|
مُذكرات ضابط مُخابرات سوداني - الحلقه 16
|
عزت السنهوري
أولاً : الشكر أجزله لصحيفة سودانيات الالكترونيه على تكرمها بنشر الحلقة (15) من هذه المُذكرات (والتي رفضت العديد من المواقع والصُحف نشرها) وللعلم فيُمكِن الاطلاع عليها عبر الرابط أدناه :- http://www.sudanyiat.net/articles.php?action=show&id=3816 ثانياً : إكراماً للقــراء الكِرام الذين راسلوني مُطالبين بأن أكتفي مؤقتاً بذكرياتي عن جهاز أمن الدوله وأن اكتب لهم عن فترة عملي بأمن حزب الامه - سأبدأ الكتابه عن تلك الفتره بموجز مُختصر عن تسلسل الأحداث التي أدت لكي أحط الرحال في مضارب أمانة المعلومات بأكبر حزب سوداني ، ومن ثــــمَ سأسلِط الضوء عليها وعلى المهام التي أُسندت لي بها ، كرصد النشاط الاستخباري الليبي بالخرطوم ثم الاتصال بالمعارضه الليبيه في القاهره و تعييني مُديراً لِمحطة الخطوط الجويه السودانيه باديس أبابا كساتر غير شرعي لعملي الأصلي في إثيوبيا ، والكثير المُثير .... لقد سبق وأن ذكرت أنه وبعد إبعادي من جهاز أمن الدوله - باشرت عملى الجديد كمستشار أمني ومسئول عن العلاقات العامه للجبهه الوطنيه لانقاذ ليبيا في مقرهم الرئيسي بقصر الضيافه رقم (2) في شارع الجمهوريه .. ولكن نشاط المُعارضه الليبيه المُقيمه بالخرطوم لم يدوم و(الدوام لله) حيث لم تمهلها الأقدار للبقاء في السودان طويلاً فقد هبت نسائم إنتفاضة إبريل التي سُرعان ما تحولت لإعصار كاسِح إقتلع نِظام مايو من جذوره وأربك ضيوفه وحلفائه - وكان من الطبيعي أن أبذل جُهدي لإخراج من أعمل معهم سالمين من البلاد وبالفعل وبعد إتصالات مكوكيه تمكنت من تحديد موعد لهم مع الفريق السر أب أحمد رئيس جهاز الامن الوطني(الجهاز الذي تم إنشاؤه بقرار من المجلس العسكري الانتقالي بهدف تولي أعباء ومسئوليات جهاز أمن الدوله الذي صدر قرار بحله ) وبالفعل إلتقيت معهم بسعادته الذي أبلغهم بأن المرحله الراهنه تفرض ترتيب البيت من الداخل ومد جسور الصداقه مع كل الأنظمه التي كانت على عداء مع النظام السابق وأن الافضل لهم وللسودان أن يُغادروا للدوله التي يرغبون في السفر إليها وأن الدوله مُمثله في شخصه ستلبي طلباتهم بقدر الاستطاعه - وفاجأني حقاَ كبيرهم حين قال بعد أن شكر السودان وشعبه على حُسن إستضافته لهم أنهم فقط يلتمسون من سعادته السماح لشخصي ولقائدي المقدم حيدر بمغادرة السودان معهم لأجل مقابلة رئيس الجبهه الذي يرغب في شكرنا شخصياً على ما قدمناه لهم ، مُضيفاً بأن طلبهم الثاني هو أن لديهم أسلحه (صواريخ ميلان ورشاشات عوزي ومناظير رؤيه ليليه وخِلافه) وكانوا بصدد تسريبها لداخل ليبيا عبر الجبهه الغربيه ولكن ونسبةً للمتغيرات الراهنه فإنهم يرغبون في تسليمها كعُهده بمخازن الجهاز الجديد لِحين أن يتمكنوا من التنسيق مع دوله اُخرى على عداء مع القذافي ونظامه - فرد عليهم سعادة الفريق اب أحمد بأن المقدم حيدر مُتحفظ عليه في سجن كوبر لحين التحقيق معه إسوةً بكل ضباط الجهاز ولكنه تقديراً لهم ولِثقته فيه فسيأمر بإطلاق سراحه وإلحاقه بالجهاز الجديد ثم وجه كلامه لي قائلاً أنه يعرف أهلي ووطنيتهم ويثق بأنني ساكون مثلهم - ولِذا سيلغي حظر سفري للخارج (والصادر من جهاز أمن الدوله المُنحل بعد طردي منه) وبالفعل إستدعى مدير مكتبه آمراً إياه بالإفراج عن المقدم حيدر مع إستيعابه بالجهاز الجديد و إستخراج تأشيرات خروج من الجهاز لكل أعضاء المُعارضه الليبيه ومعهم شخصي - وبالفعل غادرنا السودان في طريقنا للولايات المتحده التي منحتنا سفارتها بالخرطوم تأشيرات دخول لها .. ولكنني لم أواصِل الرحله لواشنطون معهم بسبب أنه و عند وصولنا للقاهره كانت حوجة مكتبهم هناك لي ماسةً - فقد توقفت كل تحركات عناصرهم اللذين كان مُعظمهم يحمل جوازات سودانيه عاديه (مع القليل من الجوازات الدبلوماسيه لزعمائهم) ولن يتأنى لهم الحصول على تأشيرات أو تجديد أو خِلافه عليها إلا عبر سفارتنا بالقاهره التي إنقطعت حلقة الوصل لهم معها بعد حل الجهاز وضم القنصليه التي يُهيمن عليها ضباطه لوزارة الخارجيه .., ولذا إستأجروا لي شقه صغيره بحي جاردن سيتي الراقي المُجاور للسفاره السودانيه والتي والحق يُقال كان طاقمها من خيرة أبناء السودان فالملحق العسكري كان التقي النقي أخي العميد فيصل أبوصالح (عضو مجلس القياده وأول وزير داخليه للإنقاذ والذي إستقال من منصبه حين عرف نِفاق البشير وشيخه الترابي) ونائبه للإستخبارات الصِنديد العقيد محمد الامين شمس الدين (إستاذي بمدني) والقنصل العام شيخ العرب ووجه الدبلوماسيه السودانيه المُشرق السيد عبدالرحمن بخيت (السفير فيما بعد) و صديقي عوض الله (اللواء شرطه فيما بعد) الدينمو المُحرك لكتيبة الجوازات كما سعدت جداً بوجود زملائي بأمن الدوله المقدم محي الدين عبدالله نائب القنصل الذي تشرفت في منزله العامر بالتعرف على دفعته القاضي العسكري (اللواء فيما بعد) ميرغني سيد أحمد عبيدالله البيلي والمرحوم محمد عثمان عبدالحميد والملحق الاداري بالاسكندريه أبشر حمدنا الله أبونا ، ثــُم زادت القاهرة تألقاً وتلألآ بحضور كوكبه من أعلام مدني لقضاء إجازتهم فيها وعلى رأسهم حبيب الكـُل حاج عوض بعشوم واُستاذي محمد قسم الله وإخوه أعزاء لا يتسع المقام لِذكرهم فعُذراً لهم .. حاولت المعارضه الليبيه فتح قناة تبادل معلومات مع الوضع الجديد بالخرطوم حيث قمت شخصياً بتسليم رساله منهم للمُلحقيه العسكريه فحواها أنه وردت إليهم معلومات مؤكده من عناصرهم بطرابلس تفيد بأن القذافي يُخطط للإطاحه بالمُشير سوار الدهب الذي وصفه بمحمد نجيب الثوره السودانيه و صرح للمُقربين له بأن اللواء عثمان عبدالله هو جمال عبدالناصر السودان وأنه تمكن من إحتوائه عند زيارته ليبيا وتوقيعه ما أسموه بالبروتوكول العسكري بين البلدين - وكما توقعت فقد تعامل القائمين على الأمن مع المعلومه بما تستحقه من إهتمام وقاموا بإرسال المقدم فاروق الشافعي (من الاستخبارات العسكريه) للقاهره لمزيد من التقصي حولها ، وقد إلتقي وبحضوري مع المُعارضين الليبيين ولكني لأ أعتقد أنه صدق روايتهم أو أوصى بتبادل المعلومات معهم لأنه لو فعل ذلك لإتصلوا بنا مرةً اُخرى (وحقيقةً لا ألومه فجماعة المقريف ينقصهم ضابط مُخابرات مُحترف يُحلل الكم الهائل من المعلومات الذي ينهمر عليهم من الليبيين في كل مكان ومُعظمها إما لا أساس له من الصِحه أو مُرسل لهم بإيعاز من جهاز أمن الجماهيريه ..) ولِذا بادرت بترشيح استاذي العقيد (م) محرم محمود للعمل معهم ، وقد رحبوا بإقتراحي حيث كانوا يعرفونه إبان عمله قنصلاً عاماً للسودان في القاهره والرباط ولكنهم طلبوا مني إرجاء أمر مُكاشفته برغبتهم في عمله معهم لِحين أن يأخذوا الإذن من الدوله المُضيفه وللأسف لم يُوافق أمن الدوله المصري على طلبهم بحجج واهيه .. عموماً تجري الرياح بما لاتشتهي السفن فقد إنطوت صفحة عملي بقاهرة المُعِز حين فجأةً حضر الامين العام لجبهة الانقاذ الليبيه د. محمد يوسف المقريف لشقتي مع رئيس مكتب القاهره الذي إبتدر الحديث بقوله أن الزعيم (ويقصد به د.المقريف) عاد اليوم من جوله خارجيه تمكن فيها من فتح وتنشيط العديد من القنوات وأنه ولِثقته في شخصي - فسيُكلفني بمهمه لن ينساها لي الشعب الليبي .. فقلت له أتمنى أن تكون في أستطاعتي وأن أكون حينها عند حُسن ظنه .. وهُنا تحدث المقريف قائلاً أن الفدائيين (ويقصد بهم أعضاء الجناح العسكري في تنظيمه) في أمس الحوجه لِسلاحهم الذي تركوه أمانه في جهاز الأمن الوطني بالخرطوم وأنه واثق من أنني لو سافرت للخرطوم بخطاب منهم مُعنون للفريق السر أب أحمد رئيس جهاز الأمن الوطني فسأنجز المهمه على أكمل وجه .. فقلت له بالنص:- (لا اريد أن أحبطكم ولكن في رأيي حصولكم على سلاح جديد من أعداء القذافي الكــُثر ، أسهل بكثير من إسترداد ما تركتموه عُهدة بطرف جهاز الأمن الوطني الذي وأده العقائديين في المهد صبيآ .. وحسب علمي فقد عاد اللواء أب أحمد للقيادة العامه رئيساً للجنة التحقيق العليا في المؤامره العُنصريه كما أن هنالك صِراع أجهزه بين الإستخبارات والداخليه ولجنة الحصر على وراثة دور جهاز أمن الدوله المُنحل ، وإن كان لا بُد من مُطالبتهم بسلاحهم فعليهم عنونة الخطاب لللواء فارس حُسني عضو المجلس العسكري ومدير الاستخبارات العسكريه وسأطلب مقابلته عبر المُلحقية العسكريه ومتى ما تم تحديد الموعد سأسافر للخرطوم) فوافقني على رأييي طالباً مني الشروع في إجراءات السفر - وبالفعل أبلغت مكتب ال أ.س بالملحقيه بالأمر فارسلوا برقيةً مُشفره للرئاسه تم الرد عليها بعد أقل من ساعه مُرحبين وطالبين تحديد موعد وصولي للخرطوم حتى يكون مندوب منهم بالمطار لاستقبالي وتأمين وصولي برسالتي للقياده العامه - إتصلت فوراً بالليبيين اللذين هللوا للأمر وطلبوا مني إبلاغهم بأنني سأكون من ضمن ركاب الطائره المصريه التي ستصل الخرطوم صباح الغد - ورغم ضيق الوقت فقد إجتمعت مُطولاً مع المقريف ومُساعديه للتنسيق في أمر المأموريه وإستلمت الخطاب الجديد مُمنياً نفسي بإجازه سعيده بين الأهل وعوداً محموداً و مُحملاً بالصواريخ والبنادق الرشاشه - ولكن تبخرت آمالي وإنهارت أحلامي في نجاح مُهمتي عند مُقابلتي لللواء فارس حُسني والتي أشرت لها تفصيلاً في الحلقة الثانيه من مُذكراتي :- http://sudanese.almountadayat.com/t714-topic وبالفعل باشرت عملي الجديد ضابطاً بالاستخبارات العسكريه التي وردت إليها معلومات من أمن حزب الامه تفيد بأن لأتباع الامام الهادي المهدي كميات ضخمه من الأسلحه مدفونه في حظيرة الدندر وتم تكليفي مع الرائد محمود بشير محمد الناير بالتحري عن صِحة المعلومات - وبالطبع أول هدف لنا كان مصدر المعلومه فإلتقينا بالعقيد(م) عبدالرحمن فرح في مكتبه بشركة الظفره التي يملكها (ومن غرائب الصُدف أن مقرها يقع خلف قصر الضيافه رقم (2) والذي أشرت إليه في مُستهل هذه الحلقه !!) وإلى اللقاء في الحلقة القادمه إن شاء الله
عزت السنهوري
[email protected] www.kefayh.com
http://sudanese.almountadayat.com/t831-topic
|
|

|
|
|
|
|
|
Re: مُذكرات ضابط مُخابرات سوداني - الحلقه 16 (Re: Ridhaa)
|
مُذكرات ضابط مُخابرات سوداني - الحلقة 17 عزت السنهوري
إعتباراً من هذه الحلقه سألـِج دهاليز أمانة المعلومات بحزب الامه وتحديداً خِلال الفتره التي قضيتها فيها - وللأمانه لم تكن ذكرياتي هُناك مريره ولست نادماً عليها فقد إكتسبت خلالها خبرات جديده و كلفت بالعديد من المهام داخل الوطن وخارجه أذكر منها كأمثله وليس للحصر تكليفي بالإشراف على العمل الامني لأمن حزب الامه داخل الاراضي الاثيوييه وذلك تحت ساتر غير شرعي وهو مدير محطة سودانير بأديس أبابا التي كان مديرها الاقليمي حينذاك الوطني الغيور السيد عزالدين بادي - تعييني مديراً لمحطة سودانير بأديس أبابا يُعتبر نقله نوعيه في عمل الأمانه فالتخطيط للعمليه كان ناجحاً بكل المقاييس حيث تم التغلب على شــُح موارد الأمانه بأن تم التعيين في شركة سودانير المملوكه للدوله والتابعه إدارياً لوزير شئون رئاسة مجلس الوزراء المرحوم صلاح عبدالسلام الخليفه أحد أقطاب الحزب وللأسف لم تستمر العمليه طويلاً بسبب التذمر النقابي بالخطوط الجويه السودانيه (بــــِحُجة الاعتراض على تعيين موظف جديد بالمؤسسه ونقله فوراً كمدير لمحطه خارجيه مُتجاهلين أن هذا الموظف لم يسافر لإثيوبياً طمعاً في منصب أو مكسب ، وإنما كان يُخاطِر بحياته هناك لأجل سوداننا الحبيب) ولِذا تقرر عودتي فوراً لرئاسة أمانة المعلومات قبل أن يتسرب الخبر للصحف فأقع فريسةً بين يدي مخابرات السفاح الاثيوبي منغستو هيلامريم .. فعدت وفي القلب غصه حاملاً أجمل ذكرى لِرجال بواسِل تشرفت بمعرفتهم هناك وعلى رأسهم الملحق العسكري العميد نصار فالتحية لهم أينما كانوا .
ورغم العلاقات ا########ده بين النظام الليبي و حزب الامه قبيل الاطاحة بالنميري إلا أن التخوف من تقلبات العقيد القذافي (ومقولاته في الكتاب الأخضر والتي تعادي النظم الديمقراطيه كمن تحزب خان و التمثيل تدجيل مع دعمه السري لقرنق و النشاط المُكثف لعناصر اللجان الثوريه بالخرطوم واللذين يدينون له بالولاء) دفع الحزب ليرصد ويُتابع تحركات ضباط المخابرات الليبيه بالخرطوم ولكي يسعى للتنسيق مع الجهات التي تناصب النظام الليبي العداء (فعدو عدوك صديقك) ولذا تم تكليفي بالسفر للقاهره لفتح قناة إتصال مع جبهة الانقاذ الليبيه المُعارضه للقذافي والتي كنت أعرف قادتها بحكم أنني كنت مسئولاً عن تأمينهم إبان عملي في جهاز أمن الدوله المٌنحل وبالفعل إتصلت بهم ونسقت لاجتماع تم تحديد موعده إبان زيارة السيد الصادق المهدي للقاهره وحضره من جانب حزب الامه السيد عبدالرحمن فرح وزميلي الرائد عمار خالد وشخصي - ومن جانب المعارضه الليبيه السيد عزت المقريف شقيق الامين العام ومُستشاره الامني والسيد حسين تركي مدير مكتبهم بالقاهره
كما أشرفت على عملية إختراق المخلوع نميري إبان تواجده في القاهره والتي كانت فكرتها من وحي الرائد امن دوله (م) أزهري مالك (الشهير بزوج الدهبايه ) و الذي حضر لنا في شركة الظفره عارضاً تعاونه زاعماً ثقة المخلوع نميري المُفرطه فيه وبالفعل زودناه بالتعليمات المطلوبه وجهاز تسجيل مخفئ داخل قلم حبر وتذكرة سفر للقاهره مع مبلغ مالي لا بأس به و لكنه خاف عندما إلتقى بالنميري وعاد للخرطوم مذعوراً ..... تم أيضاً تكليفي بوضع تصور للتعامل إعلامياً مع الوضع في حالة حدوث محاوله إنقلابيه , وقد أعددت دراسه قيمه إستعنت فيها بآراء زملاء سابقين أذكر منهم العقيد أمن دوله (م) حسن عبدالحفيظ (والذي تم إستيعابه فيما بعد بجهاز الأمن) وسلمتها للسيد عبدالله محمد أحمد وزير الاعلام وقطب حزب الامه حينذاك - وقد إقترحت في الدراسه تكثيف التامين بعناصر مواليه على أجهزة البث والكباري الرئيسيه مع ضرورة إنشاء الاذاعه السريه البديله لحالات الطوارئ والكثير من المقترحات التي لم ترى النور بسبب أن وزير الاعلام الذي إستلمها مني كان كوزاً مزروعاً في حزب الامه (حاميها حراميها) وقد كافئوه بعد نجاح إنقلابهم المشئوم بتعيينه وزيراً للتعليم وسفيراً بإيطاليا كما تشرفت إبان عملي بمعرفة رجال ونساء تنحني الهامات لهم إجلالآ وكأمثله وليس للحصر أمير الاُمة وفارسها (شفاه الله وعافاه) الأمير نقدالله والباسِل الصنديد الوزير والقيادي مهدي داؤد الخليفه , وبنت القبائِل المُحاميه زينب احمد صالح عضو المكتب السياسي ومُقررة الأجهزه العليا والعقيد (م) معتصم أبشر مدير المركز العام و الزملاء المقدم عبدالحميد مرحوم والرائد عمار خالد والكثيرين والكثيرات اللذين لا يتسع المقال لِذكرهم
ولا أنكر فقد صفيت فيها حسابات قديمه حيث زجيت بالعميد أمن دوله (مُنحل) أحمد محمد الجعلي في سجن كوبر بتهمة الاتجار في العُمله والمعلومات ولولا إنقلاب الكيزان المشئوم لِما خرج منه حياً .. - و لا تبرئة لنفسي ولكن للحقيقة والتاريخ فلا أحس بتأنيب الضمير على أي تقصير لي أو لزملائي في امانة المعلومات فمسئولية التقصير والاهمال الشنيع الذي كان سبباً في نجاح إنقلاب الكيزان تقع على العميد عبدالرحمن فرح الذي يتحمل وحده وزر وأد الديمقراطيه حيث كان يعلم بأن جبهة الترابي تخطط لانقلاب وأن العقيد عمر البشيروالعقيد كمال علي مُختار وآخرين على قمة قائمة المُتآمرين التي سلمتها له شخصياً في تقرير مُتكامل دعمته بشهادة رفيق سلاح وصديق عزيز كان يعمل حينها ضابطاً بالاستخبارات العسكريه هو المقدم سيد عبدالكريم والذي تكرم بالحضور معي لمقابلة العميد عبدالرحمن وأبلغه أن الأمر جد لا هزل وأن الانقلاب قادم لامُحاله وإقترحت في اللقاء على العميد عبدالرحمن فرح أن يتم إعتقال المجموعه المتآمره فوراً - ولكن و كما قالها لنا الامير عبدالرحمن نقدالله (ردالله غربته) من قبل في شركة الظفره وتحديداً حين تحالف السيد الصادق مع الكيزان تحت ضغوط سدنة أمنه (مُبارك الفاضل وعبدالرحمن فرح) :- المكتوله ما بتسمع الصائحه وعندما يئست من عبدالرحمن أبلغت المعلومه لقيادي في الحزب الشيوعي السوداني أثق في وطنيته وشجاعته فقد كان مُعتقلاً في سجون النميري سنوات عديده و هو السيد عمر عدلان المك والمؤسف أن الاثنين دفعا الثمن غالياً فقد حوكم زميلي وصديقي الرائد سيد عبدالكريم بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم أوائل التسعينينات وحوكم بالسجن الطويل بينما نال عمر عدلان الأمرين في سجون الكيزان وحتماً سينجلى الظلام وسيكرمهما شعبهما على تضحياتهما لأجله العميد عبدالرحمن فرح وفي الحقيقه هو عقيد معاش ولم يصل لرتبة العميد .. ولكنه وبعد أن كلفه السيد الصادق المهدي برئاسة لجنة العسكريين المفصولين سياسياً وتعسفياً زج بإسمه في الكشف مُرقياً الضباط المفصولين من رتبة النقيب فما فوق للرتبة الأعلى فصار عميداً ونال مبلغاً ضخماً نظير تسوية معاشه الطريف أن من ضمن الملفات المُناطه بأمين أمانة المعلومات – ملف السلام ووجه الطرافه يكمن في أن رئيس الحزب أسند مهمة مُصالحة شعب جنوب السودان مع شعب شماله ، لشخص عجز عن مُصالحة شقيقيه المُتخاصمين لعقود (صالح وخالد) وبالمناسبه كلاهما على علاقه بالسيد الصادق المهدي فخالد فرح رئيس تحرير صحيفة السياسه من الصحفيين المقربين منه والقاضي صالح فرح (المقيم بالامارات العربيه المتحده والحاصل على جنسيتها) أرسل من مقر عمله سيارتين مرسيدس من أحدث طراز - إحداهُما ً لشقيقه عبدالرحمن والاخرى هديةً للسيد الصادق الصديق عبدالرحمن وقد إستلمت بنفسى الاعفاء الجمركي لهما من مكتب وزير التجاره الداخليه حينذاك (مبارك الفاضل المهدي) !! – للأسف عبدالرحمن فرح كان تاجراً أكثر منه عسكرياً أو رجل أمن .. ولا يقتصر نشاطه التجاري على المخابز التي تستوردها شركة الظفره التي يملكها فقد كان شريكاً في شركة مشروع التاكسي التعاوني التي يملكها محي الدين عثمان (المقبوض حالياً بتهمة الفساد) ومُعظم أعضاء أمانة المعلومات (بما فيهم شخصي) حصلوا بتوجيهاته حينها على تصديقات بصات وتكاسي تعاونيه (بعناها كتصاديق بالطبع) وعبدالرحمن فرح يعرف من أين يؤكل الكتف فقد قام بتوظيف شقيق وزير الماليه حينذاك في المشروع بمرتب خيالي لوظيفه لا حوجة لها !!
الذي لا يعلمه الكثيرين أن أمانة المعلومات بحزب الامه (وأمانة المعلومات هو الاسم الرسمي لجهاز أمن الحزب) ورغم شهرتها والعمليات التي نفذتها - إلا أن تركيبتها لا تمت لهيكلية أجهزة الأمن المُحترفه بأي صِله - فعضويتها على اليد معدوده وميزانيتها محدوده والسبب أنه وللأسف لم يكن لحزب الامه ومنذ تأسيسه جهاز أمني لجمع المعلومات وتحليلها و ربما ذلك لركون القائمين عليه وإرتهانهم للولاء الطائفي الذي إعتقدوا واهمين أن قاعدته بمثابة قوات إحتياط و مفرخة معلومات للتنظيم - وبالطبع كان خطأهم فادحاً ورهانهم خاسراً فالطائفيه في السودان لا تشبه طائفية لبنان حيث هناك الولاء أعمى للقياده والتضحيه للعقيده فوق كل إعتبار وكمثال من يجرؤ على إعتقال الشيخ حسن نصرالله أو حتى ينال منه بكلمه ؟؟ بينما الصادق المهدي قضى السنين الطِوال في السجون ولم يخرج للشارع أنصاري واحد يُنادي بإطلاق سراحه !!؟؟ والطريف الآن أن أنصاره اللذين لم يقوموا بواجباتهم تجاه إمامهم وحزبهم .. يُطالبونه الآن على الملأ بطرد إبنه من الحزب وحرمانه من العضويه التي لم يرعووها حقها وحقاً شر البلية ما يُضحك الادهى والأمرَ أنه لا يوجد مقر رسمي لأمانة المعلومات !!؟؟ وقد كنا نتكدس في مكتب صغير بشركة الظفره التي يملكها أمين الأمانه السيد عبدالرحمن فرح (الرجل الذي لا يعرف كوعه من بوعه في مجال الأمن و يُذكرني بزميلي في جهاز أمن النميري الرائد ربيع أحمد الريح (نفس الملامِح والشبه) فكلاهما ورغم قِصر قامتيهما - لاتنطبق عليه مقولة (كل قصير مكير) فبهما سذاجه ملحوظه و تتجلى فيهما الهبالة بأبشع معانيها .. ولِذا دخلا في معارك بدون مُعترك وأهملآ واجبهما الأساسي فالرائد ربيع الذي كل مؤهلاته الدراسيه إكماله المرحله الاوسطى غره ترقيه لرتبة الرائد وتربعه على رئاسة شعبة النشاط الليبي التخريبي (التي تضم ضباط كانوا من أوائل دفعاتهم التي تخرجت من كلية الشرطه كعلى حسن عبدالقادر وفيصل سيد أحمد) فإشترى كدوس ضخم ليطيل بدخانه قامته القصيره ثم إفتعل المعارك الطفوليه مع النقيب صالح بالسجلات والنقيب صلاح كابتوت وحتى زوجته المرحومه (نعمات) لم تسلم منه فإنتقلت إلى بارئها في عز شبابها .. و شبيهه عبدالرحمن فرح تولى في غفله من التاريخ مسئولية الأمن الوطني والحزبي فتجاهل الواجب المُناط به وإنزلق في مهاترات ومُكايدات ومؤامرات مع المرحوم سيد احمد خليفه رئيس تحرير صوت الامه حينذاك (ورئيس تحرير صحيفة الوطن بعد نجاح آل فرح في طرده من الاولى) ولولاي لِما نجحوا في بتره من حزب الامه والقصه بإختصار أنه وبعد أن كادت المعركه بين الطرفين تــُحسم لِصالح الأول والذي إتهم آل فرح بأنهم ليسوا بسودانيين - كتبت تقريراً أكدت فيه أن المرحوم سيدأحمد خليفه كان مصدراً لجهاز أمن الدوله المُنحل وأنه وإبان عملي ضابطاً بالاستخبارات العسكريه قمت بجلب ملفات مصادر جهاز أمن الدوله بدول القرن الافريقي للقياده العامه ، ومن ضمنها ملف المعني وأن الملف يقبع حالياً في دهاليز الإستخبارات العسكريه وتحديداً في سرية العمل الخاص بشعبة الأمن الايجابي – وكما توقعت فقد إتصل السيد عبدالرحمن فرح فوراً بقائد السريه المعنيه المقدم محمود بشير محمد الناير (العميد فيما بعد والمسئول الأمني بسفارتنا في الجماهيريه أوائل التسعينينات وصاحب مصنع للحلوى الآن) والذي بالفعل أحضر الملفات المطلوبه وأهمها ملف المرحوم سيدأحمد خليفه الذي تم نشره بالصحف تحت عنوان الجاسوس توتيل (وتوتيل هو الاسم الحركي للمرحوم سيداحمد خليفه في ملف تعاونه بالجهاز . إبان الصراع بين حزبي الائتلاف الحاكم حيناك (الامه والاتحادي) على حقيبة جهاز الامن و لِمن تؤول ؟؟ دار صِراع رهيب خلف الكواليس لعبت فيه أمانة المعلومات دوراً هاماً حيث أثبتنا للقياده السياسيه بأساليب شتى أن منح الحقيبه للميرغني معناه أن الجهاز الجديد سيصير مخلب قط للمُخابرات المصريه وستستغله في إبتزاز وتجنيد القيادات السياسيه وتزامن ذلك مع تسريبنا لصحيفة السياسه التي يملكها السيد خالد فرح (شقيق عبدالرحمن) مقاطع من شريط الكاسيت الشهير والذي نجحت الأمانه في تسجيله سِراً للقيادي الاتحادي والقنصل المصري فنشرته على الملأ .. ولم تنتهي المعركه بأيلولة الجهاز للحزب حيث طمع العميد الهادي بشرى في منصب رئيس الجهاز والذي تم تغيير تسميته لِ :-(مُستشار الأمن الوطني) وحاول بخباثه أن يوحي للرأي العام بأنه مدعوم من القوات النظاميه حيث أوعز للصحفي محمد مدني توفيق بنشر مانشيت عريض في صحيفته بعنوان (ترشيح فرح للأمن والقوات النظاميه ترفض) (وللعلم فالهادي بشرى تولى مهام مدير عام الجهاز بعد أن إستغل وظيفته كرئيس للجنة حصر وتصفية جهاز أمن الدوله المنحل في التقرب لرئيس الوزراء حيث صرح علناً بأن اللجنه تأكدت بأن عمه وغريمه ومــُنازعه في إمامة الانصار السيد عبدالرحمن المهدي إستلم خمسه سيارات من جهاز امن الدوله المنحل وطالبه بإعادتها للجهاز) ولم نستخدم في الأمانه صحيفة السياسه حيث كان الأمر سيؤكد أن عبدالرحمن فرح راغب في المنصب ومرعوب من المنشور عنه - وإستغلينا صحيفة الاسبوع (وسأتطرق لتفاصيل علاقتنا بصحيفة الاسبوع فيما بعد) في دحض الروايه عبر نشرنا تصريحات منسوبه زوراُ لقيادات عسكريه عليا تفيد بأن لا إعتراض البته للمؤسسه العسكريه على ترشيح عبدالرحمن فرح بل أنهم يُرحبون به ويُفضلونه على غيره لكونه حظي بشرف الانتماء للقوات المسلحه وللأسف ورغم الجهد الجماعي للزملاء في الامانة والمتعاونين معها من خارجها في ترجيح كفة رئيسها والذي تكلل بإسناد المنصب له إلا أن المذكور وبجحوده المعهود وفي أول إجتماع له مع ضباط الجهاز الجديد ، قال لهم أنه قومي التوجه وأنه لن يستوعب ضباطه بامن الحزب في الجهاز الجديد !! ولسوء حظه علمنا بالروايه وواجهناه بها في إجتماع معه عند حضوره للأمانه وذكرناه بوعده لنا جميعاً بالإستيعاب في الجهاز فور إيلولته له ( ولو صدق لِكان الخير له و لنا وللوطن) .. ولم ينفي الواقعه زاعماً بأنها للإستهلاك السياسي وأن مدير الجهاز الهادي بشرى يتربص به ولذا لا يريد أن يمنحه الفرصه لينعته بالحزبيه وأقسم بأنه سيستوعبنا في القريب العاجل ولكن بطريقه فرديه - قلت له أمام الزملاء أنني علمت من أحد الزملاء القدامى بالجهاز أن الهادي بشرى أتى بضابط حقوقي برتبة رائد ليُفصِل له قانون للجهاز يستحوذ فيه المدير العام بالصلاحيات التنفيذيه كامله والأولى به أن يسبقه بتعيين ضابط أعلى منه رتبه وأكثر درايه و ولاءاً للوطن ليتولى الشئون القانونيه بالجهاز - فقال بالنص أن صلته بالجيش إنقطعت منذ خمسة عشر عاماً ولا يعرف ضابطاً واحداً بالقضاء العسكري وعلينا أن نرشح له أحداً فرشحت له صديقي العقيد حقوقي (اللواء ونائب مدير القضاء العسكري فيما بعد) ميرغني سيدأحمد عبيدالله البيلي والرجل ليس مُحتاجاً لتزكيه مني أو غيري فهو أول دفعته في الكليه الحربيه وفي الجامعه وعفيف اليد واللِسان وبالفعل تم تعيينه مستشاراً قانونياً للجهاز (مُنتدباً من القضاء العسكري) (ولكن لفتره مؤقته فبعد إستيلاء الكيزان على السلطه ، كان طبيعياً أن يعيدوه للجيش ويسندوا المنصب لأحد عناصرهم) نواة أمانة المعلومات بحزب الامه كانت مجموعه من ستة ضباط أبعدهم النميري من الجيش رغم قصر مدة خدمتهم .. وقد إختارهم العم خالد أحمد إبراهيم رئيس هيئة شئون الأنصار وتم إيفادهم في دوره تدريبيه على حراسة الشخصيات الهامه بأمريكا وعند عودتهم تم دعمهم بمجموعه من المدنيين وهم آدم التيجاني وومحمد الفاضل المهدي (غواصة الحزب في حركة اللجان الثوريه) وتريزا جبريل وخميس شول .. ولكن العلاقه بين ضباط الأمانه وعبدالرحمن فرح تدهورت لأدنى درجاتها وإنعدمت الثِقه بينهم حين إستدعى عبدالرحمن فرح زميلنا المقدم عبدالحميد مرحوم وأمره بفتح بلاغ جنائي في قسم الخرطوم شمال ضد سكرتيرته الحسناء حنان السر بتهمة خيانة الأمانه وسرقة نقود من مكتبه .. وسبب تعاطفهم أن المذكوره كانت مخطوبه لِزميلنا الملازم أول (م) جوده مرجب كما سرَت إشاعه بأن البلاغ كيدي والمُراد به الانتقام من السكرتيره الحسناء بسبب أنها وبعد إعلان خطوبتها قررت قطع علاقتها الحميميه مع مديرها المُتصابي
وإلى اللقاء في الحلقة القادمه إن شاء الله
عزت السنهوري www.sudaneseonline.TV [email protected]
http://www.sadaalahdas.com/news.php?action=show&id=123
| |

|
|
|
|
|
|
Re: مُذكرات ضابط مُخابرات سوداني - الحلقه 16 (Re: Ridhaa)
|
مُذكرات ضابط مُخابرات سوداني - الحلقه العاشره
عزت السنهوري [email protected]
الحمدلله الذي أثبت مِصداقية ما أكتبه بـِمُذكراتي - في تسريبات ويكيليكس فقد أشرت في هذا الرابط :-
http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-10994.htm
إلى أن العقيد (م) محمد الامين خليفه أحد مُنفذي إنقلاب الكيزان المشئوم قد أبلغني في لندن بأنه وزميله في المجلس الانقلابي بكري حسن صالح أبلغا عمر البشير صراحةً إعتراضهما على تعيين الفاتح عروه مستشاراً أمنياً له وأنه ما ذهب لمقابلة الترابي أو البشير إلا ووجد المذكور يُوسوس لِكلاهِما !! وقد اكدت تسريبات ويكليكس أن سدنة الانقاذ لا يثقون بالفاتح عروه المشهود له بالخيانه فقد خان سيده وولي نعمته اللواء عمر محمد الطيب وخان وطنه حين إتصل ونسق مع الموساد لأجل جريمة ترحيل اليهود الفلاشا لاسرائيل فقد أوردت (ويكيليكس) بالنص الآتي :-
اقتباس:
http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-30783.htm وقال المصريون لدينق الور ان الرئيس السوداني بات معزولاً مع مجموعة صغيرة من العسكريين الموالين له في الجيش ولكن ليس لديهم سلطات كبيرة فيه. وأثناء الاجتماع عرج النقاش على محاولة الرئيس عمر البشير الأخيرة لاستبدال صلاح قوش باللواء الفاتح عروة بعد الإعلان عن ترقيته تمهيداً لتعيينه رئيساً لجهاز الأمن الوطني وقد وجد البشير مواجهة من علي عثمان ونافع علي نافع و بكري حسن صالح وعبدالرحيم محمد حسين أكثر المُواليين له حيث أكدوا له أن تعيين الفاتح عروة يعتبر خط أحمر للحزب فاضطر البشير إلى سحب قراره ذليلاً بعد 24 ساعة. وقال الرئيس مبارك لدينق الور أن أي رئيس عندما يخطئ يقوم باصلاحه ولكنه ينتظر لفترة ليؤكد أن الأمر بيده ولكن البشير لا يفعل ذلك.
السؤال هو لماذا يستعين الكيزان بخونة الأوطان ؟؟ أدع الاجابة لفطنة القراء الكِرام وقبل أن أعود لمواصلة المُذكرات أرجو من أبناء الشعب في قواته النظاميه كافةً و اللذين رأوآ باُم أعينهم ما آل إليه حال سوداننا الحبيب في عهد الكيزان أن يحموا أخوانهم وأخواتهم في جمعة القصاص المُزمعه في الحادي والعشرين من شهر اكتوبر الحالي والتي أشرت إليه تفصيلاً في مقالي هذا :- http://sudanese.almountadayat.com/t759-topic وقبل دخولي في العمليات التي نفذها الجهاز أرجو أن أشير إلى أن الجهاز وبقوته البشريه التي لا تتعدى حجم الكتيبه مع سلاح شخصي لا يكفي لنصف القوه و إمكانيات ماديه محدوده – كان حتماً عليه أن يعتمد بنسبة 10% فقط على عمليات الاختراق التي ينفذها عناصره سِواء أكانت بتسلل عبر سواتر غير شرعيه أو عبر زرعهم داخل التنظيمات المُعارضه (وسأضرب أمثله حيه لذلك) – أما ال90% الباقيه من معلوماته فيستشفها عبر الآتي :- 1- قنوات إتصاله مع المخابرات الاميريكيه ويُشار لضباطها ب(الأصدقاء) والمخابرات المصريه (الأشقاء) و التنظيمات المُعارضه المقيمه بالسودان كجبهة الانقاذ الليبيه وحركات التحرر الأريتريه والتنظيمات التشاديه وغيرها ويُشار لهم ب(الضيوف) 2- المصادر المفتوحه :- وهي وسائل الاتصال الجماهيري من صُحف ووكالات أنباء وإذاعات دوليه وإقليميه حيث يتم رصدها وتحليلها ثم التوصيه للقياده السياسيه بكيفية التعامل مع ما ورد فيها 3- التنصت على المُكالمات الهاتفيه للمشكوك في ولائهم وأيضاً على قادة الوحدات العسكريه وضباط الجيش ذوي الشعبيه وسط القواعد 4- وأخيراً والأهم (الثرثره) – للأسف نحن شعب ثرثار وغالبيتنا لا حِس أمني له ألبته !! مع إبتلاء البعض بأمراض الحسد والغيبة والنميمة والمُباهاة .. والثرثارون لا يُعتبرون مصادر للجهاز ولا يكلفونه أي أعباء ماليه – وإذا تأملنا فيما ورد بتسريبات ويكيليكس نجد أن رموز الكيزان كالدكتور مصطفى إسماعيل و اللذين نقل عنهم القائم الأمريكي ما قالوه له ، ليسوا ثرثارون فحسب بل خونه من الدرجة الاولى ولكن من يُحاسب من ؟؟ فرئيسهم مُطارد ومطلوب للعداله الدوليه ويعتقد بتقريبه للجواسيس والانتهازييين سينال رضا الرأي العام العالمي ولكن هيهات فجرائمه وإنتهاكات زبانيته وجنجويده مُوثقتان في أضابير الهيئات الدوليه والمُنظمات الحقوقيه ولا بد من لاهاي وإن طال الهروب 5- المصادر اللذين يُحندهم الجهاز عبر الوسائل المعروفه من ترغيب وترهيب أو اللذين يأتون طواعيةً من الاحزاب التي حالفت مايو وأكثرهم نشاطاً كانوا أعضاء جبهة الترابي الذي كان يشغل منصب مُستشار النميري حينذاك -6عبر مُراقبة وإختراق العائلات الأجنبيه المُقيمه بالسودان وكمثال هنالك أربعه عائلات ليبيه مقيمه في السودان منذ أمد بعيد ولكنهم بالطبع على إتصال بوطنهم الأصلي وهي عائلات أبوصفيطه وآل النفار وآل بوبدريه وآل الجويلي وفي الحقيقه لم تكن لديهم أي علاقه بالمخابرات الليبيه ولكن لخلافات فيما بينهم فقد أبلغنا يونس الجويلي بأن علي السنوسي النفار وجمال على بكار يعملان لصالح المخابرات الليبيه ويُسافران باريس للقاء ضباطها وللأسف ورغم أننا كنا واثقين أن لا علاقة للشاب جمال بالمخابرات الليبيه إلا أنه وإرضاءاً لمصدرنا يونس الجويلي ((والذي كان يمدنا بأخبار واسرار العائلات الليبيه المُقيمه بالسودان وكذلك ما يخفيه عنا أعضاء المعارضه الليبيه واللذين تمكن من كسب ثقتهم بسبب علاقة والده بنائب رئيس الجبهه حينذاك الحاج غيث عبدالمجيد سفير ليبيا الأسبق بتشاد)) فقد تقرر التحفظ على جمال لفتره لم تطول بسبب توسط وضمانة قريبه رجل الأعمال المعروف عبدالرحيم بوبدريه والذي تربطه علاقات صداقه مع كِبار المسئولين حينذاك - وللامانه والتاريخ فلم يكن للليبيين المُقيمين بالسودان بإستثناء يونس الجويلي أي نشاطات إستخباريه وثرائهم نابع من مُتاجرتهم ب(الكتكت) العمله التشاديه والتجاره العموميه كما سُمعتهم الاخلاقيه مُمتازه – وهنالك أيضاً اُسر سودانيه كثيره أصلها مصري كالعتبانيه والقبانيه إلا أنهم والحق يُقال كان ولاؤهم للسودان اللذين يحملون جنسيته ويتشرفون بالانتماء إليه ومنهم من تبوأ أسمى المناصب في العهود المُتعاقبه - ولكن المُخابرات المصريه ورغم التكامل الامني بين جهازي الأمن في البلدين حينذاك إلا أنها كانت لا تكتفي بما تتبادله من معلومات وفق قنوات الاتصال المخابراتيه المُقننه حيث أثبتت تحرياتنا ومُراقبتنا لضباطها بقنصليتها في الخرطوم أن هنالك اُسره مصريه وافده من مصر (وتحديداً من مُحافظة المنصوره) يعمل مُعظم أفرادها كجواسيس لوطنهم الأصلي مصر ويستخدمون أحط السُبل والوسائل في التغرير بالمسئولين وجمع المعلومات ورب الاسره هو شمس الدين إبراهيم صاحب معهد الشمس لتعليم الطباعه على الآله الكاتبه باُم درمان والذي كان مُتخصصاً في تعليم الصائعات فنون الهِشِك بِشك ثم يقوم بزرعهم في مكاتب كبار المسئولين حتى يتكفلن بإغوائهم ثم جمع المعلومات منهم – وقد تمكن المذكور من تجنيد مُعظم أفراد اُسرته وعلى رأسهم شقيقه الصحفي المعروف سعدالدين إبراهيم وشقيقته جليله وزوجته (التي طلقها مؤخراً) جميله وإبنه غاندي شمس الدين ابراهيم (المُقيم حالياً بنيويورك) وإبنه إبراهيم المُقيم في جده بالسعوديه وقد كشفت جمعية ضحايا جواسيس المُخابرات الأجنبيه خيانتهم ونتانتهم ووثقتها للتاريخ في موقعها بالرابط أدناه :- http://algasoos.yoo7.com/t3-topic 7- هنالك وسيله لم ندرسها ولكنها من إبتكار رئيس شعبة ليبيا المقدم حيدر حسن أبشر والذي بذكائه توصل إلى أن النظام الليبي يُستغل مُعاناة أهل دارفور وتهميشهم من المركز فيجندهم في لجانه الثوريه وجيشه العربي وحيث أن أبناء الغرب عموماً مُتدينين ولا يحلفون كاذبين على المصحف فقد أمر سيادته وحدة أمن المطار بإستلام جوازات كل العائدين من ليبيا ومنحهم إيصالات لاستلامها من رئاسة الشعبه وعندما يحضرون لاستلامها مِنا ، كنا نطلب منهم القسم على المصحف الشريف بقول الحق قبل التحقيق ولذا كانوا يقولون الحقائق حتى ولو على أنفسهم ولم يتهمنا أياً منهم بتعذيبه بعد الانتفاضه حيث أننا لم نـُعذبهم فعلاً وإبان عملي بالاستخبارات العسكريه سألت أحد مصادرنا باللجان الثوريه والذي كان أحد من فتحوا البلاغات ضد الرائد ربيع أحمد الريح عن فعلته خصوصاً أنني أشهد بأن الرائد ربيع طيب لحد السذاجه ولا يُعذب أحداً فقال لي ضاحكاً :_((هذا صحيح ولكن كنا نريد أن ننتقم من أعضاء الجهاز فإخترناه من دونكم لأنه قصير وبدين وعيونه ضخمه وشكله يوحي بالفظاظه خصوصاً عندما يضع الكدوس على شفاهه الغليظه والأهم أسئلته لنا في التحقيق والتي لم تكن توحي بتاتاً بأنه ذكي ولذا سيورط نفسه في تحقيقات الشرطه مما سيمنعه من مقاضاتنا بتهمة إشانة سُمعته إضافةً لأنه كما تعلم ليس لديه القوه البدنيه مثلكم حتى يتعارك معنا)) ولم أستغرب فأعضاء اللجان الثوريه السودانيه كانوا جُبناء يسعون لإرضاء المسئولين الليبيين عنهم عبر إفتعال معارك مع ضباط بالجهاز لا حول لهم ولا قوه وأذكر أنه وإبان مُظاهرات الانتفاضه شاهدني في شارع الجمهوريه المدعو فايز جبريل والذي (و إبان عملي بالجهاز شاركت شخصياً في التحقيق معه) ولكنه لم يفتح فمه معي لأنه واثق أنني سأقفله له للأبد ولكنه وما أن شاهد النقيب محمد المصطفى والشهير ب(شبانه) في موقع آخر إلا وإستغل ضعف بنيانه الجسدي وضربه ضرباً مُبرحاً ثـُم صب عليه جالون بنزين ليحرقه ولِحُسن الحظ كان أحد جنود القوات المُسلحه ماراً بالصُدفه وشاهد الحدث فأشهر سلاحه وأنقذ شبانه من موت مُحقق – الرائد ربيع والنقيب شبانه زملاء أعزاء وتربطني بهم صداقه وطيده بل تتخطي معرفتي بربيع الجهاز حيث أعرف أسرته وزوجته المرحومه نعمات ويعتبرني كأخيه الأصغر ولا أشك في وطنيتهما وإخلاصهما لشعبهما - ولكنني أرى أن تكون القوه الجسمانيه والشجاعة القتاليه من ضِمن الشروط التي يجب توفرها في أعضاء أجهزة المُخابرات بالعالم الثالث ... في العالم المُتقدم لا تشترط أجهزة المخابرات ذلك (كما رأينا في إعلانات السس آي إيه والإم 15 مؤخراً وتحديداً بعد أحداث سبتمبر حيث لم يكن يتم الاعلان عن الوظائف قبلها ) ولهم العُذر فعنصر المخابرات عندهم لا يُحقق ولا مكتب له ليراه الناس وإنما يجمع المعلومات بالساتر المرسوم له ولكن عندنا فضابط المخابرات هو الذي يلتقي المصادر لجمع المعلومات وهو الذي يعتقل المطلوبين وهو الذي يُحقق معهم والكل في الحي والمدينه وربما السودان كله يعلم بأنه يعمل في الأمن !! ولذا حتما سيتعرض لمخاطر ومُضايقات و من باب أولى أن تتوفر فيه القوه العضليه والروح القتاليه لحماية نفسه والمعلومات التي بحوزته خصوصاً وهو يُمثل هيبة السُلطه وأي تحقير له أو إنتقاص من كرامته ينعكس سِلباً على المؤسسه العسكريه ككـُل .. آفة الأجهزه الأمنيه وسبب كراهية الشعوب لها - هم من يلتحقون بها لتعويض نقص رجولتهم وقِلة حيلتهم البدنيه بالكارنيهات التي يحملونها أما اللذين يدخلونها وهم لا يخافون غير ربهم فهؤلاء يُحققون فيه نجاحاً باهراً حيث العمل يتطلب الشجاعه والجُرأة مع روح الزمالة الحقه والحمدلله منذ دخولي للجهاز وحتى خروجي منه لم أتشاجر مع أحد وأصل معه مرحلة الضرب ، أما قبل الجهاز فتاريخي في مدينة مدني الحبيبه حافل بالمعارك ومنها ما وصل المحاكم الجنائيه حيث كنت المتهم الأول في الإعتداء بالضرب ونزع سلاح جندي الأمن العام حينذاك أنس خالد عشريه وزميل له ورغم خطورة البلاغ المفتوح ضدي وثبوت التـُهمة بالشهود ، إلا أن المحكمه الموقره راعت لوضعي كطالب مبعوث من مؤسسه حكوميه للدراسه بمعهد الدراسات الاضافيه بجامعة الخرطوم ولِشهادة قريبي رجل الأعمال المعروف الرشيد أبومرين لي بحُسن الخــُلق وأيضاً لِصِغر سني حينها و حكمت علي بحُسن السير والسلوك لمدة عام وفي حالة الاخلال السجن لستة أشهر ويشهد على صِحة الواقعة ضابط الامن العام في مدني حينذاك محمد أحمد بحرالدين والذي تشرفت بالعمل معه فيما بعد بالمخابرات الخارجيه بجهاز امن الدوله وقد كان سيادته يُسميني ب:- (حاج موت) وسبب التسميه أنه وبعد حُكم المحكمه أعلاه بفتره وجيزه ، رآني بإم عينيه مطعوناً في مُستشفى مدني وميئوساً من بقائي على قيد الحياة مما حدا بالشرطه لاحضار القاضي المُقيم ليأخذ مني أقوال المُحتضر .. ولكن الاعمار بيد الله فقد عشت ليراني ثانيةً ضابطاً تحت إمرته ويشهد الله فقد كان لي نعم القائد و الصديق فالتحية والتقدير له أينما كان 8- هنالك معلومات هامه تصلنا بسبب الخلافات الاُسريه فالمدعو محمد كافي المُتهم الأول في قضية المتُفجرات الشهيره والذي أنقذته الانتفاضه من حبل المشنقه لم يكن للجهاز أي علم بمؤامرته بل فاجئنا وأبلغنا بها عمه (الطريف أنه وعندما تقرر أن تحول للقضيه للقضاء حتى يعرف الرأي العام الدولي بمؤامرات النظام الليبي ضد السودان- أصدر وكيل النيابه الذي تولى التحريات فيها أمراً قضائياً بإطلاق سراح فتى صغير كان من بين المُعتقلين اللذين سلمناهم له وإسمه أيضا محمد كافي وهو إبن شقيقة المتهم الأول وعندما وصل الأمر لشرطة الخرطوم شمال حيث يقبع المُتهمين في حراساته - تنازل الفتي الوفي عن حريته لخاله الذي يواجه عقوبة الاعدام فخرج الخال طليقاً ولكنه ولسوء حظه ذهب أولاً لمنزل عمه فرحاً حيث لا يدري أن عمه هو من أوشى به ، فإتصل بنا عمه وعلى الفور تم إعتقاله مُجدداً وتقرر التحفظ عليه بزنازين الجهاز لحين مُحاكمته ) .
وإلى اللقاء في الحلقة القادمه www.sudaneseonline.TV
http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-13028.htm
| |

|
|
|
|
|
|
Re: مُذكرات ضابط مُخابرات سوداني - الحلقه 16 (Re: Ridhaa)
|
إنتقلت شُعبة ليبيا كما أسلفت بأعضائها وملفات عملياتها ومصادرها لمباني الفرع الجديد الخاوي من أي أثاثات فقد كان منزلاً مهجورآ - وبما أنني كنت أتولى مهام ضابط الاداره بالفرع إضافةً لعملي الأصلي كمشرف على تأمين المُعارضه الليبيه بالخرطوم ، فقد قمت وبناءاً على توجيهات مُدير الفرع بزيارة ورشة العقيد(م) عبدالمنعم بري (نسيبه و مدير الإداره الأسبق بالجهاز 8) ) وبعد أن إخترت كل الأثاثاث المطلوبه أحضرت الفاتوره المبدئيه للفاتح عروه و الذي فاجأني بأن أعطاني المبلغ نقداً (وهذا بالطبع يُخالف القوانين الماليه فالهيئات والمؤسسات العامه تدفع قيمه مُشترياتها عبر شيكات ممهوره بتوقيعين مُعتمدين للبنك ..) وبالطبع لم أناقشه ولكنني إستفسرت عن الأمر الرائد ربيع فأفادني بأنه عرف من ضابط المخابرات الامريكي جاريت جونس (والذي كان يحضر التحقيقات مع مُعتقلي اللجان الثوريه) بأن المُخابرات الأمريكيه رصدت مبلغاً ضخماً لتأسيس هذا الفرع وأن الفاتح عروه سيسافر للسعوديه لإحضار مجموعه كبيره من العربات لِتكون مُخصصه فقط للعمليات التي سيُخطط لها الامريكان وننفذها نحن !! وفعلاً سافر الفاتح للسعوديه وأحضر العربات المُشار إليها كما تم تكليف الفرع بأهم الأدوار في عملية أو بالأحرى جريمة ترحيل اليهود الفلاشا لإسرائيل وسأعود لذلك بالتفصيل لاحقاً قبل أن أدخل في العمليات الميدانيه - أود أن أشير إلى عمليه أمنيه دبلوماسيه إعلاميه (إن جازت التسميه) شاركت في لمساتها النهائيه وهي عملية إحضار الأسرى السودانيين اللذين أسرتهم قوات الرئيس التشادي السابق حسين هبري في حربها مع الجيش الليبي والتي إندلعت ثم تواصلت مُنذ إحتلال القذافي لِشريط اوزو الحدودي شمال تشاد في عام 1973 (وكما يعلم الجميع فقد أعاده في عام 1994 بعد أن راحت فيه أرواح عديده من الجانبين هدراً إضافةً لكونه غزواً فاشلاً بكل المقاييس) وإستغلت مُخابرات النظامين التنظيمات المُعارضه في دولة العدو - حيث إحتضنت المُخابرات الليبيه السيد إدريس دبي (الرئيس التشادي الحالي) وأغدقت علي قوات الغوريللا التي يقودها بلا حساب مما مكنه من دحر قوات هبري تماماً في نهاية عام 1990 - بينما إحتضنت تشاد المُعارضه الليبيه مُمثله في الجبهه الوطنيه لانقاذ ليبيا التي يتزعمها السفير الليبي المُنشق محمد يوسف المقريف والذي وجد ضالته المفقوده بالعضويه المُسلحه في مئات الليبيين اللذين أسرتهم القوات التشاديه في حربها ضد الجيش الليبي الغازي - وأعلن عن تأسيس قوات جيش الانقاذ الوطني والتي كادت أن تقع في يد القذافي فور فِرار حسين هبري لولا مساعدة الصليب الأحمر الذي بادر بتوطين أفرادها كلاجئين بالولايات المتحده و إنشق قائدها العقيد خليفه حفتر عن المقريف فيما بعد (وذلك شأن آخر) الخــُلاصه أنه و كما أسرت القوات التشاديه ليبيين فقد أسرت أيضاً سودانيين يربو عددهم على المائه .. وما أن علم العميد حسن بيومي مدير ادارة الأمن الخارجي حينذاك بأمرهم - حتى أجرى إتصالات مكوكيه مع السُلطات التشاديه (حيث يعرف قادتها جيداً منذ أن كان قنصلاً فيها ولعب دوراً بارزاً حينها في تمكين حسين هبري من السُلطه) ومنظمة الصليب الأحمر الدولي والاسرى أنفسهم مما أسفر عن موافقة تشاد على تسليم الأسرى للصليب الأحمر الذي خيرهم بين تسليمهم للسُلطات السودانيه أو إعادتهم لليبيا فآثروا تسليم أنفسهم للسودان وهُنا دخل الجانب السياسي والاعلامي حيث أمر رئيس الجمهوريه بتشكيل وفد برئاسة وزير الداخليه حينذاك المرحوم الفريق علي يس لاستلام الأسرى على أن يضم الوفد في عضويته مُمثلين للأجهزه الأمنيه ووسائل الاعلام وقد سعدت حقاً بإختياري ضمن الوفد الذي ضم من الجهاز العميد كمال حجر رئيس هيئة العمليات و الرائد ربيع أحمد الريح وشخصي - فقد كانت أول مُهمه لي خارج الوطن بساتر شرعي (أي بغطاء دبلوماسي) وقد عملت قبل ذلك وبعده بسواتِر غير شرعيه في ليبيا ومصر و إثيوبيا كما سيرد ذكره بالتفصيل لاحقاً .. المُهم تقرر سفر الوفد في الاسبوع الأول من اُكتوبر 1984 حيث أقلعت بنا طائرة الهيركيوليز الضخمه من المطار الحربي بالقيادة العامه ميممةً وجهها شِطر أنجمينا التي هبت لإستقبالنا بمطارها البائس في شخص وزير داخليتها وبصحبته رئيس جهاز الأمن ورئيس هيئة الأركان ووكيل الخارجيه ومندوب الصليب الأحمر الدولي ومن الجانب السوداني سفيرنا هُناك وبمعيته الملحق العسكري العميد عزالدين الحلو والقنصل العقيد مأمون مع زملائنا بالطاقم الأمني في السفاره وبعد الاستقبال توجهنا في موكب رسمي تحرسه المُصفحات التشاديه إلى الفندق الذي إختاروه لاستضافتنا وهو عباره عن قلعه مُسلحه لكونه مقراً لضيوف الحكومه التشاديه ولِكبار ضباط القوات الفرنسيه الموجوده هُناك.. وبقدر ما هالني حجم الدمار الذي حاق بأنجمينا التي صارت بسبب الحرب اللعينه مدينة موت ينعق في سمائها البوم بقدر ما ذهلت عندما رأيت البذخ والرفاهيه التي يوفرها الرئيس هبري للفرنسيين في فندق لا يجرؤ حتى كبار المسئولين التشاديين على دخوله !! وبعد أن إرتحنا قليلاً من وعثاء السفر وصلت إلى بهو الفندق سيارات السفاره السودانيه لتقلنا إلى منزل العقيد أمن مأمون (القنصل بالسفاره) والذي أقام حفل عشاء على شرف الوفد ورحم الله الفريق علي يس فقد كان موسوعه سعد الجميع بحديثه ونقاشه وبعد العشاء قام السفير بتوصيله لجناحه وأكملنا نحن السهره بديسكو الفندق مع الحسناوات التشاديات و ضباط الفيلق الفرنسي الرابع وهم مُرتزقه من كل الدول الناطقه بالفرنسيه واللذين كانوا مبهورين بالدور السوداني في مُهاجمة ثكنة باب العزيزية بطرابلس في الثامن من مايو 1984 والتي أشرت لها تفصيلا هُنا :- http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-23996.htm صبيحة اليوم التالي كان البرنامج حافلاً حيث قابلنا الأسرى في سجن أنجمينا ورغم أن حالهم كان يُغني عن سؤالهم - إلا أن الرائد ربيع طلب منهم أن يهتفوا ورائه بحياة ثورة مايو وقائدها وما أن فعلوا إلا وحامت فيهم عدسات وزارة الاعلام تصويرآ :twisted: وأذكر من المُصورين الأخ خضر الفحام حيث درسنا المرحله الثانويه في مدرسه واحده بمدينة مدني الباسله - وبمناسبة ذكر عاصمة الجزيرة المعطاءه يسُرني أن أشيد بما خطه يراع قريبي ورفيق صباي وصديق عمري ياسر ودالنعمه في مًنتديات مدينتنا الحبيبه مدني عن جرائم قتل وإختفاء بعض المُواطنين إبان عهد مايو مُتسائلاً تساؤلاً مشروعاً عن هل هُنالك دور لجهاز أمن الدوله في الأمر ؟؟ وذلك بالرابط أدناه :-
http://wadmadani.com/vb/showthread.php?t=43095&page=1
http://whm.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-13824.htm
| |

|
|
|
|
|
|
|