هوس النساء بالتجميل موضوع ليس بجديد.. ويفعلن أشياء غريبة في سبيل أن تظهر الواحدة منهن في أبهى منظر.. عدا القليل منهن.. وقد تجد الواحدة سمعت أن (حبوب الجلجلان).. التي تسحق مع القليل من (الحزنبك) المخلوط بـ(البردقوش).. ينفع لحب الشباب.. فتقع فيه بلاد تردد.!!
كنت أتصور أنه لا عجب في دنيا المكياج.. وأنه لا شيء جديد يثير الدهشة في أمور التجميل.. حتى قرأت ذلك الخبر.. الذي جعلني مندهشاً في زمن من الصعب أن يدهشك فيه شيء.. حتى إذا قالوا لك أن هنالك فيل في المحيط الهندي تحول إلى ضفدعة.. ثم نبتت للضفدعة أجنحة طارت بها واستقرت في القمر.. قد تسمع الخبر.. بلا مبالاة.. وتقول:
- أهْـ.. عادي.!
(2)
الخبر الذي أتيت لكم به حتى أخرجكم قليلاً من بلاوي الأخبار التي تحيط بنا هذه الأيام.. والتي على شاكلة (انتحار شابة في ظروف غامضة).. الخبر مفاده أنه في استطلاع في إحدى الدول العربية.. ولا أحب أن أذكر أسمها حتى لا أغتاب الدول.. أن النساء في تلك الدولة يعانين من أزمة نفسية بسبب سخرية أزواجهن من (سواد ركبهن).!.. وأن أزواجهن صاروا يوجهون لهن تعليقات قاسية بسبب (سواد الركب) الذي حلّ بهن..!!
وقد ورد في الاستطلاع أن إحدى المعلمات تشكو من زوجها الذي دائماً يوجه لها انتقاداً حول لون ركبتيها المائل للسواد.. وعلى الرغم من مراجعتها للطبيبة التي أخبرتها أن هذا شيء طبيعي لتجمع “صبغة الميلانين” في هذا المكان من الجسم.. إضافة إلى “الأكواع”، إلا أن زوجها –حفظه الله- لم يقتنع مطلقًا، وأصر على أنه مرض جلدي.!
(3)
لم تقف (الفياقة) عند هذا الحد.. بل أكدت طبيبة في ذلك البلد أن عيادتها هذه الأيام مكتظة بكثير من النساء اللواتي يشتكين من (سواد الركب).!!
طبعا نحن هنا في بلاد النيلين مع إنشغالنا بالحركات المعارضة والتشكيل الجديد.. وزيادة أسعار البنزين.. تفوتنا الكثير من الأشياء المهمة بالخارج.. حيث نفت هذه الدكتورة في الوقت ذاته ما يشاع من أن حبو الصغار على ركبهم له علاقة بسواد الركبتين بعد الكبر، مشيرة إلى أن جميع السيدات في كل مناطق العالم مررن بمرحلة الحبو في الطفولة، وتساءلت “لماذا لا تكون ركبهن سوداء؟” (أنا زاتي السؤال ده محسكن لي).!
(4)
دعني عزيزي القارئ أنقل لك بعض الونسات التي تختص بسواد الركب.. حتى تتعرف على الفياقة بأصولها.. نقلتها لك من إحدى المنتديات والشرح بين الأقواس.. حيث تعلق إحدى المشتركات من أعضاء المنتدى:
- سلامات بنات.. كيفكو.. أنا اكتشفت شيء رهيييب لسواد الركب.. تفركيهم بالليمون.. تخليهو ينشف.. ترا هادا الشيء مجرب ومضموووون.!!
ترد عليها واحد عاقلة شيء ما:
- بنات ترا طبيعي تكون الركبة اغمج (أغمق) شوي من الريل (الرجل).. لانه مكان جفسه (الكلمة دي حقيقة ما عرفتها.. لكن اجتهادا مني أعتقد أن معناها “جاف”)..!
واحدة تتجاهلها وتخاطب الأولى:
- جربي خلطة (داهية المطير) انا جربتها.! (العبد لله: لا أعرف ما هي خلطة داهية المطير.. لكن سمعت أنها لها استخدام آخر في السحر.. فهي تساهم في جلب الحبيب!).!
- انا جربت الخلطة امس و واااااااااااااااايد (بمعنى كتير) تفااجئت من النتيجة تباااارك الرحمن.!
(5)
حقيقة أعزائي بعد أن قرأت هذا الكلام اكتشفت أننا لا زلنا متخلفين.. ولم نواكب العصر بعد.. فنحن حتى الآن لم نصل إلى مرحلة (سواد الركب).. والشيء الأسود الوحيد في حياتنا هذه الأيام.. هي عيشتنا.. التي أصبحت سوداء.. ومن كانت لديه خلطة سحرية لتبييضها كخلطة (داهية المطير).. فليلحقنا بها.. سنكون له من الشاكرين.!!
كتبها الكاتب والصحفي (اسامة جاب الدين ) المصدر (مدونة أسامة جاب الدين )
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة