يُحكى أن سودانياً (مفلساً) أخذ منه الجوع، فحمل فأراً ميتاً ثم ذهب الى أحد المطاعم وطلب وجبة ملوخية مدنكلة. وبعد أن أكل وشبع رمى بالفأر فى صحن الملوخية ثم صاحَ بأهل المطعم متهماً إياهم إتهامات صحية خطيرة. فما كان من صاحب المطعم إلا وأن طيّب خاطرة وعفاة من ثمن الملوخية، وهنا تحقق لصاحبنا ما أرادة بالضبط، ملعونٌ أبو الجوع. ثم حكى لصديقِ لة روعة فكرتة ونجاحها، فحمل هذا الأخير فأراً ميتاً ميمماً شطر المطعم طالباً صحن ملوخية مدنكلة! فأخبرة صاحب المطعم بأن ملوخيتهم قد خلصت، فما كان منه إلا وأن صاح: وطيّب أخُت فارى وين؟! هى الشخصية السودانية النمطية نادرة الخلق والإبداع...المتمسكة،حرفياً، بتطبيق تجارب الغير غير واعية بتغيير الحدود المكانية والزمانية....والملوخية...! هى نفسها العقلية التى ما زال على أثرها يصر البعثيون ،فى عصر الإنترنت وال SMS،على شخطبة الحيط بشعارت " بالروح بالدم نفديك يا صدّام"...! وهى نفسها العقلية التى يتحدث بها غرمائنا أهل الإسلام السياسى، من أمثال "أمين حسن عمر"، عن مشروع حضارى رسالى حتى بعد أن فاحت رائحة الفساد والفشل الإنسانى وأزكمت أنوفهم. إذا ذهب خلق الله يميناً معهم ذهبنا،،،وإن إنحازوا يساراً لهم تتبعنا،،، هتفنا...تناسلنا...ثم نمنا...! وقد علمتُ أن الحزب الشيوعى السودانى قد أصدر توجيهاً لعضويتة بضرورة العمل على تكوين أجسامهم النقابية سواء إن كانوا فى القطاع العام،،،أو فى القطاع الخاص وربما قد سمع بعضكم بالمشكلة النقابية التى حدثت فى جامعة التقانة ،التى يرأسها "د. معتز البرير"، وفقد على أثرها الكثير من الكوادر الديمقراطية وظائفهم،،،إذ لم يتوان السيد مدير الجامعة المذكورة فى فصل كل أعضاء النقابة المنتخبة! لا ندافعُ، بالطبع، عن إدارة جامعة التقانة وما إرتكبتة من جُرم فى حق موظفيها، لكن الوضع الذى يمر به الإستثمار الوطنى هو دقيق،،،ولا يحتمل أى تعامل دوغمائى فوقى لا يراعى الظروف الإقتصادية والسياسية، الدقيقة، الحرجة. فالرأسمال، ود الناس، الوطنى يقابل عوائق ومعاكسات لا معقولة من قِبل الرأسمال، اللقيط، الطفيلى الذى يتحكم الآن فى مفاصل البلاد والعباد: - نظام ضريبى ظالم لا يتقى الله ولا يُراعى حرمة مال. - نظام تمويل ربوى محمى بمجموعة شعارات دينية لا هَمّ لها سوى كيفية إرجاع الأموال مضافاً اليها الربح (الحلال)...! - إنعدام تكافؤ الفرص بين المستثمرين،،، حيث لا توجد مقارنة بالتسهيلات التمويلية والجمركية التى يجدها محسوبى السياسوجهويه الإسلاموية،،،وبين الآخرين من المغضوب عليهم،،،ولا الضالين...! أشياء مجتمعة لابد للقوى المحسوبة على الوطنية أن تأخذها فى إعتبارها وتضعُ على أثرها التكتيكات الذكية اللماحة بعيداً عن عقلية الخلايا الجذاعية...وأفكار فئران الملوخية...! ينبغى أن يقر الحزب الشيوعى السودانى بنصيبة فى تفتيت عضد الديمقراطية الأخيرة عندما طفقت كل النقابات التى تقودها كوادره فى الخروج من إضراب للدخول فى إضرابٍ آخر،،،حتى إنهارت تلكم الطفلة (البريئة) لتقع تحت رحمة الذئاب...
والحديثُ يتبع...!
11-24-2008, 10:36 AM
Amjed Amjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430
هذا من جانب...! ومن جانبٍ آخر يجب أن نعمل ،بجدٍ، لإيجاد تخريجات فكرية،وليست فقهية بالطبع، لمسائل العولمة ومستجدات عصر تكنولوجيا المعلومات والإتصالات... يجب أن نقر تماماً أن النظام الرأسمالى هو من ظفر بمعركتة مع تنظيرات الماركسية البالية،،، إستطاع،والحديث عن النظام الرأسمالى، إيجاد حلول علمية لمشاكلة تستشرف سبل البحث العلمى والشفافية بعيداً عن أوهام الأيدولوجيا وتحجراتها،،،وأهم نصر حققة هو حفاظة على نظام حقوق إنسان معقول محمى بإستقلالية قانونية كبيرة. لا يجب أن ننظر للرأسمالية الحديثة الخلاقة التى يقودها أمثال "بيل قيتس" بنفس النظرة القديمة، الحاقدة، التى سطرتها حروف الماركسية ضد الإقطاعيين ودهاقنة الكاوبويز. لقد سُكب حبراً كثيراً فى تنظيرات جديدة مثل الرأسمالية الرحيمة المراعية لحقوق الفقراء،،فتدفقت أموال الرعاية والتبرعات لتطال أدغال أفريقيا،،،أموال موجهة للبناء والإعمار،،،وليست لجلب الأيدى العاملة من أجل السخرة،،، تغيرت أفكار إدارات "شئون العاملين" لتظهر مسميات جديدة مثل "إدارة الموارد البشرية" وتغير هرم اولويات الإصول الثابتة،،،ليضع الإنسان فى أعلى السُلُّم... هذا التغير الفكرى من جانب رأس المال يجب أن يقابلة تغير مماثل فى الجانب المطلبى،،،وسُبُل مخاطبة أرقى من مسألة التهديد بالإضراب والوعيد به. نشهدُ لكوادر الحزب الشيوعى بالمهنية العالية وسِجلهم ناصع البياض فيما يخص جرائم الإعتداء على المال العام،،،لكن ذلك ليس بعاصم لهم من خطر التشرد والإحالة (للشارع) (العام) إن لم يتطور سلوكهم فى مخاطبة أرباب العمل ورؤساهم. تنافس غير متكافئ ستخوضة كوادر أبناء الغبش العاملة فى المجال السياسى ضد أبناء المصارين البيض،،،إن أصر الأوائل على تطبيق لغتهم الناشفة داخل أروقة الشركات الكبرى،تلكم، التى تكتنز أكثر من نصف الدخل القومى..! فالموظف الشاطر مهنياً لكنه غبى فى السلوك(poor attitude) هو غير مطلوب فى سوق العمل الحديث،،،وغالباً ما يتم إكتشاف ضعفه (الآتيتيوتى)،ذلك، منذ وقت المعاينة ليجد نفسة خارج (الشورت لِيست)،،،من قولة (تِيت)...! فتتحقق،عندئذٍ، نبوءة الفنان الخلاق "الفاضل سعيد" : يبقى المال و(السماحه) فى جهة،،،والفقُر و(الشلاقة) فى الجهةِ الأخرى....!
(عدل بواسطة mekki on 11-24-2008, 10:41 AM) (عدل بواسطة mekki on 11-25-2008, 04:38 AM)
11-24-2008, 05:52 PM
mekki mekki
تاريخ التسجيل: 06-15-2003
مجموع المشاركات: 3434
Quote: دافع عن التقانة و ادارتها يا صديقي ما شاء لك فذلك ابين لوضوح الصراع الطبقي و للتشكيلة الطبفية التي تدافع عنها سياسياً من خلال حزبك و ذلك اهدى و ابين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
mekki
Amjed
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست