بورسعيد التي كانت ملهمة النضال والمقاومة للغزو الثلاثي الإسرائيلي- والانجلو- فرنسي عام 1956 وفي حرب أكتوبر 1973 والتي كانت تتغنى بها الشعوب العربية بأنها «قبلة الشعب العتيد» أصبحت بفعل كرة قدم مسرحاً للقتل والفوضى وإطلاق الرصاص على جيش مصر وأقسام الشرطة وتدمير المنشآت العامة والاعتداء على مبنى إدارة قناة السويس التي كان تأميمها رمزاً وطنياً لاستقلال وسيادة مصر. فقد قتل 30 شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من 312 شخصا في اشتباكات عنيفة دارت في بورسعيد بعد إصدار المحكمة الجنائية المصرية أحكاماً بإعدام 21 شخصاً متهمين بالتورط في قتل 74 شخصا العام الماضي في استاد المدينة معظمهم من مشجعي فريق الأهلي لكرة القدم وقرر الجيش المصري الانتشار في المدينة للسيطرة على الموقف كما تم نشر بوارج حربية في مناطق متفرقة من المجرى الملاحي لقناة السويس تحسباً لوقوع أعمال تخريبية في المؤسسات العامة وقد دوى الرصاص في ارجاء محافظة بورسعيد خاصة أمام السجن وأقسام الشرطة حيث هاجم بعض المحتجين على أحكام الإعدام مبنى السجن برشاشات مثبتة على شاحنات صغيرة واعتلت الشرطة أسطح المنازل المجاورة للمبنى وأخذت ترد على المحتجين بإطلاق النار في الهواء والغازات المسيلة للدموع، حسب وكالة الانباء الفرنسية التي أضافت في تقرير لها من المدينة أن المحتجين حاولوا اقتحام مبنى السجن كما حاولوا اقتحام مبنى ادارة قناة السويس في بورسعيد الا ان الشرطة تصدت لهم قبل وصول الجيش الذي طوق مبنى ادارة القناة وتولى حمايته، إلا أن وزارة الخارجية اليونانية أكدت في بيان رسمي أنه تم إطلاق نار على عبارة يونانية بينما كانت راسية في مرفأ بورسعيد ولم تقع إصابات. وقالت مصادر مصرية ان مبنى شركة الكهرباء الحكومية تعرض للهجوم وان بعض المحتجين اضرموا النار في مبنى اداري تابع لها. وقد بدأت اعمال عنف عندما حاولت مجموعة من اهالي المدانين بقتل مشجعي النادي الاهلي اقتحام السجن. وقال مراسل «فرانس برس» ان بوسعيد تشهد اشتباكات عنيفة يسخدم فيها الرصاص والمولوتوف والحجارة ورصاص الخرطوش وهناك حالة من الكر والفر بين الاهالي والشرطة، وقال قائد الجيش الميداني اللواء أحمد وصفي «قررنا الدفع بعدد من وحدات الجيش الثاني للعمل على فرض الهدوء والاستقرار في بورسعيد وحماية المنشآت العامة». وفي المقابل عمت فرحة عارمة اهالي ضحايا «مأساة مشجعي الاهلي» من ذويهم حيث تجمعوا داخل المحكمة وخارجها فور صدور الحكم ورددوا هتافات «يحيا العدل.. يحيا العدل» وتشمل قائمة المتهمين في القضية تسعة من رجال الامن لم تصدر بعد احكام بحقهم وينتظر صدور الحكم في 9 مارس المقبل. في حين امر النائب العام المصري المستشار طلعت عبدالله بتكليف فريق من المحامين العاملين واعضاء النيابة بمحافظات الاسماعيلية وبورسعيد والسويس بالتحقيق في قتل المتظاهرين على مدى يومي امس الاول وامس، تظاهر المئات امام مجلس الشورى مطالبين باسقاط النظام. من جهتها حملت جبهة الانقاذ المعارضة الحكومة المصرية المسؤولية عما وقع من قتل وعنف في اليومين الماضيين. وفي حين نفى الدكتور ياسر علي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في تصريح صحافي مساء امس ما أثير بأن هناك اتجاها لفرض حظر التجوال في مدينة بورسعيد نظرا للأحداث الأخيرة فيها. أشار بيان أصدره مجلس الدفاع الوطني المصري بعد اجتماع عقد السبت برئاسة الرئيس محمد مرسي الى احتمال فرض حظر التجول أو اعلان حالة الطوارئ في بعض مناطق البلاد التي تشهد اضطرابات. وقال البيان الذي تلاه وزير الاعلام صلاح عبد المقصود على شاشة التلفزيون «يؤكد المجلس على قيام جميع مؤسسات الدولة باتخاذ كافة التدابير.. بما يحفظ المنشآت والاهداف الحيوية بما في ذلك امكانية اعلان حظر التجول أو حالة الطوارئ في بعض المناطق». ودعا المجلس في بيانه الى «حوار وطني موسع تقوده شخصيات وطنية مستقلة...لمناقشة قضايا الخلاف السياسي والتوافق على كافة الاليات التي تضمن استمرار وتطوير اجراء انتخابات برلمانية نزيهة وشفافة». على صعيد اخر كلف الرئيس محمد مرسي محمد كامل عمرو وزير الخارجية برئاسة وفد مصر في القمة الافريقية التي تعقد اليوم بالعاصمة الاثيوبية أديس ابابا. وفي تطور اخر أشعل محتجون قسم الشرطة بالسويس وأطلقوا سراح السجناء واستولوا على أسلحة تركها رجال الشرطة الذين انسحبوا من القسم. وشب حريق مدمر مساء أمس في مخزن تابع للقوات المسلحة بمدينة نصر خلف المنصة، وتبين أنه خاص بالشؤون المعنوية ويحتوي على أجهزة كهربائية وأدوات منزلية. وفي حين هاجم المحتجون قسم شرطة ثان بالاسماعيلية بالمولوتوف اقتحم آخرون مقر حملة حازم أبو اسماعيل في المدينة وسرقوا محتوياته. من جانبه قال المتحدث الرسمي باسم الجيش إن القوات المسلحة ملك للشعب المصري، وأنها تقف على مسافة واحدة من الجميع. وفي حين أعلنت الداخلية عن ضبط 130 شخصاً من مثيري الشغب في ثماني محافظات حتى الآن، رصدت صفحة الثورة ضد الإخوان على فيس بوك تجمع عدد من ميشليات الاخوان في منطقتي السيدة زينب ومدينة نصر استعدادا للتوجه إلى مجلس الشورى وقصر الاتحادية في حالة فشل الشرطة في محاولاتها لقمع المتظاهرين في الموقعين. وحسب المعلومات التي حصلت عليها الصفحة، فإن نائب المرشد العام لجماعة الإخوان خيرت الشاطر أعطى تعليمات للفرقة 95 إخوان بالتجمع استعدادا لمنحهم الإذن بالتدخل لحماية مجلس الشورى وقصر الاتحادية بعد أن اقترب المتظاهرون من المبنيين. وأجرى الشاطر اتصالا باللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، وأخبره أن الفرقة 95 إخوان ستنزل إلى الشارع إذا فشلت الشرطة في حماية الاتحادية والشورى، مشدداً على أن أفراد الفرقة الإخوانية سينزلون في ملابس مدنية لعدم لفت الانتباه. وعلمت «الثورة ضد الإخوان» أن الشاطر يدير العمليات والمواجهات عبر غرفة عمليات سرية في المقطم، وليس في المقر العام لمكتب الإرشاد، ويتلقى الشاطر اتصالات ميدانية من عناصر قيادات الإخوان في كل المدن والمحافظات، في نفس الوقت الذي يشارك اللواء عباس مخيمر في وضع التصورات الميدانية على الأرض وطرق التعامل معها. وكان مخيمر يعمل في المخابرات الحربية قبل اكتشاف هويته الإخوانية ونقله إلى مركز المعلومات بمجلس الوزراء، ورشحه الاخوان في انتخابات مجلس الشعب وتولى رئاسة لجنة الأمن القومي بالبرلمان المنحل.
نقلا عن الوطن الكويتية
== قناة السويس، هي ممر مائي صناعي بطول 193 كم بين بورسعيد على البحر الأبيض المتوسط والسويس على البحر الأحمر. وتقسم القناة إلى قسمين، شمال وجنوب البحيرات المرّة. تسمح القناة بعبور السفن القادمة من دول المتوسط وأوروبا وأمريكا الوصول إلى آسيا دون سلوك الطريق الطويل - طريق رأس الرجاء الصالح. استغرق بناء قناة السويس 10 سنوات (1859 - 1869)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
شرف الزاكي
مهدي صلاح
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست