ذلك الصوت الذي كان ينساب كما النسيم ويتغلغل في حنايا الوجدان ويهفو الكثيرون اليه ولد بعام 1957م بولاية الجزيرة في قرية شلعوها الخوالدة التي زمتله بدثار الدهشة والابداع قبل ان يخرج منها , ورشت عليه من طيب الروعة والجمال وبعد ذلك وضعت في حنجرته مزامير الشجن .. عبدالمنعم عباس ابراهيم المشهور بالخالدي الذي فاح عطره بالقرية حيث نشأ وكان ان تعلق قلبه بالغناء منذ بواكير الصبا حيث بدا تلك المسيرة في اوائل سبعينات القرن الماضي ..
* قدم الفنان الي مدينة الخرطوم وهو يحمل الأمال والأمنيات وزاده في تلك الرحلة عشق سرمدي لفن الغنا وقبل ذلك يحمل دفء شجن ينساب من صوته الرائع ولم يكن الرحيل الا لعشقة بالغناء ولكن واجهته مصاعب كثيرة بالعاصمة في سبيل ذلك واجتهد وكد للوصول الي مبتغاه الي ان اجيز صوته بالاذاعة السودانية وكان ذلك بعام 1976م , وكذلك قدم اولي الاغنيات بالتلفزيون بعام 1983م بعدة اغاني وكانت هي : سلمي – جيت مهاجر – تعلمنا من ريدها – يباركو ليك ويباركو لي .
* تواصلت مسيرة النجاح في مشوراه الفني وكان ان شارك في مهرجان الثقافة الثالث نهاية السبعينات تلك المشاركة التي فتحت امامه دروب النجاح والتوفيق في مسيرته التي اختطها لنفسه وكان قد شارك معه بذلك الوقت من المبدعين / الامين عبدالغفار – عثمان الاطرش – مصطفي سيد احمد ..
* مسيرة العشق والكفاح وارتباط الروح باللابداع والتحدي وبعد ان وصل صوته الي الناس وبدا صيته في الانتشار وكان قد عزم علي المضي قدما في مشواره كي يصل الي اقصاه وقرر ان يصقل موهبته بالتعليم الاكاديمي ودخل الي المعهد العالي للموسيقي والمسرح وقتها وذلك ضمن طلاب الدراسات الاضافية ومن الذين زاملوه بالمعهد الفنان عمر احساس , وبعد ان اكمل دراسته اجتمع عنده العلم الذي شكل ملامح موهبته الفطرية لينطلق بعد ذلك في دروب الابداع يهب الناس اجمل الاغنيات ويحصد ثمرات ذلك العطاء وحب الناس وعشقهم له ..
* بدا بالغناء الشعبي بنادي ديم سلمان بالحلة الجديدة لفترة معينة وبعدها الي انتقل الي الغناء الحديث ..
* وصل الفنان الراحل الخالدي الي قلوب محبي فن الغناء باسرع واقصر الطرق حيث كان الفتي بشوش الطلة برغم نبرات الحزن التي تطغي علي صوته الدافئ حيث كان ذلك الصوت ذو لونية جديدة لم تطرق اسماع الناس من قبل وايضاً تميز بخاصية تطريب لايوازيها فيه سواه وساعده فيها علي ذلك جمال الصوت واختياره للمفردات التي كان يختارها بعناية بالاضافة الي اللمسات اللحنية التي كان يبصم بها الملحن الرائع سليمان عبدالقادر ابوداؤود رفيق مسيرته وحادي ركب ابداعه بالرغم من ان الراحل الخالدي تعامل مع العديد من الملحنيين الا ان الحان ابوداؤود كانت تنزل سحر الدهشة وفيض الروعة علي اوتار الحنين وتشعل قناديل الامنيات لتصبح بعد ذلك الجمال مزامير للشجن ..
* كانت هناك العديد من المحطات المهمة في حياة الراحل الخالدي ولكن يبقي مركز الخرطوم جنوب من اهم تلك المحطات ومنذ ان التحق به في عام 1979م عندما كان يحمل اسم فرقة الخرطوم جنوب للتمثيل والموسيقي لم يغادره الي أي مكان اخر ليمارس نشاطه فيه .. وكان للخالد قصة وفاء للمركز تستحق السرد فقد كان المركز تحكمه لوائح وقوانين صارمة وعندما كانت تلك العقوبات تطاله وهي بالطبع عقوبة عادية تتمثل في الحرمان لفترة محدودة من دخول المركز , فكان الراحل يتواجد بالمركز خارج اسواره رافضاً مغادرة المكان طيلة فترة حرمانه وذلك علي الرغم من امكانية ذهابه الي أي دار اخري ولكنه العشق والوفاء الذي يشكل دواخل ذلك الفنان الرائع لتلك الدار فهو لا ينسي من احبهم ..
* كان للفنان الراحل الخالدي طاقة ابداعية جبارة وشلالات عطا تتدفق في كل الدروب فعلي الرغم من امتلاكه لاعماله الخاصة كان يتغني باعمال الاخرين فهو فنان يتذوق المعاني وتهزه الاعمال الطروبه وبالرغم من تقدم مسرته الفنية ووصوله الي قلوب الناس الا انه كان عندما يخلو الي نفسه يترنم برائعة الكاشف (اذاك ياعيوني ) تلك الاغنية التي شارك بها في بداية حياته الفنية في الدورة المدرسية كما ادي العديد من الاغنيات من جيل الاغنية الحديثة ولجيل اغنيات الحقيبة وكان ميالاً الي ترديد اغاني الفنان / عثمان الشفيع وقد شكل ثنائية مع الراحل زيدان وقاموا بتسجيل العديد من اغانيه في كاسيت قبل رحيلهم بعدة اعوام , وكذلك تغني للحقيبة بعدة اغنيات مثل اغنية الخليل (في الضواحي)
* نغم صدح بالجمال والروعة واتلاق شاع في افق الاغنية السودانية وفي دروب محبي الابداع وتكامل من خلال شخصية احبت الخير لكل الناس فاحبها الناس .. شخصية اعطت من بحر الحب ولم تجني سواه وكل من عرف الخالدي تعلق به وكل من عرفه الخالدي لم يفارقه فهو صاحب قلب طيب يتميز بالمجاملة والسماحة في التعامل مع الاخرين حيث لم يكن يبخل بالغناء مجاملا للاصدقاء بل وفي كثير من الاوقات يجامل اصدقاء الاصدقاء فهل هناك اجمل من هذا لجمال خصال هذا الرائع !!
* تعامل الفنان مع العديد من الشعرا طوال مسيرته الفنية ابرزهم : حاج حمد بانقا – التوم ابراهيم – محمد احمد سوركتي – الطيب نورالدين كما تعامل مع ملحنين عدم منهم : سليمان ابوداوود – النور محمد جمعة – يوسف القديل .. وكان نتاج ذلك التعامل العديد من الدرر التي زينت مكتبة الغناء السوداني ..
* لم ينقطع الفنان الراحل عن تقديم الروائع ورفد حياة الناس بجميل الاغنيات وظل يتربع علي قلوبهم لانه يحرك اشوقهم ويرسم امنياتها ويوجه خفق نبضاتها نحو دروب العشق والمحبة ويحكي عن احزانها عندما تدور عليها الايام ويدواي جراها في لحظات الحنين الي زمن مضي وهو مابين هذا وذاك وكان لا يالو جهدا في اسعاد الناس ..
* بعد عودته من رحلة غنائية في مناسبة خاصة بتخريج طلبة بمدينة المناقل بولاية الجزيرة شعر بالاعياء فنقل الي المستشفي الي العلاج ومكث هناك يتلقاه سط اهتام الجميع ولكن الجسد الذي يحمل قلباً اكبر منه لم يحتمل اكثر من ما بذل في سبيل ارضاء ذلك القلب الطموح فكان الرحيل بيوم الاربعاء الموافق – 19 / 11 / 2008م
رحل الخالدي صاحب الصوت الشجئ والقلب المفعم بحب الناس ونبض العطا رحل مع سحابة طافت علي مراتع الجمال ورشت عليها زخات من الابداع والخلود في وجدان محبيه رحل كما جاء ف لحظة صدق تمازجت مع الاحلام وتهويمة طائر طاف علي ربوع الطرب فغرد واشجي وافرح غشاف القلوب وابكي .. رحل الخالدي لكنه ترك فينا صدي اغنياته لتحكي لنا قصة مزامير الشجن ..
..
وشكراً لمن قام برفع الصورة علي الانترنت
02-17-2013, 02:10 PM
محمد عوض السيد محمد عوض السيد
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 966
مولانا .. سلامات .. .............................................. أتعلمنــــــــا من ريــــــــــدا نحب الدنيـــــا ونريــــــــــدا ونــــرحل في عيون النـــاس نشيل لي كــــل زول ريـــدة
لمــا لقينــــا عينيـــــــــــها لقيــنا الدنيــــا وافراحــــــا للآمـــــال فتحــــــــنا دروب لي أحلامنـــا كم ساحــــــــة غريبــــة الدنيــــا جمعتنــــا وبقــــولو عليها رواحــــــــة
وجـــــــانا الريــــــــد يعلمنا نعيش الدنيـــا بالإحســــــاس نســــامح بي قليب طيــــــب نشيل الريـــد في كل النــاس عرفنا الريـــدة في الطيبــــة وحلاوة الريدة في الإخـــلاص
يـــاريت كــــــل زول تايـــــه يلاقــــــي الريـــدة في دربــو عشـــان النـــاس تحب النــاس وزي عينيـــــــــنا يتحــــــبو ما اصـــلو البزورو الريــــــــد حب النــــــــــاس بزور قلــــبو
02-17-2013, 05:57 PM
محمد عوض السيد محمد عوض السيد
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 966
الاخ محمد عوص تحياتي تعرف أنت برضو زول باتع أضرار وتعذيب يا خي مالك علي أنا أعمل منكم شنو ما ندخل المنبر تاني بالله كمان نزل أغنية الاميرة عشان تقتل ليك زول
المهم ما نحن دي ذكرياتنا الحزينة بالله خليكم شوية معنا ما زي بنات حواء اللي قتلوا أجمل ما فينا أظنك فهمتني باي
02-18-2013, 03:17 PM
محمد عوض السيد محمد عوض السيد
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 966
تسلم للمداخلة بحق ولا ادري ما سر ارتباط الشعب السوداني بكل الغناء الحزين !! ومابرضينا انك ماتدخل المنبر , بس ماتسمع كتير عشان ماتشبع الذكريات الجواك وتخليها تمرق لي بره
ومافهمتك
مع ودي واحترامي
02-18-2013, 03:25 PM
محمد عوض السيد محمد عوض السيد
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 966
Quote: لصديق الرائع محمد عوض صاحب الزوق الفنى العالى وملك التوثيق لكل ما هو جميل .... تعرف تحريك الشجون بروائع فننا الجميل نزل بالله عليك واتحفنا بما لديك من روائع اعلمها عندك تحتفظ بها فى مكتبتك الزاخره
شكرا ياصديقي
هي محاولة فقط للكتابة بحق احد مبدعي بلادي الذين رحلو من هذه الديار وليتني استطيع ان اتشارك مكتبتي الصوتية مع الجميع لاضمن حفظها
مع ودي واشواقي
02-18-2013, 03:33 PM
محمد عوض السيد محمد عوض السيد
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 966
Quote: لم ينقطع الفنان الراحل عن تقديم الروائع ورفد حياة الناس بجميل الاغنيات
الراحل دخل قلوب السميعة من أوسع الأبواب بإختياره الموفق جداً لكلمات أغانيه أولاً وأداءه بكل حواسه ومشاعره ثانياً دعواتنا له بالرحمة والمغفرة وشكراً ليك يامولانا على الوفاء تجاه هذا الرمز
02-19-2013, 09:08 AM
سامى عبدالله سامى عبدالله
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 377
يا سلاااام يا محمد حركت بركة من الشجن ومعاها كم دمعة حزن!! . " في متاهات قلبي تايه والله حار بي الدليل والقليب شقيان وخايف والدرب لسع طويل والصبر كم كم صبرنا والنهار نلقاهو ليل والدموع بلت خدودنا وكم سقتنا الدمعة ويل ودي الهموم ياها القدرنا وحتي ماقادرين نشيلا والقدر غضبان علينا وهد ماخلالنا حيل يااهلنا عليكم الله تعالو ورونا السبيل شقت الاهات قلوبنا والنكد ياهو البديل دا الالم كمل شبابنا والزمن دايما بخيل والجرح غار بين ضلوعنا وشوف دمانا بدت تسيل ياقدر مالك معانا صبحته اكتر من زميل لابتفكر في صبرنا ونرضي بالزين والعديل وديمة تشقي قلوبنا نحنا والدموع في العين تسيل يااراده انحنا عندك جودي لينا بيوم جميل وابعدي الحزن المعانا وعيدي لديارنا المقيل" انا شخصيا لازلت موقنا بأن رحيل الخالدي كان رحيلا للعصافير والسواقي ورحيلا للفراشات والنوارس في غير موسمها! . تساءلت مثلك عن سر إرتباط الشعب السوداني بكل الغناء الحزين وإستمرائه له: أهو يا ترى إحساسنا بالإخفاق في شتى المجالات أم شيء متجذر في كوداتنا الوراثية؟ فلم افلح في إيجاد إجابة! وتأكيدا لتساؤلك شوف مبدعنا المذهل عاطف خيري - حفظه الله - قال شنو: "نحن البريحنا جروحنا ماتبرأ"!
Quote: الراحل دخل قلوب السميعة من أوسع الأبواب بإختياره الموفق جداً لكلمات أغانيه أولاً وأداءه بكل حواسه ومشاعره ثانياً دعواتنا له بالرحمة والمغفرة وشكراً ليك يامولانا على الوفاء تجاه هذا الرمز
الراحل ان رايته علي شاشة التلفاز تجده يترجم لك الكلمات من خلال تعابير وجهه ولا زلت اذكر اول مرة رايته فيها بحفل بمدينة الحصاحيصا فغني فيها واطرب السامعين بحق وغني اغنيته الشهيرة (سلمي) باول الحفل وعندما انتهي زمن الحفل تمت مطالبته بان يعيد اغنية سلمي مرة اخري وقد كان .
وياله من يوم عالق في الذاكرة ..
له الرحمة والمغفرة ..
مع ودي واحترامي
02-19-2013, 10:01 PM
محمد عوض السيد محمد عوض السيد
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 966
Quote: انا شخصيا لازلت موقنا بأن رحيل الخالدي كان رحيلا للعصافير والسواقي ورحيلا للفراشات والنوارس في غير موسمها! . نساءلت مثلك عن سر إرتباط الشعب السوداني بكل الغناء الحزين وإستمرائه له: أهو يا ترى إحساسنا بالإخفاق في شتى المجالات أم شيء متجذر في كوداتنا الوراثية؟ فلم افلح في إيجاد إجابة! وتأكيدا لتساؤلك شوف مبدعنا المذهل عاطف خيري - حفظه الله - قال شنو: "نحن البريحنا جروحنا ماتبرأ"!
محبتي
تسلم للمداخلة بحق فالراحل الخالدي مزمار للشجن وينفث الحزن باغانية الجميلة ويكسبها بذلك لونية متفردة
اغنية سلمي حبيبة الي نفسي وقد تم اهدائي الكاسيت الذي يضمها باحدي زياراتي الي مدينة الدمازين وقد تغني بها عدة فنانيين في تابين الخالدي بعام 2009م وبكت اسرته والحضور ..
مع ودي واحترامي
02-22-2013, 09:41 AM
محمد الكامل عبد الحليم محمد الكامل عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1968
يا استاذ محمد عوض السيد اينما تكون يدركك الفرح الطازج ...يلتحف و يحيط بك كسوارالاشجان بمعصم الالحان في نزفها بالقصيد وهو يصوغ احوالنا ويفتح نوافذنا لضوء يبدد عتمة الاشياء...ويتركنا للتامل (الحميد)
ما تجود به الينا صدقة ونحن علي رصيف المدن الباردة او الدافئة او اي مكان نعاين فيه للوطن رهاب رهاب...
يسلم ذوقك فهو من ذائقتك العطرية...هل من مزيد
02-23-2013, 00:27 AM
محمد عوض السيد محمد عوض السيد
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 966
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد عوض السيد
سامى عبدالله
زهير عثمان حمد
قرشـــو
نافع الكوماوي
الفاتح ميرغني
وضاحة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست