يصر القائمون على أمر الدراما فى بلادنا-وبصوره مستمره- على تقديم صوره (قاتله) للمجتمع السودانى ..!
الصدفه وحدها جعلتنى أشاهد خمس دقائق من المسلسل السودانى الذى يُبث هذه الأيام...وخلال الخمس دقائق-تلك-رأيتُ الآتى:
الممثله فائزه عمسيب تخرج متسحِّبه من منزلٍ ما منتصف الليل..تحمل بعض الأكياس...تعترضها بلقيس عوض كما النمره...تطلق فى وجهها مجموعة سباب وشتائم..!
شخص يأتى كى يوقظ أمه من النوم ليجدها قد فارقت الحياه(!)..فيصيح باكياً بصوره هستيريه..
على مهدى وشخص آخر يقومان بتوثيق أحدهم داخل جراج...وهو يئن من شدة الألم...وعلى مهدى يأمر رفيقه بألا يطلق سراح المعتقل...!
وفى العام الماضى وأثناء عروض إسبوع المرأه بجامعة الأحفاد...وقد تزامن ذلك بفقدٍ عزيز فى أسرتنا...فلملمت أطرافى وتابعت فعاليات الإسبوع عسى أن تنتشلنى من أحزانى...وفى أول عرض مسرحى تُفتح خشبة المسرح لتخرج الينا مجموعة أشباح متوشِحه بالبياض..وظلام دامس يحيط بهم...(إنه الفناء بذاته)...فغالبتنى أحزانى وإبتعدت بى الخُطا لتلاحقنى أصوات العويل و(السكليبه) المنبثقه من الساوند سيستم!
وكلنا يذكر مسلسل دكين الذى سُفكت فيه دماء كل المشاركين فيه !
حتى مسلسل الشيمه- الذى إعتبره البعض مميزاً-أصر مؤلفوهو على إنهاءه بصوره مأساويه لا تتسق مع معالجته الهادئه لقضيته المطروحه..!
وحتى النكات التى تكررها الجماعات المسرحيه المنتشره لم تنفك من أسر الأحزان...والفناء...وحوادث الحركه..!
نعلمُ-تماماً- أن المجتمع السودانى يمر الآن بظروف حرجه يظللها الإهتزاز السياسى...وتحيط بها الحروب...ويهزمها الفقر...ومن واجبات الدراما العمل على إخراج المجتمع من وهدته هذه...وليس بترسيخ لغة الإنهزام والإحباط
ولكى لا نبخس الناس أشياءهم نقول أن حلقات متاعب التى كانت تقدمها فرقة الأصدقاء...كانت تتميز بحِس إخراجى عالى...وذوق فنى رفيع...ومعالجه راقيه...لكن كغيرها من الأشياء الجميله كان مصيرها التوقف...لتطفو الى السطح-مرةً أخرى- الأعمال الفطيره
لا أملك-فى النهايه-سوى أن أتساءل:هل نضب معين الجمال فى بلادنا؟!
****
سألنى صديقى الحكيم:لماذا تُصر على متابعة كرة القدم فى بلادنا بالرغم من خسائرها (المتلتله) بالخمسات والستات؟! فقلتُ له:-على الأقل- هى الشى الوحيد فى بلادى الذى لا يحتوى على (خسائر) فى الأرواح...!ه
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة