|
ليتنى-على الأقل- كنت إمتلك مثل شجاعة "عفين"..!ه
|
1 القفز بالحصان بين الجبلين كان بمثابة شهادة البكالوريوس...وإن كان يختلف عنها بفرصته الوحيده: إما أن يصل الفارس إلى الجبل الآخر بسلام...وإما أن يصير هو وحصانه غذاءً –رُخْصاً- للذئاب التى تحوم حول القبيله...ه كان ذلك ديدن جميع رجال الرَبع...عدا "عفين"...وحيد أمه...أو قُل عجب أمه...ه "عفين" آثر السلامه..وترك لهم ما إعتبروه متاعٍ للدنيا لا يأتى إلا غِلابا...ه حتى الحِسان طويلات الشعر...ناهدات الصدر...ضامرات الخِصر-مثل نجود- كن لا يرضين بأقل من رجل قفز بحصانه ووصل الجبل الآخر بسلام....ه أما نجود- نفسها-فقد إختارها أفرس فرسان القبائل..."فارس"...شجاعته الفائقه وجبروته كانتا تؤهلانه لهذا الإختيار...ه إكتفى "عفين" بصيد الأرانب..يحمل قوسه كل يوم...ليـأتى الى امه بصيد ثمين....حتى تطلعاته للزواج...وَزَنَها على نوعيه من النساء يقبلن برجل لا يحمل شهادة البكالوريوس وحيدة الفرصه تلك...ه يتساءل كل يوم لماذا يتصارع هؤلاء...وتسيل دماءهم أنهاراً.؟!...ما يأتى به السِلْم والعداله من رزق وفير...لا توفره كل حروب وقساوات الدنيا مجتمعه...ه نهرهُ "فارس" ذات يوم...عنَّفهُ بشده...لم يكتف بالتقريع الشفهى...بل وطئهُ بقدمه على يده التى يصيد بها...سأله بإستفزاز واضح: أليس هو برجل مثل باقى الرجال...؟ه نَسِىَ "عفين" كل أحلامه السلميه...إستشاط لهلام رجولته...أصر أن يقفز بحصانه بين الجبلين...أقبل الجميع- بما فيهم "فارس"- يثنونه عن عزمه...لكنه أصر بعنادٍ غير معهود فيه....ه جاء "فارس" إلى أُم "عفين" متجهم الوجه... سألت الأم بجزع: "عفين" وين ؟ أجابها "فارس" وهو يشيح بوجهه بعيداً عنها: إعْفين مات... ماذا بقى للأم غير لطم الخدود...والحقد الدفين...؟ه لو تُرِكَ الأمر للنساء...وكذلك النَهى....الرزق سيسع الجميع....لكن من سيسمع لتلك الفلبينيه الحكيمه.....؟!ه
2 أحمل أقواسى كل يوم بحثاً عن الرزق (العادل)...تدفعنى ضالة حكمتى المفقوده: الشخص المناسب فى المكان المناسب.... آتى إلى أمى بالأرانب أحياناً....وأحياناً أخرى-كثيره- آتى إليها خالى الوفاض.... تسألنى ما الأمر...؟ تُتَمْتِم شفتاى بحديث غير مفهوم...أطأطئ رأسى فى خجل...فأنا لا أملك-حتى- مثل شجاعة "عفين"....!ه
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|