|
مذكرات مناضل جبان......!ه
|
إعترف لكم بأننى رجل جبان....ورعديد كمان...!ه لن أكون أقل شجاعه من الشيخ بابكر بدرى...السودانى الوحيد الذى تجرأ وكتب مذكراته بصدق....!ه نعم أنا جبان..!..والمره الوحيده التى زرت فيها بيوت الأشباح تمَّت بعد مُساكَكَه عنيفه فى دهاليز جامعة الخرطوم...حتى تمكن منى –أخيراً- رجل الأمن الهمام وأنا مختبئ داخل معمل فى كلية الهندسه...علماً بأننى لم أكن من طلاب الهندسه..!..والمسافه بين كليتى العلوم(كليتى الأصليه)..وكليه الهندسه يعرفها جيدا كل من نال تعليمه فى الجميله...والتى لم تعد –بفضل سياسة القبول الخاص- مستحيله...لذوى الأيدى الطويله...!ه نعم قطعت المسافه بين العلوم والهندسه كما الإعصار...فلم أكن-فى الحقيقه- من الذين يتصورون تعرضهم لتجربة إغتصاب فى بواكير شبابهم....أو من الذين يتخيلون إدخال أشياء سميكه-كزجاج البيبسى- فى فتحة شرجهم...!ه لم أجد بداً من الإستسلام...بعد أن إنقطع نَفَسى...ووجدت مسدساً مصوباً نحو وجهى...وكانت تلك الحادثه يوم مقتل الشهيد طارق ود كوستى...ه والشئ الذى يحز فى نفسى حتى اليوم هو منظر مشروع حبيبتى وهى تشاهد تلك الحادثه..!ه....ومشروع الحبيبه –ذاك- كان عباره عن برلومه (ثائره) كثيراً ما حدثتها عن (حتمية) (النضال) ضد فاشيست الجبهه...ولابد أننى –حينها- قد تغنيت لها بغنوة كمال ترباس
أخواتى البنات...الجرى دا ما حقى... حقى المشنقه...والمدفع أب سكلى..
كان فى عينيها-والحديث عن مشروع الحبيبه- شيئاً من الذهول ممزوجاً بالحسره...وهى ترى (فارس أحلامها) ممرطاً...ولسان حاله يقول: أخواتى البنات...الجرى دا ..هو... حَقِّى...!ه ويتميز تنظيم الجبهه الديمقراطيه بشفافيه كبيره...وكل الذين يتعرضون لمواقف حرجه-كموقفى ذاك- يتعرضون لنوع من السخريه وتهكم شديدين...ه والتنظيم بما كان يملكه من مقدره فائقه فى العمل السياسى...كان يفتقر إلى التدريب العسكرى..الذى أصبح ضروره فى ذلك الحين....وكثيراً ما عبَّرت الزميلات عن إمتعاضهن الشديد للنتائج التى كانت تؤول اليها المعارك بين التنظيمين: التنظيم الديمقراطى ورصيفه تنظيم الكيزان...والحقيقه أن الفرق شاسع بين الإثنين ...فالأول قام على أساس رومانسى ومثالى...والثانى ذو طبيعه عسكريه... لا يعرف معناً للرومانسيه...ولا سبيلاً للمثاليه...!ه المهم تم إقتيادى –فى ذلك اليوم المشؤوم- إلى بيت أشباح فى وسط الخرطوم...وهناك تم التعرف على بواسطة أحد ضباط الأمن...فذُهبَ بى إلى صالة كبار المعتقلين...!ه...وهناك تعرضت لضرب مبرح...لكنه غير مؤذى..إذ أننى –على ما بدا لى- لم أكن مصنفاً من (الشيوعيين) الخطرين.....نعم قالها لى ضابط الأمن بكل وضوح: أنا يا مكى عارفك إنت زول طيره ساكت...!ه أثناء ضربى قمت بالصراخ الشديد...ولم يكن أعلى من صراخى إلا صراخ خالد شيخه الذى كان يأتى من غرفه مجاوره...لكن سرعان ما هدأ صراخ خالد شيخه...وبدا لى أن الشاب يتعرض لتحقيق صارم....ه وخالد شيخه-للذين لا يعرفونه- هو أحد قيادات الطلاب الذين تصدوا لنظام الجبهه...لكنه بعد فتره ليست بالطويله من الإعتقال...ظهر بصوره مغايره...صورة المجاهد الإسلامى الذى يحث المجاهدين للذهاب إلى الجنوب...وعرفتُ-حينها- أن ما بدا لى كتحقيق صارم ما هو إلا عملية مفاوضات شبيهه بتلك المفاوضات التى جرت بين الأمريكان والنميرى..المفاوضات التى دفنت على أثرها نفايات الأمريكان الذريه بصحراء العتمور بالقرب من دنقلا....!!ه
ونواصل...!ه
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات مناضل جبان......!ه (Re: mekki)
|
العزيز مكي
تسكرني حتى الثمالة مشاريع كتابة المذكرات ولعلها أستجابة متأخرة لنداء د حيدر ابرهيم ضد ثقافة المشافهة ولكنها ضرورية
واشد على يديك راجياً المواصلة واستفزاز الاخرين للكتابة
(إعترف لكم بأننى رجل جبان....ورعديد كمان...!ه) ( فلم أكن-فى الحقيقه- من الذين يتصورون تعرضهم لتجربة إغتصاب فى بواكير شبابهم....أو من الذين يتخيلون إدخال أشياء سميكه-كزجاج البيبسى- فى فتحة شرجهم...!ه)
اعجبتني يا رجل الربط بين (مشروع الحبيبه) واغنية التراث (أخواتى البنات...الجرى دا ما حقى... حقى المشنقه...والمدفع أب سكلى..)
(ويتميز تنظيم الجبهه الديمقراطيه بشفافيه كبيره...وكل الذين يتعرضون لمواقف حرجه-كموقفى ذاك- يتعرضون لنوع من السخريه وتهكم شديدين...ه والتنظيم بما كان يملكه من مقدره فائقه فى العمل السياسى...كان يفتقر إلى التدريب العسكرى..الذى أصبح ضروره فى ذلك )
يعني بالعربي لا بيرحموا( تتلقى تدريب عسكرى لمواجهة اليوم الاسود) ولا بيخلوا الشفافية
هذه قمة فى النقد الساخر
واصل يا رجل
| |

|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات مناضل جبان......!ه (Re: Abdelaziz)
|
المناضل مكي ...... بالفعل ، أن المذكرات هي مرآة الذات ....فلا تنقطع عنا بالكتابة.... أتشوق لمعرفة سيرة المناضل الشفاف ...
واصل السرد .... وسأفتح لك ملف !!!!!
رحاب دوما .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات مناضل جبان......!ه (Re: رحاب بنت المكي)
|
عزيزي "المك"
تحياتي
موضوعك دا من المواضيع التي تستهويني تماما ... و يبدو ان تناولك للموضوع
سيكون مختلفا تماما عمن سبقك بالحديث عنه ....
و نحن في انظار المزيد ...
و هل خالد شيخة المقصود هو الشيخ خالد شيخة المسؤول بمركز ابحاث الايمان ؟
و اظهر ياخي ..ز
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات مناضل جبان......!ه (Re: mekki)
|
الاخ / مكي لك التحايا اسلوب رائع في نقد النفس ولكن هون عليها يامكي ولاتحملها مالاتطيق . ان الظروف و الاوضاع التي جعلت اشخاص ما في ظروف ما يتخيلوا انهم سيرثوها هم الجبناء... متفهم احساسك تماما من خلال سردك لك الود مسؤب
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات مناضل جبان......!ه (Re: mekki)
|
الاخ مكى يعجبنى سردك الساخر للاحداث...بتجرد و صدق
ضحكت حتى جرت دموعى عند قولك
Quote: نعم قالها لى ضابط الأمن بكل وضوح: أنا يا مكى عارفك إنت زول طيره ساكت...! |
ه
فامن الجبهه لا يتورع عن استخدام اى اسلوب
ارجو المواصله
النصرى
الاخ عبدالعزيز ساتصل بك قريبا
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات مناضل جبان......!ه (Re: Outcast)
|
دا من اجمل البوستات يا مكى مأمون حميدة قاتله الله لم ينكل بالطلاب فقط حتى الاساتذة نكل بهم و اهانهم و لاحقهم فى منافيهم بالاكاذيب واشانة السمعة هو السبب الاساسى فى خروجنا من بلادنا وخروج عدد كبير من الاساتذة
ربنا على الظالم استمر فى سرد ذكرياتك
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات مناضل جبان......!ه (Re: mekki)
|
العزيز مكى اقراك دائما بمشاعر متضاربه للغايه،كثيرا ما تغضبنى والعنك فى سرى، حينا اخر انفجر بالضحك و اخر تملانى الاشجان و دمعات حزن ... و دوما احسدك على قدرتك المذهله على اخراج ما بداخلك . كثيرا ما اسال نفسي : هل كنا نحن هؤلاء اليفع الاغرار ، اتمنى احيانا لو استطيع الوقوف خارج هذا المشهد وتامله، تفرحنى مصائر بعض من رفقاء و رفيقات هذا الدرب والوقت، و يحزننى مال الكثيرين (و لااعنى السياسي بل الحياتى) و ثقب فى القلب لغياب ابدى للبعض .... فكرت كثيرا فى تصور البطل/الشهيد الذى كان/لازال يملانا والياته،فكرت فى الاحلام والامال ايامها، وفى الاستعداد للموت المجانى، و فى غيرها... اتمنى ان تواصل و ساتحمل حالات الغضب واتيح لنفسي بعض من مباهجك
ساكاتبك للسؤال عن احوال بعض الاصدقاء المشتركين دى بالغت فيها
Quote: وأحمد الله-كثيراً- الذى جعلنى من الذين يخافون على مصدر رزقهم...وإن كنت أعانى من تذبذب فى قوة الشكيمه...كما أن رجاحة عقلى تخوننى بين الحين والآخر...!!ه |
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات مناضل جبان......!ه (Re: بكرى ابوبكر)
|
جسِّ الطبيب خافقي وقال لي: هل ها هنا الألم؟ قلت له : نعم فشقَّ بالمشرط جيب مِعطفي وأخرج القلم!
هز الطبيبُ رأسهُ... و مال وابتسم وقال لي: ليس سوى قلم فقلتُ له: لا يا سيدي هذا يدٌ.. وفم رصاصةٌ .. ودم وتُهمهٌ سافرةٌ..... تشمي بلا قدم !!!! أحمد مطر
أين قلمك يا مكي ؟! واصل
| |

|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات مناضل جبان......!ه (Re: mekki)
|
لم يكن أمامى- بعد أن تكسرت كل مقاديفى – من إنتظار الفرج أن يأتى من الخارج..لم أكن أحلم بالتدخل الأجنبى بالطبع...لكننى كنت أنتظر غزو لقوات المعارضه يقتلع النظام من جذوره ويرمى به فى مزبلة التاريخ..!ه وكنت أنظر للمرحوم فتحى أحمد على كما تنظر فتاه- تأخر عليها قطار الزواج -لفارس أحلام يأتى راكباً على صهوة جواد ليخطتفها من واقعها اليائس...!ه وعندما ضُربت العاصمه بالزلزال الليلى فى النصف الأول من التسعينات...صحا الجميع مذعورون...ما عدا أنا..فقد قُمتُ متوهما الفرج...وأعلنت لأهل بيتى وأنا أتلصص من فوق الحيطه: أن العاصمه قد هوجمت برتل من الدبابات..مدعوم بغطاء جوى.. من قِبَل المعارضه الخارجيه...!!ه
تكالبت الآلام وسرح الشيب حتى غطى شنبى...وأصبحت أشعر بمجموعة أعراض لأمراض لم يجد المقربون منى تفسيراً لها سوى أننى قد أصبحتُ من الموهومين...!ه وفى منتصف التسعينات..وبعد إنعقاد مؤتمر أسمرا للقضايا المصيريه...ظهرت إذاعه للمعارضه...ولا إعتبر نفسى من المبالغين إن قلت لكم أننى أكثر سودانى تابع تلك الإذاعه...!ه كان يزورنى بعض الأصدقاء فى موعد بدء البث..وكنا نرفع أريل الراديو مع وضع الإصبع عليه..إذ كانت الإذاعه تتعرض للتشويش من قِبَل النظام...حتى تم تشويشها بالكامل بواسطة موجة أم درمان القصيره...لكن تغلبت المعارضه على الأمر ببث إذاعتها على أكثر من موجه....ه
كنا نتحلق حول الراديو فى منظر لم تجد له حبوبتى-أطال الله عمرها- وصفاً سوى :قاعدين زى الكَدَسه...ه ولأول مره بعد عدة سنوات أسمع صوت الفنان محمد وردى يغنى: أننى أؤمن بالشعب...ه وكانت كلمات المرحوم فتحى أحمد على تبث فينا الكثير من الأمل والطمأنينه....ه...وسخرية الدكتور المرحوم عمر نور الدائم كانت تزيل عنّا الكثير من الهم والكرب : ناس الجبهه ديل مجموعه من الصبيان...وعمر البشير ده زى بت أم رخمه...!ه وكنت احفظ أسماء مذيعى الإذاعه عن ظهر قلب: عبدالرحمن عبدالله...وصديق موسى بولاد...وعبدالرحمن داؤود...ومحمد عثمان عبدالفتاح..وبالطبع ياسر عرمان....ه وأكثر ما كان يغيظنى هو تكرار برامج الإذاعه.. وإصرار ياسر عرمان على إذاعته لنشرة الأخبار بالرغم من لغته الضعيفه...وصياغته الركيكه...وقد كتب ذات مره رساله الى ياسر عرمان بعنوان : لقد إنتهى عهد ليوناردو دافنشى...الشخص الذى تخصص فى كل شئ...!...وطبعاً كان مصير الرساله فى قاع دولابى مع باقى القصاصات الأخرى...ه وظهرت بعد ذلك إذاعه لقوات التحالف كأمل إضافى..مع أننى لم أجد تفسيراً معقولاً لمسألة فرز العيشه تلك...ه وكنت أتابع أخبار اللواء الموحد الأول بكل أمل بقيادة المرحوم سليمان ميلاد..وقد صقعت ايما صقعه وأنا إستمع الى خبر إستشهاده إثر إعتداء آثم.... وكنت كثيراً ما أردد جلالات قوات المعارضه
على عثمان جايينك... بالدانات جايينك.... يا البشير جايينك بالقرانوف جايينك...
بل وقمت بتأليف جلالات خاصه بى
ساعة الضرب أصبح شديد... شوف عينى الكوز القليد... سابَق البوكس الجديد....
وقد تميزت إذاعة التحالف بجودة الإخراج..وتنوع البرامج...مع كثرة الدجل...!...وهو دجل لا يخطئه حتى من قطع تعليمه منذ سنه أولى سياسه..!..ومن المذيعين الذين أذكرهم جيداً محمد خليل محمد..وأمير بابكر...ه
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات مناضل جبان......!ه (Re: mekki)
|
المك المكي
سلام ياخي
ارجو ان لا تهتم بالردود حاليا لكيلا ينقطع استرسالك ... تدفق وو اترك الردود لاحقا فهي ملحوقة.
ذكرتني عبارة الاستاذ نقد:
Quote: عليكم بالعمل وسط جماهيركم فى الأحياء... |
بكتاب كنت قد قرأته قبل سنوات طويلة جدا – لا اذكر اسمه و لا اسم مؤلفه - يتحدث عن ما اصطلح بتسميته ثورة التصحيح او قضية مراكز القوى او حركة 15 مايو في مصر ....
فعندما زج السادات بعلي صبري و مجموعته المدعومة من الاتحاد السوفيتي – حينها - في السجون حدث ان اعتقل احد افراد المجموعة بعد الاخرين بعدة ايام؛ و عند دخوله المعتقل بادرة احدهم و اظنه علي صبري متلهفاً:
- ايه اخبار الجماهير ؟
فرد القادم الجديد:
- جماهير ايه يا عم .... صلي ع النبي ...
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: مذكرات مناضل جبان......!ه (Re: mekki)
|
ونحن قد خصصنا هذا البوست للجُبن ...دعونا نخرج عن المألوف...ونتحدث عن الشجاعه فى قممها السامقه...ه وما أروع الشجاعه حينما تتحد مع النبل..والإنسانيه...والشفافيه..والرقه...ه ذلكم هو الشهيد بشير الطيب البشير...ه صنفه أعداءه بأنه شيوعى (جبهه ديمقراطيه)...ه وللتاريخ...ومن أجل الحقيقه فقط...لم يكن الشهيد من المنتمين للجبهه الديمقراطيه..لكنه كان صديقنا جميعاً....وهذه شهادة منِّى أحد الذين يعرفون بواطن الإمور...!ه أغتيل غدراً بخنجر جبان..لأنه لم يرض بالحقاره والذل... لأنه لم يكن يفرق بين الحمايه (التنظيميه)..والجُبن... ولأنه لم يكن منتمٍ إلا للحقيقه...ه وكان الشهيد الأول...وهو الأول فى كل شئ...ه عندما طعن بالخنجر الغادر بواسطة عضو الكيزان فيصل حسن عمر...كان يقول لمرافقيه..يا جماعه انا كويس وخلونى بمشى برجلى..كان يقول لهم ذلك وهم يحاولون حمله...ه لم يفت الخنجر الذى مزق ذلك القلب...فى حرارته..فكان يواجه الموت بتحدٍ عجيب...ه
الجود يفقر...والإقدام قتّال كنتُ ممثل الجبهه الديمقراطيه فى الوفد الطلابى الذى ذهب للتعزيه فى الشهيد...وحدث ذلك بإصرار شديد منى...ه وهى أعمق رحله أقوم بها فى حياتى السابقه..وحياتى اللاحقه... إمتزج فيها جمال الطبيعه الخلاب...مع دموع الألم لفراق ذلك الإنسان النبيل... تلاشى كل ألم لرحلةٍ شاقه مدتها خمس ساعات مشياً على الأقدام...تلاشى كل شئ وبقيت روح الشهيد تحلق فينا جميعاً...ه وصلنا قرية بلوله-قرية الشهيد- وهناك استقبلنا جد الشهيد الشيخ البشير..وكانت دموعه تغالبه ايما مغالبه...كان يتجلد احياناً...واحيانا اخرى تنهمر دموعه مثل رذاذ المطر...ه لم ينس اهله ان يتحفونا بكرمهم الفياض رغم عظم مأساتهم...لقد أخذ منهم أملهم الموعود..وفتى قريتهم الذى كانوا ينظرون من خلاله الى المستقبل المشرق...ه كان يشرف على فصول محو الأميه عندما يعود للقريه فى الإجازات..ه مكثنا معهم حوالى اليومين..زرنا خلالها قبر الشهيد...ه وجاءت لحظة الوداع...! وأخذنا الى داخل المنزل لتعزية النساء...ويا له من مشهد..وأذكر ان حبوبة الشهيد كانت تقول :كنا قايلين بشير ما عندو وجيع...ه وذرفنا الدموع بحرقه.....
وقد حكى لى عثمان إسماعيل (عثمان بؤس)- وهو من أصدقاء الشهيد المقربين- ان الشيخ البشير (جد الشهيد) كان دائماً يبكى بكاءاً مراً سخيناً عندما يرى عثمان...حتى إضطر عثمان للإنقطاع عن زيارتهم خوفاً على الجد الطاعن فى السن..ولا أظن-والحديث لى- ان دموع الجد السخينه ستنقطع فى يومٍ من الأيام...ه
وقد أخبرنى العبيد الناموس وهو ايضا من اصدقاء الشهيد وخريج قانون جامعة الخرطوم-وهو شخص يتمتع بروح مرحه للغايه-أخبرنى ان جد ووالد الشهيد ما زالا على قيد الحياه...وينتظران شيئاً منا –نحن جموع الشعب السودانى...!ه
الآن وبعد أن جلس الفرقاء..وبدأوا يوزعون فى (الغنائم)...وبدأ كل طرف يتحدث عن شهدائه لن ننسى شهيدنا الأول لابد أن نثبت للجميع ان كل الشعب للشهيد-بشير- وجيع...ه والقريه ما زالت تنتظر فى مكانها وسط التلال والخضره والجمال... اى شئ-ولو مدرسه إبتدائيه بإسم الشهيد- ربما تطفئ نار لوعه إنتشرت وإنداحت لتعم كل ضواحى العباسيه تقلى...ه
| |
 
|
|
|
|
|
|
|