|
كان ما لحقت الميري ...
|
استباحة المال العام في زماننا هذا أو كما يسمونه ( الميري ) ذالك السوس الذي ينخر في جسد الدول وحوّل حياة الملايين إلي بؤس وشقاء وبسببه فجّرت الثورات وأريقت الدماء وشرّد الملايين لا تخلو دولة من دول العالم الثالث من هذا الداء الخبيث الذي أهدر ثروات البلاد وأفقر العباد ..الاعتقاد السائد لدى العامة ( كان ما لحقت الميري اتدردق في ترابو ) .. لله درك يا أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب وأنت تفطن لهذا الداء وتحذّر منه وتضرب اروع الامثال ..سئل خازن بيت المال هل إنبسط عمر في بيت المال فقال كان في أول الأمر إذا لم يكن له شيء يتقوت به أخذ قليلاً برسم القوت فإذا حصل عنده شيء أعاده إلى بيت المال. وخطب يوماً فقال أيها الناس قد كان الوحي ينزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا نعرف به ظاهر الناس وباطنهم وجيدهم ورديئهم والآن قد إنقطع الوحي عنا فنحن ننظر من كل أحد إلى علانيته والله أعلم بسريرته وأنا على الجهد وعمالي أن لا نأخذ شيئاً بغير حق ولا تعطي شيئاً بغير حق. وكذلك الخلفية العادل عمر بن عبد العزيز جاء البريد ذات ليلة إلى هذا الخليفة فأشعل السراج ليقرأ الرسائل، ويسأل رجل البريد عن أحوال المسلمين في بلده، ولمّا انتهى من كلّ هذا أطفأ السراج، وسئل في ذلك فقال إنّ زيت السراج من بيت مال المسلمين، وقد أضاءه ليبحث في أحوال عامّة المسلمين ويسأل عن أمرهم ليعرف ما هم وأمراؤهم عليه، وأطفأه لأنّه الآن يبحث في أموره الخاصّة
|
|
|
|
|
|