|
|
 خور طقت الثانوية
|
نقل من موسوعة السودان الرقمية
مدرسة خورطقت
في الثامن والعشرين من شتاء العام الف وتسعمائة وخمسين كانت الإنطلاقة الأولى لمدرسة خور طقت الثانوية بنين المدرسة ذات التاريخ العريق والتي تبعد حوالي تسعة كيلومترات من مدينة الأبيض ، كان السودان كله يحتوي على ثلالث مدارس (حنتوب ، خور طقت ، خور عمر ) جابت الأفاق بشهرتها والمدارس الثلاث كانت مدارس داخلية يتعلم فيها الطلاب النظام والإعتماد على النفس والحياة الجماعية .
هي مدرسة ثانوية عليا قومية التوجه يقبل لها الطلاب الناجحون في الشهادة المتوسطة بتفوق باهر من جميع بقاع السودان ويوزعون مابين حنتوب ووادي سيدنا وخورطقت وهذه من حسنات الاستعمار الذي أنشأ هذه المدارس النموذجية الثلاثة وكان المنهج الدراسي في هذه المدارس منهجاً راقياً موافقاً لمنهج المدارس البريطانية حيث إن المواد تدرس باللغة الانجليزية عدا اللغة العربية والتربية الإسلامية حتى ان امتحانات الشهادة السودانية تطبع ببريطانيا في سرية تامة وتصل مظاريف الامتحانات في وقت محدد في سرية تامة وصرامة لا مجال فيها للتلاعب والغش وكذلك تصحيح الامتحانات ورقابتها تكون في حيدة ونزاهة تامة.
خورطقت كانت مدرسة قومية كل طلابها من جميع مديريات السودان التسعة السابقة من الشمال ومن الوسط والجزيرة ومن الشرق والغرب والجنوب التقوا كلهم في رحاب هذه المدرسة وانصهروا في بوتقة واحدة دون جهوية أو عنصرية ونهلوا من العلم والأدب والفنون وبرعوا في ذلك بفضل المعلمين ذوي الكفاءات العالية وطنيين وأجانب، وللمدرسة جو هادي بعيد عن ضوضاء المدينة وضجيج الطائرات والآليات والقطارات والصخب، والوقت منظم بدقة متناهية والجو معافى ومهيأ للعلم والتحصيل ولقد تعاقب على نظارة هذه المدرسة أشخاص مقتدرون صارمون في تعاملهم.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
نقل من موسوعة السودان الرقمية
الإفتتاح
افتتحت مدرسة خورطقت الثانوية رسميافي 28/1/1951 ولكن بدأت الدراسة فى مبانيها الحالية فى اكتوبر 1950م ولقد قام بإنشائها عمال مصلحة الأشغال وافتتحها السيد عبدا لرحمن على طه وزير المعارف وكان عدد طلابها في ذلك الوقت 240 طالب كونوا ثمانية فصول أربعة للسنة الثانية وأربعة للسنة الأولى أما تلاميذ السنة الثانية فقد جاء نصفهم من مدرسة وادي سيدنا والنصف الآخر من مدرسة حنتوب ويسكن في ذلك الوقت هولاء الطلاب في أربعة داخليات وكان أول مدير لها النصرى أفندي حمزة.
شعار المدرسة ودلالته:
شعار مدرسة خورطقت الثانوية هو شجرة التبلدى في فصل الصيف وهى خالية من الأوراق والخضرة والثمار واختيار الشعار لم يكن جزافا وإنما له دلالات ثقافية واجتماعية ... فشجرة التبلدى في فصل الصيف لها أهمية كبيرة في منطقة تعاني شح المياه حيث تستعمل كخزان للماء والذي هو عصب الحياة ومن هنا أتت أهمية شجرة التبلدى لأبناء كردفان..أما في فصل الخريف تستعمل أوراقها كطعام وثمارها كمشروب أما ظلها الوارف يستعمل للرحلات واجتماعات القبائل وأحيانا يدرس تحتها التلاميذ وكخلوة لبعض المشايخ في داخل جذعها...و شجرة التبلدى لا تفقد جمالها عندما تتساقط أوراقها ..فهذه الشجرة تمثل الخضرة والجمال والماء والغذاء وأيضا هي شجرة معمرة ولجلّ هذه المعاني تم اختيار هذا الشعار لمدرسة خور طقت ....وأيضا تم تصميم خارطة مبنى المدرسة على شكل شجرة التبلدى إذا ما نظر لها من أعلى حيث تمثل مساكن الأساتذة جذع الشجرة والفصول الأفرع الرئيسية والداخليات الأفرع الصغيرة.
سبب التسمية
المدرسة تقع على بعد ستة أميال ونصف شمال شرق مدينة الأبيض بالقرب من خور طقت الذي اشتقت منه الاسم وكان قد تم اختيار الموقع من عدة مواقع أخرى كانت مقترحة هي بارا ، ألبان جديد ، كازقيل ، أبو حراز وأبوزبد.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
المدراء الذين تعاقبوا على إدارة مدرسة خور طقت
النصري حمزة
عبدالحليم على طه
بشرى عبدالرحمن صغيرون
الهادي ابوبكر
أحمد حامد الفكي
زين العابدين الحسين
عصام أحمد حسون
عبدالجبار عبدالهادى
أحمد محمد على النمر
إبراهيم عبدالله ابراهيم
عبدالحميد محمد مدني
إبراهيم ادم الدين
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
أوائل أساتذة المدرسة
ضمت خور طقت أساتذة من مختلف بقاع السودان وقد كان جيل الرواد هو اللبنة الأولى للأساتذة خور طقت
البروفسير إدريس البنا.و مختار التوم ومصباح الصادق من أم درمان.
الوليد طه الملك من دنقلا.
إبراهيم أحمد عبد الكريم من كوستي.
حسين خرطوم ومكدو كوكو من جبال النوبة.
عبد الماجد حامد خليل وأحمد وادي من كردفان.
فرانسيس دينج مجوك من أبيي.
عواض ومحمد أوهاج من الشرق.
الزبير إبراهيم الزبير وإبراهيم آدم الزين من دارفور ثم تواصل بعد ذلك باقي العقد الفريد .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mustafa Elawad)
|
شكرا
علي المرور يا مصطفي بل اتمني من خريجي هذه المدرسة العملاقة ان يحضروا هنا لسرد الذكريات
الجميلة للتوثيق لحقبة زمنية مهمة 1950- 1992 توثيق بعمر الفيحاء
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
وكلاء المدرسة
عبد الحليم علي طه
محمد أحمد عبد القادر (والد الرائد زين العابدين)
خالد موسى
أحمد سعد
الطيب شبيكة
محمد أبو بكر
عوض عقارب
خالد محمد علي
علي التلب
أحمد سامي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
إبراهيم أرباب
سيد أحمد عبد اللطيف
عمر حسن مدثر
محمد خير ادريس
أحمد عمر يعقوب
محمد أحمد حمدان
محمد نور مصطفى
رضا علوب
خلف الله مصطفى
أحمد علي حاكم
أستاذ صالح (استاذ اللغة العربية)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
نظام المدرسة
منهج المدرسة متكامل وموافق لخطة وزارة المعارف. كل شيء مرتب ومنظم وبعد انتهاء اليوم الدراسي وتناول وجبة الغذاء يأخذ الطالب قسطاً من الراحة استعداداً لمناشط العصر وغالباً ما يكون تمارين الكديت أو منافسات الداخليات الرياضية وفي المساء المذاكرة المبرمجة داخل الفصل بأشراف المعلمين وبعد وجبة العشاء النوم المبكر وبكل داخلية يسكن استاذ (House master) لفرض الانضباط وإطفاء الأنوار اما الزي الرسمي للطلاب فهو الرداء (الشورت) الكاكي والقميص الابيض نصف كم وانتعال شبط الصندل البني وشارة المدرسة عليها شعار التبلدي توضع في مكان بارز والويل لمن لا يلتزم بهذا الزي الرسمي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
المناشط الرياضية
كان هنالك برنامج منافسات الداخليات الثقافي ويشمل مناشط الرياضة والمسرح وكان على كل داخلية إحياء ليلة ترفيهية في آخر الأسبوع على مسرح المدرسة لإبراز مواهب الطلبة وهنالك لجنة تحكيم محايدة لهذا الغرض وترصد الجوائز للفائزين في نهاية العام وكانت. وللمدرسة فريق كرة قدم قوى متوارث أخذ عدة كؤوس في منافسات المدارس الأخرى، لدى المدرسة فريق رماية متدرب على أيدي قيادة الهجانة وقد نال جوائز الرماية للمدارس في مهرجان الـRifle Meeting الذي يعقد كل عام بالخرطوم أيام حكومة الفريق (عبود).
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
الدور السياسي للمدرسة
وقد لعبت طقت دورا سياسيا كبيرا في الستينيات من القرن العشرين حينما كان الطلاب يخرجون للمظاهرات ضد الحكم العسكري والإعتراض على سياسته في البلاد وكان للأحزاب نشاط سياسي كبير في طقت في تلك الفترة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
أوائل الشهادة السودانية من عام 60 وحتى 200
1964
حمد الأمين الشيخ
خور طقت بنين
محمد احمد علي الشيخ (مدير جامعة الخرطوم حاليا)
خور طقت بنين
منقول من بوست اوائل الشهادة السودانية
Kostawi
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
نحن خريجي العام 1987 علي تواصل دائم حيث كانت الدفعة مميزة حيث تم قبول الأوائل واحرزنا المركز الثاني بعد خور عمر رغم ان خور طقت بها سبعة انهر حيث كانت اكبر مدرسة في السودان وعاصرنا المدير محمد عبد الرحمن والسني عبد الله معروف والوكيل حاكم وصالح استاذ اللغة العربية المميز
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mustafa Elawad)
|
واصل السرد و احكي عن الام طقت
هناك الكثير لكي يقال من الدفعة 87
الاوائل في المجال الاكادمي
الاوائل في المجال الرياضي و الثقافي
السياسين
مصطلحات في طقت
كك كرو و د الضوء
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
اجمل ايام في طقت و احلي ايامي في طقت
لن ننسي ايام مضت لن ننسي ذكراها بطقت قد قضيناها
من طقت الكبري ساهتف معلنا هذا النشيد
هل اصبح من المستحيل صنع صروح تربوية قومية في هذا الزمن البائس ؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
الشاعر الكبير عبدالرحمن ابوذكري
من نقطة فيحاء في إفريقيا البلد العتيد
من طقت الكبرى سأهتف معلنا هذا النشيد
منها سأعلن للدنا للعالم الرحب المديد
هذا النشيد الحلو رمزا للسلام و للخلود
أنا عالم تنضم تحت لوائه كل البنود
لا أعرف الحقد المرير أسوقه فوق الوجود
من حاضري و فتوتي من وجه ماضي التليد
سيقودني قلبي الفتي لأبتني الأمل الجديد
أهوى بلادي و الهوى ينسي المحبين الجروح
أبني الشباب الثائرين ليرفعوا شم الصروح
و أقودهم ليهيئوا للناس و للكون الفسيح
ما ظل يعمل كي يعم الكون أحمد والمسيح
سنظل نمشي في الصباح مع الحياة الطالعة
لن نستريح و لن ننام مع العيون الهاجعة
لن تنحني جباهنا مع الجباه الراكعة
لك يا بلادي للسلام وللأماني الرائعة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
تتميز طقت بنظام الجنير و السنير الذي يمنح طلاب السنة الثالثة مرتبة اعلي من طلاب الصف الاول و الثاني
وتتم السنيرة بعد طقوس و عادات مثل دق النوبة
في يوم مشهود
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
تحاط المدرسة بداخليات الطلاب
و تسمي داخليات الطلاب باسماء ابطال سودانيين مثل
ابوعنجة , دينار , ذكي الدين , ود التوم , الوالي , ود ضيف الله , ود زايد , ود تكتوك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
و من الداخليات ايضا , دقنة , ابو سن , دليب
في كل داخلية توجد حديقة عامة و ملعب لكرة القدم و ملعب لكرة السلة و الكرة الطائرة
بالاضافة للميدان ون للمباريات الدورية و المناسبات العامة و منه تنطلق كل المظاهرات
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
في بداية كل عام دراسي كان يتم قبول المتفوقين في الشهادة المتوسطة من بقاع السودن المختلفة , فيتم قبول طلاب تتراوح عمارهم بين 14 - 17 عاما
كانوا يختلفون في كل شئ ( ثقافيا و اجتماعيا و اقتصاديا ) ,
منهم القروي ابن المدن
و ابناء الاغنياء و ابناء اهلنا الغبش
ابناء التجار و ابناء العمال و ابناء المزارعون
و لكن سرعان مايكونون بوتقة واحدة
ابناء طقت
ثقافة طقت
خضارة طقت
مدرسة طقت
في هذا الزمن طغت العنصرية و القبلية و الجهوية
علي اغلب اهل هذا البلد المغلوب علي امره
فما احوجنا في هذه الظروف السيئة الي مشاريع تعليمية و ثقافية و اجتماعية و اقتصادية و قانونية
من اجل زرع رو ح الوحدة و القومية السودانية
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
and#1740;اسلاااااااااااااااااام
خورطقت زما ادراك ماخورطقت
هى شيئ تانى خاااااااااالص
شكرا على هذا البوست الرائع الذى اثار فينا شجونا واعاد ذكريات
لم نعش احلى منها
هيا اخوتى واصلوا التوثيق والسرد ولنعرف الناس بالفيحاء
وتانى شكرا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
أيامنا في الفيحاء كانت من أمتع الأيام ..
عسى هذا البورد يجمعنا مع السناير والجناير والرابعات..
كنت ضمن آخر دفعة (روابع) نالت شرف التخريج منها ..
وابحث من فترة طويلةعن آدم عيسى الازيرق .. وآدم ود الاضية ( داخلية تكتوك)..
وسفيان الهادي وخالد فرح (داخلية ود زايد) يا ريت لو لقيت خبر منهم هنا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: عطا المنان احمد)
|
شكرا عطا المنان احمد اتمني مشاركة الكل في هذا البوست
كل الدفع منذا 1950-1992
كل الرتب السناير - الجناير - الرابعات
كما اتمني من كل قلبي ان تجتمع مع من ذكرت
ادم عيسي الازيريق
ادم ود الاضية
سفيان الهادي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
هذا مقال جميل لاحد ابناء الفيحاء احببت ان اضعه بين ايديكم فربما بعضنا لم يطلع عليه
خور طقت ... فردوسُنا المفقود!
سيف الدين عبد الحميد
[email protected]
قد يهونُ العمرُ إلا ساعةً وتهونُ الأرضُ إلا موضعا
" أحمد شوقي"
كان الأمل يداعبني وأنا أجلس أمام المذياع ضحى يوم الأربعاء الموافق 27/7/1977م بقريتنا النائية بريف أم سيالة التابعة لمجلس منطقة بارا. كان صوت المذيع ينداح عبر الأثير ليعلن أسماء الطلبة المقبولين ذاك العام بمدرسة خور طقت الثانوية فازداد وجيب القلب حتى سمعت اسمي مذاعاً ضمن دفعة العام 77 وهي أكبر دفعة من حيث العدد (ثمانية فصول) ويطلقون عليها (المليشيا) لكثرة عدد طلابها. كانت خور طقت " الفيحاء" كما يحلو لمنتسبيها أن يسموها منارة علم يؤمها الطلاب لا من إقليم كردفان فحسب بل من أنحاء أخرى من البلاد، يأتون إليها فيوزعون على داخلياتها العشر حيث يحتم عرف المدرسة أن يستقبل الطلاب الجدد Juniors بحفلة استقبال تليق بهم في حديقة كل داخلية، ويعد هذا من أروع الوجوه الاجتماعية إذ يتم التعارف بين الطلبة خلال حفل الاستقبال. ومن ثم يشرع الطلاب جدداً وقدامى في ممارسة الأنشطة العديدة: الأكاديمية والثقافية والرياضية والسياسية، وهي أنشطة كان لخور طقت فيها قدحٌ معلى بين المدارس (في المدارس إنتِ الأميرة). ففي الجانب الأكاديمي كانت طقت ذائعة الصيت منذ مولدها عام 1950م وحتى موئدها 1991م. وقد بلغت أوج عظمتها الأكاديمية عامَ أن بزت رصيفاتها في نيل الدرجة الأولى في امتحان الشهادة السودانية 1978م، ففي خريف ذاك العام اجتاحتها عواصفٌ وأمطار ألحقت خراباً ببعض مبانيها، الشيء الذي فسره معلم اللغة العربية الشاعر الطيب محمد علي صالح على طريقة (حسن التعليل) بأنه كان نتيجة لتفوقها وذلك في قصيدة امتدح فيها مدير المدرسة آنذاك الأستاذ إبراهيم آدم الدين الذي كان له الفضل في تقدم المدرسة لكفاءته وحسن إدارته، حيث يقول الطيب محمد علي في قصيدته التي كتبها بمناسبة تفوق المدرسة ما أذكر منه بيتين:
والحسكنيتُ تبسمت أزهـارهُ وأرى التبلدي يانعَ الأغصانِ
والفضلُ يرجع كلهُ في حكمةٍ بعـد الإلـهِ "لآدم الأديـانِ"
حيث ضمنها اسم آدم الدين "فأتى الدين في صيغة الجمع ــ الأديان ــ من أجل الوزن". والحق يقال فقد كان إبراهيم آدم الدين خريج طقت في الخمسينيات ومعلمها في الستينيات ومديرها في السبعينيات إدارياً مقتدراً ورجلاً متديناً. وعندما تم نقله عام 1979م من المدرسة تأثرنا لفراقه وكتبت أنا قصيدة تعكس حالنا بعد نقله ونشرتها في "سوق عكاظ" بالمدرسة وأذكر منها ثلاثة أبيات قلتها في حق الأستاذ آدم الدين:
وإن " أبا رياضٍ" لو علمتمْ إلى الخيراتِ لم يَقصرْهُ بـاعُ
غَـذَته"طقـتٌ " روحاً وعلماً وصينَ به لها المجدُ المضاعُ
ففارقـها ودمعُ العيـنِ جـــارٍ كما نضبـت محابرُها اليراعُ
ولكن من الذي خلف آدم الدين على إدارة المدرسة؟ خلفه واحدٌ لم يستحِ أن يقود عربة مدير المدرسة "ماركة بينز" على شارع الردمية وهو مخمورٌ فانقلبت العربة على يديه، وكانت فضيحة أخلاقية لم يتركها الطلاب تمر عبثاً فانهالوا عليه نقداً في سوق عكاظ، وكأنني الآن أشاهده واقفاً يقرأ الانتقاد وهو يتلمظ ليجمع ريقه الذي جفَّ فاقتلع الورق من مكانه وحمله معه حسيراً كسيراً. ولم يقف هذا المدير اللامبالي عند هذا الحد بل سمح لمعلمٍ نافذٍ سياسياً من خارج المدرسة ومن مرحلة تعليمية أدنى أن ينضم لهيئة التدريس ليستعرض قدراته الضحلة في اللغة الإنجليزية، وما كان لذاك المعلم أن يرى خور طقت بعينه ــ وهو الذي لم يرها من قبلُ ــ لو كان آدم الدين موجوداً! (وهاتان الحالتان قرعتا جرس الإنذار الأول للانهيار الأخلاقي والأكاديمي). وبعدُ، فليذهب الزبدُ جُفاءً وليمكث ما ينفع الناسَ في الأرض، ونقول عوداً على بدء إن الجانب الأكاديمي في خور طقت يتمخض عن الثقافي، فقد كانت المجالات الثقافية متعددة فيها، كيف لا وهي التي قال فيها شاعر المدرسة الطيب محمد علي:
إن شئتَ سلْ " حنتوبَ" تلك رصيفةٌ شهدت لها بالفضلِ في إكبارِ
أو شئتَ فاسألْ "وادي سيدنا" تجــدْ أخبارَهـا مكتوبــةً بالنـارِ
وأول جانب في المناشط هو جانب الجمعيات الأكاديمية التي تكوَّن بداية كل عام حيث يأتي رئيس الجمعية المعنية برفقة اثنين أو ثلاثة من زملائه فيشرحون عمل الجمعية ويسجلون من كانت له الرغبة في الانضمام إليها. وقد انضممتُ لجمعية "واحة الأدب" التي كان يرأسها المرحوم أحمد عبد الله عمران "من أبناء بارا وتوفي إثر تحطم طائرة تابعة للأمم المتحدة" وتضم الجمعية ضمن عضويتها الحبيب حارن، أحمد الشريف، حسن محمد صالح، العبيد أحمد مروِّح. ولكل جمعية لائحتها التي تحدد عدد أعضائها واجتماعاتها وطريقة العمل حيث تجد سوق عكاظ يعج بالصحف الحائطية التي تعكس أنشطة الطلاب الثقافية. ومن الأنشطة الثقافية كان هناك مجال الإذاعة والمسرح، فقد كان البث الإذاعي محدوداً في الفترة الصباحية تقدم فيه بعض البرامج والأغاني وكان يشرف على الإذاعة الطالب مجتبى الزاكي الصديق فيبدأ البث منذ السادسة صباحاً حتى بداية الحصص " فترة أولى" ثم بعد الفطور حتى بداية الحصة الثالثة. أما النشاط المسرحي فقد كان الأبرز والأشهر لا سيما مع بداية موسم ليالي الداخليات حيث تجتهد كل داخلية من الداخليات العشر في الإعداد لليلتها فيبيت طلاب الداخلية ساهرين حتى وقتٍ متأخر من الليل وهم يتفاكرون في عرض المسرحية اللائقة وممثليها وفي جوانب الكوميديا الأخرى والأغاني والرقصات الشعبية حيث يفرز هذا النشاط مواهب فريدة. وفي عهدنا برز مسرحيون مقتدرون من خلال أنشطة الليالي منهم البشير سهل وإيهاب عز الدين ومجتبى الزاكي والنور عجبنا ويوسف أحمد علي أبوبكر (يوسف أحمد علي أبوبكر سليل أسرةٍ من القراصة بالنيل الأبيض وتسكن أسرته الدلنج وهو ابن أخت معلم الأجيال محمد الأمين صبير)، وكان يوسف أحمد علي هذا طالباً نجيباً فقد أحرز الدرجة الأولى أكاديمياً على مستوى كردفان عام 1977 (216 درجة من مجموع 240) وكان إلى جانب تفوقه الأكاديمي متفوقاً في المسرح والعلاقات الاجتماعية حيث نال شهادة (الطالب المثالي) في خور طقت بداية 1980م مما أثار حفيظة رئيس داخلية "زاكي الدين" الذي كان يسعى لها قائماً وقاعداً. أما عنادل الأغاني في ليالي الداخليات فقد كانوا كثراً خاصة من مدينة بارا الودود الولود، وأذكر منهم في أيامنا الطالب جبريل بشير سليمان ( شقيق الفريق معاش محمد بشير سليمان) فقد كان جبريل يغني لأحمد المصطفى رائعة الصاغ محمود أبوبكر "زاهي في خدره ما تألم" فيشنف بها الآذان ويغني الحقيبة عموماً، ومن أبناء بارا الفنانين إبراهيم فضل ومحمد التاج والعازفين عبد الخالق فضل الله الدرديري "عازف الناي" وإسماعيل عبد القادر "عازف الأكورديون" الذي انضم أخيراً لفرقة الفنان عوض الكريم عبد الله. وبرز من الأصوات الفنية أيضاً صلاح الشامي ومحمد خير "كلاهما من أبناء ود عشانا" ومن عازفي الجيتار المرحوم سالم عبد الفتاح (من أبناء ودعشانا وانضم للاتجاه الإسلامي في الجامعة وتوفي مع رئيس الاتحاد محمد مختار عجول في حادث حركة على الحدود الإريترية 1983)، ومنهم عبد الملك بابكر سعد عازف الكمان "من أبناء الرهد" الذي عندما يصعد على المسرح يصيح الطلبة "محمدية .. محمدية"، وبرز في مجال الفن شهاب عزالدين "من أبناء بحري" والأمين بدوي "من أبناء أم دم ومن أصدقائه المعنويين خليل فرح والكاشف". أما في مجال الشعر فقد كانت هناك مساهمات من شعراء مبتدئين وآخرين موهوبين، ولعل أبرز حالة موهبة كانت تلك التي نالت فيها المدرسة الجائزة الأولى على مستوى مديرية شمال كردفان عندما أعلن مكتب الثقافة بالأبيض في أكتوبر 1978 عن مسابقة في أيٍّ من القصة أو الشعر أو الرسم التشكيلي تعكس "الواقع الاجتماعي ومسببات حياة الفرد في كردفان" وأعلنت النتيجة في فبراير 1979م وكانت الجائزة الأولى في الشعر وقدرها ثلاثون جنيهاً من نصيبي كما مُنحتُ مصحفَ المدرسة الذي سلمني إياه الأستاذ إبراهيم آدم الدين في مهرجان أقيم بمسرح خور طقت وكنت سعيداً بالجائزتين فضلاً عن كتاب بعنوان (لن أقتل وطني) أهداه إليَّ الأستاذ محجوب عوض الكريم صاحب مكتبة "النهضة" بالأبيض. وكان من بين الشعراء أيضاً الطالب إبراهيم محمد محمود الشنقيطي "من أبناء أم بادر" الذي كانت له مساهمات شعرية مقدرة وما زال يقرض جيِّد الشعر. ومن بين الأنشطة البينية استضافة خور طقت لبعض المدارس عام 1977 لعكس أنشطة هذه المدارس بهدف التلاقح الثقافي، كما شاركت المدرسة بعروضها الثقافية والرياضية في عيد العلم التاسع الذي استضافته مدينة النهود في فبراير 1979 وهو ذات الشهر الذي توفي فيه الشيخ منعم منصور ناظر حمر.
هناك الأنشطة الرياضية حيث الميادين الفسيحة لكرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة ويشرف على الجانب الرياضي أستاذ إمام "من أبناء القضارف" والأستاذ المصري عبد الجواد. ولا تجد طالباً مهما كان بعيداً عن الساحة الرياضية إلا وكان مشاركاً حتى ولو بالتشجيع. وكثيراً ما تدور المباريات بين خور طقت والمدارس الأخرى وخاصة مدارس الأبيض كمدرسة الأبيض الثانوية وإسماعيل الولي، إذ أذكر أننا تفاخرنا أكاديمياً على مشجعي إسماعيل الولي فتفاخروا علينا رياضياً حين انتصرت إسماعيل الولي على خور طقت في إحدى المباريات بالأبيض، ولكننا كثيراً ما تفوقنا في السلة والطائرة، ومن الذين برزوا رياضياً في عهدنا الطالب حضارة "من أبناء الدلنج" الذي سجل لمريخ الأبيض فيما بعد والطالب شقلبان "من أبناء السميح" وحارس المرمى المرحوم مالك محمد مالك (من أبناء ودعشانا وقد توفي إثر سقوطه من القطار). وأذكر من الطرائف المتعلقة بالهوس الرياضى تعليق الطالب أسامة دبلوك "من أبناء الأبيض" عندما لاحظ أن داخليتنا "داخلية زاكي الدين" جمعت في عنابرها أسماء " النقر" و"علي عبد القادر" و"متوكل" فقال ساخراً: (الداخلية كلها بقت لينا لعيبة هلال!). ومن الأنشطة السائدة "الكديت" بالنسبة للطلاب المشبعين بالروح العسكرية حيث يصحون صباحاً ويرتدون زي الكديت وينطلقون في الميادين، وكان من أبرز طلاب الكديت الطالب محمد عبد الله محمد إبراهيم "من أبناء قرية تفنتارة" بريف أم روابة وقد حصل على الجائزة الأولى على مستوى السودان عام 1979م وكانت الجائزة تذكرة للحج لشهر ذى الحجة 1399هـ الموافق آخر أكتوبر 1979م..
أما النشاط السياسي فبرغم ما له من أثر على بعض الطلاب إلا أن أثره كان باهتاً أمام الأنشطة الأخرى ربما لانعزال المدرسة عن المدن وضعف الاتصال آنذاك، ومع ذلك فقد كان نشاط الاتجاه الإسلامي محسوساً بقدرٍ ما حيث تجد لهم ملصقات وكتابات في سوق عكاظ ومعارض في الفصول وذلك في مواجهة الشيوعيين المحسوبين على أصابع اليد. كما أن الدليل على حراك الإسلاميين تلك المسيرة التي نظمت بمناسبة استيلاء الخمينى على السلطة عام 1979م حيث مضت المسيرة على شارع الردمية هادرة صاخبة إلى الأبيض وفي مقدمتها الطالب المسلمي البشير الكباشي الذي كان يجري والمنديل لا يفارق يده مع تصبب العرق، وقد شاركت فيها حتى استطيع رؤية الأبيض. وشاركت قبل تلك المسيرة في رحلة استقطابية نظمها الاتجاه الإسلامي يوم الجمعة الموافق 12 يناير 1979م وكان على رأسها الشيخ/ تاج السر عبد الباري، وقد تم حشدنا في بص تحرك بنا إلى غابة جهة جبل الداجو حيث قضينا نهارنا تحت شجرة التبلدي وشيخ تاج السر يحاضرنا ويذكر لنا مجاهدات الإخوان المسلمين من أمثال الهضيبي وعبد القادر عودة وسيد قطب ومؤامرة عبد الناصر ضدهم. ثم عدنا في المساء ولكن ما كنت مكترثاً لدعوات الاتجاه الإسلامي أو غيره بحكم رواسب الطائفية التي رانت على قلبي حتى ذلك الوقت وهي رواسب اكتملت (صنفرتها) تماماً بعد دخولي الجامعة. ومما أذكر في إطار النشاط السياسي أننا نودي فينا ذات يومٍ من أيام صيف 1978 فتجمع الطلاب تحت مظلة مسرح المدرسة ونصبت أمامهم منصة فإذا بامرأةٍ بيضاءَ الثياب تقف أمامنا فتهامسنا نتساءل عمَّن تكون هذه المرأة التي تريد أن تتحدث، فقالوا لنا: إنها آمال عباس أتت لتعلمكم أمور اتحادكم الاشتراكي، فاستمعنا لندوتها ولكن لم نكن في سنٍّ تسمح لنا باستيعاب مفردات "الفئوية" و"الجماهيرية" و"الوحدات الأساسية" و"تحالف قوى الشعب العاملة". ومن الأنشطة السياسية التي شهدناها ندوة قدمها أحد جماعة أنصار السنة على مسرح خور طقت بعيد انتصار الثورة الإيرانية وكان المتحدث يكيل فيها الهجوم لإيران ونظامها الجديد ولدعاوى الشيعة، أما الندوة الأخرى فقد كانت مناظرة بين أحد أنصار السنة والأستاذ النور محمد حمد الترابي الجمهوري وأستاذ الفنون الجميلة بالمدرسة، وقد كانت مناظرة مفيدة ومثيرة لكن أفسدها التدخل المتكرر لوكيل المدرسة آنذاك محمد نور مصطفى الذي كان منحازاً لأحد الطرفين. وكما قلت لم تكن أصداءُ النشاط السياسي الخارجي في جامعة الخرطوم وغيرها تصلنا إلا لماماً وعبر بعض الطلبة المتابعين مثل الطالب عمر هارون الخليفة (د. عمر هارون يعمل حالياً أستاذاً لعلم النفس بجامعة الخرطوم) حيث كان يحدثنا عن التنظيمات السياسية وعدد المقاعد التي أحرزتها في اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، وقد كان عمر هارون طالباً مثقفاً وناشطاً وفيه دعة المدلِّ بعبقريِّ شبابهِ على قول التيجاني يوسف بشير وما زال عمرُ يرقى مراقي التقدم.
وبعدُ فهذا غيضٌ من فيض خور طقت التي قضيت فيها ثلاث سنوات ( 1977ــ 1980م) كانت من أجمل سنيِّ العمر أعادني لذكراها تقلبُ الأحوال وتنافرُ الأجيال بعد أن أصبحتْ حالي كحال الشاعر الآيرلندي وليم بتلر ييتس W.B Yeats وهو يهرب هروباً روحياً إلى بيزنطة في قصيدته "الإبحار إلى بيزنطة" Sailing to Byzantium تفادياً لمنغصات الحياة في آيرلندة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: احمد عثمان النور)
|
مقال اخر عن خورطقت منقول من صفحة خريجو خورطقت بالفيس بوك
ذكريات عن خورطقت الفيحاء _ميرغنى حامد جقر _الكويت
ذكريات عن خورطقت ( الفيحاء)
الحديث عن الحياة الطلابية أو الفترة الدراسية ذو شجون يثير كوامن النفس إذ أنه يرتبط بفترة الطفولة البرئية وقد يتذكر الانسان تلك الفترة وذكرياتها وذلك لأن الفترة من الزمان خالية صفحاتها نقية، صورة الطفولة والمدرسة الثانوية بالتحديد تظل مطبوعة في شريط الذاكرة وكلما التقيت بزميل من طقت تجده يحتفظ بكثير من الذكريات كما ارويها الآن.
فمدرسة خورطقت (الفيحاء) التي اتحدث عنها تعتبر من اعرق مدارس السودان ومثيلاتها حنتوب ، وادي سيدنا ورمبيك – فمعظم الكوادر البارزة تخرجت من هذه المدارس – فأن الحياة الطلابية في طقت تختلف اختلافا كثيرا عن مثيلاتها من المدارس الأخرى من حيث النظام والإدارة والانضباط والانشطة الاكاديمية والثقافية والرياضية . توجد بها داخليات : 1/ ود التوم 2/ ابوسن 3/ ود زايد 4/ زاكي الدين 5/ الولي 6/ ابوعنجة 7/ دينار 8/ دوليب 9/ ضيف الله 10/ دقنة 11/ تكتوك. ومن ابرز المناشط التي تقوم بها هذه الداخليات المنافسات الثقافية وتسمى بليالي الداخليات وفيها يقدموا الطلبة كل ابداعاتهم الثقافية والفنية.
هنالك بعض الاحتجاجات الجانبية التي يقوم بها طلبة الداخليات الأخرى بغرض تفشيل او تقليل الدرجات التي ترصدها اللجنة المكلفة، الاحتجاج يكون بصورة تصفيق جماعي اقصد تصفيق احتجاجي وهو معروف لدى الجميع وغالبا ما يسبب هذا التصفيق بعض الارتباك لدى الطلبة الذين يؤدون ادوارهم من على المسرح وهذا التصفيق بالطبع يؤثر سلبا على درجات بعض الداخليات لذلك كانت هنالك عدة تحالفات بين الداخليات وكان كثيرا ما يحد التحالف من حجم التصفيق – اذكر كان لنا تحالف حميم بين داخليتنا ود التوم وداخلية ابوسن ولقوة تحالفنا مع بعض استطعنا ان نحرز في عام 80 كأس ليالي الداخليات وجاءت ابوسن في المركز الثاني وهنالك ايضا مناشط اخرى كالمنافسات الرياضية وكانت داخليات ود التوم – دينار – دوليب ابرز هذه الداخليات ومن بين المنافسات ايضا منافسة الطالب المثالي وهذه المنافسة تخص السناير طلبة الصف الثالث فقط باعتبار ان التقييم يتم على فترة الثلاثة سنين وجميع هذه المنافسات توزع جوائزها في نهاية السنة الدراسية بالتحديد يوم 22 فبراير وهو يوم التعليم وتكون الدعوة لمجلس الاباء وأولياء امور الطلبة وبعض الشخصيات البارزة والخريجين لحضور هذا اليوم التاريخي حيث ان الخريجين يحضرون منذ الصباح الباكر ينتشرون في داخلياتهم وعنابرهم يعيدون بعض الذكريات اللطيفة التي قضوها في هذه البقعة الطيبة. ومن ثم يذهب الكل الى السفرة لتناول الوجبة الشهيرة الدسمة المسماة ( Especial mail) بعدها يتجه الجميع بعد صلاة العصر الى ميدان (One) لمشاهدة المباراة الختامية التي بموجبها تنال الداخلية الفائزة كأس كرة القدم– بعد ذلك يتجه الجميع الى مسرح المدرسة لمشاهدة الحفل الختامي وتوزيع كل الجوائز اثناء الحفل بعد ذلك يجي دورطلبة الصف الثاني بعد الحفل مباشرة يطوفوا المدرسة ويعبرون عن فرحتهم وسنيرتهم بنوبة تستمر حتى الساعات الأولى من الصباح، حيث يطوفوا جميع انحاء طقت مرددين هتافات معينة بهذه المناسبة وعند نهاية الطواف وفي المنصة الشمالية وهي عبارة عن كتلة دائرية مصنوعة من الاسمنت. في هذه المنصة يتم تسليم راية السنيرة من الشيخ القديم إلى شيخ آخر ويتم الاختيار بعد توجيهات شديدة من قبل السناير القدامى بالحفاظ على العادات والتقاليد السائدة في طقت.
ومن الاشياء اللطيفة التي اذكرها عن خورطقت الـ (Skar) في السفرة والـ (objection) وكشة الجناير ومظاهرات منتصف الليل وفيها نردد:
الجنير فارق امه ---- انشاء الله ما يتلموا
خورطقت ليلك ولى --- الأدارة هوان ومزلة
ثم تتبعها بهتافات اخرى:
يا حليلك يا جنير --- ابيت للكشة تظهر
مانعني الوكيل --- وحيرفدني المدير
وايضا من الذكريات الطيبة في ذلك الزمان عندما كنا نذهب لمظاهرة خارجية لمدينة الابيض قاطعين تلك الفيافي والوديان لنجد طالبات مدرسة الابيض الثانوية وهن بالاهازيج والفرح يستقبلونا وهن يرددن:-
النار البقت حينا --- ثانوية طقت حينا
البحموا ديارنا حينا --- البخوضوا النار حينا
كل هذه الهتافات لم استحضرها جيدا لذلك ذكرت بعض منها.
ومن الطرائف عندما كنا في السنة النهائية فخرجنا في مظاهرة خارجية لمدينة الابيض بسبب ارتفاع سعر الذرة ( العيش) وكان ذلك في عهد المحافظ عبد الله عمر وكنا نردد في هذه المظاهرة ( المد بجنية تأكل ايه) ( عبد الله ظلط حاكمنا غلط ) سمي ظلط لانه لم ينجز شيئا طوال فترة حكمه الا طريق داخل الابيض طوله ما بين 5 الى 7 كيلو متر وبعد هذه المظاهرة اغلقت المدرسة لأجل غير مسمى فاستمرت العقوبة لشهر ونصف بالتمام والكمال الامتحانات كانت على الابواب وكنا في سباق مع الزمن كنا لا نضيع حتى دقيقة واحدة وفي ليلة 22 فبراير اي في احتفالات المدرسة بانتهاء السنة الدراسية قام طلبة الصف الثاني وهم اكثر الناس سعادة بهذا اليوم كالعادة خرجوا بعد انتهاء الحفل تصحبهم الطبول والنقاقير ينشدون الفرحة بتتويجهم سناير جدد على المدرسة لكن كما اسلفت الذكر كنا نحن في سباق مع الزمن فكنا نحن خمسة اشخاص اوكل علينا مهمة تفريغ المظاهرة وهم:
(1) مولانا (بخيت ادريس زريبة)
(2) مهندس ( ايمن حاج الطاهر)
(3) الاستاذ ( ميرغني كرار البكري)
(4) الاستاذ ( محمد احمد سيحة)
فكنا عادة نحتفظ بكميات كبيرة من مسيل الدموع حيث كنا نتحصل عليها عند تشابكنا مع رجال الشرطة وكنا نتغلب عليهم بالكثرة ونأخذ منهم كميات كبيرة من المسيل ونحتفظ بها في اماكن معينة ونستخدمها وقت الحاجة – فنحن الخمسة كل واحد منا اخذ علبة مسيل ورحنا نتخبي خلف الحمامات في الجزء الخاص بالجرادل التي تستخدم في السابق للمراحيض ( W.C) وفي الوقت المناسب خرجنا والقينا مسيل الدموع على الطلبة المتظاهرين فانقضت المظاهرة وذاكرنا في تلك الليلة في هدوء تام.
وينقلني شريط الذكريات إلى مجلس الاباء الذي يدير حركة المدرسة منهم الاستاذ الجليل – كمال حمزة عثمان والحاكم السابق الفاتح بشارة وكمال ابوكلابيش وبكري عديل ومحمد احمد جحا والاستاذ الكبير الفاتح النور صاحب مطبعة كردفان العريقة – ومن الاساتذة والمدراء أذكر المدير ايراهيم آدم الدين وصالح شبور و اخيرا على الخليفة. ومن الوكلاء الاستاذ رضا الدرديري ثم خلف الله. ومن الاستاذة الاجلاء الاستاذ الشاعر / محي الدين فارس والاستاذ / حاكم والاستاذ/ انور والاستاذ / محمد المكي والاستاذ / ابونعوف والاستاذ/ عبد القادر( ابورقيع) والاستاذ/ امام والاستاذ المصري/ ابراهيم ابوالفتوح لاشين ومن الصولات العم/ دليل ( الموسيقى) والعم/ خالد (جرس) والعم/ محمد الامين (صول) ورئيس العمال العم/ مدني.
ومن الذين زاملتهم في تلك الفترة من الزمان من الصف الاول وحتى نهاية المرحلة في عام 82 قبل ان تزحمنا الحياة بزيفها وآمالها الزائلة – من حق اولئك الزملاء والصحاب على أن أذكر اسماءهم في هذه السطور من زكرياتي وبعضهم او قليل منهم الآن أعرف مكانه في مسرح الحياة العريض وآخرون لا ادري اين هم ومن زملائي من اعتز بصداقتهم وزمالتهم وهم الآن يصنعون الحياة في السودان فمنهم من ارتقى في التعليم مكانا كبيرا ينير ظلام الجهل للاخرين بالعلم ومنهم من يعمل مهندسا او طبيبا او دبلوماسيا ومنهم من سلك طريق الجيش والبوليس ليحمي الوطن في امنه وسلامته ومنهم من ارتقى في القضاء يحكم بين الناس بالعدالة ومنهم من اغترب خارج البلاد – ومن زملائي في تلك الايام الخوالي والذين هم الآن ينتشرون في داخل السودان وخارجه اسرد هذه الذكريات لتدق ناقوسا في عالم الذكريات الخالدة، واجدني تغمرني السعادة لتلك الذكريات وفيما ادناه سجل اسماء زملائي وهم:
الاستاذ/ صلاح احمد محمد طه مهندس / خالد موسى رائد/ صلاح بخيت سرية امنيت
الاستاذ/ النور بدوي د/ الصاوي يوسف عطا المنان مولانا/ بخيث ادريس زريبة
الاستاذ/ خالد بكري عبد الله مهندس/ احمد محمد خير الاستاذ/ سيد امام محمد الامين
الاستاذ/ ميرغني كرار البكري الاستاذ/حافظ خليل محمد حسين مهندس/ايمن حاج الطاهر
مهندس / جمال مصطفى عثمان مولانا/ يحي الامين (تكلس) الاستاذ/ عبد الباقي معروف
مولانا / الشاذلي الشريف الريح مهندس/ الفاتح البشير الكلس مهندس/ عادل حسن عبد الحكم
رائد/ محمد فرح سليمان رائد/ امى عثمان مهندس/ على احمد حارن
رائد/ ابراهيم محمد البره الاستاذ/ احمد وداعة احمد نقيب/اسماعيل خريف
د/ البقاري الاستاذ/ مجدي التجاني احمد الاستاذ/ حنفي كرار البكري
المحامي/ احمد ابوبكر د/هشام الضو د/عبد الحميد المقابل
الاستاذ/ ربيع دبلوك مولانا/ امجد دفع الله الاستاذ/ محمد احمد سيحة
مهندس/ جاشنتو الاستاذ/عبد الله الكاظم مهندس/ موسى جبريل
الاستاذ/ اسامة محمد الحسن الاستاذ/ حميدة (ابو الجناير) الاستاذ/ برنابا اكوج
الاستاذ/ حمد احمد هاشم كابتن /ياسر تيمو تاوس مهندس/ السر يونس محمد على
الاستاذ/ ذو النون محمد حامد الاستاذ/ مامير الاستاذ/ محمد المكي
الاستاذ/ احمد البشرى احمد مهندس/ مختار احمد دلبون الاستاذ/ عريان الضو عريان
نقيب/ عادل دهب الاستاذ/ عصام بارليه د/ ابراهيم مصطفى عثمان
الاستاذ/ اسماعيل على العربي مهندس/ يوسف حميدة الاستاذ/ اسماعيل كرداوي
الاستاذ/ جلال النور الاستاذ/ الصادق مرجي
هؤلاء هم زملائي في تلك الفترة التي مضت منذ ان شاء لنا القدر ان نفترق بعد ان قضينا في ربوع طقت الفيحاء اياما واوقاتا جميلة تأكدت فيما بيننا من اخوة وعشرة وزمالة حتى كان الواحد منا لا يكاد يفترق عن اخيه حتى يعود اليه اكثر شوقا واعظم رغبة ثم شاء القدر ان يفرق بيننا لهذا سطرت هذه الذكريات بالوفاء والحب والتقدير لهؤلاء الزملاء والاخوة والاصدقاء واجدني دائما اردد هذه الابيات:
يا من يعز علينا ان نفارقهم **** وجداننا كل شئ بعدكم عدم
مع تحياتي
ميرغني حامد جقر
داخلية ود التوم – عنبر 3
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خور طقت الثانوية (Re: Mortada Adam)
|
وهذا مقال ثالث جدير بالمرور عليه
وكذلك خور طقت!!
نقلا عن جريدة الصحافة
http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=31628
أستاذي الجليل د.فتح العليم عبد الله
التحيات الطيبات لك ... وكل الأماني الحلوة والشوق والشجن...
لأنك مثل نجم السعد وتسمو بالدواخل التي تحمل بريقا من التذكار الموشى بماضي تليد كانت مروى الثانوية جزءاً من حلقاته التي ورغم مرورها مرور الكرام لم ينته أمرها لديك ولم تتركها تردد قول إمرأة نزار قباني:
ماذا لو أنك يا رفيق العمر
قد أخبرتني أن إنتهي أمري
لديك
فجميع ما وشوشتني
أيام كنت تحبني
قد بعته في لحظتين وبعتني
لقد فتح علينا مقالك «مروي الثانوية» بالصحافة ، الاثنين 22 يناير 2007م عدد 4887 نافذة ماضٍ تحرك قطاره مع نهايات اربعينيات القرن الماضي حينما تم افتتاح مصانع العقول الفذة ومناجم الأرواح السامية وادي سيدنا، حنتوب وخور طقت. تلك الثانويات. والتي ويالسخريات القدر أضحت مدارس ثانوية خلت من الدراسة. كانت عالما من الروعة والمؤسسية والتنافس الحر الشريف لغد مشرق القسمات .. وعلى هذا الأساس كانت خور طقت ولأن مقالك يبتدئ « تقع المدرسة بين مدينة مروى ودويم ود حاج» فإن خورطقت تقع على بعُد «مليمترات مصغرة» من قلوب آلاف من أبنائها. أساتذة وموظفين وعمال وطلاب، منذ افتتاحها وحتى إشعار آخر، من هؤلاء من أدّى واجبه وقضى نحبه ومنهم من مازال يؤديه بتجرد ومسئولية. مثلما صنعتهم خور طقت " ومابدلوا تبديلا.
لست أدري ماذا أقول عن طقت الفيحاء"؟ هل أبدأ من نقطة الإنطلاق يوم ذلك الصباح الأغر؟.. تخيلوا معي روعة المشهد وعراقة التاريخ 28 يناير 1950م، ولأن من رأى ليس كمن سمع أترك رواية الحدث لمن شهده وصورة بذاكرته الوقادة ومشاعره الدفاقة لستٍ وخمسين عاما ً 1950-2006م إنه طيب الذكر الفريق ركن الفاتح بشارة طيب الله ثراه ، يوم اعتلى منصة الاحتفال باليوبيل الذهبي لطقت قائلا بصوت جهوري « إنها خور طقت الفيحاء التي تطل من بُعد تسعة كيلومترات من ربوة خضراء على عروس الرمال الأبيض حاضرة كردفان. وكأني بذلك الصباح الأبلج وكأنه بالأمس. ففي الثامن والعشرين من شتاء يناير1950م وفي حفل بهيج ضم علية القوم كنا نحن الطلبة جئنا فصلين من وادي سيدنا ومثلهما من حنتوب وأربعة فصول من الناجحين في إمتحان الدخول للمدارس الثلاث لنكون الصف الأول والثاني. تلك هي البداية صارت بعدها الفيحاء رافدا أساسيا لكليات جامعة الخرطوم الوحيدة في زمانها ، ولجامعات مصر الشقيقة... فقد إحتضنت شباب جنوب الوادي مع أشقائهم من شماله فأنجبت للسودان خيرة علمائه وأطبائه ومهندسيه وإقتصادييه ورجالات أمنه وعدله وسفرائه وفي كل مجال للعلم والمعرفة ، فشمخت منارة سامقة في سماء السودان كُله وبوتقة ذابت فيها الجهويات السودانية جميعا .
هذا هو المشهد وذلك هو التاريخ ولأن تاريخ طقت «ليس له نهاية» كانت ليلة اليوبيل الذهبي 28 يناير 2003م تخليداً لذكرى عطرة باقية في النفوس ما بقيت الحياة .. يومها صدح عندليب كردفان عبد القادر سالم:
تهل أعيـاد يا خــورطقت
وعيدك إنت هالي دوام
يرفـرف بـي جناح زاهـر
ويبقى على مدى الأيام
أو كما قال الشاعران السفير عبد المجيد حاج الأمين ودكتور السر دوليب في يوبيل الفيحاء الذهبي والذي أقيم في مكان ليس هو المكان وفي زمان ليس هو الزمان .. في ذلك اليوم إلتقى جيل البطولات بجيل التضحيات وبينهما « أجيال ضياع » وانتعشت المشاعر الدفيقة ورغم الفارق الزماني بين خريجيها أول دفعة 1950م وآخر دفعة 1992م " يوم أن وئدت الفيحاء « كان ترموميتر » الإحتفاء بطقت ذلك اليوم في أعلى معدلاته ومستوياته إذ ثبت شرعاً إنها ما زالت باقية في وجدانهم معلقة بشغاف قلوبهم ، كيف لا وهي ذات فضل عليهم، ولا يعرف الفضل إلا ذووه .. كانت دواخل أي منهم تردد:
ماذا أقول لأدمع سفحتها
أشواقي إليك
ماذا أقول لأضلع مزقتها
خوفا عليك
لأن الألم يعتصرهم جميعا لفقد أمهم الرؤوم التي أرضعتهم منذ أول يوم من ينابيع علوم أساتذتها الأجلاء من أمثال: النصري حمزة ، عبد الحليم على طه ، الطيب شبيكة ، كمال البكري ، إدريس البنا ، صالح ضرار ، وغيرهم من النجوم التي سمقت بالعلوم والآداب والفنون والوطنية .. احتوتهم خورطقت بين الضلوع وعزفت لهم أناشيد الوطنية فتغنوا بها قولا وطبقوها عملا:
من بقعة فيحاء فــي أفريقيـــا البلــد العتيــد
من طقت الكبرى سأعـزف معلنا هذا النشيد
منهـا سأعلــن للدنــا للعالــم الرحب المديــد
هـذا النشيـد الحلـو رمزٌ للســـلام وللخلـــود
وبما أن الشيء بالشيء يذكر كان الرواد اللبنة الأولى لخورطقت ، إذ أتوا إليها من كل فج سوداني عميق: مختار التوم ومصباح الصادق من أم درمان ، الوليد طه الملك من دنقلا ، إبراهيم أحمد عبد الكريم من كوستي ، حسين خرطوم ومكدو كوكو من جبال النوبة ، عبد الماجد حامد خليل وأحمد وادي من كردفان ، وفرانسيس دينج مجوك من أبيي ، عواض ومحمد أوهاج من الشرق ، الزبير إبراهيم الزبير وأبراهيم آدم الزين من دارفور ... كانوا وآخرين طليعة سيل تدفق على خوطقت على مرِّ السنين وعلى نسق قومي واحد .. فتوحدت مشاعر أبناء طقت من الرواد وحتى آخر خريج في حبهم لها وانسحب ذلك الحب على الوطن الكبير.
ولأن عظمة الفيحاء أكبر من أن يوفيها مقال في طرف قصي من الصحف السيارة ولأنني أصغر من الحدث « طقت الكبرى » أتمنى أن يكون ما ذكرت جزءاً من دين الفيحاء التي سلفت به يدها علينا وأصبح الوفاء لها دين مستحق .. ونذكّر جميع الخريجين بالشعار الذي رفع " سنعيدها سيرتها الأولى " لأننا يا فيحاء لم ننساك ولكن " عميق الجرح يُغرى بالتناسي " ... مع تحياتنا لكل الشموع التي احترقت من أجل الطلاب .. يا أساتذتنا الأجلاء ولكل الخريجين الذي انتشروا في الأرض ليبتغوا من فضل الله.
دكتور محمد يونس محمد
جامعة الخرطوم, قسم اللغة الإنجليزية
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Mortada Adam
معتز يوسف نجم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست