لكل من بلغ الاربعين من العمر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 09:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-07-2013, 08:48 PM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لكل من بلغ الاربعين من العمر


    عظة الأربعين وما بعدها

    بقلم الشيخ عبد الآخر حماد

    حين بلغ الأديب مصطفى لطفي المنف######## الأربعين من عمره كتب يقول: ((الآن وصلت إلى قمة هرم الحياة، وبدأت أنحدر في جانبه الآخر، ولا أعلم هل أستطيع أن أهبط بهدوء وسكون حتى أصل إلى السفح بسلام، أو أعثر في طريقي عثرة تهوي بي إلى المصرع الأخير هوياً)) .
    ثم قال بعد أن ذكر جانباً مما كان يؤمله ويرجوه في عهد الصبا: ((أما اليوم -وقد بدأت أنحدر من قمة الحياة إلى جانبها الآخر- فقد احتجب عني كل شيء ،ولم يبق بين يدي مما أفكر فيه إلا أن أعد عدتي لتلك الساعة الرهيبة التي أنحدر فيها إلى قبري)). [النظرات : (3/255) ].
    ربما كانت هذه الكلمات -التي خطها المنف######## رحمه الله قبل موته بسنوات قليلة- أثراً من آثار ثقافته الأزهرية ونشأته الدينية ؛إذ لا شك أنَّ من يعلم أن معترك منايا هذه الأمة دائر بين الستين والسبعين، كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: (أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك)، [أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة، وحسنه الترمذي وصححه الحاكم وابن حبان].
    أقول لا شك أن من يعلم ذلك لابد أن يعرف أنه بحسبة يسيرة تكون الأربعون هي بداية النهاية بالنسبة له.
    إن الأربعين هي سن الكمال البشري، ففيها يبلغ الإنسان غاية نضجه ورشده وفيها تكتمل قواه العقلية وطاقاته الذهنية، ولأجل ذلك كانت هي السن التي بعث الله تعالى فيها نبينا صلي الله عليه وسلم، قال ابن عباس رضي الله عنهما: (أنزل على رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو ابن أربعين، فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة، ثم أُمر بالهجرة...). [متفق عليه ].
    وكذلك كان غير نبينا صلى الله عليه وسلم من الأنبياء والمرسلين يبعثون على رأس الأربعين، ومَن بعث منهم قبل الأربعين فهو استثناء من الأصل -إن صح بذلك خبر - فقد أشار ابن القيم رحمه الله إلى أنه لم يثبت أن الله تعالى بعث نبياً قبل سن الأربعين ثم قال: (( وأما ما يذكر عن المسيح أنه رفع إلى السماء وله ثلاث وثلاثون سنة، فهذا لا يعرف له أثر متصل يجب المصير إليه )).[زاد المعاد : 1/84]
    وكثير من الباحثين الغربيين ينكرون ما يعتقده النصارى من أن المسيح عليه السلام قد مات في سن الثالثة والثلاثين، وقد ذكر دانييل رويس من الأكاديمية الفرنسية في كتابه: (يسوع في زمانه) أنه لا توجد أية وثيقة رسمية تدل على ذلك.
    وقال مايكل هارت في كتابه الخالدون مائة عن المسيح عليه السلام: ((وسنة ميلاده ليست مؤكدة، وإن كان يقال إنه قد ولد قبل السنة التي أجمع عليها رجاله بست سنوات،حتى سنة وفاته التي أجمع عليها حواريوه ليست معروفة ولا مؤكدة)).
    وإذا كانت الأربعون هي سن النضج والاكتمال، فإن من أهم ما ينبغي أن يؤخذ من ذلك من عظة أن يُعلَمَ أنه ليس بعد التمام إلا بداية النقصان؛ فقد اقتضت مشيئة الله تعالى في خلقه أنه ما تم شيء إلا شرع في النقصان، كما قال أبو البقاء الرندي في رثائه للأندلس :
    لكل شيء إذا ما تم نقصان * فلا يغرَّ بطيب العيش إنسان
    أو كما قال الآخر :
    إذا تم شيء بدا نقصه * ترقب زوالاً إذا قيل تم
    إن دورة حياة الإنسان هي أشبه بمنحنى يبدأ من الصفر ويظل في ازدياد حتى يبلغ نهايته العظمى ثم يأخذ في الانحدار في الجهة المقابلة حتى ينتهي إلى مثل ما بدأ به، والأربعون هي النقطة التي يبلغ عندها منحنى العمر نهايته العظمى قبل أن يشرع في الانحدار؛ قال ابن الجوزي في صيد الخاطر: إذا بلغ – أي الإنسان- الأربعين انتهى تمامه وقضى مناسك الأجل ،ولم يبق إلا الانحدار إلى الوطن :
    كأن الفتى يرقى من العمر سُلَّماً * إلى أن يجوز الأربعين وينحطا.
    وفي القرآن الحكيم ما يؤكد أن بلوغ الأربعين لا بد أن ينبه الإنسان إلى خطورة موقفه وقرب نهايته، كما قال تعالى: ((حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) [ الأحقاف : 15].
    فالآية الكريمة تشير إلى أن بلوغ الأربعين علامة فارقة في حياة الإنسان تجعله يقبل على ربه طالباً الإعانة على الشكر والعمل الصالح، ويجدد التوبة إلى الله، وهي أمور مطلوبة في كل حين، ولكنَّ تمام الأربعين يعطيها من الوجوب والاهتمام فوق ما كان لها من ذي قبل، قال ابن كثير في تفسير تلك الآية: ((وهذا فيه إرشاد لمن بلغ الأربعين أن يجدد التوبة والإنابة إلى الله عز وجل ويعزم عليها))، وذلك أن أبناء الأربعين ((زرع قد دنا حصاده)) كما نقل عن وهب بن منبه رحمه الله [ حلية الأولياء (4/33) ].
    وسئل مسروق: متى يؤخذ المرء بذنوبه ؟ فقال: ((إذا بلغت الأربعين فخذ حذرك)) [تفسير ابن كثير (4/158) ]، وقال ابن الجوزي رحمه الله: ((فينبغي له عند تمام الأربعين أن يجعل همته التزود للآخرة ويكون كل تلمحه لما بين يديه، ويأخذ في الاستعداد للرحيل، وإن كان الخطاب بهذا لابن عشرين إلا أن رجاء التدارك في حق الصغير لا في حق الكبير)) [صيد الخاطر ص :237 ]
    ويقول الأطباء إنه ببداية العقد الخامس في حياة الإنسان أي ببلوغه الأربعين تبدأ الآلات في الضعف، وتقل قدرة الجسم على مقاومة الأمراض، وتبدأ قائمة التنبيهات والممنوعات: لا تسرف في الطعام، حذار من السكر، إياك والأطعمة الغنية بالكوليسترول، تجنب الانفعال لئلا تصاب بارتفاع في ضغط الدم، تجنب تجنب... إلى آخر تلك التحذيرات.
    وإذا كان مسروق رحمه الله قد نبَّه مَن بلغ الأربعين إلى وجوب توخي الحذر في أعماله، فإن الأطباء يقولون أيضاً إنه لابد لمن بلغ الأربعين من وقفة مع الجسم للمراجعة والحساب، وإنه إذا كان الجسد قبل سن الأربعين يمكنه تحمل بعض العادات الصحية السيئة كالتدخين والإفراط في الطعام أو الإكثار من السهر، فإنه لا يمكنه أن يتحمل كل تلك التجاوزات بعد سن الأربعين .
    ومصداق ذلك في كتاب الله عز و جل: ((اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِير)). [ الروم : 54]
    بل إن ضعف الشيخ أشد من ضعف الطفل، وإلى ذلك أشارت الآية الكريمة حين قرنت ضعف الشيخ بالشيبة لأن ضعف الطفل إلى ذهاب بينما ضعف الشيخ في ازدياد، فالطفل مع تكامل نموه يقوى جسمه ويزداد عقله، بينما يزداد ضعف الشيخ يوماً بعد يوم، فلا يرجى له قوة من بعد هذا الضعف، ولذا قال زهير بن أبي سلمى في معلقته :
    وإن سَفاه الشيخ لا حِلم بعده * وإن الفتى بعد السفاهة يحلم
    وببلوغ الأربعين يبدأ الشيب في غزو شعر الإنسان، دلالة على تقدمه في السن، وإشارة إلى أنه قد ودَّع عهد الصبا والشباب، فإن ما كان من الشيب قبل الأربعين فهو يكون في الغالب حالة مرضية أو شيئاً وراثياً أو نحو ذلك، أما بعد الأربعين فإنه الأمر الطبيعي الذي قد يتأخر عند البعض زمناً ما لكنه لا محالة آت، وكأنما هو النذير ينذره بقرب دنو الأجل وانتهاء الحياة، وقد فُسر النذير في قوله تعالى: ((أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ)) [ فاطر : 37] بأنه الشيب، جاء ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وعكرمة وأبي جعفر الباقر وغيرهم كما في تفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله.
    وحري بمن جاءه النذير من نفسه أن لا يظل أسيراً لشهواته ،وأن يرجع إلى ربه تائباً منيباً:
    قال الشباب لعلنا في شيبنا * ندع الذنوبَ فما يقول الأشيب
    وبعد :
    فإذا كان المسلم بصفة عامة مطالباً بأخذ العظات والعبر من مثل هذا الذي ذكرناه، وأن عليه السعي في اغتنام الأوقات في الأعمال الصالحات، فإنَّ أهل العلم والدعاة إلى الله هم أولى من غيرهم في الاتعاظ بمرور السنين والأعوام والاستفادة من الأعمار في ما يفيد، وعدم تضييعها في القيل والقال ومقارعة الأقران، وكثرة النقد والتجريح وتصيد العثرات بدعوى الصدع بالحق وعدم كتمانه.
    ولا شك أن بيان الحق من أوجب الواجبات، غير أنه لابد للمسلم أن يتأدب بأدب الإسلام في كل أحواله، فماذا يضير هذا الناقد أن يبين مخالفة المخالفين موضحاً قوله بالدليل تاركاً الإسفاف والتجريح، وبخاصة إذا كان هذا النقد موجهاً لمن هم في الحقيقة من أولي العلم وأصحاب المعتقد الصحيح؟.
    ونحن نعلم أن كثيراً من علمائنا الأجلاء كابن حجر والنووي وغيرهما قد وقعوا في بعض مقالات أهل البدع في الصفات وغيرها،وطالب العلم إذا تبين له خطأ تلك المقولات لم يكن له أن يتابع فيها أولئك العلماء، لكن ليس له أن يحكم ببدعتهم أو ضلالهم، ففرقٌ بين من كان قائماً على بدعة جعلها همه وديدنه، ومن أخطأ من أهل الحق فقال في مسألة أو مسائل ببعض الأقوال المبتدعة؛ قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية: ((... وهذا أمر متيقن به في طوائف كثيرة، وأئمة في العلم والدين، وفيهم بعض مقالات الجهمية أو المرجئة أو القدرية أو الشيعة أو الخوارج، ولكن الأئمة في العلم والدين لا يكونون قائمين بجملة تلك البدع، بل بفرع منها، ولهذا انتحل أهل هذه الأهواء لطوائف من السلف المشاهير، فمن عيوب أهل البدع تكفير بعضهم بعضاً، ومن ممادح أهل العلم أنهم يُخَطِّؤون ولا يكفرون)).
    ألا إنه لا يليق بالمرء المسلم وخصوصاً من كان من أهل العلم والدين أن يشغل نفسه بعيوب الآخرين وينسى عيوب نفسه، ولا أن يظن في نفسه أنه قد امتلك الحقيقة المطلقة بحيث ينظر إلى كل من خالفه في مسألة على أنه من أهل الزيغ والضلال.
    لقد انتشرت بين الدعاة في كثير من بلاد المسلمين أدواء كثيرة منها تطاول بعضهم على بعض، وغياب الروح المنصفة في النقد والبيان؛ حتى صار في خطاب بعضهم من الخشونة والغلظة والجفوة ما لا نجده عند خطابهم لأهل الكفر المحاربين لله ورسوله.
    وإني لأظن أنه لو استشعر كثير من هؤلاء أن قطار العمر يجري بهم بلا رجعة، وأن اليوم الذي يمضي لا يعود، وأن من كان منهم في عمر الشباب يوشك أن يدخل إلى المرحلة الحرجة مع بداية أربعينياته، ومن كان منهم فوق ذلك فهو أولى باستشعار الخطر والخوف على نفسه من أن يحبط عمله من حيث يظن أنه يحسن صنعاً، هذا فضلاً عن ما هو معلوم بالبداهة من أن الموت يأتي بغتة (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) [ لقمان: 34]، أقول: لو استشعر هؤلاء هذه المعاني فلربما صارت الحال غير الحال، ولربما ذهب عنا بعض ما نحن فيه من الهزيمة والانكسار؛ فإن الله تعالى يقول: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ). [ الرعد:11]

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de