|
|
 في ذكرى وردي : نسيت ضوء القمر
|
كما ينساب النيل من قلب أفريقيا ..
يحمل الحب والخير إلي الشمال
إنساب صوته العذب عكس تيار النيل
في صواردة القرية الوادعة التي تنام في حضن النيل كل مساء
نبت كنخلة
وعندما تنبت النخيل فانها تنبت كسعفة واحدة وتنمو السعفات حولها ..
وتمتد وتتحلق وتفيض بالعطاء
محمد عثمان حسن .... عندما تسمع هذا الاسم هكذا يحلق بك الخيال بأنه أسم لبصير بارع في صناعة المراكب الشراعية ... يجيد وزن الصواري ....
بصير لا يشق له غبار
فهو صانع للمراكب ..
المزارع الفذ ...
الذي يحول الحقول الضيقة الي خير وأمل
بصير مداوي ...
يربي الجمال والحمير والأبقار والأغنام .
أو ربما يحلق بك خيالك أن الاسم لكهل في السبعين ..
ينسج العناقريب في ظل منزلهم الطيني الممتد
يتحلق حوله أحفاده ومن بقي من أصحابه .
أو ربما يحملك الاسم الي فارس من الفرسان ...
يركب حصانه الأبيض ويجوب الفيافي مع أصحابه يحرسون الأرض والعرض والمال ...
ولكن عندما تقول : محمد عثمان وردي فأنك حتما ستكون في حضرة القيثارة النوبية
التي انساب صوتها الشجي عكس تيار النهر الخالد
وكما جمع النهر مياهه العزبة من مجاهل إفريقيا وسافر بها نحو الشمال
جمع وردي كل هذا الجمال والشجن والصوت وسكبه علي كل أفريقيا والعالم
فقد أصبح الصبح كأن الزمن الماضي علي الماء نقوش ..
وأصبح صبح الإبداع والصوت والكلمة واللحن وعم بنوره كل القلوب
ففي لحظة من وسن تشغل عني حزني تحملني وترجعني إلي عيون وطـــــني
معه العمر زادت غلاوتو وصالحنا الزمان
فهو أعز الناس
وهو الجميل المستحيل
وهو اكتوبر والثورة ما زالت تعيش
وجوا قلبي احتلاه وصبح ومساء دوام أطراه فارق دربي ما هماه يا الله كيف ووين ألقاه
حمل قيثارته وجاء ينشر أغنيته النوبية بلسانه وهيئته السمحة
وتسلق سلم المجد
وأبدع بالعربية والنوبية لسان الأم
وبلغ شهرته الآفاق وأحبه العجم قبل العرب
وحمل في صدره الواسع مبادئه التي لم يحيد عنها
وتربع علي عرش الأبداع سنين عددا
وترجل كأي فارس بعد أن ترك لنا مخزونا طيبا من الحب والحياة
فتعال يا من هويتو شوف حبي البديتو رفقا بي قليب بي دمعي رويتو
فيا بلادي
قد بدأت الأفراح تتسرب من بين أصابعنا
فلا تدع الحزن يدخل بين الصفوف
رحمك الله ...
.قيثارة الزمن الجميل
|
|
 
|
|
|
|
جمال عبد الناصر محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست