|
آدم افتراضيّ.
|
إلى آدم افتراضيّ، يبعث الحياة في الموتى فتنهض الموءودة، تنزع العمائم وتشير لشوارع الخرطوم. يلتف السوط حول عنق الجلّاد وتزغرد جدّتي فترقص المقابر. إلى ساعده الأسود يُحيل اللون في لاوعينا إلى حقيقته البهيّة. إلى صدره الذي أغوى الأسرار؛ فسكنته حين فضحها أصحابها.
إلى الأطفال في عينيه يمنحوننا البراءة مقابل تشرّدهم. إلى رجل، لم يخش الله خوفاً من النار. لم يقتل، طمعاً في الجنّة. أحبّ الله حين أدرك أنّه المحبّة.
قتل الهمّ واصطاد الفرح تجمعنا فيروز كل مساء ويفرقنا حرّاس الهوس.
إلى الإلفة في رائحته، بنكهة النعناع وشاي الصباح. إلى كتفه الذي اتكأت عليه الوجوه وغسلته الدموع وغادرته وبين تنهداتها راحة. في قدرته، ايواء كل النساء، تحت سقف.. حلو الكذب لكنّ صدقه إكتفى بواحدة. إليه، ماثلَ تمام الخيال والاشتهاء، فافترضته. لم يحوجني للطين تنفخه أمنياتي ليكون هوّ. عند زيارته الأولى لمدينتي كعادتي عندما أُشده، أتسمّر وعند البيوت المقابلة، خلعت النساء أبواب المنازل. وعندما تحدّث ظننته المطر، ولكنّها الغيمة هربت من فمه فتخاطفتها الآذان هطلت عندي لازال رذاذها يُلهب، ومكانها خارطة، يشير سهمها إلى جهة اليسار. وعندما خرج، ارتدت البيوت أبوابها وأوصد بابي زراره ضد القادمين. وعندما سقَطَت أمامه صديقة..ساعدها على النهوض، إتكأت على ذاتها نفضت ماتبقى مِن مَن أسقطها..على الأرض، وسارت من جديد. تحفّها ارادة. كلّما شاقني مذاق العسل بعده، تذكرت رحلة النحل وقبلة الموت. إلى آدم تآمرت على قلبه قذفته ذات غضب انتظرت ليرتد تحت قدميّ..فتخاطفته النجوم.
طويت حاجتي إليه في الخفاء وبعناية وخبأتها بحقيبة يدي التي خانتني حين قفزت وعانقته فور رؤيته. آدم البحر الذي ضحك فانشق عن ممر نجا عند عبوره الناس وغرقت وحدي. يخضرّ المكان سريعاً ويمتلئ بالاصدقاء عندما يتحدّث. أبنوسيّ الطلعة صوته بطابقين يأوي القَلِقين بطابق والمشرّدين بآخر ويتركني في الدرج أختار مقامي مابينهما.
لا يعرف الأسئلة المعلقة ولا ذوات الاجابة، التي تأتي من باب جانبيّ.. أو حجرة منزوية. ويالحدسه، رغم الانكار، يكنس خيط العنكبوت، ويُطلق الزاجل يحمل الحقائق على أسنّة الكلام. مشى على الأرض؛ فنما الزرع، جلس؛ فأزهر المقعد، تحدّث؛ فإخضرّ الجميع. صافحته؛ فتحوّلت قدمايَّ إلى جذور وصار شعري عناقيد.
عندما يغيب، أسال الحقول تأخذني من يدي وتتنهي بي عند وردة. هذا الذي حضر الى الأرض مستقلّاً ملاكاً. كان لقاؤنا كفعل الشَّعر ببعضه عندما يُجدل. عندما يضحك يتغيّر الطقس ويغطّيني العرق. مرّ بهن تغامزن انتظرن أوبته حتّى يبعثن من جديد ها قد أتى.. ردّدن: "ياالله كم لبثنا!" قال لي: أحبّك. نبتت لي أجنحة، لازالوا يبحثون عنّي في الأرض. لأنّي أغار على صوته، عبّأته في صَدَفة وقذفته في البحر. بعض الصدف تخاطفه الطير فغنِم تغريده الذي نعرف. وبعضه، صاده الناس؛ فغنموا اللآلئ ضحكاته التي استحالت لآلئاً، تعلّقها النساء على اعناقهن والآذان والمعاصم. ملحوظة، آدم لا يتلاعب بالأقدار، ولا يكتب عن كل النساء في سطر واحد.
الامضاء: حواء، تباهت بالاكتفاء عند المقدرة؛ فكتبت في كل السطور عن آدم واحد.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: آدم افتراضيّ. (Re: قيقراوي)
|
Quote: مشى على الأرض؛ فنما الزرع، جلس؛ فأزهر المقعد، تحدّث؛ فإخضرّ الجميع. صافحته؛ فتحوّلت قدمايَّ إلى جذور وصار شعري عناقيد.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: آدم افتراضيّ. (Re: Adil Osman)
|
عودة تماضر الخنساء للمنبرنا الافتراضي
يرد للمنبر بعض عافيته الكتابية الرائعة روعة حرفك
عودة حميدة أختي تماضر
ولآدمك الافتراضي تحيه ومتابعه.
دمت بخير.
،،،،أبوقصي،،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: آدم افتراضيّ. (Re: طاهر بدر)
|
نص بديع ومدهش ...وخيال مبتدع ...
شكرا أستاذة تماضر ..على المعاتبة والإستفزاز والتحفيز ...والإمتاع الأدبي قبل هذا وذاك .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: آدم افتراضيّ. (Re: Abdel Aati)
|
Quote: يُطلق الزاجل يحمل الحقائق على أسنّة الكلام |
بل حقيقة واحدة .. هي .. . . . الإبداع لا يصنع خطك الأدبي.. بل خطك هو الذي يصنعه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: آدم افتراضيّ. (Re: محمد على طه الملك)
|
Quote: إلى آدم افتراضيّ، يبعث الحياة في الموتى فتنهض الموءودة، تنزع العمائم وتشير لشوارع الخرطوم. يلتف السوط حول عنق الجلّاد وتزغرد جدّتي فترقص المقابر. إلى ساعده الأسود يُحيل اللون في لاوعينا إلى حقيقته البهيّة. إلى صدره الذي أغوى الأسرار؛ فسكنته حين فضحها أصحابها.
إلى الأطفال في عينيه يمنحوننا البراءة مقابل تشرّدهم. إلى رجل، لم يخش الله خوفاً من النار. لم يقتل، طمعاً في الجنّة. أحبّ الله حين أدرك أنّه المحبّة.
قتل الهمّ واصطاد الفرح تجمعنا فيروز كل مساء ويفرقنا حرّاس الهوس.
إلى الإلفة في رائحته، بنكهة النعناع وشاي الصباح. إلى كتفه الذي اتكأت عليه الوجوه وغسلته الدموع وغادرته وبين تنهداتها راحة. في قدرته، ايواء كل النساء، تحت سقف.. حلو الكذب لكنّ صدقه إكتفى بواحدة. إليه، ماثلَ تمام الخيال والاشتهاء، فافترضته. لم يحوجني للطين تنفخه أمنياتي ليكون هوّ. عند زيارته الأولى لمدينتي كعادتي عندما أُشده، أتسمّر وعند البيوت المقابلة، خلعت النساء أبواب المنازل. وعندما تحدّث ظننته المطر، ولكنّها الغيمة هربت من فمه فتخاطفتها الآذان هطلت عندي لازال رذاذها يُلهب، ومكانها خارطة، يشير سهمها إلى جهة اليسار. وعندما خرج، ارتدت البيوت أبوابها وأوصد بابي زراره ضد القادمين. وعندما سقَطَت أمامه صديقة..ساعدها على النهوض، إتكأت على ذاتها نفضت ماتبقى مِن مَن أسقطها..على الأرض، وسارت من جديد. تحفّها ارادة. كلّما شاقني مذاق العسل بعده، تذكرت رحلة النحل وقبلة الموت. إلى آدم تآمرت على قلبه قذفته ذات غضب انتظرت ليرتد تحت قدميّ..فتخاطفته النجوم.
طويت حاجتي إليه في الخفاء وبعناية وخبأتها بحقيبة يدي التي خانتني حين قفزت وعانقته فور رؤيته. آدم البحر الذي ضحك فانشق عن ممر نجا عند عبوره الناس وغرقت وحدي. يخضرّ المكان سريعاً ويمتلئ بالاصدقاء عندما يتحدّث. أبنوسيّ الطلعة صوته بطابقين يأوي القَلِقين بطابق والمشرّدين بآخر ويتركني في الدرج أختار مقامي مابينهما.
لا يعرف الأسئلة المعلقة ولا ذوات الاجابة، التي تأتي من باب جانبيّ.. أو حجرة منزوية. ويالحدسه، رغم الانكار، يكنس خيط العنكبوت، ويُطلق الزاجل يحمل الحقائق على أسنّة الكلام. مشى على الأرض؛ فنما الزرع، جلس؛ فأزهر المقعد، تحدّث؛ فإخضرّ الجميع. صافحته؛ فتحوّلت قدمايَّ إلى جذور وصار شعري عناقيد.
عندما يغيب، أسال الحقول تأخذني من يدي وتتنهي بي عند وردة. هذا الذي حضر الى الأرض مستقلّاً ملاكاً. كان لقاؤنا كفعل الشَّعر ببعضه عندما يُجدل. عندما يضحك يتغيّر الطقس ويغطّيني العرق. مرّ بهن تغامزن انتظرن أوبته حتّى يبعثن من جديد ها قد أتى.. ردّدن: "ياالله كم لبثنا!" قال لي: أحبّك. نبتت لي أجنحة، لازالوا يبحثون عنّي في الأرض. لأنّي أغار على صوته، عبّأته في صَدَفة وقذفته في البحر. بعض الصدف تخاطفه الطير فغنِم تغريده الذي نعرف. وبعضه، صاده الناس؛ فغنموا اللآلئ ضحكاته التي استحالت لآلئاً، تعلّقها النساء على اعناقهن والآذان والمعاصم. ملحوظة، آدم لا يتلاعب بالأقدار، ولا يكتب عن كل النساء في سطر واحد.
الامضاء: حواء، تباهت بالاكتفاء عند المقدرة؛ فكتبت في كل السطور عن آدم واحد. |
آمنت بالله الذي اودع كل هذا الخيال فيك ! دي كتابة مُسْكِرة يا تماضر
وان كان آدمُك افتراضيًا فخيالك حقيقي !
تسلمي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: آدم افتراضيّ. (Re: هيثم طه)
|
تماضر
تحياتى ...
Quote: عندما يغيب، أسال الحقول تأخذني من يدي وتتنهي بي عند وردة. هذا الذي حضر الى الأرض مستقلّاً ملاكاً. كان لقاؤنا كفعل الشَّعر ببعضه عندما يُجدل. عندما يضحك يتغيّر الطقس ويغطّيني العرق. |
لا تغيبى كثيرا لاننا نحتاج الى هؤلاء
الافتراضيين احيانا كثيرة لانهم
يلونون واقعنا بــ تأملات هى اقرب
للواقع !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: آدم افتراضيّ. (Re: محمد كابيلا)
|
من اجمل ما قرأت في المنبر مؤخراً
كل حرف مكتوب بعنايه لا توصف
واخيله بديعه وتراكيب لغويه مدهشه ...
ابهار عالي ونص مبدع ..يستحق ان تتحول في حضرته الى صمت كامل//
شكرا يا استاذه///
| |
|
|
|
|
|
|
Re: آدم افتراضيّ. (Re: محمد حيدر المشرف)
|
Quote: إلى رجل، لم يخش الله خوفاً من النار. لم يقتل، طمعاً في الجنّة. أحبّ الله حين أدرك أنّه المحبّة. |
إن قوما عبدوك خوفا من نارك فتلك عبادة العبيد وقوما عبدوك حبا في جنتك فتلك عبادة التجار وقوما عبدوك لأنك أهل لذاك فتلك عبادة الأحرار.... ..... تحياتي استاذة تماضر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: آدم افتراضيّ. (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: طويت حاجتي إليه في الخفاء وبعناية وخبأتها بحقيبة يدي التي خانتني حين قفزت وعانقته فور رؤيته. آدم البحر الذي ضحك فانشق عن ممر نجا عند عبوره الناس وغرقت وحدي. |
التحية سلام عليكم وقفة تقدير لبلاغة حرفك الناعم الثري
تحية وتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: آدم افتراضيّ. (Re: محمد عبد الله شريف)
|
سلامات ويسعد صباح آدمنا السوداني
هيثم طه، شكراً على قرايتك وانطباعك عنها.
محمّد كابيلا، عليك الله آدمي دا اسّي واقعي؟؟ شكرا على رسم الابتسامة ووجودك مفرح.
الامين محمد علي، تشكرات على وقوفك هنا وكتابتتك محل تقدير كبير.
محمّد حيدر المشرف، بذات الافتراضيّة ياخي، ليه مطالبين بالاكثر: )
متوكل علي، لامرحبا بعبادة التجار..تحيّاتي لك.
خالد علي محجوب المنسي، كل الشكر على القراية.
محمد عبدالله شريف، لك المحبّة اينما كنت وانت تحمل عبق الأهل ورائحة دلقو.: )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: آدم افتراضيّ. (Re: تماضر الخنساء حمزه)
|
الله، الله
تغني الكمنجات، على ايقاعٍ تصنعه حين تصمت. يرتفع الحس لأعلى درجات البكاء. يمشي الأنين الهوينى، كلّما، صادف مقام الصوت، على أوتارِ حلقٍ.. يمتدُ مسافةَ تفاحةٍ.. وثلاث قبلات. تطير العصافير من طقطقة أصابعِك. ويتساقط بعضُ ريشها على كفّي. كالمناديل، تُضمّد خطوطها، آخر آثار السكين.. التي ظننتني أحملها عند مرورك. برغم نزفها البائن.. أؤكّد لك: أنت، لست يوسف. البيوت المتهالكة من سير اللاتي عبرتهن، التي أعدت تشييدها على دمي، آويت بها العجزة.. فهم عصارة هذه الحياة، وآخر اكتشافاتها حدّهم يحكون حكاياتهم القديمة، ظافرين بابتسامٍ، ادخره حسن فعلهم، ليقوم مقام الشدّ ضدّ التجاعيد، ذكاء، استعرته.. حين ابتسمت لمن آلمني.. لأدّخر كما فعلوا. النيل، الذي يغيّر مساره، كلّما يممت جنوباً..يشي بك فتستدير قِبلتي، مقدار دورانك حول اجابتي أفلا ترافقني في مسيري نحو الله ولو بقدر اصغاءة؟ (الله، الله!) التي تقولها، حين تُجرح، حين تفرح، حين تغضب، حين تنتصر، حين تخسر وحين تكسب رهانك ضدّك.
قالوا الحنين توّاه وكان البشوف غرقان..حرّمت نظر العين لكن لقيتك في.. وفاضحاك حروف الآه بي وين مداخلك ليّ.. مالكني يا جهجاه حأجيك ملفّح بيك وحتقول معاي (الله!)
| |
|
|
|
|
|
|
|