|
المنايا تتفنن تنوعاً .. قطمة الموت من كبدي أشد هذه المرة ..!
|
(*)
الجمعة الماضية ... خرجت منال من باب بيتهم وقطعت الامتار القليلة التي تفصلهم عن باب بيتنا وسألت والدتي وهي تلهث من أثر الركض وهي في عجلة من أمرها : حبوبة بدرية عاوزين تلج ماشين رحلة .. وتحركت والدتي نحو الثلاجة لتعطيها الثلج .. ولكن منال عادت تسأل : حبولة بدرية عاطف جاي متين من الحج ؟ (وعاطف شقيقي الاكبر ضابط بالقوات المسلحة ذهب الى الحج مع بعثة القوات المسلحة ) أجابتها والدتي : بجي الليلة يا (منو) ..
تلقفت الثلج وقالت قبل أن تركض : خلاص نحنا ما بنتأخر بنجي عشان نحضر الكرامة , أوعكم تضبحوا الخروف قبل مانجي ..
ومضت منال ... وبعد ساعات توقفت سيارتان امام بيتنا وبيتهم من وجهتان مختلفتان وستمضيان الى وجهتان مختلفتان .. سيارة أتت بعاطف من المطار .. واخرى اتت بمنال وشقيقها محمد وابن خالتهم شريف وبنت خالتهم اية وصديقهم سيد وشغالتهم الاثيوبية زينب .. ولكنها سيارة حملت ستة جثامين .. عادوا يلفهم قماش الدمور الابيض .. وفقدنا منو ومحمد وشريف واية وسيد وزينب الاثيوبية .. خرجوا منا صباحاً فرحين .. وعادوا مساء الى ربهم فرحين ..
.. ...
(*) الجمعة الماضية .. فقدنا خمسة من فلذات أكبادنا .. في حادث غرق جماعي غريب .. راح ضحيته منال -طالبة بالصف الثامن وشقيقها محمد ..12سنة وبنت خالتهم اية -16 سنة وابن خالتهم شريف ..12 وصديقهم سيد ..12
هؤلاء احفاد عمنا عبدالله الطاهر وخالتنا سيدة .. وهم جيراننا الاقربين .. عشنا معهم وعاشوا معنا سيرة جيرة ام درمانية اقوى عروة من صلة الرحم .. كان عمنا عبدالله الطاهر صاحب الراية الصوفية الشهيرة التي تتوسط حي العرضة رجلا سمحا بسيطاً , رغم ثراءه ورغم انه صاحب اشهر مصانع جير بام درمان ورثها عن والده وظل يعمل بالاذاعة السودانية زهاء نصف قرن من الزمان ..
الخالة سيدة .. من آل العجب أورثت ابناءها وبناتها .. رقة القلب و طيب المعشر وكان أنتقلت كل هذه السجايا إلى الاحفاد ..
هؤلاء الاطفال ليسوا اطفال دنيا .. بوعيهم المبكر .. و تعاضدهم الغريب , الذي ربما كان التصاقا مدهشا .. لا يفترقون .. ياكلون معا .. ينامون معا .. يحبون بعضهم لدرجة ندر ان توجد ..
ويحبوننا كأهلهم لا يفرقون بيننا وكنا نكبر فيهم ذلك .. يتسابقون في ملاحقة ابيهم نحو عمله , لمساعدته .. .. ... الى والدتهم (أمال) .. و والدهم المكلوم (سيد الشعراني) .. إلى (إيمان) والدة شريف .. الى منال والدة اية .. الى والدة صديقهم (سيد) .. الى والدي (زينب ) الاثيوبية التي دفعت عمرها ثمناً لمحبتهم .. زينب في الثامنة عشرة من عمرها , خرجت من اهلها باثيوبيا يممت وجهها نحو السودان بحثا عن سبيل للرزق و لن تعود الى اهلها فقد تم دفنها على غير رغبة منها بحمدالنيل وما اعظم فقد اهلها فقد ذهبت عنهم دون وداع .. زينب اثيوبية تعمل معهم , لكنهاايضاً سقطت بحبال محبتهم فهم محبون محبوبون ودودون .. لم تستطع سوى ان تمضي معهم .. زينب دفعت روحها ثمنا للمحبة فقد كانت اول من هرع لانقاذ منال واول من راح ضحية المحبة ..
حين أبلغت أخي الأصغر (الزين ) بالخبر وهو حبيبهم وصديقهم .. لم يقل سوى : ما أطفال دنيا .. وحكمة النيل وليس غدره , أخذتهم وقلوبهم خضراء .. راحوا وبحلوقنا غصة وكأنهم أبناءنا جميعنا ..
... .. .
لا أدري إن كان قد صدق .. لكنني أجزم ان النيل والموت الكامن تحت موجه .. قطم قطعة أخرى من كبدي .. لكنه طمع كثيراً هذه المرة ..
وربما عاد لسابق عهده وصار يطلب عروس فيضانه , في زمان أسوا من زمان الفراعين ..
أو .. لا شئ سوى اليقين .. والدموع .. وإختبار الألم من جديد .. رغم ان الموت يجري فينا كل يوم وساعة .. الا أنه يتقن التنوع ويتفنن بايلامنا .. يتقن رفضه جعلنا نتقبله ونعتاده ونستقبله دون ان نتألم .. فلاشئ سوى الموت يتكرر ليبكينا كل مرة .. كأنه يزرونا أول مرة .. .. ...
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 11-06-2012, 02:29 AM) (عدل بواسطة كمال علي الزين on 11-06-2012, 02:32 AM) (عدل بواسطة كمال علي الزين on 11-06-2012, 04:15 AM) (عدل بواسطة كمال علي الزين on 11-06-2012, 04:30 AM)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المنايا تتفنن تنوعاً .. قطمة الموت من كبدي أشد هذه المرة ..! (Re: كمال علي الزين)
|
مأساة آل شعراني.. قصة أسرة ابتلع النيل فلذات أكبادها!
11-05-2012 07:04 AM تصوير: أحمد طلب لم يكن يوم الجمعة يوماً عادياً لآل الشعراني فقد كان نصفه ممتلئاً بالغبطة والمسرة اما نصفه الآخر فكان عذابا، بدأت الجمعة بفرحة الجميع برحلة ترفيهية لوداع ابن العائلة سيف الدين الذي انتهت اجازته واستعد ليعود ادراجه حيث يقيم باليمن وكان الاطفال هم الاكثر سعادة بتلك الرحلة التي صادفت العيد وسبقت نهاية عطلة المدارس، ولكن المشهد انقلب رأسا على عقب حينما غرقت الطفلة منال وتبعها اشقاؤها. (السوداني) شاركت الاسرة المكلومة الاحزان بمنزلهم بجوار نادي الربيع بأم درمان حيث انتصب سرادق العزاء. بدت الدموع تتقاطر من عيون الخال سيف الدين عبدالله خال الشهداء حينما بدأ يروي تفاصيل المأساة الفاجعة التي هزت اسرتهم برحيل (6) اطفال بينما كانوا في رحلة عائلية كوداع له ليقول: انا مغترب ومقيم بدولة اليمن منذ (23) عاماً حضرت آخر مرة للسودان في عام 1997 م وبعدها لم احضر الا هذا العام، استرسل الخال (سيف) قائلاً: اجازتي انتهت منذ الخميس الماضي ولكنهم اصروا على أن ابقى معهم مدة اسبوع بغرض الاحتفال بي وترتيب رحلة لوداعي، وفي اليوم الموعود تحركنا على متن عربة دفار لمنطقة قرب الشجرة بالخرطوم تقع جنوب الري المصري، والتي وصلناها مع صلاة الجمعة. ويضيف الخال انه ومع ارتفاع درجة الحرارة خاصة للاطفال الذين كانوا في صندوق العربة فقد اندفعوا للنيل للاستحمام، تتقدمهم الشهيدة (منال السيد أحمد الشعرانى) ابنة اختي الحبيبة التي تدرس في الصف الثامن وتبلغ من العمر (13) عاماً وبمجرد دخولها النيل سقطت داخل حفرة لتغرق وفي تلك الاثناء حاول شقيقها (محمد) الذي يبلغ من العمر (10) سنوات انقاذها الا انه سقط هو الآخر وتبعه صديقه (سيد الصادق) – (13) سنة وتبعتهما الخادمة الاثيوبية (زينب) – 18 عاماً فسقطت خلفهم، لتلحق بهم (آية حسين يوسف ) – 16 عاماً وبعدها (شريف عبدالعظيم ) ـ (10) سنوات، وفي تلك الاثناء حاول عدد من الشباب الموجودين بالمنطقة مساعدتهم وانقاذهم ولكنهم لم يفلحوا، الا انهم انتشلوا أربعة اطفال وهم (منال – شريف – سيد – الخادمة الاثيوبية زينب) تم ايصال ثلاثة منهم على قيد الحياة لمستشفى بست كير الا أن سوء الاسعافات الاولية تسبب في وفاتهم بالمستشفى قبل اجراء اللازم فيما كان الآخرون قد انتشلت جثثهم بواسطة شرطة الانقاذ النهري، واضاف ايضا انه وبحلول المغرب تم انتشال (4) جثث فيما بقيت جثتان لم تخرجا الا في حوالى الواحدة صباحاً حيث خرجت جثة آية والتي تم دفنها في حوالي الثانية صباحاً أما محمد فقد تم انتشال جثته فجر أمس حيث دفن ظهراً مع الآخرين بمقابر حمد النيل. واصل الخال سيف الدين حديثه وقال انه يحب ابناء شقيقاته، وانه كان ينوي خطبة منال لابنه الذي يدرس بخارج السودان الا أن الاقدار شاءت بأن تتوفى قبل أن تكتمل الامنية. أما والد الشهداء (السيد أحمد الشعرانى) فبدا محتسباً لله رغم الألم الذي اعتصره بداخله وتقبل التعازي في شهدائهم واكد بانه لم يكن معهم بل لم يرافقهم الرحلات في اي وقت مضى ولكنه في يوم الجمعة خرج الجميع وبقى هو ولكنه فوجئ باتصال هاتفي فاجع يؤكد له بأن طفليه منال ومحمد لقيا حتفهما غرقاً وتم نقلهما للمستشفى. واكد الوالد المكلوم أن الطفل الشهيد سيد الصادق ابن صديقه ويقيم بحي العباسية بأم درمان عندما سمع الصغير بنبأ الرحلة لحق بهم في آخر لحظات ليكون جنباً الى جنب مع صديقه (محمد) ليلقيا مصرعهما غرقاً معاً. في السياق يقول منظم الرحلة خالهم الاصغر ابراهيم عبدالله والدموع تتقافز من عينيه: قمت بتنظيم الرحلة وداعاً لشقيقي الاكبر واتفقنا انا وشقيقاتي الثلاث كأربع عوائل على أن نقوم بالرحلة وبالفعل قمنا بالإعداد لها وكانت المرحومة منال تشاركني التخطيط بل انها قامت بجمع (الشيرنق) (5) جنيهات من كل طفل سيشارك في الرحلة كمساهمة من الاطفال في الرحلة وكانت نشطة ومدبرة وفي يوم الرحلة وصلنا الى موقع الرحلة وهبطنا من العربة وقمنا بوضع المفارش على الارض وجلست على المفرش ولكني تفاجأت بالاطفال يصرون على الاستحمام فاصطحبتهم وكنت اقف جوارهم وامرتهم بألا يبتعدوا واخبرت الطفل الشهيد محمد بأن يخبرني في حال سبح احدهم بعيداً وبالفعل تركتهم جالسين على الرمال قرب حافة النيل وعدت الى الشجرة وجلست على المفرش وفي تلك الاثناء سمعت صوت صراخ فالتفت فاذا بي اجد أن منال قد غرقت وتبعها شقيقها والخادمة الاثيوبية وصديقهم سيد وتبعهم الباقون وجرت محاولات انتشالهم بواسطة المتواجدين بالموقع وتم استخراجهم ولكن لقوا مصرعهم في المستشفى قبيل اسعافهم ، واصل الخال حديثه مؤكداً أن الشهداء الستة من خيرة ابناء العائلة واميزها اكاديمياً واخلاقياً.
السوداني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المنايا تتفنن تنوعاً .. قطمة الموت من كبدي أشد هذه المرة ..! (Re: كمال علي الزين)
|
النيل يبتلع (6) من أسرة واحدة بمنطقة الشجرة
11-04-2012 07:29 AM الخرطوم: هاجر سليمان تحولت رحلة ترفيهية لاسرة من منطقة العرضة بأم درمان الى منطقة الري المصري بالشجرة الى مأساة عندما ابتلع النيل الأبيض (6) صبيان بينهم شقيقان من الأسرة وتم انقاذ اربعة بأعجوبة من الغرق في آخر لحظة. وأبلغ (السوداني) أحد أفراد الأسرة أن الحادث المأساوي للاسرة التي درجت على اقامة رحلة ترفيهية كل اسبوعين بدأ عندما غرقت منال سيد أحمد الشعراني (12) عاماً وتدرس في الصف الثامن أساس، فانطلقت الصرخات من الجميع وهبوا جميعهم نحو النيل محاولين انقاذها فلحق بها غرقاً شقيقها محمد (10) أعوام (الصف السادس أساس) وابن خالتهما شريف عبد العظيم (13) عاماً، وابنة خالتهم آية حسين يوسف وصديق الأسرة الطفل سيد وخادمة اثيوبية، فيما تمكن الدفاع المدني من انقاذ اربعة من الأسرة من الغرق في محاولة الانقاذ الفاشلة التي راح ضحيتها ستة اشخاص. ونقل الأربعة وجميعهم ابناء خالات الى المستشفى وحالتهم مستقرة، فيما شيعت الستة جثامين في موكب مهيب إلى مقابر حمد النيل بأم درمان مساء أمس. السوداني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المنايا تتفنن تنوعاً .. قطمة الموت من كبدي أشد هذه المرة ..! (Re: محجوب البيلي)
|
نبت آخر يزهر حزنا.. قد طل عليك من وراء جدران الجوار.. كأن الشمس آذنته أن يسطع قدراً بأزهاره الحزينة مع ضوء ذلك الصباح.. وأن تتطاول الأفرع حتى تعانق الأطفال فرحاً يزفهم نحو الجنان .. وتغني معهم أغنية الرحيل ... في ذلك اليوم انهمرت الوعود بالمجيئ والحضور فتنادت سحائب الغياب .. لتضم في أطيافها الفراشات والزنابق وتضم في صدرها أزهار الغدير ... تسافر بهم إلى غداً تشغله الحكايات عن المجيء ولا حضور... وتركوا لنا وعودا تملأ صفحات ضحكاتهم البريئة... وتركوا لنا الكلمات الصغيرة مبعثرة في أركاننا والحنايا.. تتقافز في مكان ما في الدواخل. نبت آخر بدأت براعم أوراقه تحدث سابقاتها عن الشوق والأزهار... كل الأزهار يسبقها شوق وتلحقها أشواق وأحزان...
. . . . .
صادق العزاء لأسرتكم الكريمة وجيرانها
| |
|
|
|
|
|
|
|