|
الحكومة تطوي هامش حرياتها.. بعد تخلصها من SPLA وتدخل مرحلة الإنفراد
|
كل مرة يصدق قول أن الحرية تنتزع لا تستجدى ولا تسقط صدفة كنتاج جانبي
نعم .. ما سمي بهامش الحريات كان نتاجا لنضال كل فصائل الشعب السوداني ولكن تفصيله الدقيق وإجبار الحكومة عليه جاء في اتفاق نيفاشا الذي الزم الحكومة على الإلتزام بشقيه (تقرير المصير للجنوب وهامش الديمقراطية لكل السودان) محافظة الحركة على جيشها
وعندما تأكدت الحكومة من أنها لن تستطيع تمييع اتفاقها مع الحركة لجأت لفصل الجنوب ككل والتضحية بكل موارده وبتروله من أجل استمرار انفرادها بالحكم بدون التهديد الذي مثله لها جيش الحركة الشعبية (الأم) فهي لا تعبأ بالمعارضة السلمية وتطرب لنداءات الوفاق التي لا تعني لديها إلا إذعان الآخرين
أصف المرحلة القادمة بمرحلة الإنفراد الإنفراد بالشعب السوداني أعزلا والإنفراد بالمعارضة الشمالية (الرافضة للعمل العسكري) فهي أول مرة منذ إنقلاب الإنقاذ يحكمون في غياب جيش الحركة الشعبية الأم الذي كان يوازي ويتفوق أحيانا على الجيش الذي استولوا عليه في الخرطوم
مرحلة الإنفراد هذه كانت ما عناه البشير بالحكم بدون دغمسة أي بدون ذكر للتعددية وغيرها من الكلمات التي لا تعني له شيئا (بدون جيش الحركة)
مرحلة الإنفراد تعني طي كل هامش الحريات والتخلص منه نهائيا فلم يكن أكثر من إجراء تكتيكي وتعود الإنقاذ لمصادرة كل الحقوق والحريات التي نص عليها اتفاق نيفاشا من حريات العمل السياسي للأحزاب والصحافة ومنظمات المجتمع المدني
وقد كانت البداية بعودة الرقابة للصحف وتلتها الهجمة على المراكز الثقافية باعتبارها من اضعف الحلقات وسيمتد ذلك للأحزاب السياسية وقد بدأ بتهديدها (قبل وثيقة الفجر الجديد) ويتصاعد ذلك الآن باعتقال قيادي في الحزب الشيوعي وسيتواصل ذلك حتى مصادرة نشاط كل الأحزاب الأخرى ومصادرة دورها وممتلكاتها وحظر نشاطها ولن يستثني من ذلك حزب إلا أن يصير أحد أحزاب التوالي أي الدمي التابعة للحزب الحاكم
يتطلب ذلك معركة شاملة من كل الأحزاب ومنظمات المجتمع السوداني اليوم وليس غدا
الباقر موسى
|
|
|
|
|
|