|
(مقال جميل) ضحكة بغير شفاه أو ذوات آخر أ/ نجوى تاج السر
|
{b} ضحكة بغير شفاه أو ذوات آخر أ/ نجوى تاج السر ______________________ (1) عندما يجتاحك الخواء الروحي والفقر النفسي ويمتصك دهورا وتعيش معه وتصير كُل من أجزاءه عندئذ تبقي كل المستجدات شيء من عدم . وفيها اختلاط معني التقدير والصداقة. والتباس التفريق بين الصديق والخل الوفي والحبيب من بينهم , وبما انك أول بصمة للعدم , يبقي السؤال :كيف تكون معاني الأخوة والصداقة قيمة ومعني؟؟؟ (2) علام انظر إليك يا أخي أنا في بكورة إحساس لم أدرك كنهه , هل طرأ بخلدي أن أكون أنت دون أذن منك !! أو أنا أنت ؟ محال ومستحيل . لدي تقدير فردي يتضمن تجربتي دون تجزئه أذوب في أصل الفكرة أتمنطق بها أجوب صحاري النفس باحثة عن سدرة وعندها أعيد لك معني فهمك , فقط ابقي بجانبي ولا تدعني أسير بلا رفيق.عفواً ؛هذا ليس برجاء ولا يعني التماس ولتكن إنسانيتك هي الأسمي. (3) إذا صادفت في حياتك اُناس جميلون يميلون إلي الحب الحياتي العذب الرفيع بمنطق والديمومة الكاملة لا العدم المميت الفاني , برأيك ماذا يكون حال حياتنا دونهم انحيلهم إلي حقيقة أم نختزل أمانيهم سراب ؟ كثيراً ما أغوص في عمق الماضي إخفاء لاعيوبي وإذ بالحاضر يساوم مراراً لينتشلني بأماني قد تكون دون منال .. . سؤال :كيف أسألك من أن تكن معاني الأصالة وجوهر الأمن في إرضاء الذات أم الهروب منها , كيف تكون الغيرة والألفة وكيفية إحداثها في أعماقنا دون اكساب الآخر مرارة الفشل في الإستمرارية أو البقاء إن صح المعني ؟ أسألك أيا صاحبي لما أخترقتني ومزقت سدرتي , وكذلك اجتياحك خيمتي كل ذلك لتسلبني عقلي أم لتجاريني بمهارتك قل ؟ قلي بربك وما تمليه عليك ذمتك أفي الحياة أمنية سواك تحيل كل الزحمة والجلوس علي الأرصفة صفاء عدا الحقيقة الناصعة التي تزين محاجري بلآلي من عمق الماضي والحاضر الإنساني . (4) اشتاق إلي المعتق الأصيل وإلي الإبحار في جوف الكلمة من صميم التاريخ , وأحن إلي مرافئ القيلولة عند اشتداد لفيح الصيف وللعب مع الكبار بجسارة واقتدار , كل ذلك أحن وأشتاق إليه , والغريب أشم رائحة الغبش أتكيف بوجودها مع عبير ماضي وذكريات أضحت قاموس يضيع الذكري في طياته , وابنوس يزين معجم الروح بزهور من جنان الذكرة الدبقة ويعيد سواد ما ابيض من رحيق أنفاسي المتقطع بمنشار المسافات وتروس الأزمنة. أوتدرون معني الصراع بين الأمس والمسافة وانسكاب الآلم الإنساني بين الحنايا من أجل الجمع بين الآخرين وآخرين , وآخرين حتي يغدو هو والآخر سواء . وفي الصباح رحلت إلي كل الأمكنة عدا ذلك المكان الذي أصبح جزء مني يقول عادل عبد الرحمن في حصار التفاصيل : (وكرهت فيه التحديق بصدق واخلاص للبحث في الذات وعنها) ويقول كجراي: (ليتك ما عدت لنا ليتك كنت أملا نلهث خلف ظله نحلم بالبهجه عبر لحظة إنطلاقه ها أنت في المتحف مومياء والزائرون نحن غير اننا لانعرف البكاء نضحك في بلاهة تدعوا إلي الرثاء أغفر لنا حفنه أغبياء) الغريب أن الخيال يحيل الأرصفة القديمة إلي إرشيف عرض , دون أبجديات والوضوح هو الزمان الجد , وعند إندلاق أحرف الجد بكل ما فيه في عمق خواطرنا نتذكرك وكلنا معك ومعكم . قولي لي يانيروس زماني كم أزمان ضمنت أزمان وكيف تولدت من معين الذات أزمنة وذوات آخر وكذلك نفس تآلفت مع أنفسنا لتعطي ثالوث اكبر . تعللنا وأشفقت المقل لما أثقلنا عليها وماذا أيضاً ! المشكلة أن الحقيقة لا تحتمل كل السرد والتحليل . وهنا مقولة : العدم لن يصبح يوما ما سوي عدم هو مايقوله الموت وقبضته تقبض علي العدم وكان سؤالي حتي ولو انتصرت الحياة وعاد الموت إلي ضحكة بغير صوت ضحكة بغير شفاه .... ضحكة من عدم حتى ولو انتصرت الحياة وإن تجددت الحياة فإن العدم لن يصبح يوماً ما سوي عدم عاد يكرر حكته للمرة الألف كما لم يسمعه أحد وإلي الأبد) ) الأربعاء /17/4/ 2007 {b}
أ/ نجوى تاج السر – محاضر بقسم العلوم التربوية جامعة كسلا }
|
|
|
|
|
|