فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي ( الثالثة ) برعاية " زين "
(1) شقّ القارب عُباب الماء . في بلدٍ تغلق فيه منافذ الحياة ، إلا حين تنفست الذكرى السنوية للطيب ، الذي لمّ شتات الذين جمعهم في حياته في أنس الكتابة ، وجمعهم من بعد رحيله ، في أماكن عدة ، ومنها احتفائية " زين " بالجائزة في عامها الثالث . لقد كان أدب الطيب صالح ، نافذة وعي ، وكان تجمُع كثيرين تحت دوحة الإبداع الذي لا يبلى . تغيرت النظرة الإقصائية للذين أمسكوا بمفاصل الدولة عندنا ، وحجبوا أسفاره وصادروها . ثم تراجع الخطاب الإقصائي التكفيري ، وآثر الممسكون بمفاصل الدولة أن يستحلوا لأنفسهم خير الكاتب الطيب الذي أحب بلده ، في حين كرهه الكثيرون من أصحاب السلطان . بلد بسط الطيّب له راية الوفاء ، في حين كان أصحاب السلطان ضد مشاريع التطوير والحداثة . فهم مع اغتيال كل الحضارة ، ومع بعث الماضي وإحالته للقداسة الصمدية ، وطي الحضارة الإنسانية وإعادة بؤس التاريخ من جديد . أعادوا كما يقولون هيكلة الإنسان السودان : تدمير الإنسان والأرض والزراعة والصناعة ، واغتيال النهر العظيم بالسموم !!! إن الثقافة زرع أخضر يُغذي الناس ،ويسمّد الأرض التي يعيشون عليها . فكانت الحفاوة بفعاليات جائزة "الطيّب " خروجاً عن المألوف في ظل النظام الذي يُحجر على الثقافة والصحافة والكتاب ، في سُعار محموم لكنس الثقافة من الأذهان ، في زمن صارت الانسانية كلها مجتمعة في دوحة سماوية عصية على الخضوع . ننقل للجميع ما نستطيع من فعاليات ، علنا نستبطن ، الخير، رغم العُسرة .
هذا اسفاف ومتاجرة باسم كبير هو الطيب صالح.. في البدء كانت مسابقة مركز عبد الكريم ميرغني باسم الطيب صالح، فلماذا لم تقم زين بدعم هذه المسابقة وتطويرها.. ام ان الامر على نظرية دكانك ناجح انا بعمل واحد جنبو.. لكنها ليتها كذلك.. فالنظام يريد الهيمنة على كل شيء.. بما في ذلك اسم الطيب صالح الذي حاربوه لسنوات طويلة ومنعوا كتبه.. وكان ان اقيمت الجائزة الجديدة وقيل انها عربية او مفتوحة لكل العالم بدلا من الانغلاق على السودان كما في الاولى... وحشدوا لها ما استطاعوا من كتاب ونقاد عفا عليهم الزمن كان بعضهم في المسابقة الاولى تم استجرارهم لكنهم لا هوية لهم ولا انتماء للابداع في الاساس..
انظر لهذا الحفل كم هو بائس.. ومن الذين يتحدثون سوى شرذمة النظام الذين سيطروا على المشهد في العشرين عاما الماضية
لا تظنن خيرا يا عبد الله
02-22-2013, 11:21 AM
عبدالله الشقليني عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
هذا اسفاف ومتاجرة باسم كبير هو الطيب صالح.. في البدء كانت مسابقة مركز عبد الكريم ميرغني باسم الطيب صالح، فلماذا لم تقم زين بدعم هذه المسابقة وتطويرها.. ام ان الامر على نظرية دكانك ناجح انا بعمل واحد جنبو.. لكنها ليتها كذلك.. فالنظام يريد الهيمنة على كل شيء.. بما في ذلك اسم الطيب صالح الذي حاربوه لسنوات طويلة ومنعوا كتبه.. وكان ان اقيمت الجائزة الجديدة وقيل انها عربية او مفتوحة لكل العالم بدلا من الانغلاق على السودان كما في الاولى... وحشدوا لها ما استطاعوا من كتاب ونقاد عفا عليهم الزمن كان بعضهم في المسابقة الاولى تم استجرارهم لكنهم لا هوية لهم ولا انتماء للابداع في الاساس..
انظر لهذا الحفل كم هو بائس.. ومن الذين يتحدثون سوى شرذمة النظام الذين سيطروا على المشهد في العشرين عاما الماضية
لا تظنن خيرا يا عبد الله
أخي الأكرم : عماد البليك تحية طيبة لك وأعلم أن الحرية هي التي نتنفس في فضائها هي المطلوبة . ومن هنا كان عرض الممكن ، هو استجرار كل الآراء الحرة ، والناقدة ، للمشروع . وكلنا أمل أن نقول ما نحب أن نقول دون وجل أو مهابة . فبالنقد يمكننا أن نتطور. قدمنا مقدمة تكشف رؤانا . ونأمل أن نتشارك مع الجميع . ويهمنا تفاصيل النقد ، لا نتركه مُجملاً دون تفصيل . فمنابر الثقافة أي كانت في حاجة لقول الآراء الحرة . لك الشكر الجزيل
شخصية العام : سودانية متميزة ، على مدى أكثر من نصف قرن من خدمة القضية الوطنية في العمل الصحفي ونظراً لمؤلفاته قرر مجلس امناء منح الأستاذ الصحافي الكبير محجوب محمد صالح من مواليد 1921 في كلية غردون ، فصل من مدرسة الأداب عام 1949 في أكتوبر عمل في الصحافة ، صحافي كبير شخصية العام 2012 – 2013
02-23-2013, 05:40 AM
mohmmed said ahmed mohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 9297
شاهدت جلسة قدم فيها الروائى السورى نبيل سليمان شهادة وكذلك الروائى الفلسطينى رشاد ابوشاور وفاتنى الاستماغ لشهادة شول دينق الشهادات كانت جيدة تثير الكثير من الاسئلة
المداخلات كانت خارج السياق
اغلبها شكر لشركة زين ومطالبات ذاتية جائزة للشعر ودور معهد الموسيقى والاحتفال بالجائزة فى الاقاليم
المداخلات التى تناولت تجربة الكتاب او هموم الرواية كانت قليلة
02-23-2013, 07:53 AM
عبدالله الشقليني عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
العزيز الأستاذ محمد سيد أحمد تحية طيبة وود كثير أتفق معك في المداخلات لم تكن بالثقل المطلوب ، وفاتت علي فعاليات اليوم الأول ، وسوف نحاول ملاحقتها من المكتوب ومن اليو تيوب . لك شكري
02-23-2013, 08:02 AM
عبدالله الشقليني عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
إعلان أسماء الفائزين بجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في الخرطوم الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
شهد النائب الأول للرئيس السوداني، علي عثمان طه ختام فعاليات جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي في دورتها الثالثة مساء الخميس في الخرطوم، إذ تم إعلان الفائزين، وجاء في المرتبة الأولى في محور الدراسات النقدية، محمد عبد الباسط من جمهورية مصر العربية، وفي مجال القصة القصيرة، أحرز محمد قاسم الخاتم من العراق المرتبة الأولى، وفي محور الرواية، جاء إسماعيل جبريل بن علي من الجزائر في المرتبة الأولى، وقيمة الجائزة لكل واحد من الفائزين 10 آلاف دولار. وكرم النائب الأول للرئيس السوداني الفائزين بالجائزة، كما كرم الصحافي محجوب محمد صالح مالك ورئيس تحرير صحيفة الأيام السودانية الذي تم اختياره من قبل مجلس أمناء الجائزة، كشخصية لهذا العام، والأسير الفلسطيني حمودة سعيد عبد الرحيم الذي شارك في الجائزة من وراء القضبان، وخصصت الجائزة لمحاور القصة القصيرة والدراسات النقدية والرواية. وقال ممثل هيئة التحكيم عبد الله إبراهيم من العراق إن "الطيب صالح هو أمير الرواية العربية، ولقد خضعت الجائزة للشفافية والنزاهة العالية"، مؤكدًا أن "المسيرة ستتواصل لرعاية الرواية والإبداع وتطوير للفكر" ، وجاءت المشاركة من 27 دولة، تمثل قارات العالم باستثناء أميركا الشمالية، منها 20 دولة عربية، فضلا عن بلجيكا وهولندا وبريطانيا وكينيا، وقال مدير الاتصالات في شركة زين للاتصالات التي ترعى الجائزة، صالح محمد علي إن "الأهداف الأساسية من إطلاق جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، تتمثّلُ في تشجيع النشاطات الثقافية وإعلاء راية الأدب والفنون في السودان والعالم العربي". وكشف عن أن "زين تهدفُ إلى أن يكون شباط/ فبراير من كل عامٍ، ذكرى للأديب السوداني الراحل الطيب صالح عبر احتفالياتٍ ثقافية تُكتشَفُ فيها المواهب الأدبية استمرارًا لمسيرة الإبداع العربي، وستقدّم زين مبلغ الـ 200 ألف دولار للجائزة، تخليدًا لذكرى الطيب صالح صاحب رواية موسم الهجرة إلى الشمال، التي خلدت اسم السودان في خارطة الإبداع العالمي، ووضعت اسم صاحبها ضمن أهم 100عمل أدبي في تاريخ العالم، ومن روايات الطيب صالح الأخرى، عرس الزين وبندر شاه".
Quote: السبت, 12 ربيع الثاني 1434 هـ - 23 فبراير 2013 افتتاح مهيب لجائزة الطيب صالح بالخرطوم
الخميس, 21 فبراير 2013 17:44 التحديث الأخير ( الخميس, 21 فبراير 2013 17:47 ) القاعة الرئاسية بقاعة الصداقة في الخرطوم تذدحم بجموع أهل الثقافة والآداب ازدحمت القاعة الرئاسية، بقاعة الصداقة في الخرطوم يوم الخميس، بجموعٍ من أهل الثقافة والآداب والإعلاميين من كلِ لونٍ ليجدوا مكاناً باحتفاليات ختام جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي في دورتها الثالثة. وقال وزير الثقافة والإعلام السوداني؛ أحمد بلال عثمان، في كلمته في الاحتفال: "الطيب صالح ليس روائياً أو كاتباً أو ناقداً فحسب، بل كان مثقفاً عربياً مكتمل الثقافة، لا تمله عندما تستمع إليه وتود أن لا يصمت". وأكد أن مثل هذا التكريم وهذه الجائزة التي فتحت لكل مشارك من أصقاع العالم المختلفة، وبالذات الإخوة العرب، فكرة طيبة تتناسب وقامة الطيب صالح، والدليل على ذلك المشاركة الواسعة التي بلغت (454) مشاركاً من شتى بقاع العالم. شخصية العام الوزير بالمجلس الأعلى للاستثمار يتجول في المناشط المصاحبة للدورة الثالثة لجائزة الطيب صالح من جهته أشاد العضو المنتدّب والرئيس التنفيذي لـ(زين-السودان)؛ الفريق (طيار) الفاتح عروة، بجهود مجلس أمناء الجائزة الذين بذلوا جهودهم لإعلاء شأن هذه المبادرة، والتي أصبحت اليوم "حدثاً ثقافياً يترقبّه أهل الأدب والثقافة بحرصٍ". كما عززّ عروة اختيار الصحافي العريق، محجوب محمد صالح، من قبل مجلس أُمناء الجائزة، شخصية لهذه الدورة، مشيداً بإضافاته على مدى 64 عاماً للصحافة والإعلام في السودان ليتخرج من مدرسته مئات الصحافيين الذين تركوا بصمات واضحة على نطاق العالم. رئيس مجلس أُمناء جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي؛ البروفيسر علي محمد شمّو، أثنى على (زين) لتكفلها بهذا المشروع الثقافي، وأكد على حرص مجلس الأمناء على تطوير وتقدم الجائزة في كل عام ببذل الجهود واستشفاف الجديد الذي يشجع على الإبداع وتحفيز الأدباء الشبّاب. وأضاف أن هذه الدورة والتي تتزيّن بمشاركات من 27 دولة تفخر بمشاركة من أسير فلسطيني اخترقت قضبان الاحتلال الإسرائيلي لتضيف إلى مجد الأديب السوداني الطيب صالح. وذكّر شمو بأن مجلس الأمناء قد وافق على منح المشارك جائزة تقديرية. معرض مصاحب وزير الثقافة والإعلام يفتتح معارض مصاحبة للدورة
وتم خلال مراسم احتفال ختام فعاليات الجائزة افتتاح معرض اشتمل على توثيق للدورتين الماضيتين بالإضافة إلى مطبوعات وكتب ومستندات تخص الفائزين والأعمال المشاركة، وبعض مما يعكس تراث منطقة كرمكول (مسقط رأس الأديب الطيب صالح) من صور ولوحات تشكيلية وعروض مصورة ومجسدة على شاشات عريضة مزدانة بما تركه صاحب الجائزة من جماليات باقية. وسوف تشهد القاعة المضيئة مساء الجمعة ختام فعاليات الدورة الثالثة لجائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي بإعلان الفائزين في مساقات الرواية والقصة القصيرة والدراسات النقدية وتوزيع الجوائز بتشريف النائب الأول للرئيس السوداني؛ علي عثمان محمد طه. كما تعقد دورات نقاش وتقديم أوراق على مدى أيام الاحتفالات من قبل الضيوف المشاركين في هذه الدورة. شبكة الشروق
شكرا لك ياعبدالله... تهتم بكل ماهو بديع وتعطي كل ذي حق حقه! كان حضوراً بهياًبالفعل خيّمت عليه روح الطيب صالح الخفيفة الظل وعطرته كلمات السفير الرقيقة المؤثرة عمر عبد الماجد بألحان الأبن عبقري اللحن شريف شرحبيل فأشجت جمعنا ألحانه بالأداء الرائع لفرقة عقد الجلاد ففرح الجميع بالفائزين أتوا من كل حدب وصوب... سعدت شخصياً بأن أطال الله عمري لأكون جزءاّ من هذا المشهد
لله در من كان السبب! تحياتي لك ولزوارك.
02-23-2013, 10:04 AM
Amin Mahmoud Zorba Amin Mahmoud Zorba
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 4582
Quote: ملتقى المبدع الإماراتي ينطلق اليوم بأبوظبي نهيان بن مبارك يشيد بجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع
تاريخ النشر: السبت 23 فبراير 2013 أبوظبي (وام) - أشاد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، التي اختتمت فعاليات دورتها الثالثة أمس في العاصمة السودانية الخرطوم، مؤكدا أن هذا الأديب السوداني مازال حيا بأدبه الخالد وروائعه الإنسانية. جاء ذلك في رسالة وجهها إلى مجلس أمناء الجائزة الذي رشح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، ضيف شرف عالمي وحيد لحضور هذه الفعاليات، التي بدأت أمس بحضور ممثلين عن رئاسة الجمهورية السودانية وشارك فيها عدد من كبار النقاد والكتاب العرب. وأعرب معاليه في الرسالة عن إجلاله لقدر هذا التكريم بأنه ليس لشخصه هو، وإنما لرمز من أبناء الأمة العربية التي عرفت له قدره وحفظت له مكانته حال حياته في سماء الأدب والفكر. وتمنى معاليه أن تكون الدورة الثالثة تتويجا لما قبلها، خاصة أنها تحمل اسم كاتب سوداني عالمي قدير ذاعت شهرته وعلا نجمه بما يستحق من أهل وطنه المخلصين بل ومن أبناء الأمة العربية جمعاء.
وعبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في رسالته الاعتذارية لظروف وارتباطات العمل عن أمله في أن تظل الجائزة في نماء وازدهار وتطور صاعد من حسن إلى أحسن، وهو ما نتمناه أيضا للسودان الشقيق على مختلف الأصعدة وكافة المجالات”. وتضمن البرنامج الختامي لفعاليات الجائزة كلمة لرئاسة الجمهورية السودانية وتعريفا بالجائزة وموضوعات وبحوثا متعددة مثل صدام الثقافات في نص الطيب صالح .
Quote: شكرا لك ياعبدالله... تهتم بكل ماهو بديع وتعطي كل ذي حق حقه! كان حضوراً بهياًبالفعل خيّمت عليه روح الطيب صالح الخفيفة الظل وعطرته كلمات السفير الرقيقة المؤثرة عمر عبد الماجد بألحان الأبن عبقري اللحن شريف شرحبيل فأشجت جمعنا ألحانه بالأداء الرائع لفرقة عقد الجلاد ففرح الجميع بالفائزين أتوا من كل حدب وصوب... سعدت شخصياً بأن أطال الله عمري لأكون جزءاّ من هذا المشهد
لله در من كان السبب! تحياتي لك ولزوارك.
الدكتورة : تحيات زاكيات والخير في الذين وقفوا من أجل فعاليات الحدث ، وقفوا وقتهم الثمين لقراءة تلك الملفات والأسفار والكتب ، لينتقوا لنا منها من يستحق الفوز .وإن مشاركتكم هو المفخرة إن لدينا من الكوادر الثقافية والمعرفية ما جعلت من هذا الحدث عالمياً بحق .
Quote: شخصية العام : سودانية متميزة ، على مدى أكثر من نصف قرن من خدمة القضية الوطنية في العمل الصحفي ونظراً لمؤلفاته قرر مجلس امناء منح الأستاذ الصحافي الكبير محجوب محمد صالح من مواليد 1921 في كلية غردون ، فصل من مدرسة الأداب عام 1949 في أكتوبر عمل في الصحافة ، صحافي كبير شخصية العام 2012 – 2013
الأستاذ عبد الله لك الشكر على هذا الرصد القيّم..
هذه الجزئية أراحتني كثيراً.. فالرجل فعلاً متميز ويستحق كل التكريم
..
02-24-2013, 10:50 AM
عبدالله الشقليني عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
في رحيل الطيب صالح(10) كَزَرْعٍ أنتَ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ... و زهى من جماله وتلألأ .
سيدي... جئتَ لغيبتك الكُبرى . تعوي كائنات الكون كلها من مُر الفجيعة ، ويأتزر النائحون كما كان أهلنا في قديم الزمان يفعلون وتنطلق المناحات غِناءً مسفوحاُ بسكين الحُزن . ها هو يومك قد جاء ونحن في أمسّ الحاجة لرُكن البيت الذي يُعمّره كِبارنا بأفعالهم . تُرى أي النصال هي التي ترمي جراحاتنا بأسهُمها القتالة فتُكسِّر بعضها، وأي شجر يتأبى السقوط من توقٍ إلى العُلا .. هو أنتَ . كنتَ أنتَ سيداً من سادة الأعالي . بصوتك العميق الخفيض انطلقتَ من الثرى إلى الثُريا . جاء ميعاد رحيل الكتلة الكثيفة منكَ وحان موعد الروح لتأتلق . هزمتَ كل أمانينا الطيبة واخترت المشيئة وتأمرت معها كي تهرب من الكتابة ، وأن وعود فألك الطيب لنا ليس لإتمام الرواية التي انتظرتك َو تحلُم أن تستقطع من صحتك لنحيا من بعد ونعيش وَجدَكَ المغسول من ملامح الأرياف . فروحك حان ميعاد انطلاقها من سجن الجسد ، ترفرف أجنحتها المضيئة تدور في الأفلاك وتنظرنا من البعيد . بكاؤنا اليوم مرٌّ بطعم الحنظل . فارقنا اليوم راسم شخوص الصندل من عبق التُراث ومُطلِقْ بخور القص ..فراشةٌ أنت تتنازع المحبة والعذاب وتدخل نار الأقاصيص من فرحٍ . كنتَ سيدي تُحب وتتعذب . يذوب البنان منك من وهن العاطفة العاصفة . نقرأ فنرشُف عسلك المخلوط بإبر النحل . نشفى ونشقى وتعب لذيذ يسري في الأوردة والشرايين . ذهنكَ المفتون على الطفولة في القرية الوادعة يَثِبُ على ظهور الأفراس في أحسن ما تكون القصص . حُييت سيدي وبُوركتَ ، أبكانا فراقُك أنت وأشياء أخرى تستنهضك ، و( دومة ود حامد ) تنتظر أن تثوب إلى مآلها أنثى ناضجةً كرواية مفتوحة الآفاق . ها هي الأحزان تُقعدنا عن النجوى وفارقنا وهج الأفراح ونحن نهبط من حُزنٍ إلى آخر حتى بلغنا عميقَ جرح فراقك فينا . أهي خطايانا أن نذرف الدمع كموجٍ متواتر الحركة من العاطفة المشبوبة إلى الرحيل ؟. لا أعرف إلا أماً واحدة يُضاهيها فراقُكَ حُزناً كثيفاً على القلب .أدار المولى أيقونة محبتِكَ في أنفُسنا منذ طفولتنا الباكرة وعلى الفم كرزة وفي الخاطر شجنٌ وتجمّلت دواخلنا من فسيح قصور القص ونحن نتجول ، أو في البراري عندما ندخل من كهف أسرارٍ إلى آخر ، فنعرف آخر المطاف أن عالمك كتبته لنا وسقيته من رياحين محبتك ألفة وعشرة . كانت دنياك بين أيدينا ولم نعرفها حتى حَببها إلينا بنانك الرشيق . بإذن مولاك الذي تُصافيه صباحكَ والمساء . تجلس لأورادك ، وتتسمع إيقاع "الدليب" مُشتبكاً بعذوبة أصوات مداح رسول الله . كأنك صورة من جدِك الذي نحتتهُ عصافير الطفولة الحانية قرب الشواطئ وبيوت الطين الساكنة في الليل وتخفي معارك الحياة من تحت الأستار. تدور علينا أنخاب الطيوب التي سقيتنا من خمرها وجمَّلتَ الوجدان . على مرقدِك أنّا تكون ، ستنام مومياء ملوكية الأثر ، متواضعة كأهلنا الطيبين . غَنّت لنا أغانينا وسعدنا ذات صباح وجلسنا عصراً للقهوة وفي المساء للأنُس. بإذن سيدنا ومالك أنفسنا ، تندلق قُدور الجنان وتُحلق عصافيرها مع روحك السابحة في عليائها لتكُن مع منْ تُحب .
عبد الله الشقليني 17/02/2009 م
*
02-25-2013, 04:35 PM
عبدالله الشقليني عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
(11) أكثر ما يشد قوس الانتباه : قوس شددته أنتَ في نظرتك التي تُفصل فيها بين المُشتبِك في رؤى الكاتب الروائي الطيب ، وفي نظرة الكاتب التي هي سيرة ذاتية من عاطفة لوطنه والمكان ، والناس والظل والشجر . كان الكاتب الروائي هو الطيب الذي عرفناه ، وكانت عواطفه ربما نراها شيئاً مُختلفاً . إن الجسد والروح الروائية تختلف عن حيوات الكتاب وعواطفهم التي يسجلها الزمان في أنفسهم ، فلهم مثلما لنا حياتهم الخاصة بكامل استدارتها و تضاريسها . لم يكن الكاتب نبياً نتوسمه في رؤى أحلامنا ، ولكنه كاتب مبدع ، أنجز في اللغة الروائية سبقاً في شاعرية السرد ، فطور العربية لغة وتدويناً وتحقيقاً ، و نهج من الفكرة المنسوجة من خيوط قريته ورفعها من الثرى إلى الثريا .....
02-25-2013, 06:16 PM
هيثم طه هيثم طه
تاريخ التسجيل: 08-30-2011
مجموع المشاركات: 1153
كنت سعيدا بالحفل النهائي بقاعة الصداقة و بأن الطيب صالح ما زال بيننا كانت المنافسة في الإبداع الكتابي في (الرواية -القصة القصيرة -الدراسات النقدية ) تلاتة فائزين من كل قسم ( 10 ,5,7 الاف دولار)
وبالطبع شركة زين مشكورة علي الرعاية
بعض الانطباعات : وبالرغم من اهمية كون الجائزة عالمية (اي كل الناطقين بالعربية ) لكن وددت لو كان هناك قسم او منافسة خاصة للسودانيين - لنري ونعرف مزيدا من الكتاب السودانيين كان هناك فقط سودانيان من 9 فائزين -عبد الكريم اسحاق جلاب - بالجائزة الثالثة في الرواية (خمسة آلاف دولار) ) وومحمد سليمان الفكي بالجائزة الثانية في القصة القصيرة (سبعة آلاف دولار) - وبالرغم من ان دور الشركة الراعية للجائزة والاحتفال كان حاسما في شكل الاحتفال إلا أنه تراءي لي وكأنّ الاحتفال كان بشركة زين و ليس بالطيب صالح ! مثلا : ضمن الكلمات الثلاث التي ألقيت كانت كلمة ممثل الشركة أطولها وباسهاب لم أر داع لها : لم اعرف سر أعلام زين في معظم الطربيز و كأن القاعة بها احتفال بشركة زين ! عموما مهما كان دور الشركة الراعية -في ظني -كان يمكن لشروط الرعاية ان تكون أقل ابتذالا -- تجلت فرقة الجلاد في أغنية المقدمة مع الفيلم التسجيلي المصاحب- كان شعورا بقدر قامة الطيب صالح - شكرا لعقد الجلاد -- ومجرد سؤال : يا تري لو قدرت لرواية موسم الهجرة المنافسة في المسابقة هل كانت ستجد مساحة ام كانت سترفض بحجة الرقيب !!
تحياتي لك ولظيوفك
02-26-2013, 12:59 PM
عبدالله الشقليني عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
تحية لك أخي الأكرم : هيثم طه هدفنا من الملف حفظ الفعاليات ، والأوراق وخاصة المسجلة في يوتيوب ، وهي صورة صادقة عن إمكانات الضيوف الذين تم استنفارهم للجائزة ، وهي فرصة لكل الأضياف أن يجدوا متنفساً ليكون بيننا حفاوة بالأدب المقروء والثقافة المكتوبة في ظل سلطة تكميم الأفواه واغتيال الصحف والمؤسسات المدنية .
02-26-2013, 04:51 PM
عبدالله الشقليني عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
Quote: وقفات مع الطيب صالح في ذكري رحيله الرابعة02-18-2013 بقلم : صلاح الباشا تمر علينا الذكري الرابعة لرحيل عملاق الرواية العربية الحديثة ( الطيب صالح ) الذي فارق الدنيا في لندن في 18 فبراير 2009م وتم تشييعه ودفن جثمانه بمقابر البكري بأم درمان حسب وصيته ، حيث مرقد الزعيم الأزهري ورفاقه . وفي ذات التاريخ واليوم في العام 2012م رحل رقم إبداعي آخر كبيرا في مجاله وهو موسيقار الأجيال محمد وردي ، وهنا نحن نتوقف لحظات لنسرد جانبا من سيرة الراحل المقيم الطيب صالح ، لعل ذلك يمثل جزءاً يسيرا من الوفاء لهذا الرجل القامة الذي ترك إسما لامعا في العالمين العربي والعالمي وقد يذكر الناس سوداننا بالخير إذ أنجبت إحدي نسائه من حواء السودان هذا الرمز والرقم الإبداعي الضخم ، عليه ألف رحمة ومغفرة ونور علي قبره بقدر ما أعطي ثم غادر بهدوء شديد كهدوئه الذي عرف به . **** أن نتحدث عن البدايات الأولي لإحتراف الطيب صالح كتابة الرواية ، نري أنه لابدّ من سرد ملمح طفيف بعض الشيء عن سيرته الذاتية ، والتي لا تختلف – بالطبع – عن سيرة معظم أهل السودان ، نظراً لتقارب تقاطعات البيئة والنشأة ومفاصل الحياة الإجتماعية لأهل السودان خاصة في شماله ، غير أن النشأة في شمال السودان تختلف عنها في أقاليم البلاد الأخري ، بسبب أن الشمال يعتمد أهله في سبل كسب عيشهم علي الزراعة التي تتكيء علي ضفاف النيل ، بما يُعرف بزراعة الجروف نظراً للخصوبة العالية للأرض بما تحمله التربة من الطمي الذي يـُعتبر من أهم خصائص السهول الفيضية حسبما رفدنا به علم الجغرافيا . كانت صرخة ميلاد الطيب صالح الأولي في العام 1929م في قرية كرمكول ضاحية الدبة التابعة لمركز مروي والتي يطلقون عليها هناك ( دبة الفقراء ) . كما أن والديه ينحدران من خليط مابين الركابية والبديرية ، وإسم والده كاملا هو محمد صالح احمد المنشاوي ، ووالدته هي عائشة احمد زكريا . وتلك المناطق تحتوي علي قبائل ثلاثة متجانسة هي الركابية ( قبيلة الطيب صالح الأساسية ) والبديرية والشايقية ، ولكن الأخيرة هي الأكثر شهرة والتي يطغي إسمها علي كل سكان المنطقة ، فيقال لك هذا من ديار الشايقية ، وهؤلاء شعراء الشايقية ، وتلك أغنيات الشايقية ، وعلي ذلك قـِس. وقد درس الطيب في الخلوة كشأن الناس في ذلك الزمان ، وقد كانت الخلوة مرحلة هامة من مراحل تعليم الطفل في شتي بقاع السودان الشمالي الذي يتوافر فيه العمق العربي الإسلامي ، فكانت الخلوة من أهم محطات تعليم القرآن وحفظ ما تيسر منه ، فضلا علي تعلم أصول الكتابة العربية علي اللوح الخشبي بالدواية وهي الحبر المصنوع من عادم صاج صناعة الكسرة ( العواسة ) و يطلق علي مادة تصنيع الحبر لفظ ( السكن ) بفتح السين والكاف ، ويتم عجن السكن بالماء والصمغ ليصبح أكثر مرونة في الثبات علي اللوح ، والذي هو الآخر يتم غسله بعد إنتهاء حفظ كل سورة ويـُمسح بالجير المطفيء بعد ذلك ويترك في الشمس حتي يجف تماماً ، لكي تظهر الكتابة السوداء من حبر الدواية عليه بوضوح تام ، فضلا علي إستخدام القلم الذي يصنع من عود القصب . ثم إنتقل الطيب صالح إلي مدرسة الدبة الأولية ، التي أهلته إلي القبول بمدرسة بورتسودان الحكومية الوسطي في بداية الأربعينات من القرن الماضي ، فتدرج تلقائياً ليدخل الثانوية ، وقد تم قبوله في وادي سيدنا في شمال أم درمان حيث كانت هناك ثانويتان أنشأهما الإنجليز عقب إنتهاء الحرب العالمية الثانية ، وهما وادي سيدنا وحنتوب ، ثم أضيفت لهما ثانوية ثالثة في وسط كردفان وهي خورطقت بعد قليل. إنتقل الطيب صالح تلقائيا إلي كلية الخرطوم الجامعية حيث إلتحق بكلية العلوم التي تؤهل طلابها في السنة الثانية إلي كليات الطب والصيدلة والزراعة ، وقد إختار الطيب صالح دراسة الزراعة التي كانت تستهويه ، وبسبب أنه أيضا ظل يستصحب معه البيئة التي أتي منها في شمال السودان خاصة وأن خريج الزراعة كان يتم تعيينه مفتشاً زراعيا يمتلك البيت الكبير في المشاريع الحكومية الزراعية ، والراتب المجزي ، وله من العمال ما يخدمونه في شتي البقاع التي يعمل بها خريج الزراعة . ولكن الطيب ، وبسبب تفوقه في المواد الأدبية ، خاصة الأدب الإنجليزي منذ إلتحاقه بالمرحلة الوسطي ببورتسودان ، ثم إزداد التفوق بصورة واضحة في وادي سيدنا الثانوية ، فإنه كان بكلية الخرطوم الجامعية التي دخلها في العام 1949م يهوي الذهاب إلي مدرج الآداب من وقت لآخر ليستمع ويناقش في محاضرات الأدب الإنجليزي بلغة رفيعة أدهشت أستاذ الأدب ، حتي أن الأستاذ البريطاني سأله ذات مرة بأنه غير مسجل مع هؤلاء الطلاب ، فرد الطيب عليه بأنه يدرس في كلية العلوم ، وهنا فقد طلب منه الأستاذ الإنتقال إلي الآداب فورا ، بل ظل يضغط عليه كي ينتقل وذلك إعجابا بتفوقه في الأدب الإنجليزي وفي اللغة الرفيعة التي يتميز بها. لكن تلك الرغبة القديمة عند الطالب الطيب صالح جعلته يسعي إلي الإلتحاق بكلية الزراعة من السنة الثانية ، قد تداخلت مع المزاج القابع في عقله الباطن لدراسة الأدب الإنجليزي ، وقد أحدثت عنده بعض التشويش ، فإضطر هنا إلي ترك الدراسة الجامعية بطولها وعرضها ، وذهب إلي وزارة المعارف ليلتحق معلما بالمدارس الوسطي ، حيث كانت مدينة رفاعة تستقبله معلماً بها بمدرسة شيخ لطفي الأهلية الوسطي ، ثم تم إبتعاثه بعد عامين حسب خطط وزارة المعارف إلي بخت الرضا ضاحية الدويم علي الضفة الغربية للنيل الأبيض في ما يسمي وقتذاك بكورس التدريب المتخصص للمعلمين ، ومدته عامين، ويطلق عليه (دبلوم بخت الرضا ) ليعود بعدها المعلم مؤهلاً إلي المدارس الوسطي لمواصلة عطائه في سلك التدريس ، وهنا تتذكر تلك الأجيال من المعلمين إسم أول عميد لبخت الرضا وهو المؤسس له ( مستر قرافث) الذائع الصيت حتي اللحظة ، تماما مثل ذيوع مدير حنتوب الثانوية ومؤسسها الأول ( مستر براون ) . أما كيف إلتحق الطيب صالح بالقسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية في لندن ، فإننا نتركه هنا ليحكيها بنفسه في حوارات الزميل الصحفي الأستاذ طلحة جبريل معه ، والذي سبق له أن أصدرها في كتاب يحمل عنوان ( علي الدرب ...مع الطيب صالح ) حيث ذكر طلحة جبريل ما يلي : ( في عام 1952م ستعلن هيئة الإذاعة البريطانية – BBC - القسم العربي عن حاجتها لمذيعين ومحررين ومترجمين في إطار سياستها التي ترمي أن يضم طاقمها جنسيات من مختلف الأقطار العربية . كان الطيب صالح آنذاك مدرساً ويفكر في العودة مجددا لجامعة الخرطوم لإٍٍٍستكمال دراسته الجامعية. والمؤكد انه إطلع علي إعلان هيئة الإذاعة البريطانية ، ولم يحفل به أول الأمر ، ثم سيقدم طلباً دون أن تكون لديه رغبة حقيقية في مغادرة السودان ، لكن تشاء الظروف أن يـُقبل الطلب ويدخل في إمتحان ويتم إجراء معاينة له في مكتب الإتصال العام في الخرطوم ، ويتقرر بصفة نهائية قبوله للعمل في هيئة الإذاعة البريطانية ، وخلال فترة وجيزة كان قد اكمل إجراءات السفر إلي لندن . كان هدفه إكمال دراسته هناك ، وكان إغراء السفر في ذلك الزمان له سحر خاص. )) إنتهي حديث طلحة جبريل. لم يكن هناك بد من أن يسافر الطيب صالح إلي لندن في شتاء العام 1953م ولم يكن يتجاوز وقتها سن الرابعة والعشرين . فبدأت رحلته الممتدة حتي رحيله عن الدنيا في فبراير 2009م في عاصمة الضباب لندن ، حيث نقل جثمانه الطاهر إلي الخرطوم ودفن في مقابر البكري بحي العمدة بأم درمان حسب وصيته ، وقد كان برفقته في أيام مرضه الأخيرة شقيقه الأصغر وصديق عمره بالطبع مولانا بشير محمد صالح ، حيث عاني الطيب صالح في آخر عامين من مرض الفشل الكلوي ، ولم يشأ أن يجري زراعة الكلي ، وفضّل غسلها دورياً ، كما أن قلبه قد أنهك ولا يتحمل إجراء الزراعة للكلية حسب إفادات الأطباء بلندن . وهنا نؤكد أن دولاً عديدة بالمنطقة العربية وخارجها كانت قد طلبت تقديم المساعدة له في علاجه المكلف جداً ، غير أنه ظل يرفض ذلك بإعتذارات لطيفة ، فإلتقط القفاز نفر كريم من بني جلدته في الخرطوم ، فرفعوا الأمر إلي السيد رئيس الجمهورية الذي أجري اللازم فوراً ، حيث أن خزانة الشعب السوداني هي أولي بالأمر ، وهنا فقد قبل الراحل المقيم أن يقف أبناء شعبه معه في محنته قبل رحيله قبل وقوف الآخرين معه . وفي ذلك عدة دلالات ومعاني وإعتزاز بالوطن الأم ، فهو أولي بالرعاية له ، ورحمك الله يا طيب . ومن أهم الشخصيات التي إستقبلت وفادته بلندن هو الإذاعي والسفير لاحقا والشاعر الغنائي المعروف صلاح أحمد محمد صالح الذي إبتعثته إذاعة ( هنا أم درمان ) في العام 1952م للتدريب الإذاعي بهيئة الإذاعة البريطانية ، فكان خير معين للطيب صالح في فتراته الأولي بلندن علما بأن صلاح كان زميل دراسة له في وادي سيدنا ، ومن الطرائف أن السودانيين المبتعثين هناك بلندن في ذلك الزمان ، وأيضا العاملين في بي بي سي كان يطلقون كلمة الطيب صاحب صلاح ، إلي أن قال الطيب لصلاح ذات مرة مداعباً بأنه سوف يأتي زمان يطلقون فيه عبارة ( صلاح صاحب الطيب صالح ) .. وقد كان . وفي لندن قام الطيب صالح بدراسة الإقتصاد السياسي والعلوم السياسية في كلية لا تبعد عن مقر هيئة الإذاعة البريطانية في Bush House وهو ذات المقر الموجودة به الهيئة لعقود طويلة قبل أن ترحل في الشهر الماضي الي مبني آخر ، برغم ان أن الإنجليز يحافظون علي تراث الأماكن ولا يغيرونها مطلقاً ، تماما مثلما نجد مقر رئاسة الوزارة في المبني رقم 10 بشارع دواننغ إسترتيت برغم ضيق المكان وتواضع المبني الذي لم تسعفه حركة المعمار الحديثة في لندن . وفي البداية أحس الطيب صالح بأنه قد تسرع في تنفيذ تلك الخطوة ، خطوة هذا الإغتراب البعيد ، خاصة وقد إستصحب معه ذكريات الحياة السودانية بكل تقاطعاتها الدافئة ومشاعرها الحميمة ، وحيشان بيوتاتها الواسعة التي لا تشبه الغرف الباردة الضيقة في لندن ، وحياة الوحشة الباردة كبرود الإنجليز وهو القادم من وسط مجتمع مفتوح ومترابط ومتماسك جداً ، فعاش الطيب صالح أنين الغربة وآلامها طويلاً . لكن كل ذلك – في تقديري الشخصي – قد خلق منه مؤلف رواية من الطراز الممتاز بسبب أنه ظل يعيش تفاصيل حياته الأولي في منطقته بشمال السودان التي ظلت هي الملهمة لكل ما يكتب ، ومنها كانت شخوص كل رواياته تتراقص أمام ناظريه ، مما أكسب الروايات كل هذا البـُعد السوداني الذي إكتست به جميعها. قد ألِفَ قراء الرواية العربية أن الروايات دائما تبدأ بقصص الحب والغرام وتبادل الرسائل بين المحبين ، حيث يبرع مؤلفو الروايات والقصص في نسج كلمات العشق وحشوها حشواً يفيض بالمعاني التي تخاطب العاطفة والوجدان عند القاريء المتلقي ، وفي ذلك نجد لرواة القصص في مصر التي كانت مركز الإشعاع الثقافي والأدبي الأول بحكم أسبقيتها في هذا المجال بسبب النهضة التي أحدثها محمد علي باشا وإهتمامه الفائق بالعلم والعلماء والبعثات لأوربا ، كي يضارع نهضة الأوربيين التي أخذت منه أي مأخذ من الإعجاب ، وسار علي نهج محمد علي كل ورثته في الحكم في عهد الخديوية الأول إبان القرن التاسع عشر . وقد ظللنا نجد رواة القصص هناك يشدون خيال القاريء ويجذبونه بقصص العشق والهيام والتي تنتهي دوما بالزواج . وفي هذا المقام نجد الروائي نجيب محفوظ قد إحتل هذا المجال بسبب تحويل معظم رواياته إلي أفلام سينمائية بسبب توطن صناعة السينما في مصر منذ بداية القرن العشرين ، تماما مثل روايات إحسان عبدالقدوس ومحمد عبدالحليم عبدالله وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس ويوسف السباعي وثروت أباظة وحتي عهد أسامة انور عكاشة الذي رحل مؤخراً . وهنا لابد من أن يكون الطيب صالح قد إهتم بقراءة كل ذلك الزخم من الروايات والقصص العربية والعالمية ، غير أن إهتمامه بمسرح شكسبير وغيره في لندن قد أخذ منه إهتماما أكثر من ولوجه دور السينما الإنجليزية. ومن هنا جاء الطيب يحمل في رواياته مضامين الحياة الإجتماعية العادية التي يختزنها في عقله وفي وجدانه منذ سنوات نشأته الأولي بشمال السودان حيث ظلت حياة القرية وإهتمامات أهلها وبساطة مجتمعاتهم تأخذ حيزا ضخما في رواياته جميعها أي مأخذ حيث كانت شديدة التأثير عليه حتي وهو يعيش في بلاد الفرنجة . فإذا كانت رواية عرس الزين قد أخذت حيزاً عريضاً من الزخم في عاصمة الضباب لندن حيث أتت إلي الوجود قبل موسم الهجرة ، كما أن الأديب الإنجليزي الذي يجيد العربية كمستشرق وكمتخصص أكاديمي وهو دينس جونسون قد قام بترجمة عرس الزين إلي الإنجليزية ، فضربت رقما جيدا من الإنتشار عند أدباء الفرنجة في لندن ، فإن الأمر قد تطور لاحقا في أن تنتجها شركة إنتاج كويتية في بداية ثمانينات القرن الماضي كأول فيلم سوداني يوزع خارج السودان ، والمنتج هو خالد الصديق ، وأبطال الفيلم هم الأستاذ علي مهدي نوري ( الزين ) ، أما عروسته ( نعمة ) في الرواية والفيلم هي النجمة المهاجرة إلي كندا ( تحية زروق ) رد الله غربتها . فإذا تناولنا تفاصيل رواية عرس الزين التي شهد صدورها إحتفالية كبيرة أقيمت بدار السفار السودانية بلندن حين كان الطيب لايزال يعمل في بي بي سي، فإننا لابد من أن نغوص في أعماق المفاهيم التي تتكيء عليها مفاصل تلك الرواية الحدث . وهنا نلاحظ ومن الوهلة الأولي أن الطيب صالح قد إبتدر أول سطر في تلك الرواية بجملة ( قالت حليمة بائعة اللبن ) لآمنة وقد جاءت كعادتها قبل شروق الشمس ، وهي تكيل لبناً بقرش : ( ماسمعت الخبر ؟ الزين مو داير يعرّس ) . وهنا لابد من أن تأتي الملاحظة في أن الطيب صالح قد إستصحب معه بدءاً إسم حليمة بائعة اللبن ، وهي قصة معروفة سبق أن طالعتها أجيال وأجيال من أبناء السودان من ضمن منهج كتاب المطالعة في المرحلة الأولية ، أي الإبتدائية ، وبالتالي فقد إرتبط إسم أي حليمة سودانية مقروناً بجملة بائعة اللبن ، ذلك قبل تغيير مناهج المطالعة في العهد الأول لنظام مايو بعد أن تغير السلم التعليمي القديم بوساطة الدكتور الراحل محي الدين صابر أول وزير تربية في عهد الرئيس الراحل جعفر محمد نميري . والفكرة هنا ، أن الطيب صالح إمعاناً في تأكيد أن نساء السودان في ذلك الزمان الغابر كن يمتلكن الأغنام والأبقار في زرائب كانت ملحقة خلف بيوتهن بغرض الإستثمار في بيع اللبن الطازج من الضرع إلي المستهلك مباشرة ، وبالتالي فإن تكنيك إختيار الإسم لبائعة اللبن قد وقع علي ( حليمة) التي كما قلنا يعرفها كل أهل السودان من الجيل الذي قرأ الأولية قبل تغيير المناهج والسلم التعليمي في العام 1970م . مايدلل علي مدي العمق المرتبط بالبيئة ومفاصل الحياة السودانية ، وهنا فإنك بمجرد أن تطالع إستهلالية رواية عرس الزين بإسم حليمة فإن الأمر يكون قد خاطب فيك تاريخا خالدا مستقرا بالذاكرة ، متي ما إستدعيته يأتيك ، ويعود بك إلي عهد التلمذة الأولي ، فيزداد إرتباطك بفهم الرواية بمثلما يزداد تعلقك بشخوصها بسبب حليمة تلك الساكنة في وجدان كل تلميذ من الجيل القديم ماقبل العام 1970م لذلك كان الطيب صالح موفقا وهو يختار حليمة بائعة اللبن التي توزع اللبن وتوزع معها أخبار القرية الهامة علي زبائنها أو ما نطلق عليه حديثاً ( الشمار الحار) ولأن الزين صبي ممراح ، يكسوه بعض تخلف ، وله من الأسنان إثنتين فقط ، واحدة في الفك العلوي والأخري في السفلي ، وهذا نتج حسب فصول الرواية بأن الزين حين كان طفلا صغيرا ووسيما وكانت أسنانه مصفوفة وبيضاء مثل اللبن ، أن والدته قد إصطحبته إلي مكان ما ، وفي الطريق مرّا علي بيت مهجور ويقال عليه ( مسكون ) بالجن ، وعنده وقع الزين علي الأرض وبدأ يرتجف بشدة ، ومنذ ذلك الوقت قد سقطت جميع أسنانه عدا الإثنتين التي شب بهما لاحقاً . وهنا ، نري أن الطيب صالح أراد إعطاء فكرة عن معتقدات أهل السودان في مسألة البيوت الفارغة غير المأهولة ، ما حدا بالناس أن تتجنب ترك البيت فارغاً من السكان حتي لايسكنه الجن ، وقد قيل أن الأوربيين لديهم ذات الإعتقاد . وبالتالي فإن في الأمر تكنيك أيضاً لظرف محدد يحتوي علي مهارة عالية في سرد الوقائع والواقع معاً . وأجمل ما يزيد معدل التشوق للرواية أن أديبنا ظل يعرض حديث الزين في سن صباه الباكر حين يري إحدي صبايا القرية ، فيذهب إلي الحقل حيث يعمل باليومية سواء في حش ( القش ) أي تنظيف الزراعة من الحشائش أوالعمل في موسم حصاد الزراعة ، قمحا كانت أم لوبية ، فيردد الزين من حين لآخر إسم الفتاة التي أعجبته ، قائلا ( الزين مكتول في حوش العمدة ) مثلا أو الزين مكتول في بيت محجوب ، وهنا يعدونه بأن يزوجونه البنت التي أعجبته فور إنتهاء الحصاد ، فيجدّ الزين في العمل بكفاءة وحماس فائقين. بل أصبح العديد من الفتيات يتخذن من هذيان الزين بترديده لأسمائهن بأنه رسالة دعائية لهن إن أراد أي شاب الإقتران . وهذا الأمر ربما أراد به الراوي إظهار الفوائد الجمة للفتيات والتي تأتي من دروشة الزين وبلاهته في ذكر إسمائهن . فمثل الزين واقع يتمثل في العديد من قري السودان ودساكره وبنادره ِ ، ويبدو أن الطيب صالح يريد أن يظهر هذا النسيج الموجود في المجتمع السوداني كواحد من الملامح التي تشكل أساس حياة تلك المجتمعات . لكن ربما يتعجب البعض من إختيارات الطيب صالح لأسماء شخوص رواياته ، ففي عرس الزين مثلاً نري أسماء مثل : عبدالصمد – عبدالحفيظ – محجوب – الطاهر ودالرواس – سعيد التاجر... إلخ . وفي حبكة درامية أخري نجد أن الطيب صالح وبرغم إستهزاء الناس بالزين وأنه لا يفقه شيئاً شأنه شأن السذج الذين يستهزيء بهم أهل القرية أو المدينة ، ويداعبه حتي الأطفال الصغار ، فإن الزين هنا يجد إحتراماً من الفقيه المتعبد دوماً وإسمه ( الحنين ) الذي يزور البلدة ويقيم فيها لستة أشهر صائما قائما متعبداً ، ثم يختفي في الصحراء لستة اشهر أخري ، وبعدها يعود ، فقال الناس أنه نبي الله الخضر ، ويحلف البعض بأنه رأي الحنين في مدينة مروي وآخر رآه في ذات اللحظة والتاريخ في كرمة ، وبين البلدتين مسيرة ستة ايام ، وهكذا ينسج الطيب صالح الحكايات حول شخوص رواياته مستندا هذه المرة علي ترسيخ مفاهيم الكرامات لأولياء الله في العديد من مناطق السودان ، وفي هذه تقنية جديدة في فنون الرواية التي تضع للبعد الديني الروحاني مكانته كجزء وكمكوِّن هام من مكونات الحياة الثقافية السودانية حتي في سذاجتها، إلي أن يصل مرحلة أن تطلق والدة الزين مقولة تنتشر في القرية وترسخ في أذهان الناس بأن الزين ولي من أولياء الله الصالحين ، خاصة وأن شيخ الحنين يصف الزين بالمبروك دوما وأنه سوف يتزوج ست ستات بنات البلد. ثم تأتي المفاجأة في أن تقبله ست العز والعجن ، تلك الفتاة الثرية التي ظلت ترفض كل من يتقدم إليها من النابهين كالمدرسين وغيرهم للدرجة التي أثارت كثيرا حنق اهلها وغضب أخوانها في رفضها للعرسان المتقدمين دوما لها ، وهذه الفتاة هي ( نعمة ) التي كانت تري في الزين أشياء أخري وكان هو يداعب كل بنات القرية في الطرقات وحفلات الأفراح إلا هي ، فقد كان يصمت حين يراها برغم ثرثرته الكثيرة التي أشتهر بها ، وهنا ينحو الطيب صالح منحيً جديداً حين يضع لغزاً محيراً يبعث التشويق لقاريء الرواية ، و يجذبه جذبا نحو إكمال قراءتها غصبا عنه ، فيفعل ، ونحن أيضا قد فعلنا ذلك الأمر حين إطلاعنا علي ( عرس الزين ) الرواية. وهنا تنتصر التقنية الجديدة – كما قلنا – والتي وضع بصماتها الطيب صالح في أصول ومتون الرواية العربية علي إطلاقها ، فقام الآخرون بإتباع ذات النمط من الكتابة بمثل هذا التكنيك أو تلك التقنية ، لافرق . وفي تقديري أن الطيب صالح حينما وضع حدا لنهاية الرواية التي كان الزين محور الإرتكاز فيها ، فإنه كان يعيد تأكيد إعتقاد أهل السودان في معتقدهم لبركات الشيوخ ، حيث أتي ذلك عرضا أحيانا وعمدا أحايين أخري في مقولات وتنبؤات شيخ الحنين الذي كان يصف الزين دوما بالمبروك كما أسلفنا . ولكن يظل السؤال مطروحاً بشدة ... هل ذات تفاصيل وملامح تلك الحياة مستمرة حتي الآن في تلك المناطق ؟ وهل إن جاز للطيب صالح أن يعيش من جديد سنوات أخري قبل رحيله في ذات المناطق التي إستلهم منها تقاطعات روايته التي نسج خيوطها الحريرية قبل خمسين عاماً ، هل سيجد الفرق الشاسع في مفاصل وتقاطعات تلك المجتمعات بين الماضي والحاضر في هذا التطور المجتمعي الجديد ، وهل تقنعه الحالة بأنه لابد من أن ينسج روايات جديدة تستصحب معها هذه المفاهيم الجديدة في ذلك المجتمع الذي لابد وأنه قد شهد تطورات سريعة ومتغيرات كبيرة بعد نصف قرن من الزمان ؟ بل نسأل : هل إذا قرأ الجيل الحالي تلك الروايات سيجد ذات التشويق وعناصر الجذب التي توافرت عند الجيل القديم الذي عاش تفاصيل بيئة تلك المجتمعات في تلك المناطق عند منحني النيل في الشمال؟ نعم إنه سؤال إفتراضي ، لكنه يظل سؤالاً مشروعاً ،،،،،،
العزيز الشقلينى تابعت وكان بى أصرار شديد على ان لاتفسد علي المسميات العابره ان جاز التعبير (زين) او (مشاركة النائب على عثمان)!!! وخلافهم ، بهجتى و فرحتى بفخر السودان الاديب الراحل المقيم الأستاذ الطيب صالح وجائزته ومن أستحقها من الأدباء والمبدعين، تابعت كما اسعدنى ظهور وجوه حبيبه وخلاقه كثيره فى الفعاليات..ثم نقلكم للأحتفاليه أشعرنى بأحساس فرح الفخار وان ترى السودانيين لوامع بوارق اينما حلوا،فمرحى بالأدب والأدباء وهم يجعلون لحياتنا معنى ومذاق ،مساهمين فى ان يتجلى ابن السودان والسودان فى أزهى حللهم أبداعا وحضورا فى المحافل الدولية.. ولتسمح لى وزواركم الكرام بأن أثبت بوست احتفال مدينتنا فى السبت القادم 2 مارس، احتفاءا بتسليم(( امناويل جال ))جائزة السلام فى حفل سوف يكون محضورا من ممثلى الحكومة برئاسة الحاكم وجامعة مدينتنا ولفيف من المهتمين بنشر رسالة السلام،وهاهو السودان مجددا يفرض نفسه على اعلامنا فى تلك البقعة من العالم فقط هذه المرة بشاب اسمر اللون ابنوسى الطلعة سودانى ..داعيا للسلام من اجل اطفال ايتام مشردين وغلابة عانوا من ويلات الحروب والمجاعات وجور الحكومات.. تحية مجددا ومبروك نجاح الفعالية Emmanuel Jal فخر الشباب السودانى
بثينة تروس
02-27-2013, 09:10 PM
عبدالله الشقليني عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
Quote: العزيز الشقلينى تابعت وكان بى أصرار شديد على ان لاتفسد علي المسميات العابره ان جاز التعبير (زين) او (مشاركة النائب على عثمان)!!! وخلافهم ، بهجتى و فرحتى بفخر السودان الاديب الراحل المقيم الأستاذ الطيب صالح وجائزته ومن أستحقها من الأدباء والمبدعين، تابعت كما اسعدنى ظهور وجوه حبيبه وخلاقه كثيره فى الفعاليات..ثم نقلكم للأحتفاليه أشعرنى بأحساس فرح الفخار وان ترى السودانيين لوامع بوارق اينما حلوا،فمرحى بالأدب والأدباء وهم يجعلون لحياتنا معنى ومذاق ،مساهمين فى ان يتجلى ابن السودان والسودان فى أزهى حللهم أبداعا وحضورا فى المحافل الدولية.. ولتسمح لى وزواركم الكرام بأن أثبت بوست احتفال مدينتنا فى السبت القادم 2 مارس، احتفاءا بتسليم(( امناويل جال ))جائزة السلام فى حفل سوف يكون محضورا من ممثلى الحكومة برئاسة الحاكم وجامعة مدينتنا ولفيف من المهتمين بنشر رسالة السلام،وهاهو السودان مجددا يفرض نفسه على اعلامنا فى تلك البقعة من العالم فقط هذه المرة بشاب اسمر اللون ابنوسى الطلعة سودانى ..داعيا للسلام من اجل اطفال ايتام مشردين وغلابة عانوا من ويلات الحروب والمجاعات وجور الحكومات.. تحية مجددا ومبروك نجاح الفعالية Emmanuel Jal فخر الشباب السودانى
بثينة تروس
سيدتي في مقام الحفاوة بالأدباء : الأستاذة بثينة تروس
تحية طيبة وكثير ود لكم ربما الأشياء ملتبسة ، وقد أقام كثيرون هجوماً على " زين " وعلى ممثلي الإنقاذ .وللكثيرين ربما حق في الرأي ضد السلطة وأهلها ، ولكن القضية لن تنتهي هنا . وهنالك طرائق للتعامل مع الواقع ( دي فكتو ) . من السهل أن يهجر الجميع كافة المنابر ، بدعوى أن النظام هو الراعي ، دون أن نرى أن الطريق إلى الحرية طويل ، ومن الخير ألا ينطوي الجميع على أنفسهم ويطلّقوا المنابر . الشعوب السودانية في حاجة لنفس الأدب والثقافة وهي قضية أكبر ، لأن الدكتارتوريين لا يحبون الثقافة ، وتقف لهم بالمرصاد . وهتلر من قبل تحدث عن تحسسه مسدسه عندما يسمع من يتحدث عن الثقافة . من السهل العزوف عن كل منابر الثقافة ، وانتظار انهيار نظام الحكم ، ولكن الأجدى هو الوقوف في كل سانحة لنتلمس نبض الثقافة والآداب ، لأنها تقربنا لشعوبنا السودانية ، وتبعد الاستئصاليين من منابتهم . فقد كانوا يكرهون الطيب صالح ، وحرقوا كتبه ، ولكن أجبرهم من هو أقوى منهم ، مصالحهم التي اقتضت أن تتوسل الطيب ليحضر إلى السودان ، كما توسلوا الفنان وردي أن يحضر وكانوا يرغبون أنزاله من طائرة أتى فيها ترانسيت !! . ولكن لأن الحرية والثقافة والفن أكبر من الدكتاتوريين ، فاي منبر يتعين استغلاله ، كي يكون الجميع قريبين من شعوبهم ، ويعرفوا أن في وطنهم ثقافة مغايرة ، غير الثقافة الصفراء الكالحة التي عاثت 24 عاماً من الفساد والإفساد ، وتسنم الجهلاء المناصب . تجدهم في مناخ الحرية والثقافة لا أثر لهم . لقد تحدث الروائي الفخيم " إبراهيم إسحاق " عن تجارب القص ، وتحدث الروائي العراقي " عبد الله إبراهيم " عن التخييل التاريخي ، وتحدث " منصور خالد لأول مرة حديثه الفخم عن " الطيب صالح " . وكلها في فديوهات " يو تيوب " . من المهم عدم ترك الساحة الثقافية ، لأنه من خلال تلك المنافذ ينداح الفكر ويكسر هيمنة الجبابرة .
تحية طيبة لكِ وتحية لبطل السلام في وطن السلام . أنتم في بلاد تحترم الإنسانية وتقدس الحياة الكريمة ، ليس هنالك مكان للتفرقة العرقية أو تفرقة الجندر .... ليتنا كنا معكم ، ولكننا نعتاش في مهارب المثقفين ، نبحث عن رقاقة صغيرة نحيا بها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة