فريدة- قصة قصيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 12:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-11-2013, 05:52 PM

Moutassim Elharith
<aMoutassim Elharith
تاريخ التسجيل: 03-15-2013
مجموع المشاركات: 1288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فريدة- قصة قصيرة

    فريدة

    كانت ظاهرة منعشة.
    التقيتُها ذات يوم رائع. كانت الشمس تتسللُ بين الأشجار حانية لتمنح الدفء والضياء.
    لمحتُها، فسقطَ قلبي على رصيف الشارع. أسرعتُ التقطُ القطع المتبعثرة، ولكن بعضها اختبئ في زوايا العشق لأول مرة.
    منحتني نظرة، فسبحَ عقلي في الآمال. عرّفتني عليها صديقتنا المشتركة. فريدة، اسم على مسمى!
    سرنا في تلك الجادة وارفة الظلال، فمالت أغصان الأشجار لعلها تحظى بنفحة من عبيرها، وانتظمت شحاريرٌ على هيئة سهم كيوبيد، ثم صوّبته نحو فؤادي، فأردتهُ صبّا.

    تحايلتُ مرارا لألقي عليها نظرات جانبية متلصصة. اختلستُ فرصة انشغال صديقتنا المشتركة "س" لأُشبع عيني من مُحيّاها، وكنتُ لا أدري أنني أسكبُ من حيث لا أعلم المزيدَ من اللهب على الهشيم.
    صرتُ اتصلُ بصديقتنا "س" أكثر مما كنتُ أعتاد، وفطنت الشقية إلى مُرامي. كانت تضحكُ ملء شدقيها على معاناتي، ولكنها رضخت مُشفقة في نهاية المطاف، وخططتْ لبعض المقابلات التي رتبتها وكأنما حضوري كان مصادفة بحتة.

    استلطفتني، وأصبحتْ ترتسمُ على وجهها علامات الأنس برؤيتي. تبادلنا أرقام الهواتف، وقضينا ساعات مطوّلة عبر الإنترنت أيضا. يا إلهي! لكم تتقاربُ أفكارنا.
    أحسستُ بأنها رفيقة روحي، بل امتدادٌ جسديٌ خارج الجسد الذي أحمله ويحملني ليل نهار.
    فاتحتُها برغبتي في الاقتران بها، فظهرَ شبحُ ابتسامة حزينة على أطراف شفتيها، ثم أجابتني بصوت مبحوح: مستحيل!

    حاولتُ استدراجها لتخبرني السبب، فتمانعتْ طويلا، ثم صارحتني.
    قضينا شهورا سعيدة برغم سقوط الأمل. لاحقا، بدأت مرحلة العلاج. تغيّرت ملامح وجهها المشرق، وشرعت ترتدي حجابا عصريا، لعلها تُخفي البقع الجرداء التي بدأت تستشري.
    رويدا رويدا أصبحتْ تصرفاتها مشوبة بشيء من العصبية، وتعلمتْ التدخين بشراهة.
    تفهمّتُ صراعها الداخلي، وسكبتُ من حناني على عذابها ما أطفئ بعض لهيبها.

    ذات نهار كالح، أتاني صوتها عبر الهاتف:
    - كيف صحتك؟
    - بخير يا عزيزتي. أخبارك؟
    - أنا في المستشفى. يبدو أن الستار سيُسدل بعد قليل.
    سقطَ قلبي تحت رجلي. جريتُ خارج المكتب، وانتحبتُ حتى انتفخت عيناي.

    فتحتْ عينيها ببطء، ونظرتْ حولها:
    - أما زلتَ هنا؟
    - بالطبع!
    - لماذا لا تذهب إلى الجحيم؟
    أجبتُها باسما: ليس الآن.
    - أنا أسِفة.
    - ولا يهمك.
    - حاول أحد الرعاع هنا إقناعي باستخدام باروكة. تصوّر مدى الصفاقة!
    - لا تُحمّلي الموضوع أكثر مما يستحق.
    - ولكن لماذا؟ هل أصبحتُ بهذه البشاعة؟ لماذا لا أموتُ وأرتاحُ من هذا العذاب؟
    - فريدة. أرجوكِ اهدأي.
    - اعذرني لهذه الثورة. تعبتُ يا صديقي، والآلام تتزايد برغم جرعات المورفين.
    - لا عليك. سأدعُكِ ترتاحين، ولكني سأعودُ مساء اليوم.
    أجابتني بصوت خافت: حتى لقاء قريب.
    ثم أغمضتْ عينيها.

    كان اتصالا قصيرا. وضعتُ السماعة ببطء مُفتعل.
    هُزمت الشمسُ، ورحلت فريدة مع حلول غيهب الشفق.
                  

06-11-2013, 06:05 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فريدة- قصة قصيرة (Re: Moutassim Elharith)

    يا مراحب يا معتصم ...

    شكرا على القصة الجميلة ...وأظن أن لديك المزيد لتقوله هنا...فإلى الأمام...

    أتمنى مرور كتاب القصص والنقاد بالبورد ...فمحطتك تستحق الوقوف عندها ....

    لك التحية أجملها ...
                  

06-12-2013, 01:16 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصة محكية صاح (Re: ibrahim fadlalla)


    يا معتصم إن هذا لهو القصص الحق!
    طبعاً ابراهيم الأديب المتفاعل أو في الحقيقة الأديب المفاعل
    سبّاق دائماً في انتزاع الكهرمان من جُب غلاط بني سودان!
    قصة جميلة وسنحميها من النسيان أو التناسي في الحقيقة
    برفع البوست ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.
    تكنيك جميل يحترم استنتاجات القارئ ويؤكد على إثارة في
    حجم الوقائع.
    ألف شكر!
    تحياتي يا ابراهيم فضل الله!
    .
                  

06-12-2013, 07:05 PM

Moutassim Elharith
<aMoutassim Elharith
تاريخ التسجيل: 03-15-2013
مجموع المشاركات: 1288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة محكية صاح (Re: mustafa mudathir)

    كتب إبراهيم فضل الله:
    يا مراحب يا معتصم ...
    شكرا على القصة الجميلة ...وأظن أن لديك المزيد لتقوله هنا...فإلى الأمام...
    أتمنى مرور كتاب القصص والنقاد بالبورد ...فمحطتك تستحق الوقوف عندها ....
    لك التحية أجملها ...
    __________________________________
    الأخ الفاضل إبراهيم
    بل الشكر لك على منح الراحلة "فريدة" شيئا من وقتك الثمين.
    لا أخفيك سرا، "فريدة" هي إحدى محاولاتي القصصية القليلة، إذ أميلُ إلى كتابة القصة القصيرة جدا، ونشرتُ بالفعل مجموعة بعنوان "راسكلنيكوف متمردا"، وأخرى بعنوان "الرصاصة وحبوب الطلع" قيد الطلع، وذلك بخلاف مجموعتين تنتظران قدوم غودو!

    لك التقدير الوافي والتحية
                  

06-13-2013, 03:31 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7427

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة محكية صاح (Re: Moutassim Elharith)

    قصة جميلة
    قصيرة
    و مؤلمة
    شكرا علي السرد
    يا معتصم
                  

06-13-2013, 03:49 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7427

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة محكية صاح (Re: طه جعفر)

    يحمل جاتكوف باستمرار جيبا خاليا
    سافر إلي الحصاصيا ليلعب مع فريقه مباراة في كأس السودان.
    كان المدرب حازماً و بقية الوفد أكثر صرامة.
    انتظر جاتكوف مع رفاقه المغامرين من اللاعبين، انتظروا نوم المدرب و الوفد المرافق بصرامته الزائدة.
    بعد تأكدهم من غياب الرقيب مشوا إلي حي فور.
    لم يكن مع جاتكوف ما يكفي كالعادة.
    قالت له " الدور بمئة و خمسين قرش"
    قال جاتكوف : طيب أها، دقة سريعة كدا ما في؟
    قالت: "الدقة السريعة بجنيه!!"
    قال جاتكوف:اسرع من كدا ما في؟
    ...................................

    طه جعفر

    (عدل بواسطة طه جعفر on 06-13-2013, 03:51 AM)

                  

06-13-2013, 05:44 PM

Moutassim Elharith
<aMoutassim Elharith
تاريخ التسجيل: 03-15-2013
مجموع المشاركات: 1288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة محكية صاح (Re: طه جعفر)

    كتب الأستاذ مصطفى مدثر:
    يا معتصم إن هذا لهو القصص الحق!
    طبعاً ابراهيم الأديب المتفاعل أو في الحقيقة الأديب المفاعل
    سبّاق دائماً في انتزاع الكهرمان من جُب غلاط بني سودان!
    قصة جميلة وسنحميها من النسيان أو التناسي في الحقيقة
    برفع البوست ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.
    تكنيك جميل يحترم استنتاجات القارئ ويؤكد على إثارة في
    حجم الوقائع.
    ألف شكر!
    تحياتي يا ابراهيم فضل الله!
    _____________________________________
    أستاذنا مصطفى
    نشرتُ هذا النص ويدي على قلبي فعلا، فمحاولاتي في القصة القصيرة محدودة.
    أشكرك جزيلا على المرور، وأتمنى عودتك(م) بقراءة نقدية إذا أمكن.

    تقديري الفائق
                  

06-14-2013, 01:21 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة محكية صاح (Re: Moutassim Elharith)


    سنعود لمزيد من استجلاء الجمال
                  

06-16-2013, 07:27 PM

Moutassim Elharith
<aMoutassim Elharith
تاريخ التسجيل: 03-15-2013
مجموع المشاركات: 1288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة محكية صاح (Re: mustafa mudathir)

    أستاذنا مصطفى مدثر
    بانتظار عودتك الميمونة بقراءة جديدة.

    مودتي
                  

06-17-2013, 01:13 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة محكية صاح (Re: Moutassim Elharith)
                  

06-17-2013, 03:22 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة محكية صاح (Re: mustafa mudathir)


    Quote: أتمنى مرور كتاب القصص والنقاد بالبورد ...فمحطتك تستحق الوقوف عندها ....


    الأخ معتصم الحارث

    يصنفني بعضهم من النوع الأول (أعلاه)
    وقد مررت بقصتك الرائعة جداً
    وأعجبتني جداً
    ولا أزيد

    اخوك
    عمر حسن غلام الله
                  

06-18-2013, 04:39 PM

Moutassim Elharith
<aMoutassim Elharith
تاريخ التسجيل: 03-15-2013
مجموع المشاركات: 1288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة محكية صاح (Re: mustafa mudathir)

    كتب الأستاذ مصطفى مدثر:
    الصديق معتصم الحارث
    لم أنس وعدي بعودة!
    فرغت لتوي من عمل مشترك حيث ترجمت قصة قصيرة
    للأستاذ يحيى فضل الله تجده هنا:
    http://yamustafaya.blogspot.ca/2013/06/ufo-te...-yahya-fadlalla.html

    وسأعود حتماً
    ______________________________
    أستاذنا مصطفى
    شكري الجزيل، ويهمني رأيك كثيرا. سأطلع على الترجمة، وأحييك على هذا العمل المشترك، فعندما يتكامل الإبداع تكون الصورة أجمل بكثير، ورجاء نشر القصة الأصلية باللغة العربية أيضا من فضلك.
    لي تجارب مختلفة في حقل الترجمة الأدبية، شعرا ونثرا، ولعلنا نتحاور بخصوصها.

    لك آيات الود

    (عدل بواسطة Moutassim Elharith on 06-18-2013, 04:40 PM)

                  

06-18-2013, 04:41 PM

Moutassim Elharith
<aMoutassim Elharith
تاريخ التسجيل: 03-15-2013
مجموع المشاركات: 1288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة محكية صاح (Re: Moutassim Elharith)

    كتب الأخ الكريم عمر حسن غلام الله:

    الأخ معتصم الحارث
    يصنفني بعضهم من النوع الأول (أعلاه)
    وقد مررت بقصتك الرائعة جداً
    وأعجبتني جداً
    ولا أزيد

    اخوك
    عمر حسن غلام الله
    ______________________
    أخي الكريم عمر
    وقوفك على هذه القصة أثلج صدري، فلك الشكر والعرفان.

    تقديري
                  

06-24-2013, 05:52 PM

Moutassim Elharith
<aMoutassim Elharith
تاريخ التسجيل: 03-15-2013
مجموع المشاركات: 1288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة محكية صاح (Re: Moutassim Elharith)

    كتبت الأخت الكريمة سلمى سلامة:
    هذا النص يدخل الى القلب مباشرة بلا اى تعثر لانه من القلب الى القلب ، لغة بسيطة ، فكرة واضحة شكرا يامعتصم الحارث
    _______________________________________

    الأستاذة سلمى
    لك الشكر الجزيل على المرور والتعقيب.

    تقديري
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de