|
الكفـــاح إختـراق الحصــارات إعــلاء حق المحارب في الفوز بالمستحيلات
|
كان يحمل في القلب ارجــوحة من طفولته الكابية ، وشعاعا بعيدا يشد ليالي صباه اليتيمة- كان يحمل احلامه في التفوق ، أوهامه في التألق ، اصباغه في حـــروف اللغات الغريبة- كان يمشي على الصوت بين الحروف وفوق الحروف وقبل الفواصل أو دونها ثم يضبط إيقاعها بالدموع وجهد التذكر ، والليل يسهره راضيا مستطيبا ، وكان إذا الفجر هل أهلت عليه العصافير بالنغم المستزف كقطر الندى فيطل على الورق المتكاثر فوق الخــوان، ويبتسم في الألم المستباح هنيئــا- صار في مدن الصمت قولا ، وصار على رابيات الحديث منارا ، وفي لجج الخطر المدهم الشواطئ، صار المرافئ والطرقات المعبدة المستقيمة ، صار إرتواء الظوامي ، وكفكفة للدموع الهوامي ، أبا صار أمثولة لبنيه الكفــاح النجــاح إختراق الحصــارات إعلاء حق المحــارب في الفــوز بالمستحيلات، هذا مثــال الأبوة عام فعام يمــر، عشرات تنقضي، والبــلاد التي شب فيها مزار بعيـــد يحث إليه الخطى مرة كل عـــام يودع فيها البنين وزوجته والصحاب - - - يعود ليدفع أيام أبنائه وذويه إلى ليلة تتمخض عن فجـر يوم جديد- في هذا العام كان يحس بعجلات الدنيا أسرع من عجـــلاته ، وبأن شروق الشمس يعاجله قبل اليقظة ، والزهرة تتفتح في زمن اقصــرمما يتوقع ، والزملاء الجدد يؤدون العمل بأسرع مما إعتاد ، كان يحس بأن حرارة هذا الصيف إشتدت أكثر منها في الأعوام المنقضية ، والفاكهة المحبوبة ما عادت تغريه- ولأول مرة خانته قدرته أن يحتمل العمل إلى موعد عطلته السنوية ، وما كاد يصل إلى موطنه في الإجازة القصيرة التي حصل عليها حتى فاضت روحه 0 كانت درجة الحــرارة في ذلك اليوم الصيفي معتدلة للغاية ، وفاكهة الموسم الجديد على مائدة الطعام- مات والوحش بــــــــاق !!!!!
|
|
|
|
|
|