|
|
|
 Re: ندوة كبري بواشنطون ... الاستقلال و مستقبل السودان 5 يناير 2013 (Re: أسامة خلف الله مصطفى)
|
Quote: التحية لكل مناضلي واشنطون المهمومين بمستقبل واعد للسودان رغم كل التحديات.
التحية لكل القوى السياسية بواشنطون في سعيها من أجل الوصول لقواسم مشتركة من أجل بناء نظام سياسي يستوعب الجميع
التحية لإتحادي الساحل الشرقي رواد تغيير وواسطة عقد الطيف السياسي القوى بتنوعه وتعدده وعزيمته القوية الناشدة للديمقراطية والعدالة |
والتحية لك شقيقى العزيز عباس الوسيلة...
وقسما بالله القادر لن يهدأ لنا بال إلا بإيداع النظام ومن شاركوه فى مذبلة التاريخ والمحكمة الدولية....
| |
  
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة كبري بواشنطون ... الاستقلال و مستقبل السودان 5 يناير 2013 (Re: أسامة خلف الله مصطفى)
|
اٌللاٌم ذكرى مجزرة ميدان مصطفى محمود بالقاهرة/ نور الدائم عبد الوهاب
24/12/2012 09:12:00
حجم الخط:
نور الدائم عبد الوهاب
SudaneseOnline: سودانيزاونلاين
واشنطون (تراى ستى)
[email protected]
ـ اليوم اتناول ما حدث للسودانيين من مجزرة, تمر علينا هذة الايام ذكراها السابعة البشعة التى ارتكبها النظام المصرى السابق واعوانة فى الحكومة السودانية برئاسة الدكتاتور البشير, بميدان مصطفى محمود فى القاهرة محافظة الجيزة, الذى راح ضحيتة العشرات من السودانيين ولا زال يتاثر بها الكثيرون, كيف يعامل الناس بهذة الطريقة وهم يطلبون حق شرعى بالرغم من انهم كانوا ياملون وضع افضل.
ـ فان الدكتاتورية اين ما تحل لا تفعل احسن من ذلك بل تدهس بكل الياتها الممكنة الحكومة مبارك يعرفها الجميع انها لا تعرف حقوق انسان, الا ان القدر هو من رمى بالسودانيين فى مصر لجيرتها وللوضع الذى يعتبر افضل من بقية الدول الاخرى التى تجاور السودان.
ـ الغالبية من الموتى كانوا من الجنوبيين, بعد موتهم مارسوا عليهم جزارة بشعة تم اخذ الاعضاء من الجسامين ومن ثم حشوها بالقطن وارسالوا الى السودان, و أن ذاك كان رئيس دولة جنوب السودان سلفا كيرنائبا اولا للدكتاتورية التى تحكم السودان الان وهذا قدرة, حيث رفض سلفا كير استلام هذه الجسامين فارغا, وتم ارجاعها ليدفنوا بدون كرامة فى مصر.
ـ عندما كنت فى مصر ذكر لى احد الذين شهدوا المجزرة بلتقائه باحد معارفه وهو من المصابين. قال له انه بعد ان اخذوا الى المستشفى سمع احد الممرضين يقول: للدكتور ان هناك احد الجثث فيها روح فقال له الطبيب تمها بعنى بالمصرى (خلص علية), فاستطاع ببقية روحة ان يهرب فيا ترى ان ما تسمى ببلد الكنانة او بلد الفراعنة بها رحمة.
ـ فان الصحافة المصرية فى تلك الايام ابتدعت العديد من البدع لانها لا تستطيع ان تكتب شياء يمس كيان الدكتاتور المنتهية رئاستة بامر الثوار(مبارك), فقالت ان اللاجنين يشربون الخمرة ويمارسون الجنس لكن السوال المهم هو هل فى مصر الخمر والجنس حرام فى تلك الفترة هنالك البارات فى كل مكان, و شارع الهرم هو دليل على ما قالتة الصحافة المصرية.
ـ رغم التغيرات التى حدثت بزوال النظام الدكتاتورى, الا ان حتى الان لا ارى ما يمكن ان يخرج بمصرى الى البر الانسانى الذى يجعلها تاخذ بحق الناس انسانيا, بعد قدوم الاخوان الى سدت الحكم, لاننا نعلم ان الاسلامين اين ما حلوا خربوا وبطشوا.
ـ فمصر الان تمر بالمرحلة التى ستصلها الى ما يحدث فى السودان الان, من اغتصاب وزل واهانة وقتل الشعب, يعنى تواصل للدكتاتورية التى عمل الشعب على ذهابهم ليتنفسوا الدمقراطية, لكن هذا غير مشاهد الان, بل انهم يواصلون فى قتل المصريين ناهيك من الاجانب او الجيران لمصر.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة كبري بواشنطون ... الاستقلال و مستقبل السودان 5 يناير 2013 (Re: أسامة خلف الله مصطفى)
|
الاستاذ عادل على صالح من قيادات مؤتمر المستقلين بجامعة الجزيرة ...
وقائد من قيادة إتحاد جامعة الجزيرة الذى شارك فى إنتفاضة رجب -أبريل 1985....
والقيادى الحالى بحزب المؤتمر السودانى.....
عادل على صالح لم يساوم فى قضية وطنه هنا منذ التسعينات...
ظل قائدا لمعظم تظاهرات المعارضة هنا لكشف ممارسات النظام فى كل أروقة الرأى الأمريكى.....
وقف صلبا كالجبال أمام محاولات سفارة النظام للتغلغل فى الجاليات وتمييع مواقفها وتحييدها فى كشف جرائم
النظام للرأى العام الأمريكى...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة كبري بواشنطون ... الاستقلال و مستقبل السودان 5 يناير 2013 (Re: أسامة خلف الله مصطفى)
|
احد اصدارات اتحاد العمال فى 1957 بقلم الشفيع احمد الشيخ
اتحاد عمال نقابات السودان
الحركة النقابية بين تيارين
الشفيع أحمد الشيخ
يوم 28 – 1 – 1957
إنتخابات نقابة عمال السكة الحديد
نالت إنتخابات نقابة عمال السكة حديد إهتماماً واسعاً عند مختلف الدوائر والهيئات السودانية, سواء من جانب العمال إنفسهم أو من جانب الأحزاب المختلفة, ولا غرابة فى هذا الإهتمام الواسع بنقابة عمال السكة حديد لأن لها من تاريخها ودورها الطليعى فى قيادة الحركة النقابية ما يؤهلها لأن تجد هذه المكانة وتكون مصدر هذا الإهتمام. ولكن الغريب حقاً هو محاولة الأحزاب غير العمالية إخفاء طبيعة الصراع الذى كانت تدور على أساسه معركة الإنتخابات.
لقد قامت تلك الأحزاب غير العمالية بحملات واسعة لطمس معالم القوات المشتركة فى معركة الإنتخابات, لتخفى الدور الذى لعبته فى سبيل التأثير على سير المعركة والسيطرة عليها. وحاولت تلك الأحزاب أن تظهر المعركة وكأنها تدور بين تيارين إحدهما ينادى بالإتحاد الواحد والثانى ينادى بثلاثة إتحادات. غير أن تأريخ الحركة النقابية عامة وتأريخ نضال عمال السكة حديد خاصة يؤكدان خطأ هذا الزعم, ويشهدان بأن تأريخ هذا الصراع قديم قدم الحركة النقابية نفسها, فهو صراع بين تيارين, التيار العمالى حقاً- تيار الديمقراطيين- والتيار اليمينى الإنتهازى.
لقد تحالفت جميع الأحزاب غير العمالية فى هذه المعركة ووقفت فى جبهة واحدة تعمل بكل الطرق لهزيمة التيار العمالى المخلص. لقد تحالف حزب الأمة مع الحزب الوطنى الإتحادى مع حزب الشعب الديمقراطى مع الجمعية الوطنية ودخلوا المعركة صفاً واحداً رغم الخلافات الكبيرة القائمة بين هذه الأحزاب.
ومن أجل توضيح الحقيقة حاولت كل هذه الأحزاب غير العمالية إخفاءها عن أعين العمال, من أجل كشف طبيعة معركة إنتخابات نقابة عمال السكة حديد: من أجل إبراز كل العوامل التى أسهمت فى هذه المعركة, ومن أجل فضح الأهداف التى ترمى جميع القوى التى تضافرت لتوجيه الحركة النقابية توجيهاً معيناً بعيداً عن خدمة مصالح العمال وأهدافهم. نقدم هذا الكتيب ونرجو من جميع العمال مناقشته بإمعان.
أساس وجود التيار اليمينى وسط الحركة النقابية فى السودان
عندما نتحدث عن التيار اليمينى الإنتهازى وسط صفوف الحركة النقابية يحاول الكثيرون أن ينفوا وجود مثل هذا التيار ويفسرون زعمهم هذا على اساس أن المستوى المعيشى لدى العمال السودانيين يكاد يكون متساوياً ولا يسمح بوجود عناصر يمينية نسبة لإنعدام الظروف الإقتصادية التى يستند عليها عادة وجود مثل هذا التيار.
إذا كان المقصود بالتيار الإنتهازى اليمينى تياراً كالذى يوجد فى إنجلترا وسط الحركة النقابية حيث توجد فئة كاملة بين صفوف العمال تتزعم التيار اليمينى نسبة لوضعها الإقتصادى الممتاز, فإننا نوافقهم بأن مثل هذا التيار اليمينى لا يوجد فى السودان نسبة لإنعدام الأساس الإفقتصادى الذى يعتمد عليه.
ولكن هل هذا ينفى وجود عناصر يمينية إنتهازية داخل صفوف الحركة النقابية السودانية؟
ألم تكن هناك عناصر إنتهازية تعاونت مع الإستعمار ضد الحركة النقابية إبان إحتدام الصراع بين العمال والإستعمار طيلة الفترة الماضية؟
لقد حدث فى كل البلاد المشابهة للسودان وبوجود القوى الإستعمارية أن خلق الإستعمار عناصر يمينية إنتهازية وسط الحركة النقابية تعمل وفق توجيهاته وتنفذ خططه الرامية إلى إضعاف الحركة النقابية وفركشة صفوفها ولماذا نذهب بعيداً فقد حدث بالفعل أن ظهرت هذه العناصر اليمينية وسط صفوف العمال فى السودان وقامت بدور معروف فى سبيل إعاقة وتعطيل النضال النقابى تنفيذاً لمشيئة المستعمرين.
لقد كان ذلك جلياً ومعروفاً لدى الكثيرين من العمال عندما أشتد النضال العمالى فى عام 1947 و 1948 حيث أخذ الإستعمار يروض بعض العناصر اليمينية وسط الحركة العمالية بالتعاون مع حزب الأمة أثناء إشتراكه فى الحكم عن طريق الجمعية التشريعية. حدث هذا بالفعل ولعبت بعض العناصر المعروفة لدى العمال دوراً واضحاً بهدف إعاقة الحركة النقابية.
قد يسألنا سائل: ولكن ماهو الأساس الإقتصادى لوجود التيار اليمينى؟ إن وجود الإستعمار نفسه يشكل الأساس الأول لخلق هذا التيار لأن الإستعمار يخشى مجابهة حركة عمالية قوية ومتماسكة ولذلك فهو يسعى منذ اللحظة الأولى إلى إيجاد عناصر تعمل لصالحه وسط الحركة النقابية وتربطها به عن طريق إشباع رغباتها الذاتية.
ولنزيد المسألة وضوحاًُ نشير إلى الوسائل التى يلجأ إليها الإستعمار لخلق مثل هذه العناصر. لديه الترقيات والعلاوات والبعثات إلى الخارج وفتح ابواب شتى المغريات أمام هذه العناصر الإنتهازية.
إننا لا نلجأ إلى الإستنتاج أو التخمين ولكننا نعتمد على الحقائق الملموسة التى يذكرها العمال جيداً فقد تمتعت بالفعل بعض العناصر الإنتهازية بهذه المغريات فكان نصيبها الترقيات والعلاوات والبعثات وأظن أن الجميع يعرفون هذه الشخصيات بالإسم ويعرفون جيداً الثمن الذى دفعته مقابل ذلك, وهو العمل على تخريب الحركة النقابية, وأظن أن رفاقنا عمال عطبره يذكرون ذلك جيداً ولن ينسوه لأنه حدث بصورة واسعة ومكشوفة هناك. ولتكتمل الصورة أكثر نثير هذا السوال" لمذا تتركز العناصر الإنتهازية فى المصالح الحكومية؟ "
السبب وجود مغريات أكثر فى هذه المصالح الحكومية حيث توجد الفرص الواسعة للقفز والترقى والتمتع بالإمتيازات, زيادة على أن الإستعمار كان يركز على هذه المصالح بإعتبارها إحدى المراكز الرئيسية التى يعتمد عليها لتسيير جهاز الدولة الإستعمارى.
هناك عدة شواهد تؤكد هذه الحقيقة وهناك امثلة معينة ومعروفة لدى العمال ولسنا فى حاجة للتعرض لذكر أسماء هذه الشخصيات.
ماهو الدور الذى لعبته هذه العناصر إثناء وجود الإستعمار؟
فى فجر الحركة النقابية سنة 1947 وفى أثناء الهبة الأولى التى قام بها العمال فى عطبرة لتكوين تنظيم نقابى سليم, أطلق الإستعمار شعار (اللجان المصلحية) أى أن تكون لكل قسم لجنته الخاصة تحت رئيس القسم نفسه وكان الإستعمار يهدف إلى تحويل العمال عن الطريق السليم المؤدى إلى خلق تنظيمات نقابية تخدم مصالحهم, وقد بدأت العناصر اليمينية نشاطها بالدفاع عن هذا التنظيم الإستعمارى لإقناع العمال بوجهة نظر المخدم, ولكن العمال إستطاعوا أن يصفعوا هذه العناصر وأن يظفروا بحقهم النقابى بعد معارك تاريخية لا يمكن أن ينساها عمال عطبرة. وهكذا برز إلى الوجود أول تنظيم نقابى فى السودان تحت إسم هيئة شئون العمال سنة 1947.
لقد لعبت الهيئة دوراً بارزاً فى تاريخ الحركة النقابية وقادت معارك واسعة من أجل مطالب العمال ونظمت ذلك الإضراب التأريخى- إضراب ال 33 يوما- الذى لم يشهد له السودان مثيلاً من قبل, حيث أبرز قضية العمال وخلق تماسكاً بين صفوف العمال فى السكة حديد وفى المؤسسات الحكومية والشركات مما جعل هيئة شئون العمال محط آمال العمال وموطن ثقتهم وكانت الهيئة أيضاً محاطة بالشعور الوطنى العام المعادى للإستعمار.
بعد ذلك لجأت الحكومة إلى أسلوب آخر يتمثل فى شن حملة جائرة على العناصر المخلصة التى كانت تتصدر قيادة هيئة شئون العمال, وقد نظمت بالفعل سجن قاسم أمين وعبد القادر سالم وتم إبعادهما من خدمة المصلحة, وأعقب ذلك عقد مجالس التأديب وفصل من الخدمة سليمان موسى والنور الزين هيبة وأتبع هذا الإجراء مع كثيرين فى مختلف أقسام مصلحة السكة حديد, وصاحبت تلك موجة أرهاب منظمة فى العمل وضغط على العمال. وكان الهدف من وراء ذلك إشعار العمال بأن وجود هيئة شئون العمال هو سبب هذه الحملات من جانب الحكومة, ولكن العمال إستطاعوا مقاومة هذه المحاولات والقضاء عليها.
وفى عام 1948 وبعد ظهور الجمعية التشريعية وإشتراك حزب الأمة فيها برز إلى الوجود تيار مناوئ وسط عمال السكة حديد, تيار موال لحزب الأمة. وقد كون هذا التيار تنظيماً خارج هيئة شئون العمال سمى (العمال الأحرار) يسير تحت رأيته العمال الواقعون تحت نفوز حزب الأمة والعناصر الرخوة المتعاونة مع السلطات الإستعمارية, فماذا كانت تريد هذه الفئة؟
بالطبع لم يكن فى ذلك الوقت نزاع حول إتحاد واحد وثلاث إتحادات, لقد كانت المعركة هى محاولة السلطات الإستعمارية فرض قانون نقابات العمل والعمال لسنة 1948, ذلك القانون الذى وصفته هيئة شئون العمال فى حينه بأنه قانون " للعقوبات وليس للنقابات " ولقد رفضته كل الهيئات العمالية وطالبت الإشتراك فى وضع قانون يتفق ومصالح الحركة النقابية. فماذا فعلت هيئة " العمال الأحرار" ؟ إنها صارت تصدر البيانات تتهم فيها هيئة شئون العمل بأنها تعمل بوحى من الأحزاب الإتحادية وتطالبها بأن تتبرأ فيه من الإضراب الذى أعلنته جبهة الكفاح ضد الجمعية التشريعية على الرغم من أن هيئة شئون العمال لم تعلن الإضراب.
ومع ذلك هل كان كل ما ترمى إليه "هيئة العمال الأحرار" حقاً هو مجرد إصدار بيان من هيئة شئون العمال تنفى فيه تأييدها الإضراب؟ أن هذا لم يكن هو المطلوب كما أسلفت القول. ان المعركة أمام العمال كانت مقاومة قانون النقابات الذى اعدته الحكومة فكيف كان موقف ذلك التيار المنقسم من ذلك القانون المعادى لمصالح الحركة النقابية؟
أولاً:عندما أنعقد أول مؤتمر لعمال السودان فى مارس 1948 بعطبرة لتنظيم مقاومة ذلك القانون أصدرت (هيئة العمال الأحرار) بياناً تحظر فيه العمال بأن أى إضراب ضد قانون النقابات فى ذلك الوقت يعنى عدم إيجاد الإستقرار الكافى (كذا !!) ليباشر أعضاء الجمعية التشريعية أعمالهم ( كذا!!).
هكذا وبكل بساطة تبرعت هذه العناصر بكشف نفسها دون أن يطلب منها أحد ذلك وأعطت العمال البرهان الكافى والدليل القاطع على أن هذه العناصر كانت غريبة على العمال, وأنه كان يهمها مصير الجمعية التشريعية أكثر من مصير العمال وقانون النقابات. لقد كانت تطالب العمال بكل وقاحة بالتخلى عن الإضراب لعدم تعكير مزاج السادة أعضاء الجمعية التشريعية ليعملوا فى هدوء وإستقرار.
وهكذا تظهر للعمال حقيقة تلك العناصر من تلك الإعترافات الفاضحة التى أدانوا بها أنفسهم وبينوا تبعيتهم للجمعية التشريعية التى هى الإستعمار وحزب الأمة. ونحن لم نقل عنهم أكثر من ذلك أنهم وكلاء الإستعمار وحزب الأمة داخل الحركة النقابية؟
ثانياً:أرسل الجاك موسى وكيل (هيئة العمال الأحرار) آنذاك والسكرتير الحالى لإتحاد عمال نقابات عمال الحكومة, أرسل خطاباً إلى مؤتمر النقابات البريطانية التابع لإتحاد النقابات الأصفر يستفسر فيه عن رايه فى ذلك القانون فجاء الرد سريعاً بأنه أحسن قانون للنقابات وكان ذلك كافياً لأن يدافع الجاك موسى فى الخرطوم وزملاؤه فى عطبرة عن قانون الحكومة حتى النهاية.
لماذا ؟ لأنه تلقى ((الفتوى)) من مصدر الوحى والإلهام من مؤتمر النقابات البريطانية والإتحاد الأصفر, وهذا يكشف لنا عراقة هذه العناصر فى الإتصال بالإتحاد الأصفر, والمسألة أعمق من ذلك وأبعد غوراً من مجرد الإتصال والإستشارات, إنها توضح الطريق الذى إعتزمت هذه العناصر أن تدفع فيه بالحركة النقابية السودانية, طريق الإرتباط بالإتحاد الأصفر قائد العناصر الإنتهازية فى جميع أنحاء العالم.
فما معنى ذلك؟
معناه أن هناك موقفاً إنتهازياً قد تحدد من المعركة الرئيسية أمام العمال وهى معركة قانون النقابات, بتحويلها إلى خلافات حزبية تضعف من قوة العمال وتشتت وحدتهم (مسألة إقحام الأحزاب الإتحادية).
هكذا كانت بروز أول تيار مناوئ وسط عمال السكة الحديد وهكذا بدأ الصراع بين تيارين.
تيار يتمسك بوحدة العمال ويقاوم مؤامرات الإستعمار لشل التنظيمات النقابية وتيار آخر يسعى لتحطيم وحدة العمال بالخروج عن التنظيم الواحد وشل نضال العمال من أجل حماية وتدعيم تنظيماتهم النقابية.
تيار يعتمد على جماهير العمال ويدافع عنهم وتيار يعتمد على السلطات الإستعمارية بالتعاون مع حزب الأمة وتعتمد هى عليه لينفذ مآربها.
ودار صراع بين التيارين وفى النهاية إنتصر عمال السكة الحديد وقضوا على هيئة (( العمال الأحرار)).وفى عام 1951 وفى وقت إشتد فيه هجوم الحكومة على نقابة عمال السكة حديد بعد إضراب العطشجية المشهور برز التيار الإنتهازى من جديد (( بإسم هيئة محاربة العناصر الهدامة)) ويكفى أن نسرد خطاب سكرتير هذه الهيئة الذى أرسله إلى أحد أعوانه فى بورتسودان وقد تمكنت من العثور على هذا الخطاب وتلى فى المؤتمر فوق العادة الذى عقد لمقاومة عدوان الحكومة, هذا ما جاء فى الخطاب بالحرف الواحد :
" وإن رجال القيادة اليوم فى بلبله لا حد لها لاتستطيع أن تعرف لهم سياسة مستقرة أو رأيا ثابتاً أو عزماً أكيداً . إن السياسة اليوم يرسمها قاسم أمين مع حفنة من اصحابه والخونة السياسيين من رجالات النادى الآهلى ولكن خاب فألهم وفشل مسعاهم اذ تعقدت الأمور وحارت الرؤوس وفقدوا التفكير السليم لأنهم لم يكونوا يعلمون ما يخبئه لهم القدر فصاروا يتخبطون هنا وهناك كالأعمى الذى فقد دليله أو عكازه, وقوموا الوساطات تلو الوساطات وشاءت مشيئة ربك الا تتعقد الأمور أكثر فأكثر, وهنا ظهرت الحكومة بجبروتها وقوتها وهى التى تعرف كيف تنتهز الفرص لتضرب ضربتها القاضية فكانت سياسة التعنت الظاهر وكان التأييد الكامل من الحكومة لمدير السكة حديد فى جميع خطواته وربما يصلك خطابى هذا ويكون قد مضى البت فى أمر العطشجية بالرفت. اننا اليوم يا عزيى نترقب الحوادث عن كثب ولقد أوشكت السفينة على الغرق ولكن لا يصلح أن يكون هناك ربانان (ريسان) عندما تعصف الرياح وتتمايل السفينة ذات اليمين وذات اليسارموشكة الغرق ففى هذه الحالة تنعكس الأوضاع وتذهب الحكمة القديمة القائلة بأن الوقاية خير من العلاج"
هذا ما كتبه سكرتير هيئة محاربة العناصر الهدامة بالحرف الواحد وبخط يده وهى وثيقة تاريخية تكشف طبيعة هذه العناصر المرتبطة بالإستعمار وحزب الأمة.
وأعقب ذلك ظهور عدة تشكيلات نذكر منها هيئة الصيانة, وهيئة كبار العمال وهيئة تنظيم إتحاد العمال وكانت هذه التشكيلات تعمل وفق خطة منظمة هى إضعاف الحركة النقابية وذلك عن طريق احداث الإنقسامات وشل نضال العمال وإشاعة الأفكار الغريبة وسط العمال مثل – الحكومة قوية ولابد من مسالمتها ومسايرتها, وبالتالى عدم التشديد فى مطالبة الحكومة – المطالبة بعدم التحدث عن الإستعمار وعدم ذكره فى البيانات النقابية - موضوع الحريات لا يعد نزاعاً عمالياً - عدم الوقوف ضد قانون الطوارئ الذى كان يستعد السكرتير الإدارى لفرضه ... ألخ ألخ
انا لانود فى هذا المجال ان نتعرض بالتفصيل لجميع الأعمال التى قامت بها تلك العناصر ولكننا اردنا فقط أن نؤكد وجود تيار يمينى انتهازى داخل الحركة النقابية كتيار واشخاص يعتمد على القوى الاستعمارية ويستند على الترقيات والعلاوات والبعثات وبالفعل فان تلك الشخصيات التى لعبت ذلك الدور نالت حظها وقبضت الثمن ترقيات وبعثات وخلافها.
بيد أن هناك حقيقة كبيرة هى ان العمال من خلال تجاربهم الذاتية استطاعوا ان يكشفوا تلك العناصر وان يبعدوها حتى إنزوت لفترة طويلة نسبة للضربة التى وجهها شعبنا للإستعمار وطرده من بلادنا, ونسبة لإندحار حزب الأمة فى الإنتخابات البرلمانية- وهكذا اختفت تلك العناصر نتيجة لتحطم الاساس الذى كات تعتمد عليه وتستمد وجودها منه.
التيار الإنتهازى فى الفترة الحالية ؟
بالمثال وضحنا انه وبالرغم من ان التيار الإنتهازى كان يقاوم أى نضال يقوم به العمال ضد الإستعمار وكان يعترض بشدة على قيام العمال بدورهم فى النضال الوطنى مطالباً بالإقتصار على العمل من أجل المطالب المعقولة فان ذلك التيار يعمل فى نفس الوقت لان تضع الحركة العمالية نفسها فى خدمة السلطات الحاكمة.. لقد كانوا يعرقلون نمو الحركة النقابية لصالح الجو الهادئ للجمعية التشريعية وتمهيد الاستقرار لها. .
وحين زال حكم الجمعية التشريعية استمروا فى نفس السياسة سياسة خدمة الحزب الحاكم او الحزب المفضل. فحين كان الحزب الوطنى الاتحادى فى الحكم كان الانتهازيون من انصاره ينادون بعدم " احراج " الحكومة ويتبنون شعاراتها الهادفة لتصفية حركة المطالب كشعار " تحرير لا تعمير" وكذلك الحال مع الحكومات التى تلتها. اما الانتهازيون الخاضعون للحزب الآخر فقد كانوا يحاولون جر الحركة العمالية إلى مواقف متشددة لا يستفيد منها الا حزبهم خارج الحكومة دون تقدير للحاجة الحقيقية المستقيمة للحركة العمالية, وهم فى كل تحركاتهم يمثلون دور الخادم ال######## لهذا الحزب او ذاك من الاحزاب التى تعاقبت على الحكم ويمثلون امتداداً للانتهازية التى عرفها العمال تحت حكم الاستعمار. فلماذا برزت تلك العناصر اليمينية فى الفترة الحالية
لماذا برزت تلك العناصر فى الفترة الحالية ؟
ان الظروف الجديدة التى اعقبت قيام الحكم الوطنى خلقت عاملاً جديداً لاستمرار التيار الانتهازى وهو ان جزءاً كبيراً من العمال ما زال يثق فى الاحزاب ( غير العمالية ) لحل مشاكلهم بعد ان حاربوا الحكم الاستعمارى وقاوموه بكل قوة وقذفوا به بعيداً بالاشتراك مع بقية الاحزاب والمنظمات الوطنية.
لقد استغلت الاحزاب هذا العامل الجديد, عامل الثقة بين الحكومة والعمال والروح الجديدة التى تولدت نتيجة لذلك, والامل فى حياة جديدة مغايرة لما كان عليه الحال فى العهد الاستعمارى, لقد استغلت الاحزاب الحاكمة هذا العامل واستطاعت ان تؤثر فى الحركة النقابية وان تنشر بين صفوفها روح التراخى وعدم اليقظة.
فى الماضى كانت تلك الاحزاب تتعاون مع العمال فى النضال لطرد الاستعمار والاستفادة من قوة العمال لتحقيق هذا الهدف ولكن بعد ان تم الجلاء وتربعت هذه الاحزاب على كراسى الحكم , فعلى اى اساس تتعاون مع العمال ؟
هذا الوضع الجديد يجعل الاحزاب الحاكمة تركز اتجاهها وسط الحركة النقابية لتحقيق الاهداف التالية:-
اخضاع الحركة النقابية لسيطرتها وجعلها فى حالة تبعية وتسير وفق مشيئة تلك الاحزاب غير العمالية والتخلى عن الدفاع عن مستوى المعيشة للعمال لان هذه الاحزاب اخذت تسلك مسلكاً انانياً بعيدا عن مصالح العمال بل معادياً لهم, وقد ظهر هذا فى تخفيض علاوة غلاء المعيشة ثلاث مرات وفى زيادة الضرائب على الضروريات.
وان هذه السياسة تصطدم بوجود حركة نقابية قوية ومتماسكة ولذا فقد عملت الاحزاب على اضعاف الحركة النقابية لكى لا تقاوم سياستها.
وهذا هو الذى حدث فقد ووجهت الحركة النقابية بهجوم عنيف من جانب الاحزاب التى تولت الحكم على التوالى لقد قامت السلطات بحملة تفتيش واسعة ضد النقابيين واعتدت على مراكز بعض النقابات وتم خصم يوم زيادة فى الاضراب.
لقد اعلن السيد يحى الفضلى وزير الشئون الاجتماعية حملة صليبية على اتحاد العمال فبدأ حملته باعلان عزمه على تطهير النقابات من الشيوعيين, وقرر عدم شرعية اتحاد العمال واعلن انه لا يعترف بوجوده مع العلم بان الاتحاد كان حقيقة قائمة بالفعل, بل وسلف ان ناضل داخل الجبهة المتحدة جنباً الى جنب مع حزب السيد وزير الشئون نفسه. ثم افصح عن رغبته فى ان تكون قيادة الاتحاد من نفس العناصر التى فازت آنذاك فى نقابة السكة الحديد.
وجاء خلفه السيد زيادة ارباب وسار فى نفس الطريق المعادى لوحدة العمال واليوم وفى ظل الحكومة الحالية يتبنى السيد ابو سن وزير الشؤون الاجتماعية حركة الانقسام الحالية ويقف خلف اتحاد عمال الحكومة الجديد منادياً بتكوين ثلاثة اتحادات.
لقد استفادت الحكومة فى العهد الجديد من جهاز الحكم واستعانت بعناصر السودنة لتوسيع دائرة التيار الانتهازى اليمينى عن طريق الترقيات والعلاوات والتقرب الى الحكام – وهكذا خلق الاساس الجديد الذى تعتمد عليه العناصر اليمينية تحت ظل الاوضاع الراهنة فازدهر نشاطها معتمدة على التأييد الرسمى من جانب السلطات.
وهذا يقودنا الى سؤال هام وهو لماذا تحالفت جميع الاحزاب فى معركة السكة حديد رغم الخلافات الكبيرة بين هذه الاحزاب ؟
عدة عوامل قادت الى ذلك التحالف
(1) العامل الاول إتفاق جميع تلك الاحزاب بغض النظر عن خلافاتها فيما بينها .. واتفاقها فى ان اتجاه خلق تنظيم نقابى قوى متماسك يعارض سياستها الانانية المعادية لمصالح الطبقة العاملة
(2) العامل الثانى والمهم هو ان تلك الاحزاب لا تود ان تترك الطبقة العاملة بكيان مستقل يناضل بثبات من اجل اهداف العمال النهائية.
ماذا يعنى ان تسير الطبقة العاملة بتنظيماتها المستقلة فى طريق بعيد عن الأحزاب ؟
ان الطبقة العاملة خلال نضالها من أجل رفع مستوي المعيشة سيتطور تدريحياً ويتحول إلى نضال من أجل وضع تشريعات لحماية العمال والاهتمام بمصير السلطة والحكم وفي النهاية سيتدرج العمال إلى تحطيم النظام الطبقى الذي تعتمد علية الاحزاب وتقيم الاشتراكية .
هذا العامل جعل تلك الاحزاب توجة نيرانها ضد الكيان المستقل للعمال كطبقة والعمل على صهرهم وسط صفوفها وجعلهم في حالة تبعية ذيلية لتلك الاحزاب .
(3) وهنالك عامل آخر وهو ان الاحزاب تود ان تستأثر بامتيازات الحكم وان تجنى ثمراته وهذا يجعلها تفكر فى مستقبلها عندما تنشأ صناعتها الخاصة وتوسعها لتجنى من وراء ذلك الارباح الطائلة. ان هذا الحلم الذى يداعب قيادات تلك الاحزاب يهدده وجود تنظيم نقابى قوى متماسك – لا يهدد وجود هذه الصناعات ولكنه يهدد ارباحها واحلامها فى جلب اكبر قدر من الارباح عن طريق تخفيض الاجور وانخفاض مستوى المعيشة وانعدام الضمانات الكافية التى تحمى العمال.
إنهم يهدفون إلى استغلال العمال واعتصار اكبر قدر من الارباح من دماء العمال وعرقهم وهذا هو الحافز الاساسى لنشاطهم من اجل اضعاف الحركة النقابية واخضاعها لسيطرتهم وتنصيب قيادات صفراء على النقابات.
من اجل كل ذلك تحالفت قيادات الاحزاب فى معركة انتخابات السكة الحديد الماضية ودفعت الى الخلف جميع خلافاتها وحزازاتها من اجل هذا الهدف المشترك وهو خلق حركة نقابية صفراء خاضعة لهم
الاتحاد والثلاث اتحادات
فى الجزء السابق تعرضنا لوجود التيار اليمينى كحقيقة وسط الحركة النقابية وتعرضنا للاساس الذى يعتمد عليه كما وصفنا العوامل التى ادت إلى تدخل الاحزاب وتحالفها فى معركة السكة الحديد.
والآن نناقش الآراء التى يعتمد عليها التيار اليمينى بمساعدة الاحزاب فى اخفاء طبيعة المعركة عن اعين العمال.
لقد تأكد لنا بأن موضوع الاتحاد والثلاثة اتحادات ليس هو موضوع الصراع ولكن رغم ذلك نناقش هذه المسألة. لماذا اعترضنا على فكرة الثلاث اتحادات منذ البداية؟
هناك حقيقة هامة يجب توضيحها, مخطئ من يظن بأن هذه المسألة داخلية وتهم تنظيمات العمال وحدهم فالواقع انها مسألة اكبر من ذلك ولها تاريخ منذ بداية الحركة النقابية وهى مرتبطة بالحكم الاستعمارى فى الماضى ومرتبطة بالحكومة والاحزاب فى المرحلة الحالية.
ان مسألة التدخل فى شكل تنظيمات العمال وتكييفها بصورة تخدم مصالح المخدمين وتشل نضال العمال- إن هذه المسألة تاريخية وضعها الأستعمار فى بداية الحركة النقابية وسارت عليها من بعد الاحزاب الحاكمة؟
كيف ولماذا ؟
عندما تكونت نقابة عمال السكة حديد حاول الاستعمار اضعافها فبدأ هجومه على المركز الواحد بوصفه الدعامة الرئيسية لتقوية الحركة العمالية فشن حملة على مركز النقابة فى عطبرة وقام بحمله تشكيك فى نقابة عمال السكة حديد تحت شعار ان عمال عطبره لا يمثلون عمال السكة حديد وعليه يجب ان لا يكون المركز بعطبرة.
فى الواقع ان هذه الدعوة فى ظاهرها كانت شعاراً ديمقراطياً سليماً يقود إلى اشاعة الديمقراطية وتمثيل العمال تمثيلاً صحيحاً. رغم ذلك رفضنا هذه الدعوة بينما طالبنا الكثيرون بقبولها. فهل يعنى هذا ان الإستعمار كان جاداً فى اشاعة الديمقراطية بين صفوف العمال وتدعيم بنيانهم النقابى؟ وهل كان يعنى رفضنا بأننا ضد انتشار الديمقراطية بين العمال ؟
فى الواقع ان الاستعمار استغل شعاراً ديمقراطياً لتوجيه الضربة الى مركز التجمع ولتحطيم المركز الواحد واثارة الشكوك حوله واضعافه وكان الاستعمار يرمى الى ابعاد القيادات المخلصة التى تزعمت تنشيط الحركة النقابية وتمسكها بمطالب العمال رغم كل شئ, واخيراً طالبت الحكومة بإجراء استفتاء بين عمال السكة حديد لمعرفة رغبات العمال فقبلنا هذا المطلب واجرى الاستفتاء المشهور 1947 وكانت نتيجته ضربة قاضية على المستعمر اذ وقف (11) الف عامل بجانب المركز بعطبره بينما لم يقف ضد هذا الاتجاه سوى اقل من (100) عامل.
وفى سنة 1950 ظهر نفس الاتجاه فى المؤتمر الأول لتكوين اتحاد العمال حينما وقفت العناصر اليمينية تطالب بتكوبن ثلاثة اتحادات منفصلة احدهم لعمال الحكومة والثانى لعمال الشركات والثالث لعمال الأعمال الحرة,
وفى نفس الوقت كانت نفس هذه العناصر قد شرعت بالفعل فى تكوين اتحاد عمال الأعمال الحره؟
والمعركة لم تكن فى الواقع مسألة تنظيمات وانما كان الهدف الأساسى هو منع قيام مركز موحد للنقابات يكون اساساً لقوتها وتقدمها, وكان الهدف من عزل المركز الواحد هو ابعاد عمال الشركات والاعمال الحره عن عمال الحكومة نسبة لتطورهم وخبرتهم فى العمل النقابى بينما عمال الشركات والاعمال الحره فى حالة ضعف ومن الجانب الآخر ان عمال الحكومة اصحاب الأثر المباشر على الاستعمار عن احتياطى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كعمال الشركات والاعمال الحره.
هذا هو الذى جعل السلطات الاستعمارية تضع هذه الخطة فى قانون النقابات سنة 1948 قبل التعديل الذى حققه العمال بعد كفاح طويل.
وقد جاء ميستر " نيو مان" بمشروع " هو ايتلى " لتنظيم العمال وكان يحتوى على نفس الخطة الاستعمارية الرامية الى تقسيم وحدة العمال ولكنه فشل أمام مقاومة العمال.
كيف برز هذا الاتجاه الجديد فى الظروف الراهنة ؟
لقد اكدنا قبل تقرير الوقائع التأريخية بأن المسألة لم تكن صراعاً حول شكل تنظيم اتحاد انما كانت تعنى وجود الاتجاه نفسه ... وجود مركز موحد لقيادة الحركة النقابية. لقد كانت هذه الظاهرة تتخذ عدة أشكال ومحاولات متسلسلة بهدف القضاء على وحدة العمال منذ البداية حيث وضع الاستعمار خطوطها الاولى وتسلمتها الاحزاب وسارت عليها بكل اخلاص.
منذ قيام الحكومة الوطنية ظهرت عدة محاولات وحوادث كانت خلفها نفس الظاهرة القديمة :
استهل السيد يحى الفضلى محاولاته بالدعوة لتطهير النقابات من الشيوعيه واعلن بأنه سيضرب بيد من حديد على من أسماهم " عناصر الهدم والتخريب" ويقصد سيادته قيادات اتحاد العمال.
عندما تربعت العناصر اليمينية على نقابة السكة حديد أصدر بياناً يعبر عن ارتياحه وترحيبه بها كما اعلن عزمه على تنصيب مثل هذه القيادة فى اتحاد العمال.
اصدر وزير الشئون ايضاً بياناً بأن الاتحاد غير شرعى لأنه غير مسجل, وهذه نفس النقمة التى رددها روبتسون سنة 1950.
واصل السيد زيادة ارباب نفس السياسة واعلن عزمه على سن تشريعات جديدة لتقدم الحركة النقابية او كما قال.
والآن فان المشروع الجديد الذى يقوم بإخراجه أبو سن الوزير الحالى هو تكرار وامتداد لنفس المحاولات السابقة.
ماهو الهدف من وراء هذه الحملة المتواصلة ؟
ان موقف اتحاد العمال وتمسكه بمطالب العمال ومحاصرة الحكومة للدخول فى مفاوضات مع العمال حول مطالبهم – ان هذا الموقف جعل السلطات تتهرب من هذا الطريق الواضح وتلجأ الى اسلوب جديد وهو شن الهجوم على الاتحاد بهدف تقويضه والقضاء عليه بدل الاستجابة لمطالب العمال.
ماهو دور التيار اليمينى الانتهازى فى هذه الحملات ؟
لقد كان التيار اليمينى على الدوام يتبنى جميع الشعارت التى ترسلها الحكومة فى كل العهود ومنذ البداية:-
ففى عطبرة تكونت هيئة المعارضة ونادت بالتخلى عن المطالب والشعارات لأن الفترة فترة تحرير لا تعمير.
نظمت حملة على اتحاد العمال بهدف اقصاء القيادة الحالية وقد شهد المؤتمر الثالث للاتحاد صداماً عنيفاً بين التيارين اذ كان ينادى التيار اليمينى الانتهازى بالابتعاد عن العمل السياسى وتركه للاحزاب باعتبار ان القضية فى ايدى امينة.
عندما قام الاتحاد بحملة ناجحة أرغم فيها السلطات على الدخول فى مفاوضات مع العمال أمام ضغط العمال والرأى العام – فى ذلك الوقت ظهر التيار اليمينى بوجهه الحقيقى وكشف عن نواياه السوداء تجاه الحركة النقابية فأحدث انقساماً وكون جبهة النقابات المتحدة , لماذا يحدث هذا الانقسام فى اثناء المفاوضات بالذات ؟ ولمصلحة من ؟ من مصلحة العمال ان تكون هناك وحدة حول المطالب فى المفاوضات وليس تكوين انقسام جديد تحت اسم النقابات المتحدة؟.
وفى الفترة الراهنة وأخيراً وبعد ان فشلت كل المحاولات رغم تعدد الأسماء ظهرت مسالة الثلاث اتحادات.
ونحن نؤكد مرة اخرى أنه اذا كانت المسألة صراعا حول موضوع تنظيم النقابات أو خلق تنظيمات جديدة مناسبة لكان من الاجدر ان تتم كل هذه المسائل من خلال المناقشات وبالطرق الدستورية التى رفضوها مع سبق الاصرار ورغم الدعوات المتكررة من جانب اتحاد العمال.
رغم كل ما تقدم فان الجميع يعرفون بان اتحاد العمال كان وما زال قائماً على اساس الثلاثة منظمات فى مركز واحد فاللجنة التنفيذة لاتحاد العمال تتكون بنسب خاصة من ممثلى عمال الحكومة والشركات والاعمال الحره.
نحن نتوجه الى العمال المخلصين الذن تأثروا بهذه الآراء المغلفة التى ترمى الى إخفاء طبيعة الصراع وحرفه الى صراع حول الشكل التنظيمى لاتحاد العمال, وقد أكدنا لهم بالادلة والبراهين بأن المسألة مرتبطة بموقف الحكومة من الحركة النقابية ككل والعمل على خلق حركة نقابية صفراء تكون تابعة للاحزاب وتسير وفق مشيئتها.
كثير من العمال ذوى النوايا الطيبة يستبعدون حدوث ذلك ويتساءلون كيف يتم كل هذا ؟
أن الحكومة كما لا حظنا من كل محاولاتها فى الماضى والحاضر وحتى فى عهد الاستعمار كانت تسعى دائماَ وبطرق واساليب مختلفة الى تنصيب قيادات صفراء على النقابات,
والدليل على ذلك نستمده من الحوادث التى حدثت مؤخراً وفى معركة السكة حديد بصورة خاصة وحتى فى الطريقة التى كونت بها قيادة اتحاد عمال الحكومة نفسه :-
فجأة وبدون مقدمات تولى الجاك موسى سكرتارية اتحاد عمال الحكومة وأرسل كمندوب عن عمال السودان لحضور مؤتمر مكتب العمل الدولى بجنيف بمصاحبة موظف رسمى من مكتب العمل بحكومة السودان. والغريب فى الأمر ان الجاك موسى هذا ليست له أى صفه نقابية إلا بوصفه سكرتير هيئة الصيانة السالفة الذكر.
حرمان ستة من مندوبى عمال البحر فى انتخابات نقابة السكة جديد بمصلحة الوابورات لاخلاء الطريق لعناصر معينة لتمثل فى مركز النقابة.
وفى بورتسودان يصر عثمان عمر على أنه عضو فى اللجنة التنفيذة للنقابة بالرغم من أنه لم ينتخب وتؤيده اللجنة السابقة الممثلة للتيار اليمينى.
استعملت مصلحة السكة حديد نفوذها فى الضغط على العمال المنتخبين وحاولت نقل العمال المخلصين فى قسم الادارة لتفسح الطريق لحسين السيد.
التأخير المتعمد للانتخابات النهائية للجنة النقابة برغم قرار المؤتمر, وذلك لاتاحة الفرصة الكاملة لتنصيب اشخاص معينين فى قيادة نقابة السكة حديد.
بمثل هذه الاساليب يتم تنصيب العناصر اليمينية فى قيادة النقابات وهذا هو ما تسعى اليه السلطات. ولاتهتم الحكومة بعد ذلك سواء كان هناك اتحاد واحد او ثلاث اتحادات لأن المسالة تنحصر فى نوع التيار المسيطر على جهاز النقابة.
التيار اليمينى يؤدى رسالته فى الارتباط بالاتحاد العالمى الاصفر
رغم فشل هذه العناصر اليمينية فى خلق انقسام عميق واسع كما كانت تهدف, ورغم فشلها فى السيطرة على الحركة النقابية الا انها مازالت تقوم بأعمال خطيرة ومدمرة للحركة النقابية فى السودان.
لقد ارسلوا وفداً باسم عمال السودان الى مؤتمر النقابات الافريقية فى " آكرا" عاصمة ساحل الذهب تحا رعاية الاتحاد الدولى الاصفر ومن المدهش ان هذه العناصر قد هللت بهذه الخطوة واصدرت بياناً تعلن فيه بأن هذا هو باكورة أعمالها لتخليص الحركة النقابية من الركود. فى الواقع ان ما اسموه " بباركوة " أعمالهم ليست هى المرة الاولى التى يتصلون فيها بالاتحاد الاصفر فقد سبقت اتصالات بهذا الاتحاد:-
أولاً:فى سنة 1948 ارسل الجاك موسى برقيته المشهوره ليستفتى فيها الاتحاد الاصفر عن قانون النقابات الذى وضعته الحكومة الاستعمارية.
ثانياً:ارسلت نقابة السكة حديد برئاسة حسين السيد برقية للاتحاد الاصفر تبادله العواطف وتتحرق شوقاً للانضمام الى حظيرته.
والجدير بالذكر موقف وفدهم فى مؤتمر النقابات الافرقية باكرا حيث راجع مواقف العمال السودانيين من عملاء الاستعمار الذين جاء بهم لتخريب الحركة النقابية ففضحهم العمال ووصموهم بافعالهم. بل أكثر من ذلك اضفى عليهم الاشتراكية والعمل الحميد. يقول حسين السيد فى تقريره:
" واشتركنا فى وضع بعض التشريعات بمعاونة خبراء اشتراكيين امناء من وزارة العمل البريطانية كالمستر " كوان " اول مدير للعمل فى السودان كما أستعين بخبرة مستشار للنقابات كان لعقائده الاشتراكية فوائد افادت فى ازدهار – حركتنا النقابية- انه المستر دافيد نيومان الذى مكث بيننا والذى يعرفه الكثير من المؤتمرين ".
واستطرد حسين السيد مخاطباً الاتحاد الاصفر وعملاء الدول الاستعمارية والجواسيس والمارقين:
" سنلتجئ اليكم, اذ بعونكم وحدكم يمكن لنا بناء وطننا على اسس ديمقراطية صحيحة سليمة ونهضة صناعية حرة مزدهرة" وأيضاً سنكافح مع الاتحاد الدولى للنقابات الحره وسنتزود بإرشاداته ".
ماذا وراء هذه الاتصالات والمؤتمرات ؟
من البديهى ان الاتحاد الاصفر هو مركز العناصر اليمينية الانتهازية فى جميع انحاء العالم وهو مركز الانقسام فى الحركة النقابية العالمية وخاضع تماماً لسيطرة الدول الاستعمارية وفى مقدمتها امريكا وبريطانيا
وقد عرف العمال السودانيون هذه الحقيقة عندما زارنا وفد هذا الاتحاد الذى كشفته القيادة الحالية لاتحاد العمال.
ماهو سر الاهتمام بالحركة النقابية فى السودان من جانب الاتحاد الاصفر؟
ان الاستعمار يسعى لتركيز نفوذه فى الشرق الاوسط وافريقيا, وان وجود حركة نقابية قوية فى قلب افريقيه يهدد مصالح الاستعمار واحلامه التوسعية
ونسبة لخوف الاستعمار من تأثير الحركة النقابية فى السودان على افريقيا فقد ركز اهتمامه لتقوية العناصر اليمينية والارتباط بها لاضعاف وتحطيم الحركة النقابية فى السودان.
من اجل هذا تعقد هذه المؤتمرات, وان الاعمال التى تقوم بها العناصر فى ربط حركتنا النقابية بالاتحاد الاصفر هو عمل فى غاية الخطورة تماماً كالانضمام الى حلف بغداد.
وهذا اسطع دليل على وجود تيار يمينى انتهازى وسط الحركة النقابية وإن انكار وجود مثل هذه العناصر هو إجرام فى حق الطبقة العاملة لأنه يساعد على تركها بدون مقاومة.
إتحاد العمال قلعة منيعة للدفاع عن حياة العمال
وسط هذه الموجة من التضليل والمؤامرات نظمت حملة جائرة على اتحاد العمال باعتبار انه قد انتهى وزال من الوجود وأضر بقضية العمال,. ويقدمون التهم التالية:-
اتحاد العمال بدد طاقة العمال الثورية !!
اتحاد العمال قاد العمال فى معارك خاسرة !!
اتحاد العمال لم يحقق أدنى مكسب للعمال !!
هذه الحملة تهدف أساساً الى طمس تاريخ نضال العمال السودانيين وهذا يرمى الى تخلى العمال عن تقاليدهم الثورية التى بنوها خلال تاريخهم المجيد. ومهما قيل عن اتحاد العمال فإنهم لا يستطيعون ان ينكروا حقيقة ان اتحاد العمال هو الذى قاد ونظم كفاح العمال منذ البداية
ان اتحاد العمال كان يصارع الاستعمار طيلة الفترة الماضية وهذه حقيقة لا يستطيع ان ينكرها الاستعمار نفسه ولا الذين تربعوا على كراسى الحكم ولا المديرين الذين ارتفعوا على حساب السودنة ولا حتى أولئك الذين جعلوا من أنفسهم مفكرين للانقسام يرسمون له الطريق, نعم لايمكنهم جميعا ان يخفوا هذه الحقيقة وان كان بعضهم لبعض ظهيراً.
لو جارينا أصحاب هذا المنطق وسلمنا جدلاً بأن العمال كانوا بعيدين عن المعركة ضد الاستعمار فكيف نتخيل مصير هذه المعركة وذلك بتخلى فئة هامة كاتحاد العمال عن مصارعة المستعمرين ؟ فى الواقع تصعب الإجابة على مثل هذا السؤال !
واذا كان اتحاد العمال بعيداً عن المعركة السياسية التى اطلقوا عليها " تبديد طاقة العمال " حيث قاوم الاتحاد مشاريع روبتسون وقانون الطوارئ وقانون النشاط الهدام ودافع عن الحريات بشكل عام, كان من العسير ان تجد القوات المعادية للاستعمار الفرصة لتوسيع نضالها.
كان اتحاد العمال يناضل بجانب المثقفين والمزارعين والطلبة, ولا يستيطع أى انسان ان يتصور الموقف اذا تخلى اتحاد العمال عن تضامنه مع هذه الفئات.
فوق كل ذلك استطاع اتحاد العمال ان يحرز زيادات فى اجور العمال وبقية الفئات واستطاع ان ينتزع تشريعات عمالية تعترف بحق العمال فى شروط الخدمة والمكافآت وساعات العمل والتعويضات, مع ان هذه المكاسب محدودة الى انها اصبحت حقيقة واقعة استفاد منها العمال.
ان تاريخ النضال الذى قاده اتحاد العمال احرز مكسباً ضخماً نمى من وعى العمال واشعرهم بكيانهم المستقل كطبقة نالت احترام جميع فئات المجتمع السودانى.
هذه الحقائق التى يحاولون تزييفها , فإننا نبرزها ونضيف عليها مؤكدين بان هذا هو الطريق القويم الذى يجب ان تسير عليه الحركة النقابية رغم كل شئ. ان قادة النقابات والاتحادات مطالبون بمجابهة هذه الحملات الطائشة وعليهم تشديد النضال ومواجهة هذا الموقف بثبات لأن موقفهم يقتضى الحفاط على الحركة النقابية وتماسكها وصيانة تقاليدها الثورية المجيدة. على هؤلاء القادة المخلصين الذين بنوا الحركة النقابية بتضحيات جسيمة ان يستمروا فى مواصلة نضالهم من أجل الواجبات الرئيسية التى تواجه الحركة النقابية فى الظروف الراهنة:-
النضال من أجل تحسين مستوى معيشة العمال.
مقاومة خطر البطالة.
ارساء قواعد الحريات الديمقراطية فى البلاد وتأمين الحقوق النقابية.
المحافطة على استقلال السودان ومحاربة الاحلاف العدوانية, وحلف بغداد خاصة.
تطور الاقتصاد الوطنى والانفكاك من قبضة الاحتكار الاستعمارى.
مواجهة سياسة آيزنهاور الرامية الى بسط نفوذ الاستعمار الامريكى فى الشرق الاوسط.
وفى الختام فاننا اذ نقدم هذه التوضيحات لزملائنا العمال فى كل المجالات العمالية ولأصدقائنا النقابيين المخلصين لتكون موضع مناقشتهم, نأمل أن تجد الاعتبار التام لنتبين سير مستقبل حركتنا النقابية ونحدد واجباتنا ونحن مزودين بالإدراك والمعرفة ومكافحة التيارات المعادية للحركة النقابية وإحباط المؤامرات الرامية الى تفتيت وحدتنا وتحطيم كياننا كطبقة مستقلة.
كلنا ثقة فى مقدرة العمال واخلاصهم لتحمل مسئوليتهم التاريخية بطهارة وشرف, فان معركة انتخابات عطبره برهنت على ان العمال قادرون على مواجهة كل الاساليب التى استعملت ضدهم.
ان النتيجة كانت مشرفة واثبتت عدم خضوع العمال لسيطرة جهاز الحكم وتدخل الاحزاب فى التنظيمات النقابية.
اننا ندعوا جميع العمال بالمزيد من تشديد النضال والمزيد من اليقظة للمحافطة على تنظيماتهم النقابية من عبث العابثين.
المدخل
خلفية تاريخية
حول المشروع
..............
نقابات العمال
نقابات المهنيين والفنيين
نقابات المعلمين
نقابات الموظفين
إتحادات المزارعين
النقابات والقضايا القومية
قوانين ودساتير ولوائح
..........
شخصيات نقابية
اطروحات اكاديمية
إصدارات نقابية
الوسائط المتعددة
..........
مواقع ذات صلة
مكتبة ومراجع
إرشيف الموقع
(عدل بواسطة عبد الله بابكر on 01-03-2013, 06:43 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة كبري بواشنطون ... الاستقلال و مستقبل السودان 5 يناير 2013 (Re: أسامة خلف الله مصطفى)
|
غموض يرافق اختفاء راعي «الثورات الإخوانية»
غياب حمد بن جاسم يثير الدوحة وملحقاتها
الدوحة – أشارت معلومات حصلت عليها "العرب" في العاصمة القطرية إلى أن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أصبح مقلم الأظافر وأن ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يدير المشهد القطري برمته.
وتقول المصادر إن تغييرات حكومية كبيرة سيتم الإعلان عنها قريبا ومنها تسلم الشيخ تميم لمنصب رئاسة الوزراء وتعيين الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني في منصب وزير الخارجية.
وكان غياب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية قد أثار موجة من التساؤلات داخل المشهد السياسي في الدوحة حول حدوث تغييرات كبيرة داخل قطر وتساقط شخصيات محسوبة على حمد بن جاسم.
ولاحظت شخصيات قطرية التفاف فرع آل جبر من آل ثاني حول الشيخ حمد بن جاسم وكثرة تجمعهم داخل قصر الشيخ وتعبير بعضهم عن امتعاضهم من تحجيم دور قريبهم.
كما أشار مراقب قطري الى أن جميع الصحف القطرية التي أصدرت ملاحق خاصة بمناسبة العيد الوطني وامتلأت بصور أمير البلاد وولي العهد الشيخ تميم وتصريحات كبار المسؤولين قد خلت تماما من أية صور أو اشارة أو تصريح او ذكر لرئيس مجلس الوزراء الشيخ حمد مما يشير الى ان ما يتردد عن استبعاده عن دائرة الضوء في الدوحة شبه مؤكد وأن عدم حضوره قمة المنامة الخليجية إنما يعكس حقيقة استبعاده السياسي بشكل مؤقت أو دائم.
ومن التغييرات التي قامت بها الإرادة الأميرية القطرية هي حذف التعريف بالشيخ حمد بن جاسم من موقع الديوان الأميري ووضع صفحته تحت الإنشاء. كما تم تغيير التعريف به من سمو الشيخ الى معالي الشيخ.
وكانت اتهامات على مواقع الانترنت في السعودية أشارت الى أن الشيخ حمد بن جاسم يقف وراء شبكة تم اعتقالها في السعودية والإمارات بتهم تتعلق بتنفيذ عمليات ارهابية. وكادت هذه المعلومات تطغى على فعاليات قمة الخليج لولا أنها لم تسند بتأكيدات رسمية.
واستمرت الشكوك تدور حول الشيخ حمد بن جاسم حتى وصل الأمر الى ان تتسرب يوم أمس معلومات تشير إلى أن الشيخ حمد رهن التحقيق في الدوحة، لكن هذه المعلومات أيضا لم يتم تأكيدها، بل تنقضها اتصالات عزاء من الشيخ لأمير منطقة تبوك السعودية الذي توفي أخوه، وتبريكات رسمية وبروتوكولية للعديد من القادة العالميين بمناسبات مختلفة. وعلى الرغم من نشر شبكة "السي أن أن" للقاء مع الشيخ إلا ان من يقف وراء قصة التحقيق معه يؤكد ان اللقاء قديم وتم تسجيله منذ أسابيع.
وبعد استطلاع من "العرب" لما وراء الستار القطري توضح أن هناك خلافا قويا بين رئيس مجلس الوزراء وولي العهد وأن تدخلات قوية من قبل حرم الأمير القطري الشيخة موزة المسند وصديق عماني مقرب للأمير انتهت إلى تهدئة بين الطرفين يبتعد بموجبها الشيخ حمد بن جاسم مؤقتا حتى تنتهي موجة الغضب من ولي العهد.
ويثير غياب حمد بن جاسم قلق الإخوان المسلمين في المنطقة لعلاقاته القوية بهم ولتبنيه مشروع تجسير الفجوة بينهم وبين الولايات المتحدة وتقديمه لهم في البيت الأبيض، وخاصة تبنيه الدعم المالي والاستثماري للتجربتين الإخوانيتين في تونس ومصر، وغيابه قد يطيح بكل أحلام الإخوان في حكم المنطقة.
لكن مصادر قطرية أشارت الى ان خليفة حمد بن جاسم شخصية قطرية كانت ذراع حمد بن جاسم في الاتصالات مع الحركات الإسلامية وهو الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني.
ويعتبر الشيخ حمد بن ثامر رئيس مجلس شبكة الجزيرة صديقاً للإخوان المسلمين وقريبا جدا من القيادة الإيرانية وكانت له نشاطات واتصالات مع أقطاب الإخوان المسلمين في أوروبا وعرف بعلاقته الوثيقة بالإسلامي التونسي راشد الغنوشي وغيره من قيادات الحركات الاسلامية في الغرب.
ويتوقع مراقبون ان تعيين الشيخ حمد بن ثامر في وزارة الخارجية لن يغير شيئا من سياسة قطر الممالئة والمستخدمة من قبل الحركات الإسلامية.
وتولي دوائر غربية أهمية كبيرة لاحتمال غياب الشيخ حمد بن جاسم عن دائرة القرار القطري، وتعمل حاليا على قراءة المسرح السياسي القطري وكيف سيكون موقف قطر من الحركات الاسلامية، لكن ما يطمئن هذه الدوائر وجود حمد بن ثامر مما يتيح لها استمرارية التوجيه والسيطرة على تحركات التنظيمات الإسلامية وتفرعاتها عبر الوسيط القطري.
Alarab Online. © All rights reserved.
| |
|
|
|
|
|
|
|
| |
ابراهيم عدلان
أسامة خلف الله مصطفى
Dania Elmaki
محمد علي عثمان
معتصم احمد صالح
عبّاس الوسيلة عبّاس
بريمة محمد
Kostawi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست