في بوست الترحيب باعضاء الفيس بووك.. من ضمن التعليقات كتبت سامية عثمان تقول:
Quote: فرصة سلام لاستاذى الغالى محمد النور كبر درستنى فى نسيبة الثانوية و حقيقى واحد من المدرسين المابتنسو ابدا ياااه مرت سنين اتابع كتاباتك باستمرار و تحياتى لكل اهل الدلنج اتاحوا لينا فرصة كبيرة فى الفيس بوك و غرفتكم بقت ماشاء الله منها دعم المستشفى و المنظمة و الكتير تحياتى عبرك للجميع دكتورة سامية عثمان
(1) تحية للصديقة و الإبنة سامية عثمان ، و التي ذكرتني بتجربة حياتية تناسيتها تماما..و هي تجربة التدريس في المدارس الثانوية العليا في السودان ، و التي وهبت لها بعض من اوقاتي..و هي مناسبة هنا ان اكتب لأولئك.. البنات و الأولاد.. ممن كان يجلسون و اعينهم مليئة بالأمل الوثاب..و هم ينتظرون خيرا من شخصي..و قد يستغربون ان قلت لهم لم اكره في حياتي مهنة مثل مهنة التدريس..و الأعجب أن كل تجربتي في التطوع في التدريس كانت عن طريق المصادفة البحتة..و هي مصادفة مرات محزنة لحد البكاء..و مرة تجعلني اندهش من حدوثها..ففي وطن تأتي فيه الأشياء مصادفة ، يصعب أن يحيا الإنسان حياة طبيعية.. طفولة مرتبة.. مراهقة مرتبة.. شباب مرتب.. نضج مرتب.. لم تتيسر لنا الفرصة لكي نحيا كما يحيا اطفال العالم و شبابه..و لم تسنح لنا الفرصة ان نعيش معاش يجعلنا نلبي رغباتنا و نبني مواهبنا في المجالات التي نحس اننا سنبدع فيها..فاشياء كثيرة كنا نحلم بها ، و الواقع يقعدنا عن متابعتها..كنت احلم بان اتعلم الموسيقى..و ان اعزف الجيتار الأكوستك..و لكن في الأيام التي كانت فيها مثل تلك الرغبة.. لم تكن هناك امكانيات.. لا مراكز شباب فاعلة..ولا روابط لتعليم الموسيقى..و لا حتى المدارس كان فيها الآلات التي تتيح لك تعليم نفسك بنفسك..و لكن مع ذلك خرج من اهلنا من يعزف الموسيقى ويلعب كرة القدم..ويغني الغناء..الصدفة وحدها هي التي كانت تشكل فينا دروب الحياة و خطواتها..و من نافلة القول هنا.. حتى كلية القانون التي درستها في جامعة الخرطوم..كانت هي الأخرى عن طريق الصدفة البحتة..!!!
الى دكتورة سامية..و دكتورة حواء مختار..و المهندسة هاجر احمد ابكر..و غيرهن كثر.. اولاد و بنات.. اهديهم هذا الحكي ..و هذا الجانب الذي لم يكن متاح لهم رؤيته..و اقول لهم.. تذكروا كثيرا ان جيلنا هو جيل اولاد الزمن المــُر..ذاك الجيل الذي وعى المأساة و اكذوبة الوطن الكبير..فأسقط علينا..و لم نستطع استعدال الوطن..و اصبحنا نلعق خيباتنا و هزائمنا في صمت..و لا نخرج من ذلك الصمت الإ حينما تأتي مثل هذه الإلتفات العابرة..و هي تحتقب الدهشة.. لتفجر فينا منابع التذكار..لكم جميعا..احكي و انا فرحان.. فرحان لأن ما فعلته بالصدفة.. قد اثمر..و ان الثمر قد التقيته بالصدفة ايضا..!!!
(2) بدأت العمل في حياتي في وقت مبكر للغاية..و اول مرة اشتغل.. اشتغلت جرسون في كشك لبيع الشاي في مؤسسة تسمى معهد التربية دنقلا بالدويم..و المدرسة اساسا كانت مدرسة الدويم الصناعية..و في بداية السبعنات تم اغلاقها لفترة من الزمن.. ثم تم اعادة فتحها و استضافة طلاب معهد التربية دنقلا في مبانيها و ذلك لمدة ست أو ثمانية سنين (لأ اذكر بالضبط)..و بعض من خريجي ذلك المعهد هم اعضاء في هذا المنتدى..ثم عملت بعد ذلك في الزراعة..و انا تلميذ بالسنة السادسة الإبتدائية..وقتها كنت في مدرسة لقاوة الشرقية..و عملت في الزراعة لأسرتي..ثم بعد ذلك اعمال اخرى اغلبها عامل بناء (طلبة)..الى ان وصلت مرحلة استاذ في المدارس الثانوية (الدلنج ، ابوزبد)..
كبر
01-25-2013, 01:33 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
قلت أن علاقتي بالتدريس كلها كانت عن طريق المصادفة البحتة..و لم يكن يوما من ايام حياتي قراري بان اعمل بالتدريس.. و اذكر جيدا أن ملاحظات اساتذتي في مدرسة الدويم النموذجية.. تلك التي تكتب في نهاية النتيجة السنوية..عبارة (له نشاط مسرحي باهر و مستقبل ممتاز)..و كنت اظن ان هذه العبارة فقط الغرض منها تنبيه اسرتي لأمكانياتي المسرحية ، تلك التي لم استغلها بصورة ظاهرة الإ في عملية التدريس..!!!
فالنشاط المسرحي الباهر ، كما يقول اساتذتي متعهم الله بالصحة و العافية ، يحتاج القدرة على مواجهة الجمهور..و شوية من مبادئ فنون الخطابة.. صعب تقيف ليك قدام ستماية عين كلها منصبة في شخصك الواقف قدامها..فاول مرة جربت هذه المسالة.. قصدي مسألة التدريس.. كانت في مدرسة كادقلي الثانوية العليا (تلو)..و كنت حينها بالصف الثاني..و لم يكن لنا استاذ لمادة الفيزياء..فاجتمع نفر من حكماء الفصل (و بالطبع لم اكن منهم..و الله صحي..!!).. و قرروا أن يقوم نفر بتدريس الفصل لغاية حضور استاذ لمادة الفيزياء..و قد وقع الإختيار على صديقي على الضامر الفكي (خريج جامعة جوبا و الآن طبيب).. الحبيب الصادق حمدوك (خريج جامعة السودان و الان فني بصريات)..و شخصي (خريج جامعة الخرطوم قانون)..و قمنا بتقسيم الأبواب الأولى لموضوعات محددة..و من عجب كانت القرعة وضعتني في أن اكون اول من يبدأ بالتدريس..و حضرت الموضوع..و جيت وقفت قدام زملائي..و درستهم الدرس زي الترتيب.. مسألة (زي الترتيب) دي.. حدثني بها بعض الزملاء لاحقا..و حجتهم أن الحصة كانت بعد الفطور..و عادة حصص بعد الفطور الناس بترخم فيها..و البعض لا يتورع من اخد غفوة صغيرة..و ان ادائي في الحصة.. جعل الناس تركز بشدة..لدرجة ان اصحاب الغفوة تناسوا امر غفوتهم..! ولا ادري ما هو الأمر بالضبط: هل لأنو الواحد بيعرف يجعر كويس في الفصل؟.. هل لأنو الواحد عندو القدرة على حفظ الدور بصورة جيدة و يحرص على تسلسل الكلام و المعلومات؟..
ول أبا كبر تحياتي هذا هو السر. مما تعرفنا عليك بديوان بكري، وأنا أسأل نفسي، كيف هذا البقاري كبر زول مرتب وبقدم مادة رصينة، مرصوصة، ومصفوفة تقول هداي، فأجاوب نفسي واقول ممكن ولد مدرس أو مدرس من الجرمندية الدرسوا ثم لاحقا دخلوا الجامعة، لكن الأيام حبلى تلد كل جديد، .......وشكرا لطالبتك ( الدكتورة) التى (إسـتفزتك) لتكتب لنا السر وهو إنك واقع من السماء سبع مرات... زي قليل ممن نعرف. فتحيتي لك ولكل عصامي من تلك الأجيال العجيبة.
01-25-2013, 05:17 PM
احمد الامين احمد احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
Quote: بدأت العمل في حياتي في وقت مبكر للغاية..و اول مرة اشتغل.. اشتغلت جرسون في كشك لبيع الشاي في مؤسسة تسمى معهد التربية دنقلا بالدويم
.. زول سياسى قانونى بهذا الوضوح والصدق مع الغير مؤهل للحديث عن شؤون الهامش والمهمشين والفقراء فى وطن سواده الاعظم يمارسون مهن شريفة مثل مهنة (جرسون) وأخواتها التى يخجل الكثيرمن أصحاب الياقات البيضاء وأفندية السياسة السودانية حاليا من مجرد ذكرها رغم انها قد تكون مهن جل ذويهم ... دافيد بن غوريون اول رئيس لإسرائيل بدأ حياته (بائع صحف ) فأوصل دولته رغم صغرها لقامة عملاق يخشاها كل العالم حتى امريكا . ثاتشر بدات حياتها بائعة فى متجر فوصلت لسدة الحكم ثلاث مرات فى وطنها ... تونى بلير (رغم قبحه ) كان يعمل جرسونا بباريس خلال العطلات الجامعية رغم ثراء اهله ليتعلم الكثير من امور الحياة فوصل للحكم عدة مرات . ليدى ديانا سبنسر نفسها رغم ثراء أسرتها الفاحش كانت تعمل (غسالة وكاوية للثياب ) خلال عطلاتها ... تحية للجرسون القديم كبر القانونى والسياسى المحنك وهو بهذه الدرجة من الصدق مع الذات والغير ....
العزيز كبر ..التحية ليك ولي طلابك وطالباتك وهم يحفظون لك جميل فعالك .. وبديع خصالك ...
أقول ...هذه التجارب الحياتية ، غير المرتبة ، تجعل للحياة عمق ومعنى ، يفوق ما تتيحه الحياة الراهنة بترتيباتها الضاغطة ومعقدة إلى درجة التعقيد ...
واصل التداعي البديع ..نستمع بإستمتاع ..
صديقي و اخي العزيز.. ابراهيم.زحبابك كتر خيرك على المرور من هنا..! صدقني لو كان رتبوها لينا .زبرضك كان الواحد خرمجها..! تجربة التدريس تطوعا.. استغرقت بعض من سنوات عمري..و كنت اتجاهل هذه التجربة..و اظن انها دور حياتي عابر..قدر لنا أن نلعبه.. مثل بقية اداوار الحياة ثم نمضي في طريقنا..! حينما عملت في مدارس ابوزبد الثانوية (فترة الإلزامية..و سوف نحكيها لاحقا هنا).. قضينا فترتنا بشرها و خيرها..و لكن بعد سنوات..جاء من يطرانا بالخير..و برضك قلنا عادي زي الزبادي..! المهم سنحكي هنا..تفاصيل بعضها ممل..و بعضها مستهبل..و بعضها فيهو نظريات عدييل لو بتلقى من يشتغل بيها.. لكن تظل هي تجارب من حياتنا.. شكلتنا و قمنا بتشكيلها كم نرغب..! و دمت.. كبر
01-26-2013, 08:13 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
Quote: ول أبا كبر تحياتي هذا هو السر. مما تعرفنا عليك بديوان بكري، وأنا أسأل نفسي، كيف هذا البقاري كبر زول مرتب وبقدم مادة رصينة، مرصوصة، ومصفوفة تقول هداي، فأجاوب نفسي واقول ممكن ولد مدرس أو مدرس من الجرمندية الدرسوا ثم لاحقا دخلوا الجامعة، لكن الأيام حبلى تلد كل جديد، .......وشكرا لطالبتك ( الدكتورة) التى (إسـتفزتك) لتكتب لنا السر وهو إنك واقع من السماء سبع مرات... زي قليل ممن نعرف. فتحيتي لك ولكل عصامي من تلك الأجيال العجيبة.
ول ابا حماد..حبابك يا صديقي كتر خيرك على المرور من هنا.. عارف يا حماد..في سنة 1986 قضيت الأجازة الصيفية ما بين ابيي و المجلد و بابنوسة (طبعا هي المنطقة المكتوبة في شهادة الميلاد.زيعني ميلادي الرسمي في بابنوسة تلك.. اما العلي خليهو في سرك)..و كنت مغرم باشعار الهدايين..خصوصا الهداي العجوز ام بارات (عندو قصيدة بتشبه قصيدة أمحمد ود الرضي.. بتاعة من الأسكلة وحلا..و قصيدة ود الرضي بترصد محطات الباخرة من الخرطوم لغاية جوبا..و فصيدة ام بارات بترصد محطات القطر من بابنوسة لغاية الخرطوم..و استفدت من المقاربة في تقديم قراءة لقصيدة استاذنا محمد المكي ابراهيم.زقطار الغرب..و يكفي انو ود المكي بجلالة قدره اندهش من المقاربة..!!).. وكذا الهداي صاغة.. وسمعت شريط لصاغة ..وردت فيهو عبارات كنت اظنها مودرنا .. مثل مفهوم (البرولتاريا)..و (الكرملين)..ز و مبدأ عدم تكافؤ الفرص في الحياة (طقوك ام عويدات ، وقعتي للناس البخات)..و استغرقتني التجربة..و قمت مثلت دور هداي..و كتبت لي قصيدة طويلة فيها اسامي ناسنا في الأسرة (من ضمنهم اخونا ابراهيم فضل الله الفوق ده..)..و سجلتها في شريط كاسيت..و قمت سمعتو لأعمامي في بابنوسة..و قام عمنا واحد كده اسمو قمر جمع فضل الله.. اعتقل الشريط..و قال جن زي ده تاني ما بتكرر..!! تعلمت من كثيرين و كثيرات..و اهمهم جميعا حبوبتي ام سماح ام عسكرية بت نصر السكران (عليهما الرحمة).. و سرحت كتير.. بديت بالسرحة بالضان و الماعز.. ثم تطورت للسرحة بالبقر..و هي اجمل مهنة امتهنتها في حياتي لأنها علمتني الصبر و التأمل..! حينما عملت بالتدريس متطوعا..و معظم الفترة كنت طالب بكلية القانون.. كانت الوالدة.زربنا يمتعها بالصحة و العافية.. مصرة أن اصير مدرس..و كنت بأزوغ منها و بقول ليها: الشئ شنو يا حاجة.ز يعني عيالك كلهم يطلعوا مدرسين..!! (لأنو عندي شقيقي الأصغر الأستاذ سليمان النور..اختار التدريس..و قراهو في معهد التربية الدلنج..و هو صديق بالنسبة لي..و علمني نظرية كـــلاب بافلوف في علم النفس..و الإستجابة الشرطية)..و الغريبة حينما عدت الى الدلنج في ديسمبر 2012.. لقيت الأسرة بقوا فيها ثلاثة مدرسين (سليمان في مرحلة الأساس.. معلا في جامعة الدلنج..و اماني في مدارس الأساس في ابي زبد..!!)..! الحياة يا صديقي... شفنا فيها الكتير..و برضك وريناها الكتير..و كذا مرة.. لمن الحياة تعصلج معانا.. بنقوم نعيشها بالطريقة الدارينها..و صدقني الواحد مرات كتيرة بيحس بالسعادة..! بالرغم من كراهيتي للتدريس.. لكن اكتشفت مفارقة.. انو تاني مهنة (بعد القانون) لقيت نفسي قضيت فيها بعض من سنوات حياتي..و لست نادما عليها تب..! في جامعة الدلنج.. كانت هناك طالبة.. منذ ان دخلت الجامعة كانت بتسال من محمد النور كبر..و اسرته..و قد زارت البيت كثيرا ..و كان اخي معلا يحدثني عنها..و اتخرجت بدرجة كويسة.. ثم عملت الماجستير..و الدكتوراة.. و هي من تلميذاتي من مدرسة ابوزبد الثانوية بنات..و اسمها حواء مختار..و جذورها من دارفور..و حتى الآن اذكر ملامحها.. لمن كانت نحيفة..و فيها اصرار عجيب للمعرفة و الدرس..! و الفرق بين دكتور حواء و دكتورة سامية.. أنو الأولانية كانت ونسة بيت ساكت..و فيها خصوصية.. لكن سامية (كتر خيرها) قامت نشرت التحية على الملأ..فقلنا هي فرصة نحكي لأولئك الناس.. اولاد و بنات..و برضك نحكي للجميع..! و حتى الآن.. لو دعى الداعي.. ممكن تاني نتطوع و ندرس زي الما حاصل شئ..! كتر خيرك كتير..
كبر
01-26-2013, 08:47 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
Quote: تحية للجرسون القديم كبر القانونى والسياسى المحنك وهو بهذه الدرجة من الصدق مع الذات والغير ....
صديقي و استاذي احمد الأمين.. حبابك كتر خيرك على المرور من هنا.. في سنة 2010 تقريبا.. زارنا استاذنا الشاعر محمد المكي ابراهيم..و احتفلت به مدينة كالقري..و من ضمن الإحتفال.. قدمت مفاكرة صغيرة عن قصيدته (قطار الغرب)..و بعد المفاكرة .. قام ود المكي قالدني بصورة ادهشتني..و كان في القاعة احد ابناءه..و قال لي عبارة غريبة (ياخي انا شعر ابوي ده اصلو ما كنت قايل يوم ح يجي زول يمرق منو معاني قدر ده..!!!)... بعدها بايام.. نشر الأستاذ محمد ابراهيم مقالة صغيرة عبارة عن مطايبة لناس كالقري...وذكر فيها حاجة غريبة و قال ( رئيس وزرائنا المقبل الأستاذ محمد النور كبر..!!!)...!!! و لمن تجي انتا تقول لي قانوني و سياسي.. كده الواحد راسو ح يقع منو يا احمد..و في كل الأحوال يا ريت الواحد يقدر يكون قدر الثقة الممنوحة من قبل الناس..!
لم اخجل من مهنة امتهنتها في حياتي.. و من اظرف المهن.. اشتغلت كمساري في خط مواصلات في مدينة كوستي...بس المشكلة قامت سلطة البرستيج اتدخلت..و حرمتني من المتعة..فقام احد اعمامي عرف الحاصل..و سالني سؤال عجيب: بتعمل كم من القروش في الكمسارية؟.. و قلت ليهو .. مأئة و عشرين جنيه...و قال لي: ح اديك مأئة و اربعين..و اقعد ذاكر في البيت.. و قال لي ابوك يقول شنو؟..و لو باكر جيت قاضي في المدينة دي ح تتصرف كيف..!!! طبعا الرجل كان في وادي مفاهيمي بعيد..و انا كنت في وادي تاني.. لأنو المسألة كانت بالنسبة لي..Fun...من غير تعقيدات..و كنت عملتها مطايبة لود خالتي الجميل اسماعيل حسن ازيرق..!!!
في كوميديا شهيرة.. للكوميدي الأقركان امريكان .. كريس روك..و اسمها (رأس الدولة)..Head of State...و الفيلم اتعمل سنة 2004..و فيهوة نبوءة بقدوم رئيس افريكان امريكان ليحكم امريكا (شفت العالم دي مرتبة كيف؟.. يقوموا يجهزوا ليك شعور الجماهير قبال كم سنة بالح يحدث ليهم بعد كم سنة)..و في الفيلم كريس روك بيمثل دور مرشح بالمصادقة (زي حكايتي مع التدريس).. للرئاسة..و في خطبة المفاصلة..Final Debate...بيقول عبارة استغرقتني كتير..كيف تقدر تتتكلم عن قوانين مناهضة استخدام المخدرات و انت عمرك ما انسطلت؟.. كيف تقدر تتكلم عن قوانين تنظيم استخدام السلاح..و انتا عمرك ما مريت بتجربة رعب فيها سلاح و ذخيرة حية؟..كيف تقدر تتكلم عن قوانين التأمين الصحية و العلاجية..و انت عمرك ما جربت تقيف قدام دكتور و يقول ليك ما عندك تأمين صحي؟..و سرد اسئلة كتيرة..و من مثل هذه التجارب نتعلم.. فلقد كنا و لازلنا.. نقول..أنو في السودان.. لو ما مريت بتجربة انك تبقى راعي..و الحكامات يغشنك بخطاب الفروسية.. من شاكلة عندك كلاش تعيش بلاش..ما بتقدر تتكلم عن ففكرة مناهضة ظاهرة انتشار الأسلحة في مجتمع الرعاة.. و لو ما عشت تجربة انك تكون مدرس و كم شهر ما يجيك مرتب.. ما بتقدر تدافع عن حق المدرسين في انو لازم مرتباتهم تجي في مواعيدها..و لو ما عشت تجربة انك تعمل في بيئة قاسية و كل ما تملك هو ارادة ان يتم انجاز العمل.. ما بتقدر تتكلم عن تطوير قواين العمل و بيئة العمل...و لو ما شاققت في الخلا..انت و بهايمك في غضب الله... عرضة للمرض و تصاريف الحياة القاسية.. ما بتقدر تتكلم عن حقوق الناس..و هكذا..!
مشيت الخرطوم يا احمد في نهاية السنة الماضية..و لقيت غالبية الجرسونات حبش.. أي و الله..و كنت بقول للناس.. ليه ما يكونوا الجرسونات ديل سودانيين و سودانيات..؟.. خصوصا طلاب الجامعات..؟..و الناس تشيل و تضحك..كيف يعني طلبة الجامعة يشتغلوا جرسونات؟..و عرفت انو نحن لسع متأخرين سنوات ضوئية..و نفس الناس البتستغرب دي.. ممكن الواحد فيهم عادي يقعد يجوعر ليك: العمل شرف..و كسب اليد و عرق الجبين مافي متلو..!!.. يعني نظام بروباقندا.. تدخل عندي في نطاق سيوسيولوجيا النفاق (القاعد اهاتي بيها من سنين و لسع ما ما فضيت عشان انظر ليها اكتر)..!!!!
كتر خيرك على الإنتباه لهذه النقطة..و هي عندي نقطة حياتية مهمة..ولقد دونتها في نصوص قصصية.. بفكرة الإنتباه لقوانين الطفل..و عمل الأطفال..و لكن تظل هي الفترة المهمة.. التي وفرت لي مصاريف السنما في مدينة الدويم.. فبمصاريف شغلي كجرسون.. اتيحت لي الفرصة مشاهدة افلام فريد شوقي.. احمد مظهر.. نجلاء فتحي.. سعاد حسني.. نور الشريف.. حسين فهمي.. محمد رضا.. حسن يوسف.. شمس ابارودي..عادل امام..يسرى... يونس شلبي... سعيج صالح..كلينت ايستوود.. شارلس برونسن.. ازبايل الدجاني..و اخرين و اخريات كثر..!!!
و دمت..
كبر
01-26-2013, 08:22 AM
Mohamed Mekki Mohamed Mekki
تاريخ التسجيل: 01-12-2013
مجموع المشاركات: 266
قبل سرد الحكاوي التالية.. لابد من وقفة صغيرة نحي فيهم بعض من الأساتذة الذين تأثرت بهم في حياتي.. ثم وجدت نفسي اقلدهم لاحقا..و اكثر المراحل التي علقت بذاكرتي..هي المرحلة المتوسطة..و بالطبع لا يفوتني أن احي بعض من اساتذتي في المرحلة الإبتدائية.. الأستاذة فاطمة (بخت الرضا/نهر دينار)..الأستاذ حامد عبد الوهاب (بخت الرضا/نهر دينار).. الأستاذ امين على الريس (بخت الرضا/نهر دينار)..و نفس النهر تم تحويله فيما بعد ليكون مدرسة الدويم النموذجية المزدوجة..و منها التحية لأساتذتي الأجلاء..محمود احمد السائح.. محمد نور السماني..صلاح حسين..و استاذي الرشيد عمر البشري..و هو الذي كان يعفيني من مصاريف درس العصر (كانت خمس و عشرين قرش)..و اذكر جيدا كيف كان يتحصل مني المبلغ في الفصل ضمن الطلاب..و بعد نهاية الحصة يناديني..و في الصالة امام المكتب.. يطبق الطرادة بصورة صغيرة..و يقول لي هاك.. امشي اشترى بيها اقلام ( و طبقتها بحذافيرها حينما سنحت لي الفرصة ان اجمع رسوم من الطلاب في مدرسة ابي زبد الثانوية..و ساحكي الحكوة لاحقا)..!!..و اليوم حينما اذكر هذه الواقعة.. اجزم انني لم اكن الوحيد..و هناك امثالي.. بل قد يصل الأمر الأ يتحصل هذا الرشيد مبلغ من جل التلاميذ..فهؤلاء هم الأساتذة الذين علمونا ان الحياة اعمق من المصاريف الصغيرة العابرة..و استاذنا الرشيد..و استاذنا محمد نور السماني.. هم من الأساتذة الذين كانوا يكتبون في نتائجي (له نشاط مسرحي باهر و مستقبل ممتاز)..و لا ادري هل صدقت نبوءتهم ا م لأ..و يا استاذ الرشيد أينما كنت.. اقريك السلام و التحايا..و لسع عندي عشم امسك سلطة في السودان..و لو مسكت البلد.. ح اسوي جامعة باسمك.. فمثلك يجب ان يخلد ليكون رمزا للأجيال قاطبة..!
اكثر الأساتذة علوقا بذاكرتي..و ممن صرت اقلدهم حينما كنت امثل دور المدرس لاحقا..هم اساتذة المرحلة المتوسطة في مدرسة الدلنج الأميرية..هم احمد الزين علي..السر محمد خير..مامون لطفي..محمد جاجا الضاي..و عيسى عثمان عبده..و من كل اخذت خصلة..
استاذنا احمد الزين (من منطقة الحاجز شمال الدلنج) كان يدرسنا اللغة الإنجليزية..و اذكر يوما كان يحدثنا عن التوكيد في اللغة الإنجليزية..و استشهد بعبارة وردت في اغنية للعملاق..ري شارلس.. Ray Charles و العبارة بتقول: Hit the road Jack, no more no more و لم نكن حينها ندرك من هو ري شارلس هذا..و لكن لاحقا ..حينما وطئت اقدامنا اراضي نورث امريكا (و التي جئنا اليها بذكرياتنا و مزاعمنا الثقافية و الفكرية و تجاربنا الخاصة)..اتيحت لنا الفرصة للتعرف على ري شارلس..و الآن املك نسخة من فيلم عن حياته من اداء الممثل الكوميدان جيمي فوكس..و فيه الأغنية ..و كلما اسمعها اعود لتلك الأيام و اسأل نفسي عن امكانية الإبداع و تطويع الإحتمالات الممكنة..و اكتشافها..من احمد الزين تعلمت حاجة بسيطة.. أن الدنيا ليست فقط الدلنج.. أو السودان..و انما هناك عالم ملئ بالحاجات المفرحة التي تستحق البحث عنها و متابعتها..من استاذنا احمد تعلمنا ان المعرفة مبذولة..و عليك الإ الإنتباه لها و التقاطها..و اذكر وصيته لنا بان نستمع الى الإ ذاعات العالمية كلما استطعنا سبيلا (طبعا ناس كتيرة ح تستغرب لو قلنا ليها الوكت داك الدلنج ما كان فيها تلفزيون..و لهواة التأريخ و التوثيق.. الكلام ده سنة 1979-1982..)..!
و من ضمن اساتذتنا في الأميرية.. استاذنا السر محمد خير(من قرية ام سعدة شمال الدلنج)..و كنا نسميه (السر قانون).. لأن هناك اشاعة قوية تقول أن الرجل بدأ دراسة القانون..و لكن تركها ليعمل بالتدريس في المرحلة المتوسطة..و من استاذنا السر تعلمنا مخارج الحروف (فونتيك)..و كان هو الأستاذ الوحيد في ذلك الزمان بيجي شاكي البنطلون.. اضافة للصرامة المحببة التي كان يحرص ان يكسو بها وجهه..و اكيد طلابنا و طالباتنا فيما بعد ح يتذكروا جيدا.. انو استاذ محمد النور كبر كان شكلو جادي خلاص (وين؟..كل تمثيل في تمثيل..!!!)..
و ايضا من اساتذتنا في الأميرية.. استاذنا مامون لطفي (من رفاعة ثم امدرمان)..و كان يدرسنا (تأريخ السودان)..و المقرر كان في السنة الثالثة متوسطة..و استاذنا مامون كان من الأخوان الجمهوريين..و هو الذي علمنا (طبعا اكتشفنا لاحقا) مبادئ الفلسفة النقدية..و كان يقول لنا.. لا تصدقوا أي كلام يتقال..و التأريخ لازم تغربلوهو كويس..وعشان يكون عندك راي في حاجة لازم تسمع و تقرأ مصادر مختلفة..و اراء مختلفة.. ثم تكون رأيك و تقولو (أي و الله.. هذا كان يحدث في المرحلة المتوسطة..!!!)..
و ايضا من اساتذتنا في الأميرية.. استاذنا محمد جاجا الضاي..و كان يدرسنا اللغة العربية..و منه تعلمنا حب الشعر..و قراءة الشعر بمزاج متعادل.. لأن الشعر عنده شعر.. و يحتاج اللحظة الخصوصية..و محمد جاجا هذا هو من اكثر الناس من جعلني اتصالح مع اللغة العربية.. خصوصا حكاية النحو العربي..و القواعد..!
و ايضا من اساتذتنا في الأميرية.. استاذنا عيسى عثما عبده..و كان يدرسنا مادة العلوم..و هو اكثر من تأثرت به حينما وجدت نفسي في احيانا كثيرة امثل دور المدرس..و استاذ عيسى.. علمنا مبادئ العلوم بصورة جيدة.. فالرجل حبوب و ملم بما يدرس..و لكن الجانب الأعظم.. هو تعليمنا مبادئ علم السيوسيولوجيا.. أي و الله السيوسيولوجيا الواحدة دي..!..و كانت من طرائفه.. بيكون عارفك..و عارف ناس بيتكم (طبعا استاذ عيسى من ابناء مدينة الدلنج)..و كان يرشدنا بطريقة ظريفة.. جعلت اخونا عبد الرحمن صبر سيلا (مستر وولف)..يقول اجمل حاجة في الدنيا تقوم تغلط و يجي استاذ عيسى يديك درس في الأخلاق..!!..و كانت من الطرائف.. حينما نأتي يوم السبت.. كنا ننتظر من سيكون مسخرة من الزملاء.. فاستاذ عيسى يبدأ الحصة بصورة جادة..و حينما يحس بالملل يدب في عيون التلاميذ.ز يقوم يفك ليهو نكتة.. أو يقول ليك ..في نص المعلومات.. زي ما فلان امبارح كان في حفلة في الرديف.. أو التومات.. أو قعر الحجر أو اقوز..و اذكر مرة حدثت واقعة جلد جماعي..و تمردنا (بعض من التلاميذ)..و رفضنا ننجلد..فما كان من الأساتذة الإ الأستنجاد باستاذ عيسى..و هو طبعا ما عندو وكت..جلد من طرف..و لو كترتب يقول ليك مافي مشكلة.. اخير تنجلد في المدرسة..ولا اخير نجيكم في بيتكم.. عشان اهلك يساعدونا في الجلد..!!! من استاذنا عيسى ، تعلمنا حكاية انك تكون قريب من الطلاب..و هذا لا يتم الإ حينما تشعر الطالب بانك تعرفه معرفة شخصية..و انك ممكن تكون متل اخوهو الكبير..!!! من هذه اللوحات.. تشكلنا..و نحن نؤدي التدريس تطوعا فيما بعد..! و التجربة امتدت في المكان و الزمان.. مدارس الدلنج الثانوية (بنين و بنات)..مدراس ابوزبد الثانوية (بنين و بنات)..! و الأطرف.. ناس تدرسهم و انت طالب في الجامعة..و بعد سنة يخشوا الجامعة..و تتساوى الكتوف.. لكن لسع بيكون في جواهم حكاية استاذ تلك..!!!
محمد مكي.. حبابك يا صديقي... و يا ناس المنبر ارجوكم ترحبوا معنا بصديقنا القنان مكي هذا.. يعني من الآخر كده.. اخر خفلة لأستاذنا عمر احساس في مدينة كالقري.. مكي ده ياهو الكان بيعزف ليهو..! كيفك يا صديقي..و وين الحي بيك ياخي؟..
قريبك مرقها في عد حسين.. اي و الله يا محمد..عد حسين الواحد ده..و حضرنا غزوة ام يرموك..و ما ادريك ما اليرموك..و شقينا ليك العاصمة على ضهر بوكسي 81 خصيصا.. و كيتا في العربات الحنكوشات الظهرت فيما بعد..و المدهش البوكسي 81 لسع عندو سطوة..!!!
كتر خيرك على المرور من هنا...و الفضل يرجع لصديقتنا و ابنتنا دكتور سامية.. و ح نحكي...و نحكي..
و نشوفك طوالي يا حبيب,,
كبر
01-26-2013, 09:01 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
هملة اللغات: استاذ لغة انجليزية في المدرسة الصيفية:
أذكر في ذلك الزمان البعيد ، أن بعض الزملاء في المرحلة الثانوية تتيسر لهم الظروف لحضور كورسات الإعداد للشهادة السودانية..و بالطبع اظرف التجارب تلك التي تحدث في الخرطوم..و كانت هي بمثابة القشرة بان يقضى الطالب بعض من اجازته الصيفية في الخرطوم و يسجل نفسه في كورس صيفي للتجهيز للشهادة السودانية..و كانت اكثر المواد المرغوب التقوية فيها هي مواد العلوم و الرياضيات و اللغة الإنجليزية..و اقوى الكورسات تلك التي تقام في جامعة الخرطوم و يشارك فيها بالتدريس بعض من اساتذة الجامعة..وايضا كانت هناك فائدة اجتماعية ذات شقين.. الشق الأول تجربة التعليم المختلط.. خصوصا في تلك المرحلة..و الشق الثاني زيارة الجامعة.. تيمنا بارضها و مبانيها..و كثر قد احدثت فيهم مثل هذه التجربة فرق كبير و كونت فيهم دافع معنوي لدخول الجامعة..و بعد حضور الكورس الصيفي..يعود الطلاب محملون بغنائم المذكرات.. مثل المجتهد في الفيزياء.. المختصر في الكيمياء.. الكامل في الرياضيات الأولية.. الممتاز في الميكانيكا ..الممتاز في الرياضيات.. المختصر في الكيمياء العضوية..و الموجز في النحو..أو البلاغة.. أو شرح المعلقة..و كلها مذكرات تحضيرية .زبعضها يقوم باعداده اساتذة سودانيين..و البعض الأخر مستورد من مصر..بالنسبة لي..لم يكن ذلك ميسر مطلقا.. فلا مال يمكنني من السفر الى الخرطوم لقضاء الإجازة الصيفية في كورس من كورسات التحضير تلك..ولا مال يكفي لشراء مثل تلك المذكرات المفيدة في الإعداد للشهادة الثانوية..و كل المتاح كان عبارة عن مدرسة صيفية اقامتها رابطة طلاب و طالبات جنوب كردفان بجامعة الخرطوم..و لقد عانت الرابطة كثيرا في ايجاد موقع يسمح بفتح مدرسة صيفية مختلطة لمساعدة طلاب و طالبات المدينة الجالسين و الجالسات للشهادة السودانية في السنة التالية..و بعد جهود تم التمكن من فتح المدرسة في مدرسة البنات الثانوية (حفصة)..و كانت المشكلة الثانية في تسجيل الطلاب و الطالبات..و في ذلك الوقت..الإعلام كان صعب لحد ما..و الإعلانات كانت توضع في اماكن مثل مكتبة الصفراوي أو المجلس..و اغلب الإشهار يتم عن المخاطبة المباشرة (نظام مداعي)..سجلت في تلك المدرسة بالصدفة..و اذكر من الأساتذة.. فتحية عجب موسى.. عائلة صالح لبيب..مريومة على نوجا.زرجاء الزبير..جمال احمد جامع..اسماعيل خميس..اسامة ابراهيم..عبد العزيز على جلدقون..فخر الدين على جلدقون.. شمس الدين الوكيل.. الزين خليفة مالك.. صلاح بخيت..و من ضمن المناشط..تم عمل معسكر لمدة اسبوعين.. اقمنا فيه في داخليات معهد التربية الدلنج (مع ملاحظة أن منزلنا في المعهد..و لكن من باب التتغيير ذهبت الداخلية)..و قمنا بتسوير مدرسة الدلنج الثانوية بنين..و بناء مسرح للمدرسة..هذه التجربة القصيرة..تركت اثرا في حياتي..و جعلتني مصمما من دخول الجامعة (من غير مذكرات أو كورسات صيفية فارهة.زيعني نظام خرطوم و كده)..و كنت اتمنى أن يأتي الوقت لنقدم لمن بعدنا ما تيسر لنا..و كان هذا هو المدخل لتجربتي الثانية في التطوع للتدريس..!
التجربة الثانية ، كتطوع في التدريس..كانت في المدرسة الصيفية..و اقمناها في مدرسة الدلنج الأميرية للبنين (و هي المدرسة التي درست بها المرحلة المتوسطة)..و كانت هي جزء من نشاط رابطة طلاب و طالبات جنوب كردفان بجامعة الخرطوم..و الصدفة هنا.. كانت انني كنت عضو في الرابطة و كنت وقتها بالسنة الأولي بكلية القانون جامعة الخرطوم..و لابد لعضوية الرابطة من المشاركة في الأعمال الصيفية..و كان المطلوب مني ان اشارك في تدريس مادة اللغة الإنجليزية.. الى حضور احد الزملاء من كلية التربية (اخونا الأستاذ عبدو حسين)..و قمت بالتدريس لفترة بسيطة.. ثلاثة اسابيع..و بالطبع لم اكن متخصصا في اللغة الإنجليزية أو التربية..و كل الذي اعتمدت عليه هو تجربة الدراسة في الجامعة (كانت نص انجليزي و نص عربي)..اضافة لإجتهاداتي الخاصة في القراءة باللغة الإنجليزية..و اخترت ان ادرس الإنشاء الإنجليزية اضافت لمنهج التلخيص.. Summary and Composition و كانت هي الجزئية التي تسبب مشكلة للكثيرين و الكثيرات..! و لم يكن نشاط الرابطة الصيفي مقتصر فقط على المدرسة الصيفية.. بل امتد الأمر لقيام معسكر صيفي..و اخترنا له قرية ا مسعدة في شمال الدلنج..و قمنا ببناء فصل في المدرسة الإبتدائية في المنطقة..!
كبر
01-26-2013, 09:24 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
تحية خاصة.. لأخونا محمد عيسى ابكر .. عبر الفيس بووك..و التدريس مهنة جليلة.. يا صديقي.. لكن صدقني.. اكرهها شديد.. لكن ربك غالب يا عم..و كتر خيرك على المشاركة هنا..
كبر
01-26-2013, 09:37 AM
حيدر حسن ميرغني حيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25102
Quote: ياسلام ياكبرنا جميل ان نصنقَر ونقرأ لك حرف حرف كتابة ممتعة واجترار مدهش لازمنة وريفة تحية ليك ولمن تكتب لهم
- المنبر ده لو فيهو خير بكون في انو جمعنا بأمثالكم
حيدر..حبابك يا صديقي كتر خيرك على المرور من هنا و المطايبة.. الذاكرة خلاص يا قريبي شاخت..و الغريبة الليلة عيد ميلادي.. لكن الكم..الواحد ذاتو بقى ما عارف.. سعيد بالتواجد هنا يا صديقي..و هي فرقة بتلمنا في الناس..و ده الأجمل.. بس لو قدرنا ننثر تجاربنا .زعلى بساطتها.. اكيد بيكون عملنا حقنا.. باقي معظم الحاجات بتكون من الكراس..و هنا بيحصل التناقض و المعافرة لضبط معادلة الإحتمال.. كتر خيرك و نشوفك.. كبر
01-26-2013, 10:49 PM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
هملة اللغات: استاذ لغة عربية في الدلنج الثانوية بنين
التجربة الثالثة..و كنت في السنة الثالثة بكلية القانون جامعة الخرطوم..و قد حضرت لقضاء العطلة بالدلنج..و كان مدير المدرسة الثانوية بنين (استاذنا عبد الباقي)..جارنا في حي المعهد (جامعة الدلنج لاحقا)..و تحدث الى الوالد عن نقص الأساتذة..و انو عندو استاذ لغة عربية مفروض يصل و لغاية الآن لم يصل..فما كان من حاج النور كبر الإ أن قال له خير.. محمد جاء الإجازة و ممكن يجي يساعد لو ممكن..و تلقيت أنا الأمر بان اذهب الى المدرسة الثانوية للبنين لتدريس الطلاب لغة عربية..!!!! و بالرغم من علاقتي الطيبة بحاج النور كبر ..و هو عودنا دوما أن نقول رأينا في الأشياء..و اذا تمكن الواحد منا من طق حنك كارب .. ممكن الحاج يتراجع عن رأيه او قراره..و في هذا القرار.. لم اناقشه..فلقد تلفت حولي..و كان الفراغ.. يعني اقصى حاجة ممكن تعملها تقرأ كتبك الكتيرة..او تاخد ليك مشوار للسوق.. فالفترة النهارية مملة و قاتلة..فراغت لي الفكرة..و قلت لنفسي.. هي فكرة طيبة لتمضية الوقت..و منها مساعدة الطلاب في المدرسة الثانوية..!
و ذهبت للمدرسة..و اخترت تدريس الأدب..تحديدا فصول السنة الثانية..!
في ذلك الوقت كان الطلاب شغالين على كيفهم.. يعني التاخير في الحضور الى المدرسة عادي جدا.. الزوغان من الحصص عادي جدا.. بل مرات يحدث ان يستأذن الطالب في الخروج الى بيت الأدب (طبعا ما ح نقدر نقول دورة مياه.. لأنو الدلنج كلها ما فيها دورة مياه..!!!) و يمشي مشوار بعدلو..و الشباب لأنهم كانوا حاسين شوية بحكاية التحولات (من الطفولة الى بدايات الرجولة)..كانت بتظهر الحاجات في سلوكهم..يعني قصة تهرش ليك طالب كانت مشكلة كبيرة..ده غير الناس البتكون نايمة في الفصل..! بالطبع حينما بدأت.. هذه الأمور تغيرت بعض الشئ..ليس لأني اذكي نفسي على المدرسين الأخرين..و لكن لأني استفدت من معطيات واقعية و ظرفية في ذلك الوقت..فالطلاب يحتاجون طريقة تشد انتباههم لأقصى حد ممكن..و في نفس الوقت محتاجين اشعارهم بان رأيهم مهم للغاية و لابد من سماعه من قبل الأستاذ..و النقطة الأهم حينما تخاطبهم باسماءهم مباشرة.. هي مسألة بسيطة.. لكن لها اثر كبير في نفسية الطالب..على الأقل تجعله أن الأستاذ يتخاطب معه بصورة خاصة..و هذه الفكرة هي التي ساعدتني كثيرا في تجاربي اللاحقة في العمل كمدرس متطوع في المدارس الثانوية..!
و بالطبع لم اكن متخصصا في اللغة العربية..و لم تكن لي الرغبة حتى في التبحر في علومها..و لكن كنت مهتما بالأدب الحديث.. رواية.. قصة قصيرة..نقد ادبي..شعر حديث..و كنت استغرب في نفسي..كيف يعني الناس تدرس شعر الجاهلية..و ما يدرسوا تجارب عصرية مثل بدر شاكر السياب.. بلند الحيدري.. البياتي.. احمد مطر.. امل دنقل.. صلاح عبد الصبور..بل كيف يتجاوز منهج الأدب تجربة مثل تجربة محمود درويش..!!! و كنت ادير هذه التنقاضات في داخلي..و لكن حينما اذهب الى المدرسة.. اتعامل مع الواقع.. منهج محدد.. مفروض يصل للطلاب بطريقة محددة..ولكي يتم امتحانهم فيه في اخر السنة حتى يتنسى لهم الإنتقال للفصل التالي..و ان كانت هنا واقعة يجب ان يعرفها عني طالباتي و طلابي في تلك الفترة.. فساقول لهم..في فلسفتي الخاصة لا أؤمن بمسالة الإمتحانات..و بالنسبة لي ليست هي معيار لتحديد التفوق و الإبداع..و كنت منذ وقت مبكر ، و حتى الآن ، امتثل لعبارة/مبدأ.. وردت في نص اغنية اسمها (مسكين انا).. غناها اول مرة الفنان مصطفى مضوي.. ثم رددها الفنان فيصل الصحافة..و شاعت في عهده.. فالعبارة المبدأ وردت في نهاية النص و هي ( الدنيا ما بتعرف تدي الحريف.. يغرق البيعرف يعوم..يسقط الحاضن الكتاب..و ينجح الطول السنة عداها نوم..!!)..و في تجربتي الشخصية في كثير من الإمتحانات يكون ادائي غير مرضي.. ليس لأني لا اعرف المنهج و الدروس..و لكن لأنو الإمتحانات مرات بتجيك في مزاج تعبان و نفسيات في الـــواطاة.. (طبعا دايما الإمتحانات بتجي ف ظروف مثل تلك..!!)..و حتى اليوم اعتقد جازما أن الإمتحانات ليست هي المعيار.. خصوصا في مناهج عاملة زي الكمونية..فليس من العدل أن نطلب من الطالبة أو الطالب يبدع في كل حاجة (رياضيات.. انجليزي.. تاريخ.. جغرافية..علوم..دين.. لغة عربية..الخ)..!!
من المفارقات الطريفة في تجربتي في مدرسة الدلنج الثانوية بنين.. انو مدير المدرسة ووكيلها.. كانوا بينتظروني اخش الفصل..و يقوموا يخطوا كراسيهم ورا الشباك..و يتابعوك..و مرة المدير قال لي: ياخي انت التدريس جاري في دمك..و عندك مقدرة على ضبط الفصل.. ياخي الأولاد ديل عذبونا عذاب..اهو اخيرا لقينا لينا واحد يقدر عليهم..!!! عملت بمدرسة الدلنج الثانوية بنين.. لمدة شهر..و حضر استاذ اللغة العربية.. صديقنا الأستاذ احمد اسحق من ناس مدينة الأبيض..و قلت خير و بركة.. استمتع بما تبقى من اجازتي..و لكن هيهات..!!! هذه التجربة جعلتني ارسخ مبدأ ظريف.. و هو التعامل مع الطلاب كاصدقاء..و اوعك تحاول تظهر عليهم مظهر التعالي و السلطة..فعلت ذلك..لأني متمرد بطبعي ضد أي سلطة كانت..و هو ما اورثنا الجهجهة التي نحن فيها حتى الآن..!!!
كبر
01-27-2013, 04:49 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
(7) الكيمياء تيمما (1) : استاذ كيمياء مدرسة حفصة الثاوية بنات (الدلنج)
(1)
الخصلة الجميلة في اهالي مدينة الدلنج .. انهم في ذلك الزمان.. كانوا مثل الأسرة الواحدة.. و أي زول او زولة عندو مشكلة.. طوالي بيقوم يتكلم بيها..ومن هذا الباب.. كانت صديقتنا و استاذتنا رجاء الزبير.. تقوم بتدريس مادة العلوم في مدرسة الدلنج الثانوية بنات..و ظهر ليها استدعاء (لا ادري هل ده الإسم الصحيح ولا لأ).. بان تبدأ برنامج الماجستير في كلية التربية جامعة الخرطوم..و طلبت منها ادارة المدرسة الإنتظار الى حضور البديل أو عليها أن تكمل السنة الدراسية..!!! تحدثت رجاء لناس كتيرين في المدينة.. الى أن وصلت الأصدقاء.. ماجد محمد حامد النو..و اخونا الأستاذ محمد نور حماد..و قال لها ماجد: رأيك شنو يا رجاء اجيب ليك استاذ كيمياء..!!!
طبعا لم تصدق..و اخبرها ان المدعو محمد النور كبر .. ممكن يغطي ليك الحصص لغاية ما يجي استاذ كيمياء من الأبيض أو كادقلي..!!!.. طبعا رجاء درستني ايام الشهادة الثانوية في مدارس الرابطة الصيفية..و كل الذي قالته لماجد: هو الشاب ده قاعد في الدلنج؟!!! و كل الذي اذكره .. ان حضر ماجد الى منزلنا..و هو يمتطي دراجته الرالي المشهورة..و من غير كلام ولا سلام.. قال لي: بكرة تمشي مدرسة البنات.. و تبدأ تدرسهن كيمياء.. لأنو رجاء لازم تسافر تلحق الماجستير بتاعها..!!! غايتو سبيت لماجد جنس سب واحد..و هو يشيل و يضحك..و اصر ان امشي اليوم التالي للمدرسة..! و مشيت.. بديت تجربة التدريس في مدرسة حفصة الثانوية بنات..و كان شرطي معهم.. ادرس السنة الأولي فقط (كانت ثلاثة فصول).. عشان الواحد يلقى ليهو فرقة يستمتع بباقي الإجازة..!! حاج النور ، متعه الله بالصحة و العافية ، لمن عرف اني ح امشى ادرس البنات.. ضحك ضحكة جميلة..و قال لي : بختك يا عم.. كل يوم تستحمى..و تهتم بشكلك بدل البهدلة بتاعة الشيوعيين دي..!! و البهدلة المقصودة.. حكاية تقوم ما تسرح شعرك لي كم يوم كده..و تسك ليك بنطلون جينز لي كم شهر كده..و قميص وســـــخان شديد..وقلت لعمك النور: وين يا حاج..هو وينو الجكسي البستحمو ليهو كل يوم..!!! الأيام ديك ، كانت الموضة السائدة.. بنطلون كبير اسمو (البوكي).. و كان عندي واحد رمادي اللون..و معاهو قميص بخطوص صفراء..ياخي شتارة اسكت ساكت خليها..و اشتريت لي جزمة بلاستيك (شدة سوداء)..! و بديت ادرس بنات مدرسة حفصة الثانوية مادة الكيمياء..!
تحياتي استاذ كبر وكل عام وانت بخير وربنا يحقق امانيك وعمر مديد ملئ بالطاعات ذكريات جميلة وسرد رائع وحقيقي انت لاتمل كمدرس ولاككاتب ولاادري هل عملت في مجال دراستك لانو في فهمي انو القانون مجال ابداعي كسائر المجالات يحتاج لكاريزما خاصة موجوده لديك تسلم
01-27-2013, 07:27 AM
Mohamed E. Seliaman Mohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863
تحية أستاذ الكيمياء القديم كبر لازلنا نتابع هذا السرد
Quote: و بالطبع لم اكن متخصصا في اللغة العربية..و لم تكن لي الرغبة حتى في التبحر في علومها..و لكن كنت مهتما بالأدب الحديث.. رواية.. قصة قصيرة..نقد ادبي..شعر حديث..و كنت استغرب في نفسي..كيف يعني الناس تدرس شعر الجاهلية..و ما يدرسوا تجارب عصرية مثل بدر شاكر السياب.. بلند الحيدري.. البياتي.. احمد مطر..امل دنقل.. صلاح عبد الصبور..بل كيف يتجاوز منهج الأدب تجربة مثل تجربة محمود درويش..!!!
فى التعليم العام لناشئة دون المرحلة الجامعية يصعب بل يستحيل تدريس شعر: 1- محمود درويش خاصة أنه يتجرأ كثير لدرجة القول : يالله جربناك جربناك من علاك فوق رؤوسنا ليراك ... رغم ذلك مات درويش فى مشفى امريكى بعد ان تم فصل الاجهزة المعينة وتوجيه جسده المؤمن (حسب طقوس المسلمين عند الرحيل ) صوب بكة وبيتها العتيق (كما جا فى تقرير محمد العلمى مراسل الجزيرة من هيوستن عشية رحيل درويش وقد تابعته من المدينة المنورة على التلفاز !!!) 2- أحمد مطر .....خاصة انه بعبع مخيف لكل السلطات (بضم السين ) الحاكمة فى دول العرب من منفاه بأرض شكسبير خشية أن لايعلم الطلاب الثورة ضد الحكام .. 3- أمل دنقل ...ينطبق عليه ماينطبق على احمد مطر .... 4- الشعر الجاهلى ...مستودع ثر للغة والصور والخيال ( غم سوء مصطلح الجاهلية) وبه قيم سامية جدا تحديدا فى شعر لبيد (اسلم لاحقا )وكذلك زهير وكان يدرس فى الصف الاول ثانوى وجزء من الصف الثالث (أدبى )... لاحظت تنقلك فى اكثر من مدينة أستوقفنى منها المجلد (مسقط رأسى ) وبابنوسة (أخت المجلد ) أرجو المزيد من التفاصيل وإنطباعاتك عن المجلد فترة وجودك بها وننتظر المزيد
Quote: تحياتي استاذ كبر وكل عام وانت بخير وربنا يحقق امانيك وعمر مديد ملئ بالطاعات ذكريات جميلة وسرد رائع وحقيقي انت لاتمل كمدرس ولاككاتب ولاادري هل عملت في مجال دراستك لانو في فهمي انو القانون مجال ابداعي كسائر المجالات يحتاج لكاريزما خاصة موجوده لديك تسلم
سليمان..حبابك يا صديق كتر خيرك على المرور من هنا..و تشكر على المطايبة و الثقة .. نعم عملت في مجال القانون.. في المحاماة تحديدا لمدة خمس سنوات داخل السودان..و الباقي على فترات متفرقة خارج السودان.. فعلا المحاماة مهنة تقوم على فنون الخطابة و الغلات و القدرة على الإقناع..و لكن مرات متعبة شديد..و هي مهنة ذي السياسة.. فيها قذارة لا تخطر على بال.. كتر خيرك كتير و نشوفك.. كبر
01-28-2013, 03:24 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
صديقي و استاذي احمد الأمين..حبابك كتر خيرك على الإضاءات هنا.. و تلك كانت خواطر صبي يافع كان ، غروره ، يظن انه يملك الدنيا و ما فيها..و اليوم حينما اتذكرها استغرب.. معلقة لبيد بن ربيعة العامري..نص من اجمل الشعر المكتوب باللغة العربية استغرقني لزمن طويل..و ايام الشباب كنت احفظها و اسمعها بالقلبة (من اخر بيت)..و كنت احرص على هذه الفكرة لأني كنت ارغب الا تذهب عن الذاكرة... فهي معلقة رشيقة الجرس.. عميقة المعاني.. كثيفة التصاوير (ياخي الزول ده التقول كاميرا يابانية)..! المجلد زرتها عابرا في 1986 و مكثت فيها اسبوعين..و اول حاجة سالت من بيت ناس فضيلي جماع..و زرتها مرة ثانية 1989 لمدة اسبوع.. و من شبابها اذكر سنيري في الكلية الأستاذ سليمان سلمان..و و دفعتي في الجامعة صديقنا حمدون البشرى..و دفعتي في الثانوي صديقنا عبد الله حليو..اما بابنوسة فيه موقع الميلاد (حسب الشهادة الرسمية)..تقريبا حي بشمة..و زرتها في الثمانيات اكثر من كذا مرة..و اخر مرة زرتها في 1996..ولو بتتذكر الشباب ناس عبد المنعم حماد حامدين..و حامدين حماد حامدين.. فهم ابناء عمي...! و لو لقينا لينا فرقة نحكي عن اطباعاتنا في تلك المناطق (أبيي.. المجلد..بابنوسة).. كتر خيرك كتير و نشوفك طوالي يا احمد.. كبر
01-28-2013, 03:25 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
الكيمياء تيمما (1) : استاذ كيمياء مدرسة حفصة الثاوية بنات (الدلنج)
(2)
من الطرائف..كانت الفترة هي فترة الشتاء..و مرة الدنيا كانت غبار.. فقمت لبست لي طاقية صوف ( Took و جيت المدرسة مع الصباح.. عادة بجي في الدقايق الأخيرة.. يعني البنات بيكوننا انتهن من طابور الصباح و داخلات على الفصول..و لمن جيت ادرس فصل اولى جميلة.. لقيت واحدة مسلطة قامت رسمت ليك شخصي بصورة لمن اتكيفت..و الرسمة كانت في السبورة..و ما استغلت ليك بالموضوع..وواصلت الحصة..و اشيل اكتب..و اتجاوز محل الرسمة..اها البنات واحدات اتضايقن..و حاولن يمسحن الرسمة..و منعتهن..!!! بعد نهاية الحصة.. ما عارف الحصل شنو.. و لقيت ليك استاذة امنة جلدقون و استاذة عواطف نيكولا و معاهن استاذ كمال حسن علي.. بيهرشن ليك في البنات..و يبدو البعض اشتكي..و قالن كلام عن انو استاذ الكيمياء احتمال يزعل و يحرد تدريسهم..المهم قلت ليهم ما ح ازعل لكن داير اعرف الزولة دي منو بالضبط..و جات الطالبة و اسمها سكينة..و قلت ليها انا ما زعلان ولا حاجة.. لكن انتي زولة رسامة شديد وياريت نشوفك فنانة كبيرة..طبعا التقيت سكينة بعد ذلك بسنوات..و هي تحكي لي حلمها غير المحقق في الذهاب لدراسة الفنون في كلية الفنون..لأنو اهلها دايرين شغلانة بتجيب قروش..و الموضوع بعد داك جاب ليهو عرس و كده..و في يقيني السودان و العالم خسر فنانة من الطراز الأول..!!!!
كبر
01-28-2013, 03:31 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
الكيمياء تيمما (1) : استاذ كيمياء مدرسة حفصة الثاوية بنات (الدلنج)
(3)
بعد مرور فترة قصيرة.. تم الطلب بان اقوم بتدريس الصف الثاني (ثلاثة فصول)..و ما اذكره ان منهج الكيمياء للسنة الثانية ثانوي عالي.. منهج مكروه و غالبية طلاب و طالبات كردفان يكرهون هذا المنهج..و ندر من يتذكره أو يرغب في تذكره..و الفكرة أن تصميم ذلك المنهج كان يقوم في غالبه على العملي (تجارب و معمل..و اعداد)..و قمت بابتداع فكرة لتقريب المنهج و تسهيله..و ذلك بان بدأت في تأليف مساءل رياضية تشمل المبادئ التي يتم تدريسها..و قد كانت فكرة ناجحة الى حد ما..و من هنا جاءت تسميتي لهذه الحكاوي (الكيمياء تيممما)..! فالكيمياء اساسا تقوم على التجارب المعملية (كالماء في الوضوء).. و في حالة غياب هذه يمكن أن تتم مقاربتها عمليا عن طريق الرياضيات (التيمم)..و هذه الخلاصة لم اصل لها بنفسي و انما بشهادة بعض من موجهي التعليم العالي الذين زاروا المدرسة في ذلك الوقت..! كان مدير المدرسة حريص على ان تكون هيئة التدريس مكتملة..و قال للموجهين أنو عندو استاذ علوم و دايرهم يحضروا معاهو حصة..و اذكر ان الأساتذة كمال و امنة.. اتكلموا معاي في الموضوع ده..و قالوا لي اصلا الفكرة لمدرسي و مدرسات وزارة التربية أو الناس العندها رغبة تتعين في الوزارة..اما بالنسبة ليك فهي مسألة اختيارية..و ممكن تجليها..و قلت ليهم.. ما عندي مشكلة.. يعني ما خايف لا من مدير ولا موجهين تربية.. لأني ببساطة ما عندي رغبة اشتغل في التدريس..ولو دايرين يحضروا الحصة ممكن عادي..!
طبعا عملت حركة ظريفة..قمت درست البنات الدرس المعني قبل كم يوم..و لمن جينا الحصة.. ياخي البنات اتجلن ليك جنس تجلي واحد.. فالقكرة كانت بالنسبة لي انو ندي انطباع كويس..و قمت أسأل من طرف.. مع انو الوكت داك كان بتشارك شخصيات معينة في حصص الكيمياء العادية..لكن في حصة التوجيه.. الفصل كلو ..استاذ .. استاذ..و الأغرب في نص الحصة قمت زغت شوية.. و سألت من حاجة ما عندها علاقة بالدرس المعني..و الأطرف تمت الإجابة كما هو المطلوب..!!!
في نهاية الحصة.. هنأني موجه مادة الكيمياء (استاذنا صديق محمد نور) و قال لي.. عشرين سنة ما لاقاني استاذ بيدرس كيمياء بالصورة دي..و حكاية المساءل دي جبتها من وين لأنها مافي في الكتاب؟..و شرحت ليهو فكرة (الكيمياء تيمما)..و قال لي ح اقوم اعممها على كل المدارس..وخصوصا المعامل تعبانة خالص..و لم ينسى أن اضاف طلب صغير: اول ما تتخرج مرحب بيك في شعبة الكمياء في ألأبيض..و ح نعينك من غير معاينة..!!!... شكرته على هذا الكرم اللطيف..و قلت ليهم ما عندي رغبة اشتغل في التدريس..!!!
كبر
01-28-2013, 03:38 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
(8) حمى الزئبــق الأحمر و الفسفور: (1) اذكر في ذلك الزمان ، انه كانت هناك حمى غريبة للبحث عن الزئبق الأحمر ، و لأني كنت مدرس مادة الكيمياء في مدرسة حفصة الثانوية بنات ، فلقد تقاطعت مع مواقف طريفة حول هذه المادة العجيبة..و كنت اعرف بعض الشئ عنها لأن بعض من اعمامي كان له اهتمام كبير بالمادة و البحث الدوؤب للحصول عليها..و اذكر وقتها المقياس المستخدم (وهما طبعا) هو الوقية..و لقد سالت احد اعمامي الفكي احمد جبريل عن الفكرة في استخدام هذه المادة..و الرجل فكي امبتاري..و لكن له شأن عظيم في منطقتنا.. فقال لي أن هذه المادة يعتقد الجن أنها سر الخلود..و حينما يشرب جرعة منها ستزيد من عمره..و سالت: كيف التخاطب مع الجن و تسليمه هذه المادة؟.. فقال لي: تقوم تحضر الكمية المطلوبة (نصف وقية يعادل ثلاثين مليون دولار امريكي)..و تقوم بقطع اوراق مساوية لحجم الدولار و تكتب عليها ارقام بقيمة كل ورقة..ثم تضع المادة في فنجان و بالقرب منها رزمة الأوراق.. ثم تعمل ستار من القماش بلون ابيض..و تجعله بينك و بين المادة و الأوراق.. ثم تتلو بعض الأوراد..اذا اتبعت الطريقة الصحيحة.. سينزل الجان..و يخطف المادة و كل الأوراق التي وضعتها سيبادلها بالدولار..و سألت: اذا كانت الأوراق اكثر من استطاعة الجن المالية؟.. فقال.. الجن يعمل معك مفاوضة.. فاذا كانت اكثر..يظهر ثم يختفي..و هذه اشارة لأن تنقص قيمة المبلغ المطلوب..و يمكن أن تستمر العملية حتى يحدث التوافق.. قلت: و ماذا لو خطف الجن المادة و لم يترك دولارات؟.. قال عمي: هذا لا يحدث مطلقا لأنه جن مسلم..و يعرف قيمة و قواعد التعامل مع انس مسلم..و اكثر من ذلك فالجن لهم مجتمع منظم و مرتب..و لهم كبارهم و شيوخهم..و يمكن أن تشتكي اليهم من أي ظلم وقع و هم سينصفونك.. و سألته: من أين يأتي الجن بكل هذا المال؟.. فقال من خزائن الله الوافرة.. و قلت و لكن البعض لايرغب في اجراء هذه العملية و سمعت بعض الفقهاء يحذر من مثل هذه العمليات و ان مالها حرام..اندهش عمي و قطب جبينه..و صمت.. ثم بعد برهة قال لي: اصلا الدولارات دي من الخزائن الأمريكية..و الجن يسرقها و يشتري بها الزئبق الأحمر..!!!!!
الفكرة بهذه الطريقة بدت لي ، وقتها ، كأنما مادة الزئبق الأحمر اشبه بالمخدرات التي يستخدمها الجن..و أن الجن قد يصل مرحلة الإدمان..و من ضمن مناقشاتي مع عمي.. كنت قد ذكرت له..طالما هناك قدرة لتسخير الجن فلماذا لا تستحضره و تطلب منه مباشرة (نظام مرسال) أن يجلب لك الشئ الفلاني..و هو الثروة النقدية في هذه الحال..و كانت حجة عمي أن التعامل يقتضي أن يكون مقابل ..و المقابل الذي يستطيعه البشر هو تلك المادة المسماة الزئبق الأحمر..!!!
هذا من جانب الميتافيزيقيا (الماورائيات)..و هي مسالة قد لا تقنع احد..و من الصعب تصديقها..و لكن هل الزئبق الأحمر حقيقة؟..
كبر
01-28-2013, 04:09 AM
بريمة محمد بريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471
(2) الزئبق الأحمر هو مادة كيميائية.. تحديدا اكسيد الزئبقيك..و الزئبق كعنصر كيميائي.. شبه خامل..و يصعب حدوث عملية التأكسد فيه..و هو قريب للذهب و الفضة اللذان لا تحدث فيهما عملية الأكسدة..و الزئبق الأحمر يكثر تواجده في مناطق المناجم..و له استخدامات عديدة (لا استطيع حصر البعض منها هنا)..في ذلك الزمان اذكر ان هناك اشاعة لتهريب كميات منه من جنوب افريقيا..و ان شعبة في جهاز الأمن السوداني ( الأمن الإقتصادي) كانت تطارد من يتعامل فيه..و احد اعمامي تم استجوابه في مكاتب الشعبة في منطقة الخرطوم بحري..و هناك اساطير عن اغتيالات غامضة بعض نفذته المخابرات السوفيتية (الكي جي بي) ، و بعض نفذه الموساد ..و البعض نفذته السي آي ايه..و حتى السافاك (جهاز مخابرات ايران في عهد الشاه) لم يسلم من تلك الأساطير..وكان احد اعمامي.. حينما يشعر انني لا اصدق مثل هذه الأمور يسألني سؤال غريب.. يقول لي: من أين جاءت هذه العمارات السوامق؟.. فالرجل حجته كانت ان الثروة في السودان لا تكفي لكل هذه الأبهة..و انما هناك طريقة غامضة يتم بها ايجاد الثروة في السودان..و هذه الطريقة هي استخدام الزئبق الأحمر تلك..!!!
وفق كل تلك المعطيات و المصادفات..كانت اقدراي ذهبت بي لتدريس مادة الكيمياء في مدرسة حفصة الثانوية بنات..و المدرسة مثلها و مثل غالبية مدارس كردفان..دوما هناك ادوات مخزنة.. مثل القوارير.. الموازين الصغيرة..و بعض من المواد المسحوقة التي تسمى مواد كيمياء..و مثل هذه الأشياء هي التي يطلق عليها جزافا (ادوات معمل الكيمياء)..و معظمها يعلوها الغبار لغياب المتخصصين و المتخصصات..و طيلة حياتي لم ارى استخدام للمعامل الإ في معهد التربية الدلنج..و كان المعهد و طلابه من الحظ بان يكون دوما هناك اكثر من استاذ لمادة الكيمياء..و يعرفون كيف التعامل مع هذه الأشياء..و اكثر الإستخدامات يحدث في مواسم الإحتفال بعيد المعهد..و اشهر التجارب و اسهلها عملية تحضير عرقي البلح معمليا..!!! فالمعامل كانت مهملة تماما..و حينما كنت ادرس في مدرسة حفصة..تعرضت لطلبات عجيبة و مدهشة..و من ناس لا يتصور المرء أن لهم اهتمامات بمثل هذه الأمور.. فمرة تم سؤالي من قبل ضابط كبير في قيادة الحامية عن الزئبق الأحمر.. و مرة تم سؤالي من قبل ضابط اداري..هذا غير كثير من الناس التي تتعرف عليك بدون مناسبة ثم تسالك..و من ضمنهم شخص قدم من منطقة الدبيبات (شمال الدلنج) خصيصا لمقابلة استاذ الكيمياء و سؤاله عن الزئبق الأحمر..أو الفسفور..!! ولا ادري ان كان اساتذة الكيمياء الأخرون قد تعرضوا لنفس المضايقات ا م لأ؟..و هل تعرضوا لها و اختاروا الصمت و الفرار؟..و هل لكل هذا اثر في ندرة اساتذة الكيمياء المتخصصين في مدارس جنوب كردفان؟..
ضابط الجيش المعني كانت معه حاشية..و زاروني في البيت اكثر من ثلاثة مرات..و بعض من الحاشية كان يترصدني.. يعني تمشي تتونس مع اصحابك أو تخش السنما..و تلقى احد هؤلاء الحاشية انجعص في نص الشلة..و في الوقت المناسب ينفرد بيك.. اها العملية ماشة كيف؟.. يعني نظام انت عارف الحاصل و بقيت جزء من منظومة كبيرة شغالة بطريقة سرية..و مرة احتديت مع احدهم..و سالته من وين جاب فكرة انو في زئبق احمر في معمل الكيمياء في مدرسة البنات؟..و الرجل كان صادق بان هناك كمية في المعمل و ان لديهم معلومات بوجود زئبق.. فضحكت..و قلت له نعم يوجد زئبق في معمل مدرسة البنات..و قبل أن اكمل حديثي تهللت اسارير الرجل على الأخر و كاد أن يطير من الفرح..و اكملت احدثه.. الزئبق الموجود في تيرموميتر لقياس درجة الحرارة..و هو لا يسوي واحد من مية من وزن الوقية..و هو زئبق اصلي و ليس زئبق احمر..و يا ليتني لم اقل بتلك المعلومة.. لأنه عرضتني لمشاكل كثيرة فيما بعد و ذلك لمظنة وجود شخص في الدلنج يعرف الفرق بين الزئبق العادي و الزئبق الأحمر..و تم الضغط لتحضير المادة..و كنت ازوغ بان عليهم احضار كمية زئبق عادية و ممكن اعمل ليها اكسدة معمليا..!!!!
من ضمن الطلبات العجيبة.. أن سأل احدهم عن مادة الفسفور..و انه يريد القليل منها..و حينما سالته.. الرجل كان امتحن شهادة ثانوية قبل سنين..و عمل في التدريس في المرحلة الإبتدائية..و قرر ان يصير فكي..و سالته ان حدث و راي فسفور أو تعامل معه.. فقال لأ..و ذكرت له ان من خصائص المادة انها سامة..و يحذر لمسها باليد المجردة.ز عشان كده وزارة التربية ما قاعدة تجب كميات من الفسفور الإ في حدود .زو ان معمل مدرسة البنات لا يوجد به فسفور..! و لم ينجيني من حمى الزئبق الأحمر و الفسفور الإ انتهاء اجازتي و رجوعي الى الجامعة..و كان هذا سبب مباشر بان قضيت اجازتي التالية في النيل الأبيض (كوستي ..ربك.. الجزيرة ابا.. مرابيع ود اللبيح)..!
كبر
01-29-2013, 12:21 PM
احمد الامين احمد احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
Quote: المجلد زرتها عابرا في 1986 و مكثت فيها اسبوعين..و اول حاجة سالت من بيت ناس فضيلي جماع..و زرتها مرة ثانية 1989 لمدة اسبوع.. و من شبابها اذكر سنيري في الكلية الأستاذ سليمان سلمان..و و دفعتي في الجامعة صديقنا حمدون البشرى..و دفعتي في الثانوي صديقنا عبد الله حليو..اما بابنوسة فيه موقع الميلاد (حسب الشهادة الرسمية)..تقريبا حي بشمة..و زرتها في الثمانيات اكثر من كذا مرة..و اخر مرة زرتها في 1996..ولو بتتذكر الشباب ناس عبد المنعم حماد حامدين..و حامدين حماد حامدين.. فهم ابناء عمي...!و لو لقينا لينا فرقة نحكي عن اطباعاتنا في تلك المناطق (أبيي.. المجلد..بابنوسة).. كتر خيرك كتير و نشوفك طوالي يا احمد.. كبر
سؤالك عن حوش ناس فضيلى جماع بالمجلد يعكس ذاكرتك الثقافية وقتها خاصة أن فضيلى لازال (أكبر رمز ثقافى ) انتجته المجلد والمنطقة الغربية بكردفان عموما .. لو حدث صدف ياكبر أن قابلتنى بالمجلد لحظة هبوطك بموقف العربات القديم جوار الجامع العتيق لأوصلتك لبيت ناس فضيلى كدارى فى أقل من ربع الساعة !!!! من ذاك الموقف نتجه شمال غرب ونشق (نقعة الكورة) ثم نواصل سيرنا تاركين بيت الناظر( بابو) على يميننا وبيت (البطرى) على يسارنا لندخل مبنى (الحكيم ) من بوابته الشرقية ونخرج من الغربية تاركين بيت (تاور كباشى) على يسارنا ثم نسير قليلا لنجتاز المدرسة الشمالية الإبتدائية قبل أن نصل إلى (بيت صغير من شباكو بلمع الف نور ) زى ماقال صلاح أحمد إبراهيم فى الطير المهاجر ...ذاك المنزل هو حوش ناس فضيلى جماع ...!!! أذكر جيدا بذاكرة الصبا وجود(شدرة ليمون ) وحيدة بذلك الحوش ،تجلت كثيرا (كعنصر حقيقة )فى الوصف السردى لمنزل (منصور ) بطل رواية فضيلى الأولى التى كتبها وهو سنة اولى جامعة الخرطوم وأسماها (دموع القرية ) عبر فضاء جمالى سحرى خيالى إسمه (خيرات ) ...
سليمان سلمان ....عاصرته بالمجلد المتوسطة وكذلك جامعة الخرطوم يمتاز بذكاء حاد يكفيه انه كان اول اللجنة بمدارس المجلد وماحولها لحظة إمتحان الشهادة الصغرى الموحد وله شخصية قيادية طورها بدراسة القانون مثلك .
عبدالمنعم وشقيقه د.حامدين أعرفهما جيدا وعاصرت الثانى بالجامعة وكذلك اعرف (نسيبهما ) د. محمد جمعة وكل اشقائه الكرام .
لاحظت مرورك كذلك بمدينة (العلم والنور والجمال والضوء والبساطة ) الدويم أرجو المزيد من الإضاءة عن إنطباعك بتلك المدينة الراقية على شط الأبيض الهادئ الإيسر خاصة أنهت عبر بخت الرضا و الريفية مر بها أعظم عقول السودان القديم ....
Quote: لاحظت مرورك كذلك بمدينة (العلم والنور والجمال والضوء والبساطة ) الدويم أرجو المزيد من الإضاءة عن إنطباعك بتلك المدينة الراقية على شط الأبيض الهادئ الإيسر خاصة أنهت عبر بخت الرضا و الريفية مر بها أعظم عقول السودان القديم ...
استاذي و صديقي احمد الأمين..حبابك كتر خيرك على المثابرة معنا هنا..و شاكر لك الإضاءات الجميلة التي تجعل الحكي هنا اكثر طعامة.. اذكر مرة .. صديقي العزيز ابكر ادم اسماعيل.. ارسل لي نسخة اولية من روايته (الضفة الأخرى)..و قرأتها..و سألته سؤال واحد: انت متين مشيت الدويم؟.. فمسرح الرواية في اجزاء كثيرة منه في تلك المدينة..و صاحبنا ابكر لغاية الليلة زايغ ..و يقول ليك عامل فيها براك قاعد تحوم السودان..!! قضيت طفولتي في مدينة الدويم..و كانت الى وقت قريب هي اكثر مدينة سودانية احفظ تفاصيلها و شوراعها الصغيرة..و حضرنا فيها زمن عبد الله كريشينقا كان في الأشبال..و من ناس فريق الوطن.. استاذنا امين على الريس..و اخر ايامنا ظهر فريقين.. واحد اسمو فريق (الجهاد)..و التاني اسمو فريق (الثوار)..! سكنا في الحي الثامن.. التاسع..ثم شندي فوق..و خرجنا منها سنة 1977.. في بوست لصديقنا هشام هباني بعنوان (الدويم شات..و الركوب عجلات).. شاركنا ببعض الذكريات عن المدينة..و هي مدينة لا يمل الواحد الحديث عنها..وبرضك لو لقينا لينا فرقة ح نحكي عنها كواحدة من المدن التي شكلت وجداننا..!
كتر خيرك كتير يا احمد..و ما تنقطع يا صديقي..
كبر
01-30-2013, 04:06 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
(9) اخر حصتين في مدرسة حفصة الثانوية بنات، انطباعات عامة: (1) بالطبع ، في حقبة عملي كمدرس متطوع في مدرسة حفصة الثانوية بنات ، و هي اول مرة في حياتي اقوم بتدريس البنات..كنت قد دخلت التجربة بانطباعات مسبقة وحشة عن تدريس البنات..خصوصا حكاية انو البنات ح يعقدوك..و انو البنات ممكن يرشوك بالحبر عشان يعرفوا عندك كم قميص..و كنت قد استشرت فردتي..و هي بنت خالتي..و دفعتي في المرحلة الثانوية..و كانت تقول لي حكايات مرعبة للغاية..ياخي دي طلعت البنات ديل وحوش عدييل كده..و انو لمن الملل يقوم بيهن ممكن يعملن أي حاجة عشان يتسلن بيك..ده غير من يحذرك من الأصدقاء.. انو ياخي تقوم تقع ليك في واحدة مسلطة تضحك عليك..وتعمل ليها مسرحية حبكانة تسقط حجرك..و اعمل حسابك البنات ح يرسلن ليك جوابات في الكراسات..و اشياء كثيرة مرعبة للغاية..! من الأخبار الطيبة..طيلة عملي في مدارس الدلنج الثانوية للبنات.. لم اعثر على جواب في نص كراس..و لم اعثر على صورة.. بل مافي واحدة جات و قالت ليك يا استاذ سيك ميك..و هذا قد يعود لطبيعة اهل الدلنج.. فهم يتميزون بوعي متقدم للغاية..ويعرفون جيدا التمييز بين الخاص و العام..
أما المظهر.. ففي تلك السنة كنت احرص على ارتداء بنطلون واحد و قميص واحد..و لم اتعرض لأي موقف محرج للغاية.. فقط مرة واحدة..ماشي في الشارع..و كنت انتهيت من الحصة..و البنات كانن مارقات في نهاية اليوم.. فقامت احداهن صرخت بصوت عالي (عبد الواحد..عبد الواحد)..و تعرفت عليها..و واصلت مشواري..و في المساء ذهبت الى منزلهم..و نجرت لي زيارة من مافي لشقيقها..و هو رجل دفعة..و اتونست معاهو كويس..و مشيت..و كنت حريص ان تعرف هي انني حضرت الى منزلهم..و لقد نفعت الفكرة و استوعبت هي الدرس..و ان اخونا بتاع (عبد الواحد) مش مدرس في المدرسة..و انما ممكن يكون زول بيت..و يمكن الحكاية تجيب ليها جلد في البيت..!!!!!..كنت في ذلك الوقت ممن يؤمنون بمبدأ (اضرب القراف.. عشان الجمال تخاف)..!!!
كبر
01-30-2013, 04:07 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
من الطرائف المحزنة.. اذكر ذات مرة حضرت نهاية الطابور..و كانت هناك طالبة جديدة قدمت من امدرمان و التحقت بالمدرسة..و هي من مدينة الدلنج.. فقرأت قصيدة محمود درويش (بين ريتا وعيوني.. و بندقية..و الذي يعرف ريتا ، ينحني و يصلي لإله في العيون العسلية)..و تعرضت الطالبة لضيق من ادارة المدرسة..و ان هذا مد شيوعي في طريقه لإكتساح المدرسة...و الله صحي..!!!!!
المسألة المحزنة الأخرى.. كانت المدرسة قد قررت التجهيز للدورة المدرسية..و سألني بعض الأساتذة أن اقترح فقرة.. لأن بعضهم كان يعرف انني احيانا اشارك في المسرح في المدينة..و اقترحت فقرة لرقصة الكرنك..و كنت اعرف ان بالمدرسة مجموعة من بنات النتل..و هن سوف يبدعن في اداء الرقصة..انها امر اصيل في ثقافتهن ولا يحتاج الى جهد كبير..اضافة لكونه مسالة مختلفة و اكيد ح تعمل حاجة في الدورة المدرسية..و فعلا تم اختيار المجموعة المعنية..و عملن بروفات ناجحة..و ابدعن في العرض الختامي..و لكن للأسف تم استبعاد الفقرة..و الحجة انها عمل لا يتماشى مع توجه التأصيل في ذلك الوقت..و تم استبدالها بمدحة (المصطفى مني ليك سلام)..و التي لم يتجاوز صداها اسوار المدرسة..!!! و رغم ذلك لم يكل جهد البنات..و اصرن بالمشاركة في الدورة المدرسية..و شاركت طالبة بفقرة رياضة الجري..و فازت (كانت الدورة في عطبرة)..!
كبر
02-02-2013, 04:06 PM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
في احد الأيام.. شاهدت منظر محزن للغاية..و هي ان خصومات المدرسين الصغيرة داخل المدرسة قد اودت باحد الأساتذة (استاذنا و صديقنا محمد كوكو قمبيل) الى الإستجواب و الإعتقال باستخبارات الجيش في الدلنج..و الرجل هو من ابناء الدلنج..و تخرج في كلية القانون جامعة الخرطوم في بداية الثمانينات..و ترك القانون و قرر العمل في التدريس في المدينة..و كان من الأخوان المسلمين الملتزمين..و هذا مثار الإستغراب.. لأن الإعتقالات وقتها كانت تنحصر في اهل اليسار (بعثيين و شيوعيين) اضافة لمن يتهم بالتعامل مع التمرد..و كل هذه لا علاقة للرجل بها..كل ذنبه في ذلك الحين انه من ابناء النوبة..ووقتها عرفنا قيمة الخراب الذي ينتظر اهل السودان..اذكر في ذلك الصباح.. ان حضر الرجل مخفورا بعدد اثنين من ناس الإستخبارات..و لقد اصابت المدرسين و المدرسات رهبة..ياخي حتى السلام ساكت الناس زاغت..و قد حضرت متأخرا..و شعرت بحمي بكاء غريبة في وسط الطالبات..و سألت احداهن و قالت.. استاذ محمد جابوهو عشان يسلم العهدة.. يا ربي ح يتكتلوه..و كنت اكثر رعبا من الطالبة.. لأن مثل تلك الحالات يندر ان يسلم منها شخص..و تجاوزت الطالبات..و دخلت المكتب..و احد العساكر اشهر مسدسه في وجهي..و قال لي داير شنو يا زول؟.. قلت ليهو ده محل شغلي..!!..و كان الآخر من ابناء المدينة و اعرفه..و قال لي: يا كبر انت عارف النظام كويس..و قلت ليهو: ايوه عارف..و الزول ده زميل..و داير اسلم عليهو.. تحدثت الى الأستاذ محمد في حضورهم..و لقد تأثر العساكر..و قالوا لي: طبعا نحن عبد المأمور..و قلت ليهم ممكن تخلوا الزول ده يخاطب تلميذاتو في الطابور لأن البنات ديل ممكن يمرقن مظاهرة هسع بعدين تدخلوا في مشكلة..و قالوا جدا..و تحدث الأستاذ محمد للطالبات..و طمأنهن على صحته..و ان هذا اجراء بسيط و بعد كم يوم ح يمرقوا.. بس بيصوا الجميع انو ما يخافوا في الحق لومة لائم..!!!.. صفقت البنات صفقة طويلة..امتدت لغاية خروج الرجل من المدرسة..! ولا ادرى ما حدث بعد ذلك..و لكن الشاهد أن الأستاذ محمد كوكو في اليوم التالي كان يؤدي عمله بصورة طبيعية..و تم الإفراج عنه في نفس يوم زيارته لتسليم عهدته ..!!!!
02-02-2013, 04:09 PM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
من الطرائف الأخرى.. اذكر في احد الأيام..جاءت طالبة من طالبات المدرسة في كامل زينتها.. حنة..و دخان..و دهب..و هليمانة كبيرة خلاص..و سلمت الكتب لإدارة المدرسة..و خرجت..و سألت الطالبات.. فقالوا لي.. اصلا كانت معانا هنا..و في واحدة بلغت عنها و قالت انو الطالبة دي متزوجة..و ادارة المدرسة سألتها من الأمر و اجابت بالإيجاب.. فتم فصلها..!!!.. لم اصدق الأمر و ذهبت الى ادراة المدرسة..و استفتسرت..و قالوا نعم..و اللوائح لا تسمح بوجود طالبة متزوجة وسط الطالبات..و حينما سألت عن نسخة من اللوائح كانت الإجابة مافي نسخة متوفرة حاليا..و طلبت بان تعود وفق شروط صارمة.ز يعني لا حنة ولا دخان ولا مكياج.. حتى تكمل تعليمها..و كانت الإجابة لأ.. و لأول مرة اعرف ان وزارة التربية عندها مثل تلك اللوائح..و مافي طريقة في ذلك الوقت يعمل هيلمانة.. لأنو تاني ح تطلع طابور خامس..و تدخل في حتاتة ضيقة خلاص..!!!!!!
كبر
02-07-2013, 05:37 PM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
(5) اذكر اخر حصة.. خصصتها للمراجعة..و في صباح ذلك اليوم..بحثت في اخر الشنط في البيت..و عثرت على بدلة تخص ابن عمي كبر محمد كبر..و هي بحالة جيدة..و معها حذاء لامع.. و لبست فل سووت..و خرجت..و من الطرائف.. في بوابة المعهد مر السيد عميد المعهد بعربته..و حينما رأني امر السواق ان يقف و يحمل هذا الأستاذ..و تبسم السواق..و هو من ابناء حي المعهد..ووقف..و قال لي اتفضل يا استاذ؟..طبعا وقتها كانت بنا سخرية و قوة عين.. فقلت ليهو: ما قاعدين كل يوم تملوني غبار.. الجديد شنو الليلة؟.. و اعتذرت فواصلوا مشوارهم..لاحقا حدثني السواق.. بأن العميد سال: ده منو الزول ده؟.. فقالوا له ده ود عمك النور كبر..و قاعد يقرا قانون في جامعة الخرطوم..طبعا بعد داك العميد عمل فيها نظام داير يصاحبني و كده..! حينم دخلت المدرسة .. سرت حمى غريبة.. بين البنات..جرية هنا..و اخرى هناك..و تعليقات بصوت عالي.زيحرص اصحابها ان تصلك..ايه الزوق ده..ايه الوجاهة دي.. العين باردة..و هكذا..! لاحظت أن الفصل (ثانية تاجوج)..غير العادة اكتظ على الأخر..و البعض يقف ..عملت مراجعة ..و النفسيات كانت عالية..و بعدها اخرجت ديوان شعر صغير لفاروق جويدة..و قرأت ما تيسر منه..و تميت الباقي من قصائد حلمنتيشية..ووصيت البنات خيرا.. بالإهتمام بالدراسة..و ان كل حاجة ملحوقة..و العمر منظم و مقسم..و الناس ما تستعجل الحاجات..و في نهاية الحصة.. صفقت البنات بصورة ادهشتني..صفقة طويلة..و قدمن لي هدية ادهشتني..و هي لوحة فيها هلال كبير..و عبارة امنيات طيبات..و بسخرية سالتهن..عرفتن من وين انا هلالابي؟.. فقالت واحدة بصورة جادة: سبأ قالت لينا..!!! فبهت ، بهتان عظيم..و كتلت ضنبي و مشيت بي عدلي..! في مدرسة حفصة.. اقترحت تسمية اسم (سنة اولى جميلة) تيمنا بالمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد..و سميت اسم ..سنة تانية تاجوج.. تيمنا بتاجوج السودانية..!!
كبر
02-07-2013, 06:22 PM
rani rani
تاريخ التسجيل: 06-06-2002
مجموع المشاركات: 4637
التجربة الرابعة ، من مشواري المتواضع كمدرس متطوع في المدارس الثانوية ، كانت في مدرسة نسيبة الثانوية للبنات..و هي المدرسة التي تخرجت فيها الصديقة دكتورة سامية عثمان..و الحديث عن هذه المدرسة هو حديث عن مرارة البدايات و صعوبة التأسيس.. فالمدرسة كانت جديدة..و بدأت بثلاث فصول للسنة الأولي..و هي قد تكون اول مدرسة بنات ثانوية حكومية.. فالدلنج كانت فيها مدرسة واحدة ثانوية للبنات..و هي مدرسة حفصة الثانوية بنات..و هذه اسسها رجل البر عبد الرحمن خالد..ثم تولت الحكومة امر ادارتها..اما مدرسة نسيبة فقد جاءت نتيجة لزمن التداخل.. فلقد نشأت في ذلك الوقت نواة جامعة الدلنج..و كانت اكبر مدرسة للبنات.. هي مدرسة الدلنج الأميرية المتوسطة..و كانت كبيرة ..و بها عدة فصول و داخليات و بيوت لسكن اسر المعلمين و المعلمات..و اذكر في ذلك الوقت..جاءت الحكومة بفكرة تغيير السلم التعليمي و تقصيره و نقصه سنة كاملة.. فكانت الفكرة مرحلتين في التعليم العام: مدارس اساس..و مدارس ثانوية..فاصبح الأساس ثمانية سنوات بدل ست سنوات (الإبتدائي)..و الثانوي ثلاث سنوات..و تم الغاء المرحلة المتوسطة..و اصبحت المدارس الإبتدائية مدارس اساس بطبيعتها..و تم تحويل بعض من المدارس المتوسطة لتكون مدارس ثانوية..فصارت مدرسة الأميرية المتوسطة (التي درست بها المرحلة المتوسطة) هي مدرسة على الكرار الثانوية للبنين (لتكون المدرسة الثالثة بعد المعهد و مدرسة الدلنج الثانوية بنين و التي صار اسمها مدرسة عمر بين الخطاب)..و صارت مدرسة الدلنج الأميرية المتوسطة بنات.. هي مدرسة نسيبة الثانوية للبنات..!
عند افتتاح الجامعة..و التي تأسست نواتها على انقاض معهد الدلنج للتربية و اعداد المعلمين.. تمت استضافة طالبات الجامعة للسكن في داخليات مدرسة الأميرية..و حينما تم افتتاح مدرسة نسيبة.. كانت بالمدرسة ثلاث اجيال من الطالبات.. طالبات نهائي المتوسطة (الثوالث).. طالبات الثانوي العالي..و طالبات الجامعة..!
بدأت المدرسة بعدد قليل من الأساتذة..على راسهم مدير المدرسة استاذنا مصطفى الشفيع..و الأستاذ عادل شيخ الدين (استاذ الرياضيات)..و الأستاذ النور ملاك (استاذ اللغة العربية)..و الأستاذة هويدا الجيلي (استاذة اللغة العربية).. و الأستاذة اقبال مهدي (مشرفة الداخلية)..و شخصي ..و كنت ادرس بعض من العلوم (كيمياء و فيزياء)..اضافة لعمتنا ام جريدة العاملة الوحيدة في المدرسة..!!!
و كانت هي فرصة جيدة لتوسيع فرصة بنات الدلنج للمرحلة الثانوية.. فمدرسة حفصة كانت اقصى طاقتها هي استيعاب مائة وثمانيين طالبة (بمعدل ستين طالبة لكل فصل)..و مدرسة نسيبة اضافت فرصة اوسع باستيعاب مئة و عشرين طالبة (بمعدل اربعين للفصل الواحد)..اضافت لوجد عدد لإستعياب طالبات في الداخلية.. فالمدرسة كانت تستوعب من مدينة الدلنج و المناطق المجاورة مثل الدبيبات.. الحاجز.. الفرشاية.. الدبكر.. النتل.. سالارا..
و من هنا احي اساتذة ضربة البداية (مصطفى ، عادل ، النور ، هويدا ، اقبال)..و طالبات ضربة البداية و كن ثلاث فصول للسنة الأولى..و الآن المدرسة استقرت تماما..و اصبحت واحدة من مدارس مدينة الدلنج الكبيرة..!
كبر
02-08-2013, 06:25 PM
ibrahim kojan ibrahim kojan
تاريخ التسجيل: 03-29-2007
مجموع المشاركات: 1457
بجيك راجع بي رواقة ولي زمن وأصابعي بتاكلني للنقرشه في الكي بورد... كان زمان عندي حكي قريب من دا وكانت الدكتورة إشراقة تشجعني لكتابتو بس الزمن والوجع الشديد في أسفل القلب يخلي الزول بعيد ... من الحرف والكلام...
لكن شكلك كدا كلكلتني وحأتونّس معاك... وكما يقول أهلنا المعالية في البلد تعال اَ زول نتّانس!
Quote: الصديق كبر التحايا الحارات..... ياخ تعبتني معاك وبزازي بي جاي وجاي لامن لقيت الباسورد بتاعي......... بجيك راجع بي رواقة ولي زمن وأصابعي بتاكلني للنقرشه في الكي بورد... كان زمان عندي حكي قريب من دا وكانت الدكتورة إشراقة تشجعني لكتابتو بس الزمن والوجع الشديد في أسفل القلب يخلي الزول بعيد ... من الحرف والكلام... لكن شكلك كدا كلكلتني وحأتونّس معاك... وكما يقول أهلنا المعالية في البلد تعال اَ زول نتّانس!
إبراهيم أخوك الزمان
صديقي ابراهيم كوجان..حبابك لينا طولة..ياخي.. كتر خيرك على المرور من الهنا..و ربنا يشفيك من حكاوي القلب يا اخي.. الزول السوداني يا ابراهيم مليان بالتجارب.. لكن كتير بيستحقرها و بيشوفها ما بتستاهل..لكن هي الحياة يا صديقي..و الحياة مرات لو ما كتبناها ح نقوم ننساها بعدلها.. هي لفتة من الأخت سامية عثمان...و فتحت لي افاق و ذكريات بعيدة و حميمة ..مرات مفرحة.. مرات محزنة.ز مرات مبكية.ز مرات مضحكة..و قلنا نشرك فيها الناس هنا..و يا ريت اهلنا المدرسين و المدرسات يكتبوا برضك.. و حبابك عشرة بلا كشرة.. اهلنا بيقولوا (التعليلة طولة عمر)..!!
كبر
02-09-2013, 01:14 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
Quote: ا on behalf of all the people whom you changed their lives, thank you.
ب
وائل فاروق..حبابك يا صديق كتر خيرك على المرور من هنا.. و هذه كلمة بالجد طيبة يا صديقي.. فنحن كنا نفعل فعل الحياة بكل تفاصيلها اليومية..و نمضى في حالنا..و يوما لم نفكر في مسألة (التغيير ) تلك..! و اكون اكثر سعادة لو فهمني طلابي..طالباتي.. اصدقائي.. صديقاتي.. بانني قد احدثت بعض التغيير في حياتهم..! كتر خيرك كتير يا وائل..
كبر
02-09-2013, 01:22 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
اذكر وقتها ، قد حضرت من الخرطوم..و الإنقاذ كانت في اوج توجسها و ضيقها بالآخر..و الجامعة كانت هي الآخرى تعاني مخاض التحول.. سحب السكن الإعاشة..و فرض نظام الصندوق..و كنا نحن في الدفعات النهائية التي نالت بعض الإستثناءات لتواصل مجانية الغذاء و السكن في الجامعة..اما في جنوب كردفان.. فالضيق كان اكبر.. فالمنطقة تم اعلانها كمنطقة عمليات عسكرية عامة..و تحكم بقوانين الطوارئ..و الإعتقالات كانت تتم لأدنى سبب..و الحركة ، كانت محظورة..و المدينة كانت تعيش في حظر تجول غير معلن..يبدا الحادية عشر مساءا.. ياخي لو دخلت ليك فيلم هندي طويل ساكت.. بتكون بتعاين لنهاية الفيلم و سفنجاتك في يدك.. اول ما الفيلم ينتهي بتقوم جاري صوف عشان تلحق بيتكم قبال ما يلاقيك الطوف..!!!
كثير من شباب المدينة (نساءا و رجالا) كان يتعرض للإستجواب من قبل ناس الأمن..و في بعض الأحيان من قبل استخبارات الجيش في الحامية..و هذا كان اسوأ الأنواع مطلقا..لأن التصفيات كانت شائعة وقتها..و لم تستثني الإعتقالات.. العرب أو الجلابة أو النوبة..كلهم كانوا عرضة للمساءلة..و كنا نخاف اكثر على صديقاتنا و اصدقاءنا من النوبة لأنهم الأقرب للتصفيات غير المبررة..لأن التهمة الجاهزة هي التعامل مع (التمرد).. قد عانينا كثيرا حينما قمنا (مجموعة من الشباب و الشابات) بتأسيس رابطة اصدقاء الفنان التشكيلي بليا..و التي كانت داره المتنفس الوحيد في تلك الأيام.. لإقامة المنتديات الشعرية و حلقات النقاش..و العمل الطوعي مثل نظافة المستشفى و نظافة الأحياء..و التهمة الجاهزة وقتها.. هذا عمل يساريين..شيوعيين و بعثيين..!!!
و الصدفة وحدها هي التي جعلتني اقوم بالتدريس في مدرسة نسيبة..و كان الوالد يذهب للصلاة في جامع المعهد..و كانت هناك دوما جلسة ونسة بعد الصلاة..و جمعته احدى الجلسات باستاذنا مصطفى الشفيع.. و مثلما قلت سابقا.. في ذلك الوقت ناس الدلنج كانوا مثل الأسرة الواحدة..و الواحد فيهم يبث همومه للجميع بدون تكلف او تحرج.. فتحدث الأستاذ مصطفى عن معاناته في افتتاح مدرسة ثانوية جديدة للبنات..و انه عنده مشكلة مدرسين.. خصوصا في العلوم..فما كان من حاج النور الإ ان اعلن التبرع بعدد واحد معلم ليقوم بتدريس البنات كيمياء و فيزياء..!!..و تلقيت الخبر مساءا.. بان اذهب في صباح اليوم التالي لمدرسة نسيبة للتدريس. و قد يعجب البعض.. كنت لا اعلم عن تلك المدرسة في ابائي الأوليين..و سألت شقيقاتي عنها..و قالن يطرشنا..عدا واحدة بعد جهد قالت: سمعت قالوا الأميرية بنات دايرين يسوها مدرسة ثانوي..لكن لسع ما سوهوا..!!!
مدرسة الدلنج الأميرية بنات..واحدة من البقاع في الدلنج .. التي لم يتيسر لي دخولها الإ نادرا..و بالرغم من انها تقع في الطريق الى السوق..و الطريق الى الأميرية بنين..فلقد كنت امر بها عابرا..و اكثر ما اذكرها عنها .. شجرات الياسمين التي تفوح عبقا طيبا في موسم الخريف..و كانت في طريقي الى المدرسة ايام المتوسطة.زحينما كنا نمر بها في طريقنا الى الأميرية بنين..و اذكر معاناتنا حينما نمر..و الطالبات مارقات..و كثيرا نتعمد الأ يمر فرد واحد في تلك اللحظة..ياخي الجكسي كان بيعمل فينا جنس عمايل.. و اول مرة دخلت مدرسة الأميرية بنات.. كنا في عمل بروفات لمسرحية ( الحراز و المطر) بقيادة اخونا منير عبد الله..و تمثيل الصديقات امنة دفع الله .. ايات مصطفى..معلا النور كبر..و شخصي..واقمنا العرض النهائي في مسرحها (طبعا ذكرت اني احب المسرح..و مرات كده قاعد اشارك فيهو)..بخلاف ذلك لم اذكر مطلقا اني دخلت المدرسة.. الى أن حانت فرصة التدريس في الجزء الذي صار مدرسة نسيبة الثانوية بنات..
كبر
02-09-2013, 07:37 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
بدأت التدريس في مدرسة نسيبة الثانوية بنات..و اخذت جدول مادة الكيمياء و الفيزياء..و بالطبع المدرسة لم يكن بها معامل..و واصلت طريقة تدريس الكيمياء تيمما..و ذلك بتعريف المفاهيم الموجودة في كتب الوزارة..و تبسيطها للغاية حتى تستوعبها الطالبات.. و تأليف مساءل رياضية مبسطة..و اختبارات فجائية..و التركيز على الهوم ويرك المكثف..!
و مرة عقدت ادارة المدرسة اجتماعا تفاكيريا حول تسمية الفصول..و الموضة وقتها هي موضة التأصيل..و كانت اسماء فصول البنات لا تتجاوز اسماء مثل ..حميراء.. عفراء..وعائشة (طبعا حميراء هي عائشة..!!)..و قلت لماذا لا تسمى اسماء الفصول من البيئة المحلية و التأريخ القريب و اللصيق بواقع الطالبات..؟..و اخترت اسماء مثل (مندي) تيمنا بمندي بت السلطان عجبنا و هي بطلة من بطلات زمانها و قادت المقاومة ضد المستعمر بعد اسر والدها السلطان عجبنا..و هي التي خلدتها المنطقة في اغنيات و اهازيج صار بعضها مارشات عسكرية كما دونها سلاح الموسيقى السوداني و منها مارش (مندي) و ايضا تعرض له اخونا الموسيقي جرهام عبد القادر و قدمه عبر فرقة السمندل و عقد الجلاد و غيرها من الفرق الموسيقية..و (عازة)..و الإسم الأخير مستوحي من اغنية خليل فرح المشهورة (عازة في هواك)..و تم قبول هذه الأسماء..و نسيت اسم الفصل الثالث..!
الطالبات لم يكن فقط من داخل مدينة الدلنج..و لأن المدرسة كانت فيها داخلية.. فلقد كانت معظم الطالبات من خارج المدينة.. البعض من الدبيبات.. الحاجز.. السنجكاية..ام سعدة.. الفرشاية.. الحميضاية..الدبكر.. النتل.. سلارا.. و كنت احرص دوما في تجربتي مع تدريس المدارس الثانوية.. ان انهج نهج مختلف شوية في البداية.. يعني حكاية تدخل الفصل من اول حصة..و تتحدث عن اسمك..و تعليمك..و سكنك..و اهتماماتك.. فكانت مثل هذه الأمور لا تعنيني كثيرا..و اعتقد معظم طلابي و طالباتي بيكون عرفوا اسمي بعد مرور فترة من الزمن..و كانت قناعتي ان الطلاب عليهم ان يتعرفوا اكثر على المادة التي اقوم بتدريسها..و ان معرفة الإستاذ حاجة مفروض تكون في النهاية..و في نفس الوقت كنت اتعرف على الطالبات/الطلاب في الحصص.. يعني تقوم تسأل طالبة سؤال متعلق بالدرس.. أو يقوم الأستاذ بسؤال طالبة ..فاول حاجة اسأل : اسمك منو؟..و الأيام ديك الذاكرة كانت جيدة.. و كنت احفظ الأسماء..و في بقية الحصص.. انادي كل واحدة باسمها..و هذه الفكرة كانت ناجحة الى حد ما..و بتقرب المسافات..! و طيلة هذه التجارب.. لم تتلبسني مطلقا حالة اني استاذ..و انما الأمر كان بالنسبة لي.. عمل ما يجب أن يؤدى..و كنت اجتهد في تجويد الأداء..و المساعدة الصادقة..
كبر
02-09-2013, 05:37 PM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
(13).. اسبوع ثقافي: و بالرغم من ان تلك الفترة ، في مدرسة نسيبة كانت قصيرة..الإ انني اذكر بعض الأشياء فيها..مرة اقترحت ان يتم اشهار للمدرسة و ذلك بتقديم نشاط يتوجه للمجتمع.. فالناس كانت تعرف ان هناك مدرسة جديدة..و تعرف انها في بداياتها.. فاقترحت أن نعمل اسبوع ثقافي..تشارك فيه الطالبات..و توجه الدعوة للجمهور..و كان اسبوعا ثقافيا..فيه بعض المعارض.. علوم.. جغرافيا.. تاريخ..و اذكر استلفنا بعض المعدات من مدرسة حفصة الثانوية..و اخترنا تجارب مبسطة لعرضها للجمهور..و كان اسبوع ناجح الى حد ما..و اهالي الدلنج عرفت ان هناك مدرسة اسمها نسيبة و قادمة بقوة.. من الطرائف التي اذكرها جيدا.. ان ترموميتر الحرارة المستلف من مدرسة حفصة..كان قد انكسر..و لقد صابتني حمى الهلوسة بالزئبق الأحمر التي تعرضت لها اثناء بداية تدريسي كمتطوع في مدرسة حفصة..و ظننت ان احدهم سولت له نفسه أن يعتدي على ذاك الترموميتر المسكين..و اعتذرنا لمدرسة حفصة ..و الظريفة حبيبات الزئبق كانت موجودة و لميناها في كيس صغير..و سلمناها لناس مدرسة حفصة..و اذكر في ذلك الوقت كانت في شعبة العلوم بمدرسة حفصة الأستاذة سيدة..!
كبر
02-09-2013, 05:39 PM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
و لم تكن الفترة وقتها تقتصر على التدريس في مدرسة نسيبة فقط..و كان استاذنا مصطفى الشفيع قد خلقت له الحكومة وظيفة مرشد للمدراس الثانوية.. لأن عددها زاد و اصبحت اربعة مدراس (اثنتان للبنين و اثنتين للبنات)..و كانت هناك مشكلة مدرسين حقيقية.. فالمنطقة كانت منطقة عمليات..و كثيرون يتهيبون العمل فيها.. اضافة لظهور مفردات الإستثمار في الثقافة السودانية عامة و ثقافة التدريس خاصة..و كانت هناك مساءل مثل الحصص الإضافية و الدروس الخصوصية و المذكرات التي تطبع و تباع و يستفيد منها المعلم أو المعلمة..و مثل هذه الإمتيازات لا تتوفر في الدلنج.. و كانت مشكلة الفراغ و الحاجة الى وفرة في المعلمين..!
هذه المشكلة كان نتاجها الطبيعي حالة التسرب في عدد الطلاب و التراخي في الحضور الى الدراسة..لأن بعض الطلاب كان يرى أن الذهاب الى المدرسة و الجلوس في حصص فاضية بلا مدرس فهي مضيعة للوقت..و لم يكن هناك دافع المبادرة مثلما كنا نفعل نحن حينما كنا في مثل سنهم و طلاب في مدرسة كادقلي الثانوية العليا..حيث كنا نختار بعض زملائنا و نكلفهم بشرح الدروس للبقية من الطلاب.. يعني سد فراغ الحصص الى ان يمن علينا الله بحضور مدرس جديد..و كان اكثر النقص في مدرسة عمر بن الخطاب الثانوية بنين..و اكثر التسرب الطلابي كان فيها (عرفتو ليه الناس هناك بتتمرد و بتشيل بندقية؟)..
و مرة تحدث لي الأستاذ مصطفى الشفيع..و هو يرجوني ان اساعد في التدريس في مدرسة عمر بن الخطاب..و كان يقول لي: ياخي درس أي حاجة.. بس شكلك ده لو ظهر هناك ممكن يهرش لينا الأولاد شوية..!..و الغريبة الواحد ما كان ذو جتة كبيرة و ضخامة في العضلات التي تخيف..و انما كانت قوة قلب و نقة مجيهة ممكن تقنع بيها الناس..! تحدثت الى صديقي و اخي الزين خليفة (خريج اقتصاد جامعة الخرطوم)..و كان وقتها يعمل في الضرائب..بالإضافة الى عمله في منظمة طوعية تهتم بالأطفال المشردين..و العمل مع مكتب الرعاية الإجتماعية في المدينة..و اصبح الأمر بالنسبة لنا امر اهل المدينة في المقام الأول..و ان لا داعي لإنتظار الحكومة لإقناع مدرسين و مدرسات لإرسالهم الى مدارس الدلنج و الطلاب في امس الحاجة الى من يقف امامهم و يدرسهم..و تحدثنا بدورنا الى صديقنا و استاذنا حسن مرسال معلا (خريج اداب جامعة الخرطوم)..و كان وقتها مدير لمدرسة على الكرار (الأميرية بنين سابقا) الثانوية بنين..و ذهبنا الى مدرسة عمر بن الخطاب..!
و توزعنا على الفصول المختلفة..و كان دورنا يتركز في التوجيه اكثر من التدريس و الحديث للطلاب بضرورة الصبر و الإستمرار في المدرسة..و لقد كان الأمر شبه منفلت..البعض يأتي متأخرا..و البعض يظهر استيائه من التواجد في المدرسة..و احيانا كنا نلجأ الى العنف..و محاولة جلد الطلاب..و لقد بدأنا بواقعة طريفة..و اخترنا طالب نعرف اسرته معرفة جيدة.. فاخوانه و اخواته كانوا زملائنا (لاحظ نحن الثلاثة كنا في مراحل مختلفة..حسن مرسال.. ثم الزين..ثم شخصي)..و احتد الأمر مع الطالب..و الموضوع لحق هوكات و كفوف طايرة..و بعد ايام كنت اسمع بعض الطلاب يحدثون بعضهم البعض..و قال احدهم (ياخي الناس ديل عاملين فيها صعاليك).. فقال اخر (عاملين شنو..ياخي ديل صعاليك عديل..و لو سبقتهم جري من المدرسة ح يلحقوك في الحلة و يدقوك قدام ناس بيتكم..و ما بعيد ناس البيت يساعدوهم كمان..!!)..!
تمكنا من ضبط المدرسة الى حد ما..و كانت تعمل بنظام طابور الصباح..و كنا نحضر قبل الطابور بنصف ساعة..و نقف في سور المدرسة..(واحد في شمال المدرسة..واحد غربها..واحد في الجنوب)..و أي طالب متأخر كنا بنقول ليهو ارجع البيت و جيب ولي امرك..عشان تقول ليهو اتأخرت ليه..!..و كانت فكرة صديقنا الزين خليفة.. ان الموضوع محتاج اسبوع واحد..و فعلا نجح الأمر..و الطلاب كانوا اكثر تجاوبا..!
كبر
02-10-2013, 01:02 AM
بريمة محمد بريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471
Quote: من الطرائف الأخرى.. اذكر في احد الأيام..جاءت طالبة من طالبات المدرسة في كامل زينتها.. حنة..و دخان..و دهب..و هليمانة كبيرة خلاص..و سلمت الكتب لإدارة المدرسة..و خرجت..و سألت الطالبات.. فقالوا لي.. اصلا كانت معانا هنا..و في واحدة بلغت عنها و قالت انو الطالبة دي متزوجة..و ادارة المدرسة سألتها من الأمر و اجابت بالإيجاب.. فتم فصلها..!!!.. لم اصدق الأمر و ذهبت الى ادراة المدرسة..و استفتسرت..و قالوا نعم..و اللوائح لا تسمح بوجود طالبة متزوجة وسط الطالبات..و حينما سألت عن نسخة من اللوائح كانت الإجابة مافي نسخة متوفرة حاليا..و طلبت بان تعود وفق شروط صارمة.ز يعني لا حنة ولا دخان ولا مكياج.. حتى تكمل تعليمها..و كانت الإجابة لأ.. و لأول مرة اعرف ان وزارة التربية عندها مثل تلك اللوائح..و مافي طريقة في ذلك الوقت يعمل هيلمانة.. لأنو تاني ح تطلع طابور خامس..و تدخل في حتاتة ضيقة خلاص..!!!!!!
كبر
والحصل شنو بعد داك هل قطعت تعليمها بسبب قوانين وزارة التربية؟ ... والله دا ظلم الحسن والحسين.
توقفت فى حتت إيمانك السابق بمدأ: "أضرب القراف خلى الجمال تخاف" .. يا أخى العالم الحديث كله شغال بهذه النظرية .. عروض القوة العسكرية هى نفس الفكرة .. وطائرات الجت التى تطير فى الهواء والغواصات التى تغوص فى بطون البحار .. والترسانات النووية .. وألخ.، الرئييس هارى ترومان لديه نظرية: "تكلم بلطلف وأحمل عصى غليظة" ..
الطلبة بقلدوا أساتذتهم فى الزى، أنا ما عارف هل البنات يقلدن أستاذاتهن أم لا؟
بريمة
02-11-2013, 04:59 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
Quote: والحصل شنو بعد داك هل قطعت تعليمها بسبب قوانين وزارة التربية؟
ب ول ابا..حبابك.. كتر خيرك على المرور و المطايبة هنا.. الحصل مذكور..و انو اللبنت اتفصلت من المدرسة بهذا السبب..و اخوك كان (ا أقلية).. اصغر زول في هيئة التدريس (نظام اقصير كلامو ما بنسمع)..و كنت استاذ متعاون (يعني ما عندي حالة رسمية )..بالرغم من انو بعض المدرسات اتفقنا معاي.. لكن اتفاق ونسة في المكاتب.. لكن نظام اجتماعات و المساركة في اتخاذ قرار .. العالم كلها بتقول ليك قاعدين نربي عيال..و الخواف دايما بيعرف كيف يربي عيالو..!
نفس الموقف حصل بصورة معكوسة في مدرسة ابوزبد الثانوية بنين (سوف نحكي القصة في معرض حكاوينا عن المحطة الأخيرة في تجربة التدريس تطوعا)...و الضحية كان شاب في مقتبل العمر.. لكن المرة دي اتخرجنا..و كان عندنا رخصة مزاولة مهنة القانون..و قدرنا نقيف مع الشاب لغاية مع امتحن الشهادة..ووقفنا مع حالات اصعب من ذلك..و كان البنقدر عليهو انو الناس تمتحن الشهادة السودانية..و الغريبة ناس نجحت..و لمن رجعنا ابوزبد بعد سنتين كان البعض منهم التحق بالخدمة المدنية..و القصص بتاعتهم غير صالحة للنشر..
اللوائح عجيبة يا بريمة..و سوف نتعرض لما نذكره منها.. و نشوفك طوالي.. كبر
02-13-2013, 07:36 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
و يبدو ان تجربتنا في مدرسة عمر بن الخطاب عجبت استاذنا مصطفى الشفيع..و طالبنا بالمساعدة في مدرسة حفصة الثانوية..وقتها كانت ايضا تعاني من نقصان المدرسين..و كانت الطالبات في حال يأس و زهج عارم..
اذكر في مدرسة حفصة..اول مرة دخلت فصل ثانية تاجوج لتدريس مادة الكيمياء..و البنات كان ماخدات راحتهن بالكامل.. يعني نظام واحدة تقوم تفتح الدرج..و تكون خاتة ليها مراية صغيرة و تقعد تعمل ليها مكياج..و رأيت ذلك و تجاهلته.. الى ان انتهت.. ثم ناديتها و حينما اقتربت..وصفت ليها باب الفصل..و قلت لها عبارة حارة جدا (امشي تميها في الشارع)..!..خرجت الطالبة..و في فناء المدرسة شافها وكيل المدرسة استاذنا احمد المكي تبن..و قال ليها مالك بره الفصل..و قالت ليهو استاذ الكيمياء طردني من الحصة..فقال ليها: ليه؟.. فقالت ما عارفة..و قال ليها: الأستاذ ده ولدي و انا درستو في الشهادة السودانية لغاية ما دخل جامعة الخرطوم..و عارفو كويس..و لو قال يرفدوك ح ارفدك على طول..!!!
و اذكر الطالبة ذهبت و تحدثت لبعض المدرسات و طالبت بان تعتذر لإستاذ الكيمياء.. عشان ما تترفد..و بعد الحصة لقيت الأساتذة منتظرين..و الغريبة الناس كان بتشوف فيها شكل هرشة عجيبة خلاص..و حدثوني في امر الطالبة..و حكيت ليهم الموضوع..و قلت ليهم ما ح اكلم الإدارة لأنها متسبلة و تقوم تقطع عيشة البنية ساكت..و قبلت اعتذار الطالبة..و كانت من اكثر الطالبات مواظبة..! مرة تانية.. و الأمور هدأت قليلا..و كانت الصدفة في فصل ثانية تاجوج (و هو الفصل الذي اخترعت اسمه قبل سنوات..و الفصل الذي كرمتني طالباته وقتها)..و كانت طالبة مشاغبة و بتقعد في اخر الفصل..و هفت ليها تعمل حركة عجيبة.. فكلما اتجهت لأكتب في السبورة.. بتقوم بتشيل كرسيها و تتحرك..و تجاهلتها الى ان اكملت رحلتها من الزاوية الغربية لغاية الزاوية الشرقية في الفصل..و في اخر نقطة.. قلت لها (حمدا لله على السلامة..و مبروك الإستقرار..شفتي الباب ده يعدي جمل و ناقة يللا اتفضلي و ادينا عرض اكتافك..)..!..و يبدو انها عنيدة..فقلت : اوكي وكتين ماكي مارقة .ز انا مارق..و هاج الفصل و البنات صرخن فيها لغاية ما مرقت..! الغريبة ادارة المدرسة جات عشان تستفر عن الحاصل..و قلت ليهم عملنا حركة عشان نحس بالنشاط شوية..وواصلت الدرس..!
و نفس طريقة العنف التي اتبعناها مع طلاب مدرسة عمر ابن الخطاب اتبعناها في مدرسة حفصة..و كنت احيانا الجأ لمسالة جلد الطالبات..خصوصا في مسألة التقصير في الهوم ويرك..و الطالبات كانن مستغربات.. يعني نظام بقن كبار و كده..و حكاية الجلد وقفتها ذات مرة و الى الأبد بعد ان مررت بتجربة قاسية..و كنت حينها في فصل سنة اولى جميلة بمدرسة حفصة..و كانت ثلاث طالبات لم يكملن الهوم ويرك..و ناديتهن لمقدمة الفصل..و جلدت الأولى..و الثانية..و حينما جاء دور الثالثة.. قلت لها افتح يدك اليمين..و صرخ الفصل جميعه (لأ.. لأ)..و تجاهلت الأمر..و جلدت الطالبة ثلاثة جلدات.. فاغمي عليها..و سقطت مغشيا عليها..و الوكت داك ليس لدي فكرة عن الإسعافات الأولية (و كنت لزمن بعد تلك اللحظة افكر في كتابة دراسة بان يكون جزء من مؤهلات استاذ/ة الثانوي العالي الإلمام بمبادئ الإسعفات الأولية)..و ناديت بعض المدرسات..و تم اسعاف الطالبة..!!!
في نهاية اليوم.. عرفت ان الطالبة مصابة بمرض القلب..و انها لم تجلد في حياتها..و اذكر ان قابلني شقيقها..و اعتذرت له عن الحاصل..و الرجل كان شهما..و قال لي: يا استاذ كلنا اندقينا..بس البنية دي..و انت عارف هي زعلانة شديد؟..و قلت ليهو مستعد اعتذر لها قدامك و قدام اسرتها.. فضحك الرجل بصورة ادهشتني.. فقال لي: هي زعلانة لأنو البنات قالوا ليك ما تدقها..لأنو كانت دايرة تنجلد مرة واحدة في حياتها..و الخلعها صراخ البنات مش الجلد..!!!!!
