|
الرجل الذي نقل (القراصة) الى تونس... أخيرا قابلته بعد 30 عاما
|
عشت فترة الثمانينات من بدايتها حتى نهايتها في مدينة جدة (وجدة غير كما يقول أهلها وساكنوها).. وكنت في ذلك الزمان أسكن في شقة ذات غرف خمس بحي عنيكش ،تضم أناسا جلهم صحفيين(باستثناء محدثكم مامان)، عثمان محمد آدم ، معاوية ياسين ، علي عثمان المبارك وعثمان عبد الله عبد القادر، وكانوا حينها يعملون بجريدة المدينة... والتحق بالجريدة صحفي تونسي هو جمال الدين بلحاج فانضم الى مجموعتنا وسكن معنا ... وقع جمال في غرام القراصة من أول لقمة، ولكنه كان لا يحب القراصة بملاح التقلية بل يفضل أكلها بالدمعة المسبكة ... وكان يعلق على الويكة ويقول : (إنها مجرد نشارة خشب)... عندما تزوج جمال وانتقل الى بيت الزوجية كانت هديتي له صاج مدور بقطر 80سم.. ورجع جمال بعدها الى تونس وجمل معه صاجه وطريقة عمل القراصة (بالدمعة طبعا).. أما أنا فقد تعلمت منه طريقة عمل (الإسباجيتي) وأجدتها وما زالت إحدى وجباتنا المفضلة حتى اليوم وأدمن عليها العيال وأم العيال وكثير من الأصدقاء والمعارف.الذين يطلبونها كصحن رئيسي كلما لبوا دعوة بمنزلي. ودارت دورة الزمان وجاء جمال الحاج التونسي من جديد الى الرياض ليعمل بإحدى الشركات الفرنسية. اتصل على أمس صديقنا المشترك عثمان آدم (جريدة الاقتصادية)وأخبرني بأن جمال الحاج وزوجته سيكونوا في ضيافتهم وطلب مني أن أحضر.. رافقني ابني محمد وابنتي رؤى لرؤية صاحب الاسباجيتي والتشرف بالسلام عليه ..وجدته هو هو بروحه الفكهة ولكن الزمن فعل به الأفاعيل كما فعل بنا أيضا..وسألته: (أما زلت تعتقد بأن الويكة مجرد نشارة خشب؟) فضحك ضحكة مجلجلة وواصلنا استعراض ذكريات الشباب حتى وقت متأخر من الليل.
|
|
|
|
|
|