|
Re: للتاريخ: السيد الصادق المهدي في اسوأ موقف على الاطلاق .. فيديو و ص (Re: الصادق ضرار)
|
Quote: نقطة النزاع الاساسية في هذا الحوار الدائر هو اصرار كثير من المساهمين بان ازمة العنصرية في السودان ابتدأت مع نظام الانقاذ، وان ماحدث من جرائم في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق وشرق البلاد مسئولة عنه الجبهة الاسلامية ، ولا شك ان الجبهة الاسلامية القومية بعد قيامها بانقلاب 30 يونيو تتحمل المسئولية الاكبر والمباشرة عن كل هذه الجرائم وغيرها الكثير من جرائم انتهاك حقوق الانسان وتعذيب للمعتقلين السياسيين الي غيرها من الآفات التي جلبتها الي ساحة الوطن حتي حشرته في دوامة الازمة الراهنة، لكن الثابت ايضا ان الاستعلاء العنصري واستخدام السلطة وجهاز الدولة وادواتها القمعية لصالح نخبة الشمال النيلي لم يبتدئ مع نظام الانقاذ ، وانما تأسس هذا البنيان المختل لاجهزة الدولة منذ انهيار الدولة المهدية وشروع المستعمر في التاسيس لاجهزته السلطوية والادارية التي افضت الي تشكل الجهاز البيروقراطي للدولة الحديثة في السودان، كما هو ثابت ايضا ان كثير من التشكيلات القبيلة والطائفية الموجودة حاليا لم تكن وليدة تطور طبيعي في بيئتنا الوطنية، وانما كانت صناعة استعمارية حيث اكمل المستمعر سيطرته علي البلاد بواسطة هذه الاذرع الثلاث: الجهاز البروقراطي والادارة الاهلية والكيانات الطائفية .
النمو الذي حدث في الجهاز البيرقراطي للدولة نتج عنه فئة اجتماعية تمتعت بامتيازات الدولة وخدماتها، كان جلهم من الشمال النيلي،بالاضافة الي الرتب العليا في الجيش والشرطة، وظهرت طبقة رأسمالية ناشئة ارتبطت ايضا بجهاز الدولة اما من موظفين سابقين او اشخاص ذو علاقة قرابة او ارتباط اجتماعي بهذا الجهاز،استفادت من الامتيازات في تمليك الاراضي الزراعية في مشاريع الزراعة الآلية ورخص الاستيراد والتصدير وجميع المعاملات المرتبطة بالصناعات الصغيرة والاعمال التجارية، لذلك عمل هذا الجهاز البيرقراطي علي حماية مصالح هذه الفئات الاجتماعية المستفيدة منه ، والتي لها مصلحة في استمرار الوضع علي ماهو عليه، ولذلك كان التغيير الذي حدث للسلطة الحاكمة في اكتوبر وابريل غير جوهريا ولم يمس طبيعة تركيبة السلطة ولا النخبة التي تتبادل الادوار والوظائف وتحتكر الامتيازات ... وظل قطاع كبير من السودانيين مهمشا ومحروم من الخدمات الاساسية التي توفرها الدولة وممارس عليه الاستعلاء العنصري والثقافي مع حقيقة ان الموارد الاساسية التي كانت تعتمد عليها الفئات الاجتماعية المسيطرة تأتي من هذا القطاع المهمش سياسيا وثقافيا والمنتج والمساهم اقتصاديا في مداخيل الدولة .
التناقض الاخطر الذي وصلته السلطة الحاكمة الآن والذي نتج عن التخريب المتواصل والفساد ونمو الراسمالية الطفيلية ، هو ان مقدرات السلطة الحاكمة في الايفاء بامتيازات الجهاز البروقراطي والفئات الاجتماعية المرتبطة به في تضاؤل وتراجع مريع، مما سيعجل بانهيار هذا التحالف التاريخي ،وتحلل النخبة المسيطرة ، لانه بانهيار سلطة المؤتمر الوطني الحاكمة باعتبارها التجلي الاكثر اجراما لعنصرية النخبة الشمالية النيلية ستكون نهاية عصر الامتيازات المحتكرة ، والاستبعاد القسري والقمعي ، التغيير القادم لن يكون شبيها باكتوبر وابريل باية حالة، ولذلك يجئ تخوف هذه النخبة من تغيير لا يطلع من عمل ايديهم ويريدونه محدودا وشكليا ومسيطرا عليه ، إذ انه في نهاية المطاف المصالح تجمع وتعلو فوق الخلافات المؤقتة ، ولذلك فإن المبرر الوحيد لهذا التخوف والتبرير بان السقوط المفاجئ لسلطة المؤتمر الوطني سيدخل البلاد في حالة صوملة واحتراب اهلي يكشف هذه الذهنية الاستعلائية التي تربط بين فقدان امتيازتها وانهيار الدولة تماما كما يفعل المؤتمر الوطني . |
مداخلة لزميل المنبر عبدالله عيدروس في بوست سابق يقرأ مع هذا البوست . ما الذي يجعل الصادق المهدي حريصاً على الانقاذ اكثر من الترابي ؟
| |
|
|
|
|
|
|
|