كبر
02-13-2013, 08:15 PM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
طلبت مني المدرسة المسائية في حفصة .. أن اساعد في تدريس السنة الثانية مادة الفيزياء..من ضمن طالبات المدرسة المسائية كانت طالبة انصار سنة.. طبعا ايام التجربة الأولى في حفصة.. كانت معظم طالبات المدرسة بعثيات..و شوية اتحاديات و حزب امة..و بالطبع كوزات..لكن حكاية انصار سنة دي جديدة تب..!..و الطالبة كانت تتعتمد الخروج عن الحصة.. يعني في نص الدرس تقوم تسألك عن رأي الشرع في موضوع معين..و في البداية كنت احاول ان انبهها بلطف ..و لكنها تجاهلت ذلك..و هي متعصبة للغاية..و ذات مرة قلت لها اكتبي أي سؤال يخطر ببالك..و انا في وكتي الفاضي ح اجاوب عليهو..و فعلا كتبت كراس كامل.. قابلتني قبل الحصة و هي تحاول تسليمي الكراس.. فقلت لها: انا لم قلت ليك اكتبي الأسئلة الكلام ده كان وين؟..قالت في الفصل..قلت ليها: خلاص لمن تخشي الفصل اديني الكراس..قالت : البنات ح يقولوا شنو؟.. قلت ليها: يعني مادايرة البنات تعرف انو انتي اديتي استاذ الفيزياء كراس؟.. قالت: نعم.. قلت: ليه؟.. قالت لأنو دي اسئلة خاصة؟.. قلت ليه: طيب ليه ماليان فقر و بتسألي اسئلة خاصة في الفحصة؟.. صمتت.. ثم قالت: داير تشيل الكراس شيلو.. ما دايرت تشيلو ح استمر اسأل في الفصل؟..و صمت انا حينها و اضمرت سوءا في نفسي و شلت منها الكراس..و حينما دخلت الفصل.. قلت للبنات.. اختكم فلانة ادتني كراس..و ما عارف الكراس ده فيهو شنو..و ح افرفرو قدامكم.. عشان الدنيا ما معروفة.زيمكن يكون فيهو جواب حب طاير ولا كده..!!!
و فعلا قمت بتقليب الكراس..قدام البنات..و لحسن الحظ لم يقع أي جواب ..و قالت احد الطالبات:طيب تم جميلك و اقرأ لينا الأسئلة؟.. فقلت: ابيت.. دي اسئلة خاصة..و كلها اسئلة شرعية..!!! قمت بالرد على الأسئلة..و كانت كلها عن امور تتعلق بالزواج..و حقوق الزوجة على زوجها و حقوق الزوج على زوجته..و بعض التفاصيل الدقيقة التي تتعلق بمثل تلك العلاقة..و كنت احرص ان اقدم اجابات تتعلق بالمساءل العلمية..و ان الأمر ليس كله دين في دين..و انما هناك سيكولوجيا و اشياء ضرورية يجب الإنتباه لها..و في الختام قلت لم امر بهذه التجربة..و من مر بها اجدى بالإجابة..!!
كلما اذكر من هذه التجربة الغريبة أن تلك الطالبة ترك ناس انصار السنة..و انتهجت نهج اخر..و قابلتها بعد سنوات..و هي تشكرني بصورة غريبة..و قالت عبارة غريبة :ياخي انا كنت قايلة الشيوعيين ديل ما عندهم اخلاق بالمرة ..(طبعا تواطئت مع السادة الشيوعين..و لم انفى لها علاقتي بالشيوعية..و هي تهمت تطاردني كثيرا في حياتي..و مرات كثيرة انفيها..!)..
من خلال التجربة في تدريس البنات في مدرسة نسيبة الثانوية.. مرة جمعتني جلسة مع مدرسين و مدرسات من مدرسة الأميرية المتوسطة..و تناولت الجلسة مواضيع شتى..و من الطرائف.. اخرجت لي احد المدرسات عدد من مجلة الكرمل..و هي تقول لي هذه مجلة عظيمة و انت تستاهل تقراها..فيها حاجات سمحة..و قلبت المجلة..ووجدت بعض الخطوط تحت بعض الفقرات..و تعليقات على الهوامش.. فسألت الأستاذة قائلا: المجلة دي حقت منو؟.. فقالت: حقت زول عزيز علي..و اداني ليها.. و اقراها و حافظ عليها و رجعها لي..!!..و قلت لها: خذيها.و ما عندي رغبة اقراها..!. طبعا استغرب الحضور..و سالتني استاذة اخرى ، تقول: ليه كده يا استاذ ، زولة ادتك حاجة و ترغب في اشراكك فيها و تقوم تقول كده..!!.. صمت قليلا..و قلت: المجلة اساسا حقتي..و مستغرب كيف وصلت ليد الأستاذة..و التعليقات على الحواشي هي حقتي..و المجلة الناس القاعدة تقراها في الدلنج قليلة خالص..و ما قاعدين يدوها للناس.. و عزيز الأستاذة دي ما عارف لقاها وين..!!
في تلك الجلسة.. تحدثنا عن فرص التعليم العالي في الخرطوم.. خصوصا جامعة امدرمان الإسلامية..و المركز الأفريقي الإسلامي..و كلها كانت لها فرص مخصصة لناس جنوب كردفان..و الغالبية لا تدري عن امر تلك الفرص.. بل حتى جامعة الدلنج وقتها قد ابتدرت برناماج لإستيعاب الناضجين و هو برنامج يستهدف اساتذة المرحلتين الإبتدائية و المتوسطة و تأهيلهم و منحهم درجة البكالوريس..و اذكر بعد تلك الجلسة ان اخذ البعض ذلك الكلام بمنتهى الجديدة.. و بعد يومين قابلتني صديقتين من تلك الجلسة..و طلبن معلومات اضافية عن تلك البرامج التعليمية..خصوصا برامج جامعة امدرمان الإسلامية..و حكيت ما اعرفه..و اشرت لبعض الزملاء طلاب تلك الجامعة و امكانية المساعدة..ولاحقا كنت فرحا حينما اكتشفت ان ست معلمات من تلك الجلسة التحقنا بجامعة امدرمان الإسلامية..و بعضهن واصل لما بعد البكالوريس و نال درجة الماجستير..و التحق بعضهن فيما بعد بالتدريس في جامعة الدلنج..!
تلك الفترة شهدت اعتقالات معلمي و معلمات المدارس المتوسطة..و اذكر ممن تعرض للإعتقال.. استاذنا و صديقنا سيد منوفل.. استاذنا و صديقنا عاطف التاج.. استاذتنا نوال وقيع الله.. استاذتنا مريم جديد..و اخرين و اخريات كثر..!
كبر
02-17-2013, 04:17 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
(2) بيادر الإلهام: و من صدى تجربتي في التدريس في مدرسة نسيبة..ان كتبت نصوص عديدة..و هي قد تكاد تكون من اخصب الفترات التي الهمتني بالكتابة.. فكانت كراسة شعرية بعنوان (اوراق من نبض الراهن)..و نص حميم نشرته هنا من قبل و موجود في مكتبتي بسودانيز اونلاين اسمه (تغريبة الأبنوس و الريح)..و لاحقا..بدايات رواية نشرت جزء منها هنا بعنوان (تخطيط جانبي لوجهها و ما فعله صوتها حينما نادت سرب القماري..).. و كانت الأمسيات..تجمعنا بالأصدقاء و الصديقات..حامد جاجا صديقنا المرحوم نزار جلاب..سميرة ابراهيم (عيشة)..يسرية اسماعيل..عائشة التوم..المعتز اسماعيل قمر.. اسماعيل الإمام.. الزين محمد عبد الله سلمان..عادل اسماعيل..صابر الصادق.. احمد حسين بادكو.. السيد منوفل..و كنا نلتقى في منزل استاذنا و صديقنا التشكيلي عبد الرحمن بليا..و نقيم بعض من حلقات النقاش و المسامرات التي كان يؤمها بعض من طلاب و طالبات جامعة الدلنج..و كانت الفكرة خلق معادل موضوعي للواقع الخانق و ذلك بفتح كوة صغيرة للمهتمين و المهتمات بشؤن الكتابة و الرسم و القراءة..!
كبر
02-17-2013, 04:20 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
و لقد كانت ايام..تعرضنا فيها لمناوشات العسس و افات الليل من شرطة شعبية و امن داخلي و استخبارات عسكرية.. ومما اذكره أن اشهرت مجموعة من الشرطة الشعبية الكلاشات في وجهي ذات مساء في احد شوارع حي اقوز..و كنت في معية رفقة مأمونة.. لا تقل شراسة عن الكلاشات في ذات نفسها..و اذكر جيدا كيف هرشت ليك العساكر..و هم شن العساكر؟..هم من ابناء المدينة..و نعرفهم و يعرفوننا جيدا.. و قد سجلت الواقعة في رواية (تخطيط جانبي)..و لا انسى كيف ان احدهم كان مصر انو نمشي الدكتور عشان يكشف علينا..و سبيت ليهم دين بالباب العديل..و الرفقة المأمونة ما قصرت سمعتهم نبذ نحجم عن نشره هنا (كلنا نخطئ و كلنا بنسرق السوق لو لقينا فرقة)..و اذكر اعتذار قائدهم..و الذي صار فيما بعد دكتور محاضر في جامعة الدلنج..و هذا الجانب نذكره هنا ليس لنقول كنا شفاتة و صعاليك..و انما لنقول لطلابنا و طالبتنا من ذلك الزمن الجميل.. فالأستاذ برضك انسان عادي.. و مرات بيخستك خستكات مثلما تختسك جموع الخلق..!!
تجربة التدريس في مدرسة نسيبة الثانوية.. كانت هي اخر محطة لي في مدارس الدلنج الثانوية فيما يتعلق بالتدريس..وكانت تجربة جميلة بالنسبة لي.. على الأقل شغلتني كثيرا..و جعلتني اقدم ما اعتقد انه مفيد لمن يحتاج ..و بعدها لم اشتغل بالتدريس متطوعا في الدلنج..و انما حدثت التجربة في منطقة اخرى سوف اسردها هنا..و قد تكون ظروف الهجرة فيما بعد قد اقعدتنا من تقديم المساعدة لأهل الدلنج الذين يستحقوق كل الخير و العطاء..
كبر
02-20-2013, 10:02 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
الصديقات و الأصدقاء الذين يتابعون هذا الخيط.. حبابكم جميعا.. و عدت ان انشر ما تبقى من تجربة التدريس تطوعا..و التجربة الأخيرة كانت في مدارس ابوزبد في غرب كردفان..و قبل ان استمر في سرد تلك التجربة.. اريد ان اشرككم جميعا في مادة جميلة عن مدينة الدلنج..و هي تتحدث عن جزئية خاصة و تسمى (سبر الخيل).. أو سبر (الحصاد)..و هو من الطقوس التي شهدت مرارا في مدينة الدلنج..و السبر خاص باهلنا قبيلة الدلنج..و التي سميت عليها مدينة الدلنج.. تحدثت عن السبر في رواية (تخطيط جانبي) و التي في مقدمتها يلتقى بطل الرواية (حماد) بالكجور رحال كجور قبيلة الدلنج..و المادة المنشورة هنا هي خاصة بقناة هارموني السودانية..اعدها للقناة فضل الله احمد عبد الله و محي الدين خليفة الحاج..و التعليق الأستاذة اسراء زين العابدين و الأستاذة نجوى ادم عوض..تصوير عبد العظيم فرح..اخراج الأستاذ فؤاد عبد الرحيم خليفة..
و نشوفكم.. كبر
02-22-2013, 10:02 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
(1) التجربة الخامسة و الأخيرة ، بالنسبة لي كمدرس متطوع في المدارس الثانوية ، كانت في مدراس ابي زبد في غرب كردفان. و كما ذكرت سابقا ان تجربتي مع التدريس دوما تأتي عن طريق المصادفة ، بمعنى لم اقرر مطلقا أن اذهب للتدريس..و التجربة الخامسة كانت بنفس النهج و لكن هذه المرة كانت لي نسبة قرار فيها..و هذه التجربة هي بمثابة نصيبي في الخدمة الإلزامية العسكرية كما فرضتها دولة السودان و قوانينها الظالمة ، تلك التي تطبق على البعض ، و البعض الآخر يجد مخرجا منها سواءا بالرشوة او بالواسطة..! كنت وقتها محامي تحت التدريب بمكتب الأستاذة عدلة عبد الله موسى..و ذلك بامبدة شارع الردمية..و كنت قد اكملت مدة التدريب و نيل رخصة المحاماة..و اكثر ما كان يشغلني هو البحث عن طريق للخروج من السودان..و بالرغم من ان المهنة كانت واعدة بالنسبة لي ، الإ انني كنت افكر في الخروج بحثا عن واقع يحترمني كأنسان..و كنت وقتها و كثير من شباب السودان نحس بنفس الشعور.. فهناك يائس عام بصورة مرعبة..
ذات مساء زارني صديقي محجوب على عثمان و هو حليق الرأس ، و محجوب صديق و قريب من ناس الدلنج ، و قد تخرج في جامعة امدرمان الإسلامية كلية الآداب لغة انجليزية..و سألته عن سبب هذه الصلعة اللامعة..و هي ليست من عاداته ان يحلق رأسه بهذه الكيفية.. فقال لي سجلت في الخدمة الإلزامية و اكملت التدريب العسكري و الآن في طريقي لإكمال باقي المدة في مدارس غرب كردفان..و قال لي فكر في هذه المسألة..و كنا ، كما قلت قبل قليل ، وقتها مثلنا و مثل شباب تلك المرحلة..نفكر كثيرا في الخروج عن السودان و البحث عن خيارات افضل قليلا من السودان.. فالإنقاذ كانت في مرحلة التمكين..و فرص العمل في الخدمة المدنية كانت محجوزة لأهل الولاء و الواسطة..و كلها مؤهلات لا نملك منها التكتح..اما الهجرة المتاحة ، فكانت الى دول الخليج ، تحديدا السعودية..و هي من الخيارات التي لم تكن في حساباتنا مطلقا ، و ذلك للإحساس بان وقاع السعودية قد لا يحتملنا و قد لا نحتمله..وو فوق ذلك مثل تلك الهجرة تحتاج بعض من المال..و كنا نخجل أن نسأل اسرنا المهدودة من مثل هذه الطلبات الباهظة..و هي الأسر التي دفعت دم قلبها لكي نواصل مشوار التعليم ثم نبدأ في مساعدتها..اما مهنة المحاماة.. فقد كانت هي الأخرى شاقة.. فالمهنة تحتاج علاقات اجتماعية كبيرة وواسعة..و نحن اولاد الأقاليم لا نملك مثل هذه الميزات..فكان تركيزنا الخروج عن البلد بأي طريقة كانت..و هذا الخروج كان يمر عبر بوابة الخدمة الإلزامية..و كانت الكشات وقتها مستعرة الأوار..و قد شهدت كثيرا حملات الخدمة الإلزامية في المواصلات العامة..و الطريقة المهينة التي كانت تتبع في القبض على الشباب و ارسالهم للمعسكرات دون ان يجدوا فرصة للإتصال باسرهم..و كان المهرب/المخرج الوحيد الذي انجانا من تلك الحملات هو البطاقة التي كنا نحملها..!
بعد يومين ذهبت الى محجوب ، و كان يقيم مع بعض اقربائه بالقرب من سوق ليبيا.. و سألت تفاصيل اكثر..و قال لي قررت أن افعل هذا الأمر ، لأنك تعرف جيدا ، في البلد دي ، لا ورانا ولا قدامنا..و ليس لنا انتماء لهذا النظام و اهله..و قال لي بعد اسبوعين .. ممكن نذهب لمكتب تنسيق ولاية غرب كردفان و نسجل..لأن لديهم رحلة لمجموعة من الخريجين للعمل في مدارس الولاية..!
وو بعد اسبوع كنت قد قلبت الفكرة في راسي و راقت لي..لدرجة اني فكرت في وضع شروط خاصة..و حينما التقيت محجوب قلت له: اذا وجدت طريقة لأداء الإلزامية في مدارس غرب كردفان سوف اواصل.. اما اذا تم اختياري لأي بقعة اخرى ، بما فيها الخرطوم ، سوف لن اذهب..و ذهبنا في الموعد المحدد..و التقينا بالصديق و الزميل ابراهيم باخت (خريج قانون)..و حدثني انه التحق بالإلزامية و هو يؤديها في مدرسة الجنينة الصناعية في غرب دارفور..و قد تبقت له ثلاثة اشهر و هو في طريقه الى هناك لإكمالها..وجود ابراهيم هناك طمأنني بعض الشئ..و في نفس الوقت جعلني احس بالتوجس مما ينتظرنا..!
و كانت ولاية غرب كردفان في ذلك الوقت في حاجة ماسة الى معلمي للمدارس الثانوية..فالولاية كانت جديدة..وتم تحويل اغلب المدارس المتوسطة الى مدراس ثانوية..و قفز عدد المدارس الى خمس و ثلاثين مدرسة للبنين و البنات..وهذه بنية اساسية تحتاج عدد كبير من المدرسين..وولأن العام الدراسي على وشك البداية.. فقد تم التنسيق مع ادارة الخدمة الإلزامية بان يتم استيعاب الناس ثم يكون التدريب العسكري لاحقا.. أي بعد نهاية العام الدراسي..و تم تسجيلنا..وتحديد موعد السفر بعد ثلاثة ايام فقط..و ان الحكومة سوف توفر بصات لغاية مدينة النهود..و ما علينا الإ ان نحضر مستلزماتنا الشخصية..و بالطبع حديث عن الإمتيازات.. مثل الحوافز..و السكن..و غيره من الأمور الصغيرة..!
كبر
02-26-2013, 06:52 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
(2) عادة اتشاءم من اخبار الناس بما اريد ان افعله..يعني نظام خوف بالله واحد من النجيهة..لذلك لم اخطر اسرة المكتب الذي تدربت فيه (الأستذة عدلة و الصديقة و الأخت الحنينة التومة عثمان) ولا حتى بقية الأصدقاء المحاميين و المحاميات..زكريا يونس (و الذي بدأنا شراكة في مكتب صغير).. يعقوب بولاد.. منتصر.. الشفيع ابراهيم (عضو المنبر و مكتبه كان يجاور مكتب الأستاذة عدلة)..وهيبة..امنة عوض..و الصديقات السكرتيرات..فاطنة ابكر..الرضية.. ام سلمى.. عفاف..و كلهم كانوا نعم الأصدقاء في تلك الفترة من حياتي..وكنا مثل الأسرة الواحدة..لم اخطرهم بنيتي الإلتحاق بالخدمة الإلزامية..و لكن بعد التسجيل في مكتب تنسيق ولاية غرب كردفان..و اذكر ذات مساء (عادة كنت اخرج من المكتب بعد السابعة مساءا)..اخطرت الصديقة و الأخت التومة..و هي كانت بالنسبة لي من اقرب الناس.. يعني لمن تكون مفلس عادي بتقول ليها داير حق الفطور .. أو مرات حق المواصلات..و كنت اتعمد ذلك بسبب روح التمرد..فلقد كانت العلاقة بين المحامي و السكرتيرة هي علاقة مخدم بموظف..و فيها كثير من الرسميات..و كان البعض يحرص ان يحفظ الحدود..اما بالنسبة لي فكنت في منزلة بين المنزلتين.. يعني لا محامي كامل..ولا سكرتير كامل..و لأني كنت اقرب الى روح الطلبة في ذلك الوقت.. فكنت عادي قاعد اتونس مع الأخوات السكرتيرات..و اسألهم عن احوالهم و احوال اسرهم..و اتعرف على كل مشروع خطيب..ياخي مرات كمان تدي رأيك.. ده بينفع.. و ده ما بينفع..و في نفس الوكت..بتعرفهم على صديقاتك..و كانت الناس بتستغرب لمن تقول ليهم الزولة دي صديقة و ليست نظام جكس و كده..!!! حينما اخطرت الصديقة التومة..اغمى عليها..و بكت بحرقة..ووقفت العمل..حتى سمعت الأستاذة عدلة..و نادتها و استفسرتها..فحكت لها ما حدث..و نادتني الأستاذة عدلة الى مكتبها..و سالتني عن صحة الأمر..و قلت لها نعم..و ما في طريقة..و انا البلد دي ما قاعد فيها..ولازلت اذكر دمعتها العظيمة..و هي بالنسبة لي كانت بمثابة الأخت الكبيرة قبل أن تكون رئيستي في العمل..!!! وقتها لم تدخل التلفونات في الخط..!!..و الإتصال بين المكاتب كان مباشرة.. يعني تشيل ليك خطوة خطوتين و تمشي المكتب المجاور و البعدو..و هكذا..و حينما انتشر الخبر كنت قد ذهبت في طريقي الى البيت..ولاحقا عرفت أنه تم تكليف استاذي و صديقي زكريا يونس للمرور على المنزل الذي اقيم فيه..و ذلك لإثنائي عن قرار الإلزامية..و حينما حضر زكريا الى منزل عمي الذي اقيم فيه في امبدة الحارة اربعطاشر.. كنت انا في قد تجاوزت كوستي في رحلتي الى غرب كردفان..!!!
كبر
02-27-2013, 09:54 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
صديقي محجوب سافر قبلي الى غرب كردفان..و كان قد اختار ان يعمل في مدارس بابنوسة الثانوية..و حينما ذهبت الى مكتب تنسيق غرب كردفان في الخرطوم.. كنت اظن أن العدد سيكون قليل..و لكني تفأجأت بعدد الخريجين الذين قرروا اداء الخدمة الإلزامية في غرب كردفان..و تم تقسيمنا الى مجموعتين..و جاءت البصات..و حينما صعدت و اخترت مقعدي في البص..اكتشفت ان من يجلس جواري هو صديقي و زميلي فضل الله بنداس..و خريج علوم ادارية جامعة الخرطوم و دفعتي..و قد تفاءلت خيرا بهذه الصحبة..و بعد الأبيض تعرفنا على صديق اخر. هو اخونا و صديقنا الجميل و عضو هذا المنتدى (الذي تغيب في ظروف مأساوية للغاية عن متابعة المنبر) الصديق عبد الرحمن طبيق..و من هنا له التحية اينما كان و كيفما كان..!.. ايضا تعرفت على زميلي جوزيف..و كان يسبقنا بدفعة في مدرسة كادقلي الثانوية..و تخرج في جامعة جوبا كلية التربية..و هو من ابناء مدينة أبيي..و اصدقاء اخرين كثر سوف نعرض لهم لاحقا..!
في بداية الرحلة..كان البص عن بكرة ابيه واجما..و كل يتدبر و يتفكر في حاله الخاص..و بالطبع غالبية اهل تلك الرحلة لم يكونوا من ابناء كردفان..بالعكس كانوا من ابناء العاصمة..و كانت هذه تجربة جديدة في حياتهم.. خصوصا ان بعضهم لم يغادر العاصمة في حياته..و كنا من مختلف الجامعات..! لم تبدا الناس التداخل مع بعضها البعض الإ عند مدينة الأبيض..و التي مكثنا فيها قرابة الأربعة ساعات..ثم واصلنا مشوارنا.. عبر مدينة الخوي.. ثم مدينة النهود..! بدأت رحلتنا من مدينة الأبيض و نحن في طريقنا الى مدينة النهود..و كانت تلك اول مرة في حياتي ان اقوم بمثل هذه الرحلة..يعني حد معرفتي الجغرافية لا يتجاوز حي الصحافة في غرب مدينة الأبيض..اما ما بعد ذلك الحد فلم احظى باكتشافه ، فكانت تجربة مدهشة ، خصوصا مسألة الإستكشاف و التعرف على مناطق جديدة لا تكن تشغل اهتمامنا حتى في لحظة تأمل اطلس السودان و السياحة الخيالية في مجاليه العجيبة..
في الطريق كنا نرى اشجار الهشاب ، و يبدو أن التوتر و القرف قد زال قليلا ، و اصبحنا جميعنا في خانة الأمر الواقع ، فافنتح الركاب على بعضهم البعض ..و هم كلهم خريجي الجامعات و المعاهد العليا..و بدأت الونسة..و كنت استغرب حينما يقول خريج سوداني انه لم يرى شجرة الهشاب في حياته..و الأظرف من يقول انه لم يرى شجر طبيعي بهذه الكثرة ، و اذكر أن صديقنا بنداس (و هو رجل نكتة)..اجاب على احد المتساءلين بقوله: هذه الأشجار هي زراعة الله.. و اخذ البعض كلما رأى طائرا أو واديا صغيرا يقول هذه هندسة الله..!!
الطريق قاحل الى حد ما ، و القرى التي عبرنا بها لم نتوقف فيها مطلقا..و الوقفة الطويلة الوحيدة كانت في منطقة الخوي..و كانت لمدة ثلاث ساعات تقريبا..و قد حدثت فيها طرفة ظريفة..اذ نزلنا بالقرب من احد ستات الشاي..و اخترنا احدى الخالات..و سألها احد الزملاء ان كانت هناك امكانية شراء عتوت..و اجابت بنعم..و اشترينا منها عتوت و اعطتنا اخر زيادة كهدية منها..و ذبحنا العتان ، و تفتقت مواهب اهل الخلاء و الفلوات في طريقة صناعة اللخم النصيص..!!
كبر
02-27-2013, 11:33 AM
Mohamed Mekki Mohamed Mekki
تاريخ التسجيل: 01-12-2013
مجموع المشاركات: 266
Quote: طبعا شكلى حاامشي الشغل متاخر بكرة وكلو بي سبب بوستيك الدسم دة سرد جميل وممتع... عجبني جدا موقفك ما الطالبة (عبد الواحد) وعجبني اكتر تعاملك الراقي مع سكرتيرات المكتب وتمردك على المألوف في طريقة التدريس وفوق كل ذلك ....ولاءك الملحوظ وانحيازك لمنطقتك واصرارك لتقديم (الوعى ما استطعت) لجيل المستقبل
ا صديقي محمد مكي..حبابك كتر خيرك على المثابرة و التواجد في هذا الخيط..و هي من الحاجات المفرحة التي تحفزنا التعجل باكمال هذه المذكرات و التي نحرص ان يكون خيطها اول خيط مكتمل في هذا المنبر..خصوصا و ان العتب دوما يأتي الينا من الصديقات و الأصدقاء باننا نبدا الخيط كويس و بعداك بنقوم نزوغ من اكمال البوست..و اتعذرنا كتير.. لكن بعد ده ما في اعذار تاني.. لأنو المبدأ: يا اما نكتب فكرة متكاملة..يا اما نكتفى بالفرجة..! حكاية الطالبة (عبد الواحد)..دي ميزة المدن الصغيرة في السودان..و انو الناس كلها بتكون بتعرف بعض..و مزاج بعض..و طرق التفكير المتشابهة..و الإستهبال وصل حتاتة تانية.. يعني اصحابك اي واحد عندو اختو عاملة ليهو هوس في البيت.ز اول ما يعرفك قاعد تدرسها.. يقوم يقول ليك خدمة لو سمحت..تقول ليهو خير.. يقول ليك بالله اختي فلانة اتغبى فيها العرفة..و كل الأمر نظام غتاتات محبة يفعلها الأخوان الطردا في الأسرة الواحدة..! و الغريبة يا محمد..الصديقات السكرتيرات..هن اكتر من يتفقد احوالي في بلاد الغربة..يعني على اتصال طوالي..و فيهن واحدة نجحن كتير..و عملن اسر و استقرن..و الكويسة الحكاية بعد داك استعدلت..و بقية الزملاء و الزميلات.. نهجوا نفس النهج..و العلاقات اصبحت علاقات اسرية..! فكرة التمرد .. لأنو كنا شباب..و كان الحكاية انو الدنيا اذا ما دايرة تبقى زي ما انت عاوز.. اوعك تنحي و تبقى زي ما الدنيا عاوزة منك تبقى كيف.. عشان كده كنا قاعدين ننجر التجارب..و كانت متعة كبيرة لمن تقوم تشاتر..! المناطق ديك ا محمد..جميلة..و ناسها سمحين..و عندهم حاجات جميلة للغاية..و يستاهلوا كل الخير..و صعب لمن تلقى روحك الناس عشمانة فيك و انتا ما عندك البتقدموا..و مرات كتيرة في ناس بتكون امكانياتها كويسة و داير تقدم.. لكن راس الخيط رايح ليها..و كنا بنسوى البسيط..و الغريبة طلع هو المفارق.. مشيت الدلنج في اكتوبر الماضي..و الأغرب.. صديقات و اصدقاء كتار.. قالوا لي ياخي ما تجي تبقى لينا حكومة هنا..والي..وزير.. أي حاجة عشان تساعدنا..و كنت بقول ليهم مافي طريقة.. لأنو الفقر هو البيعلمنا نبقى انسان.. و اول ما نشم القروش ح نبقى زي القدامنا..و احسن تخلونا في حالنا..بيني بينك.. الحرية و الإستقلال مافي زيهم تب.. نقعد في خلانا ده..و نكتب تصوراتنا بكل حرية..!
كتر خيرك كتير يا صديقي..و نشوفك طوالي.. و دمت.. كبر
02-28-2013, 00:31 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
ثم تحركنا من الخوي.. نواصل طريقنا الى النهود غربا..و كلما اتجهنا غربا ، كلما اقتربنا من خط المطر..و كنا نرى السحابات التي تجمعت في الأفق البعيد و هي تزحف ببطء نحو السافل..ثم تكاثفت و بدأت في الهطول بغزارة..و ايضا كانت تجربة جديدة على بعض الزملاء..و بعضهم ، بكل براءة و حسن النية اقترح ان نتوقف قليلا حتى يتوقف هطول المطر..و كنت من ضمن البعض الذي اعترض على مسألة التوقف..لأنها لو حدثت سوف تتطول ، و حجتنا أن هذا النوع من المطر..لن يتوقف و هو ما يعرف بالسراية..و ان الطريق غير مسفلت..وكلما تأخرانا ، كلما تعرضنا لإحتمال ان يوحل البص و نصبح في مقطوعية غير معروفة الأجل..! و في احد الخيران الصغيرة ، تعرض احد الزملاء لجرح في رأسه.. فالرجل من ابناء امدرمان..و لم يستوعب مطلقا حركة مسير العربات في الشوارع المسفلتة و اختلافها في الشوارع الغير مسفلتة..! تم اسعاف الرجل مؤقتا ، و لأول مرة اكتشفنا وجود شقيقه معنا في البص ، و عبرنا بمنطقة ام صميمة و كنا نمني النفس بكوب شاي دافئ و لكن للأسف الشديد لم يكن هناك مطعم أو حتى راكوبة شاي ساكت..فالأمطار كانت غزيرة و كل مواطن في تلك المنطقة يقول نفسي..نفسي..و اذكر محاولات بعض الزملاء اليائسة..لإشعال نار..و تجاهلهم لمسألة ان الحطب مبلول و تشرب بالمياه..!..كانت ليلة ليلاء..و كان الطقس بارد للغاية..!
وصلنا النهود في الصباح..حوالي الساعة الثامنة صباحا..و كانت اطرف لحظة حينما دخلنا المدينة و لم يكن احد يعرف معالمها ، حتى سائق البص نفسه ، و احترنا أين نذهب..و كنا في تلك الحالة الحائرة الى ان حضر الينا بعض الأخيار و سألونا.. فقلنا نحن ناس الإلزامية..فارشدونا الى مجلس المدينة..و يبدو أن المجلس لم يكن يعلم بحضور مثل هذا العدد من الناس..و لكن تجمع بعض المواطنين و هبوا لمساعدتنا ..ثم جمعت الحكومة المحلية اطرافها و انزلتنا في استراحة حكومية كبيرة (قصر الضيافة ان لم تخني الذاكرة)..و عند الثانية عشر ظهرا .. جاءنا وفد وزارة التعليم من عاصمة الولاية مدينة الفولة..و كانت الوزارة هي الجهة المسئولة مننا و من توزيعنا على المدراس..!
و قد اذهلنا وفد الوزارة.. حينما قلنا لهم لا نريد البقاء في النهود كثيرا.. من الضروري أن نعمل اجتماع و يتم توزيعنا..و عقد الإجتماع..و كان من ضمن الوفد مدير عام الوزارة استاذنا و استاذ الأجيال ام بدة محمد حارن (و كان قد عمل بمدرسة كادقلي الثانوية التي تخرجت فيها)..و الأستاذ احمد حامد عجـــــــبان*..و طلبوا منا ان نكتب رغباتنا..ثم بعد ذلك يتم التوزيع..و اوضحوا لنا اذا حدث وجود عدد كبير في مدينة معينة سوف يتم اعادة التوزيع..و اكدوا أن كل مدارس الولاية واحدة..و ا ن اهل كل منطقة على اهبة الإستعداد لتوفير سبل الراحة للسادة المعلمين..و طبعا لازلت اذكر لهجة استاذنا امبدة..و الذي اخذ يتعامل معنا بصفة تختلف عن تعامل ناس الخرطوم (قصدي مكتب تنسيق ولاية غرب كردفان) و الذين كانوا ينادوننا بمفردة (مجند).. اما في النهود اصبحنا ننادى بمفردة (استاذ)..و نوصف باننا معلمين..!
سألني بنداس..و كان يتندر من حكاية الإختيار.. لأن الأمر بالنسبة له انه سلم (دقنو للحكومة) و هي مخيرة ..و لكن حينما طرأت فكرة امكانية الإختيار.. فلقد قال لي انه يرغب في الذاهب للعمل في مدارس الفولة..و قلت له ارغب في الذهاب للعمل في مدارس بابنوسة..و هي رغبة اشتركت فيها مع صديقنا الجميل عبد الرحمن طبيق..و الذي كان ينوى العمل في مدارس بابنوسة او المجلد..و اذكر كنا عاملين فيها ناس غرباء عن الولاية.. فحينما سئلت قلت لهم من الجزيرة أبا..و ضحك استاذنا امبدة..و قال لي..كيف تكون من الجزيرة ابا و انا درستك رياضيات في مدرسة تلو (كادقلي الثانوية الحكومية)..ثم اضاف.. انا كنت متذكر انو اسمك فيهو محمد و كبر لكن حكاية النور دي جديدة.. طبعا دخلت في الشخصية على طول..فالرجل كان يقصد ابن عمي الأستاذ كبر محمد كبر..و كان قد تخرج في مدرسة كادقلي الثانوية..و كان قادينا بحكايات عن بعض من زملائه..و انو احدهم كان بتاع شبك و مصائب..و هو صديقنا و زميلنا في هذا المنبر .. اخونا ول ابا بريمة محمد ادم..!
كبر
ـــــــــــــــــــــــ * التعديل لكتابة اسم (عجـــــبان)..و الرقيب دقس و قايل الحكاية فيها اٍن و اخواتها..
صديقي محمد مكي..حبابك كنر خيرك على المثابرة هنا..و معليش شغلنا عنها الشديد القوي.. حليلك يا محمد و انتا بتحكي عن بقاع لم تدخل بعد قواميس جغرافية اهل البندر..هي منسية..و خوقي تظل منسية.. لقاوة..يارتك تحكي عنها يا محمد..و انت شفتها بعدنا بزمن..و لكنها لازالت من المدن التي تطل في بقاع الذاكرة بين الفينة و الأخرى.. و يا ريت نشوفك طوالي ياخي..
كبر
03-11-2013, 06:44 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
بعد ان كتبنا الرغبات.. طلب الأستاذ امبدة ان نقدم أي استفسار أو سؤال قبل التوزيع و السفر..ووجم الحضور..و كل اخذ ينظر الى الأخر.. فرفعت يدي..و قلت له: منو الح يكون مسئول مننا بالضبط في المدارس..و كيف يعمل نظام الحوافز.. فاجاب بان الوزارة سوف تقدم مرتب عشرة الاف جنيه شهريا..و ان مجلس كل منطقة سوف يقدم حافز..و الحوافز لا تقل عن خمسة الف..و قد تصل الخمس و عشرين الف جنيه..و ان السكن و الغذاء على مسئولية الوزارة..!!!..سرت همهمة وسط الناس..و لم يفهمها الأستاذ في البداية..و ظن انها كانت حالة تذمر..و لكن سرعان ما تكشف له رضا الناس.. لأن الشروط التي عرضها.. لم يكن يحلم بها الكثيرون..و هم خريجون ضاقت بهم السبل..!!! ثم سألته عن علاقتنا بالجيش.. فقال.. نظريا انتو مجندين عساكر..و ان قائد حامية مدينة بابنوسة هو المسئول منكم..و هو الذي يمكن ان يتدخل و يطلب من احدكم التبليغ الى أي نقطة يختارها..و لكن نحن في الوزارة سنعمل جهدنا ان يكمل كل واحد منكم العام الدراسي في مدرسة..و ان شاء الله مافي واحد فيكم ح يمشي عمليات او مناطق عسكرية..!
حينما بدأ التوزيع..و كانوا قد سألونا عن المواد التي يمكن أن نساهم بالتدريس فيها.. فكتبت (كيمياء + لغات)..و بدأ النداء بكشف الذاهبون الى مدارس بابنوسة..و لم يظهر اسمي ضمنهم..و انما ظهر في كشف مدارس الفولة..فاحتجيت.. و قلت ان رغبتي ان اذهب للعمل في بابنوسة..و ايضا تم وضع الأخ بنداس في كشف مدارس ود بندة..و احتج هو الأخر..فقالت لنا اللجنة تنتظروا لحد نهاية الإجتماع..! بعد الفراغ من التوزيع.. قال لنا الأستاذ امبدة..خلاص ح اوديكم مدارس ابوزبد..و مافي واحد يقول حاجة.. فالرجل كان قد تعرف على الأخ بنداس و تذكر انه من ابناء المنطقة..و ابدينا التذمر.. و طنطنا..و لكن كظمنا الفرحة.. لأن ابوزبد لم تكن في الحسبان مطلقا..!
و اذكر بعد عشرة دقائق.. نادانا استاذ امبدة على جنب..و عرفنا على شخص يبدو انه ضيف..و كان هو احد الضباط الإداريين في مدينة ابوزبد..و تسلم الكشف..و قال لنا.. اذا ما عندكم مانع.. عربية المجلس جاهزة..و ممكن تسافروا على طول..و لم نكن نصدق..و كنا اربعة.. شخصي..و الأصدقاء.. بنداس..و محمد عبد اللطيف (خريج اقتصاد جامعة القاهرة الأم) و شمس الدين عثمان (خريج شريعة و قانون جامعة القرآن)..و بالطبع تلك الخطوة كانت حافز لبقية الضباط الإداريين و المسئوليين في بعض مجالس المدن..وكل قد تبرع بترحيل وفد المعلمين المختارين للعمل في مدراس تلك المدن الصغيرة..!
لملمنا اغراضنا..و امتطينا صهوة الكروزر البكيب و نحن في طريقنا الى ابوزبد..و معنا سائق المجلس..!
و كانت هي اول مرة ارى فيها مدينة النهود..و كنت اتمنى ان ابقى فيها يوم يومين لكي أتأمل ملامحها جيدا..و في نفس الوقت كانت اول مرة ان اسافر من النهود الى ابوزبد..و كانت رحلة اخف وطأة من رحلة الأبيض النهود.. لأن المسافة قصيرة (اربعة ساعات)..و العدد قليل..وكنا اتفقنا انا و بندا س.. ان نجلس في الخلف..و نترك المقاعد الأمامية للأصدقاء شمس الدين و عبد اللطيف..يعني نظام ضيوفنا و كده (طبعا لغاية تلك اللحظة لم يكن يعلم احد اننا اساسا من منطقة ابوزبد)..و لكن الأخ عبد اللطيف رفض الفكرة..و قال انه يريد أن يستمتع بالمناظر.. خصوصا الدنيا كانت خريف..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Kabar
ibrahim fadlalla
حماد الطاهر عبدالله
احمد الامين احمد
Mohamed Mekki
حيدر حسن ميرغني
سليمان القرشي
Mohamed E. Seliaman
بريمة محمد
rani
ibrahim kojan
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست