عركي والحداثة المنقوصة في أغاني المدن ؛ أضحكي نموذجا
ربما أمكن للفنان " أبوعركي" البخيت أن يسجل ظاهرة فردية فريدة في أغاني المكان / المدن إنطلاقا من أغنية (جبل مرة) عبر الألحان التي فتح بها أفقا جديدا وواعدا لهذا النمط . ففي خياله الموسيقي طاقة لحنية تماهت باحساس جمالي عكس حالات موسيقية فارهة يمكن أن تتمثل روح المدينة غنائيا . وفي صوته الذي أغرى (الكابلي) منذ البداية بأن يلحن له أغنية (جبل مرة) متأثرا بالرنة الإنشادية العذبة ذات الإيحاء الهتافي العميق في حنجرته ؛ ما يمكن أن يسجل مديحا حداثيا أكثر رقيا لأغاني المدن ، قبل التجربة الجماعية لفرقة عقد الجلاد بزمن طويل ، يمكننا أن نرى تلك الإمكانات اللحنية المتصلة بالخيال الموسيقي للحداثة في نصوص بعض أغنياته العاطفية التي يبدو فيها فضاء المدينة وبعض صورها لدرجة ربما تخلق تشكيكا لدى المتلقي من خلال المزج بين الحبيبة والمدينة ـــ كما سنرى في هذه الأغنية (أضحكي) ــ فذلك المزج الذي بدا مفككا وملتبسا لناحية جمالية النص ، كان بخلاف لحنها الجميل الذي عبر عن حالة موسيقية مندمجة في روح المدينة وصورها في الأغنية ، عبر تموجات لحنية برع أبو عركي دائما في أن يضفي عليها احساسا عاليا ومرهفا بحداثة المدينة . حساسية أبوعركي في موسيقى أغنياته التي لحنها تخلق اهتزازا وشعورا غامضا بحداثة في مكان ما من تجربته التي طالما انفتحت على أفق واعد بغناء مختلف ، ربما كانت المدينة إحدى موضوعاته . فالحداثة الحقيقية التي بدت في ألحانه دائما كجملة منقوصة ، كان يمكن أن تكتمل في مرحلة ما بأعذب صورها ، لولا الانتكاسة التي أصابت الفن في السودان منذ العام 1989م .... ربما . التحية للفنان الصادق والجميل أبي عركي البخيت . أغنية : أضحكي http://www.sm3na.com/audio/4acb55beaa99?fb_ac...ids=450266175050658%
04-25-2013, 11:19 AM
Elmosley Elmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683
حاولت ما وسعنى - دونما فائدة - أن افهم مقدمات هذه الجملة ..
Quote: فذلك المزج الذي بدا مفككا وملتبسا لناحية جمالية النص ، كان بخلاف لحنها الجميل الذي عبر عن حالة موسيقية مندمجة في روح المدينة وصورها في الأغنية ،
وفى بالى "الفطرى" أن الأغنية حالة جمالية قائمة بذاتها وبحيث يكون تحليلها لعناصرها الأولية (نص + معالجه لحنية + موسيقى + زمان + مكان ..الخ) مغامرة تحتاج الكثير من الإعتناء بالتفاصيل الصغيرة نحو محاولة تقديم اشكالات والتباسات محددة ومن ثم محاكمتها جماليا بمعزل عن الأغنية "المنتج الجمالى القائم بذاته" ..
فى البدء تعاملت مع "المزج الذى بدا مفككا" كإشارة جمالية .. فللفوضى جاذبيتها وسطوتها الجمالية يا عزيزي ... ولكن أن يكون ذلك بخلاف اللحن الجميل .. فذلك لا يستقيم .. وأعنى قراءتى للامر .. فخلصت أن الأمر عندك لا يعدو أن يكون عملية مزج فاشلة.. مفككة .. ملتبسة .. الخ .. وكل ذلك يقودنا للاستفهام عن السطوة الوجدانية الهائلة لهذه الأغنية " أضحكى" عند الكثيرين, لماذا ؟! .. الحداثة المنقوصة فى مجتمع لم يكتمل حداثويا ؟! .. أتسائل !!
تحياتى ..
04-26-2013, 07:46 PM
Tagelsir Elmelik Tagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028
Quote: حساسية أبوعركي في موسيقى أغنياته التي لحنها تخلق اهتزازا وشعورا غامضا بحداثة في مكان ما من تجربته التي طالما انفتحت على أفق واعد بغناء مختلف ، ربما كانت المدينة إحدى موضوعاته . فالحداثة الحقيقية التي بدت في ألحانه دائما كجملة منقوصة ، كان يمكن أن تكتمل في مرحلة ما بأعذب صوره
هل الموضوع هو الحداثة لمجرد ورود كلمة (المدينة، الكهارب الخ)، ودي مسؤلية شعرية، يتحملها المغني الشاعر ( كابلي، الطيب عبد الله وآخرين)، وهي ما يعرف في ادبيات الغناء الغربي ب songwriter (مارلي، ووندر، ديلان الخ...)، والخلط دائماً ما يحدث حين تناول سيرة المغني السوداني (مصطفي سيد أحمد - حميد، عثمان حسين بازرعة وهكدا)، ثم ماهي الحداثة الكاملة حتى نعرف المقصود بالحداثة المنقوصة، والتي تشير إلى عيب لم أدركه في أغنيات (ألحان) المبدع الجليل (عركي)، عركي كتب أغنيات بنفسه، ومن الغرائب أنه غير كلمات أضحكي، و سمى الأغنية (إنتي نيل) لإي آخر البوم غنائي (بستنشقك)، بسبب من قطيعة بينه و بين الشاعر، يعني بالدارجي (الأغنية المطروحة للتدليل أصبحت فاقدة لصلاحيتها)، حيث رفض عركي غنائها مرة أخري بالكلمات القديمة.
نسمع منك الملك
04-26-2013, 11:43 PM
محمد جميل أحمد محمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022
أهلا عزيزي محمد حيدر مابدا (مفككا وملتبسا) ـ بحسب ذائقتي على الأقل ـ هو احساس الحب المنعكس من خلال الكلمات وصورها ؛ فهو من ناحية كان مباشرا ، ومن ناحية ثانية كان الخيال في علاقات الصور ببعضها أقل قدرة على تكثيف المجاز ، شعريا ؛ فضلا عن بعض الكلمات التي تأتي حشوا وتكشف عن ذلك الالتباس والتفكك مثل (الناس الروائع) فليس ثمة علاقة دلالية أو وجدانية متصلة بالمجاز الشعري في هذه الجملة . الأمر هنا اشبه بلحن وردي لأغنية (بين الريد والهوى) فرغم بساطة الأغنية إلا أن اللحن كان عظيما ومتقدما وأكثر تعقيدا وإيحاء من بساطة كلماتها . اللحن في أغنية (أضحكي) كان حداثيا بامتياز ، شعرت به كما لو أنه كان أكثر التقاطا لروح المدينة وصورها التي تاتي في النص ضمن التداعيات المتجسدة والمنعكسة من إحساس الحب ـ لست خبيرا في علم الموسيقى ولكني أتحدث على الأقل من خلال احساسي بهذا اللحن الذي قد يكون صحيحا وقد يكون مخطئا بطبيعة الحال ـ ليس بالضرورة أن يكون التماهي متطابقا بين الكلمات واللحن ، هذا مما يمكن إدراكه بوضوح في الكثير من الأغنيات . لهذا وجدت في اللحن الجميل والمفعم بالحداثة ، سواء للونيته الجديدة والمختلفة ، أو لتناغمه مع النبرة الإنشادية والهتافية ذات المدود العذبة في صوت عركي ، ما يستدعي الالتفات إلى إمكانية أبي عركي وقدرته على استكمال تجربته الناجحة في أغنية (جبل مرة) وليجرب بهذه الإمكانات الصوتية واللحنية الحديثة لونية غناء المدن ؛ فالنفس الانشادي والهتافي بطبيعته الأقرب للأداء الكورالي ربما كان مناسبا لغناء المدن بوصفها أمكنة حديثة للمجتمع خارج أنماط وعلاقات البداوة والترييف . بالطبع يمكن للفنان بوصفه رائدا ومبدعا موهوبا؛ كأبي عركي أن يجسد حداثة موسيقية ولحنية انطلاقا من فرادته وموهبته ؛ إذ لايلزم من عدم كون المجتمع مجتمعا حديثا أن تظل بعض ظواهره الفنية الفردية متقدمة عليه ومتجة لحداثة رائدة . لم أنقص من قدر الأغنية بل هي جميلة جدا وفي لحنها الكثير مما يفضي إلى نماذج تحليلية تكشف عن رقيه وحداثته في علم الموسيقى . لكني حاولت : أن أجعل منها سببا للتأمل في علاقة ملتبسة بين اللحن الجميل وحساسيته الحداثية العالية ، وبين كلمات الأغنية وطبيعتها التي مزجت صور المدينة مفككة فيما هي تعبر عن حالة حب ، بدت فيها علاقات تلك الصور ببعضها أقرب للحديث عن المدينة في مكوناتها العامة ، والموضوعية ، والخارجية ؛ منها إلى حالة الحب الشخصية جدا والحميمية جدا والذاتية جدا ؛ هذا كله ما استدعى للحديث عن تجربة أبي عركي من خلال قابليته لإنتاج أغاني تعكس روح المدينة بالحان أكثر رقيا وحداثة ، مواصلة لتجربته الأولى في اغنية (جبل مرة) ؛ فالحداثة المنقوصة هنا تتصل بعدم استكماله لتجربة الغناء للمدينة رغم الإمكانيات المذهلة لعركي لو حاول استكمال التجربة. تحياتي
Quote: فالحداثة المنقوصة هنا تتصل بعدم استكماله لتجربة الغناء للمدينة رغم الإمكانيات المذهلة لعركي لو حاول استكمال التجربة. تحياتي
الاستاذ محمد جميل احمد تعرف من الامور الغريبة التي يقولها النقاد ان علي المبدع ان يفعل كذا و كذا و كذا و الي آخره من المطالب الغريبة تجربة الفنان عركي مكتملة الناقص هو خطاب النقد لها فالابداع لا يمكن ارجاعه الي بيت ابيه و امه و اعادة ولادته من جديد الابداع ود حرام كدا اراد الناس ام لم يريدوا عاوزنو خلوهو يعيش و لو ما عجبكم اتركوه في حاله فليس لقنله مبرر ارجو الا اكون قد قسوت عليك فانت قد حاولت محاولة انا اعتز بها لقد حاولت و قلت شيئا عن ابداع عركي و هذا فضل منك كبير و احترام منك للغناء و اهله لأن اسوأ النقد ألا تقول شيئا و هذا هو العادي فيسودننا الحبيب فاشكرك علي ذلك غياب النقد و موت خطابه احد اسباب فشلنا المستديم كسودانيين فليس عندنا نقد عندنا فقط الشناف و عدم المقدرة علي الشكر و عدم المقدرة علي فهم الجمال و يعود ذلك لتواتر القبح في حياة الوطن المشلول و المبدد و لانتشار الامية و موت الذائقة الفنية نتيجة لانعدام الوعي بالجمال الناتج عن استشراءالدين الجهول في حياتنا الفقيرة المعتتة
فتصبحون علي وطن
طه جعفر
04-26-2013, 10:58 PM
محمد جميل أحمد محمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022
Quote: لست خبيرا في علم الموسيقى ولكني أتحدث على الأقل من خلال احساسي بهذا اللحن الذي قد يكون صحيحا وقد يكون مخطئا بطبيعة الحال
الاستاذ محمد جميل ... صباح الزخات (الرياضية) التي تحاكي اجواء القارة العجوز او بعض من جو نيرتيتي ومرتجلو وقلول الاقتباس بعاليه هو مربط الفرس عزيزنا ولعل الموسيقار الموصلي قد اشار لها بذكاء وتحدث عن الموسيقى ونقدك يتناول النصوص ومايلحق عركي منه الاختيار فقط عندما نضعه في طاولة نقد استاذنا الموصلي في غير مكان تداخلت معه وهو من جيل (الحداثة) اذا صحت التسمية في الموسيقى السودانية والموصلي من رواد موسيقى الكاونتربوينت التي ترتكز على آلات النفخ وعلى حد علمي عن موسيقى الكاونتر بوينت انها تعني اللحن واللحن المضاد ولست اعلم هل كانت (اضحكي) اولى تجارب عركي فيها ام سبقتها اغنية اخرى لكنها تمثل تلك الموسيقى كنموذج مثالي كنت قد سألت الاستاذ/ مصطفى سيد احمد في جلسة استماع بكلية الصيدله بجامعة الخرطوم في ثمانينات القرن الماضي وطلبت منه تقييم تجربة عركي في استخدام موسيقى الكاونتر بوينت في موسيقى الاغنية السودانية فما كان من ارخبيلنا وهو الاستاذ في التأليف الموسيقي انذاك الا ان يقول لي (عركي تجاربه متقدمه ولست انا من يقيمه ...) لست هنا بوارد حجرك عن النقد وانت من انت في هذا المجال واحد اشهر الكتاب وعلم جمعية الصحفيين لكنني هنا احسستك لست ممسكاً بادوات النقد (الموسيقى اقله) وارى من الافيد ان نخضع النص واللحن والاداء عند التناول ... وودونك (تحديثات) عركي في ثلاثتها غير مبالياً الا بالقفز فوق المألوف عركي ابن ودمدني لو كان الزمان (لسع رضي) لكان جسر الاغنية السودانية من الحداثة الى العالمية كما كان الكاشف جسر الاغنية السودانية من النمطية الى الحداثة لي عودة ان اتسعت مواعين عادل فقيه لاختلاس اتكاءة ولك جل ودي واحترامي
Quote: ومن الغرائب أنه غير كلمات أضحكي، و سمى الأغنية (إنتي نيل) لإي آخر البوم غنائي (بستنشقك)، بسبب من قطيعة بينه و بين الشاعر، يعني بالدارجي (الأغنية المطروحة للتدليل أصبحت فاقدة لصلاحيتها)، حيث رفض عركي غنائها مرة أخري بالكلمات القديمة.
لهذه الاغنية هذا الكلام صحيح. اتمنى ان يجد الناس الفرصة كقناة الشروق مثلا ليوثقوا لمدرسة عركى الفنية
04-27-2013, 08:03 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
كدت أن اسأل: و هل للرواعية حظ في الحديث عن الحداثة أو ما بعد الحداثة؟..و هنا اعني ذاتي يا صديقي.. فنحن من نفر ناس خلا ساكت.. لا مدن لاكهارب ..لا جان و الكريسماس..لا حاجة فيك..ولا الذي منو ذاتو.. لكن برضك بنسمع ابوعركي البخيت..! و يتخيل لي يا محمد.. كل شعب أو زمن ثقافي حضاري محدد ليهو حداثتو الخاصة..و مابعد الحداثة برضك.. و بعد اذن ناس البنادر في ا م سودان ، فشغل ناس الحقيبة نقطة..و شغل ناس ابراهيم الكاشف ، ابراهيم عوض ، احمد المصطفى ، زيدان .. ممكن يكون حداثة..و شغل ناس عركي ممكن يكون ما بعد الحداثة..و هناك حفريات جيدة اشتغلها الأحمدين ( القرشي و طراوة).. ممكن تساعد كتير في استكشاف الحاجات..!!.. المهم على قول اخونا تبارك..!
زمان يا محمد.. عندنا اسطورة كانت حايمة في مدينة الدلنج..و مفادها أنو واحد عمك من ناس سلاح المزيكا في الخرتوم.. قام جاب ليهو نص مزيكا في نوتة..و قال للعساكر تشتغلو النص ده كتمرين.. أها العساكر جضمو ليك النص الموسيقي زي الترتيب.. لدرجة انهم انتهوا و تاني بدوا النص من الأول.. اها عمك قام سألهم: تفتكرو المزيكا دي من الحان منو؟.. اها العساكر هاك يا تشريع.. عبقري مزيكا حايم ما خلوهو..و عمك يشيل ويقول ليهم لأ..و لمن عجزوا حيلة.. قام قال ليهم: المزيكا دي بتاعة ابو عركي البخيت..!!!
تكون الأسطورة صحي أو كضب.. لكنها انطوت على اشارة مهمة للغاية.. و هي مزيكا ابو عركي فيها حاجة مختلفة و غريبة على المزاج و الفهم السوداني..و يتخيل لي دي نقطة ممكن تشكل مدخل لتناول الحداثة في تجربة ابوعركي كلها..وان كانت الحداثة تعني القطيعة مع التقليدي.. فاعتقد جزما انو عركي فعل و انجز بعض الأعمال التي يمكن أن تشكل قطيعه تامة عما قبلها.. سواءا في المزيكا أو الكلمة.. أو الأداء..و ان سمح لنا عيال البنادر و بناتو.. ان نبدي رأينا.. فتجربة (بخاف) حداثة..و سنام الحداثة هو (واحشني)..و (بعض الرحيق انا)..و ( سقوط دبشليم).. لأنو الحاجات دي الكلمة فيها قطيعة.. المزيكا قطيعة..و الأداء قطيعة..!!
و اتفق مع صديقنا تاج السر..انو المحاكمة بتاعة الحداثة مرات فيها ورطة..و بتحتاج انك تعاين للصورة بشكل متكامل.. لأنو النص برضك ممكن يشكل ثورة في نطاقو الخاص.. و لو جينا نتكلم عن نص (اضحكي) بنكون محتاجين نستصحب معانا تجربة الشاعر هاشم صديق (رائد المفردة الأنيقة في سماء اغنية دار ا م سودان)..لكني اختلف مع التاج في حكاية ذكر المناكفات التي حدثت بين الشاعر و المغني (هاشم و عركي)..و نحن جمهور المتلقييين و المتلقيات حقو ما نشتغل بيها كتير.. لأنو وجداننا اتشكل بتضامن الإتنين معا..و لو فعلا عركي حرد انو يغني (اضحكي) فبيكون عوقنا نحن الناس العادية اكتر مما يعوق غيرنا..!!
نصوص هاشم في ديوان (مزامير الزمن و الرحلة) فيها مفارقة كبيرة للغاية .. مقارنة بما سبقها..و فيها حميمية عميقة..و فعلا يا محمد كانت هي وجدان المدينة..لكن ياتو مدينة بالضبط (معظم نصوص الديوان ، خاصة جان و الكريسماس.. اتكتبت لمن هاشم كان في لندن بيعمل دراسات عليا في المسرح)..؟..لكنها تظل انيقة و مغايرة ( نفس الديوان برضك اشتمل على قصيدة حاجة فيك)..!
لكن عركي ، كمؤدي و ملحن ، يتخيل لي اضاف حياة باهية و زاهية للنصوص الغناها.. بما فيها نص (اضحكي)..و حكاية (ضحكك شرح قلب السمااااااااااااااااا).. يتخيل لي لو هاشم قعد ستين سنة ما ح يقدر يوصلها للمتلقي بتلك الحميمية..!!!
هل حداثة ابو عركي البخيت تحاكم بنص واحد؟ مندري..!!
و هذا لا يمنع ، بالطبع ، خيارات اخونا محمد جميل.. فمن حقو يحتفي و يتخاطر مع نص واحد من تجربة ابو عركي البخيت.. لكن يا ريتو يحفظ لينا حقنا في التفاهم..!!!
و دمتم جميعا..
كبر
04-27-2013, 09:29 AM
جمال السنوسي جمال السنوسي
تاريخ التسجيل: 09-14-2002
مجموع المشاركات: 6372
كشهادة مني وفي ندوة فنية اقامها العملاق وردي في الزقازيق في منتصف الثمانينات قبل الإنتفاضة بعام تقريباً
سئل وردي عن رأيه في الفنانين الذين ظهروا في الساحة وقتها
قال وردي بالحرف ( أبو عركي البخيت هو آخر جيل الفنانين)
وهنا يكمن الفرق بين فنان مبدع ومطرب ومؤدي
فأذا إعتبرنا أن الفن السوداني بناية (عمارة) من عدة طوابق وضع أساسها أهل الحقيبة في بداية العشرينات من القرن الماضي
ومن ثم بنت أجيال وأجيال الطوابق التالية
فالفنان المبدع هو من يضيف طابق جديد لهذه البناية بشكل هندسي جديد يختلف عن الطوابق التي من قبل ويضع عليها تقسيمات للمساحات بطريقة جديدة مع الأحتفاظ بالاساس الذي يتمثل في الهوية السودانية الفنية
وهذا ما فعله أبو عركي البخيت
فهو اضاف طريقة جديدة في التلحين والغناء .. بتميز واضح شغلت الراي العام كثيرا وخاصة بعد فوز اغنيته بخاف بالمركز الأول في مهرجان الأغنية العربية متقدما على كل عمالقة الفن العربي
واكثر الناس المسمتمتعين بالحان أبو عركي هم العازفين لأن الجمل اللحنية دائما ما تكون جديدة وتحتاج إلى عازف ماهر جدا كي يطبقها
وهناك الكثير من الأغنيات الصعبة عزفا التي لم يؤديها الفنان أبو عركي خلال حفلاته في السعودية مؤخرا وذلك لصعوبة تنفيذها من جانب العازفين
وما زال صديقي أبو عركي البخيت يسعى لتقديم الجديد وهو االآن في ورشة عمل كبيرة لتلحين عمل جديد عن مانديلا للشاعر الدكتور بشرى الفاضل
سيرى النور قريباً
04-27-2013, 02:44 PM
Tagelsir Elmelik Tagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028
Quote: واكثر الناس المسمتمتعين بالحان أبو عركي هم العازفين
ادكر أنني حظيت في ليلة باردة من ليالي فرجينيا، بحضور جلسة (بروفة-ريهيرسال)، مع عركي ومحمد عركي، في بيت أحد العازفين، تمهيداً لبدء جولته، في المدن الأمريكية، وداك بعد أن تعافى من ضجر (الجيت لاق)، وأعتاد على برودة شهر فبراير القاتلة، ضمت الفرقة (المهرسلة) بجانب محمد عركي (والدي يتوجب تناول ابداعاته في إعادة توزيع أعمال أبيه بكثير إهتمام)، ضمت أربعة من عتاة العازفين السودانيين يحمل كل منهم على عاتقه Resume ما أنزل بها من سلطان، ليس هنالك فنان في إقليم الغناء السوداني، لم يجلسو من خلفه ينفدون أعماله، وفي جزء من معين من أغنية (حكاية حبيبتي)، اعتكر وجه عركي فجأة، فطلب من قائد الفريق، أن يعزف له الجزء المعين منفرداً، توقف البقية وعزف القائد منفرداً، هز عركي رأسه وقال ومزاجه لم يصفُ بعد (لا ما كده)، ولم نكن نحن قد انتبهنا حتى إلى الفرق بين كده وكده، حتي أمسك عركي بالكمان، وعزف المقطع بمهارة أدهشت الجميع (محمدية وإنت طالع)، فتبين لنا الفرق، ولم يتبين لنا حتى الان، كيف تمكنت أدنه من تحديد الموقع الدي إنحرفت فيه الجملة الموسيقية المعينة بين اربعة عازفين(تقابل قصة تروي عن وردي، حين أوقف التوقيع على احدي أغنياته فجأة، وصاح باحد العازفين في وسط القوم: طلع اللبانه دي من خشمك). كان من أهم الأسئلة التي تدور بعقلي، حين لقاء (ملحن)، سؤال سادج لم أر حرجاً في اهتبال الفرصة، وتقديمه إلى عركي، إنت بتلحن كيف؟؟ فالتلحين الموسيقي composing، بالنسبة لي، عمل من أعمال السحرة، نقطة سطر جديد، فأجابني بسؤال مباشر، إنت بترسم و بتكتب كيف؟ أجبته بأن (الشئ) يجئ دونما قصد مسبق فقال لي (هدا هو المس)، ثم حكي أن بخاف تم له بناء هيكلها اللحني، وهو يمشي على قدميه من مكان ما في امدرمان، حتي لحظة وصوله إلى منزل صديق، وسؤالي عن (بخاف) بالتحديد، كان بسبب من إعتقادراسخ لدي، بأنه ولو قدر لشئ مثل نظام سباق الأغنيات الغربية المعروف بال Billboard، وجود في السودان، لتبوأت هده الأغنية أعلى المراقي ولكسرت كل الأرقام في التوزيع، ولحفظت موقعها من بين نوع مايسمي The ever green songs of all times، والله أعلم. ولكانت أغنيات عركي التي تلت إمتدادا للفتح اللحني الدي فاجأ به عركي جمهور الغناء السوداني، دات ليلة، عبر برنامج أمسيات. فقد إشتعلت عبقريته اللحنية، فأنتج أعمالا لا يزال بعضها في مرحلة التسجيل بآله العود، لم ينفد اوركستراليا حتى اللحظة، وغاب بعضها المنفد (المرهق للعازفين يا جمال السنوسي)، مثل أغنية (نوبية)، والتي لم يجرؤ أحد على مساسها بعد دلك ابدا فأعفي عركي العازفين من العنت، وقد حطينا بسماعها، ومن خلفه عمالقة الفرقة الوردية (صلاح خليل، حرقل، .....)، وقصة الحفل الدي أقامه عركي إحتفالا بحصول رفيقة حياته على شهادة الدكتوراه، وحينما انتهى العازفين من البروفات، قيل أنهم علقوا على لسان واحدهم (والله حقو الدكتوراه دي يدوها لينا نحنا). على دكر رفيقة حياته، فعركي واحد من قلائل الرجال السودانيين، الدين يعبرون عن مدي حبهم لزوجاتهم، في كل مناسبة، فعفاف هي المرأة التي تجول في كل الكلمات التي تغنى بها (التي كتبها مثل من معزتك إنت لي، وكل أغنيات البوم بستنشقك)، وتلك التي كتبها شعراء آخرين، ليس لعركي إمراة ملهمة جميلة ومستحيلة ومبهمة، ملهمته هي عفاف الصادق (الحية وموجودة دي)، هي مدينته وحداثته، ومفجرة البراكين من أعماق جسده الرقيق الناحل, لهما ولعيالهم الصحة و طولة العمر.
04-28-2013, 03:33 PM
محمد جميل أحمد محمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022
الشكر لكل الإخوة الذين تداخلوا في هذا البوست . وشكرا يا تاج السر على انزال النسخة الثانية من كلمات الأغنية ، بذات اللحن . بالطبع لم أقصد بالحداثة ، الإشارة إلى الكهارب ولا المصانع . قصدت بالحداثة : روحية اللحن الجديد والمختلف والجميل ولونيته المتفردة والمتصلة في ظني بخيال الحداثة والمدينة ـ وهي لونية أبي عركي بصورة عامة ـ ومافيه من خيال ، وتعدد في الأصوات والجمل الموسيقية بطريقة غنية جدا . كل من يتأمل طبيعة عنوان البوست بدقة ومنهجية سيعرف أنني أقصد بـالحرف (و) الحديث عن معية الحداثة الغائبة في أغاني المدن ونقص تلك الأغاني في تجربة أبي عركي ، مع قدراته الهائلة على انتاج مثل تلك الأغاني التي تحتاج إلى ألحان مركبة ومعقدة بخيال موسيقي فريد ، وليس انتقاصا من قدراته اللحنية وإمكاناته الفنية الكبيرة والمتفردة . مع الإيحاء أثناء التحليل الموجز بأن حيوية اللحن وحداثته في أغنية أضحكي ، يشبه خيال المدينة . ثم ألا ترى ياالملك ، أن براعة أبي عركي في توظيف هذا اللحن مرة أخرى بطريقة ناجحة ومتفردة وتركيبه على كلمات أخرى ، يصب في عبقرية ذلك اللحن وقدرته المرنة والشفافة على استيعاب شكل آخر من الشعر يتصل بنص المدينة ويعيدانتاجه عبر خيال شفاف يستوحي من المدينة مجازها الإنساني والفني والحداثي ؟ ................... تحياتي
04-28-2013, 03:43 PM
محمد جميل أحمد محمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022
أهلا طه جعفر . لم تكن قاسيا . الإبداع لابد أن يجرب نماذجه في فضاء واسع من الحرية . وشكرا على حسن تقديرك في ما كتبت من المهم جدا أن يُمارس النقد في النصوص الموسيقية والأدبية ، بشروط الحد الأدنى من المعرفة والذائقة والتخصص . النقد أهم ضرورة لازدهار الفنون ، والآداب ، والموسيقى . بل والحياة جميعها ؛ أما الإبداع فلا سقف له إلا الحرية . تحياتي
الأخ العزيز طه بدر . تحياتي شكرا على مداخلتك المتميزة . لقد كان نقدي واضحا لنص الأغنية. بالعكس كنت أرى من خلال كلامي عن لحن الأغنية قابلية ذلك اللحن المفعم بالحداثة لأن يضمر رؤية غنائية ما في نصوص المدينة . وهذا مااستدعى الحديث عن أغاني المدن الناقصة في تجربة أبي عركي باستثناء جبل مرة التي يمكن إدراجها في أغاني المكان . ما عنيته من هذا البوست هو أن اللونية اللحنية لأبي عركي بعمقها وحداثتها وخيالها المركب تجربة يمكن أن تخوض في تقديم نمط جديد لأغاني المدن انطلاقا من حداثتها من ناحية ، وبناء على تجربة أغنية جبل مرة من ناحية ثانية . شكرا لك على حسن تقديرك . ولكني أرى أن النقد هو الشرط الشارط لحيوية الإبداع واستمراره متألقا . تحياتي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد جميل أحمد
Elmosley
محمد حيدر المشرف
Tagelsir Elmelik
طه جعفر
طاهر بدر
إبراهيم عبد الحليم
Kabar
جمال السنوسي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست