ونقب النقيب فيما لا يفقه فيه /أبراهام مدوت باك دينق

Quote: قال الإمام على بن ابى طالب فى إحدى خطبه”إن أبغص الخلائق إلى الله رجلان: رجل وكله الله إلى نفسه ـ فهو جائر عن قصد السبيل، مشغوف بكلام بدعة، ودعاء ضلالة، فهو فتنة لمن إفتتن به، ضال عن هدى من كان قبله. ورجل قمش جهلا، موضع فى جهال الأمة، عاد فى أغباش الفتنة، عم بما فى عقد الهدنة، قد سماه أشباه الناس عالما وليس به. بكر فإستكثر من جمع، ما قل منه خير مما كثر، حتى إذا إرتوى من ماء آجن، و إكتنز من غير طائل، جلس بين الناس قاضيا، ضامنا لتخــليص ما إلتبس على غيره، فإن نزلت به إحــدى المبهمــات، هيأ لها حشوا رثا من رأيه ثم قطع به، فهو من لبس الشبهــات فى مثل نسج العنكبوت، لا يدرى أصــاب أم أخــطأ، فإن أصاب خاف أن يكون قد أخــطأ، وإن أخــطأ رجا أن يكون قد أصــاب، جــاهل خــباط جــهالات، لم يعض على العلم بضرس قاطع. لقد شمل الشيخ أحمد النقيب صفة الرجلان، ولو علم بما فى جــهل نفسه لما إستهواه الكبرياء مبلغ التشكيك فى إسلام مسلمو جمهورية جنوب السودان. فهذا الشيخ من أتباع البهيمة ودينه النفاق، إبتلى به مصر المحروسة فى دهر عنود وزمن كنود، يجزع المرء منه كمن يجزع من الأجرب. وحسنا فعلت السفارة المصرية بجوبا حين تبرأت مما نطق به شيخهم الجاهل من كلام آثم طاعنا فى كرامة شعب جمهورية جنوب السودان. ما كنت سأعير ما تفوه به ذاك الشيخ، الذى لم يستره جلباب الدين، أدنى إهتمام لولا تدخل السفارة المصرية مشكورة لإزالة اللبس عن القضية التى أثارت غضب الشعب الجنوب سودانى، حتى بلغ البعض حد مطالبة الحكومة المصرية بالإعتذار، وفى هذا، لعمرى، طلب الثأر فى غير موضعه، فكل ما أبغيه من وراء هذه السطور هو إزاحة الشبهات، وتنبيه بعض الإخوة ممن جرفهم العاطفة وهم غيورين على الوطن، لأن الشيخ، كما ورد فى بيان القائم بأعمال السفارة، لايحمل صفة رسمية، وبالتالى لو كنا قد انسقنا لرأى المجتمع المدنى الذى طالب بالإعتذار وإلا أنزلونا الشارع فى تظاهرة حاشدة قاصدين السفارة المصرية، لكنا كأنصار الشيخ أحمد النقيب الذين قتلوا السفير الامريكى فى ليبيا أو إخواننا الذين أحرقوا السفارة الألمانية فى الخرطوم (لو غلبك زوجتك أجلد ضرتها) عقابا لأمريكا فيما يصفونه فيلما مسيئ للإسلام، فسلكوا بمسلكهم هذا مسلك الذين يريدون الإساءة للإسلام، حتى اصبحوا غرض، بغوغائيتهم، يقصده كل من إستمرء فرجة الجهالة. لذلك علينا ان نفهم بان الشيخ النقيب ينقب فيما لا يفقه فيه، فقد إختلطت عليه أمور الدنيا، فلم يدرك كيف إنه شب فى لب العنصرى، وكيف إنه أصيب بمرض عضال خرج من مختبر الخواجات. يقول المخرج السينمائى الامريكى مايكل مور صاحب الكتاب{الرجل الأبيض الغبى}، ان الرجل الأبيض قد وضع سقفا لونيا جعل من لونه القرمزى فى المرتبة العليا، ومن ثم ترك للسحنات الأخرى فضل الإجتهاد فيمن هى اقرب سنحة للبياض. وهذه النظرية يفسر لنا الحساسية المفرطة لدى الغير بيض وإنهماكهم فى العراك اللونى، جسدها أغنية للفنانة صباح تقول فيها (أنا مش بيضاء ولا سمراء، انا حنطية وبيدى أولاد وبيتى بشارع الحمرا …غلطان فى النمرة و…..) لقد تفننا فى توصيف الوان بشرتنا، فمننا الأصفر والأخضر والأحمر وحتى الأزرق. إنكم لو عاينتم تكالب أهل الشيخ النقيب على الفتيات السوريات(البيضات) الهاربات من جحيم الرئيس الاسد فى الدول التى لجأ إليها اسرهن لجزعتم ووهلتم. قمة اللاأخلاق أن يستغل أولئك الشيوخ الظرف الذى يمر به الشعب السوري. وبدلا من إيواءهن، تداكوا عليهن، بغرض زواج المتعة، تداك الإبل الهيم يوم وردها. شيوخ اتباع الهوى لا يشغلهم إلا فروج التساء يصدون بها آذان الناس ضجيجا فى منابرهم. لقد عشش الجهل وباض ثم فرخ فى صدر الشيخ أحمد النقيب. وإلا كيف يختزل تحسين نسل الجنوب فى خمسين ألف شاب مصرى. كم شاب من الجنس القوقازى يحتاجه الأصفر والحنطى، مع العلم ان البيض أقلية فى العالم، مقارنة بأصحاب البشرات الأخرى. كم شاب خواجة يحتاجه العرب حتى يقترنوا بالبياض؟ فوالله يا شيخ نقيب لو حننتم للبياض حنين العتوت لأمه ما بلغتموه ولو بمليار خواجة من الجنس الآرى ذوى العيون الخضر والشعر الأشقر ناهيك عن السوريات. نحن فى جمهورية جنوب السودان، كغيرنا من البشر، نعتز بلون بشرتنا ولا نريد له أى نوع من المداهنة أو الإلتفاف على شاكلة أزرق او حنطية، نحن سود، وسنظل كذالك إلى ان تقوم الساعة. فقد خلقنا الله فى أحسن تقويم وأنعم علينا بوطن، يتخلله الأنهار، وطن يجعل الأحقاد والإحن تتنزل فى صدور الذين إستبدت بهم الحسرة والندم. لذلك لا يجب ان نجعل من صغائر الأمور مشاغلنا يفرضها علينا شيخ خابط فى حيرة من السقف اللونى الذى لا يجد فيه نفسه أبيضا ولا أسود ولا حنطى. شيخ قابع منهمك بالتويتر لا يعزيه إلا البكاء على نفسه. يقول الإمام على فى موضع آخر من خطبه { وأعلم ان لكل ظاهر باطنا على مثاله فما طاب ظاهره طاب باطنه وما خبث ظاهره خبث باطنه}هكذا شيوخ الإسلام السياسى لا تر فيهم غير الخبث فى فكرهم وسلوكهم، موغلون فى فتن الناس وتفريقهم على أساس اللون ومولعون أكثر بفروج النساء.