|
|
 يا كرمنو خليك مع الزمن يا
|
بعيد اتفاقية السلام ونيفاشا يعني قبل 8 سنوات عجاف اكلن عمر السودان ولم يبقين منه شيئا
كتب شخصي الضعيف
ما يلي
بسم الله الرحمن الرحيم
دون الخوض في تفاصيل اسباب قيام الحركةالاسلامية بالاستيلاء على السلطة عام 1989 حيث قُتلت هذه المسالة بحثا دون طائل، ودون الخوض في عدم وجود معارضة فاعلة وذلك لهشاشة الاحزاب المعارضة في الاساس وبالتالي صارت جماهير الشعب السوداني تهيم في تيه الفقر والاستلاب دونما قائد ودونما راعي، انما اقفز قفزا متجاوزا كل هذه المراحل الى تشكيلة الحكومة الاخيرة وهي اهم واخطر حكومة منذ الاستقلال والتي تسمى بهتانا حكومة الوحدة الوطنية وهي في الاساس حكومة الانفصال الوطني لانها تحمل بين ثناياها وبكل وضوح كل بذور الانقسام، فاذا نظرنا للشريك الشمالي وهو المؤتمر الوطني فتشكيلته
غلب عليها الموازنات الشخصية والشللية دونما اعتبار للمرحلة
غير ذات برنامج او حتى مؤشرات لما يمكن ان يكون برنامج او خطة عمل للفترة الانتقالية
اظهار الصراع فوق السطح بين مجموعة البشير ( د.نافع- او ما يسمى بمجموعة البسابير-) ومجموعة على عثمان مع وجود مجموعات قلوبها مع علي وسيوفها مع معاوية ومجموعات في انتظار مايسفر عنه الصراع حتى تسفر عن وجهها!
جيش من الوزراء والمستشارين دونما رؤية واضحة لما يفترض ان يقوم به كل فرد في هذا الجيش او ما يمكن ان بقوم به هذا العرمرم مجتمعا
ويلاحظ انه حتى احزاب التوالي الديكورية كان لها فتات من السلطة ( دعوني اعيش) وما يسمى بالاحزاب التقليدية تعيش حالة دوران حول النقطة المركزية،اما اليسار فضائع في كيف يمكن ان يخرج للناس بشكل جديد يحمل العقيدة الاسلامية كتكوين إرثي ،وشعلة النضال بيسار غير ماركسي يتواكب ثورة المعلومات والتقنية في ظل عولمة صارت ايديولوجيا!
اما جانب الحركة الشعبية فقد ضُرب في مقتل بوفاة قائد الحركة د.جون قرنق وتولى سلفاكير القيادة واضعا نصب عينه انه مشارك لعدو يمكن ان يغدر به في اي لحظة فلعب على تناقضات المؤتمر الوطني كما لعب د. جون قرنق سابقا على تناقضات الاحزاب الشمالية رغم انه شريك اساسي في التجمع الوطني. ومن اغرب الاشياء ان ساستنا الشماليون لجهلهم الحقيقي بالسياسة وبفن التكتيك واستغلال المراحل ( استمرأوا العيش في المنافي في انتظار لحظة الانتصار النهائي للشعب فيرجعوا محمولين على الاعناق ويستلموا السلطة!) لم يفطنوا الى تحركات العقييد د. جون قرنق، فتفرقوا شيعا وراء المال والجاه فمنهم من استقطبته الحكومة ( الفاضل المهدي كمثال للمغفل النافع من الامة ومجموعة الهندي وبلال من الاتحادي) اما شيخ الترابي فهو الاخر يهذي بما يدري وما لايدري حيث اصبح لا يفرق بين العلمانية والخلافة الراشدة واحيانا يزعم ان السلطة افسدت الحركة الاسلامية ونسي المثل السوداني الشهير والعميق ( الما فيه شق ما قال طق)
فسلفا كير خير خلف لخير سلف في استغلال هلع ساسة الشمال للسلطة والمال باي شكل حتى بالتحالف مع الشيطان ، فما كان من الحركة الا ان طلبت من الشيطان ان يستريح قليلا فهي ستؤدي دوره المطلوب، بدليل انها لم تتمسك كثيرا حينما نقض المؤتمر الوطني عهده بعدم تسليم احدي الحقيبتين ( المالية اوالطاقة) للحركة وفقا لاتفاقية السلام المبرمة بين الطرفين وارتضت الحركة بما تمت تسميته المفوضية العليا للطاقة ( عجبي- اشياء في الحجا ما حجونا بيها) وتمت تشكيلة حكومة الجنوب من عناصر وصفها الجنوبيون انفسهم بانها عناصر انفصالية – وقد ذكر سيلفا كير في لقاء اجرته معه صحيفة الشرق الاوسط الاربعاء 1/11/2005 ان د. الترابي طلب من الحركة ان تعطيهم حقائب وزارية فاعتذر سيلفا كير للترابي ان المؤتمر الشعبي غير مسجل في الجنوب كحزب! علما انه كان يتوقع ان يعطي الميرغني بعض الحقائب ولكن الميرغني لم يطلب وحينما طلب الميرغني لبعض الحقائب اعتذر سيلفا كير بان الحقائب قد تم توزيعها!
ومن المفارقات المضحكة المحزنة ان الحركة تعتمد في تشكيلتها على الكفاءة وعلى محاولة كبح جماح الفساد واضعة نصب اعينها توجيه الدعم الاوروبي للبني التحتية وتاهيل المرافق الخدمية بالاضافة الى نصيب حكومتهم من عائدات النفط مع التركيز بعدم تحريك اللاجئين خاصة الذين نزحوا للشمال من اماكنهم حتى اكتمال العمل في تهيئة الجنوب لاستيعاب اللاجئين! اما حكومة المؤتمر فهي في واد آخر بدليل ان الوزير المقال نتيجة لتحقيق اثبت ان هناك فساداًفي منشأة تابعة الى وزارته أُرجع مرة اخرى لوزارة سيادية (وطظ في الشعبالسوداني الفضل)
مما سبق ستكون الفترة الانتقالية تحمل كل العجب العجاب ففي الجنوب سيكون هناك اعمار ونما وسيختفي الصراع الى حين ، لان كل فصيل جنوبي محتاج الى هدنة يعيد فيها ترتيب اوراق ولاءاته القبلية ومليشياته العسكرية وما تحتاج اليه من مال وعتاد!وكما ان اعمار الجنوب يمهد لهم امكانية قيام دولة يكون لهم فيها نصيب في الحكم.
وسيظل المؤتمر الوطني يعيش الصراعات وتمكين كل وزير لنفسه خلال هذه السنوات والتي ستتميز عن غيرها من السنوات في ان التعدي على المال العام سيكون هو السياسة الوحيدة،كنوع من المكافاة للذين خدموا الانقاذ وحافظوا عليها حتى تم اخراج البترول والذي هو حق خالص لمن قاموا بهذا الانجاز لحين حدوث الانفصال المتوقع وسيكون التركيز كل التركيز على الاجهزة الامنية لتقوم بقمع اي حركة سياسية من شانها اعادة الامور الى نصابها ( وحدة السودان) وكل هذا تمهيدا لسودان جديد لكلا الشريكين
وفي الحلقة القادمة سنتحدث عن سيناريوهات ما بعد الانتقالية
وموجود في ارشيف سودانيزاونلاين لحد ما بكري يعمل لي مكتبة
|
|
 
|
|
|
|
د.محمد حسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست