|
|
 في كلية ادارة الاعمال يدرسون مبطلات الوضوء ومبطلات الصلاة
|
ماذا يحدث وراء الكواليس في مؤسسات التعليم العالي؟
ألجمتني الدهشة حينما وقعت عيناي علي أحد الكتب المقررة علي بنتي في كلية إدراة الأعمال بإحدي الجامعات بالخرطوم .. ذهلت وبنتي تذهب كل يوم صباحا وتعود في المساء لكي تدرس مبطلات الصلاة ومبطلات الوضوء .. التي يدرسها الناس في الصف الثالث الأساس .. هل ياتري يسوقني ذلك للأستدلال علي أن تدهور القدرات العقلية للطلاب هو الذي يضطر وزارة التعليم العالي أن تجبر الجامعات علي تدريس منهج بهذه السذاجة وما في ذلك من ضياع زمن غالي لشبابنا ونحن نعتقد أنهم في أيدٍ أمينة تعلمهم آخر مخرجات العلم الحديث بالأضافة للعلوم المتطورة المتعلقة بلغتهم ودينهم وتاريخهم .. أم يسوقني ذلك التردي للأستدلال للأنحطاط والتدني في مستويات التفكير لدي القائمين علي الأمر بوزارة التعليم العالي وجامعاته ..
لقد أحزنتني حقيقة أن بنتي بمقدراتها العقلية الجيدة وتشوقها للمعرفة .. بكل ذلك الطموح تضيّع أهم ساعات عمرها في تحصيل مثل تلك المعلومات الأولية البسيطة التي يعلمها عن ظهر قلب، كل من تربي في بيت سوداني مسلم .. لكنني ظللت أشعر بأن شيئا ما يحدث بصورة خاطئة في رسم سياسات التعليم العالي في هذا البلد بما سيؤدي حتما للإنهيار الوشيك..
أسوق لذلك الدلائل الآتية:
التعجل في فرض سياسة التعريب وتهميش اللغة الأنجليزية شكل عازلاً منيعا بين طلابنا وبين التطورات اليومية التي يشهدها العلم والتي تعكسها الدوريات والكتب الأكاديمية الحديثة التي يصدر جلها باللغة الإنجليزية .. دون أن يواكب ذلك سعيا للترجمة واللحاق بهذا التدفق المعرفي الضائع .
تقليل الأعباء الأكاديمية بالكليات وتبني سياسة براغماتية في التعامل مع الأمتحانات والحصول علي درجات تضمن عبور الطلاب للمراحل اللاحقة دون أن تضمن لهم بنفس القدر تحصيلاً أكاديميا يؤهلهم لذلك العبور. يتضح ذلك من مراجعة جداول المحاضرات وعدم التشدد في إلزام الطلاب بالحضور .. بالأضافة لمظاهر الطواف المستديم للطلاب والطالبات في شارع النيل والمطاعم والمنتزهات.. يعكس ذلك ما لديهم من فوائض الوقت التي يهدرونها في التسكع بينما يحصدها الطلاب في شتي بقاع العالم في التحصيل والمثابرة ومعاقرة المعامل والمختبرات .
تبني سياسة الرجوع للشيتات الأكاديمية والتي طورها دارسون سابقون كأساس لأستيعاب الجرعات الأكاديمية، وأثر ذلك في تجفيف العلاقة ما بين طلابنا والمراجع الأكاديمية حيث يعتمد الدارسون ومعلموهم علي هذه الشيتات المصورة كأساس للعبور الأكاديمي.. إذا كانت هذه الشيتات تمثل ما أستوعبه دارسون سابقون فإن الدراسين اللاحقين تشكل لهم هذه الشيتات 100% من الجرعة الأكايمية فإذا كان معدل تحصيل الطالب الممتاز 80% فإنه بالتالي ينال حصادا في حدود 80% من معدل تحصيل سابقيه الذين كونوا هذه الشيتات .. وفي الدفعة الثالثة فأن الطالب حينما يحصل 80% من ال80% لمن سبقه يكون معدل تحصيله 64% (حاصل ضرب 80% في 80%) وبالتالي حينما يأتي طالب في الدفعة نون يكون مستوي التحصيل الأكاديمي 80% مضروبة في نفسها (ن) مرة .. ونحن نعلم أن الكسر الصحيح كلما زادت القوة التي يرفع لها (الأس) كلما تضاءلت قيمته آيلة إلي الصفر.
توسع القوة الأستيعابية الكمية للقبول للجامعات والمعاهد العليا دون توفير المقابل الأكاديمي أو توفير لوازم السكن والحياة الكريمة ضاعف من معدلات التسكع والوقت الضائع والحوجة المادية ونقص الطعام والمسكن بالأخص لطالبات الأقاليم ..
النتائج السلبية المحتملة:
مخرجات أكاديمية ضعيفة غير مؤهلة لا تشكل إضافات مجدية للأقتصاد أو للحياة الأجتماعية والأسر التي تؤمل كثيرا في تلك المخرجات.
الفوائض الزمنية الناتجة عن ضعف الجرعات الاكاديمية وإلزاميتها أتاح وقتا فائضا كبيراً وخطرا في حياة الطلاب.
كل ما تقدم مقرونا مع الحوجة المادية وعدم كفاية المسكن والمأكل أتاح بيئة خطرة تجعل هؤلاء الطلاب فرائس سائغة للذئاب البشرية الموسرة التي تطرق الأسفلت جيئة وذهابا بالسيارات الأنيقة والنفوس الدنيئة ..
عليه فإن جميع أولياء أمور الطلاب مطالبين بمراجعة هذا الأمر ومراجعة الجرعات الأكاديمية التي يتلقاها طلابهم كما وكيفا .. لأن هناك مؤامرة كشبكة العنكبوت تلتف حول هؤلاء الطلاب .. قصد أو لم يقصد حائكوها ستقصم حبالها مستقبل هذه البلاد في قيمها ومقدراتها وإمكانياتها البشرية ..
منقول الفيس بوك
|
|
  
|
|
|
|
saif massad ali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست