|
|
 تجربة سويسرية في التربية .. ونظرية غاب أبو شنب ... ولعب أبو ضنب ...!!
|
لم يكن تكليفي باستقبال المستر / أندرياس هوبر، مدير العلاقات الدولية في الشركة السويسرية التي نتعامل معها مفرحاً بالنسبة لي..
فقد كنا نتوق – فعلاً – لأن نستقبل الآنسة / كاترينا كورتمان.. المدير التجاري للشرق الأوسط ....تلك الفتاة ذات الست وعشرين ربيعاً....
والتي تحمل وجهاً طفولياً مرحاً ولطيفا.. وكنا نود أن نكحل أعيننا ثانية بالجمال الخلاب كجمال جبال الألب.. فيا لها من آنسة تريق الحلق..
وتزيدنا في التوهان.. وكنت قد سألتها يوماً عن المنصب الكبير والعمر الصغير ...فأجابت بكلمتين: التعليم والرغبة ..
ذهبنا أنا وزميلي المغربي إلى مطار الملك خالد وجلسنا نحتسي القهوة والدونات حتى وصول المستر أندرياس..
وهو المشهور بعجرفته البغيضة والتي كسرناها له بأساليب شتى.. من ضمنها 1+ 1 .. وسياسة الــــ Red Eye..
حتى أصبح صديقاً أكثر من أنه مدير كبير في شركة كبيرة..
وصل أندرياس وتوجهنا به إلى فندق الفورسيزونس ببرج المملكة .. وطوال الوقت كان يحكي لنا ويسالنا ..
ونحن نجيب ونسأله أيضاً.. نقهقه .. ونتسامر ونستأنس..
سألني عن السودان.. وعن الزراعة .. ومزارع الألبان ... وإنتاج الدواجن .. وعن الصناعات بشتى أنواعها..
وعندما لم يجد ما يثير حفظيته بدأ كبقية الخواجات يسأل عن الغابة والنمر والأسد .. ولم يجد إجابات أيضا.. حتى سألني عن الرياضة ..
ولم يجد أيضا إجابة مقنعة..
وصلنا الفندق .. حيث دلف إلى غرفته .. وانتظرنا نحن في الاستقبال حتى نذهب للعشاء سوياً.. حضر بعد نصف ساعة....
كانت الميزانية مفتوحة لهذا العشاء... بذلنا له المطارف والحشايا... وقدمنا له أسماء لمطاعم جيدة وممتازة.. ولكنه آثر الــ KFC ..
الله يزعمطك يا خواجة.. أنحنا شايلين ميزانية مفتوحة .. وتقولي كنتاكي .. الله يكنتك راسك يااااخ..
يتبع
عبد العزيز
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: تجربة سويسرية في التربية .. ونظرية غاب أبو شنب ... ولعب أبو ضنب .. (Re: عبد العزيز محمد عمر)
|
وقلت لزميلي المغربي .. الخواجة دا .. دواهو بس فتة في مطعم العباسية في شارع غبيرا..مع الشطة الحارة .. وواحد فازلين من الصيدلية ..
عشان يعرف الله واحد.. يعني جاي من سويسرا عشان كنتاكي ..؟؟ عالم وهم..؟؟
المهم يا سادتي ... أننا فضلنا الذهاب إلى كنتاكي العليا جوار الفيصلية.. لنجلس في الهواء الطلق...
وجلسنا نمزمز ونحكي ونتغالط ونتفق.. ونقرمش .. لم نتحدث عن العمل مطلقاً .. فالوقت ليس للعمل .. بل للترحاب.. والعلاقات العامة..
وقد أبدع الخواجة في الحديث عن نساء المغرب .. مما أثار حفيظة صديقي المغربي.. ولكنه كان يمازحه ..
ولا أدري لماذا لم يسألني عن الجمال لدينا ... إنما تحدث عن الكركار والمشاط.. والدلكة والخومرة .. والدخان..
فقلت : تباً لكم يا زملائي في الأمارات .. لم تتركوا شاردة ولا واردة للخواجة إلا وحدثتموه عنها..
أثناء العشاء والسمر ... رنّ هاتفه الجوال ... فتحه مبتسماً.. وأصبح يتحدث بصوت منخفض سرعان ما تعالى..
كان حديثه بلغة غير الإنجليزية وغير الفرنسية... أعتقد أنها الألمانية.. الغريبة لم نسأله..
فجأة أصبح الخواجة يورجغ .... ورجغ ...ورجغ ...ورجغ ... ويؤشر بأصبعه .. يرفع يده وينزلها ...ويصمت أحياناً ..
ويستمع إلى الطرف الآخر.. في هدوء.. . ثم يتحدث هو .. حتى ظننا أن مكروها قد حدث له في أسرته...
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تجربة سويسرية في التربية .. ونظرية غاب أبو شنب ... ولعب أبو ضنب .. (Re: عبد العزيز محمد عمر)
|
عندما فرغ من المحادثة ... بدأ يتكلم مبتسماً.. قال هذا هو إبني ( ميشو ) ذو الـــ 11 عاماً....
اتصل يستأذن من أن مواعيد نومه ستتأخر ساعة يوم غداً بسبب أن البرنامج الذي يتابعه به فقرات جديدة ومسابقة
تتطلب تمديد زمن البرنامج ساعة إضافية.
يعني يا خواجة .. الولد داقي تلفون من سويسرا عشان يستأذن ؟ يعني ما قال " غاب أبو شنب ولعب أبو ضنب"؟
ياخي طيب أمه دي ما قاعدة .. بتعمل في شنو؟ ولا برضو أنتو نوع شاورها وخالفها.؟
وتعمدت سؤال الخواجة: طيب لو الولد المفعوص دا ما أستأذن.. أو أن والدته توطأت معه وسهر في البرنامج..
قال لي: كيف يعني.. دي من سابع المستحيلات .. النظام نظام.. والتقيد به أولى من وضعه.. حينها همهمت وتحدثت في صمت..
تمحنا والله ونظرنا إلى حالنا... فعند غياب رأس البيت – أيا كان – لأنو طبعاً عندنا نساء ماسكات الكنترول تمام ..-
يتم تجاوز الأنظمة الداخلية للبيت زي ما الكتاب قال. ودون أن يغمض لهم جفن...
فالولد المحروم من جزء من المصروف كعقاب مؤقت .. يتم إعادة المصروف له..
والبنت التي تأتي عند السادسة مساء.. قد تأتي عند التاسعة دون إبداء أسباب..
والبلي ستيشن المقفول خلال الأسبوع الدراسي .. يتم فتحه لساعات متأخرة..
والولد الذي يأتي عند العاشرة مساء .. قد يبيت خارج المنزل
وهكذا يتم تحطيم القيود التنظيمية طوبة طوبة .. وقشة قشة .. يا قماري..
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تجربة سويسرية في التربية .. ونظرية غاب أبو شنب ... ولعب أبو ضنب .. (Re: عبد العزيز محمد عمر)
|
سرحت بخيالي بعيداً وأنا أتأمل في هذا .. ولم أفق إلا بسماعي نغمة جوال الخواجة مرة ثانية ..
وقلت له: من هذا الفنان الذي تحبه وعملت أغنياته نغمة لك؟؟ .. فقال : هذا أحد الشباب المشارك في برامج للموهوبين ..
وأنا أخترت أحدى إغنياته .. قلت له أكيد .. برامج موهوبين .. لأن هذا الأداء الركيك غير المدوزن يشبه برنامج نجوم الغد حقنا...
الذين يسوطون ويجوطون كلما هو جميل .. إلا من رحم ربي...
انتهينا من العشاء ... والونسة والشاي. والقهوة. والمشروبات – غير الروحية طبعاً-
ونظر السويسري إلى ساعته السويسرية الفخمة .. علنا نتذكر شيئاً.. وهم بالمغادرة..
أما أنا فحاولت أن أنظر إلى الوقت في جوالي .. فإذا به يرن ويقول:
أنا سوداني أنا..
والله كلام
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تجربة سويسرية في التربية .. ونظرية غاب أبو شنب ... ولعب أبو ضنب .. (Re: الزبير صالح الزبير)
|
حبيبنا الزبير ... صباحك ورد
الغرض هو أن الغربيين يعلمون أبناءهم على احترام النظام .. حتى وإن كان رب المنزل غائباً
فمثلاً.. إن كان ابنك لم يتحصل على رخصة قيادة للسيارة .. وأنت تمنعه.. فلا يجب عليك وضع المفتاح تحت الوسادة أثناء نومك
بل المفتاح موجود على الطاولة .. أو معلق على باب الشقة . ولكن ما يمنع هذا الإبن من قيادة السيارة هو التقيد بالنظام
وكذلك فإن كان التلفاز ممنوعاً بعد ساعات معينة في اليوم ... أو أثناء الاختبارات . فلا يجب أن يكون غياب رب المنزل
بمثابة تصديق أو تصريح بفتحه ...
وهكذا ...
هذا ما أردنا توصيله للقاريء الكريم ..
أنا شاكر جدا مرورك الأنيق
وتسلم يا يا راقي
عبد العزيز
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تجربة سويسرية في التربية .. ونظرية غاب أبو شنب ... ولعب أبو ضنب .. (Re: عبد العزيز محمد عمر)
|
من الجيد أيضا في التربية .. منح الثقة للطفل .. منذ نعومة أظفاره ..أو الشاب .. أو الشابة .. في بداية وعيهم
ويجب أن يتم إفهامهم بأن ما تم الاتفاق عليه من أشياء يجب التقيد بها .. وعدم تخطيها .. وأنهم أشخاص أسوياء يعتمد عليهم ..
إن الذين يمنعون أبناءهم من الخروج في ساعات معينة - مثلاً - ويغلقون الأبواب بالمزلاج والمفاتيح .. كان من الأسلم لهم ..
تركها مفتوحة ..فيزيائياً.. .. دون مفاتيح .. وفي الوقت عينه مغلقة بالنظام .. والتوجيهات ..
أن الفتاة التي تغادر بيت أهلها متوجهة من الولايات للعاصمة - مثلا يعني - ....يجب أن تحرسها تعاليمها وثقافتها لتحافظ على زيّها التي أتت به
بدلاً عن مجاراة خطوط الموضة .. وخيوط الظلام .. وكذلك الشاب ...
أعتقد أننا لو استطعنا فعل ذلك .. لنلنا الكثير والمفيد في تربية أبنائنا على موثوقية التقيد بالتوجيهات
| |
|
|
|
|
|
|
| |
الزبير صالح الزبير
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست