|
|
 الإبتزاز أكبر مهدد للعلاج بالخارج وتحديداً الاردن ومصر !!!
|
مازال موضوع العلاج بالخارج ، وهنا يشار للوجهتين الأكثر إستهدافاً وهما الأردن ومصر ـ يثير جدلاً كثيفاً ـ وتثار حوله كثير من الأراء ، بعضها يعارض الفكرة وأخرى تدعمها ، وكل يدفع بدفوعاته ومبرراته ـ
ولكن يبقى الرأي الذي يجمع عليه الجميع أن سفر هذ الكم الهائل من المرضى لتلقي العلاج خارج الحدود هو وصمة في جبين الوسط الطبي ، وضربة موجعة لمسيرة التعليم الطبي والصحي في السودان ـ
فعار كبير أن بلد أفتتحت فيه أول مدرسة طب في شمال أفريقيا أسست على منهج متكامل ذات خصوصية ـ قبل قرابة الـ 90 عاماً يسافر أبنائه زرافات ووحدانا بحثاً عن العلاج في الدول المجاورة
لكن العلاج بالخارج أصبح ضرورة تمليها الظروف الإقتصادية الحرجة التي يعيشها السودان وألتي أدت لتدني أو إنهيار الخدمات في شتى المجالات التي لا يستثنى منها بالطبع الوسط الطبي ـ
بل هو الأكثر تضرراً حتى أضحت المرافق الطبية عبارة عن مبان خاوية على عروشها لا يتوفر فيها الحد الادنى من متتطبات مهنة الطب ـ ولا يوجد دليل أكبر من حادثة مستشفى قيسان المؤلمة
التي أشار لها الأخ شمس الدين التوم في أحد البوستات بالأمس
وفي تقديري أكبر مشكلة تواجه من حتمت عليهم الظروف السفر خارج السودان لتلقي العلاج وبالذات في دولتي الأردن ومصر ـ هو مشكلة الإبتزاز ـ
خصوصاً عندما نضع في الإعتبار أن مسئولي المرافق الطبية التي يقصدها المرضى السودانيين في كل من الأردن مصر لديهم إعتقاد أن المرضى الذين يأون اليهم من السودان هم دائماً من الطبقة الميسورة الحال
ـ يساعدهم في ذلك أننا شعب جبل على الفشخرة ومحالة إيهام الأخرين بأننا (مروقين خالص) .
لدى سابقتين سأتدل بهما على وجود الظاهرة ـ
قبل أكثر من عام أستعان بي صديقي للمساعدة في دفع نفقات علاج أقرباء لهم أنقطعت بهم السبل بالأردن حينما ذهبا لعلاج إبنتهم المريضة ـ حيث سافر الأب والأم بإبنتهم التي تعاني من مشكلة صحية عجز أطباء الداخل
من علاجها ، فأقترح عليهم بعض الأقرباء السفر بها للأردن ، بعد بضع شهور سافروا إلى هناك بعد أن وفقوا في جمع تكاليف العلاج البالغة 7000 دولار بما في ذلك نفقات الإقامة لفترة لن تتجاوز الـ 3 أسابيع حسبما
زعمت الجهة التي رتبت لهما للسفر ـ
ولكن أطباء المستشفى الذي أشرف على علاج الحالة ـ تماطلوا كثيراً في فترة العلاج ـ وتراكمت فواتير العلاج المزعوم ، علاوة على فواتير الشقة التي إستجأروها للإقامة بها أثناء وجودهم هناك ـ
واليوم بكرة وبعد إسبوع مكثت هذه الأسرة قرابة الشهرين ، وفوجئوا بمطالبة المستشفى بمبالغ خيالية ، ليس بوسعهم دفعها حتى لو أستعانوا بكل ما يملكون بالسودان ـ فأضطروا لطلب المعونة من الأقارب ،
وبالذات هنا بالسعودية ـ وشرع الجميع في جمع تبرعات ومساهمات الخيرين لإخراج هذه الأسرة من هذه الورطة ، ولو لا مكرمة أحد الخيرين السعوديين لكانت هذه الأسرة ترزح في السجن حتى اليوم .
لكن الجاتك في مالك سامحتك ـ ربما كانت خسارة بعض أخر أكبر من ذلك كثيراً كما في حالة عمنا ي ، الذي كنت في مجلس عزائه مساء أمس بالرياض ، وقد توفى ظهر الأحد الماضي ـ إثر مضاعفات السكري ـ
كانت أولى محطات معاناته بمصر ـ التي ذهب اليها مستشفياَ ـ حيث كان يشكي من إنسداد الأوعية الدموية في أحد الأرجل نتيجة مضاعفات السكري ـ ، فاجرى له الطبيب المعالج عدة عمليات جراحية في فترات زمنية متقاربة ـ
وهو إجراء طبي أجمع كل الأطباء فيما بعد على خطئه الفادح ،وقد أدى هذا الخطأ لبتر الرجل ، وكان بالإمكان تفادي ذلك لو لم تجرى العمليات التي أجريت بمصر ـ والتي أتضح بما لا يدع مجال للشك أن الدافع من وراء أجرائها كان ماديا بحتاً ـ
العلاج خارج السودان ربما كان ضرورة في بعض الحالات ، ولكن يتطلب الأمر أقصى درجات الحيطة والحذر ، بالوسط الطبي في كل من الأردن ومصر به كثير من ضعاف النفوس ، الذين يسعون للكسب المادي بالدرجة الأولى ـ
الموضوع مفتوح للنفاش ـ نأمل في طرح وجهات نظر تساهم في إيجاد حلول لمشكلة نتوقع أن يكون لها مزيد من ضحايا جشع ضعاف النفوس في كل من الأردن ومصر
|
|
  
|
|
|
|
محمد علي البصير
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست