|
|
 دراما عربية..دراما تركية! إلي متي؟
|
دراما عربية.. دراما تركية! إلي متي؟
لقد ظلت ادارة التلفزيون تقدم الدراما العربية خاصة المصرية و لماما دراما سورية و اخري لآماد مؤبدة فيما يبدو و في الاونة الأخيرة اصبحت الدراما التركية متاحة ايضا لجموع المشاهدين. سيكون لهذا الأمر اسباب متعددة لا أود الخوض فيها في هذه الكتابة.
معروف ان السودان من دول الهامش العربي و تاريخيا هو جزء من بلاد السودان او the land of blacks . تقديم الدراما العربية بهذه الاستمرارية غير المقطوعة و غير الممنوعة يؤكد هذه الوضعية الهامشية. تريد لنا فيما يبدو ادارة التلفزيون و سلطات الثقافة ان نظل الي الأبد في وضعية المستهلك للثقافة العربية و ما يستتبع ذلك من انسحاق و قهر. معروف ان دراما الشعوب العربية تعالج قضايا اجتماعية تخص المجتمعات التي انتج فنانوها تلك الدراما و كمثال فقط قضية التار او قضية سوء العلاقة بين الزوجة و ام زوجها علي سبيل المثال و هي امور لا علاقة لها بالسودان ناهيك عن اهمية الفوراق الطبقية في صياغة العلاقات العاطفية بين الشابات و الشباب فالفوارق الطبقية بالسودان ليست بتلك الاهمية في تحديد امور كالزواج و خلافه لان للسودانيين امورا اخري تخصهم في هذه الزاوية مثل علاقات القربي و زمالة الدراسة و العمل او الجوار في السكن. و من الامور الأخري المهمة فكرة معايير الجمال الانثوي فعند العرب عموماً "السمار هو نصف الجمال و البياض الجمال كله" كما يقولون. تقديم الدراما العربية لابطال عرب و بطلات عربيات من العُرْب الأتراب سيطرح نموذجا قاهرا للجمال ببشرة بيضاء لا تستطيع الفتاة اليافعة السودانية له سبيلاً إلا بكريمات تفتيح البشرة و تلك القصة المريرة التي تحدث باستمرار من فسخ و لبخ و مسح و مسخ. و الشباب لا يستطيعون التماهي مع عزت العلايلي و غيره من اصحاب الشعور الناعمة. ما ينطبق علي الدراما العربية ينطبق علي الدراما الاجنبية بفارق قليل ألا و هو توفر ابطال سود مثل دينزل واشنطون و سيدني بواتيه و مورغان فريمان و غيرهم من نجوم هوليوود السود. لم تقدم الدراما العربية سمرا غير امثلة محدودة مثل احمد زكي عليه رحمة الله.
بلاشك هنالك امكانية لانتاج دراما سودانية و لهذا الامر مشاكل يمكن تذليلها بتوفير التمويل السخي و بيع هذه الاعمال باسعار قريبة من اسعار الدراما الأجنبية للتلفزيون القومي وقناة الخرطوم و النيل الازرق و تلفزيون الشروق لان طموحنا في بيع الدراما السودانية للعرب هو مثل احلام زلوط لاننا كما اسلفت من دول الهامش العربي.
الأمر الاهم هنالك دول افريقية كثيرة تنتج دراما جيّدة جداً و معروف ان الترجمة علي الشريط متاحة باستمرار فلماذا لا يتم تقديم دراما افريقية لكسر هذه الرتابة التلفزيونية بيضاء البشرة و لقد عرفت من احد الاصدقاء ان التلفزيون الرسمي النيجيري و تلفزيونات افريقية اخري مثلا توقفت عن انتاج الاعلانات التي يمثل الادوار فيها اناس بِيض. اذا كان بمقدور ادارات الثقافة و ادارات القنوات الفضائية السودانية دفع الاموال لشراء دراما فلماذا لا تُشترَي دراما افريقية سوداء و هادفة. اغتاظ كثيرا من امتناع التلفزيون السوداني و بقية الفضائيات السودانية امتناعهم الكامل عن تقديم الموسيقي الافريقية لمغنيين افارقة كبار مثل يوسو اندور و سالف كيتا و فنانون آخرين من دول اخري لماذا فقط تقديم مواد عربية و هنالك الكثير المتاح في هذا العالم؟
طه جعفر
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دراما عربية..دراما تركية! إلي متي؟ (Re: طه جعفر)
|
الصديق العزيز: طه جعفر
تحيِّاتي لك
قرأتُ هذا المقال، وخرجتُ بغُصَّةٍ غريبة. قديمةٍ ولكنها مُتجددةٌ على الدوام. لا أعرف إن كان اللوم فيما تقوله يقع على عاتق السُلطة فعلًا، أم على عاتقنا نحن كشعب ربما هو مُستلب أكثر منه مُستهلك للثقافة العربية. في اعتقادي، يا عزيزي، فإنَّ الشخصية السُّودانية شخصية تُعاني من استلاب ثقافي، نابع في أساسه من أزمة الهوية المُتجذرة في دواخلنا. إنَّ وضعنا الثقافي يُرثى له في الحقيقة، ويبدو لي الأمر، وكأنَّنا نبتغي مرضاة العرب الذين، يبدو أنَّهم يُحاولون على مضض قبول واقع عروبيتنا اللسانية، وكوننا أعضاءً في جامعة الدول العربية، وهم لها كارهون كما هم كارهون كذلك لعروبة الصومال بالمثل.
الشخصية السُّودانية، يا صديقي، ومن واقع تجربتي الشخصية، هي أكثر الشخصيات انقيادًا وانجرافًا وراء التيارات الثقافية الأخرى، فالسوداني في أيَّ مُجتمع يُضطر إلى الانسلاخ من سودانيته، إرضاءً للآخرين، وقد لا يفعل هذا الأمر بحبورٍ كما قد يُعتقد، ولكنه الاضطرار المُعزز بأنَّه غير مرغوب به، أو بأنَّه غريبٌ ولامنتمٍ إلى عالم الآخر، فيُحاول التودد إليه باللحن في لسانه السوداني. انطر إلى المصريين في أيَّ دولة عربية، وانظر إلى الخليجيين، وإلى السوريين والعراقيين، واللبنانيين، في أيّ لقاء تلفزيوني مثلًا من يُضطر إلى تغيير لهجته واللحن بها مثلنا؟
الواقع يقول إنَّنا منبوذون بدمٍ بارد جدًا، ومهدور دمنا بنصالٍ مُسالمة للغاية، تحت دعاوى الإسلام الذي يجمعهم معنا، ولكن هيهات! إنَّ أزمتنا الحقيقية ربما لا تكون في الآخر الذي يفرض ثقافته، ولكن فينا نحن الذين لا نقبل ثقافتنا، وربما نخجل منها في كثيرٍ من الأحيان. ومن ناحيةٍ أخرى فإنَّنا، على الصعيد الدرامي، وهذا قد يُفتي فيه خبراء الدراما ربما أكثر مني، فاشلون في التعبير عن ثقافتنا، وعن مشكلاتنا وقضايانا، وربما لم نستفد بعد من التجارب الدرامية الأخرى في صياغة قضايانا المحلية بطريقة درامية تجعلنا نستغني فعلًا عن المُنتجات الدرامية الأخرى، فكوادرنا الدرامية ضعيفة للغاية من الناحية التقنية، وأذكر أنَّني أثناء مُتابعتي لمُسلسل "الزير سالم" كنتُ أذوب خجلًا من المشاهد التي يظهر فيها الممثل السوداني ياسر عبد اللطيف في دور "ياقوت" خادم وائل بن ربيع "كُليب" ليس فقط لأنَّ العرب لم يجدوا له إلَّا هذا الدور السخيف وال######## الذي بلا معنى ويُمكن الاستغناء عنه فعلًا، ولكن لطريقته المُخجلة في التمثيل، فقد كان يُثير حنقي كثيرًا بتكلّفه في التمثيل، الأمر الذي يُمكن ملاحظة بسهولة مُقارنة بتمثيل الآخرين، حتى أولئك الذين حملوا دورًا أقل أهمية من دوره كمثل شخصية "جُحدر" والذي قام بتمثيله الممثل السوري (الوجه الجديد آنذاك): مصطفى الخاني، وربما لم يكن دوره بالقليل فعلًا، ولكنه كان من المفترض أن يقوم بتمثيل دور الشخص ال######## في قومه والذي ينقلب فجأةً ليُصبح بطلًا وفارسًا لا يُشق له غبار.
وعلى أيّة حال، فإنَّ دور ياسر عبد اللطيف في هذا المسلسل (وهنا أعني تمثيله وليس دوره فقط) كان مُخجلًا ومدعاة للتقزز، وهذا رأيي شخصي طبعًا. وبالإمكان القياس على ذلك عندما يكون هذا هو دور الممثل السوداني في عمل مُشترك فكيف سيكون في عمل درامي محلي؟ لا أدري، ولكن أشعر بأنَّ الممثلين السودانيين لا يأخذون التمثيل على محمل الجد أبدًا، ولكنني لا أستطيع أن أُعمم، فهنالك ممثلون جيِّدون فعلًا. وبالمُجمل أستطيع أن أقول: إنَّ الدراما السودانية أمامها الكثير حتى تتمكن من جذب انتباه المُشاهد السوداني، قبل أن نفكر في تصدير درامانا للآخرين.
محبتي لك، وتحيِّاتي للأسرة الكريمة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دراما عربية..دراما تركية! إلي متي؟ (Re: هشام آدم)
|
| Quote: لواقع يقول إنَّنا منبوذون بدمٍ بارد جدًا، ومهدور دمنا بنصالٍ مُسالمة للغاية، تحت دعاوى الإسلام الذي يجمعهم معنا، ولكن هيهات! إنَّ أزمتنا الحقيقية ربما لا تكون في الآخر الذي يفرض ثقافته، ولكن فينا نحن الذين لا نقبل ثقافتنا، وربما نخجل منها في كثيرٍ من الأحيان. |
فعلا كما تفضلت يا هشام هي ازمة هوية متجذرة
لو تعاملنا مع اللغة العربية فقط كثمرة لعمليات تحويل قسري و تحول جبري تم عبر التاريخ
متنوع الفصول بين نوبا الدول المسيحية وعرب مصر ، تعاملنا معها دون استلاب او تمزق نفسي لإختلف الأمر
لكننا اخترنا ان نكون وهما ملكيين اكثر من الملك.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: دراما عربية..دراما تركية! إلي متي؟ (Re: طه جعفر)
|
| Quote: لو تعاملنا مع اللغة العربية فقط كثمرة لعمليات تحويل قسري و تحول جبري تم عبر التاريخ متنوع الفصول بين نوبا الدول المسيحية وعرب مصر ، تعاملنا معها دون استلاب او تمزق نفسي لإختلف الأمر |
أحسنتَ القول والإفصاح
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دراما عربية..دراما تركية! إلي متي؟ (Re: طه جعفر)
|
تحياتي طه
دعني أهزل قيلاً كما يقول أبو ريم
| Quote: لماذا نقدم اعمالا فنية لشعوب و دول لا يهتم اعلامها باي انتاج فني سوداني؟ |
لم ياخذ الفن السوداني جرعات التبيض كاملة بعد لذلك يحتاج لمزيد من الإبر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دراما عربية..دراما تركية! إلي متي؟ (Re: عادل البراري)
|
هذه من الآفات الكبيرة جدا والمدمرة التي لا يحس بها الكثيرون ، الامة التي تستهلك ثقافة غيرها ليس خليقا بها ان تسمى امة .
تعرف يا طه الموضوع ده انا غايظني بشكل غير عادي واعتبر نفسي سوداني "متزمت" ربما .. بلاحظ كتير جدا هنا في سودانيز اون لاين الناس بتستعمل عبارات ومفردات وجمل مصرية في كلامهم عاادي ، ليه ما بعرف ، بالطبع لكل شخص خياراته ، لكني اعتبره استلاب مكشوف والغريبة انو احيانا بطلع من ناس فارضين نفسهم هنا على انهم دعاة حرب الاستلاب ، اما الفيس بوك حيث الشباب صغار السن والفتيات الصغيرات فحدث ولا حرج .. والله بعضهم ما تعرفو سوداني ولا مصري ولا خليجي من خلال كتابتو ..
لماذا نستهلك ثقافة غيرنا من الاساس؟ جزء من الاضطراب الحاصل لمنظومة القيم السوادانية مرده الى هذه الجرعات الدرامية / الاعلامية التي تخرج من القنوات السودانية وغيرها .. لماذا لا يكون لدينا انتاج سوداني؟
وكما ذكرت ايضا ، لم لا يتم بث مواد افريقية ؟ حتى على سبيل كسر هذا الروتين الممل .. مسلسلات مكررة بايخة بايتة ، البطلة زوجها خانا ، اكتشفتو ، حاول يرجع ليها ، رفضت so what ??
السودان فيهو بيئات ثقافية متنوعة جدا بإمكانها انتاج الاف الاعمال في السينما والدراما ، ياخي ايران الظلامية دي بقت بتفوز في مهرجانات سينما عالمية ؟؟
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دراما عربية..دراما تركية! إلي متي؟ (Re: Abdullah Idrees)
|
| Quote: لماذا نستهلك ثقافة غيرنا من الاساس؟ جزء من الاضطراب الحاصل لمنظومة القيم السوادانية مرده الى هذه الجرعات الدرامية / الاعلامية التي تخرج من القنوات السودانية وغيرها .. لماذا لا يكون لدينا انتاج سوداني؟ |
كلامك سليم
يا استاذ عبد الله ادريس
شكرا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دراما عربية..دراما تركية! إلي متي؟ (Re: طه جعفر)
|
مصادرة حرية المعتقد و حرية التعبير و حرية البحث العلمي
التضييق علي الحريات بسبب القوانين القمعية المطبقة منذ 1983 بشكل عام
ر بما يكون واحد من اهم الاسباب في عدم وجود اعمال درامية ذات بال
هذا بالاضافة الي عوامل فنية كثيرة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دراما عربية..دراما تركية! إلي متي؟ (Re: طه جعفر)
|
العزيز طه ..تحاياي
في ظل القمع والارهاب لن يكون هناك اي منتوج فني دسم و كما تري تدهور مريع في كل المجالات ان كانت غنائيه مسرحيه دراميه رياضيه صحفيه.........الخ
صديقي لقد لامسنا القاع منذ ازمان........
انظر لتلفزيون السودان الدعايات يا كافي البلا...مصريه و سوريه
استلاب من امو.....
علي كلٍ ان لم نكنس هؤلاء الاوغاد ....ودّع السودان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دراما عربية..دراما تركية! إلي متي؟ (Re: waleed nayel)
|
Quote: في ظل القمع والارهاب لن يكون هناك اي منتوج فني دسم و كما تري تدهور مريع في كل المجالات ان كانت غنائيه مسرحيه دراميه رياضيه صحفيه.........الخ
صديقي لقد لامسنا القاع منذ ازمان........
انظر لتلفزيون السودان الدعايات يا كافي البلا...مصريه و سوريه
استلاب من امو.....
علي كلٍ ان لم نكنس هؤلاء الاوغاد ....ودّع السودان |
شكرا وليد نايل
اتفق معك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دراما عربية..دراما تركية! إلي متي؟ (Re: عادل البراري)
|
Quote: إذاً قد أفرخت فينا عدم الهوية
وكما قد أشير من قبل وقد اصبحنا نتجاذب نحو تلك العروبة تاركين أفريقيتنا بعناد مر وذهبنا نشتري من السوق الرسمالي كل دمغات اللصق والغسل حتى نغدوا من اتراب جيهنة اشترينا التحالف وبحثنا حتى أتينا بالمتاحف والمشامع والستاير والمخامل أشترينا كما تشتر البعير كل ما هو لسان قريشياً أو ينسب في حده الاقل بجامع اللون وصرنا مهوسين بذلك ليلاً ونهار تدخل بضائع ولا تخرج بضائع نشتري اللون بإندهاش ونشدق فاهنا الي اقصى حد لنجذب لاطراف لسان لغة دمشقية القوام وبعض من الشعر نجدي أن كان اصبغنا جلودنا وعقولنا وغيرنا كيراتين بكيراتين والسان مازال كوشي النغمات فخطواتنا مازالت تاتي من اعماق فكتوريا |
نيلنا ازرق
و نحنا سود
صغيرنا بتهابو
الاسود
| |
|
|
|
|
|
|
| |
طه جعفر
هشام آدم
عادل البراري
Abdullah Idrees
waleed nayel
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست