الحزب الشيوعي ... وبديله الديمقراطي ,,بقلم د/ امين حسن عمر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 09:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-06-2013, 00:15 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحزب الشيوعي ... وبديله الديمقراطي ,,بقلم د/ امين حسن عمر

    الحزب الشيوعي ... وبديله الديمقراطي (1)


    د. أمين حسن عمر:
    يغرم الشيوعيون بالتحلي بزينة مفردات الديمقراطية يضيفونها إلى أسماء بلدانهم وأحزابهم, ولكن الديمقراطية ليست بحلية . وأنما هي خلق وسلوك يقف بالموازاة تماماً مع تاريخ السلوك

    السياسي للأحزاب الشيوعية، أكان ذلك حولنا أم في داخل بيتنا الوطنى . والحزب الشيوعي السوداني أو ما تبقى من أشلائه أو أطلاله هو المتزعم مع حزب المؤتمر الشعبي شعار إسقاط النظام وإقامة البديل الديمقراطي. و لم أقرأ في سطور بيانه الديموقراطي وبين تلك السطور إلا الحرص على الوصول للسلطة والبقاء فيها بغير تفويض شعبي . ثم هدم مؤسسات الدولة بدعوى تصحيح المسار بلا مرجعية شعبية . فكأنما يريد الحزب الشيوعي أن يعيد السودان إلى حقبتي سلطة جبهة الهيئات وسلطة مايو ما قبل 20 نوفمبر 1970م . و تلك الفترات القصيرة من التحكم الشيوعي بمفاصل السلطة شهدت إنجاز الحزب من التخريب للقيم السياسية وللمؤسسات الوطنية، ما لا يُنافسه فيه أحد، مترشحاً للدخول إلى موسوعة جينيس للأرقام القياسية. وهذا المقال عن علاقة الحزب الشيوعي بالديمقراطية سيكون شركة بيني وبين الزميل الراحل الخاتم عدلان اقتباساً من كتيب (آن أوان التغيير), الذي كتبه عقيب سقوط المعسكر الشرقي الشيوعي وانهياره انهياراً مدوياً لم يشهد التاريخ له مثيلاً, ولا حتى في سقوط الأمبراطورية الرومانية العظمى.
    الحزب الشيوعي .. شيخوخة الفكرة:
    الحزب الشيوعي السوداني سيبلغ من العمر سبعة وستينا عاماً بانقضاء هذا العام. وأنا أتحدث ههنا عن الحزب لا عن محازيبه من قيادته التي تكبره عمراً . وكلاً الحزب والقيادة قد دخلا مرحلة شيخوخة الفكرة وشيخوخة القيادة . ولكي لا أتهم بالمغالاة في التحيز فإن الفكرة الشيوعية لم تكن شراً كلها، بل كان فيها في يومٍ من الأيام وفي كثير من البلدان من الخير أكثر مما فيها من الشر. ولم يكن كارل ماركس يهودياً بغيضاً كما تصوره الأدبيات الإسلامية. كان يهودياً ولم يكن كل اليهود بغضاء ولا أعداء . والقرآن نفسه يستثنى في كل حالة (إلا قليل منهم ) وكان كارل ماركس من هذا القليل فيما أحسب وأظن . ولم يكن مؤمناً باليهودية ولا بالنصرانية ولا بالإسلام. لم يكن يؤمن بالأديان . وكان يرى، وكان محقاً، أن الأديان قد استخدمت في أحيان كثيرة لتدجين الشعوب ولحملها على الصبر على الحيف والظلم . وعبارته الدين أفيون الشعوب عبارة مشهورة، ولكنه يقر فى نفس الكتاب أن الدين فى أحيان كثيرة كان محرضا للشعوب على الثورة، ولا غرابة أن يكفر بالتلمود من يدعو الى إخاء الشعوب. ونحن أمة نكره الكفر والإلحاد ولا نحب أن ننسب أية مزية لكافر أو ملحد . ولكن واقع الحال أن الكافر قد يتبطن بعض الخير وأنه قد يحمل بعض الخير . وفي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يعلمنا بعض ذلك عن بعض كفار قريش. وفي واقع الحال في زماننا ما يرينا بعض نماذج من ذلك . أما ماركس فكان يهودياً مثالياً كره الاستغلال المريع للضعفاء على طريقة الفلاسفة، مثلما كره ذلك فيكتور هيجو ذلك الاستغلال على طريقة الروائيين، فأنتج الأخير كتاب (البؤساء) وانتج الأول كتاب (رأس المال) . وكان كتاب ماركس أقوى صيحة في زمانه في وجه فلسفة احتقار الإنسان وظلمه. ولم يكتف ماركس بكتابة كتاب فضح فيه وجوه الاستغلال الطبقي للمستضعفين المسحوقين من (البرولتاريا)، بل مضى في طريق كفاح اجتماعي لرفع الظلم عن المظلومين . وكان رفيقه فى الكفاح ذلكم الارستقراطي المتخلي عن طبقته وثروته لمناصرة الفقراء (أنجلز) . وكانت الأخوية التي شادها ماركس وانجلز أقوى الملهمات لحركات الممانعة والمقاومة الاجتماعية من كوميونة باريس إلى ثورات المستضعفين في كل أرجاء أوربا. وهذا البعد الإنساني في الماركسية هو الذي جذب المناضلين في شتى أصقاع الأرض. وفي السودان نشأت الحركة الشيوعية بصفة المقاومة للاستعمار . ولكنها نشأت في بيئة اجتماعية مغايرة تماماً للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في أوربا ثم في الاتحاد السوفيتي من بعد ذلك. ولم تنشأ الشيوعية السودانية حركة تحرير اجتماعي بل حركة للتحرر من الاستعمار الأوربي ، ولكنها حملت معها جرثومة الخضوع لنوع آخر من الاستتباع لكيان أوربي هو الاتحاد السوفيتي ،والذي أصبح مجسداً سياسياً للفكرة الماركسية اللينينية. ثم أن الماركسية اللينينية الستالينية ما عادت ذلك الحلم الجميل، بل تحولت إلى دولة ونظام دولة حديدية قابضة قاهرة مسيطرة لا على شعبها فحسب، بل على شعوب كثيرة مقهورة وقعت تحت النير السوفياتى بفعل معادلات الجيوبولتيكا في أوربا وغرب آسيا. ورفع الحزب الشيوعي السوداني شعارات الماركسية في مناصرة الضعفاء وتعزيز نضال الطبقة العاملة (لم يكن لها وجود يذكر)، ولكنه حمل أكثر من ذلك شعارات الأممية التي جاءت على حساب الولاء الوطني . وشعارات الصراع الطبقي (في بلاد لم تعرف الطبقات الاجتماعية) . وأصبح القضاء على الرجعية الملتحفة بدثار الدين هو همه الأول . ومحاربة تقاليد التدين الاجتماعي بوصفها التجسيد للعادات السيئة المعوقة للتقدم هو دأبه وديدنه. وكانت الماركسية هي دليله في ذلك، وكتابه المقدس (راجع كتيب الماركسية وقضايا الثورة السودانية). وأكثر الحزب الشيوعي من الحديث عن محاربة طريق التطور الرأسمالي للتنمية في بلاد لم تغادر آنذاك ربع الاقتصاد الكفائي، ولم تعرف الاقتصاد النقدي إلا قليلاً بله أن تعرف الرأسمالية .
    وتحدث الحزب الشيوعي كثيراً عن سلطة الطبقة العاملة وسعى باتجاه تحقيق ديكتاتورية الطبقة العاملة المفضية إلى بناء دولة الكفاية والعدل، ثم إلى تناهي تلك الدولة إذا بلغت الأوج من الكفاية والعدل(ثم تتلاشى الدولة). وقد كانت التجربة السوفياتية تجسيداً لنقيض كل ما بشر به ماركس ولينين قبل الدولة . فكانت طبقة البيروقراطيين السوفيتية أسوأ ألف مرة من الطبقة الرأسمالية . وكانت قهريتها وشموليتها أسوأ من قهر واستبداد أية دولة رأسمالية عرفها التاريخ .
    (فمن خلال عمليات تصفية نشطة استخدمت فيها المؤتمرات الحقيقية والمفتعلة تم القضاء على جميع الأحزاب الأخرى، وسُحق استقلال المنظمات الاجتماعية والأهلية، وصار الحزب حزباً واحداً، والرأي رأياً واحداً، والتصور للماضي والحاضر والمستقبل تصوراً ضحلاً وبائساً ) (وهذا ما كتبه الخاتم عدلان لا ما كتبته). ويمضي الزميل الخاتم في وصف الدولة السوفياتية (حلت سياسة الهيمنة والضم والالحاق وفرض النماذج السياسية والاقتصادية، بل والنهب الواضح الفظ في بعض الحالات محل السياسات القائمة على أخويه الشعوب وحريتها وحقها في تقرير المصير)، ولكن روسيا هذه كانت هي الأيقونة للحزب الشيوعي ولشعرائه ولأدبائه وقادته « فالدجى (السودان) يرضع من ضوء النجيمات البعيدة (روسيا)» . وإذا كانت روسيا السوفياتية هي الأنموذج ومصدر الإلهام، فلا تعجب من الملامح الستالينية على وجه الحزب الشيوعي الارثوذكسي في السودان.
    نواصل ،،
                  

01-06-2013, 00:17 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الشيوعي ... وبديله الديمقراطي ,,بقلم د/ امين حسن عمر (Re: عمر صديق)

    الحزب الشيوعي ... وبديله الديمقراطي (2)

    طباعة
    البريد الإلكتروني

    د. أمين حسن عمر:
    تحدثنا في المقال السابق عن طرح الحزب الشيوعي مع أحزاب أخرى ما يسمى بالبديل الديمقراطي والذي يرجو الحزب أن يعود به عبر ما يسمى بالفترة الإنتقالية إلى وضع حكومة القصر التي فُرضت آنذاك

    خارج البرلمان (1989م)، أو إلى وضع حكومة جبهة الهيئات بُعيد ثورة أكتوبر حيث سيطر الشيوعي على مفاصل الحكم عبر واجهات متعددة حتى سيطروا على غالب مقاعد مجلس الوزراء باعضائهم وحلفائهم ثم مضوا عبر شعار (التطهير واجب وطني) للاستيلاء على مراكز ومفاصل الخدمة المدنية . وكل ذلك باسم الديمقراطية والتي هى بلاشك ليست الديمقراطية التي يعرفها سائر الناس .
    الديمقراطية في الرؤية الماركسية:
    الديمقراطية لدى ماركس ليست إلا طريقاً للاشتراكية . ولذلك فإن الديمقراطية التي يدعو إليها هي (الديمقراطية الجديدة) . وهي ليست الديمقراطية الليبرالية التي يرفع لها الشيوعيون اليوم الأعلام وهم يضمرون غيرها، بل هى نقيضها تماماً حسب الرؤية الماركسية. فالديمقراطية الليبرالية هي الذريعة لديكتاتورية البرجوازية. ولكن ديمقراطية ماركس الجديدة هي ذريعة ديكتاتورية البرولُتاريا . وماركس يقول أن تحقيق سلطة الشعب في إطار الديمقراطية الليبرالية حلم عصىٌّ على التحقيق . ذلك أنه في الدولة الرأسمالية كما يقول فان ما يسمى بوسائط الاعلام والإتصال المستقلة وكذلك الأحزاب تقع تحت سيطرة القوى الرأسمالية. ولا سبيل لحزب من الأحزاب لتحقيق الفوز الإنتخابي إلا بتبني البرجوازية له وتمويل الرأسمالية لمنصرفاته. أما لينين فيقول أنه في النظام الرأسمالى فإن الدولة تُعنى بحل مشكلات الطبقة البرجوازية أما البرولُتاريا فهي منسية ومستغلة تماماً . ولا يُحقق لها أي مكسب إلا بالرضا وحسن النية من الطبقة البرجوازية الحاكمة.
    فالديمقراطية الليبرالية كما يقول لينين (هي ديمقراطية الأقلية، ديمقراطية الأغنياء وهي ديمقراطية المجتمع الرأسمالي . وأنها مصممة لإبقاء الفقراء خارج دائرة الفاعلين في مؤسساتها . وهو يقول أنه حتى في الحالة الإفتراضية بتكون غلبة برلمانية للفقراء في البرلمان فإنه ليس بامكانهم فعل شيء لتغيير الواقع . ذلك أن الاقتصاد يسيطر عليه القطاع الخاص، ووظائف الدولة محصورة في الحد الأدنى الذي يكرس للسيطرة الرأسمالية على مقدرات البلاد. وربما يقول قائل إن ذلك ما قاله ماركس أو لينين ولربما يؤمن الحزب الشيوعي السوداني بغير ذلك . والإجابة أن الحزب الشيوعي السوداني هو أكثر الأحزاب الشيوعية العربية والأفريقية أرثوذكسية ، وقد عُرف بتطبيقه للماركسية اللينينية وفق النصوص. ودعونا نقرأ شيئاً حول هذه المسألة في وثيقة (الماركسية وقضايا الثورة السودانية) وهي الوثيقة التي أجازها الحزب في مؤتمره الرابع المنعقد في العام 1967م.
    ففي إجاباته عن مستقبل النظام البرلماني بالسودان يقول التقرير المجاز بواسطة المؤتمر الرابع (فإن الوضع الاجتماعي الراهن يشير بقوة إلى ضعف القواعد الإجتماعية التي يمكن أن يُبنى عليها نظام برلماني برجوازي. وفي نفس الوقت فإن الرأسمالية السودانية نفسها التي يمكن ان تبني هذا النظام السياسي البرجوازي ما زالت من أضعف الطبقات الإجتماعية في بلادنا وهي لا تستطيع التعبير المستقل عن ذاتها إلا في حيز التحالف مع القوى القديمة القبلية وشبه الإقطاعية).
    ويمضي التقرير للقول (بهذا التحالف فالنظام البرلماني يُعبر في واقع الأمر عن تسلط القوى الممعنة في الرجعية وهي تهدم أساساً هاماً يقوم عليه : الحقوق الديمقراطية البرجوازية أنها تقدم شكلاً للنظام البرلماني مجرداً من كل محتوى وقائماً على قهر الجماهير المتقدمة التي تشكل عصب الحياة الاقتصادية والسياسية الحديثة).
    ويواصل التقرير (ولأن النظام البرلماني بحكم الأوضاع الإجتماعية والطبقية في بلادنا يصبح أداة لوقف التطور والنمو الإقتصادي والإجتماعي فإن الجماهير النشطة وهي ترفض التدهور في حياتها ويثقل كاهلها التخلف والاستغلال تشق طريقها . وتبحث عن خير الطرق للتقدم والتطور. فالقول بإمكانية إستقرار النظام البرلماني على هذه الصورة لا يعني إلا إمكانية استمرار سلطة الطبقات والفئات الاجتماعية التي ترفض استكمال النهضة الوطنية الديمقراطية.
    والوثيقة لا تكتفي بطرح المسألة والمشكلة بل تقدم الحل وهو (اقناع الجماهير واستنهاضها في النضال من أجل ديمقراطية جديدة تفتح الطريق للتقدم). والحزب ههنا يستخدم اللغة الماركسية اللينية الصميمة باستخدام مصطلح ديمقراطية جديدة ومصطلح التقدم. ولا يكتفي بذلك بل يمضي إلى شرح مفصل (ديمقراطية جديدة تفتح الطريق للسلطة الوطنية الديمقراطية وترفع إلى أقصى درجة من نشاط الجماهير وأبداعها وترمى بثقلها لتوجيه سياسة بلادنا واعادة بعثها . وهذا المحتوى يعني تمتع الجماهير الشعبية بالحقوق الديمقراطية الاساسية وتقييد نشاط الفئات المعادية للثورة الديمقراطية! وإطلاق طاقات الطبقات والفئات الوطنية والديمقراطية من مزارعين وعمال ومثقفين وطنيين وعناصر رأسمالية وطنية غير مرتبطة بالاستعمار وتقييد ومصادرة نشاط الطبقات ذات الروابط مع الاستعمار والتي ليس لها مصلحة في البعث الوطني ) . وهذا بالضبط ما فعله الشيوعيون إبان الفترات القصيرة التي أمسكوا بمقاليد الأمور في ستة أشهر آبان حكومة جبهة الهيئات وسنة ونيف هي الفترة الأولى من حكم مايو . فهذه الفترة شهدت أشد الحملات شراسة ضد القوى الوطنية الموسومة بالرجعية يصادرون ممتلكات من أسموهم بالرأسمالية المرتبطة بالاستعمار والرأسمالية الطفيلية تلك الممتلكات التى آلت الى بروقراطيين فاسدين من اعضاء الحزب أو محالفيهم.وضربت الجزيرة أبا بالطيران العسكري وكأن جموع الأنصار (الرجعيين) هناك فيلق من فيالق القوى الاستعمارية. وطُرد غالب قيادات الخدمة الوطنية وأمتلأت السجون بالأحرار وعلى رأسهم رموز الاستقلال الوطني توفي منهم من توفي وعلى رأسهم الزعيم الأزهرى، وبقي من بقي تحت نير سلطة الوطنيين الديمقراطيين الجدد من مثقفين وطنيين ومزارعين وعمال ورأسمالية وطنية وعسكريين تقدميين ) وكُممت كل الأفواه وحُظرت كل المنابر . ولما ارتفع صوت من الجامعة أرتفع شعار ( لن تبقى الجامعة جزيرة رجعية وسط محيط ثوري هادر ) وحُظرت كل التنظيمات الطلابية إلا منظمات اليسار وألغي أتحاد الطلاب واُستبدل بتحالف قوى اليسار فيما عُرف ب (سكرتارية الجبهات التقدمية) وما هذا إلا غيض من فيض انتهى بشعور النظام آنذاك بأنه يقدم ثمناً باهظاً لحزب يتسارع في معاداة الجميع . ويتعجل في الجلوس في مقعد القيادة في كل مؤسسة وكل منظمة حتى بات يرمق كرسي الرئيس بذات النظرة . لأن الحزب أصبح يعتبر كل ممانعة ولو على سبيل الرأي المغاير مقاومة من قوى الرجعية المندحرة أو محاولة اختراق من الثورة المضادة. وأثناء ذلك عانى الحزب وهو يحوز على ذلك السلطان الكبير من سلطوية مفرطة وطغيان تجاوز كل الحدود من قبل السكرتير العام الاستاذ عبدالخالق محجوب . مما أدى إلى تجاذبات واختلافات أدت إلى انفجار الحزب من الداخل وانقسامه إلى مجموعتين متساويتين في العدد مع ترجيح الميزان لصالح المجموعة الرافضة لاستبداد وتعجل السكرتير العام . وتفاقم الأمر داخل الحزب وخارجه فكانت القاصمة هي انقسام الحزب إلى ما عُرف آنذاك بالبلشفيك والمنشفيك قياساً على صراع لينين وتروتسكي . فقد كان كل ما يجري في السودان هو استنساخ ومقايسة لما يجرى في روسيا أليست الدجى ترضع من ضوء النجيمات البعيدة في روسيا.
    نواصل،،،
                  

01-06-2013, 00:19 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الشيوعي ... وبديله الديمقراطي ,,بقلم د/ امين حسن عمر (Re: عمر صديق)

    الحزب الشيوعي ... وبديله الديمقراطي3 )
    د. أمين حسن عمر
    aminhassanomer.blogsprt.com
    أوضحنا فى المقال السابق وباعتماد النصوص عن وثائق الحزب الشيوعى السودانى أن الديمقراطية التى ينادى بها الحزب ليست هى الديمقراية الليبرالية التى يدلس على الجمهور ليعتقدوا أنه يعنيها .ديمقراطية الحزب الشيوعى هى ديمراطية الماركسيين التى لا للرأسماليين والرجعيين وقوى التخلف الاجتماعى اليها من سبيل . هى مشرعة الأبواب أمام القوى التقدمية
    وهى مرتجة الأبواب أمام كل قوى الثورة المضاة. هى أذا الديمقراطية الانتقائية لخاصة الحاصة أما الرجعيون فيمنتنعون.

    تجارب الديمقراطية التقدمية :
    لا أود أن أذكر بتجارب الحزب الشيوعى أيام تمكنه القلائل بدءاً بجبهة الهئيات وانتهاء بسكرتارية الجبهات التقدمية وقد كنت
    مراقباً طوراً وشاهداً طوراً آخر. ولكن الاحالة للقراء ليتذكروا بلداً واحدا حكم التقدميون فاحتكموا الى الديمقراطية التى يحسنون تنميق عباراتهاوترديد شعاراتها وتحريف معانيها ومن ثم ازالة مبانيها.وهذا داء سرى لكل من سمى نفسه تقدمياً من الأحزاب الاشتراكية والقومية التى عرفتها منطقتنا.أعنى الأحزاب البعثية والناصرية والاشتراكية بأطيافها وأحلافها وليذكرنى المترافعون عن هؤلاء بسابقة ديمقراطية واحدة لهؤلاء جميعا فلربما أنسانى الشيطان أن أذكرها . لقد كانت الدولة الأنموذج فى روسيا دائما هى المختبر الأكبر للتجربة الماركسية اللنينية ومن ثم الستالينية الخروشوفية الى غورباشوف كلما جاءت حقبة لعنت أختها وهم فى الأستبداد والسحل والسحق والأجرام سواء . فما الذى فعله الرفيق الأكبر لينين بالتعددية التى كانت مزهرة فى روسيا أبان العهد الملكى بل ما الذى فعله بمن جاء الى السلطة على ظهور مركباتهم كيرنسكى ورفاقه . ما الذى فعله برفاقه أولى الرأى الآخر فى الحزب تروتسكى ورفاقه .كيف تحولت التعددية الى أحادية والحوار الفكرى الحزبى الى شمولية خانقة يقول الزميل الخاتم(فمن خلال عمليات تصفية نشطة أستخدمت فيها المؤتمرات الحقيقية والمفتعلة ثم القضاء على جميع الأحزاب الأخرى وسُحق استقلال المنظمات الاجتماعية والأهلية وصار الحزب حزباً واحداً الرأي رأياً واحداً والتصور للماضي والحاضر والمستقبل تصوراً ضحلاً وبائساً )وهذا ما تكرر من بعد ذلك فى كل بلد حكمته الأحزاب الشيوعية سواء فى شرق أوربا أو آسيا أو امريكا الكاريبية أة أمريكا اللاتنية أو اليمن الجنوبى أو أفغانستان أو أثيوبيا الجارة الحبيبة القريبة . هذا ما فعله الشيوعيون فى بلادهم فما الذى فعلوه بأحلام الشعوب فى الحرية والديمقراطية. تلكم الشعوب التى ضمت للأمبراطورية السوفياتية لا بقوة الكلمة والفكرة ولكن بقوة السلاح. ماذا فعلوا برفقاء الفكرة فى المجر وتشيكوسلوفاكيا وماذا فعلوا بالطبقة العاملة الذى يزعمون تمثيلها فى بولندا.(فى بولندا وقفت الطبقة العاملة كلها ضد السلطة وضد الحزب ونظمت نفسها فى نقابة (تضامن) ومع ذلك لم ير الحزب أنه كف أن يكون حزبا للطبقة العاملة وأستعان قادته بالجيش الذى تقمصته روح هيجلية حولته الى نقيض فصار هو الطبقة العاملة بينما أصبحت الطبقة العاملة نقيضا لذاتها ولم يكن استخدام الجيش ضد الطبقة العاملة وقفا على بولندا فقد استخدمفى ألمانيا عام 1953 وفى المجر 1956 وفى ىتشيكوسلوفاكيا 1968)والنص المنتهى للزميل الخاتم عدلان.وما لنا نذهب بعيدا ما الذى فعله الرفقاء بالرفقاء فى عراق عبد الكريم قاسم قبل عراق صدام وفى اليمن الجنوبى طوال عهدهم الانقسامى سئ الذكر .
    الحزب الشيوعى فاقد الشئ :
    اذا كان فاقد الشئ ليس منظورا أن يعطيه فخر ما نتوقعه من الحزب الشيوعى أن يتحدث عن الديموقاطية أو أن يقدم عروضاً بشأنها
    فالحزب الشيوع شأنه ِان الأحزاب الماركسية كافر بالديمقراطية اليبرالية لأانه يراها المولود الشرعى للرأسمالية. فالديمقراطية البرجوازية هى وسيلة الطبقة الرأسملية للتحكم بالمجتمع والدولة على حد سواءز المطلوب هى ديمقراطية جديدة تطلق العنان للجماهير الثورية وتقيد حركة الثورة المضادة . أما داخل الحزب فالمركزية هى سيدة الموقف وكلمة الديمقراطية المضافة لكلمة المركزية فى مصطلح (المركزية الديموقراطية ) تعنى السماح لقواعد الحزب مناقشة ما يتنزل اليها من الملأ الأعلى فى الحزب وهى مناقشات صورية فى الغالب تحكمها روح الحماسة والتعئبة أو التزلف والنفاق لمن بأيديهم مقاليد الأمور زوبالرجعى للزميل الخاتم نقرأ هذا النص(ولكن ثمة عقبة ذاتية داخل الحزب ذاته تعيق نموه وتحبط تطورهوهى تتمثل فى المبدأ التنظيم الذى يحكم حياته الداخليه المسمى بالمركزية الديمقراطية فسيادة هذا المبدأ هى المسئولة عن عقم حياة الحزب الداخلية وضيقه بالرأى المخالف وتبرمه باستقلال الفرد ونمو شخصيته المستقلة وتوخيه للطاعة المطلقة فى كوادره وأعتبارها شؤطا للترقى الحزبى وهى المسئولة عن ظهور الشيخوخة المبكرة فى هيئات الحزب القيادية ) بعد أغلاق الأقواس هل تغير الحال اليوم ولا أجابة فالحال يغنى عن السؤال والأجابة على حد سواء.
    وفى واقع الحال لا شئ يتغير فى الحزب الشيوعى فهو أكثر الأحزاب السودانية محافظة على نظمه وقيادته ورغم تلاشي الأيدولوجيا وأفولها فلا تزال الشكول هى الشكول والشخوص هم الشخوص والفضل فى ذلك يعود للمبدأ التحنيطى المناقض للديموقراطية الموسوم بالمركزية الديموقراطية .يمضى الزميل الخاتم ليقول (ان هذه الديمراطية عندما تلحق كرديف ثانوى لمركب المركزية الديموقراطية وتستخدم كمسوغ لقبول المركزية المطلقة وكغطاء سكرى لجرعتها المريرة فان نهايتها تكون قد حلت ز وبالفعل فأن تجارب الأحزاب الشيوعية تشهد بأن الديموقراطية قد تمت التضحية بها على الدوام لمصلحة مخدومتها المبجلة المركزية المطلقة فعلى مستوى الحزب صارت القيادات الحزبية العليا تفرض هيمنتهاعلى كل عضويتها وتتحفظ لنفسها بسلطات تظل تتسع باستمرار وتتطور فى أثناء ذلك آليات تنظيمية تسحق كل نزعة مستقلة ) ولئن هذا حظ المحظيون المحظوظون من ديموقراية الأحزاب الشيوعية فماذا يمكن أن يكون نصيب المصنفون من القوى الرجعية المتخلفة أو الرأسمالية الطفيلية وقوى الظلام من أعداء التقدم . وكما تقتضى المركزية الديموقراطية فان الأهليىة للصعود الى القيادة هى الأهلية الثورية لا أهلية الأنتخاب واذا أجريت الأنتخابات فهى للثوريين دون سواهم وأصحاب السابقة النضالية لا كسواهم من المناضاين ولذلك فان الأنتخاب أن وجد فهو للخاصة الثورية النقية المنتقاة .(أن أجراءات أنتخاب اللجنة المركزية وكل الهيئات القيادية التابعة لها هى اجراءات غير ديموقراطية .فاللجنة المركزية السابقة أو مكتبها السياسى بالأحري هى التى تقدم قائمة الترشيحات للجنة الجديدة وما دامت هى القائمة الوحيدة فهى ستفوز فى جميع الحالات وفى ضوء القانون اللائحى بمنع التكتلات والاتصالات الجانبية فأنه يستحيل عمليا تبلور أية مجموعة بمعزل عن المجموعة القائدة ) (ولا يبقى أمام المعارضين سوى الامتناع عن التصويت وهو حق العاجز الذى لا يستطيع أن يقدم و لا يؤخر وبمجرد انتخاب اللجنة المركزية فان هيئات الحزب الأخرى كلها يكون أمرها قد حسم واللجنة المركزية والمكتب السياسى والهيئات المحيطة بهما هى التى تحدد سياسة الحزب ومواقفه العملية وهى التى تحكمه حكما صارماً) ومصداقا لديث الزميل الراحلالخاتم عدلان فان وثيقة الماركسية وقضايا الثورة السودانية التى أشرنا اليها سابقا تقر بان واحدة من معوقات تطور الحزب وانتشاره جماهيريا بعد ثورة أكتوبر هو (غقم الحياة الداخلية للحزب ) فمن أين أصبح الحزب عاقراً وعقيماً . تقول الوثيقة متلطفة (أن بعض الرفاق يضعون السلطة التنظيمية مكان الصراع الفكرى والاقناع أنهم لا يحترمون رأى الأقلية أنهم لا يناقشون رأى الحزب بقدر ما يصدرون الأوامر العسكرية) وعودة لشهادة الزميل الخاتم ننقل هذا النص(وهذه نصوص واضحة فى دلالاته على أن الممارسة الديموقراطية معدومة على مستوى قاعدة الحزب وقد أوضحنا أنها معدومة على مستوى قيادته) فهل يرجى من فاقد الشئ أن يعطيه ؟؟
    نواصل
                  

01-06-2013, 01:26 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحزب الشيوعي ... وبديله الديمقراطي ,,بقلم د/ امين حسن عمر (Re: عمر صديق)

    فوق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de