مطر الحزن عاود هطل .. آمال عبد العاطي تنعي سامي الحاج ...

Quote: يصادف اليوم عيد ميلادك ويصادف ايضاً اربعين رحيلك يا غالي .. كم نفتقدك سامي وهاهو سيل الدمع لا ينقطع .. رحلت باكراً وخلفت حسرة وحرقة لن تمحوها الايام .. ويبقي الموت الذي غيبك عنا في لمح البصر يبقي حقيقة ماثلة يأبي العقل ويرفض بشدة تصديقها .. انه حق علينا ولكنه حدث غدراً وغيلة .. ما ذنبك انت وزملائك ان تؤخذوا علي حين غرة؟ وما ذنبنا ان نفقد شابا دمث الخلق جميل الشمائل ولا نعرف حتي كيف تم استشهاده واين وكيف اصيب؟هل في يده وساقه كما سمعنا اولاً هل نزف حتي الموت ولم يجد مسعفاً؟ هل كانت الرصاصة الغادرة في رأسه وهو يحاول اخراح السلاح ويسلح وحدته كما سمعنا لاحقا؟ من اين اتي الهجوم الغاشم ولم اتي؟من هم هؤلاء الذين يحملون السلاح ولم يحملونه وكيف يحصلون عليه ولم يرفعونه في وجه اخوانهم ابناء البلد الواحد؟ هل كتبت علينا الفرقة وحلت علينا لعنة الشتات؟ اُه والف اٌه عليك يا ابني .. الف اٌه خالي الحاج بعنيب الرجل الطيب الخلوق الذي قال لي في اول جمعة بعد الفاجعة وكان ذاهلاً ومكذباً الخبر وهو ينظر الي جهاز الموبايل ويستجديه ان يرن حاملاً اليه صوت الحبيب كعادته كل جمعة. وانقصي النهار ثقيلاً متباطئا حاملاُ معه بقايا امل لم يتحقق وحينها قال لي هذا الرجل الامير اشعر انني فقدت قطعة من كبدي .. ما أصدق تعبيرك با حاج وما اجمله وما اروع حزنك .. ما ذنبك اختي نسا وانت تفقدين فلذة كبدك في اوان قطف ثماره؟ انحني امامك ايتها الرائعة وانت تكتمين حزنك وتدارين دموعك وتطالبينا بالصبر وانت الاحوج اليه .. انحني امامك كما انحنيت وانا طفلة يوم صدح مذيع اذاعة السودان معلناُ اسمك الثالث في امتحان الشهادة السودانية ونحن جلوس حول مذياع ابي العتيق في قربتنا الطريف بالشمالية ويتهلل وجه ابي فرحاً والرجال البسطاء من اهله يشاركونه الفرحة وكيف لا وهاهي ابنتهم تذاع في العشر الاوائل وتدخل جامعة الحرطوم من اوسع ابوابها . انحنيت امامك وانت ترسلين مبلغ الاعاشة الشهري لأمي الصابرة ليعينها في مصاريفنا بعد وفاة ابي وتكتفين بوجبة الجامعة وانت ترفلين في ثوبك الابيض النظيف الوحيدويزيدك ادبك وتفوقك جمالاً .. انحنيت امامك وانت معلمتي في عطبرة الثانوية العريقة وانت تفنين شبابك في تأهيل المدارس واعداد الاجيال بكل تضحية وتشهد لك كل مدارس البنات ويشهد لك زملائك ورؤسائك ومرؤوسيك بالكفاءة والانضباط ونكران الذات حتي وصلت سن التقاعد بصدق فلم تكن شهادة ميلادك مزورة لنكسبك سنين خدمة اضاقية .. لن اوفيك حقك ايتها الفريدة .. هل جزاؤك ان توأد الفرحة قي قلبك؟ هل هو الغدر ام القدر ؟ سامي الحبيب الطيب المميز انه ضابط شرطة لم زج به وزملائه في هذه الجرب غير المبررة ؟ لم انسحب الجيش وتركهم يواجهون حركة مسلحة بأحدث الاسلحة؟ من يجيبنا ؟ من يشفي غليلنا؟ من يطفئ نارنا ويكشف الحقيقة حتي نحتسبه شهيداً؟ لاحول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل ولتهنأ روحك الطاهرة في مرقدها الابدي وشلت اليد التي اغتالت زين الشباب وضو القبيلة سامي الحاج محمد ادريس .

(عدل بواسطة Abdel Aati on 02-07-2013, 09:49 AM)