|
مصير الجيش السوداني بعد انهيار الإنقاذ
|
سيأتي اليوم الذي سيفكك فيه الجيش السوداني، لأنه فقد كل مقومات المؤسسة العسكرية النظامية والمسألة لا تحتاج لكثير تساؤل لا من النظام وانصاره ولا من افراد المؤسسة العسكرية بما فيها العناصر غير الحزبية أو غير المنتمية للؤتمر الوطني، أو اصحاب الولاءات الاخرى ( وهذا غير مفصح عنه وغير متحدث فيه في الجيش وفي المؤسسات العسكرية عموما). السؤال الملح هو كيف يمكن حدوث ذلك بكامل السلاسة ودون اي حوادث كبيرة؟. وتفكيك الجيش السوداني في هذا السياق يعني تفكيك نظام الانقاذ بكامله. اثبتت التجارب ان انظمة نووية مثل الاتحاد السوفيتي و نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا (وهي انظمة نووية) قد تم تفكيكها دون اي حوادث تذكر. حين تم توقيع اتفاقية السلام التي افضت فيما بعد الى استقلال دولة جنوب السودان، لم يتم دمج حقيقي للقوات المسلحة في التابعة للحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش السودني. ربما تكون قد حدثت بعض التنقلات والانتشارات الرمزية ولكن مع احتفاظ كل طرف بقواته وبهرميتها على ما هي عليه – حسب علمي. ولكن لا اعتقد ان ثمة امكانية لاستيعاب قوات الجبهة الثورية في الجيش السوداني بشكله الراهن سواء سقطت الانقاذ بالعنف ام بالتفاوض مع الجبهة الثورية. اتعشم بالطبع مثلي مثل الكثيرين في ان يسقط نظام الانقاذ عن طريق ثورة شعبية وليس عن طريق مواجهات عسكرية مباشرة والاسباب معروفة لكل متبصر في نتائج الحروب. الثورات الشعبية التي اعرفها واعرف تاريخها في السودان وفي اماكن اخرى لعب فيها انحياز الجيش لصوت الشارع وللشعب دورا حاسما. اذا حدث هذا الامر هذه المرة سيكون فرحنا مضاعفا بعودة العافية والنخوة لقواتنا المسلحة كما نتوقع منها لمؤسسة مسئوليتها حماية تراب الوطن ودستوره ( اثبتت الاحداث انها ذات المؤسسة التي خانت الدستور مرات عديدة ، او جزء منها لترزح باقي المؤسسة تحت وطأة الخيارات السياسية للفئة المنقلبة على الديمقراطية) ستكون المفارقة اعظم هذه المرة لأن الجرائم بمعنها العالمي التي ارتكبها نظام الانقاذ في حق الانسان السوداني، مستخدما القوات المسلحة والميليشيات الموازية التي خلقها تستدعي ترتيب البيت من جديد واخراج الذقون المتعسكرة التي لا تبالي بشرف العسكرية وهرميتها ومنظومتها الاخلاقية وبقوانين الحرب وهذا أمر اشك في امكانية حدوثه بشكل يحقق العدالة في حق الشهداء والقتلى والضحايا بمخلتف اشكالهم الذين تضرروا من هذا النظام. بلا هذه العدالة سوف لن تتحقق المصالحة التي تقول تجارب الشعوب في رواندا وفي جنوب افريقيا وفي البلقان واماكن اخرى كثيرة بأنها الصيغة اللازمة للبدء من جديد.
|
|
|
|
|
|