أحلام مِنْ أقبية المنافي .. الحلم الرابع

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 03:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-01-2013, 02:24 PM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أحلام مِنْ أقبية المنافي .. الحلم الرابع

    أحلام من أقبية المنافي

    الحلم الرابع

    أسدل الليل أستاره في ليلة من ليالي فبراير القارسة والأرض قد اكتست بلون الجليد الأبيض، ومحمد يجلس في خمول في أحد فنادق شارع كينج استريت بولاية فيرجينيا، ينظر إلى الساعة بعينٍ فاترة كأنه لا يريدها أن تحرك ساقيها باتجاه العاشرة مساءاً، لا زال أمامه بعض الوقت، رن جرس هاتفه الخليوي شاهد شاشته تنبهه أن المتصل هو صديقه جوش، لم يشأ أن يرد عليه، وتهاوت يده حتى سقط هاتفه، مد ساقيه إلى منتهاهما وتمطى وهو يتثاءب بصوتٍ عالٍ، ثم أرخى جفنيه الفاترين في إهمال وأسلمهما إلى دغدغة النعاس، فانسلت مشاعره وروحه هاربة من برودة الشتاء إلى دفء الوطن.
    ... استلقى محمد على "عنقريبه" بحوش الدار يطالع القمر ليلة تمامه، تتأرجح في مخيلته الآماني والآمال، وهو يرى الوطن قد ضاق بهم بعد أن كان يسع الجميع في حياةٍ نقيةٍ راقية ليس فيها مكاناً للعجز والخمول، حياة تنسم فيها الجميع هواء الحرية العليل، وأقبلوأ فيها على العمل الجاد منذ أن أسفر الصبح إلى أن جنحت الشمس إلى الغروب فإذا عادوا إلى أهلهم، غرسوا فيهم حب الخير، والرفق بالضعيف والبر بأولي القربى، واختطفوهم من الأثرة والجموح في الذود عن أثرة النفس اختطافاً، فاطمأنت القلوب في مودة ورحمة انتظمت سائر الناس. سكنت نفسه إلى حيث هذه الصورة القديمة واطمأنت، فنهض واقفاً وأمسك بفرشاته يترجم هذا الإحساس الجميل إلى خطوطٍ تداعبها ألوانٌ هادئة.
    وقفت بجانبه أخته زينب تنظر إلى اللوحة الجديدة وهي تتشكل، وفي يدها لفافة تهزها هزةَ ذات معنى. نظرت إليه في حنان قائلةً:
    • يبدو أننا سنرى عملاً جديداً إن شاء الله!
    التفت إليها وهو يراقب اللفافة ترتفع أمام عينيه وتهبط، وأجابها:
    • نعم .. هي لوحة جديدة .. لم تكتمل بعد ..
    هزت لفافتها بشدة، وقالت:
    • يبدو أنك قد استمرأت الكسل، فأصبحت لا تُكمل عملاً أبداً!
    نظر إليها وعيناه زائغتان بينها واللفافة وقال:
    • كيف ذلك يأختاه وأعمالي قد أذهلت الجميع، ومعارضي حازت رضاهم في العالم كُله، ويكفيني أن لوحة "العروس الحالم" قد اختيرت كأعظم عمل أفريقي خلال السنوات العشر الأخيرة وقد بيعت ...
    قاطعته زينب وهي تنظر إليه حانية:
    • ومع كل الذي تقول يأخي العزيز، هنالك عمل عظيم لم تكمله بعد، وهو العمل الوحيد الذي يمكن أن أطلق عليه صفة عظيم ..
    أدهشته كلماتها، وأسرته اللفافة وهي لا تزال ترتفع وتهبط في يدِ شقيقته، قال:
    • أتمزحين! .. لا يوجد بين أعمالي عملاً تركته دون أن يكتمل ..
    مدت إليه اللفافة ملحة:
    • فما بال هذا الرسم لم يكتمل ..
    تناول اللفافة بيدٍ مرتجفةٍ، ثم فردها يناظر محتواها، سقطت اللفافة على الأرض كأنها ثقلت على يديه، وزاغ بصره كأنها سكرة الموت، تناولتها زينب في هدوء ووشدتها على حامل اللوحات، ربتت على كتفيه، وقالت راجيةً:
    • إن هذه اللوحة أحق أن تكتمل من كل أعمالك التي أكملتها، فهذه هي العروس الحالم الحقيقية يأخي، أليس كذلك؟
    اشتعلت في نفسه عواطف متداخلة، كتلك التي تثور في نفس الفتى حين يستحضر أطرافاً من حياته، عاش فيها مستمسكاً بالآمال والأماني العذاب التي لا سبيل إلى بلوغها ولا مطمع في تحقيقها، فسكن قلبه حزناً وحرماناً لا يمكن استدراكهما ولا إلى اتقاء ما يثيران في النفس من المضض واللوعة والأسى فانقطعت عنها تلك الآمال والأماني التي طالما تعلقت بها. تسمرت عيناه على اللوحة المشدودة، وتحدرت منها دمعة سخينة.
    تناهى إلى مسامعه صوت بعيد، مد أنامله يمسح دمعته فإذا به يفرك عينيه والصوت يرتفع قليلاً قليلاً ثم يهدأ، تلفت يمنة ويسرى فإذا هو لا يزال متمدداً على كرسيه في غرفة الفندق نفسها، وإذا صوت الرنين الذي سمعه منذ قليل يعاود الإرتفاع ثانية، وإذا شاشة هاتفه الخليوي تنبهه بأنَّ صديقه جوش قد عيل صبرا. لم يشأ أن يرد عليه، بل نهض عنْ كرسيه إلى سريره وقد أثقلته الهموم، يريد أن يهرب من برد المنافي إلى دفء الوطن مرة أخرى، واللفافة المشدودة إلى حامل رسمها تستجديه أن يكملها.



    وتتواصل أحلامنا بإذن الله
                  

04-02-2013, 01:25 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحلام مِنْ أقبية المنافي .. الحلم الرابع (Re: Dr. Salah Albashier)

    ***
                  

04-02-2013, 02:11 PM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحلام مِنْ أقبية المنافي .. الحلم الرابع (Re: Dr. Salah Albashier)

    لمزيد من الاطلاع
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de