|
الحـديـث .. ( الذي يسبق الهاويه ) .
|
نصف الكوب
أيمن الصادق [email protected]
الحـديــث ... ( الذي يسبق الهاويه ) .
تشهد دوائر صنع القرار في اميركا – والمتمثله في البيض الأبيض والكونجرس - حركه دوؤبه هذه الأيام ، وإتصالات واسعه بغية الوصول الي اتفاق ( ووفاق ) قبل نهاية العام فيما يتعلق بالهاويه الماليه . و الجدل يدور حولها ، بين الديمقراطيين ، والجمهوريين الذين يسيطرون علي مجلس النواب . و المنحدر المالي أو الهاوية المالية هي : عبارة عن مجموعة قوانين أقرها الكونغرس في فترات سابقة، وهي نتيجة إجراءات زيادة الضرائب بقيمة 607 بلايين دولار وخفض إنفاق الحكومة التي سيتم تفعيلها تلقائياً في 2 يناير / كانون الثاني المقبل ، وهذا الموضوع يشغل بال كثير من المواطنين الأمريكيين ، وكذلك خبراء الماليه والاقتصاد ، وهذه النقطه ظهرت – سابقآ في الحمله الانتخابيه ، للسباق الرئاسي الاميركي الأخير - وضمن الموضوعات الخلافيه للمرشحين ( أوباما ومِت رومني ) .. وقبل اكثر من عامين ، غضب الديمقراطيين علي ( زولهم ) أوباما عندما عقد صفقة مع الجمهوريين ، مدد بموجبها التخفيضات الضريبيه التي ورثها عن جورج بوش ، ولم ينسَ (أوباما ) ان يطبطب علي ناخبيه الديمقراطيين بقوله : لن أساوم علي موضوع الضرائب وفضلآ الانتباه لعبارة ( مره أخري هذه !) ... قبل فتره تحدثت – هنا – في مقال كان موضوعه - اعلان نتيجة الانتخابات الامريكيه - وعن خطاب النصر لأوباما وما جاء فيه ، وقوله : أنه يتحتم عليه الجلوس مع الجمهوريين في الفتره القادمه وقالها حرفيآ أتطلع " الي الجلوس مع رومني الاسابيع المقبله " ، وكان يقصد من هذا - برأيي - التعبير الي أنه مقتنع بضرورة التعاون مع الجمهوريين الفتره المقبله - لان الخلاف كبير فيما يتعلق بالاقتصاد والعجز في الموازنه بين رؤية الجمهوريين التي ترفض زيادة الضرائب علي الاغنياء ، والرؤيه الجمهوريه التي توصي بأن يتم خفض الانفاق العام بدلآ من ذلك . ........... - ما أردت الوقوف عنده هنا ، هو أن جميع الأطراف ( ديمقراطيين وجمهوريين ) تشعر بأنهم يتعاملون مع خلافاتهم بمسئوليه ، ويبدون آرائهم بدون تصلب أوإصرار ( قصد التعنت وإرباك الآخر ) ، بل يصاحب ذلك إبداء رغبه في الوصول الي إتفاق .... تفهم تمامآ - كمتابع - أن الكل ينوي الوصول الي اتفاق اليوم قبل الغد ، ويدركون الهاويه الماليه وما يترتب عليها ، إذ أن الاقتصاد الامريكي يمثل ما يقرب علي الــ20% من الاقتصاد العالمي ، ومؤكد ان اي انحدار مالي يحدث في هذه القوه الاقتصاديه الكبيره ، يكون له الاثر بالتبعيه علي العالم ( يفكرون في ذلك بوطنيه ومسئوليه وإنسانيه !!! ) الجميع يتعاون وقلق ، لاتهمه المصلحه الحزبيه بقدر ما تهمه أميركا ومركزها ، وقوتها وكذلك ريادتها .!!!! ........ بينهم خلاف ، وبيننا نزاعات ، هم دواخلهم نظيفه ( تجاه وطنهم وشعوبهم ) اما هنا فمعني القذاره في العقول والممارسه ( وآسف لقوتها ) ، يتحينون الفرص ، ويحبكون الخطط ويبيتون النوايا لإلحاق الهزيمه بالطرف الآخر ( مثلآ في الكتل البرلمانيه ، او اللوبيات التي انتشرت مؤخرآ في المؤسسات بمنطقتنا عموم ) ... والالتفاف علي الديمقراطيه ، والمكتسبات العامه ، وجعل من الموضوعات القوميه المهمه فرصه لتصفية الحسابات والانتصار علي الخصم وهذا دائمآ للأسف يكون علي حساب المصلحه العامه ، وربما يسبب أزمات نعاني منها علي المدي القريب والبعيد !!! ،وخير مثال لذلك ما يجري في مصر الآن ، وكذلك برلمان ( الأغلبيه الميكانيكيه ) والكثير !! صدق العلي الكبير القائل: ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) .
* نتيجة الاستطلاع أدناه إقتبستها من صحيفة الحياة اللندنيه :- أظهر إستطلاع أن الجمهوريين أكثر تفاؤلاً بشأن الإتفاق إذ يتوقعه 66 في المئة في مقابل 25 في المئة لا يتوقعون التوصل إليه، و68 في المئة منهم يلومون أوباما في ذلك.
أما بين الديموقراطيين، فـ47 في المئة يتوقعون التوصل إلى إتفاق فيما 40 في المئة لا يتوقعون ذلك، و85 في المئة يلقون اللوم على الجمهوريين.
الجريده
|
|
|
|
|
|