سودان مان شو

كان السيد الحمارالمحترم المدعو حمرتيت ود بلد أصلي سليل حسب ونسب كما يقال ، رمادي اللون تعلو محياه غرة بمبية كان يتفاخر بها بين أترابه من عامة الحميرالأخرى والرجرجة منها والدهماء ، كان ذو أوداج منتفخة ومربربة من جراء البرسيم الملوكي المحلى بالعسل الذي يُنفح به يوميا على الريق ، هذا غير الترف الذي يجده ، كثرة النوم ،والعمل القليل ،والبرسيم حيثما نظر ، والحمام مرتين في اليوم ، حيث يقال أنه ما يكاد يفتح عينه في الصباح وينهق نهقته الأولى إلا وتجد العشرات من الحشم والخدم يركضون لتلبية رغباته الصباحية ، يعني كان حمار فاهم ومرتااااااح لأن والده الحاج حمروتا كان ملك البلاد راجل ثري تجري الأموال تحت أظلافه جري الوحوش ،جاب بلاد الدنيا ورأى من الحمير والبلاد ما لم يراه حمار، ويقال أنه درس وتحمرن بالإستانة، يحب العلم والمتعلمين ،يحب الثقافة والمثقفين و الشعر والشعراء ،وكان متزوج من قرابة الـ 450 آتانة (حمارة) من زينة آتانات البلد وأجملهن ، ذوات قوام لادن ، وأرداف ماكنة تنوء رؤيتهن على ذوو العيون الصغيرة ، وشفايف مكتنزة يحلى فوقا القدوم ،وفوق ذلك مضمرات كما الظبيات ،كما يشاع أنه جلب معه آتانة تدعى حمرونيا من الإستانة زمن الدراسة ،وكانت ملاك يمشي على الأرض، حيث يقال أنه نشأت بينهم قصة حب عنيفة ومن ثم تزوج بها وجاء بها لاحقا إلى البلاد، وبعد فترة قرابة الـ 10 سنوات عاد بها إلى الإستانة حيث ولدت حمرتيت الحمار الذكر الأول للحاج حمروتا وماتت أثناء الولادة المتعثرة. وبعدها أصبح يذهب سنويا إلى الأستانة بصحبة إحدى زوجاته ليزور قبر زوجته حمرونيا ولكي تضع أحدى زوجاته مواليدها هناك حيث أنه كان يشاع حسن مستشفياتهم ونباغتهم في علم التوليد والإهتمام بالمستشفيين فكان كلما يذهب إلى الإستانة يعود ومعه عدد من الحمير الصغار، ويقال أنه كان كل حمير البلد في ذلك الحين مولهين بزوجات الحاج حمروتا لفرط جمالهن وملاحتهن وحسن فنجطتتهن ولطافتهن وعلو نهيقهن، نهق كل فناني الحمير بأغانيهم يمدحون ويتلون ويتمرمطون فيها بزوجات الحاج حمروتا وهي ما عرفت لاحقا بأغاني الزريبة ، كما يقال والعهدة على الراوي أنه لم تتجرأ أي زوجة من زوجات الحاج حمروتا و أقامت علاقة مع أي من الحمير الحايمة في البلد ويرجع ذلك للحاج حمروتا والمشهورعنه أنه كان عنتيلا ً فحلا ً لا يعاف ولا يخاف ، يهز ويرز، وفوق ذلك كان لا يدخل عليهن إلا الحمير المخصية ، وتقول جريدة- الحمير اليوم -إن المؤرخين والباحثين في العلوم والتاريخ والسير مازالوا يجرون الأبحاث إلى الآن لمعرفة أولاد الحاج حمروتا الشرعيين وغير الشرعيين الذين أنتشروا في البلاد من حلفا إلى نمولي ،وأختلطوا بكل القبائل الحميرية المنتشرة في المنطقة ونتج عن ذلك حمير بنية وحمير بيضا وخضرا وحمير سودا وبمبية كمان ولكن رغم ذلك ظلت كل الحمير تتشابى لذلك اللون الرمادي الذي كان يعني الجودة والعنتلة والرجاحة والثروة والنهيق والفنجطة التي لم ُيسمع وُيرى مثلها في البلاد ،نهيق مترف ،ملئ بالنغم ، مفعم بالمقامات والسلالم التي لم يسمع بها نهاق. كل هذا ما جعل حمرتيت يمتاز بالعنجهية لعلو مكانته بين القبائل الحميرية ورماديته المميزة وفوق ذلك كان الوريث الشرعي الوحيد للحاج حمروتا لآنه أكبر أولاد الحاج حمروتا الذكورالبالغ عددهم قرابة الـ 50 حمار، لقد ورث حمرتيت كل أطيان البرسيم بكل أرقامه ،ورث عنه كل الدحشات التي تمتلئ بها الأسواق جيئة وذهاب،ورث عنه ما بقين من حريمه بعد أن أنتقل الحاج حمروتا للدار الآخرة ، فرغم فحولته وعنتلته إلا أنه لم يكن ينجب إلا الآتان!!!!! ولم يدري أحد بالبلاد هذه المعلومة ولا حمار ولا حمارة حتى الآن ، لا يعلم هذه المعلومة إلا الحاج حمروتا وأنا
التوقيع
حمرتبيس
الحمار الغير مخصي الوحيد في بلاط الملك الحاج حمروتا بالإستانة
1821م