانقاذ بإغلاقه دون ابداء اسباب مقنعة فى نهاية عام 2012 تؤكد صحة موقف المجلس القيادى. ولكن تبدو المفارقة واضحة فى خلافات حركة حق لانها تعهدت فى مواثيقها التأسيسية عن كونها تمثل ميلاد للسودان الجديد فى مقابل السودان القديم ولكن يبدو ان ثقافة السودان القديم السياسية مازالت حاضرة فى حق وقد تجسدت فى اهم خصائصها الشمولية المتمثلة فى سيادة عالم الافكار على المؤسسات حيث تتم الإطاحة بالإجراءات الديمقراطية عند أول خلاف جدى باللجوء الى التحايل الادارى المستند الى بنية مركزية فى التنظيم ووعى سياسى لم يتخطى بعد الاطار التقليدى للسودان القديم سواء ذلك المتعلق بالولاءات الطائفية اوبالسدانة الايدولوجية. طلعت الطيب عضو المجلس القيادى لحركة حق مسئول حقوق الانسان وعضو اللجنة التنفيذية لمنطقة جنوب غربى ولاية اونتاريو تجمع نقابات الخدمة العامة الكندية (بيساك PSAC )
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: طلعت الطيب)
|
Quote: الاعزاء صاحب البوست مكى على عبد الوهاب وبقية القراء اعلاه وصلة توضح اسباب فشل تجربة حق، وهو فشل لا علاقة له بالتهريج السياسى واحرص على توثيق التجربة لقناعتى التامة بأن نهاية حق لا تعنى نهاية المشروع الوطنى الديمقراطى فى السودان والذى ظلت تحلم به قوى متعددة منذ استقلال البلاد. اختلفت مع المرحوم الخاتم فى مسألة تقديم طلب لانضمام حق للتجمع بعد تأسيسها بإعتبارها كانت شرك لمحاصرة حق من قبل احزاب التجمع التى لن تقبل بحق وبالتالى تستطيع ان تستفيد من الاعتراف ماديا ومعنويا من خلال الدعم الذى يأتى للتجمع. طيلة هذا الخلاف لم اتعرض للخاتم عليه رحمة الله بالإساءة او التجريح لان الخلاف فى الرآى من صميم العمل السياسى الديمقراطى وبالتالى لست مسؤولا عن المراشقات التى تمت بين قيادة الحاج وراق بالداخل والمرحوم الخاتم بالخارج وقد كان نشاط فرع حق فى كندا مجمدا عند تصاعد الخلاف بين الطرفين. |
هذا هو خطاب النخب والمثقفين .. قراءات مختلفة واراء تحمل في داخلها الثراء .. وفي إنتظار الاخوين صاحب البوست وكمال .. صدقني بوست جميل ورائع ..
الاخوة الكرام ربما الاغتراب لفترات طويلة حجبت عنا الكثير .. ولكن بعد ظهور النت وإجتهادات المثقفين والنخب سوف نعوض ما فاتنا بإذن الله رغم تقدم العمر .. لكم التحية واصلوا .. معليش صاحب البوست .. ولأنني كنت على نهم للقراءة الاستاذ خاتم رحمه الله .. وجاءتني ولله الحمد هذه القراءة بطريقة مشوقة راي ورأي آخر .. لكم التحية وخاصة الاخ
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
o محطات فى مسيرة حركة حق (2-2) March 31, 2014 طلعت الطيب لا تصالحْ! ولو منحوك الذهبْ أترى حين أفقأ عينيكَ ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى..: ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك، حسُّكما – فجأةً – بالرجولةِ، هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ، الصمتُ – مبتسمين – لتأنيب أمكما.. وكأنكما ما تزالان طفلين! ………….. لا تصالح ولو توَّجوك بتاج الإمارة كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟ وكيف تصير المليكَ.. على أوجهِ البهجة المستعارة؟ كيف تنظر في يد من صافحوك.. فلا تبصر الدم.. في كل كف؟ إن سهمًا أتاني من الخلف.. سوف يجيئك من ألف خلف فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة نصوص شعرية منتقاة من قصيدة (لا تصالح) لأمل دنقل اعود اليها لاحقا….. فى كتاب ما المنفى وما هو الوطن الذى قام بجمعه واشرف على طباعته مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتمنية البشرية، اورد المرحوم الخاتم عدلان فى صفحة 264 الواقعة التالية: (لى قصة مع التجانى الطيب. فحينما توفيت الاستاذة التومة احمد ابراهيم، ذهبت للعزاء لمنزل الاستاذة فاطمة بلندن، ورفعت الفاتحة مع من كانوا موجودين حوالى 15 شخصا. رفعت الفاتحة مع الجميع وصافحتهم – فى ايديهم – لم يقف التجانى الطيب بابكر، بل ظل جالسا فى كرسيه وعندما وصلت اليه، وانا احى الناس مددت له يدى، فاحكم قبضة يديه، وظللت مادا يدى، ” ازيك يا استاذ”، وعلى مسمع من الناس جميعا، وهو لا يصافحنى، سمعت اصواتا من خلفى، تقول له “الراجل مادى ليك يده، وده ما مكان خلافات سياسية، فرد التجانى قائلا: “انا ما عايز اسلم عليهو”. قلت له “سامحك الله” ثم ذهبت واتممت تحيتى للآخرين.) إنتهى للإقتباس الإدّعاء بتسامح المجتمع السياسى السودانى وحصر عدم التسامح فى حركة الاسلام السياسى رغم جرائمها الكبيرة، مجرد إدّعاءات ينقصها الكثير من الدقة، ويحدثنا التاريخ غير البعيد كيف قاد الازهرى المظاهرات التى نادت بحل الحزب الشيوعى منتصف الستينات، ولن تنسى الاجيال كيف وقف الصادق المهدى ضد قرار المحكمة القاضى ببطلان حل الحزب الشيوعى وطرد نوابه من البرلمان حينما افتى بأن قرار المحكمة تقريرى وغير ملزم.ّ! لكن التساؤل الذى يحاول هذا المقال أن يجد له بعض إجابات هو حول ما إذا كانت القوى الجديدة التى تأسست على نقد السودان القديم واحزابه السياسية قد استطاعت ان تتجاوز عيوبه الجوهرية ؟ تساؤل آخر يطل برأسه ويفرض نفسه وهو: كيف تعرضت حركة ديمقراطية للتشرزم وعلى قيادتها قامات مثل المرحوم الخاتم عدلان والاستاذ محمد سليمان والاستاذ الحاج وراق وهشام عمر النور وهادية حسب الله والعديد من الشخصيات ذات القدرات الفكرية والسياسية التى تمكنها من انجاز مهمة تاريخية مثل خلق بديل وطنى ديمقراطى فى السودان؟. كنت قد تعرضت فى المقال السابق الى عرضا توثيقياموجزا عن نشأة حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) واهم الاسباب التى حددت مساراتها والخلافات والانشقاقات التى حدثت بها واقعدتها. والهدف من المقالتحرير عقل القارئة من الخرافة disenchantmentو الإدّعاء القائل بعدم قدرة المتعلم السودانى على تأسيس حزب ديمقراطى حديث يستطيع أن يترك بصماته على الساحة السياسية السودانية وأن يؤثر فى مجريات الاحداث السياسية بشكل فعّال،وليس من اهداف المقال على الاطلاق ادانة احد او محاسبته اذ لا اعفى نفسى من المسؤولية التضامنية فى فشل المشروع. وكنت قد سجلت ملاحظة فى المقال السابق عن ضياع المؤسسية عند حدوث الخلافات السياسية بين قيادات حركة حق، وعن ميلاد الحركة منذ البداية بتشوه خلقى تمثل فى مخلوق برأسين دون إجراء الجراحة اللازمةلفصل احدهما بسلام وهو الامر الذى فشل فيه المؤتمر الاول الذى عقد فى أسمرا فى نهاية عام 1996.لكن يمكننى اليوم أن أضيف سببين مهمين آخرين هما إنعدام المرونة السياسية عند قيادات الحركة اولا ثم غياب ثقافة فض النزاعاتawareness of conflict resolutionثانيا وهما اساس لاى منظمة سياسية او مدنية حديثة. لابد من تنبيه القراء الى وثيقة اصدرتها قيادة الداخل لا تقل عن وثائق الحركة التأسيسية من حيث الاهمية وقد صدرت على اثر الخلاف حول تاكتيكات الحركة وكانت الوثيقة تحت عنوان (حركة حق فى واقع سياسى معقد) او شىء من هذا القبيل، دافعت فيها قيادة الحاج وراق فى الداخل عن خيار الحراك المدنى وعن طبيعة القوى الحديثة ولكنها لم تستكمل تحليلها بالإشارة الى ثقافة حل النزاعات التى تأتى فى قلب الثقافة الديمقراطية الحديثة رغم ان الوثيقة تكاد تكون قد لامست القضايا الجوهرية التى كانت تواجه الحركة حينئذ. والحقيقة أن قيادة الداخل كانت قد أخفقت فى تسجيل تصوراتها ومخاوفها داخل المؤتمر الاول للحركة حتى ولو كانت فى شكلها الجنينى وكانت الفرصة قد سنحت للمواجهة والشفافية خاصة بعد ان قدم ممثل فرعنا الاستاذ حيدر ابو القاسم جملة من اعتراضات الفرع على اسلوب عمل قيادة اللجنة التنفيذية وسجل نقدا لها فى ذلك المؤتمر بدءا من تقديم طلب عضوية للتجمع وطريقة عرض الامر داخل الحركة، وقد اتضح فيما بعد صحة ذلك الموقف حينما تآمرت احزاب التجمع على طلب حركة حق من ناحية وإشترطت سلطات الامن الاريترية على قيادات الحركة العمل تحت مظلة التجمع الوطنى حتى تمنحها معسكرا للتدريبات العسكرية، من ناحية ثانية. وقد إستهلك الامر حوالى السنوات الاربع الاولى الحاسمة من عمر الحركة الوليدة واستنزف قدراتها المحدودة وشتت مجهودها الاساسى وصرفها عن اولياتها المتمثلة فى عملية معقدة تتعلق بمهام بناء الحركة فى الداخل والاهتمام بالكادر القيادى والوسيط ودعمه. وكان من المتوقع فى ظل إستحالة المضى فى تنفيذ قرارات المؤتمر الاول القاضية بالشروع فى الانخراط فى العمل العسكرى ومهام بناء وحدة قتالية للحركة، ان تتجه اللجنة التنفيذية بكل بمرونة للبدائل السياسية الاخرى وهو مالم يحدث على الاطلاق. وقد كان قرار مؤتمر الداخل فى العام 1998 بخصوص ضرورة تبنى الحراك المدنى يمثل بديلا موضوعيا لأزمة حركة حق للخروج من حالة الحصار التى تمت لها من قبل احزاب التجمع بسبب تمسكها بتاكتيك العمل العسكرى فى مواجهة نظام الانقاذ. على عكس القوى التقليدية التى يعتمد تماسك احزابها على الولاء الطائفى او الايديولجى، فإن القوى الحديثة فى السودان تحتاج الى التماسك التنظيمى بتبنى وابتكار اساليب مختلفة فى ظل نمو الشخصية الفردية وتفردها إضافة الى عملية التغييب التدريجى لعقلية القطيع والابتعاد عن الاعتماد على كارزمية الشخصيات القيادية. وتأتى الشفافية والندية والاحترام والرعاية على رأس تلك الاساليب ويترافق ذلك مع الابتعاد عن عنيف القول والجلافة التى اتسمت بها القوى التقليدية والبداوة التى تميزها،الى اعتماد اساليب اكثر رقيا وتهذيبا وشفافية. لكن المتأمل للنص الشعرى فى مقدمة هذا المقال والذى تم توظيفه من قبل قيادة الخارج فى خطاب موجه الى قيادة الداخل نستطيع ان نفهم منه انه خطاب تقريعى مائة بالمائة لمجرد اختيار الداخل للحراك المدنى بديلا عن العمل العسكرى حيث يصوره الخطاب بمثابة خيانة و(تصالح مع النظام) وطعن للقيادة من الظهر!. كذلك نستطيع ان نميز الجلافة فى خطاب قيادات الداخل فى سياق ردها على الخارج والتى كانت تحت عنوان (الرد على مقامة حق فى الخارج)حيث يمكن ان نتبين مدى السخرية فى العنواننفسه، قبل ان نقرأ محتوى الخطاب الذى يعيب على قيادة الخارج عدم قدرتها على اطلاق رصاصة واحدة طوال سنوات وذلك على طريقة اننى اسمع جعجعة ولا ارى طحينا. وهكذا بدأ التصعيد والتصعيد المضاد الى ان وصلت المسألة الى خطاب الفصل الذى اصدرته اللجنة التنفيذية بالخارج وهو الخطاب الذى مهد عمليا للانشقاق العمودى الذى حدث لحركة حق كتتويجلانعدام الثقة التام وتصاعد الخصومة بين الطرفين. من المعروف فى فض النواعات ان الخلافات تبدأ من جلافة القول او المسلك وغلظتهماincivilityثم تتطور الى مضايقات فبلطجة حتى يصير الامر الى صدام بين المختلفين incivility to harassment to bullying and ultimately to clashes and physical violence. والحقيقة ان الخطاب التصعيدى العنيف اثناء الخلافات السياسية والذى ورثناه عن بداوة مجتمعنا الابوى الذكورى، هو الذى فرض نفسه وسط النخب القيادية للقوى الديمقراطية والحديثة، فحينما حدث الخلاف بين المنبر الديمقراطى بلندن وقيادات حق كتب د. احمد عباس مقالا شديد اللهجة موجها للمرحوم الخاتم لانه كان غير راضيا عن الطريقة التى تم بها اندماج حركته او جزء منها مع حق. كان المقال تحت عنوان (احمل عصاك وارحل) ليرد عليه المرحوم الخاتم بمقال آخر اكثر مرارة كان تحت عنوان (على عمد من الحقد والاكاذيب) ان لم تخنى الذاكرة. وفى كل الحالات كان لغياب الثقافة الديمقراطية وممارستها اثر كبير القى بظلاله الكثيفة على التصعيدات التى قادت الى خلافات كبيرة بين قيادات القوى الجديدة حتى صار بينهم ما صنع الحداد كما يقول المثل الشائع. من المعروف أن التواصل والحوار والشفافية يمثل حجر الزاوية فى اية عملية ديمقراطية حقيقية إعتمادا على حقيقة بسيطة وهى اننا نحكم على انفسنا من خلال نوايانا ولكننا نحاكم الاخرين من خلال فهمنا وتصوراتنا لاسباب لتصرفاتهم perceptionsوهى تصورات قد تكون خاطئة. كما ان ثقافة فض النزاعات تستطيع ان تعلمنا ان الحوار والتواصل شىء اساسى لتصحيح تصوراتنا عن مواقف الاخرين عند حدوث الاختلاف وهو شىء ان لم يحدث فإنه يستحيل الى اوضاع اكثر خطورة تتعلق بإعادة تغذية مواقفنا الفكرية الخاطئةreinforce attitudes and beliefs وهو شىء نلاحظه بوضوح عشية الانقسامات وبعدها داخل احزابنا التقليدية لانها دائما ما تعزز اعتقادا خاطئا لدى القيادة بصحة مواقفها وإتخاذ مواقف اكثر تطرفا فى شيطنة الاخر بدلا عن مراجعة النفس. وهو ما حدث داخل الاحزاب الطائفية والحركة الاسلامية والحزب الشيوعى ابان انقساماته الشهيرة السابقة، وللاسف فإن حق لم تكن استثناء فى ذلك لانعدام المناعة المتمثلة فى غياب ممارسة اليات فض النزاعات. تركت الخلافات مرارات كثيرة فى النفوس بين عضوية حركة حق سواء تلك التى حدثت بين الداخل والخارج او تلك التى تراكمت بعد فصل عدد من عضوية الحركة بالداخل فيما عرف فى ادبيات الحركة ب(المجازر التنظيمية)، إضافة الى تلك التى حدثت مؤخرا داخل المجلس القيادى ابان التداول حول قضية الخلاف الشهير بين رئيسة الحركة ومدير مركز الخاتم عدلان. كل ذلك حدث لغياب الحوار المؤسسى الشفاف الذى كان يمكنه ان يحدد حاجات الهوية بين المختلفين والوصول الى حلول وسط تستطيع ان تخاطب تلك الحاجات وان تشبعها. وحاجات الهوية identity needs المشتركة بين الانسانية جميعا يمكن تلخيصها فى خمسة وهى الحاجة الى الضبط والمعلومات input and controlلدى الكادر القيادى، والحاجة للطمأنينيةsecurity، ثم حاجة الانسان الى الاعتراف recognition ودفء العلاقات الاجتماعية connectionواخيرا وهو المهم الحاجة الى الاحساس بالانصاف والعدالة meaning and justice. طلعت الطيب
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: كمال عباس)
|
. وأعود للرد علي الأخ علي عبد الوهاب عثمان وأقول أن الشق الثاني والفرعي الذي تناوله البوست والذي يختص بمآلات مشروع الخاتم السياسي وأسباب فشله وتلاشيه -في أن السبب الأساسي والجوهري هو فشل راواد المشروع في الالتزام بقضية الديموقراطية والمؤسسية وهي لب دعوتهم وعمادها الفقري قلت في هذا
Quote: * قدم الخاتم مشروعا سياسيا بديلا - بمعالم محددة- إصلاحي ونهضوي وقد رؤي في مشروعه أن يكون مفارقا ومتجاوزا للمطروح في الساحة الا أن المشروع وعلي مستوي الممارسة والمحك العملي فقد تشظي - في حياة الخاتم ومنظومة رواد حركة حق- فقد تبين ومن خلال أزمة حركة حق إنعدام المؤسسية - وغياب الديموقراطية - وطغت علي المشروع نفس علل وأمراض التنظيمات السياسية القائمة - وتفشي فيه التناحر والفجور في الخصومة وضمور الحس الانساني -وتم تبادل الاساءات والتحقير والسباب - بحيث إنشغل رواده بصراعتهم عن تغيير الواقع و تجذير الفكرة في الشارع السياسي ولعقوا شعارتهم ومبادئهم- بدلا من أن يقدموا نموذجا مغائرا وبديلا مقنعا وإ تمخض جبل التجديد ومشروع والتنوير والديموقراطية ليلد تنظيم ديكتاتوري ت يفتقر لأبجديات الديموقراطية والمؤسسية والغرق في الشخصنة والتناحر وإغتيال الشخصية والطعن في الذمم المالية ...... |
هذا هو السبب الجوهري والاساسي لإنهيار المشروع وقد تكون هناك أسباب أخري ثانوية وراء إنهياره ولكن يبقي هذا هو السبب الاهم وعلي من يهمه أمر التجربة أن يقوم بالتشخيص السليم للعلة ومن ثم تقديم الوصفة العلاجية الصحيحة, وبطبيعة الحال فإن فشل المشروع -وإندثاره - لا يجب أن يطغي ويغطي علي مشروعية بعض مانادي به الخاتم عدلان أو يقلل من ضرورة التغير والإنفتاح علي منجزات الانسانية وتجارب الشعوب ففي رأي أن حضور الخاتم كمشروع ورؤية يكون عبر تطويره وتجديده وتجاوز سلبياته لا الإنكفاء عليه - وممارسة النستلوجيا والشجن والحنين وتحويل الخاتم لحائط مبكي ومزارا لشيخ طريقة صوفي - أو ترديد مقولاته بعقلية نصية - وتقلينية تحفظ وتسمع بلا عمق ولا إجتهاد - أو قراءة المقولة بعيدا عن سياقاتها- وهو ممارسة وفهم يهزم مشروع الخاتم ويدحر ويطوي ما ظل يدعو له
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: كمال عباس)
|
الاخ مكي تحياتي
ياخ بتبالغ
انا عموما الخاتم عدلا ن الماركسي دا ما بعرفو ..بس بعرف خاتم ما بعد (آن اوان التغيير ) فالخاتم دا مفكر ونص وخمسة فلقد قدم الخاتم بعد خروجه من الحزب الشيوعي (او بعد التصالح مع ضميره الفلسفي كما كتب في خطاب خاض لاحد اصدقائه) الخاتم نقد الفكر الماركسي بحس مفكر حقيقي وسوف آتي بامثلة عديييييييييييييييييدة وكت افضى .
ثم ثانيا فمسالة انتاج مفاهيم وفتح حقول مفهوميو جديدة دي هي احدى شروط الفيلسوف وليس المفكر .. فالمفكر كل شخص ييكتب في قضية المعنى او البناء الهدام للمعنى كما تقول مفكرة فرنسية .
جاي بس افضى
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: كمال عباس)
|
الاخ مكي .. نخلي البوست فوق .. التحية لطلعت وكمال وعادل . والشكر الكثير لمكي ونحن في إنتظار المزيد .. أنا شخصياً بدأت أعرف ملامح شخصية الخاتم وتوجهه
لكم التحية
واصل
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: كمال عباس)
|
Quote: مزيد من المعلومات عن الشهيد الخاتم عدلان أرجو أن تطالع وبتمهل مكتبة الاستاذ الخاتم عدلان في هذا المنبر - فقد حوت توثيقات وكتابات قيمة للخاتم وأخري حول الخاتم كما جمعت - مقالات وحوارات صحفية مع الراحل-وتضم المكتبة أيضا سلسلة حوارات ثرة وعميقة لأعضاء سودانيز أون لاين مع الخاتم- ** طالع أيضا إصدارة وكتاب عن الخاتم - كتب وعد وفاته وحوي عديدا من التوثيقات- ** طالع إصدارات وكتب الباحث صديق عبد الهادي- عن الخاتم عدلان ** طالع اللقاء التلفزيوني الهام-ستجده أيضا في أرشيف هذا المنبر اللقاء للأستاذة هالة عبد الحليم خليفة الخاتم في قيادة حركة حق |
شكراً الاستاذ كمال .. من اليوم سوف أبدأ هذا المشوار .. ولكن واصلوا بهدوء كما أنتم حتى لو اختلفتم .. لأن التوافق التام بين الجميع لا يأتي بكل جوانب الموضوع ..
تحيات كبيرة لصاحب البوست ..
| |

|
|
|
|
|
|
Re: هل الخاتم عدلان مفكر؟؟! (Re: mekki)
|
شكرا أستاذ مكي الأحمدي ,,,,,,,,,,,,,,Quote: تسلموا كتير شباب،،، شكرا ليكم كتير علي الموضوعية في الطرح،، البوست أصبح دسم جدا،،ومتشعب لي درجة أنني اصبحت ضيف فيه...! |
أعود لمداخلتك الأولي في هذا البوست لأقول - وكمراقب ومطلع-أن الحزب الشيوعي ومنذ الستينات لم يتعامل مع الماركسية كعقيدة وإنما كمنهج و ومرشد لقراءة الواقع - وقد قام وفق منهجه بقراءة خصائص الواقع السوداني- التركيبة الاجتماعية ودرجة تطور المجتمع -وبنيته ا الأقتصادية والثقافية والسياسية- عبر وثائق -الماركسية وقضايا الثورة السودانية-حول البرنامج-وإصلاح الخطأ في العمل بين الجماهير وبرنامج مرحلة الثورة الوطنية الديموقراطية الذي يتناسب -مع درجة تطور المجتمع -بالاضافةلإصدرات حول القضية الدينية والمسألة الثقافية والاقليات-وقضايا المراة والحركة النقابية والمطلبية الخ وقد سبق إصلاحات غورباتشوف حينما حسم الموقف تماما من الديموقراطية والتعددية عام 1978 ورفض مبدأ الحزب الواحد بل لم يطرح تطبيق إشتراكية حاليا أو في العقود السابقة وإنما تعدد الملكيات ** الان يجب علي الحزب الشيوعي قراة الواقع من جديد في ظل تمزق النسيج الاجتماعي وتفكك الدولة وبروز جدل الهامش والمركز - وبروز النعرات العنصرية والقبلية وتدمير القطاع العام والخدمة المدنية الخ ** أما الاستاذ الخاتم عدلان فقد أسهم في حدود ما سمحت به الظروف الموضوعية القائمة -مع ملاحظة أنه قد كرس معظم جهدته لخدمه شعبه في جبهة مكافحة الديكتاتوريات والنضال من أجل الديموقراطية والسلام والعدالة الإجتماعية وإعلاء قيمة إنسانية المواطن
.................
| |

|
|
|
|
|
|
|