اصبت –مؤخرا- بأحد أدواء العصر...نصحنى الاطباء -على إثر ذلك- بالإبتعاد كلية عن السكر الابيض.. وكنت قبل ذلك اعانى من متاعب فى الجهاز الهضمى مما حتم على الإبتعاد عن الشطة والفلافل والدهون...ومن اثار التدريس الضارة اصبحت اعانى من متاعب فى الحلق...فصار كوبا مثلجا من الماء هو من فصيلة القشة التى تقصم ظهر الفقير....!ه سلمت بما قسمة اللة لى واقتنعت..لكن من يقنع (كديسة) المجتمع السودانى...؟!ه فى مسعى حميد...ومن باب ان لنفسك عليك حقا..قررت ان اقضى اجازة العيد فى ثغرنا الحبيب...علّ اللة يريحنا ويريح الخلق منّا من اجواء الشد والجذب....ه الصدمة الاولى قابلتنى فى الناقل الموصوف بالوطنى...ونحن على ارتفاع آلاف الاميال...إذ وقف امامى المضيف دافعا امامة ما تيسر لة من ميرندا..وسفن أب..ومشروبات-حلال- اخرى...فطلبت منة –بكل براءة- اى شى بارد خالى من السكر..فرد بظرف مصطنع: للأسف لا يوجد عندنا...فرددت-لكن بسرى- الهم لا نسألك رد القضاء..لكنّا نسألك اللطف فية...!ه صابحتنى بنت عمتى-ثانى يوم- بصينية الشاى مدعومة بكمية من البسكويت...نظرت نحو الصينية..فإذا بها تخلو من اى آثار لسكرية..فحمدت اللة-على ذلك- وشكرت...إذ لابد ان مضيفتى الكريمة قد سمعت بظروفى.....تبددت فرحتى مع اول رشفة ...إذ إكتشفت ان الشاى قد تمت (صواطتة) بكمية لا بأس بها من السكر! بعد مفاوضات مضنية..اقنعت مضيفتى بأن تفصل الشاى عن السكر..فوافقت على إقتراحى لكنها اضافت: لكن عليك اللة يا مكى تاكل البسكويت دة كلّو....!ه أول ايام العيد..ونحن على مائدة الفطور التى تمتلئ بالقنابل الموقوتة....رمقنى رب الاسرة بنظرة حاسمة:انت يا خوى ماك جعلى؟؟؟!...يا زول مد إيدك على الشطّة....!..وطفق يعدد فى مآثر الشطة التى لا تحصى!!ه تواصلت رحلة المعاناة مع كل زيارة-لنا- لأسرة من اقاربنا أو معارفهم...إذ فى –فى كل مرة- تدار علينا علب الحلوى عدة مرّات..ثم تلحق بمشروب بارد شبية بالبيبسى تميزت بة مدينة بورتسودان ويسمى بالجوفر...وفى (مسك الختام) يؤتى إلينا بالشربوت المثلج...والشربوت-لعلم الزوّار غير السودانيين- هو مشروب من البلح قليل التخمير مدعوم بكمية مهولة من البهارات....ه من باب المحاولات الذكية...إتفقت مع ابن عمتى(الذى قدر- مشكورا- ظروفى) ان يجهز على نصيبة من الإكراميات سريعا..حتى يتسنى لة القضاء على نصيبى انا وبدون أن يراة أهل المنزل...!ه نعم قمنا بتلك (الجريمة)..من اجل الحفاظ على الترابط الاسرى...إذ ان كل اهلنا تقريبا يكثرون من الحلف بالطلاق..!ه داعبنى ابن عمتى..انت يا مكى بطريقتك دى سوف تحمى نفسك..لكنك-والحديث لة- ستقضى علىّ أنا...!ه فى رحلة العودة..وعلى ارتفاع آلاف الاقدام..وقفت امامى المضيفة..فسألتها بتفاؤل:الا يوجد عندكم شى بارد خالى من السكر؟...فردّت على بعدم احترافية واضح:لا يوجد عندنا...!ه لم اجد امامى غير ان اسّر بالدعاء الى اللة: الهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر...وكآبة المنظر..وسوء المنقلب فى المال والاهل.....!ه
هذا مع تحياتى!!ه
02-16-2004, 06:12 PM
Anwar Ahmed Anwar Ahmed
تاريخ التسجيل: 01-29-2004
مجموع المشاركات: 2052
لي معدة عصبية للغاية ،، أطلب طعاما معينا ،، و عندما يأتوا به أمامي ،، تكون شهيتي قد عافته و تمنتْ شيئا آخر . آخر الفحوصات قالت أنه : قولون عصبي ،، و يجب أن أبتعد عن كل ما هو حادق و الشطة و المخللات ،، يعني منعوني من الأشياء التي أعشقها. نسيبي بالجزيرة ،، ذهبت إلى زيارته جنوب الحصاحيصا ،، فذبح ( كبشا أقرنا ) و أتت الصينية مترعة بأم فتفت ، و المخلل ، و الكمونية التي غطتها غمامات من الشطة الحمراء ،، سال لعابي ،، و لكن دواء القولون يكشكش في جيبي محذرا. إكتفيت ببضع لقيمات من اللحمة المحمرة ،، عندها ثارت ثائرة نسيبي : دة شنو دة ، أكل يا زول. فقلت له عذري فقال و هو يزدرد لقمة كبيرة من أم فتفت و البصل يئن و يطقطق من بين أسنانه : على الطلاق كان تاكل ،، بلاش قولون بلاش مصران. فوجدت العذر ،، و إنطلقت لا ألوي على شي أفترس أجزاء الكبش و أختم الوجبة بكوب مترع بالكركدي المركز. و في المساء كنت أقف عند الطبيب و أنا خجلان من ( خرق تعليماته الواضحة ).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة