|
لنا تذكرة و للراحلين عبير..
|
أكثرنا يعرف عِظَم ذلك الشعور حين يهبط عليك و أنت تطالع السواد يتمدد على خلفية صفحة المنبر.. و سؤال يطرق عقلك بعنف الف مرة قبل أن يكتمل تحميلها، ترى من رحل هذه المرة؟ استرعى انتباهي أن الراحلين دوما يكونون خيارٌ من خيار، غالبا هادئون، أكثرهم موضوعيون و صادقون يتنقلون بيننا بكل وداعة كالفراشات و لا يتركون أثرا سوى لثمهم لزهر موضوع الساعة بعبارات خفيفة و هادفة و كأنهم يأتوننا بقبس من كوة الأيام الكالحات، أو كأن أحدهم ليقول : لقد عبرت من هنا، قد لا تهتمون اليوم بما أقول لكن سيأتي يوما ما و تفهمون! لم أجد في هذه الدنيا و حديث الناس أصدق من عبارة ( الأنقياء يرحلون باكرا) و قد تحققت من صدقها هنا في منبرنا هذا و أراها بُعيد كل رحيل منذ حضوري هنا عقب رحيل المرحوم الخاتم ثم المرحوم ميرغني و المرحوم عماد محمود و المرحوم سمندلاوي و غيرهم اتمنى أن نذكرهم جميعا و ندعو لهم و نجعل من رحيلهم تذكرة و نبراسا لنا الا عليهم صلوات ربي و رحمته و قبول و رضوان في جنات النعيم و لآلهم و محبيهم الصبر و حسن العزاء
|
|
|
|
|
|