مربع الحرب..!! عثمان ميرغني.

Quote: عثمان ميرغني حديث المدينة الأحد 9 يونيو 2013 مربع الحرب..!! بكل أسف هاقد عادت العلاقات بين السودان ودولة جنوب السودان إلى مربع الحرب.. فقرار الحكومة السودانية أمس باغلاق أنبوب النفط لا يعني مجرد تعطيل اتفاق التعاون المبرم بين البلدين في سبتمبر 2012.. بل يعني أن حكومة السودان لديها ما يؤكد بكل يقين أن دولة الجنوب متورطة تماماً في دعم وتسليح الفصائل المسلحة التي تنضوي تحت لواء الجبهة الثورية.. وهو اعلان حرب بين البلدين. وبرغم التزام البلدين – حتى الآن- بالترتيبات الأمنية التي تعهدت بها الاتفاقية الموقعة في أديس أبابا.. وانسحاب القوات من الجانبين إلى خارج المنطقة المنزوعة السلاح على جانبي الحدود.. إلا أن الحرب آتية إن لم يكن بالأصالة فبالوكالة عبر المتمردين على الطرفين.. انهيار اتفاق التعاون بين البلدين يفضي إلى نتائج جد خطيرة.. أولها مع المجتمع الدولي ممثلاً في قرار مجلس الأمن رقم 2046 الذي ألزم الطرفين بالتفاوض للوصول إلى سلام.. الآن كل حصاد التفاوض لمدة عام كامل منذ صدور قرار مجلس الأمن ضاعت هباء منثوراً.. ولم تعد المواجهة بين البلدين فحسب، بل مع المجتمع الدولي بأسره.. لكن أخطر ماهو قادم.. تفرغ الحكومة في السودان لمترتبات هذا القرار.. إذ واضح تماماً من اجتماع المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الذي طوى ليل الأربعاء الماضي كله إلى الفجر ثم خرج ببيان للاعلام يعلن فيه التعبئة العامة.. أن الأولوية أمام الحكومة ليس مواجهة الأزمة الاقتصادية أو حتى توابع توقف ضخ نفط الجنوب، بل ماهو أسوأ.. سيناريوهات "اليوم الآخر".. مواجهة تنامي التوتر العسكري في جنوب كردفان ودارفور بما توفره جوبا من تسهيلات ودعم للحركات المسلحة. كنت كتبت قبل يومين هنا.. وتمنيت على الحكومة السودانية أن (تطول بالها شوية).. أن تنظر للبترول باعتباره ثروة شعبين.. في الجنوب والشمال.. وليس ثروة حكومتين.. وأن تساعد الخيرين في حكومة الجنوب الذين ينظرون بعين استراتيجية للعلاقات بين شطري السودان.. حتى تحرم (أصحاب مصلحة في البلدين) الذين يقتاتون من وقف تطبيع العلاقات.. ويصطادون في الماء العكر الذي توفره مثل هذه الفواجع.. الآن.. وقد توقف ضخ النفط فلا شئ يجلب العشم عند الطرفين.. صارت اللعبة والمواجهة مفتوحة بمبدأ (ليس لدي ما أخسره).. وقريباً سينشط المتنفذون في جوبا الذين يرفعون شعار (لا صوت يعلو فوق صوت منطقة "أبيي").. وسيفتحون جبهة جديدة.. ليس مقصوداً منها اعلان "أبيي" منطقة حرب فحسب، بل الزج بالبلدين في مواجهة جديدة مع مجلس الأمن الذي يحرس المنطقة بقوات اثيوبية. على كل حال.. ربما الأفضل أن نقول.. اللهم لا نسألك رد القضاء- فقد وقع-.. ولكن نسألك اللطف فيه..