|
السياسي السوداني ... عاطل يستجدي وظيفة "رئيس"
|
يبدو للناظر من الخارج و كأن الازمات السياسية المستعصية في السودان هي لعنات الهية ليست لها حلول مستدامة كوننا نعقد مفاوضات و نوقع اتفاقات منذ اكثر من 38 عام دون حراك ملموس في جملة رصيد الاخفاقات المتراكمة. احزاب و حركات و تحالفات تعارض ثم تهادن ثم تعارض في تغلب دائم في مواقفها الاستراتيجية و في خيانة صريحة لشعاراتها و كان الشعب بلا زاكرة و القضايا الوطنية ليس مبدئية. أصبحنا فئران تجارب لعملية سياسية شاقة و غير مفهومة لا تحدها أطر و لا تسندها مطالب شعب .. ليست لها منطلقات موضوعية و لا تضع حلول غير نمطية. ملننا الشعارات و المطالب المعلبة الجاهزة التي يرددها الساسة بجهل و أصرار فاحشين.
أنا شخصياً لم أعد أري من المشكلة كونها قضايا مستعصية بقدر ما انها أزمة قيادة و توظيف مخّل للهم العام من أجل الكسب الخاص. بعد ما يقارب النصف قرن من الحراك السياسي لم ننجح الاّ في الانفصال و لم ننتج قيادة سوي الجوقة من أنصاف المتعلمين و الهتيفة و المتكسبين و ربابنة الحرب من قوي الظلام و المتاسلمين و الشاذين فكرياً و جنسياً ....
قد آن الاوان لنستجوب عنصر القيادة في البحث عن الفشل الزريع في حل بديهيات الازمة السياسية السودانية و الاخفاق في بناء وطن حقيقي لاجيالنا القادمة. أين مسؤولية القادة "السياسيين" من تحّمل فاتورة الاخفاقات بدلاّ من الدفع بها في اتجاة الاثنيات و الجغرافيات و تصدير الصراع و فواتيره الي عامة الشعب المسحوق أقتصادياً و اجتماعياً؟ من أين أتي هؤلاء القادة السياسيين؟ و ماهي مؤهلاتهم و مواقفهم (لا اقصد هنا قدرتهم علي القتل و التدمير) السياسية؟ ماهي افكارهم و ماهي اسهاماتهم في تدوير طاقة الشعب (الموحّد وليس المنقسم جغرافياً وفقاً لاهوائهم) نحو التغيير؟
أكاد أجزم أن السياسي السوداني هو عاطل يوعد الشعب بالحرية و الديمقراطية و خلق وظائف لهم و ذيادة دخولهم حالما ساعدوه في الحصول علي "وظيفة رئيس" ... لن تتحقق تلك الوعود بالقدرات المتواضعة لهؤلاء و أولئك ... جميعهم يتصيدون الفرص للحصول علي وظيفة!!!!
|
|
|
|
|
|