|
الجيش الشعبي يدق النقارة في الكرمك
|
الجيش الشعبي يدق النقارة في الكرمك بقلم / مبارك عبدالرحمن أردول
لا أستطيع أن أخفي غبطتي بالإنتصار المستحق لقوات الجيش الشعبي شمال في الجبهة الثانية وشامتا لحديث السيد الضابط الغير نظامي الصورامي في حديثه المنقول من القوات التي فرت فرار الحمير عند لقاءها للأسود في "مفو" والتحمت معها على مشارف الكرمك، كم انا وغيري من السودانيين التواقيين للتغير سعيدين بإستعادة الثوار في النيل الازرق لزمام المبادرة في الميدان وكعادتها الكرمك لن تنسى تاريخها وتضل. مدينة الكرمك وقلعة الثورة في النيل الازرق تعني بلغة البرون أسطورة "تاجوج" تدور أحداثها عن فتاة جميلة تسلقت هذا الجبل الشاهق ولم تعد وعندما تتبعوا أثرها وجدت أنها تحولت الي حجر، فلذلك أطلق عليها أسم المدينة التي تعتبر العاصمة الثانية للحركة الشعبية، يسكنها قبيلة البرون وهي فرع من قبائل الفونج ويقال أصلهم من الممالك الكوشية القديمة، ويسكن الكرمك أيضا مزيج من القبائل السودانية حيث تعتبر نموذج للتعايش السلمي بين كل المكونات المتنوعة والمختلفة. تاريخ الكرمك الثوري الحديث إبتداء عام 1987 عندما دخلتها قوات الجيش الشعبي بقيادة القائد سلفا كير ميارديت (حينها قال النائب البرلماني فلتسقط الكرمك فقد سقطت برلين)، وتم أحتلالها من قوات رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي في عملية تسمى وثبة الأسود عام 1988، الي ذلك الحين ظلت فتاتنا الجميلة في يد الغزاة حتي عام 1997 فحررها الجيش الشعبي بقيادة القائد مجاك أكود. تعتبر الكرمك العاصمة الأولي للحركة الشعبية لتحرير السودان بالنيل الازرق أسس فيها الأجهزة المدنية والعسكرية لشعب النيل الأزرق وظلت أيضا منارة للوعي الثوري الإستنارة طيلت فترة تحريرها الي مرحلة السلام والفترة الإنتقالية، هذه المدينة لديها بعد رمزي للثوار في النيل الازرق حيث عمل بها رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال الفريق مالك عقار معلما بحي "جرط" قبل إنضمامه للثورة وعمل بها حاكما لأقليم جنوب النيل الازرق وأنطلق منها حاكما منتخبا لولاية النيل الازرق. وفي الكرمك قاد الفريق الحلو عمليات التحرير عام 1987 من ضمن قوات القائد سلفاكير ميارديت وظل يعمل الفريق الحلو بالكرمك لفترة، إذن إنها مدينة تاريخية نحن مستدانون جميعا بتحريرها اليوم قبل الغد يا " كمرد"!. الموتمر الوطني وكعادته في أشعال الحروب والمتاجرة بأرواح الضحايا لتحقيق مكاسب سياسية فكر أن يحرك قواته ليحتل مذيدا من أراضي النيل الازرق المحررة فأنقلب السحر على الساحر وأصبح يدافع عن ما أحتلاله من قبل، ذكرنا هذا بحديث القائد يوسف كوة عندما يقول إذا أردت أن تشغل عدوءك فأشعل النار في " سرواله " فالان أشعلناه في سراويلهم فعليهم بالإطفاءة، واليوم عندما سمع الوطني بأن التفاوض إجباري وملزم من الاتحاد الافريقي وخاصة بعدما هددوا بان يتخلى الإتحاد الأفريقي من دفاعه لهم فى مسالة الجنائية الدولية إذا ما ظلوا يتجاهلونه ويهمشون قراراته، هموا بتحقيق تقدم ميداني ليدخلوا التفاوض متغطرسين ، ولكن ما الذي حدث هل ستأتوا أم لا؟. اليوم الجيش الشعبي على مشارف الكرمك والجيش السوداني يعاني من نقص في الزخائرة بسبب الازمة الاقتصادية و يعاني أيضا من إنهيار للروح المعنوية لسبب بسيط وهو إن ناطقه الرسمي أصبح "مهضرب" ويقود حرب دعاية مضادة لجيشه فيقول " بأنهم راوء أناس شديد البياض في ألوانهم يرتدون سترات واقية من الرصاص ويقودون دبابات، قاموا بمهاجمتهم من ثلاثة محاور" فلذلك يصعب عليهم الصمود أمام ثوار الجيش الشعبي المصصم لدخول وتحرير الكرمك وزفة رئيس الحركة الشعبية ووفدها المفاوض بالسفر الي أديس أبابا يوم 5/6/2013 للمفاوضات بالبر من الكرمك المحررة الي الكرمك الاثيوبية ومنها الي أسوسة ثم أديس أبابا مقر المفاوضات.
|
|
|
|
|
|
|
|
|