|
|
 ليس للحب اوقات ــ بقلم عصام فحل
|
ليس للحبّ أوقات
فهو دائم وفي كل وقت
إن كان ذلك كذلك ! فما الضرر الذي يترتب علي زيادة جرعة حُبنا له عليه الصلاة والسلام في يوم مولده ؟!!
هي ذكري حضارية ترفع من علو مقامه .. وتذكر من نسي أو غفل ليوؤب لحمي المُعلم الامين .. وهل ننسي أن محمدا
بُعث للعالمين كافة .. من بشر وطير وحجر وجن ..الخ محمد خاتم الرسل ، وبابٌ ولج منه لن يلج به نبي ورسول من بعد
والي يوم الساعة.. فهو العاقب أليس العظماء مئة أولهم محمد وبشهادة الغربيون نفسهم ؟!! وبعدين ليه بضيقّوا واسعا ؟ فحتي الذين لا يتبعونه !
إن احتفلوا به فهي خطوة في طريق الخير وهل لو أوقفنا الاحتفال به سيصلح حال المجتمع باعتبار أن الاحتفال به تصحبه منكرات ؟!
لو كان الامر كذلك فلنحّرم تجارة الاعناب والتمور لأنها أصل صناعة الخمور ! وهل عدم الاحتفال به شهادة للمجتمع بأنه محُبّ
وتابع للمصطفي !؟ ... بالطبع إن المنكرات التي تصاحب الاحتفال به تلك قصة أخري .. فهي منكرات سواء كانت يوم مولده أم في
غير يوم مولده .. ولكن علينا أن لا نتخذها مبررا لتحريم احتفال له قيمته وجدواه ... ثم أن شرعيّة هذا الاحتفال مما هو مختلف عليه مذهبياً وحضارياً وتربويا
حيث أقيم الآن لا يوجد احتفال بالمعني الذي تربيت عليه في السودان ، وهكذا يري أهل هذه البلاد بالرغم من إن هذا اليوم
إجازة رسمية .. اللهم الا خُطبة تتناول سيرته في الجمعة التي تسبق أو تعقب يوم مولده ... والسعودية أيضا حيث يعتبر الاحتفال به بدعة منكرة ...
أعني أن احتفالهم شكلاني ورمزي . أما الشمال الافريقي والشام ومصر وإندونيسيا والهند والمسلم الافريقي يحتفلون به .. فالفكر الديني في تلك المناطق
اختلط بالتراث الديني الصوفي ... ... كثيرة هي القضايا الدينية ( ومن بيت الكلاوي ) تستحق منّا تفكّرا واجتهادا ولا أري أن الاحتفال بمولده يدخل في صميم تلك القضايا !
كما لا أري أن الاحتفال بمولده من أولويات إصلاح حال المجتمعات ... هنا أفسّر عدم الاحتفال بمولده كتربية نشأوا عليها ، وليس لأن فهمهم للدين تتقاصر عنه أفهامنا وتديننا ثم إني
لا أعيب عليهم ذلك .. ولكن الذي نعيبه هو إلزام الآخرين بما نري !! دون أصل شرعي واضح ! ... (من) حيث خرج الدين فقه وحضارة وأسلوب ، و(الي) حيث خرج حضارة وأسلوب ؟ فما السبب يا تُري ؟
هل العادات والاعراف اختلطت بالدين ؟ ولماذا فقه المركز اختلف عن فقه هامش المركز ؟ هذا ما ينبغي أن يجد منّا العناية حتي لا نسمع مقولات من شاكلة الاسلام السعودي
والاسلام المصري ، فالحكاية أعقد من احتفال نُلغيّه ، أو جلباب نُقصره ، أو هلال نُعلقه علي رأس مئذنة ... تلك أشكال وقبل الاشكال أتصور بأن المضامين في حاجة لعنايتنا ...
حتي لا يبقي تفكرنا الديني هو الدين نفسه ... فهنالك فرق .. كل الفرق فالدين واحد فربما الطُرق التي تقودنا اليه أحيانا تلتوي وأحيانا تستقيم ولكن ... فما أشّد حاجتنا لخرطة طريق .. توقف هذا الجدل الديني العقيم .
صحيح أن الخلفاء الكرام لم يخصصوا يوماً للاحتفال بيوم مولده ، ولكن الصحيح أيضا أنهم فعلوا عشرات الاشياء اجتهادا ولم تكن موجودة في عهد الرسول صالي الله عليه وسلم ... لماذا ؟
لأنها تحديات واجهت اللاحق ولم تواجه السابق ... ولو كان الامر كذلك ، لكان الدين فقط لفترته صلي الله عليه وسلم ولكان الدين لا يصلح لكل زمان ومكان فتجديد أمر الدين معروف ، وإن باب الاجتهاد لم يُغلق
وحينما أغُلق تردت دولة الخلافة وما قامت لها قائمة والي اليوم آمل أن يكون موضوع الاحتفال حوارا نناقش فيه أمهات قضايا تحتاج فكرنا لا مجرد قضية مذهبية تُرضي تعصبنا الفقهي .
والسلام ،،،
منقول : http://tendelti.com/vb/showthread.php?t=2240
للتواصل مع الكاتب [email protected]
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست