الوافد الجديد بين قسوة ناس الجريف وإستعلاء أهل الحلفايةوعنطزة أولاد أمدرمان

فى الستينات والسبعينات...وحتى مطلع الثمانينات...وفى مدينة مثل عطبرة...كان إذا إرتكب أحد الموظفين خطأ شنيعا..وأراد رؤساءة أن يعاقبوة عقوبة رادعة...كانوا يقومون بنقلة-فورا-إلى العاصمة....!ه
وكانت مدينة مثل بورتسودان تتمتع بالهدوء والطمأنينة والرزق الوفير...والنظافة الأوربية...ه
نعم خرج المستعمر وقد أرسى قواعد ثابتة للمدنية فى بلادنا...فأنار المدن..ووفّر الوظائف...وأنشأ المستشفيات...والحديث عن المستشفيات فى (الولايات) يطول...! فكانت مستشفى عطبرة- على سبيل المثال- تفوق أحدث المصتوصفات الآن...لا يضطر مريض فى كل أنحاء السودان الشمالى إلى السفر للعاصمة إلا عندما يتم تحويلة لمستشفى الذرّة....!ه
لكن-ولكن هى أخت لو الصغرى- حكومات ما بعد الإستقلال...الحكومات منعولة أبو الوطنية...وصلت إلى نتيجة بسيطة مفادها :إن بقاءها من عدمة مرهون بمظاهرة صاخبة تخرج فى العاصمة..أو بدبابة مجنزرة تتحرك نحو الإذاعة فى مدينة أم درمان...!ه
بدأت بوادر الكارثة-مثلها مثل باقى الكوارث- منذ عهد الرئيس الأسبق جعفر النميرى...وتم ترسيخها بصورة شنيعة فى ال14 عاما الأخيرة...!ه
أصبحت مدن السودان الكبرى مثل بورتسودان..وعطبرة..والأبيض..وكوستى..ومدنى.. تشكو تقتير الرزق ...والظلام الدامس..والإهمال الصحى...والتدهور البيئى ...وتئن من جيوش العطالة...!ه
لم يجد مواطن الأقاليم بدا من أن يحزم أمتعتة ويشحنها فى لورى متجها إلى كرش الفيل..أو كما يدلّعونها...!ه

أتى أهل الشمال بطنابيرهم وعفويتهم المزعجة...وجاء أهل الغرب بأم جنقلهم...ووفد أهل الشرق بسيوفهم وسديرياتهم....وركب أهل الأوسط ما تيسر لهم كى لا يجدوا لقبا فى إنتظارهم سوى عرب الجزيرة.... وفوّج أهل الجنوب برباباتهم...وعيشهم المبلول من أمِس-ذلك- المشرور فى الشمس...!ه
تلاقحت تلك الوفود الغزيرة..فى العاصمة وضواحيها..لتبدأ رحلة معاناه فى ترسيخ الأقدام...واللهث وراء الرزق..ومعاناه من نوع آخر...!ه
أظهر أهل العاصمة الأصليون بوادر تذمر...!ه تفاوتت حدة ذلك التذمر من الهمز واللمز..وإطلاق الضحكات الخفية عند تعليقهم على تصرفات الوافدين الجدد...إلى الجهر بالعداء والتعصب...إلى القطيعة الكاملة وعدم رد التحية كما يحدث فى بعض أحياء أم درمان ذات العراقة...!ه
شكت لى –ذات مرة- الخالة عزيزة وهى من أصول بربراوية(من بربر)...وسموها أهلها العزاز بذلك الأسم ناشدين لها عِزّة عَزَّت –لنا- فى هذا الزمن الأغبر.!ه....شكت لى الخالة المحترمة بعد تنقل بين الحاج يوسف وأم درمان أنها تعانى معاناه غير عادية من نسوان أبروف-حيث إستقر بها المقام أخيرا-: عدم السلام فى السوق..والهمز واللمز الخفى..والمقاطعة من بعض الجيران...!ه
لا أريد أن أفضى-والحديث لى- بكل ما فى جعبتى فى هذا الخصوص..وأفتح باب النقاش فى هذا الموضوع الحيوي الذى لا يخلو من حساسية ..راجيا إثراء الحوار دون حساسية أو تجريح..واعدا بالعودة كان ربنا سهّل...ه